البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 28  29  30  31  32 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الزعرور من جديد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
هذه صورة ثمرة الزعرور وتظهر أوراق الشجرة معها وأظنها الشجرة التي أشرت إليها باسم " لمزح " لكن الصورة بعيدة .
 
الزعرور بالفرنسية يقال له : Nefles  والأكثرية يسمونه : أكي دنيا وهو في بلدنا معروف باسم الزعرور وأشهره الزعرور الصيداوي نسبة إلى مدينة صيدا لأنها تنتج أجوده . هو عادة ما يكتسي لوناً أصفراً برتقالياً عند نضوجه لكن الثمر الذي نراه في الصورة غير ناضج .
 
لنا عودة إلى هذا الملف لاحقاً لكنني بالمناسبة أريد أن أشكر ندى على نكتتها اللاتينية ، وأريد أن أحيي حضور الأستاذ ثائر صالح وأشكره بالغ الشكر على المعلومات القيمة التي قدمها لهذا الملف وهي تأتي في الإتجاه الصحيح كما أظن لأن البحث يجب أن يطال أسماء هذه الفاكهة في اللغات السامية القديمة لدى شعوب المنطقة فالكمّثرى مثلاً لفظة سريانية وهناك أمثلة أخرى وردت في مقالة الأستاذ ثائر تدلل على تشابك الخيوط في تحول الاسم من لغة إلى أخرى ولقد وجدنا أثراً للمشمش والخوخ كأسماء للحبوب كما فهمت ? فكيف تحولت إلى الفاكهة ? وأريد أن أسأل الأستاذ ثائر إذا كان لديه قاموساً للغة السريانية ?
 
تحياتي لكم جميعاً .
 
 

14 - يناير - 2007
نباتات بلادي
آخ من جدودي ..... أشباح الماضي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
حقيقة يا أستاذ هشام أنك فهمتني تماماً وأثبت بما يقطع الشك بأنك لا تفكر بطريقة مجردة فقط والمثل الذي جئت به صارخ بواقعيته غير أن ماء البحيرة قد جف وعلينا أن نتحول اليوم إلى حيوانات برمائية كالضفدع والتمساح والخيار بينها محدود جداً .
 
بإمكان مثقف اليوم أن يصرخ قائلاً كما قال " ديمتري أفييرينوس " :
 
تعالوا إلي أيها الباحثون عن المعرفة
تعالوا إلي أيها التواقون إلى الحرية
وأنا أزيدكم جهلاً فوق جهل ، وقيوداً على قيود .
 
وأنا أقول معه :
 
أيا قلبي ، لا تتحامق !
كف عن الحرث والبذر
في رماد الماضي .
 
الذاكرة مقبرة هائلة يتظاهر فيها الأموات بأنهم ما زالوا أحياء .
 
لدى كل منا مقبرة كهذه ، يحرسها بكل ما أوتي من قوة .
بشواهد قبورها يواجه الحياة ، وفيها يندب مصائبه ،
ويسوغ لنفسه جبنه .
هناك بين أشباح الماضي ، نعيش تلك الفسحة التي ندعوها العمر .
 
الخير ليس أبداً ما نرغب فيه .
 

15 - يناير - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
استراحة الكرز    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

 
 
 
Cerisier (Cerise), Prunus cerasus , Prunus avium                                                      
 
هذه ترجمة من وحي الملف لقصيدة الشاعر الفرنسي جان مارليو وهي بعنوان : comme le cerisier
 
كما شجرة الكرز
 
كما شجرة الكرز تكتسي بالزهر في المواسم لتعود فتحني أغصانها للثمر ،
كما التينة تعلو لتلامس السطوح ولتبسط عليها أوراقها،
كالحور ببهائه الساطع ، شراع من الرذاذ يتصاعد في الساقية ،
أترك ذلك الغناء يتصاعد في نفسي يبحث عن الديمة ،
السرو حادق فوق زرقة السماء . كالقيقب ببذوره الملتفة ، والسنديانة الجليلة تحرسه كما يحرس الكلب الساحة ،وكما الدلب على حافة الغدير ،
أنا كذلك ملأتني السنين وتسلقت على ساقي ، تلك الصغيرات ، ثم على ظهري ، ثم استقرت في كفي المفتوحتين .
اختاروا منها ، لو وجدتم الثمر الذي ترغبونه .
فأنا لم يمض علي يوم لم أحب فيه .
يجب أن يكون هذا جلياً للعيان .
Jean Marlieu
1915 -1975
 
 
                                                      
 
 القيقب هو شجر الخرنوب : Erable
الدلب هو أيضاً شجر الساج : Platane
 الحور هو : peuplier
 السرو هو : cypres
 

16 - يناير - 2007
نباتات بلادي
تصويبات مولانا بنلفقيه    كن أول من يقيّم

 
وصلتني رسالة كريمة من الأستاذ لحسن بنلفقيه يعترض فيها على ترجمات أسماء بعض الأشجار التي وردت في القصيدة وعلى الشكل الذي ذكرته في أسفل الصفحة .
 
هناك خطأ وقعت فيه بنقل كلمة قيقب التي هي بالياء وليست بالباء ، والعتب فيها على النظر . عذراً مولانا وربما يستطيع الأستاذ زهير أو الأستاذ معتصم تصحيح هذه الغلطة .
 
أما الباقي في ترجمة أسماء الشجر فلقد اعتمدت فيه على معجم عربي - فرنسي ، وأنا استخدمه لأول مرة ، اسمه السبيل من لاروس : تأليف واشراف الدكتور دانيال ريغ ، إعادة وتصحيح الدكتور أحمد الكاخي ، طبعة عام 2006 .
larousse
dictionnaire Arabe Francais
par Daniel Reig
يبدو أن هذا المعجم يعاني من نواقص كثيرة :
سأترك لمولانا مهمة تصحيح أوتصويب هذه الترجمات بحسب وجهة نظره وبحسب مراجعه ويكون لنا ربما عودة لها ريثما نتمكن من النظر في مراجع أخرى ومقارنتها .
 
وسأستغل هذه الفرصة لأشكر الأستاذ ثائر صالح على الشروحات التي أضافها لكني لم أتمكن من قراءة النص عن بقايا اللغات السامية القديمة في اللهجات العراقية على الرابط المذكور وربما يكون بإمكانك يا أستاذ ثائر إعادة نشره هنا أو في مجلس آخر لنتمكن من الاطلاع عليه . ولم أتمكن أيضاً ولللآسف من استخدام المترجم على الرابط المذكور ، لكن هذه حكاية أخرى . أما العرموط فهو لفظة تركية الأصل بحسب علمي لأن الإجاص يقال له  armut بالتركية .
 
وأما الأستاذ عبد الحفيظ فلقد تخيلته يدبك مع ندى على أغنية لنصري شمس الدين هذه المرة ، لا بد أنك تعرفها وسأذكرك بالمطلع :
 
عم تغزل عم تغزل تحت التينة
وعلى جرش البرغل بتلاقيني .
 
ولا بد أن نتحدث يوماً ما عن البرغل .
 
 

16 - يناير - 2007
نباتات بلادي
الحق معك مولانا    كن أول من يقيّم

 
  شجرة الخرنوب
Photo - feuille     شجرة القيقب ( الورقة )                       Photo - fruit ( الثمرة )
 
نعم ، الخروب caroubier والقيقب erable  جنسان مختلفان ولا مجال للخلط بينهما كما تبين لي . يظهر الفرق واضحاً في الصور أعلاه بين الشجرتين فكيف حدث الخلط ?
 
صحيح بأنني اعتمدت على المعجم المذكور في ترجمة أسماء الشجر ولقد أفادني بأن erable  هو القيقب . أما لفظة خرنوب أو خروب فلقد سكت عنها ولم يترجمها ( راجعوا لاروس السبيل فقرة 1513  ) . وكان في ذهني بأن الدبس أو الشراب الذي نستعمله كثيراً في فرنسا ويسمى sirop d'erable  هو نفسه دبس الخرنوب وهو يستخدم كثيراً في الولايات المتحدة خصوصاً وأنه يقدم مع الفطائر الأميركية الشهيرة التي تؤخذ على الفطور وتسمى بانكيك .
 
مما لا يعرفه ربما أستاذنا بنلفقيه بأن شجرة القيقب ، وعلى الخصوص الصنف المسمى negundo  أو erable du Canada  تعطي سائلاً يشبه الدبس يتم استخراجه من نسغ الشجرة أو عصارتها la seve  وهي تجمع بعد إجراء شقوق في جذع الشجرة حيث ترشح منها هذه العصارة السكرية اللذيذة الطعم والمغذية جداً ، أو بطريقة أخرى وهي تجميع الماء الذي يرشح عن الشجرة بعد ذوبان الثلوج في فصل الربيع ومن ثم يتم تسخينه حتى يجمد ليعطي شراباً سكرياً يميل لونه إلى الاحمرار كدبس الخرنوب وكان ذلك معروفاً منذ أمد طويل حيث كان الهنود الحمر ، سكان البلاد الأصليين يستخرجونه وينتفعون به .
 
والخرنوب هي لفظة تسربت إلى الفرنسية من اللغة العربية بعد أن مرت باللاتينية : caroube  -  carrubia  _ خرنوب . وهي بالأصل كلمة يونانية تعني : قرن ، بسبب الثمار التي تحملها وتشبه قرن اللوبياء . وقرن باليونانية هو : keration  . والطريف أن لفظة قيراط التي نستعملها لأوزان الذهب والأحجار الكريمة تأتي من هنا لأن وحدة الوزن التي كان يستعملها اليونان هي Keration وكانوا يرمزون لها بحبة الخرنوب الموازية ل : 200 ملغم .
 
أما الدلب فلقد وردت ترجمته في المرجع المذكور تحت رقم 1810 على الشكل التالي : platane , sycomore / faux platane دلب هندي teek .
وفي الفقرة 2413 من المرجع نفسه وردت كلمة : ساج : platane , teek دلب هندي .
 
فما رأي مولانا ? بقيت مسألة الدلب والساج ?
 
 
 
 

18 - يناير - 2007
نباتات بلادي
اؤيد هذه الفكرة    كن أول من يقيّم

 
أشكركم على هذه الثقة الغالية وأؤيد هذه الفكرة التي من شأنها توسيع عدد المشاركات وتوسيع دائرة اهتمام كل من هذه الاختصاصات بما فيه النفع العام .
 
هذا كان كلام الجد !
 
أما كلام المزح : فهو أن هذه التشكيلة بدت لي كأنها إعلان تشكيل حكومة بوزراء وحقائب وزارية وأنها تخضع اليوم لتصويت مجلس الشعب للمصادقة عليها . أرجو أن تنال الموافقة وإلا ستضطر يا أستاذ زهير للدعوة إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني وأنا لا أتمنى لك هذا !

19 - يناير - 2007
مشروع رعاة الوراق
بين سميرة توفيق وفهد بلان ونشيد الأممية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
لا بد أننا أبناء هذا الجيل الذي تتحدث عنه يا أستاذ هشام وأننا قد عشنا ضمن ذات الأجواء المشحونة التي أعقبت حرب 1976 أو ما تعبر عنها تسميتها البليغة ب : " النكسة " والتي كانت بداية التدهور السريع والشعور العام بالإحباط رغم بعض الإرهاصات التي تلتها وأذكر منها العمل الفدائي الذي نتج عنها  ورافقته ثقافة معينة ذات طابع يساري - عروبي أنتجت جيلاً من المثقفين والأحلام الثورية ( منها السنمائية أيضاً أذكر منها فيلم " كلنا فدائيون " و" حرب حتى التحرير " ) وأغان ومسرحيات وأدبيات وو ... كنا لا زلنا في زمن الحرب الباردة التي كانت ساخنة على أرضنا .
 
من الصعب تحليل الوضع اليوم بدم بارد ونحن لا زلنا على صفيح ساخن . لكنها كانت تجربة جيلنا ونحن نعيش ، منذ مئة سنة أو يزيد قليلاً ، هذه التحولات القسرية التي ليست في حقيقتها سوى انعكاس لصراع ونفوذ القوى العالمية على وضعنا المحلي . لا زلنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى نعيش هذا العبث ، أسميه عبثاً لأنه ليس لنا مصلحة فيه ، ولأننا لسنا سوى مادة منفعلة تختلج وتتأثر ، لكنها لا تملك من قدرها شيئاً لأن وعيها بالواقع لم يرق بعد إلى مستوى ما يحيق بها من أخطار ، ( والأخطار هي قوى الصراع العالمية هذه التي لم نصل بعد إلى مستوى ذكائها ) وهي بالتالي لم تتمكن بعد من صياغة مشروع يؤطر حيويتها وقدراتها الخلاقة ويوجهها نحو مصالحها الفعلية .
 
مع هذا ، يطيب لي الاعتقاد بأنه العبث المؤسس . والفرق مع هذا كبير بين اليوم والأمس ، إنها تجارب قوية وعميقة مررنا ونمر بها ، ودفعنا وندفع ثمنها غالياً ، فلا بد من تخزينها ، لا بد من هضمها والاستفادة من مضامينها ، ولا بد أن تهزنا وتفتح أعيننا على حقائق جديدة غفلنا عنها أو تناسيناها أو لم تتضح لنا بعد . كل شيء اليوم يقول العكس ! لكن مئة سنة من حياة الشعوب ليست بالكثير .
 
ألا تجدني أكثر تفاؤلاً من الماغوط ?
 

19 - يناير - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
آخ من جدودي ..... الظلة العليا    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
 
" الظلة العليا " هي تلك الطبقة المؤلفة من تشابك أغصان وأوراق الشجر على ارتفاع شاهق في الغابات الإستوائية الماطرة بحيث تشكل هذه " الظلة " غلافاً عازلاً لتلك الغابات . في الداخل ، وتحت تلك " الظلة " هناك حياة كاملة تجري أحداثها ، تكاد تكون مبهمة لنا تماماً ولا نعرف عنها شيئاً . هي البؤرة التي تتمخض فيها الحياة وتنتج ما تنتج من تنوعات نباتية وحيوانية وكأنها رحم الأرض .
 
ظهر مصطلح " الظلة العليا " la canopee بعد الحرب العالمية الثانية وهي الفترة التي تم خلالها اكتشاف غابات الأمازون وتلك المناطق العذراء من أرض البشر حيث كانت الطبيعة لا تزال ، حتى ساعتها ، سيدة الموقف هناك ، وحيث لم يكن للإنسان فيها موطىء قدم بعد . وكان علماء البيولوجيا والأنتروبولوجيا وعلماء النبات والحيوان وبعثات الدراسات العلمية المختلفة يستخدمون نوعاً من القوارب مرفوعة بواسطة مناطيد ، يسبحون بها فوق أديم الشجر الملتف ليدرسونه من عل ، وذلك قبل أن يتمكنوا من التوغل فيها لأن تلك الغابات التي نتحدث عنها لها مستويان ، الأعلى : المكون من قمم الأشجار الشاهقة العلو ( ثلاثين إلى أربعين متراً ) والمتشابكة فيما بينها لتشكل هذا الغطاء العازل من الأغصان والأوراق ، والأسفل: حيث تجري الحياة وتتفاعل في الداخل منها ، وحيث نجد تنوعات لا تحصى ولا تعد من النباتات والأزهار والأشجار المثمرة والحيوانات  والحشرات والبعوض والفراشات والأجسام العضوية التي لا تراها العين المجردة . كلها تعيش وتتأقلم في تلك البيئة وتتغذى بعضها من بعض لتنتج هذه الحياة الغنية .
 
canopee  هي لفظة مأخوذة من الإنكليزية : canopy  وهو مصطلح تعارف عليه علماء البيئة أصله لاتيني : canopus  والكلمة باللاتيني تعني التابوت الذي كان يستخدمه قدماء المصريين ( الفراعنة ) ليضعوا فيه أحشاء المومياء التي كانوا يقومون بتفريغها لتحنيطها ( الدماغ ، القلب ، الكبد ، الإمعاء ... ) وكانوا يقفلون سطحه بغطاء من الخشب المرسوم والملون كان يحمل غالباً شكل رأس إنسان أو حيوان .
 
ويسمح تشكل الظلة العليا " بالمحافظة على درجة حرارة متوازنة في الداخل ، ما بين 20 إلى 35 درجة مئوية ، كما يسمح بتمرير كمية ضئيلة من نور الشمس مما يمنع النمو الكثيف للنباتات والأشجار القليلة الإرتفاع ويترك بالتالي فسحة في الداخل تساعد على امكانية التجوال فيها .
 
لكن هناك نوع من الأشجار الخانقة التي تنمو تحت " الظلة العليا " إذ تبدأ هذه الأشجار حياتها كنباتات هوائية ، ثم  تكون جذوراً تصل إلى الأرض ، ثم تحيط بجذع الشجرة التي يعيش عليها النبات الخانق ، وقد يتمكن النبات الخانق من قتل الشجرة وذلك بحرمانها من الغذاء والضوء والماء .
 
إنها حياة كاملة بين السماء والأرض ، مطوية تحت تلك المظلة العازلة التي تحميها فلو نظرنا من عل سنرى : الغابة والفضاء ،  بينما الحياة تجري تحت ،  في تلك المنطقة المعزولة بين الأرض والفضاء الخارجي حيث تتفاعل العناصر وتتولد بتفاعلها الحياة .
 
 

20 - يناير - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
آخ من جدودي ..... الظلة العليا للإنسانية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
سأقتبس الآن مقطعاً من الكتاب الذي تحدثت عنه سابقاً : " آخ من جدودي " بعد أن قدمت له بالمقالة السابقة ، والكلام لمؤلفة الكتاب :
 
حدث ذلك في ربيع العام 1957 حيث كنت قد قمت برحلة استطلاعية إلى منطقة الغابات الاستوائية في محيط الأمازون ، ضمن بعثة علمية انتروبولوجية قادتني للانضمام يوماً ، وبدون أدنى تقدير مني لحجم الخطر ، إلى مجموعة من صيادي النمور ، والباحثين عن الذهب . الطيارة الشراعية الصغيرة التي كانت تقلنا ، كان يقودها " كاوبوي " مغامر ، وكان عليه أن يحط بنا في منطقة مستنقعات تدعى Rio Carrao . وبما أنه لم يكن من السهل الاستدلال على المكان ، إلا أننا تمكنا من أن نلمح بقايا طائرات كانت قد ضاعت في تلك النواحي البعيدة ، أعانتنا على إصلاح حال طائرتنا التعيسةثم ، ومن بعد محاولات يائسة للتعرف إلى المكان الذي كنا نقصده ، استطعنا الهبوط في فسحة بين الشجر في منطقة يقال لها : saut de l'etang  وخيمنا بقرب شلالات هائلة الارتفاع تدعى شلالات : salto del angel . هناك وعلى ارتفاع ما يقارب الألف متر عن سطح الأرض ، نصبت لنفسي سريراً بين شجرتين .
 
عندما استيقظت في اليوم التالي ، كان صباحي مدهشاً ! المشهد الذي تجلى أمامي كان أعجوبة في الخلق . كل ما خطر على بالي بساعتها كان أسطورة من سري - لانكا تتحدث عن ثلاثة أمراء هم الأخوة : Serendipity   يمتلكون موهبة القيام باكتشافات مذهلة بطريقة غير متوقعة ، بل أنها الصدفة وحدها هي التي تقودهم إلى تلك الإكتشافات .
 
بفضل حسن الحظ ، وبالصدفة تماماً ، وقعت على هذه السعادة التي لم أكن أبحث عنها ، لأنني تماماً ، كما الأخوة serendipity ،  شعرت فجأة بأنني حصلت على كل ما أرغبه وكل ما أنا بحاجة إليه دفعة واحدة .
 
 إنما الدهشة الكبرى كانت تحت ، وعلى الأرض : الهنود يخرجون من الغابة ، يعبثون بحاجياتي ، يقلدونني وأنا أقوم بغسل وجهي  وتنظيف أسناني ، يجربون الدواء المضاد للبرغش ، يجربون المشط ، العطر ، الصابون ، الثياب المختلفة ودون أن يعرفوا لها لزوماً . فيما بعد ، وبعد أن نزلت إليهم وتعرفت بهم ، ومن ثم دعونا إلى قريتهم : كان لقاءاً لن أنساه ما حييت !
 
كل ما رأيته فوق ، في الأعلى ، كان منظراً رائعاً ومبهراً في روعته ، إنما الحياة تحت ، تحت أوراق الشجر ، الشجر العملاق المؤلف في تلك المنطقة من العالم ، هناك حياة لا زالت غامضة وغير معروفة ، حياة كاملة تتشابك فيها ، بين السماء والأرض ، روابط وعلائق غير معلومة وتبعث على الدهشة .
 
هذه المغامرة فتحت عيني على هوية الإنسان : هذه الهوية التي تنمو بداخله وتتشكل عبر التاريخ ، تاريخه وتاريخ من سبقوه وبحيث يكون الفرد جزءا من كل،  يتفاعل مع الظروف المحيطة وينفعل بها . هذا ما أسميه : " الظلة العليا للإنسانية " la canopee humaine .
 
هناك تجذر للشخصي في الزمن العام ، وهناك استغراق عميق في الجانب السري والمخفي الذي تستره " الظلة " . هذا الجانب يظهر لنا أحياناً فجأة ، في لحظة وميض مباغته ، سريعاً كالبرق ، نتخطفه على مستوى الكلام وعلى مستوى الحركات وتعبيرات الجسد . وهو يعبر عن نفسه أحياناً بطريقة أكثر مأساوية كحالات الموت والمرض والحوادث المتلاحقة . في هذه الحالة ، هو يعبر عن الاختناق !
 
 
 

20 - يناير - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
ولاية بنلفقيه    كن أول من يقيّم

 
صباح الخير أستاذنا ومولانا :
 
عجبت أن تتخلى عن موالاتنا لك بهذه السرعة وهي موالاة المحبة والصداقة والقرب والقرابة ? أما موضوع الإشراف على المجالس فهو إجراء تنظيمي لا علاقة له بكل ما ذكرته أعلاه وأنا لا أشك بجدارتك ولا جدارة أي من الأسماء المطروحة التي لكل منها موقعه ومكانته وفضله وأثره الواضح على مسيرة المجالس ، كما أن لكل منها معزته الخاصة : إنما ولاية بنلفقيه فهي له .
 
كلام المزح : لو كانت وزارة عن جد يا مولانا لما قبلت بالفلسفة وهي التي لا ينتمي إليها إلا من كان معدماً وعلى باب الله ولكنت بحثت على وزارة أخرى " مدهنة " ، وبما أنني لم أجد واحدة هنا بهذه المواصفات ، فلقد فهمت بأنها ورطة .
 

22 - يناير - 2007
مشروع رعاة الوراق
 28  29  30  31  32