متى ولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!!؟ كن أول من يقيّم
ومن الأمور الخلافية ، بالإضافة لما تفضل به أخي الحبيب وشاعرنا اللبيب زهير ـ حفظه الله ورعاه ـ وهي مما يجب أن يقف عندها الباحث المحقق ، بروية ، باحثا محققا ، هي :
متى ولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!!؟
وإليكم ما قاله الصحابة رضوان الله عليهم ، والتابعون لهم ، وعلماء الحديث من بعدهم ، وأهل التاريخ والسير .
أولاً : سنة ولادته صلى الله عليه وسلم :
الأكثرون على أنَّ ولادته صلى الله عليه وسلم كانت عام الفيل ، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما ؛ قيل : بعد حادثة الفيل بخمسين يوماً ، وهو قول السهيلي المالكي ؛ وقيل : بخمس وخمسين يوماً ،حكاه الحافظ الدمياطي الشافعي ؛ وقيل : بشهر ؛ وقيل : بأربعين يوماً ، حكاهما مغلطاي الحنفي وابن سيد النَّاس الشافعي ؛ وقال الإمام الزهري : بعد الفيل بعشر سنين ؛ وقيل : قبل الفيل بخمس عشرة سنة ؛ وقيل : غيره .
ثانياً : شهر ولادته صلى الله عليه وسلم :
قيل :في شهر صفر؛ وقيل : في ربيع الآخر، حكاهما مغلطاي الحنفي ؛ وقيل : في رجب ؛ وقيل : في رمضان ، حكاه اليعمري الشافعي ومغلطاي الحنفي ، وهو مروي عن ابن عمر رضي الله عنهما ، وهو موافق لمن قال : إنَّ أمَّه حملت به في أيام التشريق ؛ وأغرب من قال : إنَّه ولد في أيام التشريق .
ثالثاً : يوم ولادته صلى الله عليه وسلم :
قيل : غير معين ؛ وقيل : في ربيع الأول ، من غير تعيين اليوم ، نقله الحافظ القسطلاني الشافعي في (المواهب اللدنية) ؛ وقيل : يوم الإثنين ، والجمهور على هذا ؛ وقيل :لليلتين مضتا من ربيع الأول ،قاله ابن عبد البر المالكي ، ورواه الواقدي :عن أبي معشر نجيح المدني ؛ وقيل : لثمان ليال مضين منه ، رُوي ذلك عن ابن عبَّاس وجبير بن مطعم رضي الله عنهم ، واختاره ابن حزم ، ونقل ابن عبد البر تصحيح أهل التأريخ له ، وقطع به الحافظ محمّد الخوارزمي ، ورجحه الحافظ ابن دِحـية الكلبي الظاهري ، وقال : هو الذي لا يصح غيره ، وعليه أجمع أهل التأريخ ؛ وقال القطب القسطلاني : هو اختيار أكثر أهل الحديث ، وهو اختيار أكثر من له معرفة بهذا الشأن ؛ وحكى القضاعي إجماع أهل الزِيْج ( الميقات ) عليه ؛ وقيل : لتسع خلون منه ، وهذا ما ذهب إليه العلامة محمود باشا الفلكي المصري ، وله رسالة علمية في هذا ، درس فيها الموضوع دراسة فلكية ؛ ورجحه الشيخ علي الطنطاوي ، وأثنى على رسالته ؛
وقيل : لعشر مضين منه ، وهو قول الشعبي ، ومحمد الباقر ، وصححه الحافظ الدمياطي الشافعي ؛ وقيل : لاثنتي عشرة مضت منه ، وهو قول ابن إسحاق ؛ وقيل :لسبع عشرة مضت منه ،نقله ابن دِحية عن بعض الشيعة ؛ وقيل : لثمان عشرة مضين منه ؛ وقيل : لثمان بقين منه ، رواه أبو رافع عن أبيه محمد بن حزم الظاهري .
رابعاً : وقت ولادته صلى الله عليه وسلم :
قيل : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاراً ؛ وقيل : عند طلوع الفجر ؛ وقيل : عند طلوع أنجم الغفر ؛ وقيل : ولد ليلاً ، رواه الحاكم عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
إنَّ الصحابة رضوان الله عليهم لو كانوا يرون أنَّ ضبط تاريخ مولده صلى الله عليه وسلم لو أهمية ما لما أهملوا ذلك ، ولما اختلفت أقوالهم فيه ، ولوجدناهم يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، مع أنَّهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل صغيرة وكبيرة من أمر الدين ، فلما لم يسألوه ، تبين أن ذلك من الأمور التي لم يعيروها أي اهتمام ، ولم يكونوا يرون أنَّها جديرة بالسؤال !!! |