البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 24  25  26  27  28 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
دعاء يثلج الصدور    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

السلام عليك ورحمة الله يا دكتور يا يحي،
أحسن ما في مشاركتك الأخيرة ، وكلها حسنة بإذن الله ، هذا الدعاء الجميل الذي ختمتها به وأثلج صدري ؛ فبارك الله تدينك ، وأعانك على الاستمساك بحبل الله المتين ، وكذلك باقي الإخوة الكرام ، ثم أرجو الله تعالى أن يغفر لي .
لما كتبت مشاركتي التي قبل هذه مباشرة لم أكن أعني بكلمة " أتوب " إلا نفسي ولم أعن بها أحدا غيري والله يعلم ذلك ، وما كانت توبتي تتعلق بالرأي والخلاف فيه ، وإنما هي توبة عما كنت أعلم فساده ومع ذلك اقترفته . بل وأصارحك أنني كنت أكذب أحيانا ، وأنعى على غيري فساد رأيه ؛ متهما إياه بالخطل دون دليل واضح لدي ، ولكني وبفضل من الله ورحمة ، أقلعت عن كل ذلك تماما ومنذ زمن بعيد. فلا تظنن أني ألمح لأحد تلميحا باطنا أو ظاهرا ، أو أقصد إساءة لا سمح الله ؛ فأنا رجل أعيش على بركة الله إن شاء الله .
أما المرحوم الطناحي فإنه لا شك كان يعلم بالمخطوطة التي ذكرتها ومع ذلك خالف أستاذه . فالمخطوطة ليست شيئا مقدسا لا يجوز لنا النقاش فيه .  كل ما في الأمر أن موضوع النقاش من جهتي يتعلق بالقطع والبت الذي لا ريب فيه ، وبين الرأي الذي يحتمل الصواب أو الخطأ أو ترجيح رأي على رأي. ولو أتاك شخص بمخطوطة أقدم من التي ذكرتها تبين لك ان اسم الكتاب البيان والتبيين فلن يكون ذلك كافيا لإثبات صحة العنوان كما ورد فيها . فالجاحظ نفسه ربما اقترح لمصنفه اسما ثم غيره إلى اسم آخر ثم عاد إلى الأول ورسا عليه ، أو التزم الاسم الثاني وفضله على الأول... وهذا يحدث مع الكثير من الكتاب والشعراء .
ثم إن الذي خط بقلمه تلك المخطوطة التي ذكرتها ، من الذي يضمن أنه لم يكن منحازا إلى التبين بدلا من التبيين لقناعة لديه؟ . وأي قداسة تحيط بالجاحظ وكتابه حتى تخط يد الخطاط  كتابه ويده ترتجف خوفا من إستبدال حرف بحرف حتى لو كان الجاحظ هو الذي يملي عليه؟ وحتى المصاحف الشريفة لولا أن الله سبحانه تكفل بحفظها ؛ فقيض لها من يقوم بشأنها ، ويدقق في خطوطها وفي طباعتها ، لما سلمت من التحريف او التصحيف المتعمد أو غير المتعمد .
كنت مرة مهتما بقصيدة للمرقش الأكبر بعد ان استرعى انتباهي إليها أحد كتب العروض ، وفهمت من الكتاب ان خلافا دار حول وزنها ، والقصيدة هي التي مطلعها :
هل بالديار أن تجيب صمم لـو كـان رسم ناطقا iiكلم
وفهمت ان من العروضيين من نسبها إلى السريع ، ومنهم من نسبها إلى الكامل ، فأخذت أبحث عنها في الكتب لأجد ان البيت الثالث يبدأ بحرف الواو في رواية ، ولا يبدأ بها في أخرى على اعتبار أن السريع لا يبدأ بمتفاعلن ، والبيت الثالث هو ، مع الواو :
وديار أسماء التي iiتبلت قلبي فعيني ماؤها يسجم
( في الموسوعة الشعرية دون حرف الواو لأن الموسوعة اعتبرت القصيدة من السريع)
 ، غير ان مؤلف الكتاب المذكور ذكر ان حذف الواو ليس كافيا حتى تكون القصيدة من السريع ؛ لأن في القصيدة بيتا آخر تبدو فيه تفعيلة الكامل واضحة :
ماذا  علينا لو غزا iiملك من آل جفنة ظالم مرغم
ما ذَنْبُنا في أَنْ غَزا iiمَلِكٌ من آلِ جَفْنَةَ حازِمٌ مُرْغِمْ
( من الموسوعة الشعرية ). ومن الجدير بالذكر ان المعري في رسالة الغفران ذهب إلى ان المرقش خلط في كلمته وذكر هذا البيت  . وحكم المعري نفسه ليس قاطعا ، ذلك لأن حكم اللاحق على السابق فيه نظر .
القصد ان الخلاف قام وما زال ، وذهب الباحثون في تلك القصيدة مذاهب : إما ان المرقش أخل بالوزن وهذا أمر غير مؤكد تماما ، او أن التفاعيل كانت في دور التطور وانبثاق بعضها من بعض ( رأي مؤلف الكتاب ) ، هذا غير الشك في الرواة من جهة الغفلة أو النسيان ، أو الانحياز إلى بحر السريع او إلى بحر الكامل .
 مدار مشاركاتي إذن يتعلق بالقطع او عدم القطع ، أي أنني لا يمكنني القسم مطمئنا إلى ان اسم كتاب الجاحظ البيان والتبين او البيان والتبيين ، بل إنني في مشاركتي الأولى القصيرة ذكرت ان ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة أورد اسم الكتاب مقلوبا فقال عنه : التبيين والبيان ، مما زاد الطين بلة . وهناك بعض المصنفات التي كان اصحابها قريبين جدا من عصر الجاحظ ذكروا كتابه باسم البيان والتبيين . ومن اللافت للأنظار ان هناك كتبا اخرى لغير الجاحظ تحمل نفس العنوان ولكن مواضيعها تختلف . ولو كان مؤلفوها على الاعتقاد بان البيان هو التبيين ما سموها كما سموها ..
وفي مشاركتي قبل السابقة توجهت إلى حضرتك وإلى باقي حضرات الأساتذة ؛ راجيا الحصول على إجابات لتساؤلاتي ولكنك أنت وهم لم تفيدونا حتى نخرج بفهم يرجح هذا على ذاك أو العكس .
أما ان الأيام ستبدي لنا ما كنا نجهله ... فهذا مما يسرنا سرورا لا مزيد عليه حين نتخلص من حيرتنا ونرسو على شاطيء الحقيقة إن كان ذلك ممكنا .
بقي ان اخبرك ان الاستاذ الذي تحدثت عنه لم يكن ملحدا منكرا لوجود الله تعالى ، ولم يكن متدينا ايضا ، وإنما كان يظن ظنا خاطئا ان العلوم الطبيعية تنكر وجود الله جل وعلا وحسب ، ولا يمكنني الحكم عليه بالإلحاد .هذا والله اعلم .

13 - نوفمبر - 2008
كتاب (العنوان الصحيح للكتاب)
أبو زمعة وبهجة    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

صباح الخير أستاذنا الكبير زهير ظاظا ، حفظك الله ورعاك ،
    مهما حمدتك فلن أوفيك بعض حقك عليّ بما أجنيه من فوائد علمك ، ومن صائب فكرك ، وفوق ذلك من دماثة خلقك وسعة صدرك ؛ فلله درك ما أعم خيرك! ، وما أجمل مسعاك ! هداني الله بما هداك ، وأنعم علي ببعض مما أنعم عليك .
    وكنت نويت البارحة مساء أن اتقدم بمشاركتي ، ثم آثرت التمهل لعلك تضيف شيئا آخر حول أمية بن ابي الصلت وجده ، وهذا ما تم بالفعل ؛ ولذا ، فقد قمت باختصار مشاركتي هذه في السطور التالية :
     وجدت في " ربيع الأبرار " للزمخشري بيتين من الشعر لابن أمية ابن أبي الصلت ، والذي اسمه ربيعة ، مما جعلني أرجح أن اسم والد أبي الصلت هو "ربيعة" أكثر مما يمكن أن يكون " أبو ربيعة " ، وذلك استئناسا بأن أمية سمى ابنه مثل اسم جده . وعلاوة على ذلك ، فلو كان اسم الجد " أبو ربيعة " لاقتضى ذلك وجود أخ لعبد الله والد أمية اسمه ربيعة ، ولظل اسم الجد ، وليست كنيته ، مجهولا ، وهذا ما لم أتمكن من اكتشافه والتأكد منه خلال البحث عنه في نصوص الكتب التراثية . أقول هذا ؛ اعتمادا على أن " أبو ربيعة " كنية وليس لقبا .
    ولدي رأي أبديه لحضرتك أستاذي ، يدور حول الكنية واللقب ، ومفاده القول بأن " أبو زمَعَة ، أو أبو زمْعَة " لقب محتمل ، فيصير اسم جد أمية ابن أبي الصلت : أبو زمعة ربيعة بن عوف... وإن كان الجد يكنى بأبي ربيعة ؛ فيكون الاسم : أبو ربيعة الملقب بأبي زمعة بن عوف... وبهذا أجد مخرجا للمسعودي والبونسي و الحميري والمحبي وابن معصوم ، ثم من بعد أولئك لمحمد محيي الدين عبد الحميد وبهجة الحديثي ( كتبت : "بهجة الأثري" ، ثم انتبهت ؛ فكتبت : " بهجة الحديثي" ) . ولقد ارتايت ما ارتأيت ؛ تهربا من القول بتصحيف " أبو ربيعة " وجعله " أبو زمعة " عند المسعودي ، فالتصحيف هنا أراه مستبعدا ؛ لكنني لا أنفي صحة وقوعه أبدا .
ولقد ذكرني الاسم ، أو اللقب " أبو زمعة " بعائلة في بلدتنا يلقبون بـ " دار أبو ازْمَعْ " ، وهم من أنسبائنا ، أما " الازمع " ، فهو مفرد " الأزامع " ، وهي ، عندنا ، سيقان الأغنام فيما دون الركبة ، بيضها وسمرها ، ولعلها " الكوارع " عند أهل الشام .
ولعل الذي جعل بهجة الحديثي امرأة ، وفقا لظني ، هو الخلط الناشيء عن طريقة كتابة الاسمين :  "بهجة" الذي يطلق في العادة على الأنثى ، و " بهجت " ، الذي يطلق على الذكر ، ولا أدري الصواب في كتابة ذلك . وإذا كان الأتراك العثمانيون يلفظون الهاء المتصلة بآخر الكلمة تاءً ساكنة ، فيكون " حكمتْ" هو "حكمة" ، و "عزتْ" هو "عزة " ، و " بهجتْ " هو " بهجة ". وتظل مشكلة معرفة الاسم " بهجة " هل هو اسم انثى ام اسم ذكر قائمة ؛ لأن الناس كثيرا ما سموا بناتهم باسم " بهجة " .
    بقي أن أرجو استاذي أن يغفر لي إن رأى في ما ارتأيته باطلا أو بعيدا عما يراه صوابا ، وأن يضرب به عرض الحائط  كما يقال ، غير مبال بصاحبه .
 

20 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
بوركتما    كن أول من يقيّم

بوركتما أستاذينا مكي وعبد الحفيظ ، وحفظكما الله تعالى ورعاكما ، وجعل منكما النفع والخير العميم . لكما الشكر على التحيات ، وأنا معكما في انتظار مشاركات أخر تثري وتعزز هذا الموضوع الهام .

20 - نوفمبر - 2008
مصالحاتنا ومصالحاتهم !
أضاءت دنياي وأزهرت    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

لله هذه السيدة الكريمة ضياء ما أجمل خلقها ، وما أبدع فكرها الثاقب!! فهي الضياء حقا.. تهبنا المعنى الدقيق المناسب لكل ما نرجو التمعن فيه  بسهولة وسلاسة ، لينفذ إلى عقولنا وقلوبنا معا بعد أن تأتينا به من حيث لا نحتسب . وهبها الله نقاء السريرة ، وسلامة المخيلة ، ومتعها بحدة الذكاء وصفائه ، وحباها القدرة على موازنة العاطفة مع العقل، فغدا الخيال لديها كأنه واقع ، والتنبؤ بما سيكون كأنه محقق وشائع  ، مع استخلاص العبرة من التاريخ الذي مضى ، وسلامة النظرة إلى كيفية الاستفادة منه ، من أجل غد أفضل ، وحياة أهنأ وأجمل .
أنظر في قولها : "والعلم هو استجلاء هذه الحقائق وضبطها وتمكين العقل منها بغية توجيه ذواتنا وإدراكاتنا في الوجهة الصحيحة ." ، فأجد أن العلم ليس تسلية ولا ترفا ، ولا تفاخرا بسعة المعرفة أو بها شغفا ، ولا هو من أجل المراء والمماحكة والانتصار لشهوة التميز على الغير ، ولا هو من أجل اكتساب المال لذاته ، أو التغني بالمناصب الرفيعة ، فكل ذلك إلى زوال ، إلا أن يقدم الإنسان لأخيه الإنسان ما فيه خيره في دينه ودنياه .
وأنظر في فهم أستاذتي حكاية الديك والغراب ، فأغدو معجبا بما فهمت من تبيّنها الحكاية ، ثم أضيف ؛ مقتبسا من نير فكرها :
نعم ، ليست حكاية الديك والغراب حكاية " غنم وغرم " ، فرب غرم يعقبه غنم ، ورب غنم يعقبه غرم ؛ وإنما هي حكاية تستفاد منها عبرة وموعظة : لا يكن نقاء السريرة وحده كافيا لنغذ السير نحو ما نصبو إليه من خير دون استخدام سلاح الذكاء ، ولا يكن سلاح الذكاء وحده هو الموصل إلى تحقيق الأهداف السامية ، بل حسن الطوية مع الذكاء هما السلاح الحاسم ، فلا يطغى هذا على ذاك . وعلى هذا ، فلن تكون أستاذتنا الفاضلة ضياء ممن يفرط في واحد من السلاحين .
فالخطأ لا يمكن التملص منه إلا بخطأ أكبر منه ، :
نعم ، فهذا صحيح تماما . فالتملص من الخطأ غير السعي إلى إصلاحه . بوركت أستاذتنا ، ولا حرمنا طلتك البهية ، ودامت ديارك والأسرة الكريمة عامرة بالخير ، وحافلة بالود والهناء . ورحم الله والدك الفاضل ، فقد أبقى بعده ذكرا لن يؤول إلى الخمول بإذن الله .
 
ويا أستاذي الغالي زهير ، جعل الله حياتك وكل من تحب زاهرة مشرقة ، ومورقة بالسعادة على الدوام ،
 رأيتك في منامي الليلة البارحة وقد شرفت منزلي ، وكان سروري بزيارتك لا يوصف 
؛ وكان الوقت  بعد أذان الفجر بنصف ساعة .. وكنت ترتدي الزي الذي سبق لي وأن علقت على صورتك في ركن الصور وأنت ترتديه حين أهديت اللباس الجزائري ؛
وقد دخلت على عجل ، ومكثت قليلا ثم هببت من مقعدك على عجل .. ناشدتك أن تمكث وقتا أطول لكنك اعتذرت باقتضاب ، ثم خرجت مسرع الخطى كأنما تسعى إلى قضاء أمرهام في أقصر وقت ممكن .. كانت خطاك ثابتة متزنة ولكنها سريعة كأنك ابن عشرين ، منتصب القامة بادي الطول أكثر من طولك الحقيقي بقليل .. لوحتُ لك بيدي هنيهة ثم استيقظت ، فإذا ساعة استيقاظي تتفق تماما ومسيرة الحلم الذي رأيتك فيه .. وخرجت لبعض شأني بعد طلوع الشمس ، ثم عدت لأتقدم بمشاركتي السابقة.. وجاء منك الرد  صادقا نقيا وجميلا :"ووالله صورتكم لم تفارق خيالي طوال عملي في إعداد هذا الموضوع، " ، فشكرا لك أستاذي ، على كرمك ، وعلى مودتك التي لا تقدر بثمن ، وجعل الله ما رأيته في منامي خيرا عليك وعلى جميع محبيك .
أتابع ما تخطه يمينك بشغف .
 
 
 

21 - نوفمبر - 2008
نشرة الحديثي لديوان أمية بن أبي الصلت
قصة فيها عبرة وأية عبرة    كن أول من يقيّم

   في هذه القصة القصيرة المؤثرة ، التي تفضلت بإنشائها الأستاذة صبيحة ، عبرة للآباء أية عبرة! فالأبناء ، والصغار منهم على وجه الخصوص ، كثيرا ما تسودهم الأحزان ، وتعتريهم أشد الآلام النفسية وهم يرون الأمهات يقاسين غلظة الآباء وسوء معاملتهم إياهن . أقول ذلك من تجربة مررت بها طفلا :
   كان والداي ، رحمهما الله ، مثالا للمودة والتراحم ؛ لكن المودة بين الزوجين لا تعدم أن تنقلب إلى شيء من المشاحنة أحيانا ، وقد عرفت هذا لما ازددت بما حولي وعيا . ولا زلت أذكر دموع أمي وهي تنهمر مع شيء من النشيج الخافت ، تأثرًا من غلظة في الخطاب بدرت من والدي ، وكنت أيامها ابن سبع من السنين ؛ فآلمني مرأى تلك الدموع المنهمرة  أشد الإيلام  ، وأحزنتني حال أمي حزنا شديدا صاحبه استغراب من فعل والدي أشد ، واعترتني دهشة المفاجأة من الحدث ؛ فانزويت إلى نفسي أناجيها نجوى خفية : كيف لأبي ، وهو الأب المستقيم الخلق الحسن التعامل ، أن يفعل ما فعل! وكيف لي أن أحول بين ما حدث وبين أن يحدث مرة أخرى ؟ وتجيبني نفسي بهمس أشد خفاءً ، وأدنى إلى الكتمان ؛ احتراما لوالدي ، وخشية من أقع في استغابتي إياه ، إضافة إلى رهبتي من غضبه ؛ فالبوح له بما في نفسي لم يكن بمقدوري في تلك السن الصغيرة وفي تلك الحال المفاجئة .
ولعلكم ، يا من تطالعون كلماتي هذه ، أن تسألوا عن ماذا أجابتني نفسي ؟ لقد  اقترحت عليّ التمني بأن أتخلص من الحياة ، وكأنني كنت أعرف قول المعري :
تعب كلها الحياة ، فما أعجب إلا من راغب في ازدياد!
ولولا تعلقي الشديد بأمي ، ولولا ما كان رباني عليه أبي من لزوم طاعة الله ورسوله ، لفكرت في تحويل التمني إلى واقع .
   إن لنا في الذي خطته الأستاذة صبيحة لعبرة : للآباء فيها النصيب الأكبر ، وللشباب ، الآباء غدا ، فتيانا وفتيات ، نفس النصيب ، وللأطفال ، حماهم الله ، فيها موعظة نتلوها عليهم ؛ لنقيهم مما يمكن أن يخالط أفكارهم الناشئة على السذاجة من سوء ، ونقي عواطفهم الغضة البريئة الصادقة  مما يمكن أن يشوبها من عفن الحياة وما فيها من منغصات . وكان الله في عون النساء اللواتي ابتلين بأزواج مثل ذلك الزوج المذكور في قصة الأستاذة ، ذلك الزوج الخصيم البيّن الخصام .
 
  

27 - نوفمبر - 2008
انتحار : قصة قصيرة
بين الخطأ والصواب    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

أيها الإخوة الأفاضل ، تحية لكم طيبة ، وإلى حضراتكم مشاركة موجزة  :
الخطأ والصواب ، كما تعلمون ، أمران نسبيان في فهمنا فروع الدين دون أصوله ، فالأصول لا مجال للخطأ في صواب الاعتقاد بها ، مع جواز الخلاف في فهمها . فلا مسلم يقول عن الربا إنه مباح ، ولكن القول بأن المعاملة التجارية أو المالية الفلانية هي ربا أم غير ربا قول فيه مجال للرأي والأخذ والرد .
والأحكام الشرعية ، إذن ، منها ما يبنى على الأصول ، وهذه لا يمكن تعدد الصواب فيها حتى تقوم الساعة ، كحرمة القتل دون وجه حق والربا والزنا...ومنها ما يبنى على الاجتهاد في فهم النص والاختلاف في التحقق من ثبوته ، كتغطية وجه المرأة أو كشفه ، وهذه هي التي يدور حولها الخلاف ولا عجب من ذلك . ومن أجل تجنب ضرر الخلاف إن وجد ؛ فإن على الناس ، ممثلين بمجلس شورى من العلماء ، أن يتبنوا فهما واحدا وذلك باتباع فهم الأكثرية . وإن لم تكن هناك أكثرية ولا أقلية يترك الأمر وفقا لحرية الأفراد في اختيار ما يناسب أوضاعهم الاجتماعية .
والمجتهدون من العلماء أنفسهم ربما يتبين لهم خطأ ما حكموا فيه ولو بعد حين ، وواجبهم يقضي عليهم بالعدول عن الخطأ واتباع  ما يرونه بعد ذلك صوابا . لقد كان الناس قديما يعتقدون اعتقادا بأن الأرض التي نعيش عليها بسيطة كما هو معروف ، ثم تبين لهم خطا معتقدهم . وحتى سيدنا داود عليه السلام أخطأ في حكمه بين الخصمين ، ثم ظن أنما فتنه الله تعالى ؛ فخر راكعا وأناب .
فيما يخص الانقياد الأعمى ، أو التقليد دون أن يكون الواحد منا على بصيرة ، فلو كنت من المشرعين ، لحرمته وفقا لفهمي وفهم غيري لكثير من آيات القرءان الكريم . أما اتباع السلف الصالح فيما نراهم أصابوا فيه ، وكان مناسبا لعصرنا ، فأمر حسن ، بل ربما هو واجب .
يبقى علي القول بما يمكن أن يخص من درج العلماء على تسميتهم بالعامة من الناس ، دون الخوض في من هو العامي من غير العامي ، فأقول : إن هؤلاء يجوز لهم التقليد لتحقق العجز لديهم عن الاجتهاد ، كما أشار لهذا الكثير من علماء أصول الفقه . أما وإن يأت علينا يوم يصير العامة فيه كلهم إلى خاصة ؛ فعندها نتخلص من هذه المشكلة ، ونصير كلنا مجتهدين ( بمعنى أن نعمل فكرنا في كل شيء) ، ويا حبذا تلك الصيرورة!

30 - نوفمبر - 2008
الخلاف في الأحكام الفقهية
تهنئة ودعاء    كن أول من يقيّم

آمين آمين يا الله ،
كلمات جميلة أتحفنا بها الأستاذ خالد صابر، باركه الله ، صدرت من نية حسنة ، وفهم مستقيم لقيمة الحياة وحقيقتها ؛ فشكرا له ، وألهمنا الله تعالى وإياه كل خير . وبهذه المناسبة الكريمة أتوجه بالتهنئنة  بحلول عيد الأضحى المبارك إليه وإلى  كل من ذكرهم  ، وكل من ذكرهم أخونا الدكتور يحيى ، وإلى جميع سراة الوراق ومرتاديه ، وإلى جميع العاملين فيه ، مع الدعاء لراعي الوراق أستاذنا السويدي بأن يجزيه الله عز وجل خير الجزاء على هذا الموقع المتميز المفيد .
ونرجو الله تعالى أن يمن علينا بهدايته ورعايته ، وأن يبعدنا عن اليأس والقنوط من روحه ورحمته ؛ وأن يرحم ضعفنا وقلة حيلتنا ، وأن لا يكلنا إلى عقولنا وأهوائنا دون رشد منه وعناية ، وأن يجعل من ثقافات العرب والمسلمين المتباينة ثقافة واحدة تستمد الهدى من منهج الله ورضوانه ، ذلك المنهج الذي فطرنا عليه ؛ فأكرمنا به ؛ وأن يلهمنا ان نرد كل خير إلى جنابه المقدس ، وأن نرد كل شر إلى أنفسنا الأمارة بالسوء إلا من رحم ، وأن يعين كل من يرجو عفوه ورضاه على تحمل هذه الحياة المترعة بالمصائب والكرب ؛ وأن يجعل من ذرياتنا من يقوم بتغيير حال الأمة إلى أفضل حال ، إنه سميع مجيب الدعاء . وكل عام وجميع الأخوات والإخوة الأكارم بخير .
 
 

5 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
خواطر حول إبادة الأخطاء    كن أول من يقيّم

كل عام وانتم بخير يا دكتور محمد ، وكذلك الدكتور يحيى ،
أود الحديث عن الأخطاء التي قال عنها أخي ، د. محمد ، أنها يجب أن تباد ، فاتناولها من جهة أخرى :
كان قدماء اليونان يعتقدون أن الضبع خنثى  ، وخلال الزمن ما بين العصر المسيحي الأول إلى نهاية العصور الوسطى ، كان الناس يظنون ان الضباع تغير جنسها سنويا ، وأنها تنبش القبور، لتنهش جثث الموتى . ويبدو أن الدميري في كتابه عن حياة الحيوان قد تاثر عصره بتلك المعلومة ؛ فظنها صحيحة . ولعل التشابه في الأعضاء التناسلية لدى الضباع في برهة نموها أدى إلى ذلك الظن الخاطيء . قال الدميري : " ومن عجيب أمرها ( أي الضبع)، أنها كالأرنب، تكون سنة ذكراً وسنة أنثى فتلقح في حال الذكورة، وتلد في حال الأنوثة، نقله الجاحظ والزمخشري في ربيع الأبرار، والقزويني في عجائب المخلوقات، وفي كتابه مفيد العلوم ومبيد الهموم، وابن الصلاح في رحلته عن ارسطالطاليس وغيرهم..." ( حياة الحيوان الكبرى ) .
إن هذه المعلومة وما يشبهها ،  يمكن اعتبارها معلومة تاريخية تبين ما كان عليه فكر الناس في القديم ، ويصعب أن نجد اليوم من يعتبرها صحيحة ؛ لذا ، فلا أظن أن ضررا ما يقع علينا نتيجة اطلاعنا عليها والإبقاء عليها مدونة كما هي في الكتب القديمة ، أما التنبيه إلى فسادها فأمر مستحب نفهمه الناشئة في بداية تعلمهم .
وكذلك ظن القدماء ، كما نعلم ، ان الأرض ، مثلا ، تستقر على ظهر البهموت او اليهموت ، وهو الحوت الذي سماه بعضهم بلهوثاً أوبلهوثياء ، كما ورد في تفسير الخازن على ما أذكر . وفي مقدمة مقدمة ابن خلدون نجد ذكر اليهموت في قوله : " ...والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبي العربي المكتوب في التوراة والإنجيل المنعوت ، الذي تمخض لفصاله الكون قبل أن تتعاقب الآحاد والسبوت ، ويتباينَ زحل واليهموت..." ، ولن نقوم ، بطبيعة الحال ، بإبادة هذه الفقرة من مقدمة ابن خلدون لمجرد ذكر اليهموت الذي كان يُظن ان الأرض عليه ، بل إن ابن خلدون نفسه ربما كان يعلم خطأ تلك المقولة ، ولكنه ربما ذكرها ؛ جريا على عادة من سبقوه .
أما ما ذكره الفيروز آبادي في قاموسه ، فقد ذكرني بشاعرية علي محمود طه الفذة ، وذكرني بقصيدته " الجندول "، ومنها :
قلت والنشوة تسري في لساني= هاجت الذكرى فأين الهرمان
أين وادي السحر صداح المغاني = أين ماء النيل أين الضفتان
آه لو كنت معي نختال عبره = بشراع تسبح الأنجم إثره
حيث يروي الموج في أرخم نبرة = حلم ليل من ليالي كليوباتره
وأنساني جمال هذه الأبيات الشعرية ، في ذات الوقت ، أمر الهرمين ومن بناهما ، إلا ما قالوه : " لحفظ العلوم فيهما عن الطوفان " . هذا القول ، وربما كان منبعه أسطوريا ، جلب انتباهي لما فيه من تقدير للحفاظ على العلوم والتراث الإنساني عموما . ولقد ذكرتني أبيات علي محمود طه بالذي لحنها وغناها ، ألا وهو عبد الوهاب . لقد غنى عبد الوهاب هذا البيت :
ذهبي الشعر شرقي السمات = مرح الأعطاف حلو اللفتات
فمرة قال مغنيا : ذهبي الشِّعر ، ومرة قال : ذهبي الشَّعر . ولا أدري هل كان ذلك منه متعمدا ، أم انه أخطا في الأولى ، ثم عاد ليصيب في الثانية .
بقي أمر أبي عروة :
الليلة البارحة ، أو التي قبلها ، شاهدت على شاشة التلفاز كيف الضجيج يفجر كأسا زجاجية ، فيجعلها تتناثر قطعا صغيرة . وكان الضجيج صادرا من مجموعة من عازفي الموسيقى الأجنبية الحافلة بدقات الطبول وأصوات الغيتارات والآلات الموسيقية النحاسية وغيرها ، والتي يندلع ضجيجها عبر مضخمات الصوت ، التي يستخدمها أولئك العازفون . فما خطر ببالي ساعتها إلا الصيحة التي أخذت ثمود ، ثم النفخ يوم القيامة في الصور.. ولما طالعت موضوعك أيها الأخ العزيز ، عن أبي عروة ، الذي كانت قلوب الأسود تنخلع من مواضعها من صيحته المدوية ؛ قلت في نفسي : ربما كان أبوعروة لا وجود له ، أو كان موجودا فعلا ؛ ولكن تأثير الصياح على الأجسام يبدو لا ريب فيه . ثم خطرت لي الآن وأنا أكتب مشاركتي هذه ما كنا نطالعه من زمان عن صفة مشية مجموعات من الجند كيف تكون عند مرورهم من فوق جسر ؛ حفاظا عليه من الانهيار .
إنني من الذين يفضلون إبقاء الشيء على ما هو عليه مع التنبيه إلى فساده إن وجد ذلك الفساد . وإن كنا مبيدين قولا بين البهتان ، او قصة كاذبة تضر ضررا كبيرا بعقول بعضنا ، فإن الأولى بنا ان نبيد الفهم الخاطيء لذلك القول ، وذلك بالتوعية المستمرة ، والتركيز على الضرر من اين يكون ، وكيف يكون تلافيه . 
وأخيرا ، لن أخفي على أخي العزيز د. محمد كالو أنني أستفيد من مواضيعه عموما فائدة كبيرة ؛ فشكرا له ، ولا اقول ما اقول تحببا ؛ وإنما هي حقيقة لا شك فيها لدي .
وأوجه كلامي الآن لأخي العزيز ، د.يحيى ، الذي أفيد كثيرا من تصحيحه اللغة ، ومن تعليقاته المفيدة الملونة الزاهية ، لأسأله عن قوله :
فمثلاً قول بعضهم : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك قول مبهرج لا معنى له ، فليس بصحيح أن السيف إن لم تقطعه قطعك...
" إن لم تقطعه ، قطعك " ، هل تعود إلى السيف أم إلى الوقت؟ وأين محل البهرجة والتكذيب ؟
ويشتري كلامك بالألماس هل هو الألماس أم الماس ، أم ان الوجهين جائزان؟
 
الذي أعلمه أن هناك شكا في نسبة كثير من الأشعار إلى سيدنا علي (رض) ، فما قولكم دام فضلكم؟
 
مبارك عيدكم ، أعاده الله عليكم وعلى الجميع بالخير والبركة .

9 - ديسمبر - 2008
التقليم والتطعيم
شكر واعتذار    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أستاذي العزيز أمير العروض ، عمر خلوف ، الذي أفادني كثيرا في علم العروض خاصة ، وفي غيره من العلوم عامة ، لا تفارق خيالي أخلاقه الحسنة إضافة إلى علمه الغزير ، وأسلوب كتابته المتسم بالإيجاز والوضوح ، وكم ترتاح نفسي لمرأى رسمه الكريم في ركن الصور؛ فبارك الله في خلقه وعلمه وأصله الطيب ، وأشكره على إجابته تساؤلي ، وكل عام وهو بألف خير .
أما اخي العزيز ، دكتور يحيى ، فإنني أحس إحساسا صادقا بصدق تدينه وشدة تقواه فوق ما منحه الله تعالى من غزارة في العلم وجودة في الفهم ؛ فهنيئا له ، وليتني مثله ، وأشكره على إجاباته الشكر الجزيل ، كما وأحمد له المواعظ الجليلة التي ينبهنا إليها ؛ فيذكرنا بعظيم قيمتها ، وبجليل فوائدها ، هذا ، غير الفوائد اللغوية العديدة التي يتحفنا بها .
وكذلك أحيي أخانا العزيز دكتور محمد كالو ؛ راجيا له كل خير ، وشاكرا له ما نفيده من بحوثه الهامة ، ومعتذرا إليه لغفلتي عن أنه هو الذي ذكر :" الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " ، حيث ظننت ان الدكتور يحيى هو الذي ذكرها ؛ فوجهت سؤالي عنها إليه . ولو لم أكن غافلا ، لوجهت السؤال  إلى الدكتور محمد ؛ فهو من ذكر المقولة . والذي نبهني من غفلتي مطالعتي مشاركة أستاذي عمر خلوف الذي لم يغفل مثل غفلتي . وشكرا للجميع .
 

9 - ديسمبر - 2008
التقليم والتطعيم
مبارك عيدكم مرة أخرى    كن أول من يقيّم

مرة أخرى ، أهنئكم جميعا بالعيد المبارك في آخر يوم منه .. ولقد طالعت جميع مشاركاتكم الكريمة بفرحة لا تكلف فيها أبدا.. وأهنئ نفسي بعد حمد الله ، وأهنئكم بأن من أهلنا في أرجاء الوطن الكبير من هم حقا وصدقا أمل مشرق لأبناء الأمة جميعا.. ولا أخفي عليكم أن مشاركة الأستاذ العزيز زياد عبد الدائم قد أثرت في نفسي كثيرا للبيتين المذكورين فيها.. وعلى الرغم من حبه للتفاؤل فقد ذكر البيتين :
عيد بأية حال عدت يا عيد = بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهمو = فليت دونك بيدا دونها بيد
ويمكنني  ، أنا الفلسطيني ، القول :
أما الأحبة فالأسوار دونهمو = لكن لذكرهمو في القلب توقيد
ومن بين أولئك الأحبة عندي كل من له بالوراق ولو أدنى علاقة
وربما كان هم المتنبي في قصيدته ينبثق من هم شخصي أكثر من أن يكون همه قوميا ؛ ولكننا نحن اليوم ، وفي كل عيد مضى وكل عيد يعود ، نطبق معاني أبيات المتنبي على حالنا عربا ومسلمين ، بل وعلى حال كل الأمم او الشعوب التي وقع ما وقع عليها من ظلم وإجحاف ؛ فنشكو من هذه الحال متمثلين البيتين السابقين .
إنني ، وكوني فلسطينيا ، وقضية فلسطين كانت تسمى بقضية العرب والمسلمين الأولى ، أحس في كل عيد بهول الفاجعة بل الكارثة التي حلت بفلسطين واهلها ، وبعدها ، بالعراق وغيرها من البلدان ، وكذلك يحس بها دون ريب باقي الأخوات والإخوة الأفاضل ، ولكننا نجبر جميعا على تهنئة بعضنا بعضا ؛ آملين ان تتغير الحال إلى ما هو أقل منها سوءا على الأقل ، ولكن هيهات هيهات ؛ فأفق الأحداث لا يبشر بخير أبدا ، وبخاصة في ما تبقى من فلسطين مما هو تحت نير الاحتلال يرزح ويئن .
لقد حاولت أن أمنع نفسي من كتابة ما كتبت خشية ان أثير أشجانا ، أو أعيد إلى القلوب ذكر أحزان ربما نحاول كلنا نسيانها ولو إلى حين ؛ ولكن ، ما العمل ، ونفسي لم تستطع صبرا ؛ فأبت إلا أن تبوح بشيء مما تعانيه؟! فمعذرة لهذا الأمر ، ومنكم الصفح الجميل . وقد وصل الأمر بي إلى نظم قصيدة مستلهمة من قصيدة المتنبي ، بل ومعارضتي إياها وزنا وقافية ، ثم تماسكت وانتويت نشر نصف القصيدة الثاني ، والذي لا يتضمن ذكر الهم والغم والشجن ، وإنما أعبر فيها عن فرحتي بالوراق وراعيه ومشرفيه وسراته وكل من يرتاده ، وهي قد خففت عني كثيرا مما وصفته لحضراتكم . شاكرا كل الإخوة الذين ذكروني في مشاركاتهم بالإسم ، وكذلك الذين لم يذكروني لأي سبب كان . وإلى حضراتكم الأبيات ، ويمكنكم اعتبارها قيلت على لسان فلسطين :
 
أبـنـاء  أمـيَ لا شطت بكم iiنوَبٌ عـن الـديـار ولا ذلـت لكم iiجيدُ
مـبـارك  عـيـدكم دوما iiففرحتكم تـغـشـى فؤادي وإن جافاني العيد
مـن الـخـلـيج تناجيني سرائركم إلـى  الـمـحـيط وإعلان iiوترديد
فـيـا  أحـبـة قـلبي كم أنا iiجذل مـما  سطرتم وكم في القلب iiتحميد!
هـذي  الأنامل ما خطت سوى iiأمل أذخـرتـه لـغـدي والأمس مكدود
فـكـم سطوركمُ جادت على iiشجني وأبـدلـتـه سـرورا نـبعه iiالجود!
******
أقـول لـلـنفس والوراق يشهد iiلي آلُ الـسـويـديَ أحـرار iiأمـاجيد
هـم يـحملون هموم العرب من ثقة أن الأديـب بـه بـعـث وتـجديد
هـي الـعـلوم إذا ما المرء ينشدها يـسـيـر في ركبه الناس iiالأجاويد
: ما أجمل ( اللمّة) الزهرا على أدب ! قالت  "ضياء" ، ومنها القول iiمحمود
كـبـاقـة الزهر تزهو في iiخمائلها "  زهـير" في عينها والنبع iiمورود
أمـا الـسـلام فـروْح من سفيرتنا لـهـا  وأتـرابَـها الريحان iiمفرود
ولـلـسـراة جـمـيعا شاقني iiأدبٌ يـجـلو  الهموم ، فإعجاب iiوتمجيد
يـا من تغيبوا عن الوراق في iiشغُل دفء  الـجوانح في الوراق iiموجود
أقـول  مـن لـهـفتي لما أطالعه : عـودوا لبيت الهنا عودوا له iiعودوا
يـارب  سـلـم وبارك جمعهم iiأبدا أبـنـائـي  الشمّ أو إخواني iiالصيد

12 - ديسمبر - 2008
عيد مبارك
 24  25  26  27  28