البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 29  30  31  32  33 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عالم الموسيقا    كن أول من يقيّم

                                                                      عالم الموسيقا

الموسيقا : هي فن الألحان والنغم وما يحيط بهما من نواحي العلم والمعرفة. وتتكون الموسيقا من عناصر أساسية هي:
الإيقاع: وهو النبض الزمني المنتظم الذي يقاس به زمن الموسيقا. وهو عنصر طبيعي ليس فقط في الموسيقا والفنون الأخرى، بل في قوى الإنسان والعالم بأسره.
والإيقاع في الموسيقا هو التقسيم الزمني الذي يكتب رمزه عادة في بداية أول سطر من أي عمل موسيقي. ويكتب هذا الرمز في شكل كسر 2/4 ـ و3/4 أو 5/8. وفي هذا الكسر يمثل المقام الوحدة الزمنية الكبرى، وتساوي أربعة أزمنة؛ أي أربع خبطات قدم على الأرض وتقسيمات تلك الأزمنة أو مضاعفاتها. أما البسط فيمثل عدد الجزئيات الزمنية من هذه الوحدة الكبيرة التي تتكرر في إطار كل مازورة.
وكلمة "مازورة" أصلها فرنسي
Mesure
ومعناها المقاس. وتعني هذه الكلمة في الموسيقا التقسيمات الزمنية المتساوية التي تعترض السطر الموسيقي الذي يتكون من خمسة سطور أفقية. وتحتوي كل مازورة على وحدات متساوية من النبض الإيقاعي المتكرر.
هذا من حيث الإيقاعُ الذي يقاس به طول اللحن ويحدد سرعته. وهناك إيقاع آخر يحدث مترافقاً معه. فلكل لحن إيقاع ذاتي ينتج من اختلاف البعد الزمني بين الأصوات التي يتكوّن منها اللحن، فتكون هذه الأصوات طويلة أو قصيرة.
ويبرز هذا الإيقاع الذاتي في الألحان التي تغنى حيث تحدد مقاطع الكلمات ذلك الإيقاع وتربطه بها.
اللحن: يتكون اللحن من مجموعة من الأصوات المتتالية يخضع تنظيمها إلى رغبة المؤلف. وتختلف هذه الأصوات من حيث الدرجة والزمن في الصعود والهبوط أو القفز على درجات السلم.
وعلى الرغم من هذا الاختلاف، فهي ترتبط فيما بينها بنسبة بُعدها عن بعضها، أي بنسبة موقعها على درجات السلم، مثل: الدرجة الثانية، أو الثالثة، أو الخامسة....
وهذه المِسافة التي تفصل بين صوت وآخر هي التي تحدد صلة القرابة أو التآلف بين مختلف تلك الأصوات. وهذه الصلة هي أساس علم تعدد الأصوات أي "التركيبات الصوتية" أو الهارموني.
جرى العرف على أن تبدأ الألحان وتنتهي من درجة معينة تحدد مقام اللحن، وتبقى هذه الدرجة هي النغم السائد فيه.
التركيبات الصوتية
:"التآلفات" وهو علم أساسي من علوم الموسيقى نشأ من تحديد صلة القرابة أي التآلف أو التنافر بين درجات السلم عندما تُسمع معًا في آن واحد: اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر منها. ولقد كان العرب القدامى أول من عرف تلك التركيبات الصوتية.
السكوت
: للسكوت في الموسيقا علامات زمنية لكل منها قيمة زمنية محددة، وتستعمل لإحداث الفراغ المطلوب وجوده. ومهما طال أو قصر زمن تلك العلامات فهي عنصر ضروري للموسيقا قد تزيد في بلاغتها في التعبير أحيانًا.
العناصر الثانوية

لون الصوت: اللون في الصوت يختلف باختلاف الآلات التي يصدر منها، مع أن عدد ذبذبات هذا الصوت يظل ثابتًا.
مزج الألوان
: فسواء أكان مصدر الصوت حنجرة بشرية أم آلة موسيقية، فإن مزج الألوان يخضع لأصول وعوامل. فالصوت الصادر من حنجرة رجل يختلف لونه ومن ثم شخصيته عن الصوت نفسه إذا صدر من صوت فتاة أو سيدة. وكذلك بالنسبةإلى أصوات الآلات الموسيقية المتنوعة، سواء أكانت من المجموعة الوترية أم الخشبية أم النحاسية.
العناصر الغريبة

الكلمة: تصبح الكلمة في الغناء الفردي أو الجماعي عنصرًا من عناصر الموسيقا، ولو أنها في الواقع غريبة عنها، ذلك بأن الكلمة ولاسيما الشعر يُخضِع الموسيقا لمعانيه وأوزانه.
الحركة
: في الرقص الشعبي أو الباليه تصبح الحركة أيضًا عنصرًا مكملاً أو مُفسرًا للموسيقا المصاحبة له سواء كانت مؤلفة خصيصًا لسرد موضوع أو مسرحية يحل فيها الرقص والموسيقا محل الحوار، كما هو الحال في الباليه، أو كان الرقص تعبيرًا بالحركة عن مضمون موسيقا سابقة التأليف.
والكلمة والحركة عنصران غريبان عن الموسيقا، ولكنهما مرتبطان بها ارتباطًا يرجِع إلى أقدم العصور.
والكلمة والحركة تجعلان الموسيقا تخضع لمضمونهما بجميع عناصرها الأساسية والثانوية، ولكنهما تضيفان إلى الموسيقا إمكانات تعبير أقوى وأكثر فاعلية.
                                                  تعريف الموسيقا ومفهومها عند العرب
الموسيقا قديمة قدم الإنسان، عرفتها جميع الشعوب منذ عصور التاريخ السحيقة وما قبل التاريخ. فهي من مستلزمات الحياة الفردية والاجتماعية لا يكاد يخلو منها زمان أو مكان. وقد أجمعت الدراسات النفسية في كل العصور على أن الموسيقا تلطف المشاعر وترهف الأحاسيس وتسمو بالنفوس وتبعث فيها النشوة والبسمة. وحيث إن الإنسان العربي قديم قدم التاريخ، وإن الآثار كشفت عن وجود ممالك عربية ذات مدنيات خاصة تضارع بابل وآشور، لذلك لا بد لنا من كشف النقاب عن هذا الفن عند العرب.
وهنا يعود بنا التاريخ إلى
العصر الجاهلي حيث اشتهر العرب بفن الغناء والشعر. وإن الشعر الجاهلي بما يبلغه من تطور ونضج ينم على مدى تعلق العرب المبكر بهذا الفن، ويدل على أهميته الكبرى عندهم. ودليلنا في هذا المجال ما قرأناه في أشعار امرئ القيس والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والأعشى وعنترة وغيرهم. وإن ما يمتاز به هذا الشعر من موسيقا وإيقاع بسبب الأوزان والقوافي قد منح الإنسان العربي ذوقاً رفيعاً في الموسيقا والغناء، وأذناً تتقبل الإيقاعات التي تتفق مع ذوقه الموسيقي.
ثم تطور هذا الفن الموسيقي في ركب الحضارة العربية حتى بلغ ذَروة مجده. وإذا ما تطلعنا إلى هذا التطور، فإننا نذهل لضخامة وقيمة الإبداع الذي أظهره العربي في هذا المجال من إتقان للسلّم الموسيقي والآلات الموسيقية.
اهتم العرب اهتماماً كاملاً بالموسيقا، ونظروا إلى هذه الصناعة نظرة إجلال واحترام، وحظي المجيدون فيها بكل عناية وتقدير. وشغف بها الخلفاء والأمراء والقضاة والفلاسفة والعلماء وأعطوها حقها من الرعاية والتقدير.
والتقدم في الموسيقا يستتبع التقدم في صناعة الآلات الموسيقية، لا سيما لدى شعب عملي كالشعب العربي. فقد حقق العرب منجزاتٍ كبيرةً في علم الحيل وتقنية الآلات، وجعلوا من صناعة الآلات الموسيقية فناً رفيعاً. فهناك عدة وسائل في صناعتها، وهناك دلائل على أن العرب كانوا مبتكرين في هذا المضمار. فزلزل أدخل العود الشبوطي، والزنام أو الزلام رسم آلة هوائية تسمى ناي زنامي أو زلامي. وأضاف
زرياب إلى أوتار العود الأربعة وتراً خامساً، ورتب هذه الأوتار بحيث يعادل كل وتر ثلاثة أرباع ما فوقه. واخترع مضراب العود من قوادم النسر بعد أن كان من مرهن الخشب. وفي أواخر القرن التاسع الميلادي وضع أبناء موسى بن شاكر أسس وقواعد الموسيقا الميكانيكية واستعملوا البريخ الموسيقي لتوزيع الألحان. هذه الموسيقا لم تظهر بوادرها في أوروبا إلا في أواخر القرن السادسَ عشرَ الميلادي. وفي القرن العاشر الميلادي ابتكر الفارابي الربابة والقانون. واشتهر العباس وأبو المجد بصناعة الأرغن. وأما صفي الدين عبد المؤمن الأرموي فقد اخترع القانون المربع المسمى نزهة وآلة أخرى تسمى المغنى
.
عن موقع الحكواتي: 
 AL Hakawati.com
 
 

28 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
من اللسان    كن أول من يقيّم

                                           الوَرْدُ
 كلّ شجرة: نَوْرُها، وقد غلبت على نوع الحَوْجَم. قال أَبو حنيفة: الوَرْدُ نَوْرُ كل شجرة وزَهْرُ كل نَبْتَة، واحدته وَرْدة؛ قال:والوَرْدُ ببلاد العرب كثير، رِيفِيَّةً وبَرِّيةً وجَبَليّةً. ووَرَّدَ الشجرُ: نوّر. وَوَرَّدت الشجرة إذا خرج نَوْرُها. الجوهري: الوَرد، بالفتح، الذي يُشمّ، الواحدة وردة، وبلونه قيل للأَسد وَرْدٌ، وللفرس ورْد، وهو بين الكُمَيْت والأَشْقَر. ابن سِيدَه: الوَرْد لون أَحمر يَضْرِبُ الى صُفرة حَسَنة في كل شيء؛ فَرَس وَرْدٌ، والجمع وُرْد ووِرادٌ والأُنثى ورْدة. وقد وَرُد الفرسُ يَوْرُدُ وُرُودةً أَي صار وَرْداً. وفي المحكم: وقد وَرُدَ وُرْدةً واوْرادّ؛ قال الأَزهري: ويقال إِيرادَّ يَوْرادُّ على قياس ادْهامَّ واكْماتَّ، وأَصله إِوْرادَّ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. وقال الزجاج في قوله تعالى:" فكانت وَرْدةً كالدِّهان"؛ أَي صارت كلون الوَرْد؛ وقيل: فكانت وَرْدة كلونِ فرسٍ وَرْدةٍ؛ والورد يتلون فيكون في الشتاء خلاف لونه في الصيف، وأَراد أَنها تتلون من الفزع الأَكبر كما تتلون الدهان المختلفة. واللون وُرْدةٌ، مثل غُبْسة وشُقْرة؛ وقوله:
تَنازَعَها لَوْنانِ: وَرْدٌ وجُـؤوةٌ،
 
تَرَى لأَياءِ الشَّمْسِ فيها تَحَدُّرا
إِنما أَراد وُرْدةً وجُؤوةً أَو وَرْداً وجَأىً. قال ابن سيده: وإِنما قلنا ذلك لأَن ورداً صفة وجؤوة مصدر، والحكم أَن تقابل الصفة بالصفة والمصدر بالمصدر. ووَرَّدَ الثوبَ: جعله وَرْداً. ويقال: وَرَّدَتِ المرأَةُ خدَّها إذا عالجته بصبغ القطنة المصبوغة. وعَشِيّةٌ وَرْدةٌ إذا احمَرَّ أُفُقها عند غُروب الشمس، وكذلك عند طُلوع الشمس، وذلك علامة الجَدْب. وقميص مُوَرَّد: صُبِغَ على لون الورد، وهو دون المضَرَّجِ. والوِرْدُ: من أَسماءِ الحُمَّى، وقيل: هو يَوْمُها. الأَصمعي: الوِرْدُ يوم الحُمَّى إذا أَخذت صاحبها لوقت، وقد وَرَدَتْه الحُمَّى، فهو مَوْرُودٌ؛ قال أَعرابي لآخر: ما أَمارُ إِفْراقِ المَوْرُودِ فقال: الرُّحضاءُ. وقد وُرِدَ على صيغة ما لم يُسَمّ فاعله. ويقال: أَكْلُ الرُّطَبه مَوْرِدةٌ أَي مَحَمَّةٌ؛ عن ثعلب.
والوِرْدُ وُوردُ القوم: الماء. والوِرْدُ: الماء الذي يُورَدُ. والوِرْدُ: الابل الوارِدة.
                                          الرَّعْيُ
مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى رَعْياً. والراعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها. والماشيةُ تَرْعى أَي ترتفع وتأْكل. وراعي الماشيةِ: حافظُها، صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم، والجمع رُعاةٌ مثل قاضٍ وقُضاةٍ، ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ، ورُعْيانٌ مثل شابٍّ وشُبَّانٍ، كسَّروه تكسير الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة، وليس في الكلام اسم على فاعل يَعْتَوِرُ عليه فُعَلَة وفِعالٌ إلا هذا، وقولهم آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ. وفي حديث الإيمان: حتى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُون في البُنْيان. وفي حديث عمر: كأَنه راعِي غَنَمٍ أَي في الجَفَاء والبَذاذةِ. وفي حديث دُرَيْدٍ قال يوم حُنَيْنٍ لمالك بن عوف: إنما هو راعِي ضأْنٍ ما لَه وللحربِ، كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به عن رُتْبةِ من يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها؛ وأَما قول ثعلبة بن عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ في صفة نخل:
تَبِيتُ رُعاها لا تَخافُ نِزاعَها،
 
وإن لم تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض
فإن أَبا حنيفة ذهب إلى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً وإن كان جمعاً فإن لفظه الواحد، فصار كمَهُاةٍ ومُهىً، إلا أَن مُهاةً واحد وهو ماءُ الفحل في رَحِم الناقة، ورُعاة جمع؛ وأَما قول أُحَيْحَة:
وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعاء،
 
وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا
إنما عنى بالرِّعاء هنا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إنما هو في صفة النَّخِيل؛ يقول: تُصْبح النخلُ في أَماكنها لا تَنْتَشِر كما تنتشر الإبل المُهْمَلة. والرَّعِيَّة: الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة؛ قال:
ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ،
 
فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ
وفي التنزيل:" حتى يُصْدِرَ الرِّعاءُ"؛ جمع الراعي. قال الأَزهري:وأَكثر ما يقال رُعاةٌ للوُلاةِ، والرُّعْيانُ لراعِي الغَنَمِ. ويقال للنَّعَم: هي تَرْعَى وتَرْتَعِي. وقرأَ بعض القُرَّاء: "أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً نَرْتَعي ونَلْعَبْ"؛ وهو نَفْتَعِلُ من الرَّعْيِ، وقيل: معنى نَرْتَعي أَي يَرْعَى بعضُنا بعضاً. وفلان يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى غَنَمَه. الفراء: يقال إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ إذا كان يَصْلُح المالُ على يَدِهِ ويُجِيدُ رِعْيةَ الإبِل.
قال ابن سيده: رجلٌ تَرعيَّةٌ وتِرْعِيٌّ، بغير هاء،
 
                                          الضَّيْم
الضَّيْمُ الظُّلْمُ. وضامه حَقَّه ضَيْماً: نَقَصه إياه. قال الليث: يقال ضَامَه في الأَمر وضامَهُ في حقه يَضِيمُه ضَيْماً، وهو الانتقاصُ، واسْتَضامَه فهو مَضِيمٌ مُسْتَضامٌ أَي مَظْلُوم، وقد جُمعَ المصدرُ من هذا فقيل فيه ضُيُومٌ؛ قال المُثَقِّبُ العبدي:
ونَحْمي على الثَّغْرِ المَخُوفِ، ونَتَّقِي
 
بغارَتِنا كَيْدَ العِدى وضُـيُومَـهـا
ويقال: ما ضِمْتُ أَحداً وما ضُمْتُ أَي ما ضامَني أَحدٌ. والمَضِيمٌ: المَظْلُوم. الجوهري: وقد ضِمْتُ أَي ظُلِمْتُ، على ما لم يسم فاعله، وفيه ثلاث لغات: ضِيمَ الرجلُ وضُيِمَ وضُومَ كما قيل في بِيعَ؛ قال الشاعر:
        وإني على المَوْلى، وإن قَلَّ نَفْعُه              دَفُوعٌ، إذا ما ضُمتُ، غَيْرُ صَبور
 
وفي حديث الرؤية، وقد قيل له، عليه السلام: أَنَرى رَبَّنا يا رسولَ الله? فقال: أَتُضامُونَ الشمس في غير سَحابٍ? قالوا: لا، قال: فإنكم لا تضامُونَ في رؤيته، وروي تُضارُونَ وتُضارُّونَ، وقد تقدم. التهذيب: تضامُون وتُضامُّون، بالتشديد والتخفيف، التشديدُ من الضَّمِّ ومعناه تُزاحَمُون، والتخفيف من الضَّيْم لا يَظْلِمُ بعضُكم بعضاًفي رؤية.
 
 
 
 
 
 
 

28 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
حقيقة الأمر في آية المُداينة.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

                                                     آية المُدايَنة
قوله تعالى: " يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ ...".( البقرة/282)
                                      تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ)
ظاهر هذه الآية الكريمة أن كتابة الدين واجبة. لأن الأمر من الله يدل على الوجوب - ولكنه أشار إلى أنه أمر إرشاد لا إيجاب بقوله: " وَإِن كُنتُمْ عَلَىٰ سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ " ؛ لأن الرهن لا يجب إجماعاً وهو بدل من الكتابة عند تعذرها في الآية فلو كانت الكتابة واجبة لكان بدلها واجباً. وصرح بعدم الوجوب بقوله: " فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ " .
فالتحقيق أن الأمر في قوله: "فَٱكْتُبُوهُ"  للندب والإرشاد. لأن لِرَبّ الدَّين أن يهَبَهُ ويتركَه إجماعاً، فالندب إلى الكتابة فيه إنما هو على جهة الحَيطة للناس. قاله القرطبي...
 
                                     تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ)
 
والأمر في «فاكتبوه» قيل للاستحباب، وهو قول الجمهور ومالكٍ وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وعليه فيكون قوله:فإن أمن بعضكم بعضاً " تكميلاً لمعنى الاستحباب.
 
                                      تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
 
" فَٱكْتُبُوهُ " : ذهب قوم إلى أن كتابة الدين واجبة بهذه الآية، وقال قوم: إنها منسوخة لقوله: " فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً "، وقال قوم: إنها على الندب " وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ " قال قوم: يجب على الكاتب أن يكتب، وقال قوم نسخ ذلك بقوله: ولا يُضارّ كاتبٌ ولا شهيد، وقال آخرون: يجب عليه إذا لم يوجد كاتب سواه، وقال قوم: إنّ الأمر بذلك على الندب، ولذلك جاز أخذ الأجرة على كتب الوثائق.
 
                                                     تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ)
واختلفوا في هذا الكتابة، هل هي واجبة أم لا؟
فقال بعضهم: فرض واجب، قال ابن جريج: مَنْ أدان فليكتب، ومَنْ باع فليُشهِد. وهذا القول اختيار محمد ابن جرير الطبري، يدلّ عليه ما روى الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى عن أبيه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة يدعون الله فلا يُستجاب لهم: رجل كانت عنده امرأة سيئة الخلق فلم يطلّقها. ورجل كان له دين فلم يشهد، ورجل أعطى سفيهاً مالاً، وقد قال الله تعالى: " وَلاَ تُؤْتُواْ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ " (النساء/ 5) ". قال قوم: هو أمر استحباب وتخيير فإن كتب فحسن وإن ترك فلا بأس.كقوله:
وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ "(المائدة/ 2). وقوله:فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلاَةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلأَرْضِ " (الجمعة: 10). هو اختيار الفراء.
وقال آخرون: كان كتاب الدين والإشهاد والرهن فرضاً ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: " فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ " ، وهو قول الشعبي.

29 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
" فيهما عينان نضاختان"    كن أول من يقيّم

                                                الزَّلَقُ
هو الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هو. والزَّلَقُ:المكان المَزْلَقة. وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق: لا يثبت عليها قدم، وكذلك الزَّلاَّقة؛ ومنه قوله تعالى:" فتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً" أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها، أَو ملساء ليس بها شيء؛ قال الأَخفش: لا يثبت عليها القدمان. والزَّلَقُ: صَلا الدابة؛ قال رؤبة:
كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الـزَّلَـقْ،
 
أَو حادِرُ الليِّتَينِ مَطويّ الحق   
والزَّلَقُ: العَجُز من كل دابة. وفي الحديث: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الحمامة؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَي لمَّا هدر الذكر ودار حول الأُنثى أَدارت إِليه مؤخرَها. ومكان زَلَقٌ، بالتحريك، أَي دَحْضٌ، وهو في الأَصل مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه.
وفي الحديث: كان اسْمُ تُرْسِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الزَّلوقَ أَي يَزْلَق عنه السلاح فلا يَخْرقه. وزَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه. وزَلَق رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه وهو من ذلك، وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَه تزليقاً ثلاث لغات. قال ابن بري: وقال علي بن حمزة إِنما هو زَبَقَه، بالباء، والزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق. والتَّزْلِيقُ: تمْلِيسُك الموضِعَ حتى يصير كالمَزْلَقةِ، وإِن لم يكن فيه ماء. الفراء: يقول للذي يحلِقُ الرأْس قد زَلَّقَه وأَزْلَقه. أَبو تراب: تَزَلَّقَ فلان وتَزَيَّقَ إذا تزَيَّن. وفي الحديث: أَن عليّاً رأَى رجُلين خرجا من الحمّام مُتزلِّقَين فقال: مَنْ أَنتما? قالا: من المهاجرين، قال: كذبتما ولكنكما من المُفاخِرين، تَزَلَّق الرجل إذا تنعم حتى يكون للونه بَرِيقٌ وبَصِيص
.
والتزلُّق: صِبْغةُ البدن بالأَدهان ونحوها.
وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ: أَسْقَطت، وهي مُزْلِق، أَلْقَتْ لغير تمام، فإِن كان ذلك عادة لها فهي مِزلاق، والولد السقط زَلِيق؛ وفرس مِزْلاقٌ:كثير الإِزْلاق. الليث: أَزْلَقَت الفرسُ إذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً.الأَصمعي: إذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبين خَلْقُه وقبل الوقت قيل أَزْلَقَت وأَجهَضَت، وهي مُزْلِق ومُجْهِض، قال أَبو منصور: والصواب في الإِزْلاق ما قاله الأَصمعي لا ماقاله الليث.وناقة زَلوق وزَلوجٌ: سريعة. وريحٌ زَيْلَقٌ: سريعة المرّ؛ عن كراع.
والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه، وهو الذي يُغْلق به الباب ويفتح بلا مفتاح. وأَزْلَقَه ببصره: أَحدَّ النظر إِليه، وكذلك زَلَقه زَلَقاً وزَلَّقه؛ عن الزجاجي. ويقال: زَلَقَه وأَزْلَقَه إذا نحّاه عن مكانه.
وقوله تعالى:" وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم"؛ أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك، قرأَ أَهل المدينة" ليَزْلِقونك"، بفتح الياء، من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم الياء؛ الفراء: لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم، كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير؛ قال أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك؛ يقال: نظر فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني، وقال القتيبي: أَراد أَنهم ينظرون إِليك إذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك...
 
                                                         النَّضْخ
 عليه الماءَ يَنْضَخ نَضْخاً، وهو دون النضح؛ وقيل: النضخ ما كان على غير اعتماد، والنضح ما كان على اعتماد؛ قال الأَصمعي: ما كان من فَعَلَ الرجلُ، فهو بالحاء غيرَ معجمة؛ وأَصابه نَضْخٌ من كذا، بالخاء معجمة، وهو أَكثر من النَّضْح؛ قال أَبو عبيد: وهو أَعجب إِليّ من القول الأَول ولا يقال منه فَعِل ولا يَفْعِل. والنَّضْخ: شدّة فور الماء في جَيَشانه وانفجاره من يَنْبوعه؛ قال أَبو علي: ما كان من سُفْل إِلى علْو، فهو نَضْخ.
وعين نضَّاخة: تَجيش بالماء. وفي التنزيل:" فيهما عينان نضَّاختان"؛ أَي فوُارتان. التهذيب: والنَّضْخ من فور الماء من العين والجيشان، ينضَخان بكل خير
وانضَجَّ الماءُ وانضاخ: انْصَبَّ؛ وقال ابن الزبير: إن الموت تغشَّاكم سحابه، فهو مُنضاخ عليكم بوابل البلايا؛ قال: حكاه الهروي في الغريبين.
والنَّضْخ: الرَّدْع واللَّطْخ يبقى في الجسد أَو الثوب من الطيب ونحوه.
والنَّضْخُ: كاللَّطْخ مما يبقى له أَثر؛ ونضخ ثوبه بالطيب. أَبو عمرو: النَّضْخ ما كان من الدم والزعفران والطين وما أَشبهه، والنضخ بالماء وبكل ما رقَّ مثل الخل وما أَشبهه..
 
                                                           المَوْر
مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ، وفي المحكم: تَردّدَ في عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ مثله.
والمَوْرُ: الطريق؛ ومنه قول طرفة:
تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ
 
وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ
تُبارِي: تُعارِض. والعِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ. والناجِياتُ: السريعاتُ. والوظيفُ: عظم الساق. والمُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ. وفي المحكم: المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي. والمور: المَوْجُ. والمَوْرُ: السرْعة؛ وأَنشد:
ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر
ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً: ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وناقة مَوَّارَةُ اليد، وفي المحكم: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قال عنترة:
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ
 
تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ
وكذلك الفرس. التهذيب: المُورُ جمع ناقة مائِرٍ ومائِرَةٍ إذا كانت نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها. والبعير يَمُورُ عضداه إذا تَردّدا في عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر:
على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ
ومارَ: جَرى. ومارَ يَمورُ مَوْراً إذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد.
قال
أَبو منصور: ومنه قوله تعالى:" يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير الجبال سيراً"؛ قال في الصحاح: تَمُوجُ مَوْجاً، وقال أَبو عبيدة: تَكَفَّأُ، والأَخفش مثله؛ وأَنشد الأَعشى:
كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِـهـا
 
مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
الأَصمعي: سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وهو أَن تفْعل مثل ما يَفْعل؛ وأَنشد:
يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ
أَي تُبارِيه. والمُماراةُ: المُعارَضةُ. ومار الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب وتحرّك؛ حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي. وقولهم: لا أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد. وسَهْم مائِرٌ: خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام؛

29 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
قلت    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

في مناهل العرفان، ص549: " إنّ أهمّ كتب التفسير الإشاري أربعة : تفسير النيسابوري، وتفسير الألوسي، وتفسير التستري، وتفسير محيي الدين بن عربي" ، وإلا يمكننا ذكر المزيد حينما نفتح نفائس المخطوطات.....
 
نتائج القربة ونفائس الغربة    كن أول من يقيّم
 
نتائج القربة ونفائس الغربة: نسخة فريدة كتبت سنة (687هـ).
قلت أنا زهير: والكتاب من نوادر كتب الصوفية، ومؤلفه الصوفي المشهور: فخر الدين الفارسي الخبري الشيرازي محمد بن إبراهيم المتوفى يوم 16/ 12/ 622هـ وجاءت وفاته في كتاب كوركيس خطأ سنة (623) وهو صاحب (برق النقا وشمس اللقا) الذي اخترنا قطعة منه في نوادر النصوص. =على الوراق= قال الذهبي في ترجمته: (له تصانيف في إشارات القوم، فيها انحراف بيّن عن السنة، وكان حلو الإيراد، كثير المحفوظ، وافر الجلالة...إلخ)
18 - سبتمبر - 2005

29 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
أشباه الجمل    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

البقرة، آية 97: " قل مَن كان عدوّاً لِجبريلَ فإنه نزّله على قلبك بِإذن الله مصدّقاً لِما بين يديه  وهدىً وبشرى للمؤمنين"
" لِجبريل " : متعلقان بِ " عدوّ" ." بإذن الله" : متعلقان بحال محذوفة من الضمير في " نزّله" وهو الفاعل . " بين " : ظرف مكان متعلق بفعل الصلة المحذوف : استقرّ .
98: " مَنْ كان عدواً لله وملائكتِه ورُسُلِه وجِبريلَ ومِيكالَ فإنّ الله عدوٌّ للكافرين " .
" للكافرين " : متعلقان بِ " عدو".
100:" أوَكلما عاهدوا عهداً نَبَذَهُ فريقٌ منهم بل أكثرُهم لا يؤمنون".
" كلما " : كلَّ : اسم منصوب على الظرفية ، متعلق بالفعل : " نبذ". وهو مضاف . و"ما " : ومصدرية زمانية، والمصدر المؤول في محل جر مضاف  إليه.
 
102: " .... وما هم بضارّين من أحدٍ إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علِموا لَمَن اشتراه ماله في الآخرة مِن خلاق ....".
" بإذن الله" : متعلقان بحال محذوفة من الضمير في " ضارّين" . " في الآخرة" : متعلقان بحال محذوفة من المبتدأ " خلاق".
 
105:" ما يودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أنْ يُنَزَّلَ عليكم مِن خيرٍ مِن ربكم".
" من أهل" : متعلقان بحال من " الذين كفروا" . " من ربكم " : متعلقان بصفة محذوفة لِ " خير".
106: " ما ننسّخْ من آية أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مِثْلِها....." .
" من آية " : متعلقان بصفة محذوفة لِ " ما".. " منها " : متعلقان باسم التفضيل : " خير ".
.
107: " ألم تعلم أنّ الله له ملْكُ السموات والأرض وما لَكم من دون الله من وليّ ولا
نصير".
" من دون " : متعلقان بحال محذوفة من المبتدأ : " وليّ" ؛ لأنّ نعت النكرة إذا تقدم عليها صارحالاً.
 
 
 
 

29 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
التمهل حسن    كن أول من يقيّم

                                                       الموسيقا والغناء
لقد وُضِعت كتبٌ كثيرة في هذا الموضوع، كما كثُرَت الأقوال فيه، يقول البدر بن جماعة:" تباينَت الطرق في هذه المسألة تبايُنًا لا يوجد في غيرها، وصنَّف فيها العلماء تصانيف ولم يتركوا فيها لقائل مقالاً ".
وسأكتفي بإيراد
مُقْتَطَفَات من كتاب " إحياء علوم الدين " للإمام الغزالي " ج3 ص 239
" طبعة عثمان خليفة فيقول :
الأصوات الموزونة باعتبار مخارِجِها ثلاثة
، فإنها إما أن تخْرُج من جماد، كصَوْتِ المزامير والأوتار وضرب القضيب والطبل وغيره، وإما أن تخرج من حَنْجَرَة حيوان، وذلك الحيوان إما إنسان أو غيره، كصوت العنادل والقماري ... فهي مع طِيبها موزونة متناسِبَة المطالع والمَقَاطِع، فلذلك يُسْتَلذ سماعها، والأصل في الأصوات حناجر الحيوانات، وإنما وُضِعَتْ المزامير على أصوات الحَنَاجِر، وهوَ تَشْبِيه للصَّنعَة بالْخِلْقَة إلى أن قال :
فسماع هذه الأصوات يَسْتَحِيل أن يُحَرَّم لِكَوْنِهَا طيبة أو موزونة، فلا ذاهب إلى تحريم صوت العندليب وسائر الطيور، ولا فرق بين حنجرة ولا بين جماد وحيوان فينبغي أن يُقَاسَ على صوت العندليب الأصوات الخارجة من سائر الأجسام باختيار الآدمي، كالذي يخرج من حلقة أو من القَضِيب والطبل والدُّف وغيره، لا يُستثنى من هذه إلا الملاهي والأوتار والمزامير التي ورد الشرع بالمنع منها(1)، لا للذتها، إذ لو كان للذة لقِيس عليها كل ما يَلتذُّ به الإنسان، ولكن حُرِّمَت الخمور واقتضت ضراوة الناس بها المبالغة في الفِطَام عنها، حتى انتهى الأمر في الابتداء إلى كسر الدِّنان، فحُرِّم معها ما هو شعار أهل الشرب، وهي الأوتار والمزامير فقط، وكان تَحْرِيمُهَا من قبيل الاتباع، كما حُرِّمَتْ الخلوة بالأجنبية؛ لأنها مُقَدِّمَة الجِمَاع …… وما من حرام إلا وله حريم يَطيف به، وحكم الحُرْمَة ينسحب على حريمه؛ ليكون حِمى للحرام، فهي حُرْمَة تَبَعًَا لتحريم الخمر لثلاث علل :
إحداها : أنها تدعو إلى شرب الخمر، فإن اللَّذة الحاصلة بها إنما تتِمُّ بالخمر .
الثانية : أنها في حق قريب العهد بشرب الخمر، تُذكِّر مجالس الأنْسِ بالشُّرب .
الثالث : الاجتماع عليها، لمّا أن صار من عادة أهل الفِسْقِ فيُمنع من التشبه بهم؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، وبهذه العلة نقول بترك السُّنَّة، وبما صارت شعارًا لأهل البدعة خوْفًا من التشبُّه بهم، وبهذه العلة يَحْرُم ضرب الكوبة، وهي طبل مستطيل دقيق الوسط واسع الطرفين، وضرَبها عادة المُخنِّثين، ولولا ما فيه من التشبُّه لكان مثل طبل الحجيج والغزو .
ثم قال : وبهذه العلة لو اجتمع جماعة وزيَّنوا مجلسًا وأحضروا آلات الشرب وأقداحَه وصبوا فيه السَّكَنْجِبين ـ شراب حلو ـ ونصبوا ساقيًا يدور عليهم ويسقيهم، فيأخذون من الساقي ويشربون، ويُحَيي بعضهم بعضًا بكلماتهم المعتادة، حُرِّم ذلك عليهم، وإن كان المشروب مُبَاحًا في نفسه؛ لأن في هذا تشبُّهًا بأهل الفساد .
ثم ذكر أن العُرْفَ يُحَدِّد ما يُشْبِه الفُسَّاق وغيرهم وقال : فبهذه المعاني حُرِّم المزمار العراقي والأوتار كلها كالعود والصَّنج والرَّباب والبربط وغيرها، وما عدا ذلك فليس في معناها كشاهين الرُّعاة والحَجِيج …
وكلُّ آلةٍ يُسْتَخْرَج منها صوت مستطاب موزون سوى ما يَعتاده أهل الشُّرب؛ لأن كل ذلك لا يتعلق بالخمر ولا يُذكِّر بها، ولا يُشوِّق إليها ولا يُوجب التشبُّه بأربابها، فلم يكن في معناها، فيبقى على أصل الإباحة، قياسًا على أصوات
الطيور وغيرها، بل أقول : سماع الأوتار ممن يَضْرِبُهَا على غير وزن متناسب مستلذ حرام أيضًا . وبهذا يتبيَّن أنه ليست العلة في تحريمها مجرد اللَّذة الطيبة، بل القياس تحليل الطيبات كلِّها إلا ما في تحليله فساد، قال الله تعالى: " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِن الرِّزْقِ " فهذه الأصوات لا تُحَرَّم من حيث إنها أصوات موزونة، وَإنَّما تُحَرَّم بعارض آخر.
ثم تحدَّث ( ص 242، 243 ) عن مناسبة النغمات
الموزونة للأرواح وتأثيرها فيها إما فرحًا وإما حُزْنًا وإما نوْمًا وإما ضَحِكًا ... وهذا في الشِّعر وفي الأوتار، حتى قيل : من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعُود وأوتاره، فهو فاسد المِزاج، ليس له علاج . إن الصَّبي يُسكته الصوت الطَّيِّب عن بكائه، والجَمَل مَع بَلادة طَبْعِه يَتَأثر بالْحُداء ... ومهما قيل بتأثير الغناء في القلب لم يجُز أن يُحْكُم فيه مُطْلَقًا بإباحة ولا تحريم، بل يختلف ذلك بالأحوال والأشخاص واختلاف طرق النغمات، فحكمه حكم ما في القلب .
ثُمَّ تحدَّث عَنْ غِنَاء الحجيج تشويقًا للحج، وهو جائز مع الطبل والشاهين، لا مع المزامير والأوتار التي هي من شعار الأشرار، وعن غناء الحرب للشجاعة وهو مباح وقت إباحة الغزو، ومندوب وقت استحبابه، وعن الرجزيات التي يستعملها الشجعان وقت اللقاء للتشجيع، وهي كغناء الحرب السابق، يُباح ويُندب، ولكن يُحظر في قتال المسلمين وأهل الذِّمة وكلِّ قتال محظور . وعن أصوات النياحة ليهيج الحزن، فمنه مذموم كالحزن على ما فات، ومحمود كالحزن على التقصير في أمور الدين؛ لأنه يدعو إلى تدارك ما فات، ولهذا جاز للواعظ الطيب الصوت أن يُنشد على المنبر بألحانه الأشعار المُرَقِّقَة للقلب، وجاز له البكاء والتباكي ليتوصل إلى تبكية غيره.
وعن السماع في أوقات السرور تأكيدًا وتهييجًا له، وهو مباح إن كان السرور مُباحًا كأيام العيد والعُرْس. وعن سماع العُشَّاق تحريكًا للعشق وتسلية للنفس، وهو حلال إن كان المشتاق إليه ممن يُباح وصاله كزوجته تغنَّي له
، وأما من يتمثل في نفسه صورة امرأة لا يَحلُّ النظر إليها وكان يُنزل ما يسمع على ما تَمثَّل في نفسه فهو حرام، وأكثر العشاق من الشباب وقت هيجان الشهوة على ذلك، فهو ممنوع في حقهم، لا لذَاته بل لأمر يرجع إلى نفوسهم، وعن سماع مَن أحب الله، فيَسوقه إليه السماع، وهو حلال .
ثم تحدَّث عن عوارض المنع وهي خمسة : في المُسمِع ـ أي المُغني ـ والآلة، ونظم صوت، ونفس المستمع، ومواظبته، وكونه من عوام الخلق :
1 ـ فإذا كان المُسمِع ـ المُغني ـ امرأة لا يحلُّ النظر إليها وتُخشى الفتنة من سماعها، مِثْلها الصبي الأمرد الذي تُخشى الفتنة به، فهو حرام، وليس ذلك إلا لأجل الفتنة، حتى لو كان في المحاورة معها بغير ألحان وفي قراءة القرآن . ونقول : للشيخ أن يُقبِّل امرأته وهو صائم . وليس للشاب؛ ذلك لأنها تدعو إلى الوِقاع في حقه.
2 ـ إذا كانت الآلة من شعار أهل الشرب والمخنِّثين، وهي المزامير والأوتار وطبل الكوية ( حصرها الغزالي فيها، وأحل ما عدا ذلك مع اختلاف الأعراف، ولاسيما في عصرنا فيما كان من لوازم الشراب الحرام وما كان من غيره ) فهو حرام .
3 ـ نظْم الصوت إذا كان فيه خَنَا وكَذِب، فسماعه حرام بألحان وغيرها، والمُسْتَمِع شريك القائل، وكذلك ما فيه وصف امرأة بعينها فلا يجوز وصف المرأة بين يدي الرجال ... وذكر أن النسيب وهو التشبيب بوصف الخدود والأصداغ وحُسن القَدّ ـ الصحيح أنه لا يَحْرُم نَظْمُه وإنشاده بلحن وبغيره، وعلى المستمع ألا يُنزله على امرأة معينة فإن نزَّلة فليكن على من تحل له كزوجته.
4 ـ المستمع إن غلبت عليه الشهوة كالشاب حَرُم عليه الاستماع .
5 ـ العاصي الذي لم يَغلب عليه حبُّ الله ولا غلبت عليه شهوة، فيُباح كسائر أنواع الملذات المباحة، إلا إذا اتخذه دَيْدَنًا وقصَر عليه أكثر أوقاته، وذلك كلعب الشطرنج، يباح ولكن المواظبة عليه مكروهة جدًا .
ثم ذكر الغزالي أدلة تحريم الغناء وأبطلها لضعف نسبتها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى صحابته، أو لضَعْفِ الاستدلال .
فمن الأول حديث " إن الله حرَّم القيْنة ـ المغنِّية ـ وبيعها وثمنها وتعليمها " وهو ضعيف ليس بمحفوظ، وحديث " كان إبليس أول من تغنَّى وناح " لا أصل له عن جابر، وأخرجه بعضهم عن عليٍّ ولم يذكر درجته، وحديث " ما رفع أحد صوته بغناء إلا بعث الله له شيطانين " وهو ضعيف . وحديث " كل شيء يلهو به الرجل باطل..." فيه اضطراب، وقول ابن مسعود " الغناء يُنْبِتُ النفاق " موقوف عليه، والمرفوع إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير صحيح . وحديث وضْع ابن عمر إصْبَعه في أذنه مُنْكَر
.
ومن الثانية قوله تعالى :
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ "
قال ابن مسعود والحسن البصري والنخعي: إن اللهو هو الغناء. وردُّه بأن الحُرْمَة لعِلَّة الإضلال وليس كلُّ غناءٍ كذلك، بل إنه لو قرأ القرآن ليُضِلَّ عن سبيل الله حرُم عليه، كمن كان يتعمَّد في إمامة الناس في الصلاة أن يقرأ سورة " عبس " لما فيها من عتاب الله لرسوله، وهَمَّ عمر بقتله .
انتهى ما اقتطفتُه من كلام الإمام الغزالي، والخلاصة
أنه ينبغي أن ينظر في ذلك إلى جانب الفتنة وإلى اتخاذ السماع دَيْدَنًا يُلهِي عن واجب، والفتنة إما من الكلام نفسه، وإما من الأداء والأسلوب، وإما من المغنِّي والمطرب . فإن خلا من الفتنة بأي وجه فلا بأس بالقليل منه للترويح عن النفس، على ألا يصحبه مُحَرَّم من شرب أو نظر ونحوهما .

وجاء في فتاوى الشيخ محمود شلتوت " ص 379 " الحكم بعدم الحُرْمَة مُؤَيِّدًا رأيه برأي الشيخ عبد الغني النابلسي في أن الأحاديث التي رُويت في حُرْمَةِ الموسيقا ـ على فرْض صِحتها ـ مقرونة بالملاهي والخمر والفتيات والفسوق والفجور، فإذا سلِم السماع من كل ذلك كان مباحًا في الحضور والسماع والتعلم .
وذكر الشيخ شلتوت أن الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر كان مُولَعًا بالسماع عالمًا به
،
ومن كلماته في بعض مؤلفاته : من لم يتأثر برقيق الأشعار، تُتْلَى بلسان الأوتار، على شطوط الأنهار، في ظلال الأشجار، فذلك جِلْف الطبع حمار .
وبعدُ فإن الصوت الجميل من الطيور ومن الناس نعمة حلال، والحديث الشريف يقول " لله أشد أذنًا ـ سماعًا ـ للرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القَيْنة إلى قَيْنته " رواه أحمد وابن ماجة والحاكم وصحَّحه، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أبي موسى الأشعري " لقد أُعطيَ مزمارًا من مزامير آل داود " رواه البخاري ومسلم  وكما استمع إلى قراءة أبي موسى وأُعْجِبَ بها استمع إلى غناء الجارِيَتَيْن عند عائشة ولم يرتضِ إنكار أبي بكر عليه وكان في أيام مِنى، وهو حديث مُتفق عليه . وجاء قريبًا منه أنه كان في يوم عيد فِطْر أو أضحى، وسمع غناء الجواري في زواج الرُّبَيع بنت مُعوِّذ ولم ينكر عليهن إلا قولهن " وفينا نبي يعلم ما في غد " رواه البخاري  ولما زَفت عائشة امرأة إلى رجل من الأنصار قال لها " يا عائشة، ما كان معكم لَهْو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو "رواه البخاري أيضًا، وجاء في رواية ضعيفة لابن ماجة ـ كما قاله في مجمع الزوائد ـ أنه قال لها وقد زَفَّت يتيمة " إن الأنصار فيهم غزَل، هلا بعثتم معها من يقول : أتيناكم أتيناكم، فحيَّانا وحيَّاكم " .
ومن أراد التوسع فليرجع إلى :

1 ـ إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وشرحه للمرتضي الزبيدي .
2 ـ مدارج السالكين لابن القيم .
3 ـ كفُّ الرِّعاع عن محرمات اللهو والسماع . لابن حجر الهيتمي .
4 ـ الإسلام ومشكلات الحياة . لصاحب الكتاب.

الهوامش:
(1) حديث المنع من الملاهي والأوتار و المزامير رواه البخاري من حديث أبي عامر، أو أبي مالك الأشعري "ليكوننَّ في أمتي أقوام يستحلون الخزَّ والحرير والمعازف " صورته عند البخاري صورة التعليق ، ولذلك ضعفه ابن حزم ووصله أبو داود والإسماعيلي ، ولأحمد من حديث أبي أمامة " إن الله أمرني أن أمحق المزامير والكُبَّارات" يعني البرابط والمعازف ، وهو ضعيف ، وله حديثان آخران ضعيفان ، ولأبي داود أن ابن عمر سمع مزمارًا فوضع أصبعيه على أذنيه ، وقال أبو داود : وهو مُنكر " تخريج العراقي على الإحياء ج 2 ص 239، 240"
 
جزى الله خيراً من كتبها وقرأها.

29 - ديسمبر - 2007
هل الموسيقى حرام فعلا؟
تأريخ الموسيقا    كن أول من يقيّم

                                              الموسيقى العربية في العصور القديمة

تقع شبه الجزيرة العربية ما بين مصر والعراق. وكانت مركزاً تجارياً في العالم القديم وأساساً للحضارة منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. وقد كشفت الآثار عن وجود ممالك عربية قديمة في جنوب شبه الجزيرة ذات مدنيات خاصة وحضارات عريقة.

يقول الدكتور فريتس هومل: " لقد عثرنا في بلاد العرب الجنوبية على آثار مزدهرة في زمن قديم جداً". وأضاف: " لا بد أنّ مدينة بلاد العرب الجنوبية بآلهتها ومحارق بخورها ونقوشها وقلاعها وحصونها كانت مزدهرة في بداية الألف السنة الأولى قبل الميلاد. إلا أنّ أصل العرب ومدى علاقتهم بالشعوب السامية الأخرى لم يزل حتى الآن موضعَ جدل بين علماء الأجناس".

ولا تشهد الآثار وحدَها على عظَمة هذه المدنيات، بل النقوش البابلية والأشورية والسماوية، والمؤلفون القدامى أيضاً، إذ يعترفون بالدور الذي قامت به بلاد العرب في توجيه الثقافات الآشورية والبابلية.

ومع ذلك، لم يصل إلينا شيء عن موسيقا الأقدمين، ولكن تم الاهتداء إلى أول أثر للموسيقا العربية في القرن السابع قبل الميلاد على أحد نقوش بانيبال، إذ يذكر أنّ الأسرى العرب كانوا يقضون وقتهم في الغناء والموسيقا، وهم يشتغلون لسادتهم الآشوريين، مِمّا أطرب الآشوريين لدرجة جعلتهم يسألونهم المزيد.

ويعترف العالِم الموسيقي بيتر كروسلي هولاند أنه قامت حضارة عربية كبيرة خلال الألف السنة قبل الميلاد. وقد استطاعت هذه الحضارة النامية أن تؤثر تأثيراً مباشراً على الشعوب المجاورة، وأهمها سكان بلاد ما بين النهرين والإغريق والعبريين. ومما يدل على هذا التأثير في رأي كروسلي، "هو أنّ بعض أنواع الآلات الموسيقية العربية يستخدم في هذه البلاد بصورة تثبت سابق صلتها بالاسم العربي. ومن ذلك كلمة "طبلة" بالعربية وهو اسم الآلة الإيقاعية المعروفة لدينا والتي تستخدم على نطاق شعبي شاسع في بلادنا. ومما يدل على عراقة أصلها أن اسم هذه الآلة باللغة العبرية تيبيلا، وبلغة أهل بابل وآشور تابولا. وكذلك كلمة تف في الآرامية العبرية تعود إلى كلمة دف في العربية. ومن الواضح أن المزمار العبري المسمى زمر هو الزمر العربي. وهكذا حدث الاشتقاق لكل هذه المسميات من الاسم العربي الأصيل. ولا عجب في ذلك، فإن للعرب أثرَهم الواضح في جميع الميادين".

تدل جميع الظواهر على أن الموسيقا العربية القديمة استخدمت في الأغراض ذاتها التي كانت تستخدم فيها موسيقا الطقوس الدينية. ومن هذه الأغراض التغنّي بالشعر والاشتغال بالسِّحر. ولا شك في أنّ الدراساتِ الدقيقةَ للآثار القديمة في بلاد ما بين النهرين قد تمخضت عنها نتائجُ باهرةٌ تعكِس الصورةَ التي كانت عليها الموسيقا العربيةُ في عصر ما قبلَ التاريخ. لكن تلك الحضارة العربية القديمة اندثرت مع التدهور السياسي والاقتصادي الذي أصاب الممالك العربية وصارت الهجرات أمراً مألوفاً يومياً، فهجرت المدن العظمى وتركت للخراب
.
 
الموسيقى في العصر الجاهلي

عرف هذا العصر بالعصر الجاهلي؛ لأن عرب الجاهلية كانوا يجهلون تعاليم الإسلام. وفي الحقيقة لم تكن أيام جهل تام، بل بداية لحضارة ساعدت على الحفاظ على التراث العربي القديم.
يتفق علماء التاريخ على أن الرعيل الأول من العرب المهاجرين من بلاد العرب الجنوبية بدأ يتحرك حوالي القرن الثاني الميلادي. لذا بدأت الموسيقا العربية تزدهر وتنمو في مناطقَ ثلاث: سورية والعراق وغرب الجزيرة العربية. وكانت سورية في ذلك الوقت تحتفظ بالكثير من طابع الثقافة السامية، كما كانت غسان مركزاً له أهمية في الموسيقا العربية. وكان العراق غارقاً في خِضَم الثقافة السامة. وفي غرب الجزيرة العربية برز النشاط الموسيقي في مركزين مهمين هما الحجاز ومكة المكرمة. وكانت سوق عكاظ ميداناً رحباً يتبارى فيه الموسيقيون والمغنون والشعراء، ويقدمون أروع ما تجود به قرائحهم. أما مكة فقد كانت مركزا عقائديّاً تقام فيها الشعائر الدينية، وكان الحجاج يفِدون إليها وهم يقدّمون حداءً فطرياً سمي بالتلبية والتهليل.
لم يستخدم العرب الموسيقا في عباداتهم كما فعل الغرب، ذلك بأنهم لم يكن لديهم قبل الإسلام دينٌ واحد يجمعهم. لذا فإن الموسيقا الدينية قبل الإسلام تكاد تكون مهملة. أما الموسيقا الدنيوية خلال تلك الفترة فقد كانت أكثرَ أهميةً.
لعبت المرأة دوراً أساسياً في انتشار الموسيقا العربية قبل الإسلام، إذ كانت نساء القبائل يشتركن في موسيقا الأعياد العائلية أو القبلية بآلاتهن. وقد استمرت تلك العادات حتى عصرِ النبي محمد، صلى الله عليه وآله وسلّّمَ الذي احتفل بزواجه من خديجة.
كانت هند بنت عتبة على رأس بعض النسوة اللواتي كن يخففن متاعب السفر عن قريش في أُحد سنة 625 ميلادية بالأغاني ورثاء قتلى بدر بضرب الدفوف.
نجد إلى جانب هؤلاء السيدات طبقةً معروفة بالقينات أو القيان تواجَدن في كل البقاع التي عاش فيها العربي، كشبه الجزيرة العربية وسورية والعراق. وقد ظهرت القيان في قصور الملوك وفي بيوت الأثرياء ورؤساء القبائل. كما ظهرن في الحانات وفي مضارب الخيام القبلية. كان اقتناؤهن مدعاة لفخر الأعرابي حيثما وجد، وكانت أهم صناعتهن العزف والغناء. وقبيل فجر الإسلام كان عبد الله بن جدعان أحد أشراف قريش يملك قينتين تسميان جرادتي عاد.
أما بشأن الموسيقا قبل الإسلام، فيقول "برون" إن الموسيقا قبل الإسلام لم تكن أكثرَ من ترنُّم ساذَجٍ بنوعه يحمله المغنّي أو المغنّية تَبَعَاً لذوقه أو انفعاله أو ما يريده من تأثير. ومِيزة المغنّي في جمال صوته وخِفّته وذبذبته والشعور الذي يجعل الصوت مستمراً أو متموّجاً. وكان كل مُغَنٍّ يغنّي في نغمة واحدة أو مَقام، إذ لم يعرفوا تأليف اللحون المتفرقة كما نعرفها نحن. والنوع الوحيد في التأليف الذي وُجد عندهم هو تلك الأنغام التي تبعثها آلات القَرْع المختلفة، كالطبل والدف والقضيب
أما الآلات الموسيقية التي انتشرت في العصر الجاهلي، فأهمها آلات ضبط الوزن، وأكثرها انتشاراً الصنوج والجلاجل. وهناك أيضا آلات الزمر.
أما الآلات الوترية فيحدثنا الفارابي عن وجود الطنبور. فالفارابي المتوفى سنة 950 ميلادية يذكر أن الطنبور البغدادي أو الطنبور الميزاني المشهور في عصره كان ذا دساتين توافق دساتين الجاهلية. ويبدو أن العود كان شائعاً جداً وكان يعرف بأسماء مختلفة، مثل المزهر والكران والبربط والموتر.
من أشهر الموسيقيين الجاهليين عرف عدي بن ربيعة شاعر بني تغلب المشهور ، الذي لقب بالمهلهل بسبب صوته. وكان علقمة بن عبَدة من الشعراء الذين غنوا المعلقات. وكان الأعشى ميمون بن قيس يطوف بجميع أرجاء الجزيرة العربية وبيده الصنج يغنّي الأشعار الرائعة التي وهبته مكانةً بين شعراء المعلقات. وكان يسمّى صنّاجةَ العرب. ومن المؤكد أن النصر بن الحارث، سليل قُصَي المشهور، كان من شعراء الجاهلية الموسيقيين.
أشهر المغنيات في عصر الأساطير: جرادتا بني عاد المشهورتان وكانتا تسميان تعاد وتماد. وكانت هزيلة وعفيرة مغنيتي بني جديس، القبيلة التي أفنت بني طسم. ومن المحتمل أن أم حاتم الطائي الشاعر المشهور كانت موسيقية. وكانت الخنساء شاعرة الرثاء المشهورة تغني مراثيها بمصاحبة الموسيقا. وكانت بنت عتبة التي تمثل السيدة العربية الجاهلية شاعرة وموسيقية.
 جزى الله خيراً كاتبها وقارئها وموصلها.

30 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
فضائل سورة البقرة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

فضائل سورة ( البقرة ) المذكورة في كتاب ( الجامع الصحيح للامام مسلم )

[حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جوّاس الحنفي. قالا: حدثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم. سمع نقيضاً من فوقه. فرفع رأسه. فقال: هذا باب من السماءُ فُتِحَ اليوم. لم يُفتح قط إلا اليوم. فنزل منه ملك. فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض. لم ينزل قط إلا اليوم. فسلَّم وقال: أَبْشِرْ بنورين أوتيتهما لم يُؤتهما نبي قبلك. فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة. لن تقرأَ بحرف منهما إلا أُعطيتهُ].
[وحدثنا أحمد بن يونس. حدثنا زهير. حدثنا منصور عن إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن يزيد، قال: لقيت أبا مسعود عند البيت. فقلت: حديث بلغني عنك في الآيتين في سورة البقرة. فقال: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه"].
             فضائل سورة ( البقرة ) المذكورة في كتاب ( مصابيح السنة للبغوي)
 
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم" قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم" قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب بيده في صدري فقال: "ليهنك العلم يا أبا المنذر" وفي رواية: "إن لهذه الآية لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش".
               فضائل سورة ( البقرة ) المذكورة في كتاب ( السنن الكبير للبيهقي)
 
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الحسن الطرايفي، ثنا عثمان بن سعيد قال: سمعت علياً يعني ابن المدني، يقول: / قال سفيان: قال ابن شبرمة: نظرت كم يكفي الرجل من القرآن فلم أجد سورة أقل من ثلاث آيات، فقلت: لا ينبغي أن يقرأ أقل من ثلاث آيات. قال سفيان: فقلت: أخبرنا منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبي مسعود يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ بالآيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه.
رواه البخاري في الصحيح عن علي ابن المديني

30 - ديسمبر - 2007
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
من معجم اللسان    كن أول من يقيّم

                                                                   لاترِبتْ يداك....
التُّرْبُ والتُّرابُ والتَّرْباءُ والتُّرَباءُ والتَّوْرَبُ والتَّيْرَبُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ والتِّرْيَبُ والتَّرِيبُ، الأَخيرة عن كراع، كله واحد، وجَمْعُ التُّرابِ أَتْرِبةٌ وتِرْبانٌ، عن اللحياني.
ولم يُسمع لسائر هذه اللغات بجمع، والطائفة من كل ذلك تُّرْبةٌ وتُرابةٌ. وبفيهِ التَّيْرَبُ والتِّرْيَبُ. الليث: التُّرْبُ والتُّرابُ واحد، إلا أَنهم إذا أَنَّثُوا قالوا التُّرْبة. يقال: أَرضٌ طَيِّبةُ التُّرْبةِ أَي خِلْقةُ تُرابها، فإذا عَنَيْتَ طاقةً واحدةً من التُّراب قلت: تُرابة، وتلك لا تُدْرَكُ بالنَّظَر دِقّةً، إلا بالتَّوَهُّم. وفي الحديث: خَلَقَ اللّهُ التُّرْبةَ يوم السبت. يعني الأَرضَ. وخَلَق فيها الجِبالَ يوم الأَحَد وخلق الشجَر يوم الاثْنَيْنِ. الليث: التَّرْباءُ نَفْسُ التُّراب. يقال: لأَضْرِبَنَّه حتى يَعَضَّ بالتَّرْباءِ. والتَّرْباءُ: الأَرضُ نَفْسُها.
وفي الحديث: احْثُوا في وُجُوهِ المَدَّاحِينَ التُّرابَ
. قيل أَراد به الرَّدَّ والخَيْبةَ، كما يقال للطالِبِ المَرْدُودِ الخائِبِ: لم يَحْصُل في كَفّه غيرُ التُّراب. وقَريبٌ منه قولُه، صلى اللّه عليه وسلم: وللعاهر الحَجَرُ. وقيل أَراد به التُّرابَ خاصّةً، واستعمله المِقدادُ على ظاهره، وذلك أَنه كان عندَ عثمانَ، رضي اللّه عنهما، فجعل رجل يُثْني عليه، وجعل المِقْدادُ يَحْثُو في وجْهِه التُّرابَ، فقال له عثمانُ: ما تَفْعَلُ؟ فقال: سمعت رسول اللّه وتُرْبةُ الإنسان: رَمْسُه. وتُربةُ الأَرض: ظاهِرُها.
وأَتْرَبَ الشيءُ: وَضَعَ عليه الترابَ، فَتَتَرَّبَ أَي تَلَطَّخَ بالتراب.
وتَرَّبْتُه تَتْريباً، وتَرَّبْتُ الكتابَ تَتْريباً، وتَرَّبْتُ القِرْطاسَ فأَنا أُّتَرِّبهُ. وفي الحديث: أَتْرِبوا الكتابَ فإنه أَنْجَحُ للحاجةِ. وتَتَرَّبَ: لَزِقَ به التراب. قال أَبو ذُؤَيْبٍ:
فَصَرَعْنَه تحْتَ التُّرابِ، فَجَنْبُه
 
مُتَتَرِّبٌ، ولكلِّ جَنْبٍ مَضْجَعُ
وتَتَرَّبَ فلان تَتْريباً إذا تَلَوَّثَ بالتراب. وتَرَبَتْ فلانةُ الإهابَ لِتُصْلِحَه، وكذلك تَرَبْت السِّقاءَ. وقال ابن بُزُرْجَ: كلُّ ما يُصْلَحُ، فهو مَتْرُوبٌ، وكلُّ ما يُفْسَدُ، فهو مُتَرَّبٌ، مُشَدَّد.
وأَرضٌ تَرْباءُ: ذاتُ تُرابٍ، وتَرْبَى. ومكانٌ تَرِبٌ: كثير التُّراب، وقد تَرِبَ تَرَباً. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ، على النَّسَب: تَسُوقُ التُّرابَ. ورِيحٌ تَرِبٌ وتَرِبةٌ: حَمَلت تُراباً. وقيل: تَرِبٌ: كثير التُّراب. وتَرِبَ الشيءُ. وريحٌ تَرِبةٌ: جاءَت بالتُّراب.
وتَرِبَ الشيءُ، بالكسر: أَصابه التُّراب. وتَرِبَ الرَّجل: صارَ في يده التُّراب. وتَرِبَ تَرَباً: لَزِقَ بالتُّراب، وقيل: لَصِقَ بالتُّراب من الفقْر. وفي حديث فاطمة بنتِ قَيْس، رضي اللّه عنها: وأَما معاوِيةُ فَرجُلٌ تَرِبٌ لا مالَ له، أَي فقيرٌ. وتَرِبَ تَرَباً ومَتْرَبةً: خَسِرَ وافْتَقَرَ فلَزِقَ بالتُّراب.
وأَتْرَبَ: استَغْنَى وكَثُر مالُه، فصار كالتُّراب، هذا الأَعْرَفُ.
وقيل: أَتْرَبَ قَلَّ مالُه. قال اللحياني قال بعضهم: التَّرِبُ المُحتاجُ، وكلُّه من التُّراب. والمُتْرِبُ: الغَنِيُّ إما على السَّلْبِ، وإما على أَن مالَه مِثْلُ التُّرابِ.
والتَّتْرِيبُ: كَثْرةُ المالِ. والتَّتْرِيبُ: قِلةُ المالِ أَيضاً.
ويقال: تَرِبَتْ يَداهُ، وهو على الدُعاءِ، أَي لا أَصابَ خيراً.
وفي الدعاءِ: تُرْباً له وجَنْدَلاً، وهو من الجواهِر التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى المَصادِرِ المنصوبة على إضمار الفِعْل غير المسْتَعْمَلِ إظهارُه في الدُعاءِ، كأَنه بدل من قولهم تَرِبَتْ يَداه وجَنْدَلَتْ. ومِن العرب مَن يرفعه، وفيه مع ذلك معنى النصب، كما أَنَّ في قولهم: رَحْمَةُ اللّهِ عليه، معنى رَحِمه اللّهُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: تُنْكَحُ المرأَةُ لمِيسَمِها ولمالِها ولِحَسَبِها فعليكَ بِذاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَداكَ. قال أَبو عبيد: قوله تَرِبَتْ يداكَ، يقال للرجل، إذا قلَّ مالُه: قد تَرِبَ أَي افْتَقَرَ، حتى لَصِقَ بالتُّرابِ.
والتَرائبُ: مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدْر، وقيل هو ما بين التَّرْقُوة إلى الثَّنْدُوةِ؛ وقيل: التَّرائبُ عِظامُ الصدر؛ وقيل: ما وَلِيَ الّتَرْقُوَتَيْن منه؛ وقيل: ما بين الثديين والترقوتين.

30 - ديسمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
 29  30  31  32  33