السموأل هل هو اسطورة ام حقيقة؟     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
شكري الجزيل لأخي الأستاذ الفاضل أبي هشام على ما قدمه لنا من أدب وشعر ؛ فـ " الصقر" جمع فيها بين كليلة ودمنة من جهة ؛ وفن المقامات من جهة أخرى إضافة إلى سمو المعنى ونبل الهدف . وفي " لا شيء يدعو إلى العجب " كل سلاح يستخدمه الصهاينة ، لدينا مضاد له بعون الله تعالى . أما حكاية عباس فهي من الشهرة بمكان... ولقد ورد عند اخي أبي هشام ما شجعني على التعقيب ، معتذرا ان تعقيبي يمكن ان يكون طويلا . وانا الآن انوي الكتابة ولا ادري اين اقف . قال أخي الأستاذ أبو هشام : قالوا لأنفسهم : (لابدّ أن نزيد من قوتنا)) نحن نرغب أن يكون النيل والفرات لنا ، ونستولي على أراضي العرب وندعي أنها أرضنا وأرض أجدادنا، ونقتل وندمّر ونخرّب ونشبع غريزتنا . نقتل الكبار ، نحرق الصغار ،نبقر بطون الحوامل ، وحتى الدواب من الأبقار. ما يخص أطماع اليهود في مداخلتي هذه هو ان أطماعهم تتجاوز النيل والفرات بكل تأكيد . وعبارة "اسرائيل الكبرى " لا تعني أن لهم حدودا يقفون عندها ويكتفون بما في داخلها من مساحة . وإن من نافلة القول ان اليهود المتدينين سبق وان اختلفوا حول حدود إسرائيل التوراتية والتلمودية ، فما كان من " بن غوريون " ، وهو الصهيوني العلماني ، إلا أن أن حل الخلاف بينهم بقوله : حدود إسرائيل هي حيث يقف جيش الدفاع الإسرائيلي... إن اليهود الذين يتظاهرون بالعلمانية هم في الحقيقة أشد من اليهود المتدينين طمعا ، وابلغ منهم لسانا ، وأدق أسلوبا في كيفية تحقيق مآربهم المبيتة منها والمعلنة . وشمعون بيرس ، سألوه عن مصير مشروع "إسرائيل الكبرى " بعد توقيع اتفاق وادي عربه ، ومن قبله اتفاق كامب ديفيد مع السادات ، وان الاتفاقات يمكن ان تؤثر على المشروع المذكور ، فقال : لا يمكن لأحد ان يمنعني من الحلم بإقامة إسرائيل الكبرى.. ولا يعني بيرس بالحلم بمعناه الذي في المنام بطبيعة الحال ؛ وإنما هو السعي لتحقيق ما يعتمل في نفسه من رغبة عارمة في السيطرة على الغير . ومن نافلة القول ايضا ان ما حصل ويحصل عليه اليهود من مكاسب نتيجة اتفاقهم مع بعض دول العرب يفوق بكثير ما يمكن ان يحصلوا عليه بالحروب وإن أمكنهم ذلك . فالسلام المزعوم بين الأردن مثلا وإسرائيل أضحت نتائجه الباهرة على مرأى ومسمع العالم كله ؛ فامتلاك الأراضي الأردنية من قبل اليهود بات أمرا شرعيا وقانونيا ؛ فيمكن لليهودي شراء الأراضي متى شاء وكيف شاء ، هذا ، غير إنشاء المصانع والفنادق والشركات والمشاريع الزراعية ونحو ذلك . فالمصانع الإسرائيلية في الأردن ، شراكة مع أردنيين او من دون شراكة ، تربح أرباحا طائلة ، وذلك لرخص الأيدي العاملة المسكينة في الأردن قياسا على أجور العمال في إسرائيل نفسها ، إضافة إلى المقدرة على التسويق داخل البلدان العربية الأخرى . ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية قبل قيام دولة اليهود كانت قد اتخذت مسارا تجاريا يتضمن شراء أراضي في إمارة شرق الأردن في ذلك الحين . مما سبق يمكنني التأكيد على ان من يؤيدون مقاومة اليهود بأي شكل من الأشكال ، ومهما كانت الخسائر في الأرواح والممتلكات ؛ ومهما كان الدافع إلى التأييد ، العاطفة الدينية او القومية أو المصلحة الدنيوية أو كلها معا ؛ ومهما كانت الوسائل المستخدمة في المقاومة بدائية ؛ فإنهم على حق تام في تأييدهم ؛ ولعل الله تعالى يحدث خلال ذلك أمرا لصالح المقاومين المؤمنين . والذين يقاومون تطبيع العلاقات مع اليهود الصهاينة من داخل البلدان العربية واعون لما تبيته إسرائيل للعرب والمسلمين في مستقبل الأيام . ومما سبق ايضا نستنتج مدى الضرر ومقدار فداحته الذي ينتج عن مبادرة السلام العربية فيما لو وضعت موضع التنفيذ جهارا نهارا ؛ فبلاد العرب والمسلمين سوف تضيع كلها ولن يجدها احد إلا في جيوب وخزائن اليهود ذوي الأطماع التي لا تقف عند حد . ولعل سائلا يسأل : لماذا لم يقبل الصهاينة بالمبادرة العربية وأهملوها إذن ؟ والجواب هو ان اليهود الصهاينة يتمتعون بالتطبيع غير العلني مع دول لم تفتح لهم سفارات في بلادها ، ثم إن اليهود تأبى عليهم أطماعهم وتعصبهم الديني ان يتنازلوا عن ما يسمونه بيهوذا والسامرة ، والقدس والخليل على وجه الخصوص ، فهذه المناطق يعتبرونها ملكا مطوبا لهم من الله ، غير اعتقادهم أنهم هم الشعب المختار على كل شعوب الدنيا والآخرة ؛ أقول الآخرة ؛ لأنهم يعتقدون ان كل اليهود في الجنة مهما فعلوا إلا الذين عبدوا العجل فقط . وتحليل نفسية اليهود ليس بحاجة إلى علماء نفس متخصصين ، ولا إلى علماء السيكولوجيا او الأنثروبولوجيا أبدا ؛ فأمرهم واضح ومكشوف ، ولا يسترون منه شيئا.. التعصب الديني متوفر لديهم على أشده ، والتعصب للجنس والعرق لا حرج عليك مهما تحدثت عنه ؛ فاليهودي هو من كانت أمه يهودية ؛ ولذا ، فإنك إن قلت لهم نحن العرب أبناء عمومتكم يغتاظون بشدة ، ليس للعداء الحاضر بيننا ، بل لأنهم يعتبرون أن عهد الله توجه لإسحق وذريته وحدها ، وأن إسماعيل اخذ حقه بتكثير الله ذريته فحسب ، وليس له ولذريته أي حق آخر ؛ إضافة إلى أننا نحن العرب أولاد " العبدة " هاجر ، وأنهم هم أولاد " الحرة " سارة .. أما السامرة الذين يسكنون في نابلس ونصادقهم ويصادقوننا فإنهم لا يمكن أبدا ان يقبلوا منك انت المسلم سكينا او شفرة يذبحون بها دجاجة لأنهم يعتقدون انك يمكن ان تكون استخدمتها سابقا في ذبح دجاجة على الطريقة الإسلامية. وحتى أكون منصفا ؛ فواجبي ان اذكر أن أشد العرب والمسلمين تعصبا بنظر المحايدين لا يطالب بأكثر من إرجاع اليهود إلى البلاد التي قدموا منها إلى فلسطين بعيد دخول الإنجليز إليها ، وان اليهود الذين نسميهم بالفلسطينيين الذين تواجدوا في فلسطين قبل سنة ثمانية عشر من القرن العشرين الفائت ، يحق لهم البقاء فيها مواطنين مثلهم مثل غيرهم ؛ بينما لو أننا استفتينا الغالبية العظمى من اليهود المغتصبين لما قبلوا إلا بدولة يهودية نقية وليست ذات حدود ، وتعتبر العرب عبيدا لحين انتهاء الحاجة إليهم في القيام بالأعمال النافعة لليهود . واليهود الذين عاشوا في فلسطين قبل زوال الحكم التركي عن فلسطين وفد قسم كبير منهم بطريقة التهريب أيام الحكم المصري على فلسطين ، وفي أواخر العهد العثماني لما كان للدول الغربية نفوذها على بعض سلاطين بني عثمان .، ومع ذلك ، فإن المرحوم الحاج أمين الحسيني كان يطالب بهجرة عكسية يقوم بها اليهود الذين وفدوا ايام الإنجليز فحسب . وبناء على ما قلناه : لا يمكن ان يقبل اليهود بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شرّدوا منها أبدا ، بل إنهم يستعدون لطرد العرب في داخل فلسطين متخذين لذلك وسائل عديدة يمكن ان تثمر ولو بعد حين . أما القتل والتدمير الصهيوني فشاهده الأخير وليس الآخر بطبيعة الحال ما حل بقطاع غزة وأهله . بقي شيء أود ذكره : اليهود لا يحبون أحدا على الإطلاق حتى ولو كان بوش نفسه خادمهم المطيع ما دامت أم بوش ليست يهودية ( لا اعرف إن كانت أم بوش يهودية أم لا ) ذلك لأن اليهود يكرهون المسيحيين وليس المسلمين فحسب . ولا يهمهم إن جاءهم رئيس دولة أجنبية بزيارة ان يحتقروه حتى لو كان بينه وبينهم علاقة دبلوماسية . ولما وفد أردوغان إلى إسرائيل ومنها أراد مقابلة محمود عباس ، أعاقه اليهود عند حاجز قلنديا بين القدس ورام الله مدة نصف ساعة وكأنه شخص فلسطيني عادي لا قيمة له عندهم . والسبب في ذلك على ما يبدو أنهم لمسوا فيه ميلا إلى قول كلمة يراها أنها حق . ومحمود عباس نفسه رئيس السلطة الفلسطينية الآن ، رغب عند مقدم الفتحاويين إلى غزة والضفة بعيد اتفاقية اوسلو ، بزيارة صفد على اعتبار انها كانت بلده ؛ فوقف له سكانها بالمرصاد ومنعوه من الدخول ؛ فعاد من حيث أتى . وإن أردنا ان نكون منصفين منصفين منصفين نقول : لا تعدم ان تجد يهوديا صالحا يعاملك بصدق واحترام ، ويرغب في منحك حقك ، ويمكن ان لا يضمر لك شرا ؛ ولكن عدد هؤلاء قليل ، بل أقل من القليل ، ولا تأثير لديهم على باقي بني قومهم على الإطلاق . ولا أدري هل السموأل في التاريخ حقيقي ، وهل قصته في الوفاء والنجدة صحيحة أم هي أسطورة . |