البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 26  27  28  29  30 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الرسم القرآني    كن أول من يقيّم

                           الرسم القرآني توقيفي ، يحرم الاجتهاد في كتابته على غير ما كُتِب
 
رحم الله الخطيب الإسكافي 420هجري؛ إذ يقول: "إذا أورد الحكيم - تقدست أسماؤه - آية على لفظة مخصوصة، ثم أعادها في موضع آخرَ من القرآن وقد غيّر فيها لفظة كما كانت الأولى، فلا بد من حكمة هناك تطلب، فإذا أدركتموها فقد ظفِرتم، وإن لم تُدركوها فليس لأنه لا حكمة هناك، بل جهِلتم".
من المسائل التي شغلت بال العلماء، ونالت قِسطاً من أبحاثهم مسألةُ الرسم القرآني، أو بتعبير أبسط طريقة كتابة القرآن، فمن المعلوم أن للقرآن الكريم منهجاً خاصاً في الكتابة، يختلف نوعاً ما عن الكتابة التي ألِفَها الناس .
وقد قسم العلماء الرسم الكتابي - الخط الإملائي - إلى قسمين رئيسَيْن، الأول أطلقوا عليه اسم الرسم القياسي، ويقصِدون به كتابة الكلمة كما تلفظ، مع الأخذ بعين الاعتبار حالتي الابتداء بها والوقف عليها .
أما القسم الآخَر، فأطلقوا عليه اسم الرسم التوقيفي، ويقصِدون به الرسمَ العُثماني، نسبةً إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، إذ هو الرسم الذي كُتبت به المصاحف . 
وقد صنّف العلماء في هذا المجال ما عُرف بـ "علم الرسم القرآني" ووضعوا كتباً خاصة في هذا الموضوع، منها على سبيل المثال لا الحصر، كتابُ "المُقنِع في معرفة رسم مصاحف الأمصار" لأبي عَمرو الداني، وكتاب "التنـزيل" لأبي داود سليمان نجاح . 
وكما أشرنا بداية، فإن الرسم العثماني خالفَ الرسم القياسي من بعض الوجوه، أهمُّها خمسة وجوه، نذكرها فيما يأتي مع التمثيل لها:
الوجه الأول: الحذف، وهو كثير، ويقع في
حذف الألف، والواو، والياء. فمن أمثلة حذف الألف، قوله تعالى: " العلمين "
حيث حُذفت الألف بعد العين، وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، والأصل في كتابتها حسب الرسم الإملائي (العالمين).
ومن أمثلة
حذف الواو، قوله تعالى: "الغاون"
(الشعراء:94) وقد وردت في موضعين من القرآن، والأصل فيها (الغاوون) .
ومن أمثلة
حذف الياء، قوله تعالى: "النبين"
(البقرة:61) وقد وردت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، وعدد مواضعها ثلاثةَ عشَرَ موضعاً، والأصل في كتابتها (النبيين).
ومن وجوه الحذف أيضاً،
حذف اللام والميم، فمثال حذف اللام، قوله تعالى: " اليل "
(آل عمران:190) وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها، وعددها ثلاثة وسبعون موضعاً، والأصل فيها ( الليل ) .
ومثال
حذف النون قوله تعالى: "نجي"
(الأنبياء:88) وهو الموضع الوحيد في القرآن، الذي حذفت فيه النون من ثلاثة مواضعَ وردت فيه الكلمة، والأصل في رسمها (ننجي) .
الوجه الثاني: الزيادة، وتكون في الألف، والواو، والياء. فمثال
الزيادة في الألف، قوله تعالى: " وجائ "
(الزمر:69) وردت في موضعين، والأصل فيها ( وجيء ) .
ومثال
الزيادة في الواو، قوله تعالى: "سأوريكم"
(الأعراف:145) وردت في موضعين، والأصل فيها (سأريكم) .
ومثال
الزيادة في الياء، قوله تعالى: "بأييد"
(الذاريات:47) وهو الموضع الوحيد في القرآن، والأصل فيها (بأيد) .
الوجه الثالث: الهمز، حيث
وردت الهمزة في الرسم العثماني تارة برسم الألف، وتارة برسم الواو، وتارة برسم الياء. فمن أمثلة ورودها ألفاً، قوله تعالى: "لتنوأ"
(القصص:76) وهو الموضع الوحيد، والأصل فيها (لتنوء) .
ومن أمثلة
ورودها واواً، قوله تعالى: "يبدؤا"
(يونس:4) وهي كذلك في مواضعها الستة من القرآن، والأصل فيها (يبدأ) .
ومن أمثلة مجيئها ياءً، قوله تعالى: "وإيتائ"
(النحل:90) وهو الموضع الوحيد من ثلاثة مواضع، والأصل فيها (وإيتاء) .
الوجه الرابع: البدل، ويقع برسم الألف واواً أو ياء. فمن مجيئها واواً، قوله تعالى:
"الصلوة"
(البقرة:3) وهي كذلك في جميع مواضعها الأربعة والستين، والأصل (الصلاة) ومثلها (الزكاة).
ومن صور رسمها ياءً، قوله تعالى:
"يأسفى"
(يوسف:84) والأصل فيها (يا أسفا) .
ومن ذلك أيضاً، قوله تعالى:
"والضحى"
(الضحى:1) ولم ترد إلا في هذا الموضع، والأصل فيها ( والضحا ) .
الوجه الخامس: الفصل والوصل، فقد رُسمت بعض الكلمات في المصحف العثماني متصلة مع أن حقها الفصل، ورُسمت كلمات أخرى منفصلة مع أن حقها الوصل،
فمن أمثلة ما اتصل وحقه الفصل
ما يلي:
-
(عن) مع (ما) حيث رسمتا في مواضع من القرآن الكريم متصلتين، من ذلك قوله تعالى: "عما تعملون"
(البقرة:74) وقد وردت كذلك في جميع المواضع .
-
(بئس) مع (ما) رسمتا متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: "بئسما اشتروا"
(البقرة:90) وهي كذلك في مواضعها الثلاثة.
-
(كي) مع (لا) رُستما متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: "لكيلا تحزنوا على ما فاتكم" (آل عمران:153) وهي كذلك في مواضعها الأربعة . ومن أمثلة ما انفصل وحقه الوصل ما يلي:

- قوله تعالى:
"كل ما ردوا إلى الفتنة أُركسوا فيها" (النساء:91) وقد جاءت كذلك في ثلاثة مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في خمسةَ عشَرَ موضعاً.
- قوله تعالى:
"أين ما تكونوا يأتِ بكم الله جميعاً" (البقرة:148) وقد جاءت كذلك في ثمانية مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في أربعة مواضع .
أخي القرئ الكريم: إذا أردت المزيد، فانظر في هذين الموقعين :
*إعجاز الرسم القرآني:
http://www.geocities.com/islamnoor1/13.htm
*إعجاز الكلمة القرآنية كتابة وترتيلاً وبياناً:

http://www.geocities.com/islamnoor1/eegaz2.htm
رحم الله كاتبها وقارئها وموصلها. آمين .
 


.

 
 
 

19 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
شتّان    كن أول من يقيّم

شتان
أنا ملتزمة : أصلّي أوقاتي الخمسة ، وأصوم رمضان ، وأدفع زكاة مالي ( إنْ كان عندي مال زيادة ويمرّ عليه عام ) وإذا كنت قادرة قدرة جسمية ، وقدرة مالية فأحجّ حجة الفريضة ، وهي مرةّ واحدة في حياتي مع محرم ، أو برفقة مأمونة . هذه هي أركان الإسلام الخمسة . طبعاً : الشهادتان هما المفتاح .
أمّا أركان الإيمان فهي ستة : الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شريك ؛ لأنّ
فرقاً بين الخالق والمخلوق . والإيمان بالملائكة ، والكتب المقد ّسة ، والرسل ( كل رسول نبي وليس العكس ) ، والإيمان باليوم الآخِر ( يوم الحساب ، يوم القيامة ...) ، والإيمان بالقضاء والقدر : خيرِهِ وشَرِّهِ .
جاء أعرابي إلى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم وقال له :  دُلَّني على عمَلٍ يُدخِلُني الجَنّة : فذكر له الرسول أركان الإسلام ( وطبعاً أركان الإيمان مهمة جداً ومفروغ منها ) . ماذا قال البدوي ؟ واللهِ ، لن أزيدَ على ذلك شيئاً . تبسّم النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال : أفلح الأعرابي إنْ صَدَق . ما معنى : إنْ صدق ؟ الجواب : إنْ طبّق .أحياناً نرى مسلمة ولكنها لا تُصلّي و.....ثم تُفَلْسِف الأمور وتفصّل إسلامها على مزاجها . يرجوها زوجها ويقبّل يديها ويصارحها بأنني أغار من ابن عمك ، أو ابن خالتك فلا ...... ومع ذلك لا تأبه له ولا تكترث ، ثم يبدأ الخصام ، برفع الصوت أمام الأطفال الأبرياء ، ثم يندسُّ الشيطان ، ويُحرِّش بينهما ، ويتدخّل الأهل ، ويُفسِدون ؛ بسبب الغَيرَة ... ويقع الأبناء ضحية بين الأبوين ...
لماذا الصدمة الكهربائية ؟ أنا ضعيف ، وليس عندي جواب . والجواب عندكم .
إنه إذا كان أساس بنيان الأسرة قوياً ، وكلٌّ من الوالدين يعرف ماله وما عليه ، يسهل الأمر ، ولكن إذا اختلط الحابل بالنابل ، فعلى الأسرة السلام . البيئة بيئتان : داخلية ، تتمثّل في الأبوين . الطفل طائرٌ ، وجناحا الطائر هما الوالدان، إنهما القدوة في كل لفظة ، وكل عبارة ، وكلّ سلوك . ابن صديقي عمره ثماني سنوات أحرج أباه وسأله : بابا لماذا أنت وماما لا تصلّيان مثل جدّي وجدّتي .....ومرّت الأيام ، ووعََدَهُ: إنْ شاء الله ...ثم مرِض صديقي مرَضاً شديداً . أتدرون ماذا قال الابن لأبيه ؟ قال له : بابا ، أنت ذهبت إلى الطبيب ، وتناولتَ الدواء ، وما زِلْتَ على هذه الحال ، فهل من الممكن أن تتوضّأ وتُصلّي ، وإن شاء الله سوف يشفيك و يُعافيك ....
قال تعالى : " ومَن يُعرضْ عن ذِكري فإنّ له معيشةً ضَنْكاً ..." : حياة شاقة متعبة ...توتّر، ضغوط : عنده مال وأثاث ورياش ، ولكنه غير سعيد ؛ لأنه مثقف لا يستعمل ثقافته للحياتين : لأنْ تتزوجين شاباً مهذباً بسيطاً يحترمك ، ويعرف قدرك ، خير لك من زخارف المجتمع والفخامات ، ثم قلة القيمة والقدْر ....إذا كان ذا أخلاق ويفهم قدْرَكِ فغرفة وصالة أفضل من قصر :
                وفتّوشٍ بلا حمضٍ وزيتِ      أحَبُّ إليَّ من لحم الخروف
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُوصِ بأكثر من وصيّتين : الصلاة ، ورعاية المرأة : الصلاة مِن : وصَلَ ، يصِلُ صِلةً وصلاة ....نَعَمْ ، لا بد من ربط الصلة بينك وبين الله خالقك ورازقك ومدبّر أمورك ، وليس لنا ربٌّ سواه.
أمّا المرأة ، فهي أمك وأختك ، و..... قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " ما أكرم َ النساءَ إلا كريمٌ ، وما أهانهنّ إلا لئيم " . وشتّان بين الكريم والخسيس الحقير اللئيم . إنه أعلى منها درجة إذا كان المنفِقَ عليها وعلى أبنائهما ، وهذه الدرجة مسؤولية وأدب ورفق ورحمة ، وليست عبودية واستبداداً: كل مؤسسة لها مدير ونائب ، فإذا غاب المدير ، أو مرِض ، أو عَجَزَ ..... فأمرٌ طبيعي أن يكون النائب مديراً . ابني يحمل لقبي : اسمه بشار بن يحيى . وحتى لا يذهبَ يحيى بعيداً ....أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم : أمك ، أمك ، أمك ثم أبوك . أمك الأولى ؛ لأنها حملتك ، والثانية آلام ولادتها ، والثالثة إرضاعها وسهرها وتنظيفها ....المسؤولية على الاثنين . " رِضا الله في رِضا الوالدين ، وسخط الله في سخط الوالدين" . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . أمّا أننا نُخطىء ، فلماذا إذن الاستغفار ؟ ولماذا التوبة النصوح ؟
أمّا أننا مختلفون ، فإنّ الاختلاف سنة من سنن الحياة . ثم إن هذه التقسيمات يجب أن تكون ؛ لأن الرسول صلى الله عيه وسلّم قد ذكر ما سيكون بعده ، وهو لا ينطِق عن الهوى ، وإنّ تداعي الأمم على الأمة الإسلامية هذه الأيام هي صدق نبوته صلى الله عليه وسلم : الحسد على النعمة أمر طبيعي ، قابيل قتل أخاه هابيل . ما السبب ؟ إنّ حبّ الدنيا.. واللهو في التكاثر بالمال ولا نعطي الفقير والمسكين حقه منه ، والتكاثر بالأولاد ولا نربّيهم التربية السليمة : نبني جسمه ، ولا نبني عقله وروحه ، ونفخر بلغاته – وهذا رائع- ولكن نهمل لغته العربية المقدّسة ؛ لغة القرآن الكريم . قال تعالى : " وقِفوهم إنهم مسؤولون "  هل علّمناهم الأشهر القمرية ؛ لأنه عندنا رمضان .... وربيع الأول و.... وربطناهم ببيئتهم الأصيلة ؟ إنّ مقابلة الفكرة بالفكرة بأسلوب حضاري رائع جداً .... ما المطلوب ؟الجواب : محاسبة النفس... عندنا دائرة : نصفها الأول صلتي بالله خالقي : أطيعه وأتّقيه ما استطعتُ . ونصفها الآخَر علاقتي بالناس : أكون آلِفاً ومألوفاً . لا للكذب . لا للنفاق . لا للنصب . لا للاحتيال . لا للجهل . نعم لحسن الظن . نعم للمسامحة . نعم لعبادة الله . نعم للبر بالوالدين . نعم للنقد البناء ، مليار نعم لاحترام المرأة عندما تكون أهلاً للاحترام والتوقير . عندنا مَثَل حلبي يقول : (إلّلي بقول كل النسوان سوا يبعتله علّه مالا دَوا) . وكانت نانتي تقول : ( في رجّال بنباس وبنحط عَرّاس وفي رجّال بالصّرماي بنداس ) ...
              متى يبلغ البنيان يوماً تمامه         إذا كنتَ تبنيه وغيرك يهدم
                        لا يفخرنّ الهاشميُّ        على امرِىءٍ من آل بَرْبَرْ
أنا ابن تسع وخمسين سنة ، وأنا جد لسبعة حَفَدَة . من حلب الشهباء . أحببتُ المشاركة بعيداً عن التعصب والميوعة ، وخير الأمور الوسط . أعتذر إليكم إذا أسأت وسامحوني ، وأريد دعواتكم الرابحات في ظهر الغيب إن أصبت . وهذه أول مرّة وآخِر مرّة والسلام عليكم .
 

20 - نوفمبر - 2007
آه يا عرب
مَن يدري ؟    كن أول من يقيّم

الإخوة الأعزّاء : سلام عليكم ورحمة من الله ... " تهادوا تحابّوا " : امتثالاً لأمر الرحمة المهداة سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم ، صحّ مني العزم
على إهداء حضراتكم هذه المواقع الشّائقة :
 
 
http://www.islamhouse.org/en/index.php
 
Miracles of Quran Videos:
 
 

 
 
 

 
 
Hit Counter

21 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
بوركتَ    كن أول من يقيّم

                                                            
                            ونُصَّ الحديث إلى أهله  **    فإنّ الوثيقةَ في نصّهِ
 
إنه " لا يشكر اللهَ مَن لا يشكر الناس " . صدق رسول الله. عليه صلوات الله وسلامه . جزاك الله خير الجزاء يا أخي عبد الحفيظ . ( المؤمن مرآة أخيه) .

22 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
فاء التزيين.    كن أول من يقيّم

                           ما إعراب (الفاء) ؟

 في قوله تعالى :
" أفـلا يتدبرون القرآن ولو كان مِن عندِ غيرِ اللـهِ لَوجدوا فيه اختلافاً كثيراً".( النساء4/82).
وقوله عزّ وجل:
" أفـحسِبتم أنما خلقناكم عبَثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون". ( المؤمنون23/115).
وقوله سبحانه :
"ولهم فيها منافعُ ومشاربُ أفـلا يشكرون ". (ياسين36/73) .
النحْويون في إعراب هذا الحرف على ثلاثة أعاريب :
 
 حرف عطف ، و حرف استئناف ، و حرف زيادة بغير توكيد. ولكن أوجه الإعراب الثلاثة مردودة :
  1- لا يكون حرف عطف ؛ لأن العطف يقتضي أموراً :
أ - التشريك في الحكم الإعرابي .
ب - وجود جملتين متكافئتين .
ج - إن اللـه لم يرد منهم : التدبر  ، و التحسب، و الشكر ،و ...، بعد ذكر النص ، وإنما صيغة النصوص تشير إلى أنهم لم يتدبرا ، ولم يتحسبوا، ولم يشكروا في الماضي، وإن كانت صيغة الأفعال مضارعة . فأين هذا ؟ .

2- لا يكون حرف استئناف ؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء معنى الجملة الأولى تماماً ، ثم البَدء بجملة جديدة ، والجملة الأولى في النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها .
3-  لا يكون حرفاً زائداً ؛ لأن النحْويين اتفقوا على أنه لا يجوز أن تكون هناك زيادةٌ في الكلام من دون أن يكون معها غرضُ التوكيد . والمواضع التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة فيها؛ لإفادة التوكيد ، وهنا لا موجب لعدّه حرفاً زائداً ؛ لعدم حاجة الموضع إلى هذا ، فليس في ما قيل أي احتمال للشك ها هنا .
فما إعراب هذا الحرف إذن ؟
إنّه : حرف تزيين . وهذا الإعراب بلاغي. والبلاغة هي النحو العالي .

                                                                         الفاء الفصيحة
هي الفاء التي تفصح عن محذوف، وتدل على ما نشأ عنه ؛ كقوله تعالى: " وإذ استسقى موسى لقومه  فقلنا  اضرب بعصاك الحجر  فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ".الفاء: فاء الفصيحة حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب ، وتقدير الكلام : (فقلنا اضرِبْ بعصاك الحجر " فضربه " فانفجرت منه اثنتا عشْرةَ عيناً ) .وتكون جواباً لشرط محذوف  كقوله تعالى: "   فذلكُنّ الذي لُمتُنّني فيه " . الفاء : فاء الفصيحة حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب ، و تقدير الكلام : إن كنتن لا تدرين فذلكن الذي لمتنني فيه  .
                                                                   فاء تحسين اللفظ
فاء تحسـين اللفظ : هـي الفــاء الداخلة على : ( حسب ) ؛ مثــــل:
 
قرأت كتاباً فحسب . الفاء : حرف زائد لتحسين اللفظ مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب . و( قط ) ؛ مثل : تصدقت بدينار فقط . الفاء : حرف زائد لتحسين اللفظ...  
                                                     الفاء السببية غير الناصبة
 في الآية: " إنّا أعطيناك الكوثر * فصلِّ لربك وانْحَرْ ".الفاء : حرف سببي مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب ؛  وذلك لعدم إمكانية عطف جملة إنشائية على خبرية .

22 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
اللسان العربي المبين.    كن أول من يقيّم

                                   هاتِ ألِفاً كهذه الألِف!!!
هي كلمة على وزن (فَعِل)، مشتقة من الأُلْفة: ضدّ الوحشة. وقد أَلِفَهُ يَأْلَفُهُ - كعلِمه يعلَمه - إِلْفاً بالكسر. (وإِلافاً كِكتاب). وهو إِلْف ج آلاف. وهي إِلْفة ج إِلْفَات وأَوالف.
والإِيلاف في سورة قُرَيْش: شِبْه الإِجازة بالخفارة. وتأْويله أَنَّهم كانوا سكَّان الحرم، آمنين فى امتيارِهم، شتاءً وصيفاً، والنَّاسُ يُتَخَطَّفون مِن حولهم. فإِذا عَرَض لهم عارض قالوا: نحن أَهل حرم الله، فلا يُتَعَرّض لهم. وقيل: اللاَّم لام التعجّب؛ أَي: اعجبوا لإِيلاف قريش.
وأَلَّف بينهما تأْليفاً: أَوقع الأُلْفة. والمؤلَّفة قلوبُهم أَحد وثلاثون من سادات العرب، أُمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بتأَلُّفهم وإِعطائهم؛ ليرغِّبوا مَن وراءَهم في الإِسلام. وتأَلَّف فلان فلاناً؛ أَي قاربه، ووصله، حتى يستميلَه إِليه. والإِلْف والأَليف بمعنى. وفي الحديث "المؤمن أَلوف مألوف" وفيه "للمنافقين علامات يعرفون بها: لا يشهدون المساجد إلاَّ هَجْراً، ولا يأتون الصّلاة إِلاَّ دَبْراً متكبرين متجبّرين لا يألفون ولا يؤلفون. جِيفة باللَّيل بُطَّال بالنّهار" . وفي الصحيحين: "الأَرواح جنود مجنَّدة. فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" . ويقال: النَّفْس عَزُوفٌ أَلُوفٌ. واشتُقَّت الأَلِف من الأُلفة؛ لأَنها أَصل الحروف، وجملة الكلمات، واللغات متأَلِّفة منها. وفي الخبر: لمّا خلق الله القَلَم أَمره بالسّجود، فسجد على اللَّوح، فظهرت من سجدته نقطةٌ، فصارت النقطة همزة، فنظرت إِلى نفسها، فتصاغرت، وتحاقرت. فلمّا رأَى الله عزَّ وجلّ تواضعها، مدّها وطوّلها، وصيّرها مستوياً مقدّماً على الحروف، وجعلها مفتتح اسمه: الله، وبهاانتظمت جميعُ اللغات، ثمّ جعل الْقَلَمُ يجرى، وينطِق بحرفِ حرف إِلى تمام تسعة وعشرين، فتأَلَّفت منها الكلمات إِلى يوم القيامة.
والأَلْفُ من العدد سُمّي به، لكون الأَعداد فيه مؤتلفة؛ فإِنَّ الأَعداد أَربعة: آحاد، وعشرات، ومئات، وأُلوف. فإِذا بلغت الأَلْف فقد ائتلفت، وما بعده يكون مكرّراً. والأَلِف في القرآن ولغة العرب يرد على الوجوه التالية :
الأَوّل: حرف من حروف التهجّي، هَوَائِي. يظهر من الجَوْف، مخرج قريب من مخرج العين، والنّسبة أَلَفِيّ ويجمع أَلِفُون - على قياس صَلِفون، وأَلفات على قياس خَلِفات. والأَلِف الحقيقي هو الأَلِف السّاكنة في مثل لا، وما، فإِذا تحرّكت صارت همزة. ويقال للهمزة أَلِف، توسُّعاً لا تحقيقاً. وقيل: الأَلِف حرف على قياس سائر الحروف، يكون متحركاً، ويكون ساكناً. فالمتحرك يُسَمّى همزة والساكن أَلِفاً.
الثاني: الأَلِف اسم للواحد في حِساب الجُمّل؛ كما أَنَّ الباءَ اسم للاثنين.[ الجِماع].الثالث: أَلِف العَجْز والضَّرورة؛ فإِنَّ بعض النَّاس يقول للْعَيْن: أَيْن، وللعَيْب: أيْب.الرّابع :الأَلف المكرّرة في مثل: راَّب ترئيباً.الخامس: الأَلِف الأَصليّ؛ نحو أَلِف: أَمَرَ، وقرأ، وسأَل.السّادس: أَلِف الوصل؛ كالَّذي في ابن وابنة من الأَسماءِ، وكالَّذي في: انصرْ واقطعْ من الأَفعال.السّابع: أَلف القَطع؛ نحو أَلف: أَب، وأُمٍّ، وإِبل في الأَسماءِ، وأَكرَمَ، وأَعلم، في الأَفعال. قال: تعالى "فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ".الثَّامن: أَلِف الفَصْل: تكون فاصلة بين واو الجماعة واو العطف؛ نحو آمنوا، وكفروا، وكذَّبوا.
التَّاسع: أَلف الاستفهام، نحو "أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ"، "أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ".العاشر: أَلِف الترنُّم:  وقولي إِن أَصبتِ  لقدأَصابا. الحادي عشر: أَلِف نداءِ القريب: يا آدمُ، يا إِبراهيمُ، يا ربِّ. الثَّاني عشر: أَلِف النُّدبة. ويكون في حال الوصل مفرداً، وفي حال الوقف مقترناً بهاءِ؛ نحو وايَدَاه، ويا زيدا، رحِمَك الله.الثالثَ عشرَ: أَلف الإِخبار عن نفس المتكلِّم؛ نحو: "أَعُوذُ بِاللهِ"، "وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ".الرّابعَ عشَرَ: أَلِف الإِشباع موافقةً لفواصل الآيات، أَوْ لقوافي الأَبيات. الآية نحو :"فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ". "وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ" . والشعر نحو: وبَعْدَ غَد بما لا تَعْلَمِينَ ،ونحو :فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجاهلينا الخامسَ عشرَ: أَلِف التأْنيث. ويكون مقصوراً؛ كحُبلى وبُشرى، وممدوداً؛ كحمراء وخضراء.السّادسَ عشرَ: أَلف التثنية؛ نحو الزيدان في الأَسماءِ، ويضرِبان في الأَفعال؛ قال تعالى: "فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا".السابعَ عشرَ: أَلف الجمع، نحو: "وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ" ، ونحو: مسلمات، وقانتات. الثامنَ عشرَ: أَلِف التعجّب،نحو: "فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ"،"أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ".التاسعَ عشرَ: أَلف الفَرْق. وذلك في جماعة المؤنث المؤكَّدة بنون مشدّدةٍ، نحو: اضرِبنانِّ واقطعنانِّ. العشرون: أَلف الإِشارة: للحاضر، نحو: هذا وهاتان وهذان؛ وللغائب، نحو: ذاك وذلك.الحادي والعشرون: أَلف العِوض في ابن واسمٍ؛ فإِنَّ الأَصل بَنَوٌ وسِمْوٌ، فلمّا حُذِفَ الواو عُوّض بالأَلف.الثَّاني والعشرون: أَلف البناءِ، نحو: صباح ومِصباح في الأَسماءِ، وصالَح في الأَفعال.الثالث والعشرون: الأَلف المبدلة من ياءٍ أَو واو؛ نحو: قال وكال، أَو مِن نون خفيفة؛ نحو: "لَنَسْفَعاً" في الوقف على( لَنسفعَنْ)، أَو من حرفٍ يكون في مقدّمته حَرْفٌ من جنسه؛ نحو: تقضّى في تقضَّض "وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا"؛ أَي: مَن دَسّسها.الرّابع والعشرون: أَلف الزَّائدة. وهي إِمّا في أَوّل الكلمة؛ نحو أَحمر وأَكرم؛ فإِنَّ الأَصل حَمِرَ وكَرُم، وإِمّا في ثانيها؛ نحو سالم وعالم، وإِمّا في ثالثها؛ نحو كتاب وعتاب، وإِمّا في رابعها: نحو قِرْضاب، وشِمْلال، وإِمّا في خامسها؛ نحو شَنْفَرَى، وإِمَّا في سادسها؛ نحو قبعثرى. الخامس والعشرون: أَلف التَّعريف؛ نحو الرّجل، الغلام. السّادس والعشرون: أَلف تقرير النِّعم {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً} {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ}.السّابع والعشرون: أَلِف التحقيق. ويكون مقترناً بـ (ما) في صدر الكلام، نحو: أَمَا إِنَّ فلاناً كذا.الثامن والعشرون: أَلِف التنبيه. ويكون مقترناً بـ (لا) "أَلاَ لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ".التَّاسع والعشرون: أَلف التوبيخ "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ".الثلاثون: أَلف التعدية؛ نحو: أَجلسه وأَقعده.الحادي والثلاثون: أَلف التّسوية "سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أم لم تنذرهم لا يؤمنون".الثاني والثلاثون: أَلف الإِعراب في الأَسماءِ السّتّة حالَ النَّصب؛ نحو:( أَخاك، وأَباك).الثالث والثلاثون: أَلف الإِيجاب "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالوا بلى".الرّابع والثلاثون: أَلف الإِفخام؛ نحو كَلْكال، وعَقْراب في تفخيم الكلكل والعقرب. قال الراجز:
                                              نعوذ بالله من العَقْراب      الشائلاتِ عُقَد الأَذناب
الخامس والثلاثون: الأَلف الكافية. وهي الأَلف الَّذي يكتفى به عن الكلمة نحو الم.السّادس والثلاثون: أَلف الأَداة؛ نحو إِنْ وإِنَّ وأَنَّ.
السابع والثلاثون: الأَلف اللُّغويّ. قال الخليل: الأَلِف: الرجل الفَرْدُ، قال الشاعر:
                                                         هنالك أَنت لا أَلِف مَهِينٌ       كأَنَّك في الوغى أَسَدٌ زَئِيرٌ
وقال صاحب العُبَاب[ الصاغاني أو الصغاني]: الأَلِف: الرّجل العَزَب.الثامن والثلاثون: الأَلِف المجهولة. وهو كلّ أَلِف لإِشباع الفتحة في الاسم والفعل.
الأَربعون: أَلِف التعايي؛ بأَن يقول: إِن عمر ثم يُرتَج عليه فيقف قائلاً؛ إن عمرَا فيمدّها، منتظراً لما ينفتح له من الكلام. وأُصول الأَلِفات ثلاث، ويتبعها الباقيات: أَصلية، كأَلِف أَخذ؛ وقطعيّة. كأَحمد وأَحسن؛ ووصليّة، كاستخرج واستوفى.
رحم الله كاتبيها ، وقارئيها، وموصليها . آمين.
 

23 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
الضاد ، ورقمها في حساب الجُمَّل.    كن أول من يقيّم

                                            الضّاد ، وما أدراك ما الضاد؟
 ترد في القرآن وفي لغة العرب على وجوه:
1- حر ف من حروف الهجاءِ شَجْريّ، مخرجها من مفتتح الفم، يذكَّر وَيُؤنَّث. تقول : ضَوّدت ضادًا حسنَةً وحَسَنًا. ويجمع على أَضوادٍ، وضادات.
2- الضَّاد اسم لعدد الثَّماني مِئة في حساب الجُمّل.
3- الضَّاد الكافِيَة؛ كما يكتفون عن ضماد، وأَضداد، بذكر الضَّاد. قال الشاعر:
             
فَهُمْ في الحَيِّ أَحبابٌ    **   وعند المُلْتَقَى ضادُ       أَي: أَضداد.
4- الضَّاد المكرّرة في: فضض، وقضض.
5- الضَّاد المدغمة في مثل: رضّ، وفضَّ.
6- ضاد العجز والضَّرورة، فبعض النَّاس ينطِق بالضَّاد على صيغة الدّال المفخمة. وأَهل خراسان قاطبة على صيغة الزَّاي.
7- الضَّاد المشدّدة المبنيّة بالفتح، تقول: ضادَّه؛ أَي: خالفه.
8- الضَّاد الأَصل، في نحو: ضرب، وحضر، وفرض.
9- الضَّاد المبدلة: إِمّا من الصَّاد كالنَّصنصة والنَّضنضة للحركة، وإِمّا من الظاءِ كما في قول الشاعر:
             
إِلى الله أَشكو من خَليلٍ أَوَدُّه       ثلاثَ خِلال كلَّها لِيَ غائضُ
            أَي: غائظ.
10- الضَّاد اللُّغَوي. قال الخليل: الضاد عندهم: الهُدهُد الضعيف، قال الشاعر:
           
كأَنِّي ضادٌ يومَ فارقتُ مالكًا       أَنُوءُ إِذا رُمْتُ القيامَ فأَكسَلُ
 
                                                                   حسا ب الجُمّل
                       يقع في ثماني كلمات :
                                أبجد هوّز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ : لكل حرف رقمه الخاص.
 
                            أ                   1         ي       10     ق       100             غ 1000
                            ب                 2          ك       20     ر        200  
                             ج                 3         ل        30     ش      300
                             د                  4         م        40     ت       400
                             ه                  5         ن       50     ث       500
                             و                  6        س      60     خ       600
                             ز                  7         ع       70     ذ        700
                             ح                 8         ف      80     ض     800
                             ط                 9         ص     90     ظ       900
 

23 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
الخضر عليه السلام.    كن أول من يقيّم

  •             الخضر عليه السلام
  • فيه لُغَتان: فَتْح الخاء وكَسْر الضَّاد: وكَسْر الخاء وسُكُون الضَّاد، وهو لقبٌ له، واسمه: بَلْيا، بفتح الباء الموحدة وسكون اللام بعدها مثنَّاة تحتيّة، ابن مَلْكان، بفتح الميم وسكون اللاَّم، ابن فالغ بن عابَر بن شالَخ ابن ارْفَخْشَذْ بن سامِ بن نُوحٍ. وكان أَبوه من الملوك. واختلفوا في سبب تلقيبه بالخَضِر، فقال الأَكثرون: لأَنَّه جلس على فَرْوةٍ بيضاء فصارت خضراء، والفروة وجه الأَرض، وقيل الهَشِيم من النَّبات. وقيل لأَنه كان إِذا صلَّى اخْضَرّ ما حولَه. والصّحيح الأَول لما في الحديث الصحيح من سند البخاري "إِنَّما سمّي الخَضِرُ خَضِراً؛ لأَنَّه جلس على فَرْوَةٍ بيضاءَ فإِذا هي تهتزّ تَحْتَه خَضْراء" . وهذا نصّ صريح في سبب تلقيبه. وكنية الخضر: أَبو العبّاس، وهو صاحبُ موسى النبيّ ،عليه السّلام، الذي سأل السبيل إِلى لقائه، وقد أَنبأَ الله عز وجلّ في كتابه بقوله: "فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً" ، وأَخبر الله تعالى في باقي الآيات بتلك العجائب والغرائب. وموسى الَّذي صحبه هو موسى بني إِسرائيل كَلِيمُ الله تعالى، كما جاء به الحديث المشهور في صحيحَيْ البخارى ومسلم.
    واختلف العلماء في حياة الخَضِر وفي نبوّته، فقال الأَكثرون: هو حيّ موجود بين أَظْهُرِنا، وذلك مُجْمَعٌ عليه عند المشايخ والصّوفية وأَهل الصّلاح والمعرفة، وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأَخذ منه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أَكثر من أَن تُحصَر، وأَشهر من أَن تذكر. قال الشيخ أَبو عَمْرِو بن الصّلاح في فَتاوِيه: هو حيّ عند جَماهِير العلماء والصّالحين والعامّة معهم في ذلك، وإِنمّا شذَّ بإِنكاره بعض المحدِّثين، قال: هو نبيّ، واختُلِف في كونه مرسَلاً. وقال أَبو القاسم القُشَيْرِيّ في الرِسّالة: لم يكن الخَضِر نبيّاً،وإِنَّما كان وَلِيّاً. وقال قاضي القضاة الماوَرْدِيّ في تفسيره: "قيل: هو وَلِيٌّ، وقيل: نَبيّ، وقيل: من الملائكة، وهذا الثالث غريبٌ ضعيف أَو باطلٌ. وفي صحيح مسلم في حديث الدَّجَّال أَنَّه يَقتل رَجُلاً ثمّ يُحْييه، قال إِبراهيم بن سُفْيان صاحب مُسْلِم: يقال إِنَّ ذلك الرّجلَ هو الخَضِر. وكذا قال مَعْمَرٌ: إِنَّه يقال إِنَّه الخَضِر.
    وقال الثَّعْلَبِيّ: اختلفوا في أَنّ الخضر كان في زَمَن إِبراهيم الخليل أَو بعده بقليل أَو بكثير، ثم قال: والخضر على جميع الأَقوال نبيّ مُعَمَّرٌ محجوبٌ عن الأَبصار. قال: وقيل إِنَّه لا يمُوتُ إِلاَّ فى آخِر الزمان حِينَ يُرْفع القرآن. وقيل: إِنّ الخضرَ على طبع الناس / إِنسيٌ مَلَكيٌ، أَرْضِيّ سماويٌّ، موكَّل على البحارِ لِغْوث الغريق، مستغنٍ عن الطعام والشَّراب، وفي الشريعة والعِبادة موافق لأُمّة النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ويعتكف في شَهر رمضانَ هو وإِلياس في الجامع الأَقصى من بيت المقْدِس، ويحضُرانِ عرفةَ مع الحاجّ، ويجتمعان في السّنة مرتين: مرةً في الحج، ومرّةً في أَيّام الاعتكاف.
    ولمّا قال لموسى
    "هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ"، واضطر موسى إِلى المفارقة قال له: يا نبيّ الله أَوْصِني. فقال: كن بشَّاشاً ولا تكن غَضّاباً، وكن نافِعاً ولا تكن ضاراً، وانْزِعْ عن اللَّجاجة، ولا تَمْشِ في غير حاجة، ولا تضحك من غير عُجب، ولا تُعيِّر الخَطَّائِين بخَطاياهُم، وابْكِ على خطيئتك ياا بْن عِمْران. قال بعضُهم:
    تَعاوَنْ في التُّقَى والبِّر (م) في أَوْقات إِمْكانِ
    صدِيقُ الخَيْرِ والصِدِيق عِند الله سِيّانِ
    قَرينُ الشَرِّ بالإِجْماع مِنْ أَقْران هامانِ
    [وصديق] الصِّدْق مَقْرُنٌ       كخِضْر وابن عِمْرانِ

23 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
معانٍ غائبة .    كن أول من يقيّم

مِن معاني (استفعَلَ) الغائبة
يجيء كثيراً للاعتقاد في الشيء أنه على صفةِ أصلِه، نحو اسْتَكْرَمْتُهُ؛ أيْ : اعتقدت فيه الكرم.
                                                                     (فَعُلَ) : الفعل على زِنَتِه لازمٌ غيرُ متعدٍّ
 (فََعُلَ( في الأغلب للغرائز؛ أي: الأوصاف المخلوقة كالحُسن وَالقُبْحِ وَالوَسَامَةِ وَالْقَسَامَة وَالكِبَرِ والصِّغَر وَالطُّول وَالقِصَرِ وَالغِلَظِ وَالسُّهُولَةِ وَالصُّعُوبَةِ وَالسُّرْعَةِ والبُطء والثِّقَلِ والحِلم والرِّفق، ونحو ذلك. وقد يُجْرَى غير الغريزة مُجْرَاها، إذ كان له لُبْث وَمُكْث، نحو: حَلُمَ وَبَرُع وَكَرُمَ وفَحُشَ.أمّا قولهم :"رَحُبَتْكَ الدَّارُ"؛ للتدليل على أنه متعدًّ، فهو من كلام نصر بنِ سَيَّار، وليس بِحُجّة. والأولى أن يقال: إنما عَدَّاه؛ لتضمُّنِه معنى( وَسِعَ)؛ أيْ: وَسِعَتْكُم الدارُ.
                                                                    لافرق بين ( فاعَلَ) ، و( تَفَاعَلَ) من جهة المعنى
إنه لا فرق من حيثُ المعنى بين( فَاعَلَ)، و(َتَفَاعَلَ) في إفادة كون الشيء بين اثنين فصاعداً، وليس كما يُتَوهَّم مِن أن المرفوع في باب فَاعَلَ هو السابق بالشروع في أصل الفعل على المنصوب بخلاف باب تَفَاعَلَ، ألا ترى إلى قول الحسن بن علي ،عليهما السلام، لبعض مَن خاصمه: "سَفِيهٌ لم يجد مُسَافِها"ً، فإنه،عليه السلام، سمّى المقابل له في السَّفاهة مُسَافِهاً وإنْ كانت سفاهته لو وجدت بَعْدَ سفاهة الأول، وتقول: إنْ شتمتَني فما أشاتِمُكَ، ونحو ذلك؛ فلا فرقَ من حيث المغزى والمقصِدُ الحقيقيُّ بين البابين، بل الفرقُ بينهما من حيث التعبيرُ عن ذلك المقصود، وذلك أنه قد يُعبّر عن معنى واحدٍ بعبارتين تخالف مفرداتُ إحداهما مفرداتِ الأخرى معنى من حيث الوضعُ، وكذا إعراباتها، كما تقول: جاءني القومُ إلا زيداً، وجاءني القومُ ولم يجيءْ من بينهم زيدٌ، أو جاؤوني وتخلّفَ زيدٌ، أوْ لم يوافقْهم زيدٌ، ونحو ذلك، والمقصود من الكل واحدٌ، فكذا "ضارب زيد عمراً": أي شاركه في الضرب، و"تضارب زيد وعمرو" أي: تشاركا فيه، ولامقصود من شاركه وتشاركا شيء واحد مع تعدي الأول ولزوم الثاني.

24 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
مناسك الحج    كن أول من يقيّم

مناسك الحج
المتأمل في أفعال الحج يلحظ فيها كلِّها أنها تظاهرة كبرى اختار القدر زمانها ومكانها لدعم التوحيد وغرسه في القلوب ،وجمع الناس في المشارق والمغارب على معانيه .
وقد بدأ بذلك سيدنا إبراهيم من قرون سحيقة : " وإذ بوّأنا لإبراهيمَ مَكانَ البيت ألّا تُشركْ بي شيئاً..." (الحج/26).
وقد سمِعت بعضهم يقول في المناسك : إنّ الله اختبرنا بما نعقل فآمَنّا ! فشاء أن يختبرَنا بما لا نعقل . وهذا خطأ كبير ، فليس في أفعال الحج ما يناقض العقل !! هل في مطالبة العباد بتقدير البيتالأول على ظهر الأرض ما يناقض العقل؟ .
قد تقول : فما معنى الطواف به ؟ وأجيب بأن الطواف صلاة تجب له الطهارة ، ويمتلئ بالتسبيح والتحميد والابتهال!
إنّ هناك فارقاً بين ما يتواضع الناس على فعله إبرازاً لمعنى معين ، أو التزاماً بمبدأ معين ، وبين ما ينافي العقل ويحكم برفضه !.
فنحن نكتب من اليمين إلى اليسار ، والأوربيون يكتبون من اليسار إلى اليمين ، والصينيون يكتبون من فوق إلى تحت ، فما صلة العقل بهذا الخلاف ؟ .
ونحن وكثير من الناس نلتزم اليمين في السّير ، والإنجليز يلتزمون اليسار في السّير ، ولا صلة للعقل بهذا الخلاف.
إنّ ما نتواضع عليه ونجعله مقروناً بدلالة خاصة لا يحكم العقل فيه بوفاق أو خلاف ، وأفعال الحج من هذا القبيل ، فنحن نزور أول بيت بنى حصناً للتوحيد . فلماذا تنكر قيمة الأوّلية هنا ؟ ولماذا لا ترتبط المساجد في القارات الخمس به ؟ "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعِموا البائس الفقير" ( الحج/27و28).
ومن الممكن بالوسائل الحديثة إطعام الملايين المحتاجين إلى اللحوم من أهل مكة أو من سائر المدن والقرى "والبُدْن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صوافّ فإذا وجبتْ جُنوبها فكلوا منها وأطعِموا القانع والمعتر..." ( الحج/36).
إنّ المناسك التي شرحتْها سورة الحج توكيدٌ إنسانيٌّ قويٌّ لمعنى التوحيد ، وحشدٌ للجماهير تحت رايته " ...فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزُّور * حنفاء لله غيرمشركين به ومن يُشركْ بالله فكأنما خرّ من السماء فتَخطَفُه الطير أو تهوي به الرّيح في مَكان سحيق ..." (الحج/30و31).
وفي بناء الأمم صاحبة الرسالة لا بد من اختلاط تاريخها بعبادتها ، وذكرياتها بسيرتها ، وعواطفها بفكرها " ذلك ومَن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " ( الحج/32).
البلاء المقرون بالحياة البشرية منذ نشأتها بلاء معقد صعب : فإنه ما قام داعٍ للحق والخير إلا انتصب أمامه دعاة للباطل والشّر يريدون إبطالَ سعيِه ، وتعويق خطوه ، وتظل الحرب بينهما أمداً يستفرغ الجهد . وقد يأذن القدر فيهذه الحرب بهزيمة الحق ؛ لحكمةٍ عُلْيا.....والمستقبل غيب ، ولكن على المسلمين أن يُثابروا ويُصابروا ، فإنّ الكلمة الأخيرة لهم ، وليسمعوا مواساة الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم " وإنْ يكذّبوك فقد كَذّبت قبلهم قوم نوح عاد وثمود * وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكُذّب به موسى فأمليتُ للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير" ( الحج/42-44).
ثم تمتد المواساة لتكشف أن للزمن حساباً آخَر عند الله ، فقد يشهد جيلٌ الهزيمة ، ثم بعد عصور يشهد جيل آخَر النصر" ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون" ( الحج/47).

24 - نوفمبر - 2007
كناشة الفوائد و النكت
 26  27  28  29  30