البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 292  293  294  295  296 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إسناد السخاوي للكتاب    كن أول من يقيّم

كل الشكر لك أستاذنا وحبيبنا الدكتور مروان، ونعم الفائدة، لم أكن منتبها إلى أن السخاوي (ت 902هـ)  قد خرج  أحاديث (كتاب الأربعين السلمية) وها هو الكتاب بين يدي، بتحقيق الأستاذ علي حسن علي عبد الحميد (طبعة المكتب الإسلامي: بيروت، ودار عمار في عمّان: 1408هـ 1988م) وقد رأيت من الفائدة أيضا أن أذكر في هذه المشاركة إسناد السخاوي (رحمه الله) في قراءة الكتاب، وهو منقول عن النسخة المطبوعة في حيدر أباد لكتاب (الأربعين للسلمي)، كما ألمح محقق كتاب (تخريج الأربعين السلمية)  ونصه:
أخبرني شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر (رحمه الله) عن أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن أبي المجد قراءة، قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم ابن النشو إجازة: أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن ظافر بن رواج، أنبأنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السِلفي، أنبأنا أبو الطيب طاهر بن المسدَّد الجَنَزي، انبأنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن النيسابوري: أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي )
قلت أنا زهير: ويتبين لنا من قراءة هذا الإسناد أن الكتاب برمته من فوائد الحافظ السلفي، إذا لا يعلم عن أبي الطيب الجنزي شيء سوى أنه أحد شيوخ الحافظ السلفي، التقاه في ثغر جنزة، ونقل عنه بعض الفوائد الأدبية التي ذكرها ابن العديم في بغية الطلب، كما سيأتي، وجنزة هي كنجة قصبة إقليم أران.
وأما أبو الحسن علي بن عبد الرحمن النيسابوري، فلا شك عندي أنه (ابن عَليّك) أبو القاسم علي بن عبد الرحمن النيسابوري المتوفى في رجب سنة 468هـ  له ترجمة موسعة في (سير أعلام النبلاء) نشرة الوراق (ص 2344) وهو ابن الحافظ الحجة الإمام (ابن عليّك) أبي سعد عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري (ت 431هـ)  و(عَليّك) بفتح العين وكسر اللام وتشديد الياء
وأما ابن أبي المجد: فترجمته في (إنباء الغمر، للحافظ ابن حجر، نشرة الوراق ص 213) قال:
علي بن محمد بن محمد بن أبي المجد بن علي الدمشقي سبط القاضي نجم الدين الدمشقي ويعرف بابن الصائغ وبابن خطيب عين ترما، وكان أبوه إمام مسجد الجوزة بدمشق فيقال له الجوزي لذلك، ولد في ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة وسمع ابن تيمية والقاسم بن عساكر وإسحاق الآمدي وعلي بن المظفر الوداعي ووزيره والحجار ومحمد بن مشرف في آخرين تفرد بالسماع منهم، وخرجت له عنهم مشيخة، وأجاز له في سنة ثلاث عشرة التقي سليمان والمطعم والدمشقي وابن سعد وابن الشيرازي، وظهر سماعه للصحيح من ست الوزراء بأخرة، فقرأوا عليه بدمشق ثم قدم القاهرة فحدث بها مراراً، قرأت وسمعت عليه سنن ابن ماجة ومسند الشافعي وتاريخ أصبهان وغير ذلك من الكتب الكبار والأجزاء الصغار فأكثرت عنه، وكان صبوراًعلى التسميع ثابت الذهن ذاكراً ينسخ بخطه وقد جاوز التسعين، صحيح السمع والبصر، ورجع إلى بلده فأقام بمنزله إلى أن مات في شهر ربيع الأول، وقد قرأت عليه أكثر مسموعاته وسمعت عليه الصحيح ووصلت عليه بالإجازة شيئاً كثيراً.. 
وأما ابن النشو فترجمته في (الدرر الكامنة، نشرة الوراق ص 517) قال:
محمد بن عبد الرحيم بن عباس بن أبي الفتح بن عبد الغني بن أبي محمد بن خلف بن إسمعيل شرف الدين أبو الفتح ابن النشو القرشي التاجر ولد في جمادى الأولى سنة 41 واسمعه خاله البرهان بن النشو من ابن رواج والساوي وابن الجباب وابن الجميزي وغيرهم وخرج له الفخر البعلي مشيخة في أربعة أجزاء وتفرد برواية كتاب المحدث الفاصل وغيره قاله الذهبي كان تام الشكل حسن الهيئة يسافر في التجارة وله بستان تفرد بعدة أجزاء. قلت وسمع على أحمد بن مفضل بن محمد بن حسان وأبي علي البكري والمعين الدمشقي في آخرين ومات في ليلة 3 شوال سنة عشرين وسبعمائة بدمشق ودفن بمقبرة باب الصغير أخذ عنه الشبلي
 
وأما ابن رواج: فترجمته مشهورة ومنها في تاريخ الإسلام للذهبي، نشرة الوراق (ص 4882) قال:
عبد الوهاب بن ظافر بن علي بن فتوح بن الحسين بن إبراهيم المحدث المسند رشيد الدين، أبو محمد بن رواج، وهو لقب أبيه، الأزدي، أو القرشي، فيحرر، الإسكندراني، المالكي، الجوشني. ولد سنة أربع وخمسين، وسمع الكثير من: السلفي، ومخلوف بن مارة الفقيه، وأبي الطاهر بن عوف، وأبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي، والمشرف بن علي الأنماطي، وأحمد ومحمد ابني عبد الرحمن الحضرمي، ومقاتل بن عبد العزيز البرقي، وظافر بن عطية اللخمي، ومحمد بن القاسم الفاسي، ويحيى بن عبد المهيمن بن قلينا، ومحمد بن محمد المراكشي، وعبد الواحد بن عسكر، وغيرهم. وكتب بخطه الكثير، وخرج لنفسه أربعين حديثاً.
وكان فقيهاً لبيباً، فاضلاً، ديناً، صحيح السماع، متواضعاً، سهل الانقياد، وانقطع بموته شيء كثير.
روى عنه: ابن نقطة، وابن النجار، والزكي المنذري، والرشيد العطار، وابن الحلوانية، والدمياطي، والضياء السبتي، والشرف حسين بن الصيرفي، والتاج علي الغرافي، والشهاب أحمد بن الدفوفي، والطواشي بلال المعيني، ومحمد بن النضير بن الأصفر، وشهاب بن علي، وأبو بكر بن ثابت البشطاري، ومحمد بن أبي القاسم الصقلي، والشمس عبد القادر بن الحظيري، والشرف محمد بن عبد الرحيم بن النشر، وخلق كثير.
وحدث بالإسكندرية، والقاهرة.
سمعت عبد المؤمن الحافظ يقول: قرأ ابن شحانة على ابن رواج فقال: الإبط، بكسر الباء، فقال: لا تحركه يفح صنانه. توفي ابن رواج في ثامن عشر ذي القعدة، وختم أصحابه بيوسف بن عمر الجيني، يعني بالسماع.
 
وأما الجنزي فلم أعثر له على ترجمة كما أسلفت سوى ما حكاه الحافظ ابن حجر في (تبصير المنتبه) قال:
الُجَنْزِي، بالفتح وسكن النون بعدها زاي، نسبة إلى ثغر جَنْزة، وهي من بلاد أرَّان منها الفقيه مُسدَّد بن محمد الجَنْزي شيخ السلفي، يَرْوِي عن علي بن عيسى الباقلاني
وقال ابن العديم في (بغية الطلب: نشرة الوراق: ص 1534)
قرأت بخط الحافظ أبي طاهر السلفي وأخبرنا به أبو القاسم عبد الرحيم بن يوسف - إجازة وغيره عنه - قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن المسدد بن المظفر الجنزي - من أصل كتبه بثغر جنزة - قال: سمعت علياً - يعني - أبا القاسم بن عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري يقول: سمعت أبا عبد الله - يعني - محمد بن عبد الله بن حمدويه الحافظ يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الفارسي يقول: سمعت أحمد بن محمود قاضي الأهواز يقول: سمعت جعفر بن أحمد الدمشقي يقول: سمعت الزبير بن بكار يقول: رأيت بطرسوس شاباً دائم التنفس وشمائل الحب لا تخفى بخفي وإن أخفيتها فاستنطقته فأنشأ يقول:
أنا  في أمري iiرشاد بـيـن غزو iiوجهاد
بـدني يغزو iiعدوّي والهوى يغزو فؤادي
وقال في موضع آخر معلقا على الحديث: (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) وهو مما رواه بو العتاهية الشاعر:
( ونقلت هذا الحديث من خط الحافظ أبي طاهر السفلي، وذكر أنه أنتخبه من من أصول سماعات القاضي أبي الطيب الجنزي، وقرأه عليه، وأنبانا به أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة قال: أنبأنا أبو طاهر السلفي قال: أخبرنا القاضي أبو طاهر بن المسدد بن المظفر الجنزي بثغر جنزة قال: أخبرنا أبو القاسم عليّ بن عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري بثغر تفليس قال: أخبرنا حمزة بن عبد العزيز بن محمد المهلبي قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية الأبهري قال: حدثنا مصعب بن الحسين الرقي قال: حدثنا محمد بن صدران بن ريحان بن جميل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو العتاهية القاسم بن إسماعيل الشاعر، قال: حدثنا الأعمش عن أبي سفيان بن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجه النهار"
 وأما الحافظ السِلفي والحافظ ابن حجر فترجمتهما مشهورة في كل كتاب، والسلفي: بكسر السين وفتح اللام نسبة إلى جده سِلَفة

8 - أكتوبر - 2008
تراث أبي عبد الرحمن السلمي النيسابوري
الحديث الثاني والعشرون    كن أول من يقيّم

رأيت ان أختار بعض أحاديث الكتاب لما فيها من الطرفة والفائدة، بغض النظر عن صحة الحديث وعدمها.
قدم السلمي للحديث 22 بقوله : (باب الدليل على أن اليد العليا هي المتعففة عن السؤال) ثم ساق الحديث بسنده إلى ابن عمر (ر) أن رسول الله (ص) قال: (اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المتعففة، واليد السفلى السائلة)
قال السخاوي: وهو حديث موسى بن طارق عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، رفعه: (اليد العليا المتعففة واليد السفلى السائلة) فرواه إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن ابن عمر (ر) قال قال رسول الله (ص) (اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا المتعففة، واليد السفلى السائلة)
أخرجه البيهقي، وكذا قال مُسَدَّد كما هو في "مسنده" ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، وتابعه أبو الربيع الزهراني، كما أخرجه يوسف القاضي في "الزكاة" له عن أيوب، وكذا قال عبد الوارث عن أيوب فيما أشار إليه أبو داود.
والجمهور على خلاف ذلك، بل روى ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: (كنا نتحدث أن اليد العليا هي المنفقة) فهذا يؤيد دعوى إدراج التفسير في الحديث المرفوع وأنه من قول ابن عمر.
ويشهد له ما قاله العسكري في "الصحابة" بإسناد فيه انقطاع عن ابن عمر أنه كتب إلى بشر بن مروان: غني سمعت رسول الله (ص) يقول: (اليد العليا خير من اليد السفلى) ولا أحسب اليد السفلى إلا السائلة ولا العليا إلا المعطية، قلت: والكلام في ذلك يطول ، والله أعلم)

8 - أكتوبر - 2008
تراث أبي عبد الرحمن السلمي النيسابوري
الحديث الثالث والعشرون    كن أول من يقيّم

قدّم السلمي للحديث بقوله: (باب فيمن عبد الله سرا فكافأه على ذلك) ثم ساق الحديث بسنده إلى أنس بن مالك (ر) أن رسول الله (ص) قال: (إذا كان يوم القيامة، بعث الله قوما عليهم ثياب خضر بأجنحة خضر، فيسقطون على حيطان الجنة، فتشرف عليهم خزنة الجنة، فيقولون لهم: من انتم ؟ أما شهدتم الحساب ؟ وما شهدتم الوقوف بين يدي الله ؟ فقالوا: لا، نحن قوم عبدنا الله سراً، فأحب أن يدخلنا الجنة سرا)
قال السخاوي: أخرجه الديلمي في مسنده من طريق المؤلف، وفي سنده حُميد بن علي القيسي المعروف بزوج غَنَج، قال الحاكم: إنه كذاب خبيث
وقال ابن حِبّان: (أتيناه بالبصرة، فإذا هو شيخ يظهر الصلاح والخير، فأملى علينا وذكر أحاديث، هذا أحدها، قال: فقمنا وتركناه، وعلمنا أنه إن لم يتعمّد، فإنه لا يدري ما يقول !)

8 - أكتوبر - 2008
تراث أبي عبد الرحمن السلمي النيسابوري
لكل جواد كبوة    كن أول من يقيّم

تعجبت من المحقق إذ شرح البيت ص148:
يغطين اطراف البنان من التقى ويـخرجن بالأسحار iiمُعَجَّرات
كذا أثبت الكلمة وضبطها (مُعَجَّرات) وقال في شرحها: العجر: ثني العنق.
قلت أنا زهير: بل الصواب مُعتجرات، أي مختمرات بالمعاجر، والمعاجر جمع معجر، وهو ثوب أصغر من الرداء وأكبر من المقنعة. فسبحان الله على هذه الزلة، والكمال لله وحده

8 - أكتوبر - 2008
تراث أبي عبد الرحمن السلمي النيسابوري
الحديثان 39 و40    كن أول من يقيّم

ختم السلمي أربعينه الصوفية بحديثين، الأول تحت عنوان (في إباحة السماع) والثاني تحت عنوان (في إباحة الرقص) وأورد في الأول حديث عائشة (ر) المشهور : (دخل رسول الله (ص) في أيام التشريق وعندي جاريتان لعبد الله بن سلام تضربان بدفين لهما وتغنيان، فلما دخل رسول الله (ص) قلتُ: أمسكا، فتنحى رسول الله (ص) إلى سرير في البيت فاضطجع، وسجى ثوبه، فقلت: ليحلنّ اليوم الغناء أو ليحرمن.
فأشرت إليهما أن خذا، فأخذتا، فوالله مانسيت ذلك أن دخل أبو بكر، وكان رجلا مطّارا، "يعني حديدا" وهو يقول: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله (ص) فكشف رسول الله رأسه وقال: يا أبا بكر لكل قوم عيد وهذا أيام عيدنا) قال المحقق: رواه البخاري (2/ 445) ومسلم (3/21) وأحمد (6/ 134) وابن ماجه (1/ 612) والنسائي (3/ 196)
وأما الحديث (40) فليس بحديث، وإنما هو قصة من أخبار سعيد بن المسيب، أنه مر في بعض أزقة مكة فسمع الأخضر يتغنى في دار العاص بن وائل:
تضوع مسكا بطن نعمان أن مشت بـه زيـنـب في نسوة iiعطرات
فلما رأت ركب النميري iiأعرضت وكـن  مِـنَ ان يـلقينه iiحذرات
قال: فضرب برجله الأرض زمانا، وقال: هذا ما يلذ سماعه، وكانوا يرون أن الشعر لسعيد)
وأفاد السخاوي في تعليقه على القصة أن أبا الفضل ابن طاهر رواها عن السلمي في كتابه (صفة التصوف) وأتبعها بحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (بينما الحبشة يزفنون بين يدي رسول الله (ص) وهو حديث صحيح، والزفن: الرقص. قال: (وعجبت للمؤلف رحمه الله كيف اقتصر على هذه الحكاية المنقطعة ولم يذكر هذا الحديث ... إلخ)
 فرغ السخاوي من تخريج أربعين السلمي يوم 12/ صفر / 876هـ وكان في الخامسة والأربعين من عمره، وتوفي سنة 902هـ ومولده في القاهرة عام 831هـ

9 - أكتوبر - 2008
تراث أبي عبد الرحمن السلمي النيسابوري
أخجلتم تواضعنا    كن أول من يقيّم

جعلنا الله عند حسن ظنكم أستاذنا وحبيبنا  الدكتور مروان، وشكرا لكم هذه الشهادة التي أعتز بها وأباهي وأتمنى أن تدلوا برأيكم حول سؤال أستاذنا السويدي، الذي نشرته اليوم في الوراق، وهو سؤال لا يقضى منه العجب، وألفت نظركم أيضا إلى أني قد أجبتكم على سؤالكم حول جديد الوارق، أكرر شكري وامتناني لكم أستاذي مع فائق التقدير لما تنشرونه في مجالسنا من أياديكم البيضاء

9 - أكتوبر - 2008
تراث أبي عبد الرحمن السلمي النيسابوري
ابن خاتمة ؟    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذنا الكبير ياسين الشيخ سليمان:
أشاركك الرأي في أهمية هذه القصيدة وندرتها ووجوب البحث عن حقيقة مؤلفها، وتعلمون أن المرحوم شكيب أرسلان كان ممن اعتني بهذه القصيدة ونشر في "الحلل السندسية" قطعة منها في (33) بيتا، وكان قد أطلعه عليها كما يقول المرحوم عز الدين التنوخي، وإليك ما قاله في التعريف بالقصيدة، وقد أوردها في ذيل نونية أبي البقاء، قال:
ومن مراثي الأندلس الجديرة بالحفظ هذه المرثية للأديب أبي جعفر بن خاتمة تاريخ نظمها سنة 904 أو 905 للهجرة أي في أثناء سقوط غرناطة وكانت رندة قد سقطت من قبل. وقد أصبت هذه القصيدة عند الأخ الفاضل السيد عز الدين علم الدين التنوخي ناموس المجمع العلمي العربي وذلك عند حصولي بدمشق سنة 1356هـ
ثم ساق القصيدة كاملة، وعلق عليها بقوله:
قد وصف صاحب هذه القصيدة سقوط مملكة بني الأحمر مدينة بعد مدينة وكانت صُبابة كأس الأندلس فذكر رندة ثم مالقة وبلش ثم المنكب ثم وادي آش ثم بسطه ثم المرية، وختم ابن خاتمة مناحته بذكر غرناطة أم البلاد. ويظهر من نسق نظمها أنه كان مشاهداً تلك الحوادث القاصمة للظهور وأن البيان كان عن عيان)
قلت أنا زهير: ولكن تبقى هناك مشكلة لم ينبه إليها أمير البيان، وهو أن تاريخ نظم القصيدة عام 904هـ لا يتفق مع تاريخ وفاة ابن خاتمة، الذي كان صديقا للوزير لسان الدين ابن الخطيب وقد ترجم له ترجم موسعة في (الإحاطة) ختمها بقوله:  وهو الآن بقيد الحياة وذلك ثاني عشر شعبان عام سبعين وسبعمائة. وترجم له في (الكتيبة الكامنة في شعراء المائة الثامنة) وساق الكثير من شعره، ولم يذكر شيئا من هذه القصيدة، وهو في ترجمته في (الكتيبة الكامنة) يترحم عليه، في غير موضع، من غير أن يصرح بوفاته، وقد ألف (الكتيبة الكامنة) في جمادى الآخرة من سنة 774هـ وقتل عام (776هـ)
والأرجح أن يكون صاحب القصيدة قد شارك ابن خاتمة في شهرته وكنيته. وأنه كان حيا وقت سقوط رندة، وبذلك يكون التاريخ الذي  ورد في مخطوطة القصيدة صحيحا، لأن سقوط رندة كان في جمادى الأولى من سنة 890هـ 
قال المقري في "نفح الطيب" (وفي شهر ربيع الآخر من سنة تسعين وثمانمائة خرج العدو في قوة إلى نواحي مالقة، بعد أن كان في السنة قبلها استولى على حصون، فاستولى هذه السنة على بعض الحصون، وقصد ذكوان، فهد أسوارها، وكان جملة من أهل الغربية ورندة، ودخل ألف مدرع ذكوان عنوة، فأظفر الله تعالى بهم أهل ذكوان، فقتلوهم جميعاً، ثم طلبوا الأمان وخرجوا.ثم انتقل في جمادى الأولى إلى رندة وحاصرها، وكان أهلها خرجوا إلى نصرة ذكوان وسواها، فحاصر رندة وهد أسوارها، وخرج أهلها على الأمان، وطاعت له جميع تلك البلاد) 
وقد بحثت في كل المصادر فلم أعثر على أي ذكر لأبيات القصيدة في كل الكتب المنشورة في الوراق وفي الموسوعة، وسوف أنشر القطعة كاملة في تعليق لاحق، نقلا عن كتاب الحلل السندسية (نشرة الموسوعة الشعرية) وهي نشرة غير مدققة، وقد وقع في القصيدة الكثير من أخطاء الطبع، سأكتفي بتظليلها باللون الأحمر، وسأقوم لاحقا بتصويبها ونشرها مصححة إن شاء الله. وليت الأستاذ ياسين يكفينا مشقة تصحيح القصيدة حسب نشرتها في الموقع الذي أحال إليه، لأن الرابط لا يعمل.

9 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
القصيدة في نشرة الموسوعة    كن أول من يقيّم

أحـقـا خـبا من جوّ رُندة iiنورها وقـد  كسفت بعد الشموس iiبدورها
وقـد أظـلمت أرجاؤها iiوتزلزلت مـنـازهُـها ذات العلا iiوقصورها
أحـقـاً خـلـيلي إن رُندة iiأقفرت وأزعـج عـنـها أهلها iiوعشيرها
وهـدت مـبـانيها وتُلث عروشها ودارت عـلى قطب التفرق iiدورها
مـنـازل  آبـائي الكرام iiومنشئي وأول أوطـان غـذانـيَ iiخـيرها
فـمـالـقـة  الحسناء ثكلى أسيفة قد  استفرغت ذبحاً وقتلاً iiحجورها
وجـزت  نـواصيها وشلت يمينها وبـدل بـالـويل المبين iiسرورها
وقـد كـانـت الغربية الجنن التي تقيها  فأضحى جنة الحرب iiسورها
وبـلـش  قـطّـت رجلها بيمينها ومـن سـريان الداء بان iiفطورها
وضحت  على تلك الثنيات iiحجرها فـأقـفر مغناها وطاشت iiحجورها
وبالله  إن جـئـت المنكب iiفاعتبر فـقـد  خف ناديها وجف نضيرها
وقـد  رجفت وادي الأشى iiفبقاعها سكارى وما استاكت بخمر ثغورها 
وبسطة  ذات البسط ما شعرت iiبما دهـاهـا  وأنـي يستقيم iiشعورها
ومـا أنـسَ لا أنسى الـمـريـة iiأنـهـا قـتـيـلـة أدجـال أزيل عذيرها
ألا  ولـتـقف ركب الأسى iiبمعالم قـد  ارتج باديها وضج iiحضورها
بـدار العلا حـيـث الـصـفات iiكأنها من الخلد والمأوى غدت iiتستطيرها
مـحـل قرار الملك غرناطة iiالتي هـي  الـحضرة العليا زهتها iiزهورها
تـرى  للأسى أعلامها وهي iiخشع ومـنـبـرها  مستعبرٌ iiوسريرها
ومـأمومها  ساهي الحجي iiوإمامها وزائـرهـا فـي مـأتم iiومزورها
وجـاءت إلى استئصال شأفة iiديننا جيوش  كموج البحر هبت iiدبورها
عـلامـات أخـذ مـا لنا قبل iiبها جـنـايـات أخذ قد جناها iiمثيرها
فـلا  تـنـمحي إلا بمحو أصولها ولا تـنـجـلي حتى تحط أصورها
مـعـاشر أهل الدين هبّوا iiلصعقة وصـاعقة وارى الجسوم iiظهورها
أصـابـت  منار الدين فانهدّ iiركنه وزعـزع  مـن أكنافها مستطيرها
ألا واسـتـعـدوا لـلجهاد iiعزائما يـلوح  على ليل الوغى iiمستنبرها
بـأسـد على جرد من الخيل iiسبّق يـدع  الأعـادي سـبقها وزئيرها
بـأنـفـس صـدق موقنات iiبأنها إلى الله من تحت السيوف مصيرها
فـواحـسرتا كم  من مساجد iiحولت وكانت  إلى البيت الحرام شطورها
ووا أسـفا كم من صوامع iiأوحشت وقـد كـان مـعتاد الأذان iiيزورها
فـمـحرابها يشكو لمنبرها iiالجوى وآيـاتـها  تشكو الفراق وصورها
وكـم  طـفلة حسناء فيها iiمصونة إذا أسـفرت يسبى العقول iiسفورها
تميل  كغصن البان مالت به iiالصبا وقـد  زانـهـا ديباجها iiوحريرها
فـأضـحت بأيدي الكافرين iiرهينة وقـد  هتكت بالرغم منها iiستورها

9 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
وادي الأشى    كن أول من يقيّم

وكل الشكر لأستاذنا وقدوتنا ياسين الشيخ سليمان على تصحيحه أبيات القصيدة. وهذه حُسناه، وبانتظار ما وعدنا به من الزيادة. وليسمح لي أن أضبط اسم (وادي الأشى) وهي هكذا بالألف المقصورة، على وزن (الندى) ووردها في (المعجب) للمراكشي بالياء خطأ مطبعي. وهو قوله : (ثم بليدة أخرى على مسيرة يوم من غرناطة تسمى وادي آش ويقال لها أيضاً وادي الأشي هكذا سمعت الشعراء ينطقون بها في أشعارهم)
قلت أنا زهير، ومن هذه الأشعار، قول لسان الدين في أرجوته التاريخية التي سماها: (قطع السلوك)
وعـاد نـصـر بمدى iiحمرائه أتـى وأمـر الله مـن iiورائـه
فـخـلـع  الأمـر وألقى iiباليد مـن  بـعـد عهد موثق iiمؤكد
وسار في الليل إلى وادي الأشى والـمـلـك  لـله يعز من يشا
وقوله أيضا في قصيدة مطولة
فَحَلَلْتَ من وادي الأَشَى بقَرَارَةٍ عـزَّ الثّواءُ بها وطابَ المَنْزِلُ
كُرْسِيُّ مُعْتَصِمٍ، ومثوى iiهِجرةٍ والـمُـسْتَقَرُّ إذا تَزِلُّ iiالأرْجُلُ
والسلوك في عنوان الأرجوزة (قطع السلوك) يعني الخيوط، قال ابن منظور:
(والسَّلْكَةُ: الخَيْطُ الذي يُخاط به الثوبُ، وجمعه سِلْكٌ وأَسْلاكٌ وسُلُوكٌ؛ كلاهما جمع
الجمع).

10 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
تل نباثى    كن أول من يقيّم

كل الشكر لشيخنا منصور مهران، ولأستاذنا الدكتور مروان، راجيا منه أن يوافينا بمزيد من التحقيق حول (تل بُناثا) الذي ذكر أنه موجود في (كفر توثا) فليس بعد ذلك كلام، لأنه يوافق رواية (الأغاني) و(الحماسة البصرية) ولكني وقفتُ اليوم على كلام لليافعي لم أنتبه له من قبل، فقد قال في شرح البيت: (وتل نباثى معروف مضاف إلى نباثى بضم النون وبعدها موحدة وبعد الألف مثلثة مفتوحة في برية الموصل)
وهي حسب ضبطه هذا بالألف المقصورة وليس بالياء. وقد بحثت في خرائط الموصل وفي الكتب المنشورة في الوراق فلم أعثر على ذكر لهذه الكلمة، لا بالياء ولا بالألف، ولا بالألف المقصورة،  فما رأيكم دام فضلكم ؟

13 - أكتوبر - 2008
سؤال السويدي صانع الوراق
 292  293  294  295  296