البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 25  26  27  28  29 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ما شاء الله كان    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
دين ، وأدب ، وتاريخ ، ولغة ، ثم موسيقى ومقامات وقدود حلبية ، وذوق حلبي في تذوق المأكولات الزاكية الشهية  !! وماذا بعد يا أخي العزيز ، د.يحيى؟! متعك الله بالصحة والعافية ، وحسن الخلق وجودة الفهم ، وغزارة العلم  ، أنت وجميع السراة الأعزاء ، وجمع الله بينك وبين كل من تحب .

12 - ديسمبر - 2008
الثقافة .
عينك هي عيني    كن أول من يقيّم

أستاذتي الكبيرة ضياء العلي ، حفظها الله ورعاها ،
"أشعر بكل ما تريد قوله ، وأرى ما تراه ، لأن عينك هي عيني ، ونفسك هي نفسي ، ولأن قدرنا واحد مهما اختلفت الظروف ." ما تفضلت به منحني عزما على الصبر اكثر واكثر ، ذلك لأن وجود شركاء الهم الواحد يخفف العبء عن حامله ، ويهبه أملا يرتجى تحقيقه ؛ فبارك الله ضياء العلي وبارك عائلتها الكريمة وبارك لبنان الأشم  وكل الشعوب المحبة للعدل والمساواة . إن " ما أحلى هذي اللمة " جعلتني أحس ان من في هذه اللمة هم أهلي وأحبابي ، ومنتهى غايتي وطلابي ؛ فبارك الله فيهم ونفع بهم . وما دام الغريق لا يخشى من البلل كما تفضلت ؛ فها هي أبيات القصيدة من أولها ، وقد أضفت إليها أخرى مما فاضت به الأشجان ، وانبثقت من ظلام ليله الأحزان؛ متكأً ، حتى نظمتها ، وإن على عجل ؛ مستغلا عودة التيار الكهربي ، على أكتاف أبي الشعراء  المتنبي  ؛ وزنا وقافية وبعض جمل ، هذا ، ولما دخلت إلى هذا الملف المبارك ، فإذا بقصيدة الغالي ، أستاذي زهير حفظه الله ، تطالعني بمحياها المقمر كانها البدر التم . أما ردودي على مشاركة استاذي العزيز امير العروض ، وأساتذتي الأعزاء : عبد الحفيظ واحمد عزو ، فسوف تتبع مشاركتي هذه بإذن الله تعالى :
عـيـد  بـأيـة حـال عدت يا iiعيدُ كـم فـيـك لـلشجو ترجيع iiوتعديد!
أمـا  الأحـبـة فـالأسـوار iiدونهمو لـكـن  لـذكـرهمو في القلب iiتوقيد
قـلـبـي الـولـوع بأحبابي iiيحدثهم بـنـبضة  الشوق أن الوصل iiموعود
وكـم  تـردد شـوقـي فـي iiمكامنه كـمـا تـردّدُ فـي الروض iiالأغاريد!
عـلى الوعود سطرت الحب من iiلهب مـدادي  الـجـمـر أورته iiالمواعيد
مـنـهـا تـطوّحت الآمال iiواندثرت كـمـا  تـطوح في الإعصار iiعنقود
أنـا  فـلـسـطـيـن والآلام iiشاهدة أزرى بـي الـبـوح والإيلام iiمشهود
وغـربـة الـدار دومـا مـا iiأكابدها وإن تـتـابـع عـيـد إثـره iiعـيد
أصـخـرة أنـا حـتـى لا iiتحركني هـذي الـتـباريح أو نلك المواجيد ii!
هـي الـدمـوع الـتي قد ثار iiثائرها وقـد  تـأجـج مـحـروم iiومـكدود
مـا انبت الدمع في قلبي سوى iiشجني لـمّـا تـصـدّر فـي القوم iiالرعاديد
يـا سـاقي الصبر ما عادت iiتراودني بـيـض الأمـانيّ بل أحلامي iiالسود
وكـيـف  أصـبـر والأحزان iiقابعة فـي  عـمق روحيَ والسلوان iiمفقود!
هـل فـي دنـانـك غير المُرّ أرشفه أم فـي دنـانـك إذلال iiوتـشـريد!!
أمـا كـفاني من الضيم الممض iiلظى يـشـوي  الـجوانح لا يطفيه iiتبريد!
فـخـذ  شـرابـك عني لست iiأنشده وهـل يـحـل مـع التشريد iiتعييد!!
إن  كـان ضـيميَ من قومي iiأجرَعُه فـذاك أنـكَـرُ مـمـا ضامني iiالهود
لهفي على الأهل كم حلت بهم غصصٌ مـن جـيـرة شُـغـلها يأس iiوتنديد
واسـأل  عن البين كم نفسي تصارعه فـي  غـيهب القهر والتصفيد iiتصفيد
أعـودةٌ حـرة نـفـسـي iiتـؤمـلها إلـى  الـديـار ، أم التبعيد iiمقصود!
إن كـان هـمـك يـا جـعفي iiمملكة تـغـدو عـلـى رأسها والتاج iiمعقود
فـإن  هـمـي غـيـر الملك iiموقعه مـا  قـيمة التاج إن يعقده مصفود ii!!
فـيـا  أبا الطيب ، الأعياد قد رجعت ،  ويـلي عليك ، وباب القدس iiمسدود
لـو جـئـت تنشد باب القدس iiأغنية مـن فيض وجدك هل تغني iiالأناشيد!
ولـو  تـرنـم أهـل الـقدس iiأدعية كـمـا  تـرنـم بـالـمـزمار iiداود
مـا  كـان مـن منصت للزمر iiمنتبه إلا الـنـجـيـع الـذي أجراه iiتهويد
فـاجـعـل  لـحونك للغبراء iiمرسلة فـفـي  بـواطـنـهـا غـرّ iiأماليد
وانصت  إلى الرجع كم تشجيك iiنغمته نـضـر  الـوجوه أراقوها هي iiالعيد
أرضَ الـطهارة كم في هذا الثرى بلل أمـا  الـقفار ، فلا اخضرت لها iiعود
ثم باقي القصيدة في مشاركتي السابقة
مع المودة والاحترام والتبجيل .

13 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
المنهل البكر ، رائعة ألهبت مشاعري    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

"المنهل البكر" ، ينهل من معينها القلب ولا يرتوي ، وتلتهب من روعتها المشاعر . رائعة في تأثير معانيها وألفاظها وفي صدق عاطفة ناظمها أستاذي الحبيب ، أمير العروض ، عمر خلوف حفظه الله ورعاه ، وهكذا يكون الشعر وإلا فلا . لقد أشعرني عمر خلوف بأنه فلسطيني أكثر مني بكثير ، وهذا حق ، علي الاعتراف به .
إن الشيخ القسام ، وسعيد العاص ، والمئات من الشهداء السوريين الذين أستشهدوا على ثرى فلسطين الحبيبة لأكبر شاهد وأدل دليل على ان فلسطين هي سورية نفسها بلحمها ودمها .  ومن الطبيعي ان ينسحب كلامي هذا على كل المواطنين العرب الآخرين ، بل وعلى العديد من الشهداء من غير الأصول العربية .
إن من يرجع إلى "النكبة الفلسطينية والفردوس للمفقود " للمرحوم عارف العارف ، سوف يجد أن من ضحوا من أجل فلسطين تجل أعدادهم  عن الحصر .
قلبي هناك.. الله الله ! وأنا والله قلبي في حماة ، وفي حمص ، ودمشق ، والسويداء ، ودير الزور ، وحلب ، وفي كل البلاد السورية ، وكل البلاد العربية الحبيبة ، في المغرب والمشرق . وليس ذلك بغريب ولا عجيب ، بل العجيب ان لا يكون قلبي هناك ؛ فقلوب الفلسطينيين النابضة بالحب ، وبالعرفان بالجميل ، ما هي إلا مزيج من قلوب كل الشعوب العربية والإسلامية التي تعاقبت على فلسطين وسكنتها منذ الأزل . كل الشكر والمحبة لأستاذي عمر خلوف ولكل الحمويين الأكارم .

13 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
بحر غزة ينطق    كن أول من يقيّم

أخي العزيز عبد الحفيظ ، أرتاح دائما لمجرد رؤية اسمه حتى قبل أن أطالع مشاركاته الودودة ، وهذا هو شعوري أقوله بصدق وعفوية . وربما كان السبب في ارتياحي ان هذا الرجل أحسه  سليم القلب صافي النية قبل أن يكون أستاذا ذا ثقافة واسعة وذكاء وقاد ، ويتمتع بمقدرة كبيرة على إكسابنا الفائدة المرجوة من مشاركاته بإيجاز .
" لو يحكي البحر " جعل أستاذي عبد الحفيظ منها، بتشكيله المتميز الذي أنجزه ، جعل بحر غزة وكأنه ينطق فعلا بأمواجه الثائرة بما لحق غزة الأبية من ظلم الحصار ، ومن ظلم ذوي القربى الأشد منه مضاضة .
بوركت أستاذي عبد الحفيظ  الحبيب، وبورك المغرب العربي جميعه ، بكل أعراقه وطوائفه ، ودام اهله في العز يرفلون .

13 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
كنوز المحبة تنهمر    كن أول من يقيّم

أخي الحبيب ، وأستاذي النجيب ، أحمد عزو ، حفظك الله وبارك فيك ،
لا أظن أن أحدا من سراة الوراق الأحبة بارك وهنأ بالعيد وفلسطين غائبة عن خياله ، أو محنة العراق ليست على باله ؛ ولكن ما تفضلت به من ذكر الخوف أو الخشية من الحديث عن فلسطين في مناسبة مثل هذه انتابني مثل ما انتابك ، وانتاب كذلك دون ريب باقي الأحبة ؛ فلم نرد أن نثير أحزانا ، أو ننكأ جراحا طال مكثها ، وبلغت آثارها المؤلمة الزبى كما يبلغها السيل العرم .
لقد المح الأخ الحبيب زياد عبد الدائم إلى الخشية من الاتهام بالتشاؤم ؛ ولكنه لم يطق صبرا فذكر بيتي المتنبي ، وكذلك أنت يا أخي الحبيب ، فقد قلت : " العيد ليس حلواً لذاته.. لكنه حلو بظروفنا.. أما التهاني فما أجملها.. ولابد منها.. لكن كثيراً ما تحتوي قلوب المهنئين أشياء لا يقدرون على البوح بها.. أو لا يجدون من يبوحون له بها.. وأحياناً يمسك الناس دموعهم كي لا يبدون صغاراً كصغارهم." ، وكان ما تعنيه واضحا ويحث على البوح . ولن يعرف لذة الهناء من لم يذق طعم الشقاء ، والحمد لله على كل حال . إن مشاركتك الكريمة مضافة إليها أبيات المتنبي ، هي التي جعلتني لا أكتم ما في قلبي على الرغم من أني غفلت عن ذكر ذلك سابقا ، بعيد مطالعتي كل المشاركات ومنها مشاركتك ، كما أن أستاذتنا ضياء خانم ، باركها الله ، شجعتني بقولها : " ما أحلى هذه اللمة ! " ، فقلت في نفسي : ما دامت هذه اللمة الحلوة أنا منها وإليها ، فلم لا أبوح لها بما لم تبح هي به بوضوح ؛ مستغلا كوني فلسطيني الهوية ، وممن يعانون من الاحتلال معاناة مباشرة؟ وهذا ما كان ؛ فإذا بكنوز المحبة ، وبصادق الشعور والوجدان ، تنهمر انهمار الغيث من الديمة السكوب ؛ فتغرق في فيض محبتها وحنانها القلوب ؛ فحمدا لله وشكرا ، ومزيدا من الصبر ، أقول لنفسي ، حتى ينبلج ليل الاغتراب عن نور اللقاء والاقتراب . بارك الله فيك يا أخي أحمد ، وجعل فضلك وصادق نواياك لا يهدأ ولا يخمد ، وكذلك كل الأحبة الأكارم ، ودام لنا الوراق ومن يرعاه ، ومن يشرف عليه ويتبناه ، ولهم جميعا خالص المودة والاحترام ، وكل عام وأنت وهم بخير .
 
 

13 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
وأين الثرى من الثريا    كن أول من يقيّم

أستاذي الحبيب زهير، يحفظك الله ويرعاك ،
ما أسمى ما تفضلت به في قصيدتك من معان صادقة وجميلة ! ولو كانت لدي مقدرتك الشعرية من حيث الخبرة اللغوية والعروضية ، فلن تكون لدي عواطف مثل عواطفك الندية  الثرية ، ولا خبرتك الجلية في الحياة وأهلها ، فالله من عليك بهما ، والله أعلم حيث يجعل فضله وكرمه . أما وقد جعلتني كبير السراة ومستشارهم ، ولو مجازا ، فقد جعلتني أتوارى  من نفسي ؛ خجلا واستحياء ، فأين الثرى من الثريا ياسيدي!
إن موقعا مثل هذا الموقع ، والذي يرتاده أكابر أهل العلم والأدب ، وقد ذكرت بعضا منهم في قصيدتك الرائعة ، ما مثلي إلا قطرة في بحر فضله ، ويكفيني ، بل ويشرفني ، أن أكون من رواده الصغار .
أبقاك الله لنا أستاذاً كبيرا ، وشاعراً مفلقاً وأديباً خطيرا ، وبحاثةً محققاً مدققاً ، وعالماً نحريرا .
 
 

14 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
غوغل أوقعني في متاهة    كن أول من يقيّم

حياكم الله وبياكم ،
الاعتماد على الأستاذ غوغل أوقعني في شبه متاهة ؛ لأن عقلي لم يعد قادرا كثيرا على ربط المعلومات العديدة الصفحات واستخلاص النتائج منها ، فما رايكم يا أحبة ، ان نلخص الموضوع في سطور قليلة ، ما أمكننا ذلك؟ وبصيغة تساؤلات أطرحها على حضراتكم؟ ولكم الأجر من صاحب الأجر .
هل التفسير والتاويل بمعنى واحد؟ بعضهم قال بلى ، وبعضهم قال كلا . وما ذا يترتب على هذا الخلاف؟
معاني التاويل تباينت كما تبين ، فهل لكلمة التاويل في القرءان الكريم أكثر من معنى ؟ وإذا كان من معاني التأويل في القرءان معرفة الأمر المغيب تغييبا مطلقا ، ولا تنفعنا اية اداة في معرفته ، إلا أن يعلمه الله تعالى لعبد من عباده او اكثر ، فما المعاني الأخرى المحتمل استنباطها من القرءان الكريم لكلمة التأويل؟
مع الشكر الجزيل .

14 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
شكرا على : " الخير قادم " .    كن أول من يقيّم

مع امتناني لحضرتكم على جهودكم الخيرة ، أطمع في كرمكم ؛ فأشارك ، بإيجاز ، بما يلي :
 
يبدو أن بيت الأعشى سقط من المشاركة : " الخير قادم 3 " سهوا . والبيت هو :
 
الـريـح تبكي iiشجوها والبرق يلمع في الغمامة
 
بين الفينة والفينة يلم بخاطري التساؤلات التالية : إذا كان للتأويل في القرءان معنى واحدا، فهل نكون على صواب إذا استخدمنا معنىً غيره خلال محاولتنا تبين معاني الآيات التي وردت فيها كلمة التأويل؟
قال الله تعالى : " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " ، فهل إذا قلنا : " وأحسن تأويلا " ، يظل المعنى كما هو؟ وبالمقابل : قوله تعالى : " ...ذلك خير وأحسن تاويلا "، فهل تسد مسدها في المعنى : " وأحسن تفسيرا"؟ . وإذا لم تكن تسد مسدها ، فلماذا؟
قرأت في كتاب " علوم الحديث ومصطلحه " للمرحوم الدكتور صبحي الصالح أن الاحتجاج بالحديث كان ممنوعا عند النحاة واللغويين الأوائل ؛ لأنهم لم يثقوا بان تلك المرويات المتعددة المتكاثرة كلها من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب قاطبة . وقد بين المرحوم أنه يعارض المانعين ، ويؤيد النحويين المتأخرين الذين اكثروا من الاستشهاد بالحديث على اللغة . فمسألة الاحتجاج بالحديث على اللغة إذن فيها قولان . وإضافة إلى ذلك ، فإن الحديث : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التاويل " ورد عند البخاري عن ابن عباس نفسه دون الزيادة : " وعلمه التاويل " ، وإنما الزيادة هذه وردت عند احمد وابن حبان والحاكم ، فهل بعد هذا يطمئن الواحد منا إلى أن معنى التاويل هو التفسير، ويرتاح إلى ذلك ؟ أم أن تفسير وتوضيح القرءان بالقرءان هو الأسلم ؟
وكون علماء الأصول اصطلحوا على معنى للتأويل يبعد عما جاء به القرءان الكريم ، فإن ذلك لا يعني أن المعنى الحقيقي للتأويل زال واندثر ؛ وإنما الاصطلاح هنا ربما لا يصلح لتبين معاني الآيات التي وردت فيها كلمة التأويل ، وربما يظل ممكن الصلاحية فقط للمعنى الذي اصطلحوا هم عليه من أجله ، فهل توافق يا أخي الفاضل ، د. يحيى ، على ما أقول؟ وشكرا .

15 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
فاسألوا أهل الذكر    كن أول من يقيّم

" السهو بالسهو يذكر " حلوة منك كثيرا يا أخي العزيز . ومن الناس من يسهو ، أحيانا ، في سجود السهو ، وانا منهم . وما دامت حضرة الدكتور يحيى منيرة دائما بإذن الله ، فلن نخشى الاستمرار في سيرنا في متاهات السهو والغفلة . وما حدث معي اقرب للغفلة أو الوهم منه إلى السهو . 
وعلى هامش النقاش :
" فاسألوا أهل الذكر.." : اعتدنا على استعمالها بمعنى الاستفسار من أهل العلم ؛ ولكن هذا الاستعمال غير دقيق ، إن ابتغينا التمسك بالمعنى الذي جاءت الآية به .
 ففي أكثر من تفسير ،  " الجامع في أحكام القرءان " مثلا ، قال سفيان في تفسير الآية : يعني مؤمني أهل الكتاب . وقيل : المعنى فاسألوا أهل الكتاب فإن لم يؤمنوا فهم معترفون بأن الرسل كانوا من البشر . روي معناه عن ابن عباس ومجاهد . وقال ابن عباس : أهل الذكر أهل القرءان . وقيل : أهل العلم ، والمعنى متقارب .
وفي " الدر المنثور في التفسير بالمأثور" : يعني فاسألوا أهل الذكر والكتب الماضية: أبشر كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة؟
وفي جامع البيان عن تأويل آي القرءان : فاسألوا أهل الذكر وهم الذين قد قرؤوا الكتب من قبلهم : التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنزلها على عباده .
 
 

15 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
عودة إلى التفسير والتأويل    كن أول من يقيّم

تحية طيبة ،
الفرق بين التفسير والتأويل البحث فيه ليس سهلا لدي على الأقل ، لكثرة ما اعتراه من الخلاف ، لذا ، فقد آثرت أن أرجع إلى كتاب الله الكريم ؛ محاولا فهم معنى التأويل  الذي ورد فيه .
ولم أقتنع كثيرا بالوجه المعتمد عليه للقائلين بأن التفسير هو التأويل عينه ، فهم قد اعتمدوا نظرية لا برهان قاطعا عليها ، وهي ان الترادف في معاني الألفاظ وارد عندهم مع أن غيرهم قال بخلاف ذلك . والناظر في كتاب الله لن يجد كلمة واحدة تسد مسد أخرى في المعنى تماما .
والتفسير معناه التبيين والتوضيح ، وليس أبين ولا أوضح ولا أكثر إقناعا مما نزل على الرسول الكريم من قرءان . قال تعالى : " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " . وليس في الناس الأبيناء من يعدل النبي الأكرم ، ناهيك ان يفوقه ، في البيان والتبيين ، ولا في البيان والتبين . والذي يعجز عن التبين يظل بحاجة إلى من يبين له ما عجز عن تبينه ، وهنا يأتي دور المفسرين ليوضحوا لمن يعجز عن التبين ما عجز عنه . فالذي يشكل عليه فهم أمر ما ، ليس بالضرورة ان يكون أمرا لغويا ، يلجأ في العادة إلى من يفسره ويوضحه له . ومن أدوات المفسر النظر والاستنباط  تعينه عليهما سعة العلم ونباهة الفكر وذكائه . ومن أحسن التفسير ما وهبه الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام من قوة الحجة في تفسير وتوضيح قدرة الله كيف تكون لمن يعجز عن فهمها ، او يدعي ، باطلا ، عدم صوابها ، أو الادعاء بالقدرة على مضاهاتها . قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم : " فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ؛ فبهت الذي كفر.." . ومن التفسير أيضا أن نلجأ للمختص بعلم ما ليفسر لنا ظواهر معينة أغلق علينا فهمها . ففي العلوم الطبيعية مثلا ، يمكننا أن نطلب تفسيرا يوضح لنا كيفية حدوث البرق والرعد ، او الزلازل والبراكين ، او كيف تحدث الانفجارات الذرية... وفي علوم القريض نستفسر عن كيفية معرفة الأوزان الشعرية ..وفي تفسير القرءان نرغب في معرفة معنى " قسورة " مثلا ، وذلك بكلمة أخرى او جملة ، على الأغلب ، تبين لنا ما القسورة.. وهكذا
أما التأويل ، فهو محاولة معرفة أمر مجهول مغيب غيبا مطلقا وغير مقيد بزمن ، وغير مقيد أيضا باستخدام أدوات بلغت من الدقة مهما بلغت . ومن الأمثلة عليه ما قاله العلماء عن الدابة التي تكلم الناس آخر الزمان ، وفتح ياجوج وماجوج ، وكيف هي حقيقة الجنة ...وهكذا
إن سيدنا موسى عليه السلام كان مؤمنا بالغ الإيمان دون ريب ، ولكن اعتراضه على العبد الصالح (في سورة الكهف ) كان نابعا من عدم معرفته بتأويل ، وليس بتفسير ، ما فعله ذلك العبد ، والذي هو نفسه ، أي العبد ، لولا تعليم الله إياه ، لما فعل ما فعل عن أمره هو . قال الله تعالى على لسان العبد الصالح : " وما فعلته عن أمري " ، وقال : " سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " . فالتأويل ، إذن ، محاولة علم المجهول المغيب غيبا مطلقا ، ولا يتم ذلك بأية وسيلة إلا بما يتيحه الله تعالى من علم لبعض الخلق المصطفين . وكون سيدنا موسى من المؤمنين الراسخين في الإيمان ، فإنه يسلم لله تعالى ولا يعصي أوامره دون أن يعرف الحكمة التي من وراء تلك الأوامر الإلهية ، فالراسخ في العلم بربه وقدرته وحكمته تكون هذه الحال حاله. هذا هو الأصل في معنى التأويل ، أما الاستنباط والتدبر والنظر ، والقيام بوضع الفرضيات والنظريات واستخدام العقول والتجارب والبحوث كل ذلك لا علاقة له بالتأويل ولا من بعيد . فأي نظرية أو نتيجة بحث تقطع بتأويل ما فعله العبد الصالح المذكور في سورة الكهف؟! ولو حاول سيدنا موسى مهما حاول ، فلن يعرف على سبيل القطع الحكمة من وراء خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار ، لولا أن جاءه التأويل من الله تعالى بوساطة العبد الصالح . وكذلك أي علم ، او أية أداة ، يمكنها ان تخبرنا بتأويل الأحاديث ؟! ذلك التأويل الذي كان علما منحه ووهبه الله تعالى يوسف عليه السلام . فالذي قال إنه رأى نفسه وهو يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه ، ثم طلب من سيدنا يوسف أن يؤول له ما رآه ، فكان التأويل أن ذلك الرائي سوف يصلب وتأكل الطير من رأسه . وهذا علم علمه الله تعالى سيدنا يوسف ، ولولاه لما كان التأويل صحيحا . فلو كنت أنا المؤوِّل مثلا او أنت ، لقلنا للرجل : سوف يأتيك الخير والرزق الكثير ، وسوف تكون كريما في الإنفاق ، هكذا ، أو ما يشبه ما قلناه ، دون علم ولا بصيرة ، فأين الثرى من الثريا! بل أين الباطل من الحق!
قال تعالى : " ولنعلمه من تأويل الأحاديث " ، وقال ايضا : " وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث " ، وقال : " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث .." ، وقال : " نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين" . ومن الملاحظ ان الآيات السابقة جميعها جاءت بلفظ التأويل وليس بلفظ التفسير . وعلى هذا ، فإن المفسرين الذين سموا كتب تفسيرهم بلفظ التأويل ، قد خلطوا ما بين التأويل والتفسير ، وظنوا الترادف فيهما في المعنى . وسوف أتعرض لهذا في نهاية المقال بإذن الله .
إن ما هو مغيب عنا غيبا مطلقا ، فإننا ، إن كنا عقلاء  وذوي نوايا حسنة ، لا يمكننا نفيه دون برهان مبين نقدمه بين أيدينا ، وإلا كنا مثل الذين قال عنهم الله تعالى : " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله.." ، ولو فرضنا جدلا أننا لم نؤمن بوجود شيء ما ، فلا يحق لنا نفي وجوده عقلا .
وقال تعالى : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ..." . في هذه الآية قولان أو ثلاثة كما هو معلوم ، في تعيين محل الوقف ، وهل هو لازم ، فإذا كان الوقف على لفظ الجلالة لازما كان التأويل من علم الله وحده ، وهو ما أنا عليه شخصيا ومقتنع به مثل الكثرة الكاثرة من المسلمين ، وإن كانت " الراسخون " معطوفة على لفظ الجلالة ؛ فيكون الراسخون في العلم لديهم القدرة على التأويل ، ولكن من علم علمهم الله إياه ، مثل العبد الصالح الذي في سورة الكهف ، لا من عند أنفسهم . وهنا يرد تساؤل : كيف لنا ان نعرف الراسخ في العلم من غير الراسخ فيه؟! هناك وسيلة واحدة ووحيدة ، وهي ان يخبرنا الله به . ومن المحتمل ان يكون الرسوخ في العلم يعني الدرجة العظمى من صدق الإيمان والثبات عليه ، والله اعلم .
وقال تعالى : " وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ، ذلك خير وأحسن تأويلا ." ، فلماذا  "تأويلأ" وليس " تفسيرا "؟
 الخشية من إنقاص الوزن تحدو بالمؤمن أن يحتاط فلا يقع في إنقاص الوزن ، والسبيل إلى ذلك يكون بترجيح كفة الموزون على معيار الوزن عيانا . وما دام الذي يكتال او يكيل لا يعلم على وجه الدقة أن كفتي الميزان قد اتزنتا تماما ، فما عليه إلا الترجيح كما قلنا ، ولوترجيحا قليلا ، حتى يضمن انه أوفى الكيل ، وحتى لا يقع في الحيرة الناتجة عن الجهل ، فيطلب تأويلا لما يجهله مما ليس بمقدوره معرفته . (فمعرفة أن كفتي الميزان متقابلتين ، أو ان الوزنين متساويين تماما غير ممكن أبدا ) . ويشبه ذلك عمل من يكثر من أداء السنن النبوية في الصلاة ، خشية من أن القيام بالفرض وحده ربما يعتريه نقص او خلل ما ؛ فيعوض ذلك النقص المحتمل بثواب أداء السنن . ومقدار النقص في الميزان أو في صحة الصلاة مثلا ، مهم ، مهما كان ضئيلا ، فالتقي يحسب له حسابا ، وفي باله دائما : " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " ، ولهذا فالخير وحسن التأويل هما المطلوبان ، فإذا أردت أن تؤوّل ، وليس في مقدورك ذلك ، فما عليك إلا ان تقطع حبل الشك بسيف اليقين ، فترجح الميزان حتى تراه راجحا عيانا . وهنا تضمن انك لم تقع في إثم التطفيف في الموازين من أي نوع كانت ، ومهما كان نوع البضاعة الموزونة .
لماذا سمى بعض المفسرين كتابه بلفظ التأويل بدلا من لفظ التفسير :
أظن ان ذلك يعود ، في الغالب ، لأمرين :
الأول : الظن بأن التأويل والتفسير بمعنى واحد ، وهذا غير صحيح ، إذا اعتمدنا على ان لا ترادف مئة بالمئة بين ألفاظ اللغة ومعانيها ، وبخاصة ما يتعلق بلسان القرءان الكريم ، وأن الترادف التقريبي يفيدنا فقط في التفسير والتبيين والتوضيح . فقولنا " جاء " غير قولنا " أتى " ، فلكل واحدة موقعها المناسب ، ولكننا في سبيل التفسير والتوضيح يمكن ان نستخدم واحدة محل الأخرى .
الثاني : حملهم التأويل على معناه الاصطلاحي والذي يعني : صرف اللفظ عن ظاهر معناه . ويساعدهم على ذلك ما روي من أقوال تعني بأن القرءان الكريم حمال أوجه . إن استنباط وجوه عدة لفهم آية معينة لا ينطبق عليه معنى التأويل الذي جاء به القرءان الكريم ؛ لأن الصواب او الحق ربما يتعدد ويصلح كل معنى لحال ، وأين هذا من التأويل الذي هو معرفة المجهول المطلق! وأن معرفة التأويل هي معرفة الحقيقة المطلقة !
 
 

15 - ديسمبر - 2008
الفرق بين التفسير والتأويل
 25  26  27  28  29