حالة شرود كن أول من يقيّم
ألف حمد لله على شفائك أستاذتنا ضياء ، وعودتك إلينا سالمة معافاة . وبمناسبة الحديث عن المدرسة ، وذلك الحكي الجميل الذي أتحفتموننا به عن ذكرياتها في ملف الأستاذ هشام ، أود أن أسجل هنا هذه الواقعة التي حدثت معي : * كان ذلك في أكتوبر 1964 وهي السنة التي التحقت فيها بالمدرسة ،أذكرأن معلمنا كان يحذرنا ويتوعدنا إن تجاوزنا ساحة المدرسة في أوقات الاستراحة ، كنا نمتثل لأوامره ، عدا يوم السبت وهو موعد السوق الأسبوعي بذلك المركز القروي ..فجل التلاميذ كانوا يهرعون مباشرة بعد خروجهم من الحجرات الدراسية إلى مرافق السوق الرحبة بحثا عن آبائهم أ وأولياء أمورهم أو أقاربهم ليجودوا عليهم بما تيسر لهم من أجزاء الدرهم..!! ذات سبت انطلقت كالسهم قاصدا مكانا محددا غالبا ما يتواجد به أبي ..لكن في الطريق إليه صادفت فوجا من السياح الذين أقلتهم حافلة خاصة من المنتجع الصيفي - نادي البحر الأبيض المتوسط - الموجود قبالة صخرة / جزبرة النكور المحتلة ..وقفت مندهشا أتفرس في وجوه هؤلاء " إرومين" النصارى الذين أراهم لأول مرة.. لم تدم وقفتي طويلا فقد فاجأني رجل من القوات المساعدة " مخازني " بحيث أمسكني وآخرين أكبر مني ، واقتادنا إلى" المعتقل "الأحتياطي بذلك المركز القروي..لم أعد أتذكر سوى أنني كنت مرعوبا جداجدا وسط ذلك الظلام الدامس الذي كان يلف المكان .. ثم بعد مدة ، فتح الباب وسمعت من ينادي : عبد الحفيظ حسن ..عبد الحفيظ حسن..خرجت لأجد معلمي أمامي ..لن أكذب عليكم ، لم أعد أتذكر إلا وأنا في منزل معلمي وزوجته منتصف النهار، يبتسمان وينظران إلي في عطف وحنان ............. |