شكرا لكما على ما افدتمونا به كن أول من يقيّم
تحية طيبة ، وشكرا لكما على ما افدتمونا به ، وجزيتما خيرا . أخونا الشاعر طماح كان قد ذكر مرة حبه لغريب الألفاظ اللغوية ، وها هو استاذنا زهير يرشده ويرشدني معه إلى متى يجوز لنا استعمال المستغرب من الألفاظ ؛ فشكرا جزيلا له . وبهذه المناسبة ، فقد تذكرت قصيدة لصفي الدين الحلي ، وهي مثبتة في الموسوعة الشعرية في إصدارها الثالث ، ذهب فيها الحلي إلى العيب على من يستخدم الألفاظ الدارسة الوحشية ، (ولو أن الفاظ طماح ليست في غرابة ألفاظ قصيدة الحلي طبعا )، وهذه هي القصيدة : إِنَّما الحَيزَبونُ وَالدَردَبيسُ = وَالطَخا وَالنُقاخُ وَالعَطلَبيسُ وَالسَبنَتى وَالحَقصُ وَالهِيَقُ = وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطوسُ لُغَةٌ تَنفُرُ المَسامِعُ مِنها = حينَ تُروى وَتَشمَئِزُّ النُفوسُ وَقَبيحٌ أَن يُذكَرَ النافِرُ الوَح = شِيَ مِنها وَيُترَكَ المَأنوسُ أَينَ قَولي هَذا كَثيبٌ قَديمٌ = وَمَقالي عَقَنقَلٌ قَدموسُ لَم نَجِد شادِياً يُغَنّي قِفا نَب = كِ عَلى العودِ إِذ تُدارُ الكُؤوسُ لا وَلا مَن شَدا أَقيموا بَني أُمَي = يَ إِذا ما أُديرَتِ الخَندَريسُ أَتُراني إِن قُلتُ لِلحِبِّ يا عِل = قٌ دَرى أَنَّهُ العَزيزُ النَفيسُ أَو إِذا قُلتُ لِلقِيامِ جُلوسٌ = عَلِمَ الناسُ ما يَكونُ الجُلوسُ خَلِّ لِلأَصمَعيِّ جَوبَ الفَيافي = في نَشافٍ تَخِفُّ فيهِ الرُؤوسُ وسؤال الأعراب عن ضيعة اللفـ = ظ إذا اشكلت عليه الأسوسُ درست تلكم اللغات وأمسى = مذهبُ الناس ما يقول الرئيس ( ربما يعني بالرئيس : ابن سينا) إنما هذه القلوب حديد = ولذيذ الألفاظ مغناطيس ولو سألني سائل عن معاني الكثير من مفردات القصيدة هذه ، لربما صعب علي إيجاد معانيها في المعجمات اللغوية . ولو قلت لواحد ممن أعزهم : يا علقُ ، على حد قول الحلي ، أو يا علقي ، بمعنى يا عزيز او يا عزيزي ، لما فهمني على الأغلب . ولولا اني اعرف بيتا من الشعر منذ صباي وردت فيه كلمة العلق لما عرفتها . والبيت هو : أبيت اللعن إن سكاب علق = نفيس لا تعار ولا تباع |