البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 241  242  243  244  245 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عندك شيطانان ، فكيف تعاملهما؟    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم

                            معاملة شيطان الإنس وشيطان الجن
 
قال تعالى : " خُذِ العفو وأمُر بالعُرف وأعرِضْ عن الجاهلين * وإمّا يَنزغنّك من الشيطان نَزغٌ فاستعذ بالله إنه سميع عليم "
( الأعراف/199،و200).
بيّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة ما ينبغي أن يعامَلَ به الجَهَلَةُ من شياطين الإنس والجن ، فبيّن أنّ شيطان الإنس يُعامَل باللين ، وأخذ العفو ، والإعراض عن جهله وإساءته ، وأن شيطان الجن لا منجى منه إلا بالاستعاذة بالله منه.
هذا الذي ذكر في هذه الآية ذُكر في موضعين آخَرَين من كتاب الله :
الأول : في سورة " قد أفلح المؤمنون" قال فيه في شيطان الإنس :
 " ادفع بالتي هي أحسن السيئةَ نحن أعلم بما تصفون " ( الآية 96)، وقال في الآخر : " وقل ربّ أعوذ بك من همَزات الشياطين * وأعوذ بك ربّ أن يَحضُرون " (المؤمنون/97،و98).
الموضع الثاني : في سورة فصلت ، قال فيه في شيطان الإنس: " ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌّ حميم"(الآية 34) وزاد هنا أن ذلك لا يُعطاه كل الناس ، بل لا يعطيه الله إلا لذي الحظ الكبير عنده ، فقال : " وما يُلقّاها إلا الذين صبروا وما يُلَقّاها إلا ذو حظ عظيم"(فصلت/35) ، ثم قال في شيطان الجن : " وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم".( فُصِّلتْ/36).
 

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
اللهم شافنا وشافِ مرضانا ومرضى المسلمين.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
بسم الله الشافي    ( من قبل 12 أعضاء )    قيّم

 
                                     دعاء الشفاء
*روى أبو داود من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من اشتكى منكم شيئاً أو اشتكاه أخٌ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وأمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين . أنزل رحمة من عندك وشفاء من شفائك على هذا الوجع" . فيبرأ بإذن الله .
 
*عن عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال لأبيه : يا أبت إني أسمعك تدعو غداة :
" اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري ، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر والهم ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، لا إله إلا أنت". تعيدها حين تصبح ثلاثاً وحين تمسي . فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أسْتَنَّ بسنته.( رواه أبو داود)

* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال ك يا محمد أتشتكي ؟ فقلت نعم . قال ": بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس وعين حاسد ، بسم الله أرقيك والله يشفيك ". ثم جمع يديه ينفث فيهما قل هو الله أحد والمعوذات ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده (ثلاث مرات) .( رواه مسلم والترمذي).

* بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء .( ثلاث مرات )

* بسم الله ذي الشأن عظيم السلطان شديد البرهان قوي الأركان ما شاء الله كان أعوذ بالله من كل شيطان إنس وجان  ( (ثلاث مرات )

* أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . ( ثلاث مرات)

* سبحان الله وبحمده لا قوة إلا بالله . ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً.

* حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم . ( سبع مرات )

*لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير .

* وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .
* ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون .

* ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير .

* اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة . اللهم هذا الدعاء وعليك التكلان . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 
 

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
من فتاوي الصيام    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

 
هذه فتاوى لكبار علماء الأمة تهم الصائمين والصائمات
 
كثر النوم في نهار رمضان

س : هل الإنسان في أيام رمضان إذا تسحر ثم صلى الصبح ونام حتى صلاة الظهر ، ثم صلاها ونام إلى صلاة العصر ، ثم صلاها ونام إلى وقت الفطر ، هل صيامه صحيح ؟.
ج : إذا كان الأمر كما ذكر ، فالصيام صحيح ، ولكن استمرار الصائم غالب النهار نائماً تفريط منه لاسيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم .
(فتاوى اللجنة الدائمة )
السحور صحة الصيام
 س : إنسان نام قبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح ، هل صيامه صحيح أم لا ؟.
ج- صيامه صحيح ، لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصيام ، وإنما هو مستحب ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : تسحروا فإن في السحور بركة . متفق عليه .
[الشيخ ابن باز - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ].
 
السباحة والغوص للصائم
 س: ما حكم السباحة للصائم في الماء ؟
ج : لا بأس أن يغوص الصائم في الماء أو يعوم فيه يسبح ، لأن ذلك ليس من المفطرات.
- والأصل الحِل حتى يقوم دليل على الكراهة ، أو على التحريم وليس هناك دليل على التحريم ، ولا على الكراهة .
- إنما كرهه بعض أهل العلم خوفاً من أن يدخل إلى حلقه شئ وهو لا يشعر به .
[ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - فقه العبادات ص 191].
 
حكم شم الصائم رائحة الطيب والعود
 س : هل يجوز للصائم أن يشم رائحة الطيب والعود؟
ج : لا يستنشق العود ، أما أنواع الطيب غير البخور فلا بأس بها لكن العود نفسه لا يستنشقه ، لأن بعض أهل العلم يرى أن العود يفطر الصائم إذا استنشقه ، لأنه يذهب إلى المخ والدماغ ، وله سريان قوي ، أما شمه من غير قصد فلا يفطره .
[الشيخ ابن باز - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ].
 
سريان البنج في الجسم هل يفطر الصائم
 س : سريان البنج في الجسم هل يفطر ؟ وخروج الدم عند قلع الضرس ؟
ج : كلاهما لايفطرن ، ولكن لا يبلع الدم الخارج من الضرس .
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – الفتاوى 1/511.
 
بلع الريق للصائم

س : ما حكم بلع الريق للصائم ؟
ج : لا حرج في بلع الريق ، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه .
أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم ، ولا يجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منها ، وليسا مثل الريق وبالله التوفيق .
(الشيخ ابن باز رحمه الله - مجموع الفتاوى) 3/251
 
استعمال التحاميل في نهار رمضان
 س : ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضاً ؟
ج : لا بأس بها ، ولا بأس أن يستعمل الإنسان التحاميل التي تكون من دبره إذا كان مريضاً ، لأن هذا ليس أكلاً ولا شرباً ، ولا بمعنى الأكل والشرب ، والشارع إنما حرم علينا الأكل والشرب .
- فما قام مقام الأكل والشرب أُعطيَ حكم الأكل والشرب ، وما ليس كذلك فإنه لا يدخل فيه لفظاً ولا معنى ، فلا يثبت له حكم الأكل ولا الشرب .
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - الفتاوى /1/502.
استعمال الإبر في الوريد والعضل
س : ما حكم استعمال الإبر في الوريد , والإبر التي في العضل ؟ وما الفرق بينهما وذلك للصائم ؟
ج : الصحيح أنهما لا تفطران , وإنما التي تفطر هي إبر التغذية خاصة .
- وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر به الصائم ؛ لأنه ليس مثل الحجامة , أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح أقوال العلماء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أفطر الحاجم والمحجوم  .
الشيخ بن باز رحمه الله - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة.
 
استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم
 س : استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم هل يفطر ؟
ج : الجواب على السؤال : أن هذا البخاخ الذي تستعمله لكونه يتبخر ولا يصل إلى المعدة .
- فحينئذ نقول : لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك لأنه كما قلنا لا يدخل منه إلى المعدة أجزاء لأنه شيء يتطاير ويتبخر ويزول ولا يصل منه جرم إلى المعدة حتى نقول إن هذا مما يوجب الفطر فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم ولا يبطل الصوم بذلك .
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - الفتاوى /1/500
 
 
 
 
 
 

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
إنهاء فوضى الفتاوى    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

خادم الحرمين الشريفين أصدر أمراً ملكياً بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء . قال : " رصدنا تجاوزات لا يمكن أن نسمح بها ، ومن واجبنا الشرعي الوقوف إزاءَها بقوة وحزم ؛ حِفظاً للدِّين ، وهو أعز ما نملك" .
( عن جريدة الشرق الأوسط ، الخميس ، الثاني من شهر رمضان المبارك).
 
* ادخل غوغل ، وانظر - إذا تكرمتَ - تعليقي.....
 
قال تعالى:
" أمّا الزبَدُ فيذهب جُفاءً وأمّا ما يَنفع الناسَ فيمكُثُ في الأرض".
 
جزى الله خيراً كلَّ مِفتاحٍ للخير؛ مغلاقٍ للفتنة والشَّر.
 

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
هذا كتاب الله ، لا يأتيه الباطل...لا يَخلَق من كَثرة الرّد...    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ" {الدخان44/3}
" فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" {44/4}
" أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ" {44/5}
" رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" {44/6}
" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" {القدر97/1}
" لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" {97/3}
"تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" {97/4}
" سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" {97/5}
" اختلفوا في هذه الليلة المباركة، فقال الأكثرون: إنها ليلة القدر، وقال عكرمة وطائفة آخرون: إنها ليلة البراءة، وهي ليلة النصف من شعبان أما الأولون فقد احتجوا على صحة قولهم بوجوه أولها: أنه تعالى قال: إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ }[القدر: 1] وهٰهنا قال: { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } فوجب أن تكون هذه الليلة المباركة هي تلك المسماة بليلة القدر، لئلا يلزم التناقض وثانيها: أنه تعالى قال:شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِي أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ }[البقرة: 185] فبيّن أن إنزال القرآن إنما وقع في شهر رمضان، وقال هٰهنا { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } فوجب بأن تكون هذه الليلة واقعة في شهر رمضان، وكل من قال إن هذه الليلة المباركة واقعة في شهر رمضان، قال إنها ليلة القدر، فثبت أنها ليلة القدر وثالثها: أنه تعالى قال في صفة ليلة القدرتَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ * سَلَـٰمٌ هِيَ }[القدر: 4، 5] وقال أيضاً ههنا
{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } وهذا مناسب لقوله { تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا } وههنا قال:
 { أَمْراً مّنْ عِنْدِنَا } وقال في تلك الآية { بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ } وقال ههنا { رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } وقال في تلك الآية { سَلَـٰمٌ هِيَ } وإذا تقاربت الأوصاف وجب القول بأن إحدى الليلتين هي الأخرى ورابعها: نقل محمد بن جرير الطبري في «تفسيره»: عن قتادة أنه قال: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، والتوراة لست ليال منه، والزبور لاثنتي عشرة ليلة مضت منه، والإنجيل لثمان عشرة ليلة مضت منه، والقرآن لأربع وعشرين ليلة مضت من رمضان، والليلة المباركة هي ليلة القدر وخامسها: أن ليلة القدر إنما سميت بهذا الاسم، لأن قدرها وشرفها عند الله عظيم، ومعلوم أنه ليس قدرها وشرفها لسبب ذلك الزمان، لأن الزمان شيء واحد في الذات والصفات، فيمتنع كون بعضه أشرف من بعض لذاته، فثبت أن شرفه وقدره بسبب أنه حصل فيه أمور شريفة عالية لها قدر عظيم ومرتبة رفيعة، ومعلوم أن منصب الدين أعلى وأعظم من منصب الدنيا، وأعلى الأشياء وأشرفها منصباً في الدين هو القرآن، لأجل أن به ثبتت نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، وبه ظهر الفرق بين الحق والباطل في سائر كتب الله المنزّلة، كما قال في صفتهوَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }[المائدة: 48] وبه ظهرت درجات أرباب السعادات، ودركات أرباب الشقاوات، فعلى هذا لا شيء إلا والقرآن أعظم قدراً وأعلى ذكراً وأعظم منصباً منه فلو كان نزوله إنما وقع في ليلة أخرى سوى ليلة القدر، لكانت ليلة القدر هي هذه الثانية لا الأولى، وحيث أطبقوا على أن ليلة القدر التي وقعت في رمضان، علمنا أن القرآن إنما أنزل في تلك الليلة، وأما القائلون بأن المراد من الليلة المباركة المذكورة في هذه الآية، هي ليلة النصف من شعبان، فما رأيت لهم فيه دليلاً يعول عليه، وإنما قنعوا فيه بأن نقلوه عن بعض الناس، فإن صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه كلام فلا مزيد عليه، وإلا فالحق هو الأول، ثم إن هؤلاء القائلين بهذا القول زعموا أن ليلة النصف من شعبان لها أربعة أسماء: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصك، وليلة الرحمة، وقيل إنما سميت بليلة البراءة، وليلة الصك، لأن البندار إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة، كذلك الله عزّ وجلّ يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة، وقيل هذه الليلة مختصة بخمس خصال الأول: تفريق كل أمر حكيم فيها، قال تعالى: { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } والثانية: فضيلة العبادة فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلّى في هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان " الخصلة الثالثة: نزول الرحمة، قال عليه السلام: " إن الله يرحم أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب " والخَصلة الرابعة: حصول المغفرة، قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة، إلا لكاهن، أو مشاحن، أو مدمن خمر، أو عاق للوالدين، أو مُصِرّ على الزنا " والخصلة الخامسة: أنه تعالى أعطى رسوله في هذه الليلة تمام الشفاعة، وذلك أنه سأل ليلة الثالث عشر من شعبان في أمته فأعطي الثلث منها، ثم سأل ليلة الرابع عشر، فأعطي الثلثين، ثم سأل ليلة الخامس عشر، فأعطي الجميع إلا من شرد على الله شراد البعير، هذا الفصل نقلته من «الكشاف»، فإن قيل لا شك أن الزمان عبارة عن المدة الممتدة التي تقديرها حركات الأفلاك والكواكب، وأنه في ذاته أمر متشابه الأجزاء فيمتنع كون بعضها أفضل من بعض، والمكان عبارة عن الفضاء الممتد والخلاء الخالي فيمتنع كون بعض أجزائه أشرف من البعض، وإذا كان كذلك كان تخصيص بعض أجزائه بمزيد الشرف دون الباقي ترجيحاً لأحد طرفي الممكن على الآخر لا لمرجح وإنه محال، قلنا القول بإثبات حدوث العالم وإثبات أن فاعله فاعل مختار بناء على هذا الحرف وهو أنه لا يبعد من الفاعل المختار تخصيص وقت معين بإحداث العالم فيه دون ما قبله وما بعده، فإن بطل هذا الأصل فقد بطل حدوث العالم وبطل الفاعل المختار وحينئذ لا يكون الخوض في تفسير القرآن فائدة، وإن صح هذا الأصل فقد زال ما ذكرتم من السؤال، فهذا هو الجواب المعتمد، والناس قالوا لا يبعد أن يخص الله تعالى بعض الأوقات بمزيد تشريف حتى يصير ذلك داعياً للمكلف إلى الإقدام على الطاعات في ذلك الوقت، ولهذا السبب بيّن أنه تعالى أخفاه في الأوقات وماعيته لأنه لم يكن معيناً جوز المكلف في كل وقت معين أن يكون هو ذلك الوقت الشريف فيصير ذلك حاملاً له على المواظبة على الطاعات في كل الأوقات، وإذا وقعت على هذا الحرف ظهر عندك أن الزمان والمكان إنما فازا بالتشريفات الزائدة تبعاً لشرف الإنسان فهو الأصل وكل ما سواه فهو تبع له، والله أعلم.
روي أن عطية الحروري سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن قولهإِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ }[القدر: 1] وقوله { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } كيف يصح ذلك مع أن الله تعالى أنزل القرآن في جميع الشهور؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: يا ابن الأسود لو هلكت أنا ووقع هذا في نفسك ولم تجد جوابه هلكت، نزل القرآن جملة من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور، وهو في السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك في أنواع الوقائع حالاً فحالا، والله أعلم.
بيان نظم هذه الآيات:
 اعلم أن المقصود منها تعظيم القرآن من ثلاثة أوجه:
 أحدها: بيان تعظيم القرآن بحسب ذاته .
الثاني: بيان تعظيمه بسبب شرف الوقت الذي نزل فيه.
 الثالث: بيان تعظيمه بحسب شرف منزلته.
 * أما النوع الأول: وهو بيان تعظيمه بحسب ذاته فمن ثلاثة أوجه:
 أحدها: أنه تعالى أقسم به وذلك يدل على شرفه .
وثانيها: أنه تعالى أقسم به على كونه نازلاً في ليلة مباركة، وقد ذكرنا أن القسم بالشيء على حالة من أحوال نفسه يدل على كونه في غاية الشرف.
 وثالثها: أنه تعالى وصفه بكونه مبيناً وذلك يدل أيضاً على شرفه في ذاته.
*
وأما النوع الثاني: وهو بيان شرفه لأجل شرف الوقت الذي أنزل فيه فهو قوله { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } وهذا تنبيه على أن نزوله في ليلة مباركة يقتضي شرفه وجلالته، ثم نقول إن قوله { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } يقتضي أمرين: أحدها: أنه تعالى أنزله والثاني: كون تلك الليلة مباركة فذكر تعالى عقيب هذه الكلمة ما يجرى مجرى البيان لكل واحد منهما، أما بيان أنه تعالى لم أنزله فهو قوله { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } يعني الحكمة في إنزال هذه السورة أن إنذار الخلق لا يتم إلا به، وأما بيان أن هذه الليلة ليلة مباركة فهو أمران: أحدهما: أنه تعالى يفرق فيها كل أمر حكيم، والثاني: أن ذلك الأمر الحكيم مخصوصاً بشرف أنه إنما يظهر من عنده، وإليه الإشارة بقوله { أَمْراً مّنْ عِنْدِنَا }.
*
وأما النوع الثالث: فهو بيان شرف القرآن لشرف منزله وذلك هو قوله { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } فبيّن أن ذلك الإنذار والإرسال إنما حصل من الله تعالى، ثم بيّن أن ذلك الإرسال إنما كان لأجل تكميل الرحمة وهو قوله { رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } وكان الواجب أن يقال رحمة منا إلا أنه وضع الظاهر موضع المضمر إيذاناً بأن الربوبية تقتضي الرحمة على المربوبين، ثم بيّن أن تلك الرحمة وقعت على وفق حاجات المحتاجين لأنه تعالى يسمع تضرعاتهم، ويعلم أنواع حاجاتهم، فلهذا قال: { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } فهذا ما خطر بالبال في كيفية تعلق بعض هذه الآيات ببعض.
أما قوله تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } فقد قيل فيه إنه تعالى أنزل كلية القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في هذه الليلة، ثم أنزل في كل وقت ما يحتاج إليه المكلف، وقيل يبدأ في استنساخ ذلك من اللوح المحفوظ في ليلة البراءة ويقع الفراغ في ليلة القدر فتدفع نسخة الأرزاق إلى ميكائيل، ونسخة الحروب إلى جبرائيل وكذلك الزلازل والصواعق والخسف، ونسخة الأعمال إلى إسماعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم، ونسخة المصائب إلى ملك الموت.
أما قوله تعالى: { فِيهَا يُفْرَقُ } أي في تلك الليلة المباركة يفرق أي يفصل ويبين من قوله فرقت الشيء أفرقه فرقاً وفرقاناً، قال صاحب «الكشاف» وقرىء يفرق بالتشديد ويفرق على إسناد الفعل إلى الفاعل ونصب كل والفارق هو الله عز وجل، وقرأ زيد ابن علي نفرق بالنون.
أما قوله { كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } فالحكيم معناه ذو الحكمة، وذلك لأن تخصيص الله تعالى كل أحد بحالة معينة من العمر والرزق والأجل والسعادة والشقاوة يدل على حكمة بالغة لله تعالى، فلما كانت تلك الأفعال والأقضية دالة على حكمة فاعلها وصفت بكونها حكيمة، وهذا من الإسناد بالمجازي، لأن الحكيم صفة صاحب الأمر على الحقيقة ووصف الأمر به مجاز، ثم قال:
 { أَمْراً مّنْ عِنْدِنَا } وفي انتصاب قوله { أمْراً } وجهان: الأول: أنه نصب على الاختصاص، وذلك لأنه تعالى بيّـن شرف تلك الأقضية والأحكام بسبب أن وصفها بكونها حكيمة، ثم زاد في بيان شرفها بأن قال أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا كائناً من لدنا، وكما اقتضاه علمنا وتدبيرنا والثاني: أنه نصب على الحال وفيه ثلاثة أوجه: الأول: أن يكون حال من أحد الضميرين في { أَنزَلْنَـٰهُ } ، إما من ضمير الفاعل أي: إنا أنزلناه آمرين أمراً أو من ضمير المفعول أي: إنا أنزلناه في حال كونه أمراً من عندنا بما يجب أن يفعل والثالث: ما حكاه أبوعلي الفارسي عن أبي الحسن رحمهما الله أنه حمل قوله { أمْراً } على الحال، وذو الحال قوله :
{ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ }. ثم قال: { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } يعني أنا إنما فعلنا ذلك الإنذار لأجل إنا كنا مرسلين يعني الأنبياء. ثم قال: { رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } أي للرحمة فهي نصب على أن يكون مفعولاً له. ثم قال: { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } يعني أن تلك الرحمة كانت رحمة في الحقيقة لأن المحتاجين، إما أن يذكروا بألسنتهم حاجاتهم، وإما أن لا يذكروها فإن ذكروها فهو تعالى يسمع كلامهم فيعرف حاجاتهم، وإن لم يذكروها فهو تعالى عالم بها فثبت أن كونه سميعاً عليماً يقتضي أن ينزل رحمته عليهم" .(الرازي).
 

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
كتاب الله يَهدي للتي هي أقْوَم.....    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم

" إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا {الإسراء17/9}
" يقول الحقّ جلّ جلاله: { إِنَّ هذا القرآن يَهدي للتي }؛ للطريق التي { هي أقومُ } الطرق وأعدلها، { ويُبشِّرُ المؤمنين الذين يعملون } الأعمال { الصالحاتِ أنَّ لهم أجرًا كبيرًا } وهو: الخلود في النعيم المقيم، وزيادة النظر إلى وجهه الكريم. { و } يخبر { أنَّ الذين لا يُؤمنون بالآخرة أعتدنا } أي: أعددنا { لهم عذابًا أليمًا } ، أو: ويُبشر المؤمنين ببشارتين: ثوابهم،
وعقاب أعدائهم.
الإشارة: لا شك في أن القرآن يهدي إلى طريق الحق؛ إما إلى طريق تُوصل إلى نِعم جنانه، أو إلى طريق تُوصل إلى شهوده ودوام رضوانه، فالأولى طريق الشرائع والأحكام، والثانية طريق الحقائق والإلهام، لكن لا يدرك هذا من القرآن إلا من صفت مرآة قلبه بالمجاهدة والذكر الدائم، ولذلك أمر شيوخُ التربية المريد بالاشتغال بالذكر المجرد، حتى يُشرق قلبه بأنوار المعارف، ويرجع من الفناء إلى البقاء، ثم بعد ذلك يُمر بالتلاوة، ليذوق حلاوة القرآن، ويتمتع بأنواره وأسراره، وقد أنكر بعضُ من لا معرفة له بطريق التربية على الفقراء هذا الأمر - أعني: ترك التلاوة في بدايتهم -؛ محتجًا بهذه الآية، ولا دليل فيها عليهم، لأن كون القرآن يهدي للتي هي أقوم يعني: التمسك والتدبر في معانيه، دليل فيها عليهم؛ لأن كون القرآن يهدي للتي هي أقوم يعني: التمسك والتدبر في معانيه، ولا يصح ذلك على الكمال إلا بعد تصفية القلوب، كما هو مجرب، ولا ينكر هذا إلا من لا ذوق له في علوم القوم، وربما يُذكر وجود التربية من أصلها، ويسد البابَ في وجوه الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فإذا اتصل العبد بأهل هذا الطريق ثم تأخر الفتح عنه فلا يقنط" ( البحر المديد/ ابن عجيبة).
" المعنى: أن هذا القرآن يا محمد يرشد من اهتدى به للحال التي هي أقوم الحالات أي: أصوبها. وذلك دين الله [سبحانه] المستقيم وتوحيده [جلت عظمته] والإيمان بكتبه ورسله وهو مع هدايته يبشر المؤمنين العاملين الأعمال الصالحة أن لهم أجراً كبيراً وهو الجنة. وكل شيء في القرآن أجر كريم وأجر كبير ورزق كريم فهو الجنة. وقيل: المعنى: ويبشر [الله] المؤمنين بذلك. قال مقاتل وغيره: التي هي أقوم شهادة أن لا إله إلا الله. وقيل معناه يهدي للخصال التي هي أصوب مما أمر الله [عز وجل]، ودعا إليه ووعد عليه العطاء الجزيل والثواب العظيم وعلى هذا أكثر المفسرين. ولا إله إلا الله أصل الخصال الحسنة وأعظم ما دعا الله إليه عباده وندبهم إلى اعتقاده فهي العروة الوثقى والكلمة المنجية من العذاب".
( الهداية إلى بلوغ النهاية/ مكي بن أبي طالب القيسي).

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
القرآن الكريم سعادة البشَريّة ، والإسلام رسالة عالمية.    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

القرآن للسعادة:
"طه" {طه20/1}
"مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى" {20/2}
" إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى" {20/3}
" أسند القاضي عياض في كتابه " الشفاء " من طريق عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا هاشم بن القاسم عن ابن جعفر عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى، قام على رجل، ورفع الأخرى، فأنزل الله تعالى: { طه } يعني: طأ الأرض يا محمد { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ } ثم قال: ولا يخفى بما في هذا الإكرام وحسن المعاملة. وقوله: { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ } قال جويبر عن الضحاك: لما أنزل الله القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم قام به هو وأصحابه، فقال المشركون من قريش: ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى، فأنزل الله تعالى: { طه مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } فليس الأمر كما زعمه المبطلون، بل من آتاه الله العلم، فقد أراد به خيراً كثيراً، كما ثبت في " الصحيحين " عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ". وما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في ذلك حيث قال: حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا العلاء بن سالم، حدثنا إبراهيم الطالقاني، حدثنا ابن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن الحكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحكمتي فيكم إلا وأنا أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي " إسناده جيد، وثعلبة بن الحكم هذا هو الليثي، ذكره أبو عمر في استيعابه، وقال: نزل البصرة، ثم تحول إلى الكوفة، وروى عنه سماك بن حرب. وقال مجاهد في قوله:" مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ"هي كقوله:فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ }[المزمل: 20] وكانوايعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة. وقال قتادة: { مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ } لا والله ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمة ونوراً ودليلاً إلى الجنة { إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } إن الله أنزل كتابه وبعث رسوله رحمة رحم بها عباده ليتذكر ذاكر، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله، وهو ذكر أنزل الله فيه حلاله وحرامه". ( تفسير ابن كثير).
" تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى" {طه20/4}
" في قوله { تنزيلاً } أوجه كثيرة من الإعراب ذكرها المفسرون. وأظهرها عندي أنه مفعول مطلق, منصوب بنزل مضمرة دل عليها قوله,مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ }[طه: 2]؛ أي أنزله الله { تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَق ٱلأَرْضَ } الآية, أي فليس بشعر ولا كهانة, ولا سحر ولا أساطير الأولين, كما دل لهذا المعنى قوله تعالى:وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }[الحاقة: 41 - 43] والآيات المصرحة بأن القرآن منزل من رب العالمين كثيرة جداً معروفة, كقوله:وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }[الشعراء: 192] الآية, وقوله:تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ }[الزمر: 1] وقوله:تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }[فصلت: 2] والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً." ( الشنقيطي).
" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ" {الواقعة56/77}
" فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ" {56/78}
" لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ" {56/79}
" تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ" {56/80}
" ... قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، حدثنامعمر عن قتادة:
{ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } قال: لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا، فإنه يمسه المجوسي النجس، والمنافق الرجس، وقال: وهي في قراءة ابن مسعود:
(ما يمسه إلا المطهرون)، وقال أبو العالية: { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } ليس أنتم، أنتم أصحاب الذنوب، وقال ابن زيد: زعمت كفار قريش أن هذا القرآن تنزلت به الشياطين، فأخبر الله تعالى: أنه لا يمسه إلا المطهرون؛ كما قال تعالى:وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَـٰطِينُ وَمَا يَنبَغِى لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ }[الشعراء: 210 /212] وهذا القول قول جيد، وهو لا يخرج عن الأقوال التي قبله، وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به. وقال آخرون:
{ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } أي: من الجنابة والحدث، قالوا: ولفظ الآية خبر، ومعناها الطلب، قالوا: والمراد بالقرآن ههنا المصحف، كما روى مسلم عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو؛ مخافة أن يناله العدو، واحتجوا في ذلك بما رواه الإمام مالك في " مُوطئه " عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: أن لا يمس القرآن إلا طاهر. وروى أبو داود في المراسيل من حديث الزهري قال: قرأت في صحيفة عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ولا يمس القرآن إلا طاهر " وهذه وجادة جيدة قد قرأها الزهري وغيره، ومثل هذا ينبغي الأخذ به، وقد أسنده الدارقطني عن عمرو بن حزم وعبد الله بن عمر وعثمان بن أبي العاص، وفي إسناد كل منهما نظر، والله أعلم. وقوله تعالى: { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } أي: هذا القرآن منزل من الله رب العالمين وليس هو كما يقولون: إنه سحر أو كهانة أو شعر، بل هو الحق الذي لا مرية فيه،...".
 ( تفسير ابن كثير).
 

13 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
تحدي الثقلين    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

 
" قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {الإسراء17/88}
" { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ } في البلاغة وحسن النظم وكمال المعنى. { لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } وفيهم العرب العرباء وأَرباب البيان وأهل التحقيق، وهو جواب قسم محذوف دل عليه اللام الموطئة، ولولا هي لكان جواب الشرط بلا جزم لكون الشرط ماضياً كقول زهير:
وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْأَلَة
   
يَقُولُ لاَ غَائِبٌ مَالي وَلاَ حَرَمُ
{ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } ولو تظاهروا على الإِتيان به، ولعله لم يذكر الملائكة لأن إتيانهم بمثله لا يخرجه عن كونه معجزاً، ولأنهم كانوا وسائط في إتيانه، ويجوز أن تكون الآية تقريراً لقوله: { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً }.( البيضاوي).
" لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" {فُصّلت41/42}
" قَوْلُهُ تَعَالَى: { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ }؛ أي لا يأتيهِ التكذيبُ من الكتب التي قبلَهُ ولا يجيءُ بعده كتابٌ فيبطلهُ، وقال الزجَّّاج: (مَعْنَاهُ: أنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنْ أنْ يُنْقَصَ مِنْهُ فَيَأْتِيْهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، أوْ يُزَادَ فِيْهِ فَيَأْتِيْهِ الْبَاطِلُ مِنْ خَلْفِهِ)، فمعنى الباطلِ على هذا الزيادةُ والنقصانُ. وفي عَينِ المعانِي: (الْبَاطِلُ إبْليْسُ).
وقَوْلُهُ تَعَالَى: { تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }؛ أي مُنَزَّلٌ من عالِمٍ بوجوه الحكمةِ، مستحقٍّ للحمدِ على خَلْقِهِ بإنعامهِ عليهم.( الطبراني).

14 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
القرية والمدينة    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم



                                               الفرق بين القرية والمدينة
 

بسم الله الرحمن الرحيم
 أشكركم كثيرًا على هذا الموقع الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم، إن شاء الله !
ولي سؤال أتمنى أن أعرف إجابته.. في سورة الكهف قال الله تعالى:
﴿ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ(الكهف:77).
ثم قال سبحانه:
﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ(الكهف:82).
لماذا اختلفت التسمية: ( قرية )، ثم  ( مدينه  ) ؟
وشكرًا لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د/ماهر الزمزمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا سؤال وردنا من الأخ الدكتور ماهر الزمزمي، وأحلناه إلى الأستاذ محمد إسماعيل عتوك الباحث في أسرار الإعجاز البياني للقرآن، فوافانا مشكورًا بهذا الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على سيد المرسلين.. أما بعد:
فجوابًا عن سؤال الأخ الدكتور ماهر أقول وبالله المستعان:
أولاً- لفظ ( القرية ) مشتق من ( القاف والراء والحرف المعتل )، وهو أصل صحيح يدل على جمع واجتماع. وسمِّيت القرية قرية لاجتماع الناس بها. ومنه: قريت الماء في الحوض. أي: جمعته. والنسبة إلى القَرْية: قَرَويٌّ بفتح القاف، وتجمع على ( قُرًى ) بضم القاف، وهي لغة أهل الحجاز، وبها نزل القرآن. قال تعالى:﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً (الكهف:59). ولغة أهل اليمن: قرية؛ بكسر القاف، ويجمعونها على ( قِرى ) بكسر القاف.
أما لفظ ( المدينة ) فهو مشتق من ( الميم والدال والنون )، وليس فيه إلا ( مدينة )، على وزن: فعيلة. ومنهم من يجعل الميم زائدة، فيكون وزنها: مَفْعِلة، من قولهم: دِينَ. أَي: مُلِكَ. ويقال: مَدَنَ الرجل ؛ إذا أتى المدينة. وهذا يدل على أن الميم أصلية. وقيل: مَدَنَ بالمكان: أقام به ؛ ومنه سمِّيت المَدينَةُ.
وقيل: المدينة هي الحصن، وكل أرض يُبنَى بها حِصْنٌ في وسطها فهو مدينتها، وتجمع على: ( مُدُن ) بضمتين، و ( مُدْن ) بضم فسكون. وتجمع أيضًا على: ( مَدائن )، وأصلها: ( مداين )، همزت الياء ؛ لأنها زائدة، ومنها قوله تعالى:﴿ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (الشعراء:53).
ثانيًا- إذا عرفت ذلك فاعلم أن اسم ( القرية ) يطلق في اللغة، ويراد به ( المدينة )، كما يطلق اسم ( المدينة ) ويراد به ( القرية ) , والدليل على ذلك قوله تعالى:﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ، فسمَّاها: قرية، ثم قال:﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ ، فسمَّاها: مدينة بعد أن سمَّاها: قرية.
ومثل ذلك قوله تعالى:﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (يس:13)، ثم قال:﴿ وَجاءَ مِنْ أقصى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى (يس:20)، فسمَّاها: مدينة، بعد أن سمَّاها قرية، فدل ذلك على جواز تسمية إحداهما بالأخرى.  
ومن ذلك إطلاق اسم ( أم القرى ) على مكة المكرمة، وإطلاق اسم ( القريتين ) على مكة والطائف، ومن الأول قوله تعالى:﴿ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ، ومن الثاني:﴿ لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ ﴾. وقيل: سمِّيت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة خاصة، وغلبت عليها هذه التسمية؛ تفخيمًا لها، شرَّفها الله.
ثالثًا- ومن الفروق بين ( القرية )، و( المدينة ):
1- أن عدد من يسكن ( القرية ) أقل من عدد من يسكن ( المدينة ). ومن هنا قيل: إن قلُّوا قيل لها: قرية، وإن كثروا قيل لها: مدينة. وقيل: أقل العدد الذي تسمى به قرية ثلاثة فما فوقها. فالمدينة أوسع من القرية وأكبر.
محمد إسماعيل عتوك
تابع التتمة على موقع55a.net  
 

14 - أغسطس - 2010
بارك الله لكم في رمضان
 241  242  243  244  245