في غفلة التاريخ كن أول من يقيّم
في غفلة التاريخ ، أفتح نافذتي البعيدة ........
أقرأ في صوتك ملامحي فأهرب من الوطن الجحيم إلى الوطن الأسطورة وترتسم في عيوني صورة أمي وموسم قطاف الزيتون ......
أيها الشاعر المستلقي على رمال الشاطىء وسطوح الخلان ، لملم ما تجده في الملاحات فالريح تنذر بالمطر ...
أيها الشاعر المحروق كبساتين الليمون ، صم أذنيك عن كل إذاعات العالم ولا تلحق بها ......
أيها الشاعر المهدد بانفصال الروح ، خذها مني كلمة : لا تلحق بها وازرع قدميك في الأرض فسوف يصلب من قدماه عاريتان .
أنصت للقصيدة وهي تغني :
|
ومـا فـقـهُ الـحياة عطاءُ iiكتب |
|
ولـو أبـلـيـتـها سهراً iiودرسا |
| وأقـسـمُ أنـهـا بـصرٌ iiوسمعٌ |
|
ولـكـن أنـدر الاثـنـين iiجنسا |
| ومـن لـم يـدر أن الـفـن iiحق |
|
يـظـن أنـامـل الـفنان iiخمسا |
أيها الشاعر الذي ليس له وطن : افتح نافذتك واسمعني ......
| وفي الإسكندرية لي صديق |
|
بودي لو يُخبّرُ كيف أمسى |
| ويـحـيـى بـين سجان iiوسجن |
|
ويـحـيى في كبير الجرح جرْسا |
| وأقــرأ فـكـره فـأراه iiحـرا |
|
يـرى كـل الـحـياة عليه iiحَبسا |
لم يعد في القلب غير يباس ......
لم يعد يكفيني أن أراك حزيناً متألماً ، فالحزن صرت أعرفه وأغرفه ، ويغور بي ، ويغور بي .........
الحزن صرت أعرفه ، أنا المتقطع المتهافت كفتات خبز يرمونه للحمام الجائع في ساحات البلدان المتحضرة ...
أنا المسكون بالليل كافتراش القبر في صقيع القطب الميت ......
أنا المكفن بالقهر كأم القتيل .......
|
عـمـى الألـوان سـلّمه iiطويلٌ |
|
وعـمـري أكـثـر الألوان iiبؤسا |
|
ولـولا الـقـهـر ما غنيت شعرا |
|
ولـو لـم أصحب البؤساء iiخرسا |
|
وفـي مـحـراب أحزاني شموع |
|
تـنـاجـيـني وترفض أن iiتخسّا |
|
وتـصهل حين يغدو الحق iiضرسا |
|
ويـبـدوالعدل أشرس منه iiضرسا |
أيها الشاعر المشتاق لصدر أمه ، اخلع عن أذنيك كل فلسفات العالم ولا تلحق بها . افتح نافذتك وانتظرني في موسم النسرين .
|