خربشات.. كن أول من يقيّم
تحياتي.. وهذه (خربشاتي) أتمنى أن أوفَّق فيها: استمعت إلى مقطوعة حزينة ولغتها متينة ماعدا بعض الكلمات البسيطة التي تحتاج إلى تعديل مثل (لن يفرق بيننا إلى الموت) والأصح (إلا) طبعاً، (وطلبت من رقم هاتفه) والأصح (منه)، وهي أخطاء غير مقصودة لأن اللغة كما أسلفت متينة وتشفع لصاحبها.. استمعت إلى مقطوعة ليس فيها نشاز، وما فيها إلا الإلحاح على الحزن أن يبقى حزناً ولا يتبدل، مع أن المعلمة أوصت (أملاً) أن تخرج من عباءة الكآبة: (هيا يا صغيرتي.. عيشي حياتك براحة وانسي ما حدث..).. وسمعنا نصيحتها الجميلة وخرجنا، لكن هدى أعادتنا لنلبس العباءة السوداء مرة أخرى، وأوصتنا أن نتمسك بها جيداً ولا نخلعها، وقد ذكرني هذا الموقف بحكاية ذلك الرجل البدوي الذي يمشي في الصحراء بعباءته التي لا يستغني عنها، وقد تجادلت الشمس والرياح أيهما أقوى، ومن منهما يستطيع أن يجعل البدوي يخلع عباءته.. هاجت الرياح وماجت، وأتته من فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله، لكنها لم تستطع أن تجعله يتخلى عن عباءته، أما الشمس فما أجمل ذكائها، وبمجرد أن أعطته بعض حرارتها حتى خلع العباءة بهدوء ودون انزعاج ودون أي اضطراب.. الشمس (التفاؤل والأمل) أحسنت صنعاً، وهي دليلنا أن نلتمس النور والحرية والتفاؤل لأنفسنا، ونخلع العباءة السوداء مهما كانت الظروف، دون اضطراب الرياح (الحزن) الذي يأتي بما ينغص علينا حياتنا المنغَّصة أصلاً.. البلد الثاني في القصة هو العراق، والثالث هو بريطانيا، فلماذا لم يتم ذكر البلد الأول؟!.. فهو محور الأمكنة: منزل أمل، اللقاءات، المدرسة، الشاطئ.. أوصت هدى (أملاً) في الظرف المختوم أن تقول لعمها (عم هدى) أن يفتح البريد الإلكتروني، (أرجوك أوصي عمي بأن يفتح بريدي دائما ليظل مسجلا).. مع أنه عمها هي، وكانت تراه وأعطته ظرفاً، فمن المنطقي أن توصيه هدى مباشرة.. وأخيراً إذا عدنا لبداية المشاركة في السطر الأول نجد كلمة (خربشات) وهو ما يجعلني أقول: لم أجد إلا التواضع في كلمة خربشات والعمل جد جميل. |