البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 26  27  28  29  30 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
شكرا لكما على ما افدتمونا به    كن أول من يقيّم

تحية طيبة ،
 وشكرا لكما على ما افدتمونا به ، وجزيتما خيرا .
أخونا الشاعر طماح كان قد ذكر مرة حبه لغريب الألفاظ اللغوية ، وها هو استاذنا زهير يرشده ويرشدني معه إلى متى يجوز لنا استعمال المستغرب من الألفاظ ؛ فشكرا جزيلا له . وبهذه المناسبة ، فقد تذكرت قصيدة لصفي الدين الحلي ، وهي مثبتة في الموسوعة الشعرية في إصدارها الثالث ، ذهب فيها الحلي إلى العيب على من يستخدم الألفاظ الدارسة الوحشية ، (ولو أن الفاظ طماح ليست في غرابة ألفاظ قصيدة الحلي طبعا )، وهذه هي القصيدة :
 
إِنَّما الحَيزَبونُ وَالدَردَبيسُ    =   وَالطَخا وَالنُقاخُ وَالعَطلَبيسُ
وَالسَبنَتى وَالحَقصُ وَالهِيَقُ   =    وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطوسُ
لُغَةٌ تَنفُرُ المَسامِعُ مِنها    =   حينَ تُروى وَتَشمَئِزُّ النُفوسُ
وَقَبيحٌ أَن يُذكَرَ النافِرُ الوَح  =     شِيَ مِنها وَيُترَكَ المَأنوسُ
أَينَ قَولي هَذا كَثيبٌ قَديمٌ    =   وَمَقالي عَقَنقَلٌ قَدموسُ
لَم نَجِد شادِياً يُغَنّي قِفا نَب    =   كِ عَلى العودِ إِذ تُدارُ الكُؤوسُ
لا وَلا مَن شَدا أَقيموا بَني أُمَي   =    يَ إِذا ما أُديرَتِ الخَندَريسُ
أَتُراني إِن قُلتُ لِلحِبِّ يا عِل  =     قٌ دَرى أَنَّهُ العَزيزُ النَفيسُ
أَو إِذا قُلتُ لِلقِيامِ جُلوسٌ    =   عَلِمَ الناسُ ما يَكونُ الجُلوسُ
خَلِّ لِلأَصمَعيِّ جَوبَ الفَيافي   =    في نَشافٍ تَخِفُّ فيهِ الرُؤوسُ
وسؤال الأعراب عن ضيعة اللفـ = ظ إذا اشكلت عليه الأسوسُ
درست تلكم اللغات وأمسى = مذهبُ الناس ما يقول الرئيس ( ربما يعني بالرئيس : ابن سينا)
إنما هذه القلوب حديد = ولذيذ الألفاظ مغناطيس
 
ولو سألني سائل عن معاني الكثير من مفردات القصيدة هذه ، لربما صعب علي إيجاد معانيها في المعجمات اللغوية . ولو قلت لواحد ممن أعزهم : يا علقُ ، على حد قول الحلي ، أو يا علقي ، بمعنى يا عزيز او يا عزيزي ، لما فهمني على الأغلب . ولولا اني اعرف بيتا من الشعر منذ صباي وردت فيه كلمة العلق لما عرفتها . والبيت هو :
أبيت اللعن إن سكاب علق = نفيس لا تعار ولا تباع
 

16 - ديسمبر - 2008
شرح وتحلیل آبیات للنمر بن تولب
كم اشتقت إليك!    كن أول من يقيّم

كم اشتقت إليك يا عزيزي الدكتور صبري أبو حسين  ! فقد علمتني كيف اشتاق ؛ بخلقك وعلمك ،  وبما افيده من مواضيعك ، أيها الربان المتفاني . لي عودة إلى هذه الصفحة إن شاء الله . وتصبحون على خير .

16 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
النصاب الذي بيض الله وجهه    كن أول من يقيّم

   شكرا لكم مرة أخرى عزيزنا ، د.يحيى ، على التصحيح . وما اللحن إلا من العجلة التي وقعت فيها وأنا ارتجل كتابة الموضوع ارتجالا ، وهذه عادتي الغالبة ، وبشكل سريع ، كما افعل ذلك الآن ولكن على شيء من الحذر ، بل إنني في الحقيقة ، من جهة علمي باللغة ، كحاطب ليل ليس فيه نور قمر ، وإنما بصيص نجوم بعيدة متناثرة ، فأنا أقلد ما اقرأ من القرءان الكريم وما أطالعه من كتب الأدب تقليدا اكثر مما أكون مطلعا على النحو والإعراب ؛ لذا ، يظل مثلي عالة على من هم دونكم في العلوم ، ومنها علوم اللغة  . أما ما يخص الكشف ، ورب أشعث اغبر وما في معناهما ، فلا أظن ان هناك من ينكر ذلك حتى على آحاد الناس الذين يمكن ان نظنهم من غير المتقين . والله تعالى أعلم بعباده ، ولا يتخلى ، لفضله وكرمه ورحمته ، عن عبد من عباده لجأ إليه واستعان به . ولقد عرفت رجلا ، رحمه الله ، كان يبدو للناس أنه غير متدين ، بل وكانوا يعدونه (نصابا ) ، إذا استدان منك مبلغا من المال ، يصعب جدا ان تستعيده منه ؛ لأنه كان غالب الوقت من المال مفلسا ، ولكنه كان إذا أقرضك مالا بالغا ما بلغ ، لا يسألك سداد ما اقترضت منه على الإطلاق ، إلا ان تقوم أنت نفسك بالسداد بطيب من خاطرك ، ويكون هو بحاجة إلى المال . وفي مرة من المرات التي كان يتواجد فيها في إحدى المدن حيث كان يعمل هناك ، صادف جماعة من أهل بلده وهم في زيارة إلى المدينة ، فما كان منه إلا ان خجل ؛ فدعاهم إلى مطعم قريب كان يقف عند بابه ، ولم يكن وقتها يملك شيئا من المال أبدا . وفي الوقت الذي كانت الأفواه تمتليء بما لذ وطاب ، فالرجل كان كريما ، كان الرجل يدعو الله ان يخلصه من ورطته . وما كان أقرب من فرج الله فرجا ، فقد دخل إلى المطعم رجل من معارف الذي تورط في الدعوة وهو يحمل في يده خمسة دنانير قائلا : شكرا لك يا فلان ، وهاك التي كنت استدنتها منك ، فقد يسر الله سدادها . لقد كان الرجل ( النصاب ) قد نسي تلك الدنانير ولم يعد يذكر انه اقرضها أحدا ، وكان راتب الموظف في ذلك الحين ، معلم المدرسة مثلا ، لا يزيد عن خمسة عشر دينارا أردنيا شهريا . لقد بيض الله وجه ذلك الرجل ، ولم يتركه يفتضح ، فنعم فضل الله ونعمت رحمته!!إن هذه القصة التي قصصتها الآن عليك لا بد وانك تعرف مثلها وأعجب منها بكثير ؛ ولكني ذكرتها لما جلب انتباهي من كلامك عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه . فإذا كان ( النصاب ) قد تولاه الله بعنايته ، فكيف لا يتولى جابرا الصحابي الأشعث الأغبر! وإذا كان الله عز وجل قد أكرم العبد الصالح المذكور في سورة الكهف 0 وأطلعه على ما لم يطلع عليه سيدنا موسى عليه السلام ، وتلك حكمة الله وذلك فضله ، فكيف بسيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم!! لقد ألمحت في مشاركتي السابقة إلى أن الله تعالى يطلع على غيبه من شاء ممن يصطفيهم ، فيمكنهم بذلك من القدرة على التأويل ، وهذا أمر لا جدال فيه . ويظل الناس ممن لم يعلمهم الله التأويل يحاولون التأويل ولكنهم لن يتمكنوا أن يثبتوا ان تأويلهم هو الحقيقة التي لا جدال فيها . وإذا كان التفسير ، والذي نعني به البسط والتوضيح ، ربما يخطئ المفسرون فيه ، او يكون أحدهم ألحن بحجته من الآخر ، وربما يكون بعض التفسير صالحا لزمان دون ان يكون صالحا لزمان آخر ، فإن التأويل ، للذي أمكنه الله تعالى منه ، لن يكون فيه مجال للخطأ أبدا . وعلى هذا ، فإذا كان النبي الأكرم يتأول ، فإن تأوله هو الحق الذي لا ريب فيه .
   وأعود إلى سيدنا عبد الله بن العباس رضي الله عنهما لأقول : لا يمكنني ، ولا يمكن غيري ، أن أنفي قدرة سيدنا بن عباس على التأويل ، ولكن ، وفي ذات الوقت ، لا يمكنني أنا شخصيا إثباتها . والسبب في ذلك ليس عيبا في ابن عباس لا سمح الله ؛ وإنما إن كان عيب فهو في . إن كثرة الروايات المتضاربة التي رويت عنه ، ومنها روايات ثبت بطلانها . وكذلك سيدنا علي كرم الله وجهه ، فقد رويت عنه روايات باطلة تماما هي ما يدفعني إلى القول بما قلت ، بينما التأويل الحق لا باطل فيه . وإذا كان هناك من دليل قاطع او إثبات بين أجهله ، أكون مخطئا في قولي وارجو العفو من الله تعالى .
 
كلمة عن الاستنباط ، وانه غير التأويل :
   إذا كان معنى الاستنباط استخلاص نتيجة من مقدمات سبقتها ، فإن الاستنباط يكون صحيحا وصائبا إذا كانت المقدمات صحيحة وصائبة وكان الربط بينها صائبا . أما التأويل للمتمكن منه فلا يحتاج إلى مقدمات أصلا ، وإنما هو قطع بالحق عن علم لا ريب في صدقه ، وما ذلك العلم إلا من لدن الله يعلمه من يشاء . لقد كنت أظن ان الاستنباط هو التأويل او هو يشبهه ، ولكني عدلت عن ذلك الظن لما تبينت ما حدث مع سيدنا نوح عليه السلام . قال الله تعالى : " ونادى نوح ربه فقال إن ابني من أهلي ، وإن وعدك الحق ، وأنت احكم الحاكمين " .  المقدمات : إني منجيك وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ، وإن وعد الله حق . الاستنتاج المنطقي : نجاة ابن سيدنا نوح لأنه ابن له فهو من أهله ، وإن وعد الله حق . ومع هذا فإن الاستنباط كان خاطئا ، فقد غرق الابن . ولو كان الله تعالى قد أطلع سيدنا نوح على ان الابن سوف يغرق لما كلف سيدنا نوح نفسه أمر الاستنباط أبدا . ولكن استنباطا آخر غاب عن بال سيدنا نوح  بسبب عاطفته على ابنه ، وهو : إني منجيك واهلك إلا من سبق عليه القول منهم ، وإن وعد الله حق ، وغرق الابن . الاستنباط الجديد : النجاة حق ، ووعد الله حق ، وان الابن ليس بالضرورة ان يكون من الأهل ؛ فالمؤمنون هم الأهل ، بمعنى أن الابن غير حقيق بالانتساب ، فهو لم يكن عملا صالحا ، وانه ممن سبق عليهم القول ؛ لذا ، فلا  تساؤل . ولقد وعظ الله تعالى عبده نوحا عليه السلام من ان يكون من الجاهلين . ولو كان سيدنا نوح مطلعا على الحقيقة لما حدث معه ما حدث . ولو سأل سائل سيدنا نوحا عما حدث معه ، لكان من الممكن ان يجيب : لو كنت عالما بتأويل غرق ابني ما تساءلت عن سبب الغرق ، إنما اجتهدت في الاستنباط ولم اكن مصيبا فيه ؛ لأن عاطفتي وشفقتي على ابني أثرتا عليّ .  فالاستنباط أداة هامة من أدوات التفسير ، ولا غنى عن توفيق الله للمفسر ، مع طرحه الهوى جانبا ، ولكن أمر التأويل يظل أمرا آخر . وبالمقابل : يأمر الله تعالى سيدنا وابانا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ان يذبح ابنه ، ورؤيا الأنبياء حق ، فلن يضطر سيدنا ابراهيم إلى تفسير يستخدم الاستنباط حتى يتاكد من معنى امر الله تعالى إياه بالذبح ، وهل يذبح او لا يذبح ، بل هو الحق الذي لا يحتاج إلى تفسير ابدا. فتاويل رؤياه حاضر لديه ، وهو وجوب الذبح مهما كانت الأسباب وكفى . واطاع الذبيح أباه ، واستعان بالله ليمنحه الصبر . وما أدرانا ما الذبيح وما ابو الذبيح وما كانا عليه من الإسلام إلى الله تعالى!! ولكن رحمة الله فوق كل رحمة ، وحكمته تعلو فوق كل حكمة ؛ فكان الفداء . ولكننا اليوم ، ومنذ مئات السنين ، نتساءل عن الذبيح من هو؟ أإسماعيل هو ام إسحق ؟ هل هو الحليم ام هو العليم؟ وهذا ما هو بحاجة إلى تفسير وتوضيح واستنباط . والمفسر الذي لا يدع هواه يسيطر عليه ، ولا يتاثر بالروايات دون أن يمحصها ، ويستنطق الآيات الواردة في القرءان بهذا الشأن ، ويكون واسع العلم سديد التفكير ، لعلم ، على الأغلب ، من هو الذبيح ، ولسوف يجد بان الذبيح هو إسماعيل الحليم . وما أحوج الذبيح إلى ان يكون حليما!  وهذا ما ذهب إليه الأكثرون من العلماء . وعلى فرض أن الذبيح ظل مجهولا ، فلا ضير علينا من ذلك بعد ان استفدنا من العبرة المستقاة من قصة الذبيح أيما فائدة . ولو سمينا ما نقوم به من استنباط تأويلا ،فلن يكون هو التاويل الذي ورد في القرءان الكريم ، ثم ، ما الفائدة من وراء التسمية إذا كنا لا نعلم الحقيقة المطلقة فيمن هو الذبيح؟ ولو علمناها ، لكنا من الذين علمهم الله التأويل . والله تعالى اعلم .
   اللهم تفضل علينا فاهدنا إلى سواء السبيل  ؛ راجيا الدكتور يحيى ان ينبهني باستمرار إلى اخطائي في اللغة او في غيرها ، أو إلى سهوي وتسرعي ، وله الأجر من الله تعالى ، ولي الفائدة والمنفعة .
 

16 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
أسلوب ادبي جميل    كن أول من يقيّم

لست بالعروض خبيرا ، ولا باللغة وتصحيحها عالما خطيرا ، وإنما استمد من إخواني الأعزاء : د/صبري ، أمير العروض ، والأستاذ احمد كل ما انا بحاجة إليه وزيادة ، غير ان تعليقي سوف ينحصر بما أشعرني به نص الطالبة المحترمة  من صدق العاطفة وثرائها تجاه ربان السفينة حفظه الله ورعاه ، وبما سرني من تقريب شيء من علم العروض إلى ذهن القاريء بأسلوب ادبي جميل  حبذا لو خلا من الأخطاء التي ذكرها الأستاذ العزيز أحمد عزو ، لكن هذه الأخطاء امرها سهل ويسير ويمكن للطالبة الأديبة ان تتلافاها مستقبلا ، ويبقى ما متعها الله به من حس ادبي جميل هو الموهبة الحقيقية التي يمكن ان تحسد الطالبة عليها ، فاللهم لا حسد ، وتبارك الله وما شاء وهب . وهنيئا للربان بطلابه ، وهنيئا لهم به .

16 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
بغي أم ابتغاء؟    كن أول من يقيّم

يجمعهن بغي رضى المنان،
 
لعلها صحيحة لغويا ، بمعنى إمكانية ورودها في لغة العرب ؛ ولكني كلما اطالعها هنا انفر منها ، وأراها في هذا الموضع الذي وضعت فيه غير فصيحة ، بل ويمكن ان توقع في اللبس . ولو كنت مكان الذي كتبها ، لا ستبدلتها ، وكتبت : يجمعهن ابتغاء رضى المنان . واظن ان الفرق بين الصحة والفصاحة فرق ليس بالهين ولا بالحقير .
 
قال تعالى : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد
 
وقال ايضا : إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى
 
فما رأيكم دام فضلكم .
 
 
 

17 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
التماس العذر أمر محمود    كن أول من يقيّم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا د.يحيى ، وشكرا على تعليق الأستاذ أحمد عزو الواضح ، وكذلك الشكر موصول للأستاذ خليل ، الذي نرجو أن يكون ما جمعنا به خيرا وبركة في هذا الموقع المتميز .
إن التماس العذر أمر محمود لا ريب في ذلك ، وبناء على هذا ، ربما كان المشاركون كلهم قد التمسوا العذر للكاتبة المحترمة في مجمل النص كله ؛ ولكن إظهار بعض الهنات يمكن أن يكون مفيدا لكاتبة النص وللمشاركين أنفسهم وأولهم محسوبكم . أما أن الكاتبة أرادت أن تكتب " بغية " فسقطت التاء منها ، فأمر لا أنفيه ؛ ولكني أستبعده . ولو كان الأمر كذلك لكتبت " تجمعهن " بدلا من " يجمعهن " إن لم أكن مخطئا . على أية حال ، فإن الذي يبسط لنا القول في : بغي ، وابتغاء ، وبغية ، ومتى يمكننا ، أو يجب علينا ، أو الأولى بنا ، استخدام واحدة دون الأخرى ، له الشكر الجزيل . ولأخينا الدكتور صبري ، ولصاحبة النص ، كل المودة والاحترام .

19 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
التفسير والتأويل مرة اخرى    كن أول من يقيّم

 
شاكرا الدكتور الفاضل يحيى المصري على جهوده الخيرة ؛ أتقدم بهذه المشاركة التي سببها مشاركة الدكتورالفاضل محمد كالو :
الآيات الكريمة التي ذكرها الدكتور الفاضل محمد كالو وقال إن اول ما يتبادر إلى الذهن حال الاطلاع عليها هو ان القرءان الكريم جلي لا أثر للغموض فيه ، وهو بهذا لا يحتاج قارئوه  إلى تفسير يفسره ، لكمال وضوحه ، وأنه لا يسلم أبدا بأن وصف القرءان الكريم بالبيان والتبيين يقتضي عدم حاجة شيء منه إلى شرح وتأويل ... هذه الآيات وما ذكره حولها الدكتور محمد كالو جعلني أتناول معناها من جهة أخرى ؛ قاصدا إلى القول أن ليس هناك من تعارض آيات مع آيات أخرى  ، وأن لا غموض في هذا الأمر ، وان التفسير المعروف لا تخصه معاني الإبانة في الآيات السابقة .
فالذي يعاود النظر في الآيات القرءانية الكريمة ، التي تتضمن كلمة مبين ، او لتبين للناس ، أو آيات بينات ، او آيات مبينات ، إلى مثل هذه الألفاظ التي تحمل معنى التبيين ، يجد أنها لا تعني التفسير الذي نعرفه على الإطلاق ؛ وإنما تعني إظهار ما كان خافيا على الناس من امور العقيدة وأصول الدين وما يتبع ذلك من أمور؛ لذا فلا يحتج بها على ان القرءان الكريم مع انه مبين وبلسان عربي ، ليس بحاجة إلى تفسير . فالإبانة في الآيات المذكورة غير الفسر أو التفسير . قال تعالى : " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا" ، وقال : " يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم " ، وقال : " قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل " ، وقال : " قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب " ، وقال سبحانه آيات كثيرة أخرى بهذا المعنى . وبين الله سبحانه لنبيه أمورا طواها التاريخ ولم يكن النبي ولا قومه يعلمونها العلم الحق قبل ان ينزل القرءان . إن الذكر الحكيم لما أنزله الله تعالى على رسوله حفل بالآيات البينات او المبينات : في أمر العقيدة وان التوحيد هو الاعتقاد الحق ، وفي أمر المباح وأمر المحرم ، وفي المندوب والمكروه ، وفي الحث على التقوى وفضائل الأعمال ، وفي كل ما تحتاجه البشرية التي اعتراها الضلال من هداية وإصلاح . كل هذا صار ، بنزول القرءان ، واضحا للناس وبينا ، بعد ان كان اعترته الأوهام والضلالات  ، وتلقفته الأهواء ؛ فبدلت حقيقته وجعلتها وفقا لما تحب هي وتشتهي . وقام بذلك أفراد وجماعات ضلوا وأضلوا ، فصار الناس على جاهلية لا أقبح ولا أسوا . وتبعثرت الحقيقة إلى فتات هنا وهناك ؛ يقتات عليه قلة ممن حاولوا ان يظلوا على ملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام . ثم أوحى الله ، بفضله ورحمته ، إلى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ، ونزل عليه القرءان بلسان عربي مبين ، ليرد الحق إلى نصابه ؛ فيبين للناس مثلا ان هذه الأصنام التي يعبدونها ما هي إلا حجارة لا تضر ولا تنفع ، وان الله سبحانه وحده هو ربهم ونافعهم وهاديهم ؛ فكان القرءان الكريم مبيّنا ومفصلا كل ما يحتاجه الناس في دينهم ، وفي دنياهم مما هي بحاجة إليه من نظم وقوانين تستقيم بها ، بعد ان كان خفي عليهم الصواب ، وعمّيت عليهم الحقيقة . من هذا المعنى الذي ذكرته كان القرءان الكريم مبينا ، وقام الرسول الأكرم بتبليغ الرسالة وتبيينها للناس على أتم وجه وأكمله . أما التفسير ، فله شان آخر :
في عهد المسلمين الأول، كان الصحابة رضوان الله عليهم ، كما هو معلوم ، ربما يشكل عليهم فهم آية ، ويعوز بعضهم حسن التبين ، فيلجؤون إلى النبي عليه الصلاة والسلام حتى يفسر معناها . ولم يكن الإشكال في العادة يتعلق بالمعنى اللغوي أكثر مما يتعلق بالمعنى المستخلص من الآية عموما . ولما نزلت " ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " من سورة الأنعام ، فقال بعض الصحابة : أينا لم يظلم نفسه! ففسر النبي عليه السلام الظلم بالشرك ؛ مستدلا على ذلك بقول الله تعالى : " إن الشرك لظلم عظيم " ( هذه الفقرة اقتبستها بتصرف من " مباحث في علوم القرءان " للدكتور صبحي الصالح رحمه الله . الطبعة العاشرة ، دارالعلم للملايين ، بيروت ) .
وفي العصور التي تلت ، صار الناس بحاجة أكثر إلى فهم معاني الآيات لغويا وبيانيا ، لدخول العجمة والبعد عن طبائع العرب الأوَل ، وتطلب ذلك ظهور من لديه القدرة على فهم معاني الألفاظ ،  واستنباط المعاني المستخلصة من النصوص ، وبهذا نشأ علم التفسير . أقول ذلك لحضرتك حتى تعلم أني لا أنكر ان بعض الآيات الكريمة يحتاج مطالعها إلى تفسيرها .
أما الحديث الوارد في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم وفي غيرهما من كتب الحديث ، والذي ذكرته يا دكتور ، فهو فعلا يدل على ان الصحابي الذي احضر عقالين اسود وابيض وأخذ يديم النظر إليهما في العتمة ؛ منتظرا الوقت الذي يتمكن فيه من التفريق بين لونيهما ، ليمسك عن طعامه ويبدأ صيام يومه ، لم يكن يحسن فهم معنى الآية ، مما حدا بالنبي عليه السلام إلى أن يصفه بعريض القفا ، او إن وساده لعريض، ثم أفهمه ان المعنى ذهاب الليل ومجيء النهار .مثل هذا التنبيه من النبي الأكرم يمكن عده تفسيرا لمعنى الآية لمن خفي عليه المعنى ، ولم يتمكن بنفسه من استبانته لسبب او لآخر ، ولكن مثل هذا كان في عصر النبي قليل الحدوث .
أما التأويل الوارد ذكره في القرءان الكريم ، فهو غير التفسير حتما ، ولا يجوز لأحد سوى الرسول صلى الله عليه وسلم او أي عبد اجتباه الله وأطلعه على الحقيقة ان يدعي القدرة على التأويل وانه يصيب كبد الحقيقة في تأويله . وبناء على هذا ، فإن الإمام النسفي مثلا ، لما سمى كتابه بحقائق التأويل ، فإن هذه التسمية غير سليمة إذا آمنا ان التأويل لا يعلمه إلا من ذكرنا . وإلى حضرتك فقرة اقتطفتها ونسختها من تفسير الإمام الطبري ( جامع البيان ) تتعلق بالتأويل :
 
(قال أبو جعفر: وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا، من أن ما كان من تأويل آي القرآن الذي لا يدرك علمه، إلا بنصّ بيان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، أو بنصبه الدلالة عليه، فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه، بل القائل في ذلك برأيه، وإن أصاب الحقّ فيه، فمخطئ فيما كان من فعله بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليست إصابة موقن أنه محق، وإنما هو إصابة خارص وظانّ، والقائل في دين اللّه بالظن قائل على اللّه ما لا يعلم، وقد حرّم اللّه جلّ ثناؤه ذلك، في كتابه على عباده، فقال: {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ والإثمَ والبَغْيَ بغَيْرِ الحَقّ وَأنْ تُشْرِكُوا بِاللّه مَا لمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأنْ تَقُولُوا عَلى اللّه ما لا تَعْلَمُونَ} فالقائل في تأويل كتاب اللّه الذي لا يُدرَك علمُه إلا ببيان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، الذي جعل اللّه إليه بيانه، قائل بما لا يعلم، وإن وافق قيله ذلك في تأويله ما أراد اللّه به من معناه، لأن القائل فيه بغير علم، قائل على اللّه ما لا علم له به.
وهذا هو معنى الخبر، الذي حدثنا به العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: حدثنا حبان بن هلال، قال: حدثنا سهيل بن أبي حزم، قال: حدثنا أبو عمران الجويني، عن جندب، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (مَنْ قالَ في القُرآنِ برأيهِ فأصَابَ، فَقَدْ أخْطَأ .) يعني صلى اللّه عليه وسلم، أنه أخطأ في فعله، بقيله فيه برأيه، وإن وافق قيله ذلك عين الصواب عند اللّه، لأن قيله فيه برأيه، ليس بقيل عالم أن الذي قال فيه من قول حقّ وصواب، فهو قائل على اللّه ما لا يعلم...) أ.هـ.
أما التفسير ، وإن تفاوت المفسرون في المقدرة عليه ، واختلفت اقوالهم في معاني بعض الآيات وما امكنهم استنباطه منها، فيظل غير التاويل . وإن المعاني اللغوية والمعاني الاصطلاحية لمسمى ما ربما تأخذنا بعيدا إن لم نفرق بينها . وبناء على هذا ، فإنني لما كتبت عن التأويل كتبت ما فهمته عنه من القرءان الكريم . وكان ما كتبته يدور ايضا حول نفي الترادف المزعوم بين كلمتي التفسير والتأويل ، وليس ما كتبته بجديد لم أسبق إليه .
 

19 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
يجمعن أم تجمعهن    كن أول من يقيّم

هل تعني يا أخي ، ويا أستاذي العزيز ، د.يحيى ، أن الكاتبة قصدت إلى القول : ها هن يركبن قويربا يجمعهن بغية رضى المنان ، فسقطت التاء المربوطة من " بغية " منها سهوا خلال الطباعة ؛ فصارت " بغية " إلى " بَغْيُ"؟ فإذا كان ذلك كذلك ، فلماذا لم تقل الكاتبة : تجمعهن بغية ؟ أليست البغية هي التي تجمعهن ، أم أن البغية هو الذي يجمعهن على اعتبار ان " بغية " لفظ مذكر ؟ فهل هي لفظ مذكر حقا؟ إن المعنى الذي فهمته من التماسكم العذر للكاتبة هو ما ذكرته ، فهل أنا مخطئ في فهمي؟
ولم أدرك معنى أن (لا أنفيه ) هو أني أثبته . فهل إن لم ننف أمرا يعني أننا نثبته؟ وإن لم يكن نفينا مبنيا على دليل ساطع البرهان ، وكان إثباتنا يرتكز على شبهة دليل ، فإننا نستبعد النفي ونستقرب الإثبات . وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك ، فلا ننفي ولا نثبت . إن الذي قلتُه يرتكز على ان " بغية " مؤنثة اللفظ ، وما دامت كذلك ؛ فـ " تجمعهن " هي المناسبة ، وليست " يجمعهن" . إن السبب الذي جعلني أقول : " إن لم أكن مخطئا " ، هو عدم اطلاعي على علوم اللغة اطلاعا كافيا ، وخشيت أن تكون( يجمعهن بغية) جائزة وأنا لا أدري . فعلم النحو والإعراب بحر لا أحسن العوم على سطحه ، ناهيك أن أغوص فيه ؛ فاللهم إن السلامة في الساحل كما قال الرافعي . وإذا كانت " يجمعهن بغية " جائزة الاستعمال ، فكيف؟ وما الدليل على الجواز؟
بقي لدي تساؤل يدور حول متى نستعمل بغية ومتى نستعمل ابتغاء ، أم ان الاستعمال غير مشروط؟
مع الشكر الجزيل والعرفان والتنويه بالجميل .
 

20 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
تحية طيبة    كن أول من يقيّم

شكر الله لأستاذنا الغالي زهير اهتمامه بموضوع التفسير ، وعسى أن يكون هذا الاهتمام مما تثقل به موازينه عند ربه بإذنه تعالى .
ولما كان أصل الموضوع الذي قدمه الأخ العزيز الدكتورمحمد كالو قد عرض بشكل نقاط محددة وموجزة ؛ فلم نتعرض في مشاركاتنا إلى تعريف لعلم تفسير القرءان ، واقتصر معنى التفسير على المتبادر إلى الذهن في العادة من المعنى المقتصر على شرح اللغة وإيضاحها لمن لا يفهمها أو يعجز عن استخلاص كامل المعنى منها، وان التأويل أمر آخر ، وهذا ما اهتممت له أنا في مشاركاتي ، والتي اقتصرت فيها على ان التفسير والتأويل ليسا بنفس المعنى .

21 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
شكر الله لكم    كن أول من يقيّم

النتيجة : (بغي) صحيحة . ويجمهن بغية صحيحة ؛ لأنها بمعنى بغْي . والتضمين في اللغة معروف ، وشواهده منثورة : تَلْمَذَ يحيى لشيخه العلامة محمد عُضَيمة. فإذا قالوا : تتلمذ عليه ، ضمنوا الأصلي معنى : قرأ عليه ....ثلاث أنفس ، ثلاثة أنفس....
 
شكر الله لكم علمكم وحلمكم يا من فقتم الورد عطرا وجمالا ، وهنيئا لكم تتلمذكم على المرحوم العلامة عظيمة . وإليكم ما يلي :
وها أنا ياسينُ أرجو أن يتقبلني الآن  شيخي يحيى المصري الحلبي تلميذا له صغيرا. حفظ الله شيخي ورعاه ، وجعل الجنة  مثواي ومثواه بعد عمر مديد ، وعيش هنيء وسعيد . وها أنا أتعلم من شيخي أن علم النحو
علم لا يسبر له غور ، ولا يدرك له قعر ، وان النحويين، ما أقدرهم على التماس العذر! 
وما دامت " يجمعهن بغية "صحيحة فصيحة ، فهل " تجمعهن بغيُ "صحيحة أيضا يا شيخي ؟ أظن ان الإجابة سوف تكون بالنفي ، دون ان أدري السبب النحوي لهذا الظن، وإنما اعتمادا على أني لم أصادفها حين مطالعتي الكتب . فما قولكم دام فضلكم وزاد علمكم؟ وبهذه المناسبة اتوجه لكم بالسؤال : لماذا قال الله تعالى : " وقال نسوة في المدينة ..." ولم يقل : وقالت نسوة..؟ هلا تفضلتم بإجابة شافية!

21 - ديسمبر - 2008
رحلة لن تتكرر
 26  27  28  29  30