من سورية.. كن أول من يقيّم
الشاعر السوري عمر الفرا له نصيب في هذا المجلس.. شاعر شعبي من مدينة الرقة السورية.. ذاع صيته في سورية وفي كثير من البلدان العربية ولاسيما الخليج.. شعره في اللهجة البدوية نال إعجاب الكثيرين.. له قصيدة من روائع ما كتب وما قال.. قصيدة إنسانية.. موجعة.. مؤلمة..
كان يمشي فأوقفته امرأة لا يعرفها ليكتب لها رسالة لابنها الغائب منذ زمن بعيد..
اكتب سلامي أولاً.. واكتب حنيني ثانياً..
واكتب:
تسع تشهر حملتك جوّة جوّة حشاي
تسع تشهر وانت جار القلب جيران
أعز جيران.. أحب جيران..
تسع تشهر وانت تكبر.. وانا أكبر
وأحس الدنيا من حولي غدت أكبر
تسع تشهر أقوم الليل.. نص الليل
أصحى من الفجر أدعي:
إلهي لا تخيّبني.. إلهي لا تعذبني
إلهي ارأف بحالي.. إلهي ابعث الغالي
أربيه بدمع عيني.. وأحب جسمه كل شبر بندر
تسع تشهر.. بحياتي ما شفت أطول علي من تسع تشهر
وأشوفك بالحلم تمشي.. على روحي على رمشي
أشوفك تحمل بنعشي.. أشوفك تقرا بكتابك
أشوفك سيّد صحابك..
أشوفك جايي تتمختر مثل عنتر
لا.. مو مثل عنتر.. انت أحلى وانت أكبر
انت مثل القمر لما.. بنص ايامه يدوَّر
انت لما يدبّ الصوت.. تخلي الدنيا تتبسمر
واصحى من حلم غالي.. على لمسة عطف منّك
أحس بململة منك.. على روحي تداعبني
أطير من الفرح لما.. على روحي تداعبني
تدري شلون.. ما أدري ش أصورها
رهن مني.. ولا راجل يحس بنشوة الحامل
يحس برعشة الحامل
حين اللي جنين القلب يتململ
خطر لي الليلة.. أبعث لك حنين امك
حنين اللي سرى دمها بشرايينك.. وأصبح يعتبر دمك
عساك انك تخبرني عن اخبارك.. أخفف عن البعد همك
لو ان بيدي زرعت اللهفة بعيونك.. عساك تفكر بأمك
تعا يمي.. دخيل عيونك الحلوة
تعا يمي.. ذبحني الشوق
أحب عينك.. أحب روحك.. أحب قلبك
أحب الله.. تعا يمي
تراني الليلة مشتاقة..
مثل ما ضيعت ناقة ابنها.. وتبكي لفراقه
بنهايتها لكل واحد عشق عينك.. تحياتي تحياتي
وحين اللي انتهينا من كتابتها.. خذت مني رسالتها
ضمتها على الجنبين.. باستها ورمتها برَّة..
ياخذها هبوب الريح وقالت: (الليلة توصل له)
وبكت.. اتنهدت.. صاحت.. وحين اللي غدت غابت
قالوا لي جميع الناس:
(مسكينة.. مضَّت هالعمر عاقر
ولا حبلت ولا جابت). |