كلما جئتُ واحدةً من عواصمنا العربيةِ صلَّيتُ …
ها أنتِ ذي !
أنتِ ما زلتِ حاضرةً ( مثلَ ما كنتِ في الكتبِ الجِلْدِ مخطوطةً
أو مُرَنَّحةً في الأغاني .. )
السلامُ عليكِ …
السلامُ على مَن رأى في خرائطِكِ الحُلمَ
واستافَ في خَلْجةٍ من هوائكِ والماءِ ذاكَ الشميم َ
المُضَوَّعَ من جنّةٍ ؛
ولتكوني حلَبْ
لتكوني المعرّةَ، والقاهرةْ
لتكوني الرّباطَ
دمشقَ
طرابُلسَ الغربِ
والقيروان …
ولتكوني التماثيلَ (آلِهةَ البدوِ) مطمورةً في الرمال .
ولتكوني السجون
ولتكوني الدياميسَ تُسمَلُ فيها العيون
ولتكوني التي قطّرَتْ عرَقَ المَوزِ
أو عرَقَ التَّمرِ
أو عصرتْ خمرَها في الخريفِ المُبَكِّرِ
أو شنقَتْ في الصباحِ المبكِّرِ عشّاقَها …
ثم أضحتْ تُصَلِّي على طبقٍ من ثريدِ الرؤوسِ .
……………………………
……………………………
……………………………
النساءُ بِمُرّاكشَ اعتدْنَ أن يتنقّبْنَ،
والطارقيُّ
ومن شاءَ أن يكتبَ الشِعرَ كي يتكسّبَ …
……………………
……………………
……………………
تلك البلادُ لنا
والعواصمُ فيها عواصمُنا
نحن أشرارُها
نحن أخيارُها
نحن عشّاقُها المنتهونَ إلى القتلِ ؛
لكنّ تلك العواصمَ نحنُ ،
العواصمُ ( حتى ولو لم نشأْ ) نحنُ… نحنُ
فإنْ سُلِّمَتْ لسوانا
أو استسلمَتْ،
هل سنذكرُ أُغنيةً عن دمشق ?
هل ستذكرُ مَن كانَ منّا، ومَن لم يكنْ بَعدُ، أغنيةٌ من دمشق ?