البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 27  28  29  30  31 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
العواصم تتداعى : قصيدة لسعدي يوسف    كن أول من يقيّم

 
العواصمُ تتداعَى
 
كلما جئتُ واحدةً من عواصمنا العربيةِ صلَّيتُ …
ها أنتِ ذي !
أنتِ ما زلتِ حاضرةً ( مثلَ ما كنتِ في الكتبِ الجِلْدِ مخطوطةً
أو مُرَنَّحةً في الأغاني .. )
السلامُ عليكِ …
السلامُ على مَن رأى في خرائطِكِ الحُلمَ
واستافَ في خَلْجةٍ من هوائكِ والماءِ ذاكَ الشميم َ
المُضَوَّعَ من جنّةٍ  ؛
ولتكوني حلَبْ
لتكوني المعرّةَ، والقاهرةْ
لتكوني الرّباطَ
دمشقَ
طرابُلسَ الغربِ
والقيروان …
ولتكوني التماثيلَ (آلِهةَ البدوِ) مطمورةً في الرمال .
ولتكوني السجون
ولتكوني الدياميسَ تُسمَلُ فيها العيون
ولتكوني التي قطّرَتْ عرَقَ المَوزِ
أو عرَقَ التَّمرِ
أو عصرتْ خمرَها في الخريفِ  المُبَكِّرِ
أو شنقَتْ في الصباحِ المبكِّرِ عشّاقَها …
ثم أضحتْ  تُصَلِّي على طبقٍ من ثريدِ الرؤوسِ .
……………………………
……………………………
……………………………
النساءُ بِمُرّاكشَ اعتدْنَ أن يتنقّبْنَ،
والطارقيُّ
ومن شاءَ أن يكتبَ الشِعرَ كي يتكسّبَ …
……………………
……………………
……………………
تلك البلادُ لنا
والعواصمُ فيها عواصمُنا
نحن أشرارُها
نحن أخيارُها
نحن عشّاقُها المنتهونَ إلى القتلِ ؛
لكنّ تلك العواصمَ نحنُ ،
العواصمُ  ( حتى ولو لم نشأْ ) نحنُ… نحنُ
فإنْ سُلِّمَتْ لسوانا
أو استسلمَتْ،
هل سنذكرُ أُغنيةً عن دمشق ?
هل ستذكرُ مَن كانَ  منّا، ومَن لم يكنْ بَعدُ، أغنيةٌ من دمشق ?
                                               
                                                       سعدي يوسف 7/1/2006
                                               عن موقع كيكا
 
 

31 - ديسمبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
الأستاذان الكريمان : زهير وبنلفقيه    كن أول من يقيّم

 
أسعد الله مساءكما بكل الخير :
 
أشكر لكما ثقتكما الغالية وكلامكما الذي لا يضاهيه شعر .
 
 أسعدني اهتمامك مولانا بهذا الموضوع وكنت على ثقة بأنك ستلتفت إليه يوماً  فانتظرت : وكان الرد في هذا المساء ، وكان انتظاري كمثل انتظارك عندما نشرت صور دوائرك السبع لأول مرة .
 
كنت أقرأ ، ذات مرة ، في مجلة التراث العربي ، مقالاً متعلقاً بمعجم الألفاظ الزراعية للأمير مصطفى الشهابي ، عندما تنبهت لأهمية هذا الموضوع ولقد جاءت فيه ، على سبيل المثال ، الفقرة التالية :
 
" الاضطراب في اللفظ والتسمية لبعض أسماء النبات، من ذلك قوله إن السوريين يلفظون العَكُوب والكَعُوب بدلاً من العَكُّوب بتشديد الكاف، وإن أهل الشام يسمون النبات Prunier الإنجاص مع أننا نسميّه الخوخ ويسميه المصريون البرقوق، والحقيقة أن أن لفظة الإنجاص بالصاد لا يطلقونها على غير الكمثرى Poirier، وإن ما يسميّه المصريون الخوخ Pecher فإن أهل الشام يسمونه الدرّاق أو الدراقن " .
 
: أو الفقرة
 
" الإجّاص: جاء في (المنجد) أنه الكمثرى، وهذا غلط مشهور في الشام؛ فالإجاص في المعجمات وفي كتب الزراعة والمفردات القديمة هو ما يسمى بالفرنسية Prunier ويسمّيه المصريون البرقوق، ويسمّيه الشاميون الخوخ غلطاً؛ لأن الخوخ في اللغة وفي استعمال المصريين هو بالفرنسية Pêcher وكذلك الدراقن والفرسك، فالأسماء الثلاثة مترادفات، والكمثرى في اللغة تسمى بالفرنسية Poirier وهذا اسمها في مصر، وإطلاق الشاميين كلمة إجاص وتحريفاتها على الكمثرى غير صحيح ".?
 
وكنت قد لاحظت خلال حياتي اليومية بأن الأخوة في الجالية المغربية المقيمة هنا في فرنسا يستخدمون تسميات مختلفة لهذه الفاكهة وكان من المستحيل التعارف عليها فيما بيننا إلا من خلال تسميتها الفرنسية 
 
من هنا ، أقترح بأن نبدأ بتثبيت الاسم باللغة الفرنسية ، ومن ثم ذكر التنويعات المختلفة التي تطلق على الثمرة الواحدة بحسب اختلاف البلدان والأصل العربي للكلمة أو غيرها من الأصول : كالتركية أو الفارسية أو اليونانية كما رأيت في توضيحك الشيق حول كلمة : كرز
 
عتبي على أستاذي وشاعرنا لكلمة وردت في تعليق له هذا الصباح يقول فيها 
 
" والأستاذة ضياء وإن كانت أفهم مني ولكنها قطعا لن تفهم شيئا من رسالتك " .
 
أرجو بأنك تمزح يا أستاذ زهير ، ولا يمكن بأن تكون جاداً في هذا وأنا بالفعل لم أفهم شيئاً من رسالة سلافة ويستعصي علي قولك هذا أيضاً ويؤرقني .
 
كل التحية لكم جميعاً والسلام .
  
    

2 - يناير - 2007
نباتات بلادي
الخوخة في عين ذاتها    كن أول من يقيّم

 
إن مبدأ وحدة الهوية الذي ذكرته مولانا ، وهو يشبه التعريف الوارد في المعجم الفلسفي للدكتور جميل صليبا ، ورغم تحفظي عليه لأنني أرى في هذه التعريفات " المنطقية " المجردة نوعاً من الفانتازيا في الفكر الفلسفي ، مصدره يوناني ، تجاوزته الثقافة الأنجلو ساكسونية المعاصرة ، لكن الثقافات ذات المصدر اللاتيني وتلك المتأثرة بها ، لا تزال مولعة به ولم تتجاوزه بعد . أميل إلى البحث اللغوي في تتبع أثر المعنى لأن اللغة تختصر التجربة المعاشة وتكثف خبرة الماضي في ألفاظها ومدلولاتها ، وهي خبرة عملية ، حية ، ونتاج متراكم لأزمان أمم بحالها . وهذا التعريف بالذات ، لا يعني مطلقاً تطابق الاسم على المسمى ، بل يعني تحديد الخصائص الجوهرية التي تجعل من الخوخ مثلاً ، فاكهة معينة قائمة بذاتها ، ومختلفة عن بقية أنواع الفواكه . 
 
إلا أن حدسك صحيح ، ولا بد من وجود رابط بين الاسم والمعنى ، لكن اللخبطة تقع عندما نتبنى مسميات جديدة لأنواع غريبة طارئة على الواقع المعاش ، بطريقة عشوائية ، كما هو حال بعض الفاكهة التي نتحدث عنها هنا . لقد حدث هذا منذ أمد بعيد ودخلت هذه التسميات من اللغات المحكية ، إلى العربية المكتوبة ، فوقع الاضطراب . لذلك ، لا بد من العودة إلى الأصل اللغوي لهذه التسميات لمعرفة مصدرها ، وتحديد صلتها بالمعنى الذي هو : الثمرة في عين ذاتها .
 
سأذكر اليوم ثمرة الخوخ ، la prune أو plum بالإنجليزية التي تسمى في بلدان كثيرة برقوق ، وهذا خطأ برأيي وسأوضح السبب :
 
كلمة برقوق هي المقابل اللفظي لكلمة bericoco  اليونانية والتي تعني المشمش . تبنى العرب الذين سكنوا الأندلس كلمة برقوق اليونانية لتسمية المشمش هذه ثم تسربت عبرهم إلى اللغات الأوروبية الأخرى . المشمش بالفرنسية هو abricot أخذه الفرنسيون عن العرب ، ومصدر الكلمة بحسب القواميس الفرنسية : Larousse et Le Petit Robert بالتحديد عرب قشتالة : la catalane ، ثم أصبحت apricot  بالإنكليزية ، والمصدر واحد وهو اللغة اليونانية فكيف أصبح البرقوق خوخاً ?
 
 والخوخ ، la prune ، هي كلمة مصدرها لاتيني : la pruna بالعامية اللاتينية و prunum بالفصحى ومعناها ، الجمرة المتوهجة ( بحسب قاموس Gaffiot ) ، وهذا يدل على أنه لا يوجد لها أصل آخر لأن التسمية مطابقة لوصف الخوخة ولأن اليونان ( الأقدم ) كانوا يطلقون عليها تسمية مختلفة هي : damaskens
 
والخوخة  بالعربية ، وجمعها خوخ ، هي الفجوة أو الكوة الموجودة في الحائط والتي يأتي منها الضوء . هذا الوصف ملائم حسب رأيي ، لوصف الخوخة ، وهو يقترب من وصف اللاتين له بالجمرة المتوهجة من حيث الاستدارة واللون . فما رأيكم ? وهل هناك مصادر أخرى محتملة للكلمة ?
 
    

4 - يناير - 2007
نباتات بلادي
عودة إلى المشمش    كن أول من يقيّم

 
شكراً لك أستاذنا الكريم هذا المجهود الكبير ويبدو أنني وقعت ببعض الأخطاء التي تستدعي مني التصويب سأحاول تحديدها :
 
سأنقل هنا حرفياً تعريف معجم ال Le petit Robert  لكلمة  Abricot :
 ( .nom masculin ( Aubercot , 1512 ; catalan abercoc , de l'Arabe al-barquq , d'origine gr
 
أما لفظة bericoco  فهي كما أظن اللفظة اليونانية المستعملة حالياً لأنني حصلت عليها من المترجم الفوري الإلكتروني .
 
يبقى أن أشير إلى أن منطقة ال Catalogne  الإسبانية والتي احتلها العرب عام 712 ميلادية ثم استعادها منهم شارلمان في القرن التاسع ، لها لغتها الخاصة catalane إلى جانب الإسبانية وهي تقع في الشمال الشرقي من إسبانيا وهي ليست الأندلس إذاً . إنما يبقى ما لا شك فيه وهو أن أصل التسمية : برقوق ، هو من اللغة اليونانية القديمة وأنه يعني المشمش وليس الخوخ .
 
وأما أنواع المشمش المعروفة عندنا فهي كما أذكر : الحموي ، العجمي ، أم حسين  وأشهرها على الإطلاق هو المشمش البعلبكي الذي يستعمل كثيراً في تحضير المربيات وكنا ننتظر نزوله إلى السوق لصنع " الططلة " كما نسميها عندنا ، ولقد خلدته الفنانة اللبنانية صباح بأغنية مشهورة لها تقول فيها :
ع الليلكي ع الليلكي
زهر العصدرك ليلكي
مشمش بعلبك ما استوى
لولا استوى ، جبنا لكي
 

6 - يناير - 2007
نباتات بلادي
آخ من جدودي .... تكوين الذاكرة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
أفتح اليوم هلالين في ملف الذاكرة والزمن المتحول للحديث عن العلاقات والروابط العائلية التي تشكل البؤرة الأولى لتشكل الشخصية الفردية في خلجاتها الأولى ، الأقوى والأعمق والأشد تأثيراً . هذه الأحاسيس والانفعالات المتأتية من المحيط العائلي وما ينسجه من حولنا من خيوط تحد من إمكانيات الخيار المتاحة لنا بشكل لا يرقى إليه الشك ، وتحدد غالباً مسيرة حياتنا لأننا نتاج له ، عروة في خيوط النسيج ، مجرد نقطة في بحر شاسع وفي أسر ليس منه فكاك .
 
هذه الظروف العائلية المحيطة بنا ، ومنذ اللحظة الأولى ، هي الحقل الذي تنمو فيه نبتة حياتنا وهي بالتالي مؤثرة ومقررة بشكل لا يرقى إليه الشك . هي مؤثرة في ظروفنا الواقعية لجهة المستوى المادي والثقافي والإجتماعي ، لكنها أيضاً ، وهو الأهم في موضوعنا ، الحجر المؤسس للذاكرة الانفعالية والنقطة الأبعد التي نتمكن من خلالها تقييم إدراكاتنا وأحاسيسنا .
 
وبما أن أحاسيسنا الأولى هذه هي وحدة القياس المرجعية والرئيسة والتي تشكلت من خلال العلاقات الأساسية التي عرفناها في طفولتنا ومحيطنا العائلي ، فإن هذه العلاقات تتحول ، وبشكل غير واع ، إلى أنماط نقيس عليها ونعيد إنتاجها بطريقة غير واعية .
 
نعم ، نحن نكرر الماضي ونعيد إنتاجه بطريقة لا واعية ونحن غالباً ما ندعي العكس . إنها لعنة أبدية نكررها ونحن مستلبون تماماً ولا نملك إزاءها غالباً ما يكفي من الإمكانيات ، ولا من الوعي ، ولا من الإرادة لكسر هذه الحلقة والخروج منها نحو أفق أشد ملائمة للواقع ، وأكثر تكيفاً مع حاجاتنا الشخصية .
 
هذا النوع من العلاقة السلبية مع الماضي والإرث العائلي المهيمن يشكل اليوم فرعاً في الدراسات النفسية الحديثة يسمى ب : " العلاقة بين الأجيال "
" liens transgenerationnels " . وغاية هذا العلم شفاء بعض الأمراض النفسية المتأتية من بعض العلاقات المختلة بين الأجيال . لكن اهتمامي به جاء لغاية أخرى وهي دراسة ومراقبة هذه العلاقات وتسليط الضوء عليها بصفتها جزءا مؤسساً وأساسياً في تكوين الذاكرة .
 
لن أدعي بأنني سأتمكن من الإحاطة بموضوع شائك وبعيد المدى زمنياً كهذا الموضوع ، طموحي لا يتدعى رغبتي في أن أنسل خيطاً أو خيطين من هذه الكرة المعقدة والمتشابكة رغبة مني في تسليط الضوء على هذا الجانب المعتم والأكثر عمقاً في شخصية الإنسان .
 
كنت قد وقعت على كتاب في علم النفس من تأليف الأستاذة في جامعة نيس ، والمعالجة النفسية الدكتورة : Anne Anceline Schutzenberger هو بعنوان :  
Aiie , mes Aiieux
 بما ترجمته بعبارة : " آخ من جدودي " والطبعة التي بين يدي تحمل الرقم 15 وهو صادر عن دار :
Desclee de brouwer / La meridienne
 
 

8 - يناير - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
آخ من جدودي ..... ( الماضي - الحي )    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
والكتاب يبدأ هكذا : ( الترجمة لي بتصرف )
 
بَبَّغاءُ جدّي
 
حدث ذلك ذات صيف كنت مدعوة فيه لزيارة أصدقاء لي يسكنون الجنوب الفرنسي .
 
كنت قد استيقظت باكراً في تلك الصبيحة وتوجهت إلى الحديقة لكي أشاهد شروق شمس ذلك النهار حيث تطلع من وراء جبال " سانت - بوم " . وبما أنني كنت أجهل تماماً عادات أهل البيت ، ورغبة مني في عدم مضايقتهم ، فلقد انتخبت لنفسي مجلساً بقرب المسبح مقابلاً لجهة الشرق تحت شجرات الصنوبر المظلة . كل شيء من حولي كان مشرقاً ، وادعاً ، مشبعاً بالهدوء والطمأنينة .....
 
فجأة ! أسمع صوتاً هاتفاً يأمرني :
 
ـ إلى الطاولة ! هيا بسرعة ، هلموا استعجلوا ...
 
الكلاب التي كانت مستلقية بقربي ، بقرب المسبح ، تبدأ بالركض باتجاه الصوت . أراها تتوجه نحو غرفة الطعام الكبيرة لأجد نفسي ألحق بها بشكل تلقائي مستجيبة للأوامر . في غرفة الطعام الخالية لم يكن يوجد إلا ذلك الصوت الجهوري الواثق يتابع مهمته في إلقاء الأوامر :
 
ـ إلى الطاولة " مونيك " ، هيا أسرعي ! ما هذه الجلسة ? استقيمي في جلستك !
 
ومع أنني لست مونيك إلا انني استقمت في جلستي وأنا اتلفت من حولي : الكلاب التي أسرعت بالحضور قبلي أراها تقف بكل احترام أمام قفص معلق في غرفة الطعام فيه ببغاء بانتظار بقية الأوامر . وعندما لم يعد هناك تتمة ، أراها تعود من حيث أتت لتستكمل رقادها بقرب المسبح . أراني أفعل الشيء ذاته ....
 
فيما بعد ، وبينما كنا نتناول طعام الإفطار في القاعة نفسها برفقة أهل البيت ، حدثني مضيفي بأنه كان قد ورث هذا الببغاء العجوز ، الذي يقترب عمره من المئة سنة ، عن جده المتوفي . لا يزال هذا الببغاء يتكلم بذات اللهجة التي كانت تتكلم بها العائلة منذ مئة سنة ، ولا يزال يردد نفس الكلام الذي كان يقال في البيت : إنه الذاكرة الحية ! وهو في هذا الصباح كان قد أعاد ما كان يقوله الجد عند استضافته لأحفاده في المنزل في فترة الأعطال المدرسية .
 
لم يكن لأحد بأن يفهم ما الذي كان يثير ذاكرة الببغاء في لحظة معينة لكي يعيد ترداد ما كان يقوله هذا الفرد من أفراد العائلة أو ذاك . بالنسبة لهم ، العائلة ما زالت هنا ، بدفئها وحرارتها وهناك نوع من التواصل العجيب الحاصل مع الماضي بفضل ذلك الببغاء . هو نوع من الولاء يربط الجيل الحاضر بالجيل الماضي من خلال تلك الأوامر يعاد إلقاؤها وكأنها نبتت من اللامكان لكنها مع هذا ، تعطي للحاضر حيوية وطمأنينة وهي في الوقت نفس تحمل أسراراً وخفايا عن الماضي ، من الممكن أن تقال وتعرف في أية لحظة . 
 
إنه الماضي - الحي . الماضي الذي لا يزال يؤثر في الحاضر ويعيد تكوينه .
 
 

8 - يناير - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
عودة قصيرة ومؤقتة    كن أول من يقيّم

 
أعود اليوم عودة قصيرة ريثما أنتهي تجميع بعض المعلومات التي ستساعد ربما الموضوع الذي بدأنا منه .
 
اليوم أريد أن أبدأ بأغنية لصباح لا علاقة لها بالفواكهة بل بالدبكة اللبنانية وهي طريقتي للترحيب بضيفتنا " ندى " والأغنية تقول :
 
ع الندَّى الندَّى الندَّى
 والورد مفتح على خدَّا
 وإن ما عطوني ياكي
 يا جبال العالي لهدَّا 
 
فأنا أجد فكرة الجدول ممتازة ولقد فكرت بجدول نضع فيه أسماء الفاكهة بالفرنسية والإنكليزية في الخط الأفقي وأسماء البلدان العربية الرئيسية في الخط العامودي ، ثم نملأ الجدول بتنويعات التسمية . شكراً يا ندى وشكراً يا أبا زكريا .
 
وأعود لأستاذنا الموسوعة بنلفقيه والجمرة المتوهجة : أظننا أستاذي لا زلنا في أول الطريق والقيافة في علم اللغة صعبة للغاية وطريقها وعرة فكيف بك ونحن ندور على كل اللغات ?  لا يمكن للدراق peche ( حتى ولو كان أحمراً من الخارج )  بأن يشبه الجمرة المتوهجة لأن لونه كثيف من الداخل ومن الخارج ، ولأن الجمر لونه ناري ، منير . الخوخ نعم ! الخوخ prune شفاف اللون سواء كان أحمراً أم أصفراً وفي جلدته لمعان وبريق ولو أنتزعت جلدة خوخة حمراء ناضجة فستراها تماماً كالجمرة المتوهجة لأن لبها شفاف اللون وستراها كالكوة التي يدخل منها النور . ولي ملاحظة صغيرة لأبرىء ذمتي ، اللفظ الوحيد العربي الذي تسرب إلى اللغات الأوروبية من ألفاظ الفاكهة التي ذكرناها حتى الآن هو البرقوق : Abricot .  
بعض التسميات  دخلت إلى العربية الفصحى من اللغات المحكية  وهذا سبب الاختلاف كما أظن وهذا ما أبحث عنه وشكراً لك مولانا كل المعلومات الطبية التي تطلعنا عليها .
 
شكري وتقديري للأستاذ سعيد مشاركاً ولو من بعيد ، وللأستاذ زهير سائلاً ومجيباً .
 

9 - يناير - 2007
نباتات بلادي
تصحيح غلطة    كن أول من يقيّم

 
تفاجأت منذ قليل بهذا التعليق منشوراً وانتبهت إلى غلطة شنيعة : جمع قسمة هو : قِسَم وهو اسم من الاقتسام أي النصيب وليس قسام وأنا كنت أقصد به النصيب وفهمتها على هذا النحو وكنت قد كتبت على عجل دون مراجعة القاموس ولم أنتبه .
 
ربما تكون كلمة قسام تعني الحر الشديد وهو : قَسَام بالفتحة ، ومن الممكن أن يصح بها المعنى بما يمكن فهمه على أن هجوم الشباب كأجتياح الحر الشديد وهجوم المشيب أيضاً . لكنني لا أستسيغ معنى الحسن ولا أجده ملائماً ، وأستبعد أن تكون  " تسامى " لأن المعنى بعيد أيضاً كما أشعره .
 
هناك احتمال أن تكون قسام تعني الحصان وبها يستقيم المعنى أيضاً .
 
ورطتني يا أستاذ زهير بهذا النقاش وأنا لست من أهله .

11 - يناير - 2007
الشريف الرضي وظاهرة ا لاغتراب ..!!
آخ من جدودي ..... التاريخ الذي يعيد نفسه    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
 
 
تحيتي لك أستاذ محمد هشام وأهلاً بك معنا في أحاديث الوطن والزمن المتحول .
 
بداية دعني أعبر عن ترحيبي الخاص وسروري لحضورك بيننا بصفتك تنتمي لفئة العقول التي تفكر بطريقة رياضية مجردة لأن لاعبي الشطرنج ، ودارسي الفيزياء والرياضيات ، عادة لا يحبون الكلام مثلنا ويكتفون بالملاحظات مع أننا بحاجة لفكرهم ووجهة نظرهم .... لعبت الشطرنج فترة قليلة في حياتي ، في أيام المراهقة ، وكان أخي الكبير لاعباً ماهراً وكان يغلبني في كل مرة : كان كل همي الصمود أمامه لبعض الوقت وكنت كلما طالت مدة اللعبة ، كلما أحسست بالفخار .
 
وبالعودة إلى موضوعنا ، يهمني قبل كل شيء أن أؤكد بأنني لا أستطيع تقديم أجابات جاهزة ولا الإحاطة  بهذه الأسئلة الكبيرة ، وأن ما أقوله هو ملاحظاتي ووجهة نظري التي أسفرت عنها تجربتي في الحياة وهي ليست ملزمة لأحد : هو حديث نقوله ونتبادل من خلاله وجهات النظر ، هو رأي ذاتي يريد بأن يكون موضوعياً وهو حتماً ليس كذلك .
 
ليس عندي استراتيجية حرب كلاعب الشطرنج ! أنا أعيش فقط وبدون طموحات كبيرة ، وهذا ترف اخترته على حساب مغريات أخرى ، أعيش وأراقب فتتكشف لنفسي أشياء كانت تبدو لعيني مختلفة : كنت أظن مثلاُ بأن الحياة تتطور وأن الزمن يمشي بنا إلى الأمام وأن ما نعيشه من " ثورة " تكنولوجية سيؤدي إلى تحسين ظروف الإنسان وطريقة عيشه وبالتالي إلى " تحريره " من قيوده ونزعاته البغيضة التي تجعل من العالم ، في جزء كبير منه ، مليئاً بالحروب والشرور والمهانة للغالبية الساحقة من أبناء البشر .
 
أجدني اليوم أقل تفاؤلاً . نحن نتغير دون أن نتغير ، نتغير على المستوى المادي ، مع فروقات هائلة في مستوى هذا التغير الذي لا يطال كل الناس ، ربع البشرية لم تحصل بعد على القوت الضروي لوجودها ولا على شربة الماء رغم أن الغذاء متوفر ، لكنه لا يصل إليهم . ربع البشرية لا تزال تموت بسبب الأمراض المعدية والأويئة مثل الملاريا والتيفوئيد والطاعون رغم أن الدواء متوفر لكنه لا يصل إليهم . أكثر من ربع البشرية أمي ولا يحسن القراءة والكتابة وهذه لوحدها كارثة  فكيف يدعي الإنسان بأنه يخوض حرب النجوم بينما لا يزال أبناء الأرض ، في قسم كبير منهم ، يعيشون كالوحوش الضارية ?
 
لا لم يتغير شيء . التاريخ يعيد نفسه ونحن فيه نتبادل الأدوار ، فمن كان بالأمس قوياً هو اليوم ضعيف ومن كان غارقاً في الظلام هو اليوم تحت كل الأضواء . إنما على الصعيد الإنساني : لا شيء تغير ! فهل الحياة اليوم أكثر أمناً مما كانت عليه ? وهل إنسان اليوم أكثر سعادة من الماضي ? وهل نحن أكثر أخلاقية ممن سبقونا ? تلك هي الأسئلة التي أحاول طرحها .
 
 نحن ننتج في كل يوم أدوات لتحسين ظروف العيش الإنساني ، وننتج مقابلها أدوات دماره . جوهر المشكلة يكمن في طبيعة الإنسان وأنانيته التي لا تسمح له بتقاسم خيرات الأرض مع غيره من البشر ، تماماً كما الطفل الذي يسعى للإستئثار بأمه لأنه يحبها ويريدها لنفسه والذي يسعى للتسلط على لعب إخوته لأن موقع الأقوى يعطيه الشعور بالأمان . جذر المشكلة يكمن في طبيعة الإنسان . ليس الإنسان خيراً بطبيعته ولا هو بالشرير ، بل هو الإثنان معاً ! هو متناقض ويحمل في نفسه رغبتين : الأولى للحياة ، والأخرى للموت لذلك فهو يسعى إلى الحياة بقدر ما يسعى إلى الموت وهو مبرمج على هذا بطريقة غير واعية .
 
وما يصح على الإنسان ، يصح على المجتمع الذي يعيش فيه والثقافة التي ينتمي إليها لأن العلاقة بينهما جدلية . فالإنسان هو نتاج المجتمع في عمقه التاريخي ، العائلي والقومي والثقافي والديني ووو ....، وهو في الوقت نفسه من يعيد إنتاجه . لذلك ترانا ندور في حلقة مفرغة ونستعيد ذات الأخطاء . البرهنة على هذا مسألة لن تكون سهلة لكني سأحاول كما قلت سابقاً بأن انسل بعض الخيوط  من هذه الكرة المتشابكة وستسرني أية مساهمة ممكنة من الأصدقاء تساعد في تسليط الضوء على هذه الزواية حتى ولو لم تكن في الإتجاه الذي ذهبت إليه .
 
وللحديث بقية .
 
 

13 - يناير - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
شكراً لهذه النداوة    كن أول من يقيّم

 
الأستاذ الكريم صدى القلم :
 
شكراً لكلماتك الندية والأديبة . أسعدني إطراؤك الذي يعني بأن الحوار بيننا ممكن .
 
الأستاذ زهير يكتب في كل يوم ، في هذا الصرح الرائع ، قصيدة أو أكثر ، وهو في كل يوم يزداد بريقاً وتألقاً فلا تحرم نفسك من متعة هذا اللقاء . وستجد هنا كوكبة من الشعراء المجلين غيره ، لن أعدهم لكي لا تطير بركتهم ، وكلنا يتمنى حضورك معنا .

14 - يناير - 2007
البنت التي تبلبلت
 27  28  29  30  31