البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 244  245  246  247  248 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ما كان أغناه عن الشعر    كن أول من يقيّم

أرحب بعودة الأستاذة درصاف: وقد عادت ومعها هذه الطرفة، وما كان أغنى هذا الدكتور عن الشعر، وهكذا كما قيل: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب. ليس عندي شك في أن الأستاذة درصاف لم تخطئ في الطباعة سوى في بعض الكلمات، ولا أعني بكلامي أني أعترض على الأستاذة درصاف في نشرها لهذه الألفية الشلفية، بل أدعوها للمتابعة في نشر ما وعدت به، فالعهدة في ذلك على الدكتور، والفائدة في الهوامش التي تعهدت درصاف بإثباتها، وأسألها: هل اسم الدكتور (سليّم) بتشديد الياء ؟ أم هو خطأ مطبعي..

12 - مايو - 2008
سليّم عمّار وألفيّته
شرح أبي العلاء للأبيات    كن أول من يقيّم

وقال يمدح الحسين بن علي الهمذاني:
لقد حازني وجدٌ بمن حازه بعد فياليتني بعدٌ ويا ليتـه وجـد
حازني: أي جمعني.
يقول: قد ملكني الوجد والحزن، بمن استولى عليه البعد، فيا ليتني البعد؛ لأكون معه، ويا ليته الوجد ليكون معي أبداً.
أسر بتجديد الهوى ذكر ما مضـى وإن كان لا يبقى له الحجر الصلد
ذكر نصب بتجديد الهوى وهو مصدر جدد، والصلد: الصلب اليابس.
يقول: أنا أسر إذا جدد لي الشوق ذكر الشدائد التي سرت على في الهوى، وإن كان مما لا يطيق الحجر الصلد احتماله.
نسب ذكر ما مضى إلى تجديد الهوى؛ إذ لولا الهوى. ما تجدد.
سهادٌ أتانا منك في العين عندنـا رقادٌ، وقلامٌ رعى سربكم ورد
القلام: نبت خبيث الرائحة. والسرب: الإبل.
يقول: إني أستلذ الألم فيما ينالني من أجلك! وأستحسن القبيح في حبك، فالسهر في عيني ألذ من النوم، والقلام إذا رعت إبلكم أطيب عندي من الورد! ومثله:
أحب لحبـهـا الـسـودان حـتـى أحب لحبـهـا سـود الـكـلاب
ممثلةٌ حتى كـأن لـم تـفـارقـي وحتى كأن اليأس من وصلك الوعد
يقول: أنت مصورة في قلبي، حتى كأنك لم تفارقيني، وإن بعدت عني حتى كأن يأسي منك وعدٌ بلقائك.
وحتى تكادي تمسحين مدامعـي ويعبق في ثوبي من ريحك الند
يقول: من قوة تمثلك في قلبي، أظن أنك عندي تمسحين مدامعي وتعانقيني فأجد في ثوبي رائحة الند من ريح ثوبك.
إذا غدرت حسناء أوفت بعهدها ومن عهدها ألا يدوم لها عهد
يقول: إن الحسناء تفي بعهدها، وعهده ألا يكون لها عهد! أي لا يكون لها لقاء، فغدرها إذاً يكون وفاء بعهدها! وقيل: معناه إن الحسناء إذا غدرت، وفت هي بعهدها؛ لأنها مخالفة لسائر النساء.
وقيل: أراد أن المرأة إنما عهدت على الغدر وبه جرت عادتها، فقد فعلت هي إذا غدرت بما جرت به عادتها، فإذا أوفت بعهدها، غدرت ووفت بعهدها؛ لأن عهدها ألا يدوم لها عهد ولا ود.
ومثله لأبي تمام:
فلا تحسبن هنداً لها الغدر وحـدهـا سجية نفس كـل غـانـيةٍ هـنـد
وإن عشقت كانـت أشـد صـبـابةً وإن فركت فاذهب فما فركها قصد
القصد: الاقتصاد.
يقول: إن المرأة إذا عشقت، أو أبغضت أفرطت في الحالين فعشقها بمن يعشقها أشد، وبغضها إذا أبغضت أشد، لا اقتصاد لها في ذلك. وقوله: فاذهب إشارة إلى أنه ليس يجب أن يعتمد عليهن في حال من الأحوال.
وإن حقدت لم يبق في قلبها رضـاً وإن رضيت لم يبق في قلبها حقد
وهذا تأكيد لما مضى من نفي الاقتصاد أيضاً.
كذلك أخلاق الـنـسـاء وربـمـا يضل بها الهادي ويخفى بها الرشد
الهاء في بها وبها للنساء.
يقول: إن أخلاق النساء على ما وصفته لك، ولكن العاقل ربما ضل عقله بحبهن، وخفي عليه رشده، فيغلب هواهن رأيه.

12 - مايو - 2008
قصيدة المتنبي في أخلاق النساء
ما هذا يا عامر عجاج حميد    كن أول من يقيّم

لم أفهم كلامك يا أستاذ عامر. ؟
فإما أنني لم أفهم كلامك، وإما أنك لم تفهم كلامي. ؟؟
فماذا فهمت من كلامي يا أستاذي؟؟؟
قل لي: فقد حزنت كثيرا لتعليقك ؟؟؟؟

12 - مايو - 2008
إلغاء مستكشف النصوص
من فضلك يا عبد الحي    كن أول من يقيّم

من فضلك يا أستاذ عبد الحي، اشرح لنا لماذا اخترت هذا الكتاب، وهل رأيت فيه ما ينطبق على السؤال.؟
وأنبه هنا إلى أن الصواب في عنوان الكتاب: المهذب في ما وقع في القرآن من المعرّب

12 - مايو - 2008
مسابقة الوراق (3)
شكر وتوضيح    كن أول من يقيّم

شكرا لأستاذنا الأغر الدكتور مروان على هذا الاقتراح، ولننظر في آراء الأصدقاء. وسوف أتجاوز الحدود وأعلن عن حقيقة مُرّة، وهي (وللأسف): لم تتقدم أي مؤسسة علمية أو تعليمية عربية أو إسلامية للاشتراك في خدمة مستكشف النصوص، والمؤسسة العلمية الوحيدة التي تقدمت بطلب الاشتراك لطلابها كانت جامعة يهودية إسرائيلية. فتصور (يا رعاك الله).
وأشكر هنا الأستاذة سميرة على فهمها الصحيح وأدبها المليح، ولا أدري كيف فهم الأستاذ عامر من كلامي أننا سوف نلغي خدمة البحث، والظاهر أنه قرأ الإعلان قراءة سريعة أوقعته في سوء الفهم.. ولكل جواد كبوة ولكل حسام نبوة.
 

13 - مايو - 2008
إلغاء مستكشف النصوص
من طرائف الكتاب    كن أول من يقيّم

هذه ليست طرفة في الحقيقة، وإنما فصل من فصول الكتاب، تحت عنوان (حرمة المصاهرة) ويا للعجب مما فيها، وأنبه هنا إلى أن مؤلف الكتاب كان خطيب جامع محمد الفاتح في استنبول قبل سقوط الخلافة العثمانية، وبعدها، وهو أول من خطب باللغة التركية في جوامع استنبول:
باب: في حرمة المصاهرة
هذه مسألة مهمة من مسائل الدين ، يغفل الناس عنها و لا يلقون لها بالا . و لكن الغفلة عنها و عدم المبالاة بها يعود على الناس بضرر معنوي كبير لا يمكن تلافيه ، و تحرير الكلام عليها أن من مس امرأة أجنبية عنه -أي ليست زوجته- و لا ممن يحرم عليه التزوج بها، أو زنا بها فقد حرمت عليه أصولها و فروعها.
و كثير من بائعي أشياء التحف و الزينة يقعون في ذلك و لا يشعرون ، و ذلك أن المرأة تأتي عندهم لشراء جورب أو حذاء أو غير ذلك مما له علاقة باللبس ، فيأخذ صاحب المحل -أو خادمه- بإحضار ما يلزم و يتولى هو بذاته إلباس ذلك لتلك المرأة ، و لا بد له من أن يمسها بلا حائل من يدها أو رجلها أو عضو آخر من جسمها ، و النساء في اكثر أحوالهن متبرجات كاسيات عاريات و خدمة محل التجارة شبان ، فيحصل لهم من ذلك التماس انتباه في الحس الشهواني يسبب لهم الوقوع في الشبهات فربما تزوج و احد منهم بواحدة هي من أصول هذه أو فروعها و هو لا يعلم و لا عذر له في الجهل فيما يجب عليه معرفته من أحكام الدين ، فيكون زواجه فاسدا ، أو معاشرته لزوجته محرمة ، و الناس غافلون عن ذلك بحكم الجهل الفاشي بالرغم من ادعاء العلم

13 - مايو - 2008
مختارات من كتاب مرآة النساء
ترجمة المؤلف لزوجتيه    كن أول من يقيّم

ترجم الأدهمي في كتابه لزوجتيه وروى قصة زواجه منهما بالتفصيل، وأنقل ذلك من الكتاب لندرته وخاصة ما ذكره من ارتياد زوجته الثانية لدور المسرح والطرب، وهو خطيب جامع محمد الفاتح. فكيف استطاع الجمع بين هذا الانفتاح، وذلك الانغلاق العجيب الذي رويناه في التعليق السابق.
 
السيدة قدسية (زوجة المؤلف الأولى)
هي السيدة قدسية رشيدة كريمة الأستاذ العالم الفاضل الشيخ محمد جمال الدين المتوفى سنة 1344 هجرية ابن الولي الكبير العلامة الشهير محمد أبي المحاسن القاوقجي الحسني المتوفى سنة 1305 و أمها امرأة تركية اسمها الست حورية بنت محمد أفندي القنطارجي " الوزان " في و زارة حربية الدولة العثمانية من أهل مدينة بروسه و لدت سنة 1316 هجرية و سنة 1898 م في استنبول و نشأت في بيت أبويها على التربية التركية بسبب المحيط الذي و لدت فيه و تعلمت في كتاتيب المحلة ثم دخلت في المدارس الرسمية للحكومة حتى بلغت السنة الرابعة من سني التعليم في دار المعلمات ثم نشبت الحرب العامة سنة 1333 هجرية 1914م فحالت بينها و بين إكمال تحصيلها و كان بقي لها سنة حتى تتمه و في سنة 1335 هجرية 1914م تزوجت بها في استنبول و أقامت معي ثلاث عشرة سنة إلا أسبوعا رزقت منها في أثناءها أربعة أولاد ذكور و واحدة أنثى ، و هم على هذا الترتيب ، عبد الرحمن كمالات و توفي في استنبول عن أربعة أشهر و أمه الرحيم و عبد الرحيم و هما و لله الحمد حيان بارك الله تعالى بهما و عبد الحليم و عبد الله و قد متا في مصر و لكل و احدة منهما ستة أشهر ثم إنها ماتت رحمها الله تعالى بمرض القلب و هي حامل بولدها السادس خلق الله لثمانية أشهر من حمله و دفنت في حوش الشيخ أحمد أبي النصر في قرافة المماليك حيث أبوها و عمها الشيخ كمال الدين مدفونان فيه ليلة الخميس ليلة اليوم السادس عشر من شر ربيع الثاني سنة 1348 الموافق لليوم التاسع عشر من شهر سبتمبر " أيلول " سنة 1929م رحمها الله تعالى و عفا عنها و عوضها عن شبابها بالجنة و ضاعف لها الأجر و المنة و غفر لي و لها ما كان بيننا من تظالم و سوء تفاهم
وقد كانت رحمها الله تعالى جميلة فصيحة المنطق تغلب عليها التركية على النطق بالعربية ذكية فهيمة صافية القلب من كل غل و حقد مهما أسيء إليها ترضى و تصفح بمجرد ما يعتذر لها ، قنوعة راضية بعيشتها غير طامعة بشيء من زخارف الحياة ميالة إلى الزهد في الدنيا و البعد عن سفسافها لا تتبرج و لا تتهتك و لا تظهر لغير ذي رحم محرم قريب منها ولا تميل إلى الخلاعة و غشيان مسرح اللهو ، ما كلفتني في مدة إقامتها معي بأن أذهب بها إلى مشاهدة رقص أو تمثيل أو سينما أو سماع غناء و ما كانت تستعمل ما تستعمله النساء من حمرة الشفاه و تبييض الخدود و تسويد الحواجب و ما كانت تبدي شيئا من بدنها يحرم إبداؤه حتى أنها كانت و هي في بيتها ترخي الأستار على النوافذ زيادة في التصون ، و قل أن سمعتها تغني مع أن صوتها رخيم حسن إلا أن تكون تغني لتنويم و لدها ، و كانت تقوم بعمل بيتها بنفسها حتى غسل الثياب لا تريد أن تستخدم خادمة ، و كانت عفيفة الكلام ما سمعت منها كلمة بذيئة لا يجد و لا بهزل ، و كانت تكره أن تسمع مني كلمة " شهوة " لما أسألها عما تريد أكله قائلا لها الرجل يأكل بشهوة عياله فتقول لي لا تقل بشهوة بل قل باشتهاء عياله ، و كانت مقتصدة إلى البخل أقرب منها إلى الإسراف ، و كانت مصلية صائمة قارئة للقرآن و غيره من كتب الدين غير ميالة إلى قراءة الجرائد و المجلات على اختلاف نزعاتها و من تمسكها بدينها أنها كانت صائمة شهر رمضان و هي في الشهر التاسع من شهور حملها بولدها عبد الرحيم و كان قد صادف شهر رمضان لشهر مايو " أيار " و هو الشهر الذي يطول فيه النهار و تأخذ فيه الحرارة بالازدياد فأبت أن تفطر فيه يوما و احدا ، و بالجملة إنها كانت على أحسن ما يمكن أن تكون عليه النساء مع حداثة سنها ، و لا عجب فإنها من ذرية قوم صالحين و صلاح الآباء مؤثر بالأبناء رحمها الله تعالى رحمة و اسعة ، و عفا عني و عنها ، و غفر لي و لها ما كان بيننا مما لا تخلو حالة الزوجية منه . و قد كتبت هذا عنها لتعلم أخواتنا النساء أن في الرجال أوفياء لنسائهم يحسنون إليهن في الحياة ، و يذكرونهن بالخير بعد الممات ، فلا ينسوهن من دعاء بالخير لهن و من قراءة قرآن و استغفار و صدقات عن أرواحهن و لو أنهم لم يكونوا ممنونين منهن تماما في حياتهن ، فان و فاتهن تسبب العطف عليهن بالترحم عليهن و الدعاء لهن عملا بقوله تعالى ( و لا تنسوا الفضل بينكم ) و اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم في حبه لخديجة أولى أزواجه رضي الله تعالى عنها ، و ذكره إياها بعد و فاتها ، و امتثالا لقوله صلى الله عليه و سلم " إن حسن العهد من الإيمان " -رواه الحاكم عن عائشة-
 
السيدة حميدة أحمد فهمي (زوجة المؤلف الثانية)
أبوها أحمد فهمي أفندي البنهاوي معاون مدير البوليس بمصر برتبة يوزباشي جوال في الأقاليم لتوطيد الأمن و السكينة فيها و أبوه أحمد أفندي كان من ياوران " حجاب " الخديوي إسماعيل باشا و أمها من شبين القناطر و ليس لحميدة من الحامة إلا أخت و ثلاثة اخوة هي أوسطهم و خيرهم بل هي الوحيدة الحميدة من بينهم في خلقها و خلقها و صورتها و سيرتها منذ و لدت إلى أن توفيت . و لدت سنة 1905 ميلادية الموافقة لسنة 1323 هجرية و نشأت ذكية نجية نبيهة حساسة مدركة فهيمة فصيحة عاقلة و تعلمت التعليم الأولى و الابتدائي و لم تستكمل كل تعليمها حيث فرط بها أبواها فعاجلاها بتزويجها و هي في السابع عشرة من سني حياتها برجل له من البنات من هي بسنها أو أكبر منها ، من غير أن يترويا أو يتأنيا في ذلك التزويج فتقول رحمها الله إنه أساء عشرتها و لم يحسن معاملتها حتى اضطرت لآن تطلق منه بعد ما أقامت معه أربعة أشهر على أشد ما يكون ، ثم انفصلت عنه و هي حاملة منه و بقيت أيما -عزباء- حتى و ضعت حملها فكان و لدا ذكرا سمته محمدا و قامت على تربيته حتى بلغ سبع سنوات ، فأخذه أبوه منها فوجدت عليه و جدا كثيرا ، و في أثناء ما هي أيم جاءها طلاب كثير فلم ترتض أحدا منهم ، و لما ذهب و لدها من يدها و ضاق صدرها من بقائها بين أبيها و اخوتها حصلت القسمة بتزويج مؤلف هذا الكتاب بها و هي بنت خمس و عشرين سنة فوجدها نجية أديبة عاقلة و اعية مدركة ذكية نبيهة ، مدبرة لأمور بيتها باقتصاد بلا سرف و لا تقصير ، مجيدة للقراءة و الكتابة ، حسنة الفكر و التصور ، تفهم من الإشارة مالا يفهمه غيرها بصريح العبارة كبيرة النفس ، عالية الهمة ، حسنة اللقاء لكل من جاءت تزورها ، تقوم بكل ما يلزم من أعمال المنزل بنفسها من دون استعانة بغيرها حتى في أمورها الخصوصية من تفصيل و خياطة ، ذات كلام موزون و تعبير فصيح ، و تحفظ كثيرا من الأمثال و الأشعار و صوتها رخيم رقيق إذا غنت ، خبيرة بأحوال الناس و لا سيما النساء ، و قد ساعدتني كثيرا في تأليف هذا الكتاب حيث أطلعني على كثير من أحوال النساء و طباعهن و نفسياتهن ، و كانت ملمة بأحوال العالم و سياسة البلاد و ما يحصل بين الأحزاب من صد و رد ، تقرأ الجرائد و تطالع المجلات و كتب الأدب ، و لما طبعت كتابي " التذكير بالمرجع و المصير " أكثرت من قراءته زيادة على غيره من مؤلفاتي المطبوعة و كانت تحب الأنس و مشاهدة مسارح التمثيل و الطرب من غير فرط ، و عزمت على أن تصلي الجمعة في المسجد الجامع و بدأت بصلاتها فيه ، ثم عاجلتها منيتها رحمها الله تعالى . و لكنها مع هذه الصفات الحسنة كانت عصبية المزاج ضيقة الصدر تغضب من أدنى شيء بل تتأثر من لاشيء ، و إذا ثارت عصبيتها -وكثيرا ما تثور- اضطربت حواسها و خرجت عن طور الاعتدال فلا ترعي لحاضر حرمة و لا لغائب ذمة ، و تطلق للسانها و يديها السراح ، فيتمنى السامع و الناظر لما تقول و تفعل أن لو كان أعمى أو أصم و لا يراها بتلك الحيالة كما أنها لما تهدأ و تسكن و يرجع إليها اعتدالها تكون من احسن خلق الله عشرة و مؤانسة و مجلسا حتى يتمنى مجالسها أن لا يفارقها ، و لولا هذه الحالة العصبية التي كانت فيها لما كان لها نظير بين النساء بل كانت خيرا من كثير من الرجال لتلك الصفات الحسنة فيها ، و لكن الكمال لله و حده . و سبب تلك الحالة العصبية التي اعترتها ما قاسته من الشدائد و الأهوال في زواجها الأول ، و ما كابدته من المشاق في تربية و لدها ، و ما عراها من و فاة و الدتها التي كانت برة بها مطيعة لها قائمة عليها أحسن قيام ، بخلاف أختها و أخواتها مع أمهم ، و بسبب أخذ زوجها الأول و لده منها و معاملته له المعاملة القاسية الجافة مع انه و لده الذكر الوحيد بين جملة بنات من عدة أمهات ، و بسبب ما عندها من علو نفس و حب أن تكون بأرفع مما هي عليه مقاما ، و انعم مما تلاقيه حالا ، فأجمعت عليها الأسباب المهيجة لانفعالها مع ما فيها من الاستعداد بسبب نحافة جسمها فكانت تعتريها تلك الأحوال المزعجة منذ تزوجت بها حتى توفيت رحمها الله تعالى و عفا عنها و غفر لي و لها ما كان منها و مني من تظالم و سوء تفاهم ، و قد كانت و فاتها بلا سابق إنذار بخطر ، فقد تأخرت عادة حيضها أياما ثم جاءتها بقوة و دفق زائد يوم الجمعة ثالث أيام عيد الفطر سنة 1352 هجرية فالتهب غشاء أمعائها و انسد مجرى بولها فمكثت أربع ليال و بعد ظهر يوم الثلاثاء سابع شوال و 23 يناير كانون الثاني سنة 1934 م توفيت رحمها الله تعالى و عفا عنها :
 
مـاتـت  حـميدة في ربيع iiحياتها مـغـمـورة  الأوقات في حسراتها
إذا  لـم تـنل ما قد تريد و iiتشتهي طـبـقـا لـمـا تبديه من iiحالاتها
مـع أنـهـا كـانـت بعيش طيب لا يـأس فـيـه لـمـثلها و iiلداتها
أخـنـى  عليها طبعها العصبي iiفي فـورانـه فـي البعض من iiأوقاتها
فـحـذا  بـها و هي الظلوم لنفسها نـحـو  المسير إلى حياض iiمماتها
فـقـضت  و يا أسفي عليها iiنحبها فـي بـضـع أيـام تـلت iiليلاتها
لـولا تـهـيـجـها و نار iiمزاجها مـا  كـان يـشبهها امرؤ iiبصفاتها
إذ  أنـهـا فـي الاعـتدال iiشريفة فـي  نـفـسـهـا وكميلة في iiذاتها
ولـهـا الـتـجمل و التأنق عادة إذ كـان حـسن السمت من iiعاداتها
ولـها جمال الخلق و الأخلاق iiمع صـوت  بـديع الحسن في iiنغماتها
وبـهـا ذكـاء زائـد و نـبـاهة تـدعـو إلى الإعجاب من iiشاراتها
و تـديـر مـنـزلـها بكل iiعناية مـع  حـسن تدبير بفضل iiحصاتها
و تـسـر زائـرة بـحـسن iiلقائها فـتـعـود مـثـنـية على iiزواتها
و تـجـيد ما تقرا و تكتب مثل iiمن يـنـشـي و يبدع في انتقا iiكلماتها
و هي الوحيدة و الحميدة بين اخ وتها فـلـيـسـوا مـثـلـهـا بسماتها
مـع أن و الـدهـم جـميعا و iiاحد و  الأم و احـدة بـكـل iiأدانـهـا
أبـكـي  عـلـيها و هي ميتة iiلما لاقـيـت مـن تـعب بعيد وفاتها
و أغـض عـمـا كان من iiهفواتها رعـيـا لـمـا قد كان من خدماتها
و أرى الـوفـا يدعو إلى هذا iiالبكا أسـفـا  عـلى ما فات من iiثمراتها
فالله  يـرحـمـها و يغفر و iiزرها و يـثـيـبها الحسنى على حسناتها

13 - مايو - 2008
مختارات من كتاب مرآة النساء
من فوائد الكتاب    كن أول من يقيّم

وهذا الباب من طرائف كتاب (مرآة النساء) أنقله برمته لندرته، قال:
باب في ذكر جوامع أعداد ، لها بمدح النساء اعتداد
انقل من كتابي " لوامع الإسعاد في جوامع الأعداد " ما له علاقة بمدح النساء من أعداد جامعة ، لأشياء رافعة ، من أحاديث نبوية ، و أقوال حكمية ، و أبيات شعرية ، مشيرا إلى الحديث بحرف الحاء ، و تاركها ما هو غيره بلا إشارة على السواء .
عدد الاثنين
 " حبب إلي من دنياكم الطيب و النساء و جعلت قرة عيني في الصلاة " -رواه الإمام أحمد و النسائي و الحاكم و البيهقي عن أنس بن مالك
- " أني أحرج عليكم حق الضعيفين المرأة و اليتيم " - رواه الحاكم و البيهقي عن أبي هريرة- .
عدد الثلاثة
 " ثلاث لا تمسهم النار:  المرأة المطيعة لزوجها ، والولد البار بوالديه ، والمرأة الصبور على غيرة زوجها "
 " لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث: تأديبه فرسه ، ورميه عن قوسه ، و ملاعبته مع أهله "
" ثلاثة تقر العين: المرأة الموافقة ، و الولد الأديب ، و الأخ الودود "
" ثلاثة تنسي المصائب:  مر الليالي ، و المرأة الحسناء ، و محادثة الرجال " " الأنس في ثلاثة: الولد البار ، و الزوجة الموافقة ، و الصديق المصافي "
" العيش في ثلاثة:  سعة المنزل ، و كثرة الخدم ، و موافقة الأهل "
" لا سمر بعد العشاء إلا لثلاث: مؤانسة ضيف ، أو محادثة أهل ، أو مدارسة علم "
" ذهبت اللذات إلا من ثلاث: شم الصبيان ، و ملاقاة الأخوان ، و الخلوة مع النسوان " .
عدد الأربعة
 " أربعة من السعادة: المرأة الصالحة ، و المسكن الواسع ، و الجار الصالح ، و المركب الهنيء "
" أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة ، و أولاده أبرار ، و خلطاؤه صالحين ، و أن يكون رزقه في بلده " -رواه ابن عساكر و الديلمي عن علي وابن أبي الدنيا عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده-
" أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا و الآخرة:  لسان ذاكر ، و قلب شاكر ، و بدن على البلاء صابر ، و زوجة لا تبتغيه خوفا في نفسها و لا
ماله  صالحة تعين أحدكم على دينه " -رواه الطبراني و البيهقي عن أبن عباس عن أبي هريرة-
" تنكح المرأة لأربع:  لمالها و لحسبها و لجمالها ، و لدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " -رواه البخاري و مسلم و أبو داود و النسائي و أبن ماجه-
 
عدد الخمسة
 " خمس لا تنال بخمس: ، مودة النساء بالغلطة ، و مودة الأخوان بالجفاء ، و الآخرة بالرياء ، و العلم بالبدعة ، و الفضل بالهزل "
" كمال المرأة في خمسة أحوال: مرضاة ربها ، و إطاعة زوجها ، و حفظ لسانها ، و زهدها في متاع الدنيا ، و صبرها على المصيبة " .
جوامع أعداد لها بذم النساء اعتداد
عدد الاثنين :
و من جوامع الأعداد التي لها بذم النساء اعتداد ما جاء في عدد الاثنين:
المرأة و الطفل الصغير يحسبان الرجل على كل شيء قدير .
و قول الشاعر :
(شيئان يعجز ذو الرياضة عنهما = رأي النساء و إمرة الصبيان)
(أما النساء فميلهن مع الهوى = و أخوا الصبا يجري بغير عنان)
وقول شاعر آخر و هو أبو الشيص المتوفى سنة 194 :
(شيئان لا تصبو النساء إليهما = حلى المشيب و حلة الأنفاض)
وقولهم في عدد الثلاثة:
ثلاثة يدعون الله تعالى فلا يستجاب لهم ؛ رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها ، و رجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه ، و رجل أتى سفيها و قد قال الله تعالى ( و لا تؤتوا السفهاء أموالكم ) و هذا حديث رواه الحاكم عن أبي موسى الأشعري ،
و في حديث آخر " ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة و لا تصعد لهم إلى السماء حسنة ، العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ، و المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى ، و السكران حتى يصحو " –رواه ابن خزيمة و ابن حبان و البيهقي عن جابر بن عبد الله-
و في حديث آخر " ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا ؛ الديوث و الرجلة من النساء و مدمن الخمر " -رواه الطبراني عن عمار بن ياسر
"
ثلاثة لا تنتظر من ثلاثة ؛ الحرمة من الفاسق ، و النصيحة من العدو و الوفاء من المرأة "
ثلاثة الإقدام عليها خطر ، شرب السم للتجربة ، و ركوب البحر للغنى ، و إفشاء السر للنساء .
ثلاثة لا راحة إلا بمفارقتها ، السن المتآكلة ، و الخادم الفاسق ، و المرأة السليطة .
ثلاثة من خواص المرأة ، إذا طعنت في السن يعقم رحمها ، و يبذؤ لسانها ، و يسوء خلقها . بخلاف الرجل فإنه إذا طعن في السن يستجمع رأيه و تذهب حدته ، و يحسن خلقه .
كدر العيش في ثلاثة ، الجار السوء ، و الولد العاق ، و المرأة السليطة .
 
وقولهم في عدد الأربعة "
أربعة يصبحون في غضب الله و يمسون في غضب الله المتشبهون من الرجال بالنساء ، و المتشبهات من النساء بالرجال ، و الذي يأتي البهيمة و الذي يأتي الرجال "
و في حديث آخر " أربعة لعنوا في السماء ، رجل خلقه الله ذكرا فتأنث ، و امرأة خلقها الله أنثى فتذكرت تتشبه بالرجال ؛ و الذي يضل الأعمى ، و رجل حصورا و لم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا عليهما السلام " –
أجمعت العرب و العجم على أربع كلمات فقالوا ، لا تحملن مالا تطيق ، و لا تعمل ما ليس لك فيه فائدة ، و لا تثق بامرأة مهما تكن ، و لا تغتر بمال و إن كثر .
أربع من الشقاء " المرأة السوء و الجار السوء و المركب السوء و المسكن الضيق " و هذا حديث . و في حديث آخر : "
أربع يمتن القلب ، الذنب على الذنب ، و كثرة مصاحبة النساء و حديثهن و ملاحاة الأحمق تقول له و يقول لك ، و مجالسة الموتى " قيل يا رسول الله و ما مجالسة الموتى ؟ قال " كل غني مترف و سلطان جائر "
أربعة تسلب الفرار ، المرأة السوء ، و الولد العاق ، و العشير المخالف ، و العبد اللئيم ،
أربعة لا يطاقون عبد ملك ، و نذل شبع ، و أمة و رثت ، و قبيحة تزوجت . أربعة من الشقاء ، كثرة العيال و قلة المال ، و جار السوء ، و الزوجة الخائنة .
من أراد طول البقاء فعليه بأربعة أشياء ، مباكرة الغداء –وتأخير العشاء- و تخفيف الرداء " الدين " و الإقلال من غشيان النساء .
 لا تعبأ بأربعة ، زهد الخصي ، و توبة الجندي ، و نسل النساء ، و عبادة الصبيان .
 
و قولهم في عدد الخمسة : خمسة من مصائب الدنيا ، موت الأحباب ، و ذهاب المال ، و شماتة الأعداء ، و طول السقم ، و المرأة الشريرة
 

13 - مايو - 2008
مختارات من كتاب مرآة النساء
رأي المؤلف في مسابقات ملكات الجمال    كن أول من يقيّم

أحدثت بعض الدول الأوربية بدعة المباراة في الجمال بين فتيات العالم ممن يحببن الاشتراك فيها ، و ليس هذا من الأمور الهامة ، بل هو إلى السخف أقرب منه إلى الجد حيث أنه ليس في و سع أحد أن يكون سابقا في الجمال على غيره إذ هو من المواهب لا من المكاسب ، و لا يمكن الاتفاق بين العالم كله على تخصيص فتاة بأنها هي الوحيدة في الجمال في العالم لاختلاف الأذواق فيه ، إلا أنه لا يخلو من فائدة اعتنائهن بصحتهن فهو من هذه الجهة حسن

13 - مايو - 2008
مختارات من كتاب مرآة النساء
نقلا عن الكواكبي    كن أول من يقيّم

قال في فصل بعنوان: (فيما جاء في ذم النساء عن الحكماء)
و قال المرحوم عبد الرحمن الكواكبي المتوفى سنة 1320 في كتابه طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد : النساء هن النصف المضر لأنهن اقتسمن أعمال الحياة مع الذكور قسمة ضيزى ، إذ جعلن نصيبهن هين الأشغال بدعوى الضعف ، وجعلن نوعهن مطلوبا عزيزا بإيهام العفة ، وجعلن الشجاعة والكرم سيئين فيهن ، وجعلن نوعهن يهين ولا يهان ، ويظلم ولا يظلم أو يظلم فيعان، فالبدوية تسلب نصف ثمرة عمله ، والحضرية تسلبه ثلثيه ، والمدنية تسلبه خمسة أسداسه

13 - مايو - 2008
مختارات من كتاب مرآة النساء
 244  245  246  247  248