البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 234  235  236  237  238 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
رأي المرحوم الطاهر ابن عاشور في حديث سحر الرسول    كن أول من يقيّم

المرحوم محمد الطاهر ابن عاشور من كبار العلماء الذين تصدوا للجواب على مشاكل صحيح البخاري، وذلك في كتابه النفيس (النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح) (الدار العربية للكتاب: ليبيا، تونس 1399هـ 1979م) وقد تناول في هذا الكتاب حديث سحر الرسول عليه الصلاة والسلام، في الصفحة (296) فقال بعدما ذكر نص الحديث:
هذا الحديث من مشكلات الآثار، ليس من جهة انه يثير شكا في تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم الواقع في مدة هذا السحر الذي أصابه، لأن العوارض البدنية لا علاقة لها بالاتصال النبوي في الوحي والتبليغ، ولأن العالم وصاحب الصناعة يعتريه المرض في جسده والضعف في حافظته ولا يقدح ذلك في صحة ما يتذكره، وقد بسط عياض في "الشفا" كشف ذلك.
ولكن الإشكال في تسلط السحر على نفس الرسول عليه الصلاة والسلام، وكيف نال منه الساحر، وهو الذي علمه الله التعوذ من السحر وغيره، وهو القائل: (من تصبح سبع تمرات من عجوة لم يضره سحر ولا سم)
والروايات في هذا الحديث مضطربة، فأما ما في البخاري ففي رواية عيسى بن يونس وابي الزناد أنها "أي عائشة" قالت له : (أفلا استخرجته ؟ قال: قد عافاني الله فكرهت أن أثوّر على الناس فيه شرا) وفي رواية ابن جريج أنها قالت: (فأتى النبيء البئر حتى استخرجه ثم دفنه) ولعه توهم من ابن جريج، وإنما أتى رسول الله البئر ووجدها على الوصف الذي أريه في المنام، ولم يخرج ما قذفه فيها لبيد بن الأعصم من السحر.
والذي يظهر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه مرض في مدة قارنه فيها محاولة لبيد بن الأعصم أن يسحره وأن الله بشره في المنام بالشفاء وجعل له علامة على ذلك ان أطلعه على ما حاوله لبيد بن الأعصم ليكون ذلك خاسئا لليهود، إذ كانوا يرهبون المسلمين بانهم يسحرونهم، وكانوا زعموا عند مبدأ الهجرة أنهم سحروهم، فلا يولد لهم: حتى ولد للزبير ابنه عبد الله، وكانت تلك علامة كعلامة نسيان الحوت لموسى على موضع لقاء الخضر عليهما السلام، وأن الراوي خلط الخبرين فجعلهما خبرا واحدا، فشفى رسوله وشفى قلوب المؤمنين من خوفهم سحر اليهود.
وأما قوله تعالى عن موسى "فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم انها تسعى"  فذلك تخييل بسبب اضطرابات من عقاقير ونحوها، كما يخيل لناظر من يدير جمرة بشدة السرعة أن بيده دائرة من نار، وذلك جائز لأنه يعلم أنه ليس كذلك.
هذا قصارى ما يتأول به ظاهر هذا الخبر.
وبعد: فهو حديث غريب، لم يروه غير هشام بن عروة عن أبيه لا غير عن عائشة لا غير، مع أنه مما تتوافر الدواعي على نقله لأنه حادث عظيم. على أنه روي أن عائشة قالت: (فأتى رسول الله بئر ذروان في جمع من أصحابه) فكيف لم يرو ها الخبر أحد ممن حضره، والحديث الغريب لا يقبل في الأمور التي تتوفر الدواعي على نقلها.
وأيضا هو يقتضي تأثر عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسحر، وذلك لا يجوز عليه، وقد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول بعض أصحابه في مرضه الذي مات فيه "إن رسول الله يهجر" وأمرهم بأن يقوموا عنه.
ولابد في هذا الحديث من آفة من وهم، أو سقوط ما يزيل الوهم، وأن الخبر إذا خالف أصول التشريع وما يجب لمقام النبوة يجب رده ودحضه.

16 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
على رسلك يا عبد القادر    كن أول من يقيّم

أخطات يا أستاذ عبد القادر فالأستاذ يحيى من أهل حلب وليس مصريا، وأرى أنه لا داعي للاستمرار بكيل التهم والشتائم. كن على يقين يا أستاذ أنك لو قمت بنشر كتاب زكريا أوزون عن الإمام البخاري لما اعترضت عليك. وقد اعترفتَ بأنك ترتجل كتاباتك على الوراق، وهذا مدعاة لوقوعك بالأغلاط العلمية والنحوية وتأليب النقاد عليك فيما أنت عنه في غنى.
أتمنى أن نطوي صفحة الشغب ونعود للحوار والبحث الجادين. غفر الله لنا ولك وألهمك الحكمة والسداد، وإنما أدعوك لتمثل قوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )

16 - مارس - 2008
نقد الصِّحاح ( البخاري نموذجا )
تذكار ياسين    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

                                               

رأيـت  سـفـحـكَ في شرقي iiمصّين

 

 

 

 

 

فـأيـن  بـيـتـك فـي تلك iiالبساتين

وأيـن مـن هـامـة الـعلياء iiموطنها عـلـى  الـقـبيبات مهد الشيخ ياسين
حـيّـي شـبـابـكِ عني في iiبطولتهم يـا  (سـيـلـة الظهر) يا أم iiالميامين
وأوقـفـي الـشـمس إني ساهر iiظمئ لـعـل يـاسـيـن مـن كفيك iiيسقيني
أنـا  هـنـا بـلـهيبي لو نظرتِ iiإلى (غـرس  الـدوالي) فماذا لو iiتضيفيني
أنـا  ابـن جـرحـك تاريخي iiحرائقه كـمـثـل  حـبك يجري في iiشراييني
ولـيـس  يبقى من العمر القريح iiسوى حـبـي  الـكبير وشعري في iiفلسطين
وذاك سـلـوان أيـامـي الـتي iiبقيت الـبعض  من شرفي والبعض من iiديني
أجـل  سـلـيـمان والدنيا وأنت iiترى تـلـهـو  بـناري ولكن ليس iiتطفيني
شـكـراً مـحـبـتك السمحاء iiأحفظها فـضـلا عـلـيَّ وعطرا في iiدواويني
قـرأت شـعـرك لـم أبـلـغ iiحدائقه كـأنـنـي فـيـه أمشي في iiالرياحين
ومـا  نـسبتَ إلى الزعرور عن iiعبث هـنـاك تـكـثـر أعشاش iiالحساسين
عليك من (عين زكري) ما روت وسقت (سـيـلون)  في جنة من حورها iiالعين
أرى فـلـسـطين في عيني وفي iiيدها سـخـط الـشـعـوب وآلام iiالملايين
لابـد  أسـطـورة الـتـوراة iiتسقطها عـلـى  رؤوس الأفـاعي iiوالشياطين
سـتـون عـامـا مـن الإجرام iiلعنتها فـي  الأبـريـاء تـدوّي iiوالـمساكين
يـا رب دنـيـاك إسـرائـيل iiتخدمها كـل  الـدسـاتـيـر فـيها iiوالقوانين

18 - مارس - 2008
خيانة ابن خلدون !!!
وهذا ظني    كن أول من يقيّم

شكرا للأساتذة الدكتور مروان العطية والأستاذ عبد الله أبو حاتم على مشاركتهما وقد كان ظني كما تفضل أستاذنا الدكتور مروان أنه ليس في المكتبة العربية كتاب مفرد في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد، ولكني ما أزال أشك في أن يكون أحد المستشرقين قد خصه بدراسة مستقلة.
وأندر ما وقفت عليه من كلام معاصريه ما حكاه أبو تمام لما سأل أحد الأعراب عن رجالات السياسة في عصره، قال : (قلت: فما تقول في أحمد بن أبي دُؤَاد? قال: هَضَبَة لا ترَام، وجبل لا يضام، تشحذ له المُدى، وتنصب له الحبائل، حتى إذا قيل قد هلك وثب وَثْبَة الذئب، وَخَتَل خَتْلَة الضب) *
وقد علق المسعودي في مروج الذهب على خبر أبي تمام مع الأعرابي بقوله:
(وهذا الخبر فمخرجه عن أبي تمام، فإن كان صادقاً فيما قال، ولا أراه، فقد أحسن الأعرابي في الوصف، وإن كان أبو تمام هو الذي صنعه وَعَزَاه إلى هذا الأعرابي فقد قَصَر في نظمه، إذ كانت منزلته أكبر من هذا).
________________
* وقد ورد خبر أبي تمام مع الأعرابي في كتاب أخبار أبي تمام، المنشور على الوراق أيضا، يرجى المقارنة بينهما لتفادي الأغلاط المطبعية.

23 - مارس - 2008
أبحث عن كتاب في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد
وعند جهينة الخبر اليقين    كن أول من يقيّم

وشكرا لأستاذنا زين الدين هشام: كنت أتمنى مشاركتكم في هذا الملف بالبحث في مكتبة الاستشراق. وجوابكم هذا يعني لي الكثير: مكررا شكري وامتناني على كلماتكم الطيبة ومشاركاتكم الأثيرة.

25 - مارس - 2008
أبحث عن كتاب في ترجمة أحمد بن أبي دؤاد
ماذا بقي من الزهاوي    كن أول من يقيّم

قدر الزهاوي في مقدمة طبعته للديوان، أن الديوان يشتمل على أكثر من ثلث شعره، وأقل من النصف، وقد قام بتهذيب الكثير من قصائده المنشورة في الديوان لأسباب قد لا تتعلق بجودة القسم المحذوف، مثل قصيدة (على كل عود صاحب وخليل) التي قالها في رثاء شهداء سوريا في مجزرة صديقه جمال باشا السفاح، وكان قد كتب القصيدة في مناسبة أخرى هي (استقبال الملك فيصل) يوم فتح دمشق (1/ 10/ 1918) كما بين الأستاذ عبد الرزاق الهلالي في مقدمة نشرته للديوان، فلما نشر الزهاوي الديوان حذف من القصيدة كل ما ليس له علاقة برثاء الشهداء لتبدو القصيدة وكأنها مكتوبة يوم وقوع المجزرة. وقد نشر روفائيل بطي القصيدة كاملة في كتابه (الأدب العصري في العراق العربي) وعدد أبياتها (158) بيتا، بينما المنشور منها في الديوان (43) بيتا. ومن المقاطع المحذوفة مقطع بعنوان (إنقاذ دمشق):

إلـى  أن أتى بالفتح جيش iiعرمرم مـدافـعـه  تـنكي العدى وتهولُ
وجاءت خيول العرب تعدو وراءها بـمـقـربـة  لـلإنـكليز iiخيولُ
هـنالك أهل الشام صاحوا iiوكبروا وكـبـر  أعـلام لـهـم iiوسهولُ

ومثل ذلك قصيدته في استقبال أنور باشا وزير الحربية العثماني لما زار بغداد في أيار من عام (1916) (أثناء تنفيذ حكم الإعدام بطليعة الشباب العربي في دمشق) حيث استقبله الزهاوي بقصيدة في مائة بيت، إلا أن المنشور منها في الديوان (13) بيتا فقط بعنوان، إليك تنظر. والقصيدة منشورة كاملة في جريدة (صدى الإسلام) العدد الصادر يوم (19/5/ 1916) ومن القسم المحذوف قوله:
أأنـور أنـت اليوم درعٌ iiلأمة يـحـاربـها ثلثا الأنام وأكثر
قـدمت على رحب لبغداد إنها لفضلك في هذي الزيارة تشكر

وليس في الأبيات ال(13) المنشورة في الديوان ما يبين سبب القصيدة. ونبه الهلالي أيضا إلى أن الزهاوي قد حرف أهم أبيات القصيدة وهو قوله:
وَمـا هـذه في الدهر أَول iiمَرَّة رأى الحق فيها الإنكليز فأنكروا
فجعله
وَمـا  هـذه في الدهر أَول iiمَرَّة رأى الحق فيها الظالِمون فأنكروا
وقصيدته في الترحيب بعودة المعتمد البريطاني بيرسي كوكس التي أنشدها يوم 11/ 10/ 1920 فأسخط عليه الناس، ولم يثبت من القصيدة في الديوان سوى (17) بيتا، وأولها:
عـد  للعراق وأصلح منه ما iiفسدا وابثث به العدل وامنح أَهله الرغدا
وقصيدته في مدح نقيب الأشراف عبد الرحمن الكيلاني الذي عينته الإنكليز رئيسا للحكومة المؤقتة، ولم يبق من القصيدة سوى (16) بيتا، نشرت في الديوان بعنوان (يا شعر) ولم يُبق فيها على حرف يذكر بمناسبتها.
بل هناك قصائد بالكامل لم ينشرها في الديوان، كقصائده في استقبال الملك فيصل ومدحه، ومنها قصيدته المشهورة:
إنـا  محيوك فاسلم أيها الملك ومصطفوك لعرش شاءه الفلك
 وقصيدته في مدح الإنكليز، والتي يقول فيها:
وجدت الإنكليز أولي احتشام أبـاة  الـضيم حفاظ iiالزمام
وأعتقد أن الزهاوي قد ندم بعدما نشر الديوان، حيث لا ينفع الندم، ففي شعره المنشور قطع من الركاكة والإخفاق لا يمكن معها أبدا أن يصح قوله:
الـشعر  لست iiأقوله إلا  كـمـا أَنا أشعرُ
ما إن أقلد من iiمضت قبلي  عليه iiالأعصر
فإذا نظمت البيت من هُ أعـيـده iiوأكـرر
وإذا  رأَيت اللفظ iiلَي سَ كَـما أروم iiأُغَيِّر
وأظـلُّ  أصقله iiإلى أن تَـستَقيم iiالأشطر
ويروع  عيني iiحسنه ويـبين فيه iiالجوهر
وهذه الأبيات تصح في نسبة لا تتعدى العشر من شعره، ضاهى بها عمالقة الشعر العربي، وإنما فسد شعره لما دخل به غمار الفلسفة ومصطلحاتها والفلك وعلومه، وصار يسمع انتقاص الناس لشعره فيعد ذلك حقدا عليه وحسدا وبغيا.
 وكما أنه لم يف بوعده في صناعة الشعر، كان أكبر خائن لدعوته التي دعا الناس إليها وهي  (تحرير الشعر العربي من ظلمات القافية) فكيف كتب كل تلك المقالات في الامتعاض من أغلال القافية وقيودها ثم نظم ديوانا كاملا على روي واحد وقافية واحدة وهو ديوانه (ثورة في الجحيم) وهكذا فإن الزهاوي ألحد ولم يلحد، وأحب الشعر وكره القوافي، وقصد مصر فذهب إلى بيروت، وأراد أن يذم أحمد شوقى فرثى إسماعيل صبري وكان كما يقول: (كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية)
وسوف أتبع هذا التعليق بصفحة أجمع فيها طائفة من شعره الذي وصف به حياته مع الشعر ومبلغه منه ومنزلته بين الشعراء.

25 - مارس - 2008
عيون الزهاوي
الزهاوي والشعر     كن أول من يقيّم

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فَـلَـيسَ خَليقا أن يقال له iiشعر
الـشعر  لا وزن ولا قـافـيـةٌ iiتـلـتزمُ
بـل  هو معنى iiثائر قـد قـيـدتـه iiالكلمُ
الـشـاعر الفحل iiله مـن  نـفـسه iiمعلّمُ
هـنـاك ثـلـة iiتقو ل  فـيـه ما لا iiتعلمُ
لا تطل شعرك iiوابذل كـل  جهد ان iiتجيده
رب  بيت هو إن iiأَح سنت خير من قصيده
حـبذا  الشعر إذا iiكا ن  مـثـيراً iiللشعورِ
وإِذا كـان iiنـزيـهاً كـأَغـاريد  iiالطيورِ
أَيُّـهـا الشعر iiسلوِّي أَنتَ  في ساعة iiهمي
ادرأ الأحـزان iiعني بـأبـي  أَنتَ iiوأُمي
لَيسَ  بالشاعر من iiكا ن لـمـا قـيل iiيعيدُ
انَّـما  الشاعر من كا ن لـه فـكـر iiجديدُ
إنّ  للحزن إلى iiالسي رِ عـلى الأفواه iiفَقرا
فـإذا حـرّرتـه iiمن بعدِ  حَبس كان iiشِعرا
أَقوم في روضتي iiصباحاً مـسـتمعاً  نغمة iiالهزار
وأبصر الشمس حين تبدو أشـعة  الشمس iiكالنُضار
فأنظم  الشعر غير صعب كـأَنما الشعر من شعاري
شـعر  قد اخترته iiلِنَفسي والناس  منه على iiالخيار
كـأنـه  الحق حين يتلى وما  على الحق من iiغبار
عـلـمـني أن أجيد iiفيه طـول تعاطيه iiواختباري
إنني  والهزار فرعان من iiأص ل كـلانـا قد مارس iiالأشعارا
وكـلانـا بـثَّ الـصبابة iiإلا أنـني قد صرحت وهو iiأشارا
وكـلانـا أجـاد نظم iiالقوافي غير  أني قد فقت فيها iiالهزارا
فـأنـا  أخـبـر الأنام iiبحبي وهـو بـالحب يخبر iiالأطيارا
وجـنـاح  الهزار ريش iiقليل وجناحي فكري الَّذي لا يُجارى
يـصـف الحب وحده ثم iiإني أصف  الناس والهوى iiوالديارا
وقـصـارى أنغامه الوجد iiأما نـغـمـاتي فما لهن iiقُصارى
من بعد موتي iiبحين سـيعلم القوم iiقدري
فـقد  وقفت iiحَياتي لهم  وأَفنيت iiعمري
أود  أن تحفروا iiفي جنب النواسيّ قبري
إنـي أمـت iiالـيه وإن  تأخَّر iiعصري
إذا لـم يبث الشعر إحساس iiأهله فَـلَـيـسَ خليقاً أَن يفوز بإكبار
وأحـسـن  مـنه حكمة iiعربية تدور على الأَفواه كالمثل الجاري
سـيـأتي زَمان فيه للشعر iiدولة فـتخبر  فيه القوم من أنا iiآثاري
ظـننت  بأن الشعر يغني فما iiأَغنى وَكَـم  شاعر في موقفي أخطأ iiالظنَّا
لَقَد كانَ شعري يحسن اللحن إن iiشدا فَما بال شعري اليوم لا يحسن اللحنا
وكـنـت لأسـفـار الحياة iiاتخذته رفـيـقـاً أَصـافيه المودة أَو خدنا
يـغـنـي فَـيُبكي السامعين iiغناؤُهُ كـذلـك  يُشجي العندليب إذا iiغنّى
وأَحـسن  من غنَّى من الطير iiبلبل تـبـوأ  فـي غناء من جنة iiغصنا
وأَكـثـر  إحسانا من الطير iiشاعر إذا  قـال راعَـى في صناعته الفنا
وَما  اليَوم عجز الشعر عن خوَر iiبه ولـكـنـها الأشجان لا تقبل الوزنا
كـأنـي إلـيـه لـم أَمـتَّ iiبقربة وَلَـم  أَكُ لـلـمطبوع منه أباً وابنا
مـن الشعر ما يَلقى الردى قبل iiربه إذا  قـصر المعنى المراد فما iiأَغنى
وَلـلـشـعـر جسم ناعم هو iiلفظه وَللشعر  روح ذو شعور هو iiالمعنى
أَرى الـشعر بعد الوحي أَكرم iiهابطٍ مـن  الملأ الأعلى إلى الملأ iiالأدنى
وَلا  خـير في شعرٍ وإن راق iiلفظه إذا كـان عـنه في الهداية iiيستغنَى

25 - مارس - 2008
عيون الزهاوي
صور    كن أول من يقيّم

زار بالأمس أَبٌ جدثَ  ابنٍ iiهلكا
فـدنا من iiرأَسه وجـثا  ثم iiبكى
عَلى ضَريح iiجَديد يضم لَيلى ارتميتُ
هـناك  فوق iiثراه بـكيت  ثم iiبكيتُ
اذكـريـنـي iiوتعالي قـبـلما الوقت iiيفوتُ
واحضري ساعة موتي وانـظري كيف أَموتُ
كـلما فكرت في iiالأم ر  تـولاني ارتجافُ
أنـا  من مستقبل النا سِ على الناس أَخافُ
أَقـول لشيخ بدا iiضعفه وَكـاد إِذا ما مَشى iiيجثم
تعرض لريح الصبا إِنَّها عـليك  غداة غد iiتحرم

25 - مارس - 2008
عيون الزهاوي
ابنتي (من روائع الزهاوي)    كن أول من يقيّم

نـبـتـت  مثل زهرة iiالأقحوانِ في  رَبيع الهوى بروض iiالأماني
نـبـتـت  فيه وَهي ذات ابتسامٍ فَـسـقـيـت ابـتسامها iiبحناني
كَم ضممت ابنَتي إِلى الصدر مني أَبـتَـغـي أَن أَردهـا iiلـجناني
وَشـمـمـت السوالف الغر iiمنها أَتَـسـلّـى بـهـا من iiالأشجان
ثـم أَبـعـدتـهـا لأنـظر iiفيها ثـم أَدنـيـتـهـا إلى iiأحضاني
ثـم أَجـلـستها إلى الجنب iiمني ثـم  قـلـبـت شـعرها iiببناني
ثـم كـلـمـتـها فردت iiكَلامي بـابـتـسـام  تَلوح فيه المَعاني
ابـنـتي  زهرتي فَيا ربيَ iiاحفظ زهـرتـي  من كوارث iiالأزمان

25 - مارس - 2008
عيون الزهاوي
الشمس    كن أول من يقيّم

الـشـمس أجمل شيء رأَيـتـه فـي الطَبيعه
تجري إلى حيث تزجى بـالـدَفع وهي iiمطيعه
وإنـهـا حـين تجري بـطـيـئـة iiوَسَريعه
وقـد تـصـادم iiشمسا أُخـرى  فَـيا iiللفَجيعه
يـا  شمس أنت ستبقي نَ  بـعـد ما أنا أردى
وَيـجـعل  القبر iiيوماً بـيـنـي  وبينك iiسدا
الأَرض لـلشمس iiبنت وَالشمس  بنت iiالفضاء
مـن ذا يـصـدق iiأنا نـطـير وسط iiالسَماء

25 - مارس - 2008
عيون الزهاوي
 234  235  236  237  238