أكلني نياً ، ودفنني حياً !!! كن أول من يقيّم
أكلني نياً ، ودفنني حياً !!! ومتابعة لما تفضل به أخي الحبيب الشاعر اللبيب زهير ؛ حيث إنني كنت أخزن في حاسوبي هذه المقالة للأديب الكاتب الساخر الأستاذ أنيس منصور ، وهي لصيقة بهذا المبحث الرائع الماتع الشائق ، وهي : ((وكان لي صديق يمني هو الشاعر عبد الله بن يحيى العلوي، وكان مندوباً لليمن في الجامعة العربية، ويقال أن الإمام أحمد اشترط أن الذي يمثل اليمن، يجب أن يكون شاعراً، وأن يبعث له بالتقارير شعراً، وهذا ما فعله وأضحكنا، فقد وصف في أحد التقارير كل ما يفعله الأعضاء في دورات المياه ـ كل ما يفعلون ويقولون شعراً؟! ويبدو أن عادة كتابة الشعر خارج الجامعة قد تمكنت منه أيضاً، فكان يرسل لي كل يوم ـ نعم كل يوم ـ خطاباً يعدد فيه الأخطاء النحوية في مانشتات الصحف، كل الصحف المصرية، ويلعن اليوم الذي جاء فيه إلى مصر ليتعذب هو وسيبويه على السفود، وكان يقول لي إن شاعراً قديماً نظم قصيدة عن واحد اسمه «نفطويه» قال له فيها: أحرقه الله بنصف اسمه وصبر الباقي صراخاً عليه !!!(1) يقصد «نفط» و«ويه» !!! وكنت أجدها مناسبة للضحك، لولا أنه كان يخاطبني كأنني المسؤول عن كل سقطات الصحف، والتي ما تزال تخطئ في العناوين نحوياً ولغوياً. وضقت بالأستاذ العلوي، فقد فشلت في إقناعه بأنني لست المسؤول عن الصحافة المصرية، وكان يرى أنني شيطان أخرس ـ إذ كيف أسكت عن ذبح سيبويه يومياً من دون أن تهتز شعرة في مفرقي ـ كما يقول المتنبي. ولم أجد إلا حلاً واحداً هو أن أستضيف الأستاذ العلوي في برنامج إذاعي كنت أقدمه اسمه: شيء من الفكر، ودخلت الأستديو ونعيت للأمة العربية وفاة الشاعر اليمني عبد الله بن يحيى العلوي الذي له قصيدة في البراغيث وقصيدة في المراحيض.. وقصيدة في التبول أثناء النوم وأثناء اليقظة، وكانت المذيعة تنظر إلينا من وراء الزجاج وتسأل: من هذا؟ ولماذا لا يتكلم، وانتهى البرنامج وسألتني: من هذا؟ قلت لها: المرحوم يحيى العلوي! وتسأل: كيف؟ فأقول: أنا قررت أن يموت ليريحني! وتلقى الأستاذ العلوي برقيات التعازي.. ثم إذا بمفاجأة غريبة، فقد أصدر الأستاذ العلوي كتاباً جمع فيه كل المقالات والقصائد التي هاجم فيها الصحف وهاجمني، أما عنوانه الكتاب فهو: أنيس منصور.. آه منه وآه عليه.. أكلني نياً ودفنني حياً !!!)) . ............................................. 1 ــ البيت لابن دريدوهو يلي البيت التالي : لو أنزل الكتاب على نفطويه = لكان ذاك الكتاب صراخا عليه رد به ابن دريد على نفطويه الذي قال : ابن دريد بقره وفيه عي وشره = ويدعي من حمقه وضع كتاب الجمهره وهو كتاب العين إلا أنه قد غيره |