 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | المتدارك الخماسي كن أول من يقيّم
أتوجه بداية برد التحية على الأساتذة الأكارم: د. صبري ود. سليمان ود. عمر واضعا بين يديهم هذا السؤال، فقد كنت في غير مناسبة قد ذكرت ما يقع فيه كبار الشعراء المعاصرين من أخطاء في كتابتهم على البحر المتدارك، وعسر السيطرة على أوزانه حتى وجدنا من يفرق فيه بين الخبب ودق الناقوس والمتدارك السالم الذي كتبتُ عليه قصيدة (آسفي).. وسؤالي اليوم: أنني ألحظ في الكثير من الغناء الجبلي في بلاد الشام أغاني تعود معظمها إلى متدارك خماسي مقطوع، وخلاصة القطع في المتدارك أن يكون حرف العين ساكنا في (فعلن) وأشهر هذه الأغاني (على دلعونا) وما يجري مجراها، ومثال ذلك هذا البيت وهو بالفصحى: يا أم الناري يا أم iiالناري | | أنهار الدنيا ما تطفي ناري | فهذا متدارك خماسي: يعني يشتمل كل شطر منه على (فعلن) المقطوعة مكررة خمس مرات، فماذا نسمي هذا الوزن | 11 - ديسمبر - 2007 | بحر القدس العروضي |
 | لا فض فوك كن أول من يقيّم
كل عام وانتم بخير أستاذنا محمد عبدلة المراكشي، وسلمت أناملك ولا فض فوك، ما أجمل ما انتقيت وما أطيب ما أبديت، والقصيدة (سلمكم الله) أشهر ما قاله دبيس المدائني، الشاعر الضرير، وهو من شعراء الخريدة، انظر ترجمته في الخريدة (نشرة الوراق: ص 175) وللأبيات قصة طريفة ذكرها ابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق (نشرة الوراق: ص 15) وقد نقل الصفدي ترجمته عن الخريدة إلى كتابيه (نكت الهميان: الوراق ص 56) و(الوافي) (الوراق ص 1921) والقصيدة قالها دبيس في رثاء ثقة الدولة ابن الأنباري الدريني المتوفى عام (549هـ) وتجد ترجمته في الوافي للصفدي، (الوراق: ص 3053) واسمه: علي بن محمد بن يحيى، أبو الحسن الدُّرَيني، ثقة الدولة بن الأنباري. أكرر شكري وامتناني وكل عام وأنتم بخير | 16 - ديسمبر - 2007 | نشر البشام فيما هو مكتوب على قبور أهل الشام من رقائق الشعر ولطائف الكلام |
 | عيد مبارك كن أول من يقيّم
كل عام وأنتم بخير: أستاذتي القديرة ضياء خانم وكافة الأساتذة الأكارم غائبين وحاضرين، أعاده الله عليكم وعلى عباده الطيبين باليمن والبركة، ولولا وقوفك يا أستاذة في رعاية هذه المجالس لتقوضت خيمتها وذهبت مع الريح منذ زمن، فشكرا لك وشكرا لكلماتك التي بها أعتز وأتقوى، واسمحي لي أن أغتنم هذه الفرصة للمباركة والسؤال عن مولانا لحسن بنلفقيه وأستاذنا بديع الزمان وشاعرنا صادق السعدي وأستاذنا عبد الرؤوف النويهي (...) والأستاذة الكريمة صبيحة شبر، وصديق الجميع إبراهيم عبيد والبحار الغواص، وأستاذنا الدكتور مروان العطية (عساكم من عواده) وصديقنا الشاعر المجيد الأستاذ محمود الدمنهوري، وصديقنا (الطعنة النجلاء: يحيى رفاعي) وصديقنا القمر الغائب وحيد الفقيهي وأستاذنا داود أبا زيد، وأستاذنا مكي كاظم، وأضم صوتي متسائلا عن سبب غيبة الدكتور يحيى المصري، متمنيا له عيدا مباركا، له ولكل أصدقائنا في حلب، وسيما زين الشباب الأستاذ زياد عبد الدايم، وأما أستاذنا أحمد إيبش فأنا على صلة دائمة معه، نبارك له بالعيد ونعذره لانشغاله بمشروعه الضخم (رواد جزيرة العرب) وعيدا مباركا لأستاذنا الرجل الطيب منصور مهران، وأستاذنا (الحاضر دوما) سعيد الهرغي ولأساتذة العروض العربي: (الأساتذة: د. صبري ود. سليمان أبو ستة ود. عمر خلوف) وتهنئة فاروقية للدكتور فاروق مواسي.. والأساتذة الأكارم خالد صابر وإسماعيل الربيعي وزين الدين هشام وعبد الرازق حويزي وسليمان القرشي وخشان خشان، وشكرا للأستاذ يوسف الزيات بطاقته الغالية (عساكم من عواده) وشكرا للنجمة التي سيكون لها ألقها المتميز في مجالسنا الطفلة الموهوبة (هبة الأرغا) ابنة صديقنا الأستاذ هشام، ولاتزال في التاسعة من عمرها، و(فرخ البط عوام) كما يقال عندنا في الشام، وهي سمية شاعرتنا الغائبة هبة عوض الله (نتمنى لها عيدا سعيدا وعودا ميمونا) وكل الشكر لسفير الورود أستاذنا عبد الحفيظ وابنته الغالية ندى على استمرارهما في العطاء وإثراء هذه المجالس، ويطيب لي في هذه المناسبة أن أرحب بدخول الأستاذة مها راجي إلى مجالسنا وعيدا مباركا، وعيدا مباركا للأستاذة درصاف متمنيا أن أرى لها مزيدا من المشاركة كما وعدتنا وأتوجه ببطاقة خاصة جدا لشاعرتنا النجيبة لمياء، راجيا لها عاما دراسيا موفقا وعودة مظفرة، ولابد في هذه العجالة أن يكون قد فاتني ذكر الكثير من الأصدقاء، فعيدا مباركا لجميع أصدقاء الوراق، دمتم بخير ورضا من الله وإلى اللقاء | 20 - ديسمبر - 2007 | كل عام وأنتم بخير |
 | زلازل دمشق: خريف عام 1759م     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
لا تزال آثار هذه الزلازل المروعة باقية حتى اليوم في جميع أحياء دمشق، وخاصة الأحياء المجاورة لمسجد بني أمية الكبير، ولا اعرف إذا كان هناك في التاريخ زلزال يقارب هذا الزلزال في عنفه وقوته، فقد استمر مدة 28 يوما أولها يوم 8/ ربيع الأول من عام / 1173هـ) ووافقت بدايتها شهر تشرين الثاني من عام 1759م) وانقل لكم أخبار هذا الزلزال عن كتاب (حوادث دمشق اليومية) للحلاق البديري: نشرة الوراق (ص 56) ويلاحظ وقوع اضطراب في ذكر التواريخ، والشهور، فيما حكاه البديري لعلها من أخطاء الطبع، والصواب أن ذلك كان عام 1173 وليس عام 1172 كما يرد في نص البديري لأن الباشا الشتجي لم يكن واليا على دمشق عام 1172هـ وإنما كان واليا على حلب. وقد ذكر المرادي هذا الزلزال المهيب في ترجمته فقال: (وحصل وهو بدمشق سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ليلة الثلاثاء ثامن ربيع الأول قبيل الفجر زلزلة واتصلت بالقدس وغزة وتلك النواحي وصيدا وصفد وجميع بلاد ساحل الشام وحمص وحماه وشيزر وحصن الأكراد وأنطاكية وحلب واتصلت في كل أسبوع مرتين وثلاثاً إلى ليلة الاثنين سادس ربيع الثاني من السنة المذكورة فزلزلت بعد الفراغ من صلاة العشاء الأخيرة تلك المحال المذكورة بأسرها واستقامت بدمشق ثلاث درج وخرب غالب دمشق وأنطاكية وصيدا وقلعة البريج وحسية، وانهدم الرواق الشمالي من مسجد بني أمية بدمشق وقبته العظمى والمنارة الشرقية، وانهدم سوق باب البريد وغالب دور دمشق ومساجدها ولم تزل الزلازل متصلة إلى انتهاء السنة المذكورة وأعقب ذلك بدمشق قبل انتهاء السنة الطاعون الشديد وعم قراها وما والاها وحصل لغالب مساجدها التعمير من وصايا الأموات وعمر جامع دمشق والقلعة والتكية السليمانية بأموال صرفت من كيس الدولة العلية العثمانية). وهذه رواية البديري الحلاق حسب نشرة الوراق، قال: (وفي ليلة الثلاثاء ثامن ربيع الثاني من تشرين الثاني من هذه السنة في الثلث الأخير من الليل والمؤذنون في المآذن يشتغلون المراسلة =كذا= صارت زلزلة خفيفة، وتبعتها ثانية ثم ثالثة زلزلت منها دمشق زلزالاً شديداً، وحسبت أهل دمشق أن القيامة قد قامت، فتهدّمت رؤوس غالب مآذن الشام ودور كثيرة وجوامع وأماكن لا تحصى، حتى قبة النصر التي بأعلى جبل قاسيون زلزلتها وأرمت نصفها، وأما قرى الشام فكان فيها الهدم الكثير، والقتلى التي وجدت تحت الهدم لا تحصى عددا. وفي الليلة الثانية زلزلت أيضاً في الوقت الذي زلزلت فيه الأولى، ثم حصلت في وقت صلاة الصبح وبالنهار أيضاً، ولا زالت تتكرر مرارا لكنها أخف من الأولين. وقد زاد الخوف والبلاء، وهجرت الناس بيوتهم، ونامت في الأزقة والبساتين وفي المقابر والمرجة، وفي صحن الجامع الأموي. وفي هذه الزلزلة وقع خان القنيطرة على كل من كان فيه، فلم يسلم من الدواب والناس إلا القليل، وكذلك خان سعسع. وقد وردت الأخبار إلى دمشق الشام أن بعض البلاد والقرايا انهدمت على أهلها، فلم يسلم منها ولا من دوابها أحد. ثم في ليلة الثلاثاء الساعة العاشرة من الليل خامس ربيع الأول انشقت السماء وسُمع منها صريخ ودمدمة ودويٌّ وهول عظيم، حتى إن بعض أهل الكشف رأى أن السقوف ارتفعت، وظهرت النجوم وعادت السقوف كما كانت. ووردت أخبار أن في بعض البلاد انطبق جبلان على بعض القرى، فذهبت القرى ولم يظهر لها أثر. وفي ليلة الجمعة الثامن عشر من ربيع الأول في محل أذان العشاء خرَّ نجمٌ من السماء من جهة الغرب إلى جهة الشرق، فأضاءت منه الجبال والدور. ثم سقط فسُمع له صوت عظيم أعلى من صوت المدافع والصواعق. وفي الزلزلة الأولى وقعت صخرة عظيمة في نهر القنوات فسدّت النهر، وانقطع الماء عن البلد أحد عشر يوماً، وبقيت قُطّاع الأحجار يقطعون فيها أحد عشر يوماً، فصارت الناس في غمَّين: غمّ الزلزلة وغمّ قلة الماء. وفي ليلة الاثنين سادس ربيع الثاني في الساعة الخامسة صارت زلزلة عظيمة أعظم من الأولى بدرجات. وقد صارت معها رجّة مهولة أسقطت غالب بقية المآذن، وأرمت قبة الجامع الأموي الكبيرة والرواق الشمالي جميعه مع مدرسة الكلاسة وباب البريد وأبراج القلعة وغالب دور دمشق، والذي سلم من الوقوع تناثر من بعضه البعض وقُتل خلق كثير خصوصاً في القرايا، ورحلت الخلائق للبساتين وللجبال والتُّرب وإلى المرجة، ونصبوا بها وبالبراري الخيام وناموا بعيالهم وأولادهم، ومع ذلك فلم تبطل الزلزلة والرجفان لا ليلا ولا نهارا. ثم أمر عبد الله باشا الشتجي والي الشام وفقه الله تَعالى منادياً ينادي بالناس أن يصوموا ثلاثة أيام وأن يخرجوا في اليوم الرابع إلى جامع المصلّى، فإنه مشهور بإجابة الدعاء فيه. فخرجت الناس من كل فج عميق إلى المصلى، وخرج حضرة الوزير معهم وجميع الأعيان والمفتي والقاضي، وخرجت العلماء وأهل الطرق والصوفية والنساء والأولاد، ولازموا الدعاء في المصلّى ثلاثة أيام بضجيج وبكاء وخشوع كيوم عرفات، بل كموقف القيامة، فرحمهم أرحم الراحمين، وعاملهم باللطف والتخفيف، فصارت الأرض تختلج اختلاجاً خفيفاً، ولم تزل الناس في البساتين والبراري خائفة حتى نزل عليهم الثلج المطر وصار الجليد إلى أن خفّت الزلزلة ورجعت الناس خائفين. وفي أواسط جمادى الأولى قدم القاضي إلى دمشق الشام، واسمه رضا أفندي، ولم يحرّك ساكنا. وفي ثامن جمادى الثانية ظهر خبر بدمشق أن عبد الله باشا الشتجي والي الشام معزول. وفي ثالث عشر جمادى الثانية. وفي يوم الخميس ثاني وعشرين جمادى الثانية رحل الحاج عبد الله باشا الشتجي إلى منصب ديار بكر على ما قيل. وفي ليلة الاثنين الخامسة والعشرين من جمادى الثانية قُبيل السحر صارت في الشام أيضاً زلزلة خفيفة أخف من الزلازل المتقدمة. ثم شاع الخبر بين الناس أنه سيحدث زلزلة عظيمة، ففزعت الناس فزعاً شديداً، ورجعوا إلى ما كانوا عليه من الخوف والفزع والخروج للبساتين والمقابر، نسأله تعالى اللطف. وفي نهار الاثنين غرة رجب المبارك من هذه السنة دخل والي الشام محمد باشا الشالك بن بولاد باشا لدمشق بموكب عظيم ضحوة النهار، وخرجت لملاقاته الأكابر والأعيان والأفندية والأغاوات، وخرجت الإنكشارية بالخيل والعُدد المطلية والدروع الداوودية، وخرجت القبقول بالعدد الكاملة. وفي يوم السبت سابع رجب دخل نعمان باشا حاكم صيدا، فدخل في موكب عظيم، وخرج لملاقاته والي الشام محمد باشا الشالك ومعه الأفندية والأكابر والأغوات، وأنزله والي الشام عنده، وأنزل كل آغا من أغواته عند آغا من أغوات الباشا، ثم أقام في ضيافة والي الشام محمد باشا ثلاثة أيام وأربعة ليال، ورحل لمحل وظيفته ومنصبه بصيدا. وفي نصف شهر رجب جاء ريح عظيم استمر أربعة أيام ولياليها حتى هدم أماكن كثيرة، ولم يبق من الأشجار إلا القليل، وارتجاج من الزلازل لم تبطل لا ليلاً ولا نهاراً، مع وقوع الغلاء حتى في الخضراوات، فرطل الخبز بخمسة مصاري، ورطل الباذنجان بخمسة وعشرين مصرية، ورطل البصل بتسعة مصاري، ورطل اللحم بقرش وربع لم يوجد، ورطل السمن بقرش ونصف وربع. والبقية على نحو ما قدّمنا. قال المؤرخ البديري: والفقير لم يوجد معه ولا منقير، والهدم واقع من الزلازل في كل وقت وحين، والناس رحلت إلى أرض الفلاحين، والله تعالى هو المعين. وفي نهار السبت الثاني والعشرين من رجب جاء قبجي من طرف الدولة العلية واسمه سبانخ زاده لأجل الكشف على الجامع الأموي وعمارة قبّته وجهته الشمالية ومآذنه المهدومة في الزلازل، ومعه باش معماري وفعلة ورجال لأجل مباشرة تعمير الجامع المذكور.
| 23 - ديسمبر - 2007 | كتاب في حب دمشق |
 | تفضلوا علينا يا أبا البركات كن أول من يقيّم
نتمنى من أستاذنا أبي البركات أن يتفضل علينا بالتوسع في التعريف بكتاب ابن الراعي، وهو قد عاصر الزلزال المذكور في تعليقي السابق، ولكنه فرغ من تأليف كتابه (البرق المتألق) سنة (1171هـ) كما ذكر الباباني في (هدية العارفين) أي قبل وقوع الزلزال بسنة وبضعة أشهر، وتوفي كما ذكر الزركلي في ترجمته عام (1195هـ 1781م) ومولده عام (1119هـ 1707م) | 23 - ديسمبر - 2007 | كتاب في حب دمشق |
 | شكرا بطاقتك الغالية كن أول من يقيّم
كل الشكر لك أستاذنا عبد الحفيظ على هذه البطاقة التي لم أنتبه إليها حتى الآن، وتحية طيبة للأصدقاء أجمع، كل عام وأنتم بخير | 2 - يناير - 2008 | أحاديث الوطن والزمن المتحول |
 | رسالة ابن حزم في الغناء     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تحية طيبة أساتذتي الأكارم: فهمت من تعليقات المشاركين في هذا الموضوع أنهم غير عارفين بما فيهم صديقنا الأستاذ سعيد الهرغي أن رسالة ابن حزم في الغناء منشورة في الوراق، في المكتبة المحققة ضمن كتاب (رسائل ابن حزم) وتبدأ في الصفحة (401) من كتاب الرسائل، وهي بعنوان (رسالة في الغناء الملهي أمباح هو أم محظور) وقد قدم المحقق المرحوم إحسان عباس بمقدمة وافية وشافية حول ابن حزم ومناوئيه في هذا الموضوع، وأضيف إلى ما ذكره أن المرحوم الشيخ ناصر الدين الألباني قد وضع ردا مطولا على رسالة ابن حزم هذه بعنوان: (تحريم آلات الطرب أو الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومقلديه المبيحين للمعازف والغنا) منشورات دار الصديق: 1420هـ، يقع الكتاب في (205) صفحات عدا الفهارس، وقد افتتحه بالرد على المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة في فتواه الصادرة يوم 29/ ذي القعدة سنة 1373هـ في مجلة (الإخوان المسلمون) (العدد 11) ونصها: (بالنسبة للغناء إذا لم يكن فيه ما يثير الغريزة الجنسية فإننا لا نجد موجبا لتحريمه، وإن العرب كانوا يرجزون ويغنون ويضربون بالدف، وورد في بعض الآثار الدعوة إلى الضرب بالدف في الزواج، وقيل: "فرق ما بين الحلال والحرام الدف" ومثل ذلك الموسيقى، ونجد أنه لما دخل الغناء الفارسي بالألحان في عهد التابعين كانوا فريقين: فريقا يميل إلى الاستماع ولا يجد فيه ما يمس الدين كالحسن البصري، وفريقا لا يميل إليه ويجده منافيا للزهادة والورع كالشعبي، وعلى أي حال فمن المتفق عليه أنه ما دام لا يثير الغريزة الجنسية ولا يشغل عن ذكر الله وعن الصلاة فليس فيه ما يمس الدين) وعرض الألباني في المقدمة (ص 15) إلى موضوع نشر في مجلة (الإخوان المسلمون) (العدد 5) بعنوان: الموسيقى الإسلامية جاء فيه: (والسيمفونية هي أرقى ما وصل إليه عباقرة الموسيقى أمثال بيتهوفن وشورب وموزار وتشايكوفسكي وهي تعبير عن عواطف وإحساسات تنعكس من الطبيعة أو الإنسان، ويجمع لها أكبر عدد من العازفين المهرة بأحدث الآلات على اختلافها حتى يكون التعبير أقرب إلى الحقيقة بقدر الإمكان. وقد تألفت فرق للسيمفونية المصرية تضم أكثر من ثلاثين عازفا ساعدتهم جمعية الشبان المسيحية وعزفت في الحامعة الأمريكية، فما أجدرنا بهذا وما أحوجنا إلى داعية من نوع جديد، سوف يكون فتحا في عالم الموسيقى وتقدما عالميا لها، وحينئذ يبرز لون فريد يسيطر على أفئدة العالم هو "الموسيقى الإسلامية" بدلا من الموسيقى الشرقية) قال: فهذا من أكبر الأدلة على أن استباحة الآلات الموسيقة قد فشت بين المسلمين حتى الذين ينادون منهم بإعادة مجد المسلمين وإقامة دولة الإسلام، ولولا ذلك ما استجازت مجلتهم أن تنشر هذا المقال الصريح في استحلال ما حرم الله من الموسيقى، بل والدعوة إليها، وليس هذا فقط، بل وسماها "الموسيقى الإسلامية" إلى أن قال: من أجل ذلك رأيت أنه لابد من تأليف رسالة أبين فيها حكم الشرع في الموسيقى وأرد على ابن حزم قوله بإباحتها وأبين أوهامه في تضعيف الأحاديث الصحيحة المحرمة لها...إلخ) فرغ الألباني من كتابة الرد على ابن حزم في دمشق يوم 24 شعبان 1375 ثم أعاد نشرة الكتاب وزاد عليه بعد أربعين سنة من هذا التاريخ، وذلك في عمّان: شهر محرم عام 1415هـ فقد ازداد كما يقول الأمر شدة، وكثر البلاء والافتتان بالأغاني والموسيقى لتيسر وسائل الاستماع وسكوت كثير من العلماء عن الإنكار، بل تصريح بعضهم ممن يظن الكثيرون أنهم من كبار العلماء بإباحتها، وتكاثرت وتنوعت المقالات التي تنشر في بعض الجرائد والمجلات في إباحة الآلات الموسيقية وإنكار تحريمها وتضعيف الأحاديث الواردة فيها ضاربين عرض الحائط بالحفاظ المصححين لها، ومذاهب الأئمة القائلين بمدلولاتها، لا يتعرضون لذكرها، حتى إن عامة القراء يتوهمون أن لا وجود لها ...ألخ) إلى أن قال: (وقد مهد لهم في الإنكار والتضعيف بعض المشهورين من العلماء كالشيخ يوسف القرضاوي ... فقد صرح في كتابه (الحلال والحرم) بقوله (ص 291 طبعة 12) (ومن اللهو الذي تستريح إليه النفوس وتطرب له القلوب وتنعم به الآذان الغناء، ولا بأس بأن تصحبه الموسيقى غير المثيرة) واستروح في ذلك إلى مذهب ابن حزم وتضعيفه لأحاديث التحريم فنقل (ص 293) عنه أنه قال: (كل ما روي فيها باطل موضوع) وتجاهل الشيخ عفا الله عنا وعنه الردود المتتابعة مر السنين على ابن حزم، من قبل أهل الاختصاص في الحديث وحفاظه، وممن هو أعلم منه فيه كابن الصلاح وابن تيمية وابن حجر وغيرهم ممن يأتي ذكرهم..... ولقد سار على هذا المنوال من التجاهل لعلم ذوي الاختصاص صاحبه الكاتب الشهير محمد الغزالي المصري في كتابه الأخير (السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث) تجلى فيه ما كان يبدو منه احيانا في بعض كتبه ومقالاته التي يبثها هنا وهناك من الانحراف عن الكتاب والسنة وفقه الأئمة أيضا خلافا لما يوهم قراءه بمثل قوله في مقدمة كتابه المذكور (ص11): (وأؤكد أولا وأخيرا أنني مع القافلة الكبرى للإسلام هذه القافلة التي يحدوها الخلفاء الراشدون والأئمة المتبوعون والعلماء الموثوقون خلفا بعد سلف ولاحقا يدعو لسابق) وهذا كلام جميل، ولكن أجمل منه العمل به وجعله منهج حياة، ولكن مع الأسف الشديد هو من الكلام الذي يقال في مثله: "اقرأ تفرح، جرب تحزن" إذ أن الرجل قد انكشف مذهبه أخيرا بصورة جلية جدا، أنه ليس مع "القافلة الكبرى" بل ولا مع الصغرى، وإنما هو مع أولئك العقلانيين الشذاذ الذين لا مذهب لهم إلا اتباع ما تزينه لهم عقولهم، فيأخذون من كل مذهب ما يحلو لهم، مما شذ وند، وقد قال بعض السلف: (من حمل شاذ العلم حمل شرا كبيرا) انظر بقية كلام الألباني في تجريحه للمرحوم الشيخ محمد الغزالي (ص 20 حتى ص 32) وكان قد افتتح مقدمته أيضا بالحديث عنه وانه كان يصرح أنه يستمع إلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب أمام أبنائه وبناته. | 3 - يناير - 2008 | هل الموسيقى حرام فعلا؟ |
 | نصيحة الألباني كن أول من يقيّم
هذه قطعة من مقدمة ناصر الدين الألباني لكتابه (تحريم آلات الطرب: في الرد على ابن حزم) الذي تحدثت عنه في تعليق سابق، ونوهت في التعليق إلى الصفحات المطولة التي وجهها في المقدمة إلى المرحوم الشيخ محمد الغزالي، وهو المراد هنا بهذه النصيحة، بعد الهدير المدوي الذي أعقب نشر الغزالي كتابه "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث": (هذه نصيحة أوجهها إليك ،،والدين النصيحة،، وأنت على حافة قبرك مثلي، وإلى كل من سلك سبيلك في الخروج على المحدثين والفقهاء ، وما أكثرهم في هذا الزمان، كذلك السقاف وظله المدعو (حسان عبد المنان) الذي اشتط في تتبع الأحاديث الصحيحة وتضعيفها مخالفا لحفاظ الحديث ونقادها، متظاهرا أنه مجتهد في ذلك غير مقلد، مموها على القراء بأمور مخالفة للواقع، وقد تيسر لي الرد عليه في بعض ما ضعف، وبينت أنه متسلق على هذا العلم، يريد البروز والظهور، ويصدق عليه قول الحافظ الذهبي: "وكيف يطير ولما يريش" ومن تلك الأحاديث حديث البخاري هذا، وقد تفنن في تضعيفه وجاء بما لم يأت به الأوائل، حتى ولا ابن حزم. فيا أيها الشيخ: لعل هذا المعتدي على الأحاديث الصحيحة وأمثاله هم ثمرة من ثمارك المرة في تهجمك على السنة الصحيحة وأئمتها، وعدم الاعتداد بأقوالهم تصحيحا وتضعيفا، حتى انتشرت الفوضى العلمية وضربت أطنابها بين صفوف الأمة وشبابها، وصار الواحد منهم يصحح ويضعف حسبما يشتهي ويهوى. فتب إلى الله تبارك وتعالى من هذه السنة السيئة وأمثالها، وإلا كان عليك وزرها ووزر من اتبعك عليها، وسله تعالى حسن الخاتمة فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم)
| 6 - يناير - 2008 | هل الموسيقى حرام فعلا؟ |
 | ما الفلتاء يا درصاف كن أول من يقيّم
تحية طيبة أستاذة درصاف: لم أفهم الكلمة الأخيرة من القصيدة، وهي كلمة (الفلتاء) ظننت أنها خطأ مطبعي، ولكني لدى الرجوع إلى القصيدة في نشرة الموسوعة رأيتها في الموسوعة كذلك.. فما الفلتاء، هل هو اسم صحراء بعينها في المغرب العربي ؟ أم ماذا ؟ علما بأن الكلمة لا وجود لها في معاجم اللغة والجغرافية، بل لا وجود لها في كل الكتب المنشورة على الوراق. فإما أن يكون لها معنى يليق أن تكون لأجله خاتمة القصيدة، وإما أنها خطأ مطبعي، فما رأيك | 6 - يناير - 2008 | ظننت أن بك علة |
 | ابن حزم لم يسمع بالترمذي كن أول من يقيّم
قال الألباني في كتابه المذكور آنفا (ص 89) معلقا على قول ابن حزم في حق قيس بن حبتر النهشلي أنه مجهول: (وهذا من ضيق عطنه وقلة معرفته، فقد وثقه جمع من المتقدمين والمتأخرين، فمثله لا يكون مجهولا. ولا غرابة في جهل ابن حزم إياه فقد جهل جماعة من الحفاظ هم في الشهرة كالشمس في رابعة النهار ثقة وحفظا، منهم الإمام الترمذي صاحب السنن، قال الحافظ (1) في ترجمته من التهذيب : (وأما أبو محمد ابن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع فقال في كتاب (الفرائض) من (الإيصال): (محمد بن عيسى بن سورة مجهول) ولا يقولن قائل لعله ما عرف الترمذي ولا اطلع على حفظه ولا على تصانيفه، فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ، كأبي القاسم البغوي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبي العباس الأصم وغيرهم)
___________
(1) المراد بالحافظ هنا ابن حجر العسقلاني وكلامه في كتابه (تهذيب التهذيب) نشرة الوراق: صفحة 1471
| 7 - يناير - 2008 | هل الموسيقى حرام فعلا؟ |