البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات الدكتور مروان العطية

 24  25  26  27  28 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
للأهميــــــــــــة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم


( في الأصل هذه مقتطفات من كتاب كبير يقع في نحو سبعمائة صفحة (وما زال مخطوطا) ، وقد آثرت نشر هذه المقتطفات ؛ لما لها من أهمية في تراثنا الإسلامي ، وهو علالة ريثما يتم طبع الكتاب كاملا ، بمشيئة الله تعالى ) .

11 - أبريل - 2009
عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ (3)     كن أول من يقيّم

عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ


(3 )


وفي سنة 383هـ أسس أبو نصر سابور بن أردشير وزير بن بويه دار للعلم في الكرخ غربي بغداد ، ونقل إليها كتبا كثيرة إشتراها وجمعها ، وكان بها مائة نسخة من القرآن بأيدي أحسن النساخ ، هذا إلى عشرة آلاف وأربعمائة مجلد أخرى معظمها بخط أصحابها أو من الكتب التي كان يملكها رجال مشهورون ، ورد النظر في أمرها ومراعاتها والإحتياط عليها إلى رجلين من العلويين يعاونهما أحد القضاة . (1)

وكذلك اتخذ الشريف الرضي المتوفي في 406هـ نقيب العلويين والشاعر المشهور دارا سماها دار العلم ، وفتحها لطلبة العلم ، وعين لهم جميع ما يحتاجون إليه .

وكان للصولي الأديب والشاعر والناقد المتوفي 335هـ مكتبة كبيرة وكان له بيت عظيم مملوء كتبا وكان يقول كل هذه الكتب سماعي . (2)

وكان لمحمد بن نصر المروزي خزانة كتب عظيمة وفي إحدى رحلاته غرقت سفينته في البحر فذهب منه ألفا جزء . (3)

ويحكى عن الإمام الغزالي حجة الإسلام المتوفي في 505هـ قوله : قُطعت علينا الطريق وأخذ العيارون ما معي ومضوا ، فتبعتهم فالتفت إلي مقدمهم وقال : إرجع ويحك وإلا هلكت ، فقلت له : أسألك بالذي ترجوا السلامة منه أن ترد عليَّ تعليقتي فقط ، فما هي بشيء تنتفعون به ،فقال لي : وما هي تعليقتك؟ ، فقلت : كتب في تلك المخلاة هاجرت لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها ، فضحك وقال : كيف تدعي أنك عرفت علمها؟ وقد أخذناها منك فتجردت منها وبقيت بلا علم ! ثم أمر بعض أصحابه فسلم لي المخلاة . (4)

وقد أفادت هذه الحادثة الغزالي وأعطته درسا عظيما وجعلته يحفظ كل ما يعلقه بحيث لو قطع عليه الطريق ثانية لا يتجرد من علمه .

وفي خبر طريف عن ابن الدهان النحوي البغدادي المتوفي سنة 569هـ وقد كان سيبويه عصره فترك بغداد وأقام في الموصل وكانت كتبه قد تخلفت ببغداد فاستولى الغرق تلك السنة على البلد ‘ فسير من يحضرها إليه إن كانت سالمة ، فوجدها قد غرقت! ، وكان خلف داره مدبغة فغرقت أيضا ، وفاض منها الماء إلى داره فتلفت الكتب بهاذا السبب زيادة على إتلاف الغرق ، وكان قد أفنى في تحصيلها عمره ، فلما حملت إليه تلك الصورة أشاروا عليه أن يطيبها بالبخور ، ويصلح منها ما يمكن ،فبخرها باللاّ ذَن (5) ، ولازم ذلك إلى أن بخرها بأكثر من ثلاثين رطلا لاذنا ، فطلع ذلك إلى رأسه وعينه ، فأحدث له العمى وكف بصره!

ونلاحظ تضحية العلماء في سبيل اقتناء الكتب وشرائها وبذل الغالي والرخيص في سبيلها فإن سند بن علي سرق دابة أبيه ـ في حادثة طريفة ـ وباعها بسرجها ولجامها واشترى بثمنها كتاب الالمجسطي رغم صغر سنه . (6)

الكتب عند النساء هي الضرائر المضادة ، فأول ما تمسهن الضائقة يتجه تفكيرهن إلى بيعها وإخراجها من البيت ، والكتب عند العلماء هي الإخوان والأعوان ، فإذا مستهم الضائقة صبروا على الجوع والعري والفقر ولم يصبروا على فراق الكتب وإخراجها! (7)

قال هشام بن عروة بن الزبير : أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له ، فكان يقول بعد ذلك :
لأن تكون عندي أحب إليّ أن يكون لي مثل أهلي ومالي . (8)

.....................................

1) المنتظم 7/172 ، وقد أحرقت هذه الدار عام 450هـ ابن الأثير
(2) المنتظم 6/359
(3) تاريخ بغداد 3/317
(4) طبقات الشافعية للسبكي 3/103
(5) وفيات الأعيان 2/382
(6) المكافأة للبغدادي الكاتب 119
(7) ابن شهاب الزهري وفيات 4/178 ، وانظر أخبار الواقدي في كتاب الفهرست ص111
(8) ابن سعد 5/133


يتبع ـ بمشيئة الله ـ


12 - أبريل - 2009
عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ
الشاعر الأمير    كن أول من يقيّم

أخي الحبيب الغالي وشاعرنا المبدع الفحل الدكتور عمر
هلا وغلا وألف مرحبا
كل الود والمحبة لسعادتكم
مع أطيب تمنياتي وشكري
ودمت بودٍّ

12 - أبريل - 2009
عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ
مرحبا    كن أول من يقيّم

أخي الفاضل المفضال الحبيب أبو نور الدين
سعدت بمرورك .. شكرا لك
وجزاكم الله خيرا
 
 
 

12 - أبريل - 2009
عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ
عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ (4)    كن أول من يقيّم

عـشـــّــــــــــــــــــاقُ الكتــــــــــــــــب ِ


(4)


إن الكتب من حياة العالم تحل منه محل الروح من الجسد ، وسنرى من ذلك العجب العجاب ! والأخبار فيها كثيرة.

فقد كان أبو أيوب سليمان بن داود الشّاذكوني من الحفّاظ الكبار المتوفي 234هـ وقد روي بعد موته في النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ ، قال : غفر لي ، فقيل بماذا؟ ، قال : كنت في طريق أصبهان فأخذني المطر وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شيء ! فانكببت على كتبي حتى أصبحت وهدأ المطر، فغفر الله لي في آخرتي . (1)

ويحكى عن ابن الخاضبة أبي محمد بن أحمد البغدادي الإمام القدوة مفيد بغداد المتوفي 489هـ بأنه لما كانت سنة الغرق وقعت داره على قماشه وكتبه ـ وكان فقيرا معدوما ـ ينسخ الكتب لينفق على والدته وزوجته وبناته ، ولنتركه يقص علينا القصة : (أعرف أني كتبت صحيح مسلم في تلك السنة سبع مرات! فلما كانت ليلة من الليالي رأيت ـ في النوم ـ كأن القيامة قامت ومناد ينادي : أين ابن الخاضبة ؟ ، فأحضرت فقيل لي : ادخل الجنة ، فلما دخلت لباب وصرت من الداخل استلقيت على قفاي ووضعت إحدى رجليّ على الأخرى وقلت : استرحت والله من النسخ! (2)

وكان أبو جعفر أحمد بن عبدالرحمن القصري فقيها من أهل القيروان والمتوفي 321هـ له عناية بالعلم ورواية الحديث وجمع الكتب ونسخها وتصحيحها وكان يقول : لي أربعون سنة ما جف لي قلم ـ يعني من كثرة ما ينسخ بالليل والنهار ـ وكان ربما باع بعض ثيابه واشترى بثمنها كتبا أو رقوقا لنسخ كتاب . (3)

وقد بلغت مؤلفات الإمام الحافظ عمر بن علي بن أحمد الوادي آشي الشهيد بابن الملقن المتوفي 804هـ نحو ثلاثمائة مصنف ، وكان عنده من الكتب مالا يدخل تحت الحصر ، ثم إنها احترقت مع أكثر مسوداته في أواخر عمره ، ففقد أكثرها وتغير حاله بعدها فحجبه ولده إلى أن مات ، وكان قبل احتراق كتبه مستقيم الذهن ، فقد أصيب بالإختلاط وذلك قبل موته بسبب إحتراق كتبه . (4)

وقد جمع إبراهيم الحربي العالم الزاهد والفقيه المحدث المتوفي 285هـ كتبا كثيرة وقال لابنته التي خافت الفقر : هناك اثناعشر ألف جزء لغة وغريب كتبتها بخطي إذا مت فوجهي كل يوم بجزء تبيعينه بدرهم ، فمن كان عنده اثناعشر ألف درهم فليس هو بفقير!

وقال له رجل : كيف قويت على جمع هذه الكتب؟ ، فغضب إبراهيم الحربي وقال : قويت عليها بلحمي ودمي . (5)

ورغم ذلك عاش فقيرا يقتات شيئا يسيرا لكنه كان لا يدخر وسعا في سبيل اقتناء الكتب ونسخها بخطه وجمعها في بيته وقد تعلق بكتبه لشغفه بها وحبه لها فقد جمعها بلحمه ودمه .

.................................


(1) فتح المغيث للسخاوي 157
(2) تذكرة الحفاظ للذهبي 4/1226
(3) الأعلام 1/206
(4) الضوء اللامع للسخاوي 6/ 105
(5) تاريخ بغداد 6/31


يتبع ـ بمشيئة الله ـ

15 - أبريل - 2009
عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ
شكرا لكما    كن أول من يقيّم

الفاضلان الكريمان
عمر أبو رياض
وزين الدين
شكرا لكما
وهلا وغلا وألف مرحبا
وعلى الرحب والسعة

15 - أبريل - 2009
عـشـــّـاقُ الكتـــب ِ
عودً على ذي بدء ... الاختصاص . . هل هو نداء !!؟     كن أول من يقيّم

وأعود إلى شيخي الحبيب وصديقي الغالي الأستاذ العالم الدكتور يحيى ؛ لأن الحديث ـ مازال ـ ذو شجون وأشجان
 
يا أخي الحبيب يا أبا بشار الغالي :
بداية لقد بحثت عن هذا البحث في شبكة الفصيح ؛ فلم أجده ؛ علما أنني أحد أعضائه !!!
 
ومن ثمة ...
 
أسلوب آخر من الاختصاص غير مستعمل فيه (( أي )) هو مثيل قولهم : (( نحن العرب نكرم الضيف )) فالعرب اسم منصوب على الاختصاص. بفعل مضمر وجوبا تقديره (( أخص )) وليس عندهم بنداء بدليل ان الاسم المختص هذا لا يبنى على الضم كما يبنى الاسم المفرد في النداء على الضم في نحو : يا زيدُ ، ولم يقولوا في (( بنا تميما يكشف الضباب )) بناء ((تميم)) على الضم كما فعلوا في النداء ، ولانه عندهم أيضا يدخل عليه الألف واللام وما فيه ((أل)) لا يباشر حرف النداء وإذا أرادوا ذلك توصلوا إليه بـ ((أي)) كقولك : يأيها الرجل ، فلما جاءت هنا (( نحن العرب )) من غير وصله دل أنه غير منادى.
وهم انما يفصلون هذه الحالة من الاختصاص عن التي سبقتها في (( أي )) لأن الأول مرفوع وهذا منصوب.
 
والأسلوب الثالث من الاختصاص هو المختص المضاف في نحو قولك: (( نحن معشر العرب نكرم الضيف )) فينتصب عندهم المخصوص (( معشر )) دون تعقيد عدا انه منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره (( أخص )).
اسلوب النداء واسلوب الاختصاص واحد في ارادة تعبيرهما وفي اسلوبهما فكل منهما يفيد معنى الفخر والتواضع والتوكيد وزيادة بيان المقصود7  وكل منهما جار في الاسلوب مجرى الآخر سواء في استعمال
(( أي )) أو غيرها. و (( أيها )) هذه سواء استعملت مع (( يا )) أو بدونها فهي للنداء على الحقيقة وهي أولى من أن تخرج عن بابها الذي استعملت له. أما ما جر من حذف اداة النداء في الاسلوبين الآخرين مما أسموه (( الاختصاص )) فلا عبره به اذا عرفنا أن اداة النداء تحذف كثيرا في اسلوب النداء. ان كلام المنادي والاسم المختص منصوب بفعل مضمر غير مستعمل اظهاره ، ولا يكونان الا للمتكلم والمخاطب8.
 
..................................... 
 
6 المصدر 2/17 – 18
7 ابن هشام – شرح التصريح على التوضيح – القاهرة 2/ 190 ابن يعيش 2/18
 8 ابن يعيش 2/18

15 - أبريل - 2009
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
مشكلة التوجيه الاعرابي للاختصاص !!!    كن أول من يقيّم

وفي مدى هذا الاستعمال لابد أن نشير إلى أن النداء أكثر ما يستعمل للمخاطب بينما أكثر ما يستعمل اسلوب الاختصاص للمتكلم9 .
 
وليس معنى هذا أن النداء لا يكون للمتكلم فكثير منا من يخاطب نفسه سواء على اسلوب التجريد البلاغي أو على الاسلوب العادي في النداء ، ألا ترى إلى قول عمر (رض) : كل الناس أفقه منك يا عمر10!!؟
أليس هذا بنداء !!؟
 
ولنفترض أن عمر لم ينطق بحرف النداء ، أتراه سينصب اسمه على سبيل الاختصاص أو يبقيه مبنيا على الضم على سبيل النداء؟ ان وجود حرف النداء أو عدم وجوده لا ينقل الاسلوب من حالة إلى أخرى ليس بينهما فرق.
 
بقيت لنا مشكلة التوجيه الاعرابي للاختصاص ليكون قريبا من اعرابه إلى اعراب المنادي ، والأمر في غاية القربى والبساطة:
 
أولا: بالنسبة إلى الاسلوب الأول في استعماله (( أيها )) في نحو قولك: (( أنا أفعل كذا أيها الرجل )) ، اتفق النحاة أن الإعراب هنا يشبه تماماً إعراب نفس الأسلوب في النداء ، غير أن (( أي)) المبنية على الضم في محل نصب المفعولية في الاختصاص بتقدير (( أخص)) تصبح في محل نصب منادى  في بحث النداء (  وعلى المفعولية أيضاً )11، فالقربى هنا شديدة ولا اختلاف بين الأسلوبين معنى أو إعراباً.
 
ثانياً: بالنسبة إلى أسلوب المعرف بـ أل في النحو: (( نحن العرب نكرم الضيف)) تصبح (( العرب)) منادى حذفت منه أداة النداء (( أيها)) أو (( يا أيها)) حذفت فقد عاد إليه النصب لأن الضم مع (( أيُّها)) ضم المماثلة والمشاكلة للفظة ((أيُّ)) فلا داعي للتشاكل والتماثل بعد الحذف . ورفعة ربما يوهم أنه خبر للضمير المبتدأ.
 
ثالثاً: وبالنسبة إلى أسلوب المضاف في نحو: (( نحن معشر العرب ...)) فالمنادى هنا منصوب لأنه مضاف أداة النداء محذوفة والتقدير: يا معشر العرب ... والأمر هنا في غاية البساطة.
 
رابعاً: بقي فرع واحد من الاختصاص بدا عسير التوجيه عند النحاة وهو العلم المفرد في نحو قول الشاعر ((بنا تميماً يكشف الضباب))  إذ ورد منصوباً بينما يجب بناءه على الضم لو قدرنا أداة نداء محذوفة هنا. ويخيل إليّ أن هذا الشطر من الشعر هو الذي جعل النحاة يفكرون في عزل الاختصاص عن النداء فأفردوا له بحثاً خاصاً به لا داعي له. بينما كان من الممكن أن يوجه توجيه قول الشاعر (المهلهل بن ربيعة التغلبي) :
 
ضَرَبَت نَحرَها إِلَيَّ وَقالَت ** يا  عَدِيّاً لَقَد وَقَتكَ iiالأَواقي
         
حيث تذكر القاعدة النحوية :
 
(( أنه إذا اضطر شاعر إلى تنوين المنادى المفرد المعرفة – أو النكرة  المقصودة – كان له تنوينه وهو مضموم وكان له نصبه.12 و ((تميماً)) هنا علم مفرد وفي شعر كما أن وروده في الاختصاص علماً قليل13.
 
إذن فهل بقي من داع ملحّ ٍ أن نفرد لهذ الموضوع بحثاً خاصاً يزيد من مواضيع النحو العربي المتشبعة، أم آن أن نعيد هذا الموضوع الصغير إلى أحضان أمه ((نداء)) لينعم بالأصالة والأمومة والدفء بعد هذا هذه القرون الطويلة من الانفصال والنكران والتيه؟
 
عسى أن تكون الأسباب كافية للعودة ومراجعة هذه القضية
وما هو الصواب فيها ، وليس هذا من باب التجديد وإحياء النحو من جديد !!!
بل هو من باب التيسير ولم الشتات في بابة واحدة ..
ولا أعرف الآن ماذا في جعبة أخي أبي بشار ؛ لعله يوجه لنا ذلك
فأنا أعرفه ناقدا حصيفا ، ولغويا خريتا ، وأديبا نحريرا
ثقا لقفا ، وقد خسر أبناؤنا في سورية علم هذا العالم الجليل ؛ ليعطي عصارة فكره لأجيال أخر .. كان الأولى بها ابناء بلده الحبيب ..
ولعل الله يفرج الأمور ، ويعيد الحباب إلى أوطانهم ، وليس ذلك على الله بعزيز ...
 
...............................

9 وقد يلي المختص ضمير مخاطب كقولهم : بك الله نرجو الفضل ( حاشية الصبان 3/77 )
10 حاشية الصبان ( دار احياء الكتب العربية ) 3/187 ، للسيوطي – مع الهوامع ( القاهرة 1327هـ ) 1/171
11 أو أن (( أيها )) أداة نداء كما افترضنا سابقا.
12 شرح ابن عقيل ( القاهرة 1965 ) تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد 2/262 – 3
13 همع الهوامع 1/170 – 1 ، حاشية الصبان 3/187
 
 
 
 
 
 

15 - أبريل - 2009
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
سيبقى عنوان الاختصاص منفرداً حُرّاً راغباً عن الشراكة !!!    كن أول من يقيّم

هلا وغلا وألف مرحبا بأخي العالم الحبيب الأستاذ الدكتور الغالي يحيى
كل ما قلته على العين والراس ؛
وما بقي من اللّين إلا علالة
 
أسلوب الاختصاص هو من المنصوبات ولذلك نجده مباشرة في كتب النحو بقضها وقضيضها بعد بحث النداء مباشرة وبعض النحاة يدخله أحيانا ضمن بحث النداء كما فعل ابن يعيش النحوي في شرح المفصل2/17 فقدتناول ابن يعيش " أسلوب الاختصاص " ، بعد حذف النداء وقبل "الترخيم" وكما هو معلوم فإن الترخيم هو من موضوعات  النداء !!!
 
وهنا يقف الباحث متسائلا :

ماالسر في هذا الترتيب مع أن الاختصاص يدخل في بحث المفعول به لما يترتب عليه من حذف عامله وبقائه منصوبا على الاختصاص وذلك باعتباره مفعولا به لفعل محذوف وجوبا تقديره :( أخص أو أعني) !!!
 
كما أنه في كتب النحو يأتي في التصنيف بعد (أسلوب الإغراء والتحذير) وهو بحث يتبع نصب المفعول به ، كما يعلم الجميع ..
والنحاة يعللون ويدللون على أن الاختصاص غير منادى لأنه لايجوز دخول حرف النداء عليه فلا تقول :أنا أفعل كذا ياأيها الرجل وذلك إذاقصدت بذلك نفسك .
 
والنحويون إنما يفعلون ذلك لأنهم يبحثون موضوع الاختصاص مع موضوع النداء أو بعده وذلك لأن الاختصاص عندهم يجري مجرىطريقة النداء وأسلوبه بسبب اشتراكهما في أداء الاختصاص ومن هنا استعير لفظ أحدهما للآخر ـ ويقصدون بذلك (أي) فجاء الاختصاص بلفظ النداء وإن لم يكن منادى !!!
 
ونجدهم أيضا في بحث الاختصاص يذهبون في الإغراب مذاهب أخرى أكثر عسرا ومشقة مما ذهبوا فيه فيه في مجاهل النداء وأساليبه ولذلك نجد عندهم :(أي) هنا في هذا المبحث مبنية على الضم في محل نصب مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره : (أخص أو أعني) والهاء للتنبيه والاسم بعد ذلك نعت  منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها ضمة الاتباع والمشاكلة تماما مثلما أعربواالأسلوب ذاته في مبحث النداء !!!
 
ومن ثمة يضيفون إشكالية أخرى فنجدهم يعربون "أي وصفتها" مبتدأ مرفوع وخبره محذوف أو أنها خبر مبتدؤه محذوف ولذلك يقدرون في الأول :
الرجل المذكور من أريد ,, وفي الثاني نجدهم يعكسون الأية :
من أريد الرجل المذكور !!؟
ولا يقدر فيها حرف النداء بل هي جملة في موضع الحال وذلك بتقدير : أنا أفعل كذا متخصصا من بين الرجال (انظر شرح المفصل لابن يعيش 2 /17 ـ 18) .
إن أسلوب النداء وأسلوب الاختصاص واحد في إرادة تعبيرهما وفي أسلوبهما فكل منهما يفيد معنى الفخر والتواضع والتوكيد وزيادة بيان المقصود( انظر : شرح التصريح على التوضيح 2 / 190 وابن يعيش 2 / 18 ) .
وكل منهما جار في الأسلوب مجرى الآخر سواءفي استعمال "أي" أو في غيرها ..و"أيها" هذه سواء أستعملت مع "يا" أو بدونها ؛ فهي للنداء على الحقيقة وهي أولى من أن تخرج عن بابتها الذي استعملت له .
أما ما جرى من حذف أداة النداء في الأسلوبين الآخرين مما أسموه "الاختصاص" فلا عبرة به إذا عرفنا أن أداة النداء تحذف كثيرا في أسلوبالنداء .
إن كلا من المنادى والاسم المختص منصوب بفعل مضمر غير مستعمل إظهاره ولا يكونان إلا للمتكلم أو للمخاطب (انظر: ابن يعيش 2 / 18 ) .

 

16 - أبريل - 2009
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
نحن نجد القرابة بينهما شديدة لاصقة    كن أول من يقيّم

ولعل سائلا يسأل :
 

كيف التوجيه الإعرابي للاختصاص ، ليكون قريبا في إعرابه إلى إعراب المنادى ، فنقول له :

 بالنسبة إلى أسلوب الاختصاص الأول في استعمال "أيها" ، مثل قولك :أنا أفعل كذا أيها الرجل !!

فقد اتفق النحاة على أن الإعراب هنا يشبه كل الشبه إعراب الأسلوب في النداء نفسه ؛ إلا أن " أي" المبنية على الضم في محل نصب على المفعولية في أسلوب الاختصاص وذلك بتقدير : (أخص أو أعني ) ؛ حيث تصبح في محل نصب منادى في بحث (النداء) (وعلى المفعولية أيضا) أو أن "أيها" أداة نداء لنداء مافيه (ال) فنقول :

يأيها الرجل .. وياأيتها المرأة وهي لاتثنى ولا تحمع .
ونحن نجد القرابة بينهما شديدة لاصقة ولا اختلاف بين الأسلوبين معنى أوإعرابا .
ونستطيع أن نقيس على ذلك أيضا :أسلوب المعرف بأل وأسلوب المضاف.

16 - أبريل - 2009
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
 24  25  26  27  28