البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 301  302  303  304  305 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
بنو أم : شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

دَعَـانِـي كُـلَـيْـبٌ بِـالمَدِينَةِ دَعْوةً وأَفْـنَـاءُ  قَـيْـسٍ شَاهِدُونَ iiوخِنْدِفُ
فَـكَـانَ جَـوَابِـي أَنْ حَزَزْتَ iiأَخَاهُمُ جِـهَـاراً وأَنْيَابِي مِنَ الحِرْبِ iiتَصْرِفُ
وقَـالَ كُـلَـيْـبٌ اخْضِبُوا لِيَ iiلحْيَتِي لَـوَ أَنِّـي غُـدُوٍّاً عِنْدَ مَرْوَانَ iiأَعْرِفُ
فَـلَـمَّـا  دَنَـا لِـلْـبَـابِ أَشْبَهَ iiأُمَّهُ وقَـالَـتْ  لَـهُـمْ نَفْسُ المَذَلَّةِ أَزْحِفُوا
فَـإِنْ يَـكُ فـي بُـعْرَانَ قَيْسٍ iiمَعُوَنةٌ يَكُنْ لِبَني العَجْلاَنِ في الضَّرْبِ مِخْشَفُ
جَـزَيْـتُ  ابْنَ أَرْوَى بِالمَدِينَةِ iiقَرْضَهُ وقُـلْـتُ  لِـشُـفَّـاعِ المَدِينَةِ iiأَوْجِفُوا
ونَـحْـنُ بَـنُـو أُمٍّ نَـشَـأْنَـا iiثَلاَثةً نَـقُـومُ  بِـأَبْـوَابِ الـمُلُوكِ iiفَنُعْرَفُ

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
تذكرت إخواني: شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

تَـذَكَّرْتُ  إِخْوَانِي الَّذِينَ iiهَجَرْتُهُمْ كَأَنْ  لَمْ يِكُنْ شَكْلِي لَهُمْ مَرَّةً iiشَكْلاَ
هَجَرْتُهُمُ  مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ ولا iiقِلىً ولـكِنَّ  مَرَّ الدَّهْرِ كَانَ لَهُمْ iiشُغْلاَ
مَـتَـى تَأْتِهِمْ مِنْ حَافَةٍ تَلْقَ iiسَيِّداً غُـلاماً مُبِيناً عِنْدَهُ السَّرُْ أَوْ iiكَهْلاَ
يَـقُـودُونَ جُرْداً قَدْ طُوِينَ iiكَأَنَّهَا خَطَاطِيفُ  ظِلٍّ لَمْ يَدَعْنَ لَهُمْ iiتَبْلاَ
لَـهُـمْ ظُعُنٌ سَطْرٌ تَخَالُ زُهَاءَهَا إِذَا مَا حَزَاهَا الآلُ مِنْ سَاعَةٍ نَخْلاَ
بِـوَادٍ حِـجَـازيٍّ تَـغَوَّلَ iiطُولُهُ مَـزَارِعُ في شُطْئَانِهِ نُجِلَتْ iiنَجْلاَ

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
جمر: شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

لَمْ  يُبْقِ مِنْ كَبِدِي شَيْئاً أَعِيشُ بِهِ طُولُ الصَّبَابَةِ والبِيضُ iiالهَرَاكِيلُ
كَـأَنَّ بَـيْـنَ تَـرَاقِـيهَا ولبَّتِهَا جَمْراً بِهِ مِنْ نُجُومِ اللَّيْلِ iiتَفْصِيلُ
كَـأَنَّ ضَحْكَتَها يَوْماً إِذَا iiابْتَسَمَتْ بَـرْقٌ  سَـحَـائِبُهُ غُرٌّ iiزَهَالِيلُ
كَـأَنَّـهُ زَهَـرٌ جَـاءَ الجُنَاةُ iiبِهِ مُسْتَطْرَفٌ طَيِّبُ الأَرْواحِ مَطْلُولُ

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
حصان: شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

وغَـيْـثٍ  تَـبَطَّنْتُ النَّدَى في iiتِلاَعِهِ بِـمُـضْـطَـلِـعِ التَّعْدَاءِ نَهْدٍ iiمَرَاكِلُهْ
شَـدِيـدِ  مَـنَاطِ القُصْرَيَيْنِ مُصَامِصٍ صَـنِـيـعِ  رِبَـاطٍ لـمْ تُغَمَّزْ iiأَبَاجِلُهْ
غَـدَوْتُ بِـهِ فَـرْدَيْـنِ يُنْغِضُ iiرَأْسَهُ يُـقَـاتِـلُـنـي حَـالاً وحَـالاً iiأُقَاتِلُهْ
فَـلَـمَّـا رَأَيْتُ الوَحْشَ أَيَّهْتُ وانْتَحَى بِـهِ  أَفْـكَـلٌ حَتى اسْتَخَفَّتْ iiخَصَائِلُهْ
تَـمَـطَّـيْـتُ  أَخْـلِيهِ اللِّجَامَ iiوبَذَّنِي وشَـخْـصي يُسَامِي شَخْصَهُ iiوَيُطَاوِلُهْ
كَـأَنَّ  يَـدَيْـهِ والـغُـلاَمُ يَـنُـوشُهُ يَـدَا  بـطَـلٍ عَارِي القَمِيصِ iiأُزاولُهْ
فـمَـا نـيـل حَتَّى مَدَّ ضَبْعِي iiعِنَانَهُ وقُـلْـتُ مَـتَـى مُسْتَكْرَهُ الكَفِّ iiنَائِلُهْ
وحَـاوَطْـتُـهُ  حَـتَّـى ثنيْتُ iiعِنَانَهُ عَـلَـى  مُـدْبِـرِ العِلْبَاءِ رَيَّانَ iiكاهِلُهْ
فَـأَلْـجَـمْـتُهُ  مِنْ بَعْدِ جَهْدٍ وقَدْ iiأَتَى مِنَ الأَرْضِ دُونَ الوَحْشِ غَيْبٌ مُجاهِلُهْ
فَـلَـمَّـا احْـتَضَنْتُ جَوْزَهُ مَالَ iiمَيْلَةً بِـهِ الـغَرْبُ حَتَّى قُلْتُ هَلْ أَنَا iiعَادِلُهْ
وأَغْـرَقَـنِـي  حَـتَّى تَكفتَ iiمِئْزَرِي إِلـى  الـحُجْزَةِ العُلْيَا وطَارَتْ iiذلاَذْلُهْ
فَـدَلَّـيْـتُ نَـهَّـامـاً كَـأَنَّ iiهُـوِيُّه هُـويُّ قـطَـامِـيٍّ تَـلَـتْـهُ iiأَجَادِلُهْ
عَـلَـى إِثْـر شَـحّاجٍ لَطِيفٍ مَصِيرُهُ يَـمُـجُّ لُعَاعَ العِضْرِسِ الجَوْنِ iiسَاعِلُهْ
مُـفِـجٌّ  مِـنَ الَّـلائِي إِذَا كُنْتَ iiخَلْفهُ بَـدَا  نَـحْـرهُ مِـنْ خَـلْفِهِ iiوجَحَافِلُهْ
إذَا كَـانَ جَرْيُ العَيْر في الوَعْثِ iiدِيمَةً تَـغَـمَّدَ جَرْيَ العَيْرِ في الوَعْثِ iiوَابِلُهْ
فـلـمَّـا  اجْـتَمَعْنَا في الغُبَارِ iiحَبَسْتُهُ مَـدَى الـنَّـبْـلِ يَدْمَى مِرْفَقَاهُ iiوفائِلُهْ
وجَـاوَزَهُ  مُـسْـتَأْنِسُ الشُّأْوِ iiشَاخِصٌ كَـمَـا  اسْتَأْنَسَ الذِّئْبَ الطَّرِيدُ iiيُغَاوِلُهْ
فَـأَعْـصَـمْـتُ عَنْهُ بِالنُّزُولِ iiمُجَلِّحاً كَـتـيْـسِ  الظِّبَاءِ أَفْزَعَ القّلْبَ iiحَابِلُهْ
فـأَيَّـهْـتُ تَـأْيـيـهاً بِهِ وَهْوَ iiمُدْبِرٌ فَـأَقْـبَـلَ وَهْـوَاهـاً تَـحَدَّرَ iiوَاشِلُهْ
خَـدَى مِـثْـلَ خَدْيِ الفالجِيِّ iiيَنُوشُني بـخَـبْـطِ يَـدَيْـهِ عِيلَ مَا هُوَ عَائِلُهْ
إِذَا مَـأْقِـيَـاهُ أَصْـفَقَا الطرْفَ iiصَفقَةً كَـصَـفـقِ الـصَّنَاعِ بِالطِّبَابِ iiتُقَابِلُهْ
حَـسِـبْـتُ  الْـتِـقَاءَ مَأْقِيَيْهِ iiبِطرْفِهِ سُـقـوطَ جُـمَانٍ أَخْطَأَ السِّلْكَ iiوِاصِلُهْ
تَـرَى  الـنُّعَرَاتِ الخُضْرَ تَحْتَ iiلَبَانِهِ فُـرَادَى ومَـثْـنَى أَصْعَقَتْهَا iiصَوَاهِلُهْ
فـرِيـسـاً ومَـغْـشِـيّـاً عَلَيْهِ iiكَأَنَّهُ خُـيُـوطـة مِـارِيٍّ لَـوَاهُـنَّ iiفاتِلهْ
وَكَـمْ مِـنْ إِرَانٍ قَـدْ سَـلَـبْتُ مَقِيلَهُ إِذَا  ضَـنَّ بِـالْـوَحْشِ العِتَاقِ iiمَعَاقِلُهْ

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
على شاطئ البحرين: شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

سَـائِـلْ بِكَبْشَةَ دَارِسَ iiالأَطْلاَلِ قَـدْ هَـيَّـجَـتْكَ سُومُهَا iiلِسُؤَالِ
والـدَّارُ قَـدْ تَدَعُ الحَزِينَ لِمَا iiبِهِ ويُـدِلُّ عَـارِفُـا بِـغَـيْرِ دَلاَلِ
سِحْراً كَمَا سَحَرَتْ جَرَادَةُ iiشَرْبَهَا بِـغُـرُورِ أَيَّـامٍ وَلَـهْـوِ iiلَيَالِي
بَلْ هَلْ تَرَى ظُعُناً كُبَيْشَة وَسْطَهَا مُـتَـذَنِّـبَاتِ  الخَلِّ مِنْ iiأَوْرَالِ
لبِسَتْ  جَلاَبِيبَ الحَرِيرِ iiوخَدَّرَتْ بِـالـرَّيْطْ  فَوْقَ نَوَاعِجٍ iiوجِمَالِ
حَـتَّى  إِذَا هَبَطَتْ مَدَافِعَ iiرَاكِسٍ ولَـهَـا  بِصَحْرَاءِ الرُّقَيِّ iiتَوَالِي
مَـالَ  الـحُدَاةُ بِهَا لِحَائِشِ iiقَرْيَةٍ وكَـأَنَّـهَـا سُـفُنٌ بِسِيفِ iiأَوَالِ
فـي لَيْلةٍ جَرَتْ النُّحُوسُ بِغَيْرِهَا يَـبْـكِـي عَـلَى أَمْثَالِهَا iiأَمْثَالِي
 
خَـوْدٌ كَأنَّ فِرَاشَهَا وُضِعَتْ iiبِهِ أَضْـغَـاثُ رَيْحَانٍ غَدَاةَ iiشِمَالِ
وكَـأَنَّهَا  اغْتَبَقَتْ قَرِيحَ iiسَحَابَةً بِـعَـرىً تُصَفِّقُهُ الرِّيَاحُ iiزُلاَلِ
قُطِبَتْ بِاصْفَرَ مِنْ كَوَافِرِ فَارِسٍ سَـقَطَتْ  سُلاَفتُهُ مِنَ iiالجِرْيَالِ

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
أهون مفقود: شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

فَـأَخْلِفْ  وأَتْلِفْ إِنَّمَا المَالُ iiعَارَةٌ وكُـلْـهُ مَعَ الدَّهْرِ الَّذِي هُوَ آَكِلُهْ
وأَهْـوَنُ  مَـفْـقُودٍ وأَيْسَر هَالِكٍ عَلَى الحَيِّ مَنْ لاَ يَبْلُغُ الحيَّ نَائِلُهْ

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
أهلنا في الشام: شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

صَحَا القَلْبُ عَنْ أَهْلِ الرِّكاءِ وفَاتَهُ عَـلَـى  مَـأْسَلٍ خِلاَّنُهُ iiوحَلاَئِلُهْ
أَخُـو  عَـبَرَاتٍ سِيقَ لِلشَّامِ iiأَهْلُهُ فَلاَ  اليَأَسُ يُسْلِيهِ ولاَ الحُزْنُ iiقَاتِلُهْ

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
وعندي الدهيم: شعر تميم بن مقبل    كن أول من يقيّم

وصلتنا هذه القطعة النادرة لابن مقبل من قصيدة في تحدي عوف بن ماك (1) وكان قد تحرش  بابن مقبل فهجاه.
أَحَقّاً  أَتَانِي أَنَّ عَوْفَ بْنَ iiمَالِكٍ بِبَطْنِ  رَمَى يُهْدِي إليَّ iiالقَوَافِيَا
أَبَـانُوا  أَخاهُمْ إذْ أَرَادُوا iiزِيَالهُ بِـأَسْوَاطِ  قِدٍّ عَاقِدِينَ iiالنَّوَاصِيَا
فَـأَجْمَعُ  أَجْلاساً شِدَاداً iiيَسُوقُهَا إلَـيَّ إذَا رَاحَ الـرِّعَاءُ رِعائِيَا
بـني عَامِرٍ مَا تَأْمُرون iiبِشَاعِرٍ تَـخَـيَّرَ بَابَاتِ الكِتابِ iiهِجائِيَا
أَأَعْـفوا كمَا يَعْفو الكَرِيمُ iiفَإِنَّني أرى  الشَّغْبَ فيما بَيْنَنَا iiمُتَماديا
فـأمَّـا  سُراقاتُ الهجَاءِ iiفإِنَّهَا كَـلامٌ تَـهـاداهُ الـلِّئَامُ iiتَهادِيَا
أمَ اخْبَطَ خَبْطَ الفِيلِ هَامَةَ رَأْسِهِ بِحَردٍ  فَلا يُبْقِي مِنَ العَظَمِ iiبَاقِيا
وعِـنْدي الدُّهَيمُ لوْ أَحُلُّ عِقالَها فَتُصْعِدُ لَمْ تَعْدَمْ مِنْ الجنِّ iiحَادِيَا
قلت أنا زهير: ورمى في قوله (ببطن رمى) في البيت الأول: اسم واد من وديان العرب. وقوله في البيت الأخير (وعندي الدهيم): إشارة إلى المثل العربي: (أشأم من الدُهَيم) و(اثقل من حمل الدُهيم) انظر شرح المثل في كتاب (لأمثال) للمفضل الضبي. والدهيم اسم ناقة عمرو بن الزبان بن مجالد الذهلي، وكان كثيف بن عمرو التغلبي قتل عمرو بن الزبان وإخوته الخمسة وجعل رؤوسهم في مخلاة وعلقها في عنق الدهيم فجعلت العرب حمل الدهيم مثلا في الدواهي العظام.
ومنه قول الأعرج الطائي:
يـقُـودهُـمُ سَعْدٌ إِلى بَيْتِ iiأُمِّه ألاَ إِنّما يُزْجي الدُّهَيْمَ ومَا يَدْرِي
وقول الكميت:
أهمدان مهلاً لا يصبِّح بيوتكم بذنبكم حمل الدُّهيم وما iiيربي
وقول جرير:
وَقَد يَعلَمُ الحَيُّ مِن مالِكٍ مُناخَ  الدُهَيمِ iiوَأَيسارَها
 وانظر في شروح المتنبي شرح البيت:
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى أُمُّ  الـدُهَـيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ
وكثيف المذكور في القصة هو كثيف بن حيي بن الحارث بن زُهيْر بن جُشَم بن بكْرٍ. انظر خبره كاملا في أيام العرب، أثناء الحديث عن يوم أقطان ساجر.
_______________
(1) لا أدري من هو عوف بن مالك هذا، ولكن رأيت الأستاذ علي محمد كريدغ قد ذكر هذه القطعة في كتابه (ابن مقبل: حياته وشعره) (ص 187) وترجم لعوف بقوله: (عوف بن مالك التميمي، من الرباب، شاعر فارس هجا ابن مقبل كما في العمدة، وشهد فتح مصر كما في الطبري، ولم أعثر له على ترجمة، الطبري 4/ 108)
وهذه ترجمة تفتقر للتحرير وقوله: ( التميمي من الرباب)، هي من أغلاط الطبع بلا شك، والصواب (التيمي من الرَباب) .
 

2 - نوفمبر - 2008
تميم بن مقبل
شكر وترحيب    كن أول من يقيّم

أتقدم باسمي وباسم إدارة الوراق بجزيل الشكر للأستاذة سارة على اختيارها موقع الوراق ليكون موضوع تقريرها الأول في مسيرتها الجامعية، وأرحب بها في سراة الوراق، لتكون على اتصال مباشر مع كافة سراة الوراق، وأعتقد أن الأستاذة سارة على اطلاع كامل بمختلف خدمات الوراق ونوافذه الثقافية والأدبية، المسموع منها والمقروء والمرئي، حسب ما هو ظاهر في الصفحة الأولى وفي دليل الوراق، وتجدين في نافذة (الوراق في الصحافة) مادة غنية يمكنك الإفادة منها، وفقك الله وسدد خطاك.

4 - نوفمبر - 2008
تقريري بعنوان (موقع الوراق)
أبو عيسى ابن هارون الرشيد    كن أول من يقيّم

أبو عيسى ابن الخليفة هارون الرشيد، من أعلام الغناء العربي، وأمه بربرية، كما كانت أم جده أبي جعفر المنصور بربرية، واشتهر بكنيته (أبي عيسى) واسمه أحمد، ويقال صالح، وقد أفرد أبو الفرج الأصفهاني أخباره في (الأغاني) وأنا أختار منها هذه الفقرات لأهميتها، وإن كان في ذلك طول، قال:
(كان من أحسن الناس وجهاً ومجالسةً وعشرةً، وأمجنهم وأحدهم نادرةً وأشدهم عبثاً. وكان يقول شعراً ليناً طيباً من مثله... أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق قال حدثني محمد بن عبد الله بن طاهر أنه سمع أباه يقول: سمعت أبي " يعني طاهر بن الحسين " يحدث أنه سمع الرشيد يقول للمأمون: أنت تعلم أنك أحب الناس إلي، ولو أستطيع أن أجعل لك وجه أبي عيسى لفعلت.... أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني مسيح بن حاتم العكلي قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال:
كان يقال: انتهى جمال ولد الخلافه إلى أولاد الرشيد، ومن أولاد الرشيد إلى أولاد محمد وأبي عيسى. وكان أبو عيسى إذا عزم على الركوب جلس الناس له حتى يروه .. حدثني محمد قال حدثني يعقوب بن بنان قال حدثني علي بن الحسين الإسكافي قال:
كنت عند أبي الصقر إسماعيل بن بلبل وعنده عريب، فسمعتها تقول: انتهى جمال الرشيد إلى محمد الأمين وأبي عيسى، ما رأى الناس مثلهما، وكان المعتز في طرازهما. قال: وسمعتها تقول لأبي العباس بن حمدون: ما غناؤك من غناء أبي عيسى بن الرشيد ! وما سمعت قط غناءً أحسن من غنائه، ولا رأيت وجهاً أحسن من وجهه ...
 مات سنة (209هـ) وصلى عليه أخوه المأمون، ونزل في قبره، وحزن عليه حزنا كبيرا، حتى امتنع عن الطعام أياما. قال أبو العيناء قال سمعت محمد بن عباد يقول: لما توفي أبو عيسى بن الرشيد وجد المأمون عليه وجداً شديداً، وكان له محباً وإليه مائلاً. فركب إلى داره حتى حضر أمره وصلى عليه، وحضره الناس، وكنت فيمن حضر، فما رأيت مصاباً حزيناً قط أجمل أمراً في مصيبةٍ ولا أحرق وجداً منه من رجل صامت تجري دموعه على خديه من غير كلح ولا استنثارٍ.
قلت أنا زهير: ومن نوادر الأخبار ما حكاه أبو الفرج في سبب موت أبي عيسى وهما سببان لا سبب واحد، والله أعلم بحقيقة الحال، قال:
حدثني من شهد المأمون ليلةً وهم يتراءون هلال شهر رمضان وأبو عيسى أخوه معه وهو مستلقٍ على قفاه، فرأوه وجعلو يدعون. فقال أبو عيسى قولاً أنكر عليه في ذلك المعنى.
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثنا الحسين بن فهم قال: قال: أبو عيسى بن الرشيد:
دهـانـي  شهر الصوم لا كان من iiشهر ومـا  صـمـت شهراً بعده آخر iiالدهر
فـلـو  كـان يـعـيـدني الإمام بقدرةٍ على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر
فناله بعقب قوله هذا الشعر صرعٌ، فكان يصرع في اليوم مراتٍ إلى أن مات، ولم يبلغ شهراً آخر....
أخبرني محمد بن علي قال حدثني عبد الله بن المعتز قال:
كان سبب موت أبي عيسى بن الرشيد أنه كان يحب صيد الخنازير، فوقع عن دابته فلم يسلم دماغه، فكان يتخبط في اليوم مراتٍ إلى أن مات.
 
.... أخبرني محمد بن يحيى قال حدثنا سليمان بن داود المهلبي قال حدثني الهيثم بن محمد بن عباد عن أبيه قال: كان المأمون أشد الناس حباً لأبي عيسى أخيه، كان يعده للأمر بعده، وتذاكرنا ذلك كثيراً، وسمعته يقول يوماً: إنه ليسهل عليه أمر الموت وفقد الملك، وما يسهل شيء منهما على أحد، وذلك لمحبتي أن يلي أبو عيسى الأمر من بعدي لشدة حبي إياه.
حدثني محمد قال حدثنا أبو العيناء قال حدثنا محمد بن عباد المهلبي قال:
لما مات أبو عيسى بن الرشيد دخلت إلى المأمون وعمامتي علي، فخلعت عمامتي ونبذتها وراء ظهري - والخلفاء لا تعزى في العمائم - ودنوت. فقال لي: يا محمد، حال القدر دون الوطر. فقلت: يا أمير المؤمنين، كل مصيبةٍ أخطأتك تهون، فجعل الله الحزن لك لا عليك...
 أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا ابن أبي سعد الوراق قال حدثني محمد بن عبد الله
بن طاهر قال حدثني أبي قال قال أحمد بن أبي دواد:
دخلت على المأمون في أول صبحتي أياه وقد توفي أخوه أبو عيسى وكان له محباً وهو يبكي ويمسح عينيه بمنديل، فقعدت إلى جنب عمرو بن مسعدة وتمثلت قول الشاعر:
نـقصٌ من الدنيا iiوأسبابها نقص المنايا من بني هاشم
ولم يزل على تلك الحال ساعة يبكي، ثم مسح عينيه وتمثل:
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض فـحـسـبك  مني ما تجن iiالجوانح
كـأن  لـم يمت حيٌ سواك ولم iiتنح عـلـى أحـدٍ إلا عـلـيك iiالنوائح
ثم التفت إلي فقال: هيه يا أحمد ! فتمثلت قول عبدة بن الطبيب:
عليك سلام الله قيس بن عاصمٍ ورحـمته  ما شاء أن iiيترحما
تـحـية  من أوليته منك نعمةً إذا زار عن شحطٍ بلادك iiسلما
وما كان قيسٌ هلكه هلك iiواحدٍ ولـكـنـه  بـنيان قومٍ تهدما
فبكى ساعةً ثم التفت إلى عمرو بن مسعدة فقال: هيه يا عمرو ! قال: نعم يا أمير
المؤمنين
بكوا حذيفة لم تبكوا مثله         حتى تعود قبائلٌ لم تخلق
فإذا عريب وجوارٍ معها يسمعن ما يدور بيننا، فقلن: اجعلوا لنا معكم في القول نصيباً.
فقال لها المأمون: قولي، فرب صوابٍ منك كثير. فقالت:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر         وليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذر
كأن بني العباس يوم وفاته         نجوم سماءٍ خر من بينها البدر
فبكى وبكينا. ثم قال لها المأمون: نوحي، فناحت ورد عليها الجواري. فبكى المأمون
حتى قلت: قد خرجت نفسه، وبكينا معه أحر بكاء، ثم أمسكت. فقال لها المأمون:
اصنعي فيه لحناً وغني به. فصنعت به لحناً على مذهب النوح وغنته إياه

4 - نوفمبر - 2008
حلية الأعلام
 301  302  303  304  305