البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات أحمد إيبش

 21  22  23  24  25 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الأستاذ الكريم عبد الرؤوف النويهي    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

حضرة الأخ الأستاذ عبد الرؤوف النويهي المحترم:
أطيب تحية أرسلها إليك من الشام إلى أرض الكنانة، رعاها الله وبارك بها وبأهلها الكرام الطيبين الصادقين.
ما لزمني أكثر من الكتب في هذا اليوم قد وصلني منك فعلاً، بلا عنوان وبلا شحن.. إنه هذا الموقف الأخوي الكريم الذي أقبله وأشكرك عليه، وأعتبر أن الكتب وصلتني سلفاً، لأن العرض عرض طيب وصادر عن إنسان صادق وطيّب. ألا يكفيني ذلك فخراً؟ أرجو أن تقبل جزيل شكري وامتناني وصداقتي.
كل الذي جرى أن مكتبتي قد "تعمّدت" بماء السّماء.. فغادرتني إلى غير رجعة. يبدو أنه قد حان لي الوقت للكف عن البحث في التاريخ والآثار والطبوغرافيا التاريخية. أحب أن أجرّب حظي في الرّواية التاريخية، وبداياتي الأولى كانت في الأدب لا في التاريخ أصلاً. لا ضرر، هل أنجح في ذلك؟ أرجو منكم الدعاء.
 
حقاً، لن أنسى في حياتي هذه الأريحية منك يا أستاذي الكريم. بارك الله بك وبمكتبتك العامرة، وأجزل لك الثواب في قلب مكسور رأفت به وداويت كثيراً من جراحه.
وبوركت مصر العظيمة.

31 - أغسطس - 2008
مكتبة د. أحمد إيبش
مزيد الشكر    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

شكراً جزيلاً لكل الأخوة والأحبة.. شكراً للأخ الأستاذ محمّد هشام.
لست وحدي أبداً، والواقع أنني عدت فوراً إلى الإنجاز، أقوم بإنهاء بعض الأبحاث التي تشارف على نهايتها.
بعض المنعطفات في حياتنا تعطينا رؤى جديدة للواقع ولأنفسنا، من زوايا لم نكن نراها.
 
شكراً أستاذتنا ضياء، أرجو أن يكون لدي بعض من أسلوب أدبي كما تقولين.. كنت مدمناً على كتابة المذكرات، وهذا في حدّ ذاته فن روائي، يبقى إضافة مادّة تاريخية وعلاقات درامية وعاطفية ووجدانية بين شخوص خيالية، وأحداث متلاحقة بوتيرة متصاعدة تتناهى إلى عبرة ومغزى، فتكتمل بذلك خيوط الرواية التاريخية.
أميل كثيراً إلى الكتابة في إطار التاريخ العثماني، مطلع القرن السابع عشر، بين قصور السلاطين وعوالم المتصوّفة المولويّة وخفايا كواليس الخدم والجواري والحرّاس، وما كان يحاك فيها من مؤامرات.. جوّ إستانبول يسحرني، سأكتب عنه وعن إزمير وتسالونيكي. يا لها من عوالم شائقة يبحر فيها الخيال حرّاً طليقاً. سألقي بملل الحواشي وجدران المراجع في البوسفور وأحلّق كما أشاء على جناح الأدب.
لقد استعدت حريتي، ورفعت رأسي عن وجه الأرض وتفاصيلها الدقيقة لأكتشف أن هناك أفقاً، بل سماء، وفضاء.. لا يحدّها حدّ ولا يربطها وثاق. التاريخ والفيلولوجيا علمان رصينان، ولقد أفاداني كثيراً.. سيجعلاني أشق طريقي بمفردي دون حاجة إلى دليل.. كثير من الروائيين وكتّاب الدّراما التاريخيّة يرتكبون أغلاطاً فاحشاً.. هناك سأكون بمأمن.
يا للرّوعة، أنا متحمّس للغاية.. هناك بانتظاري محيطات من المتعة لأمخر عبابها.
شكراً للجميع..
شكراً لمطر آب..

2 - سبتمبر - 2008
مكتبة د. أحمد إيبش
دمشق: كلمة لا بد منها    كن أول من يقيّم

أخي أحمد عزو، ابن دمشق البار:
تحياتي القلبية إليك، ومزيد الشكر على كلماتك النبيلة.
هذا ما جرى، مفاجأة مريرة للغاية ختمت بـ 40 دقيقة جهد 30 سنة طويلة من الشغف والحب لدمشق.
ليست مكتبتي وحدها التي انتهت، بل اهتمامي بدمشق ذاتها.
منذ حوالي 8 سنوات، تغيّر وجه دمشق كثيراً، كانت في بالي مثلك بالضبط: مدينة العراقة والحارات الضيقة الحانية والعرائش والياسمين والأخلاق الطيبة، لكن دمشق هذه انقرضت وبادت، صارت فعلاً مدينة المطاعم والمقاهي والأراكيل، دون أن أفصح أيضاً ماذا صار بها (على طريق التل تحديداً)..
أهذه دمشق؟ مدينة نور الدين وصلاح الدين والظاهر؟
يا للأسى..
وداعاً يا دمشقي التي أعرفها، لم يعد بك ما يتغنى به الشعراء، غير الازدحام الخانق والحرّ اللاهب، والألفاظ اللاذعة التي تعلّمها فتيان دمشق من الأفلام الأميركية البذيئة.. ما رأيك كيف يتخاطب الشبّان في الطرقات؟
 
بقيت سنوات أقول: عافت نفسي من دمشق، تركتها نهائياً منذ 2004 وما برحت أفكّر بالكف عن الكتابة عنها، إلى أن أتتني هذه الكارثة لتوقف كل شيء قسراً.
فلا ندم ولا خسارة.. لم تعد دمشق تستحق، فسلبتها السماء ما تبقى في صدر من كان يحبها.
أقول هذا الكلام بكل إصرار.. وأنت تعلم مثلي واقع الحال.
وداعاً يا دمشق..
وداعاً إلى الأبد! 

4 - سبتمبر - 2008
مكتبة د. أحمد إيبش
مكتبة المتحف العراقي    كن أول من يقيّم

حضرة الأخ ثائر صالح المحترم:
أشكر لك كلماتك اللطيفة الصادقة. بالطبع لا شيء يمكن أن يعوّض هذه الخسارة، ولكنني عندما أتذكر مآسي العراق الحبيب، وكم من نفوس بريئة أزهقت، وكم من الأطفال براعم الطهر تم اجتثاث أرواحهم، لا يحق لي أن أشعر بضياع شيء حقيقي مني. على صعيد آخر، عندما أذكر ما جرى للمتحف العراقي المذهل ومكتبته العظيمة جداً، لا أرى في مكتبتي إلا شيئاً صغيراً، مهما كانت تضم من الفرائد الثمينة. الحياة كلها مبنية على النقص، ولو تم شيء لإنسان لما وصل إلى جيلنا شيء. الواقع هو الواقع، أقوى من كل الكلام والأماني والأحلام.
 
أستاذي الكريم: سأطلب منك طلباً بسيطاً في اللغة المجرية:
كيف يقولون: "هل تتحدث المجريّة يا سيّدي؟" ؟
أقوم بكتابة رواية، تجري أحداثها في الحرب العالمية الأولى، ومن شخصيات الرواية فتاة هنغاريّة تعيش بدمشق في قنصلية النمسا، أوّد فقط إضافة هذه الجملة إلى النص (أكتبه بالإنكليزية)، لذا أرجو منك أن تكتب لي العبارة بالحروف المجرية، لو سمحت.
ولك جزيل الشكر والاحترام.
أحمد

8 - سبتمبر - 2008
مكتبة د. أحمد إيبش
correction    كن أول من يقيّم

Hey Suleiman,
Look pal, I'm not Aleppine, nor am I now able to have access to Arabic enabled PC.
Just let me set you straight as to the spelling of the two names mentioned:
Munir Achikbash (pronounced in Aleppo: Agikbash)
Rasheed bey Jebara.
Have a good evening.
Ahmed, Beirut

7 - أكتوبر - 2008
من أعلام سوريا
تصويب الاسمين    كن أول من يقيّم

حضرة الأستاذ الدكتور مروان المحترم:
تحية طيبة واحتراماً، وبعد:
يبدو أن الأخ سليمان نسي الموضوع.
على أي حال تصويب الاسمين هو كما يلي:
منير أجقباش - رشيد كبّارة.
والكنيتان كلاهما من كنى حلب المعروفة.
والسلام

14 - أكتوبر - 2008
من أعلام سوريا
نشرة جديدة لنص "ياقوت الكلام"    كن أول من يقيّم

أخي الحبيب زهير:
تحياتي القلبية إليك، ولكلّ سراة الورّاق الكرام.
أسعدني أن أراك تنشر هذا النص من "ثمرات الأوراق"، وكنت منذ آونة قريبة قد فرغت من تحقيقه، مع طائفة أخرى من النصوص التي ترسم صورة واضحة لدمشق في القرون الوسطى. هذه النصوص كنت جمعتها للنشر في كتاب بعنوان: "دمشق في مرآة رحلات القرون الوسطى" من القرن الأول إلى القرن العاشر للهجرة.. استوفيت فيها نصوصاً لـ 70 رحالة عربياً و43 رحالة أجنبياً. وسبب توقفي عند حدود القرون الوسطى أن الرحلات إلى المشرق إبان حكم بني عثمان نشطت نشاطاً كبيراً، وبدأت تظهر مؤلفات من صنف أدب الرحلات تستغرق أجزاء ومجلدات كاملة.
سيكون هذا الكتاب جامعاً لكل رحلات القرون الوسطى التي وصف أصحابها بها دمشق.. وأظنه يسدّ ثغرة وافية في تاريخ المدينة، ويقدم فائدة كبيرة حقاً.
كان هذا العمل البحث الأخير لي تقريباً عن دمشق، وسبب نجاته من كارثة إعصار آب أنه منضد على الكمبيوتر، أما مصادره التي أخذت عنها فقد بادت مع الأسف، ومنها "ثمرات الأوراق".
على ذلك، اسمح لي أن أقدم فيما يلي نشرتي المتواضعة، آملاً أن أطالع رأيك فيها وملاحظاتك الكريمة.
ودمت بكل خير.

8 - نوفمبر - 2008
يوم أحرقت دمشق
ابن حجة الحموي - 1    كن أول من يقيّم

ابن حجّة الحموي
(توفي 837 هـ / 1433 م)
رحلته إلى دمشق في عام 791 هـ / 1389 م
 
تقي الدّين أبو بكر بن علي بن عبد الله التقيّ الحموي، المعروف بابن حجّة. أحد أعيان القرن التاسع الهجري في الشّعر والزّجل والكتابة والتأليف. ولد في مدينة حَمَاة عام 767 هـ ونشأ بها، وحفظ القرآن من طفولته، ثم أخذ يعمل في صناعة الحرير وعمل الأزرار حتى لُقّب بالأزراري. ولكنه مع ذلك كان هاوياً للأدب نازعاً إليه، فلقي بعض الشيوخ من أدباء عصره في الشّام وأخذ عنهم، ولم يلبث أن أصبح بعد فترة وجيزة مستوعباً لفنون الأدب، محصّلاً للكثير من المعارف، حافظاً للشعر راويةً للخبر.
برع ابن حجّة بالزَّجَل وعمل فيه كتاباً، وقَرَض الشِّعر وعمل القصائد والمدائح لملوك الإسلام بالشّام، ثم رحل إلى مصر فمدح الملك المؤيّد فقرّبه إليه واصطحبه في رحلاته وأسفاره. غير أنه كان يُعاب عليه تيهه بنفسه وإعجابه بمواهبه، مما أذكى عليه نار الحسد والعداوة فعُملت فيه الأهاجي ونيل منه.
وانتهى به الأمر أن تبرّم من الإقامة بمصر، فنَزَح عائداً إلى وطنه حماة ومكث بها زماناً حتى توفي عام 837 هـ. وكان قبره ما برح معروفاً فيها إلى فترة غير بعيدة في القرن العشرين، في تربة باب الجسر، كما يذكر الزِّركلي في أعلامه. كما كانت على قبره قبّة، زالت بأواخر القرن التاسع عشر. ولكن القبر اليوم لم يعد معروفاً في عصرنا، على حدّ ما أعلم.
في هذه الحياة الخصيبة التي أمضاها بمصر والشّام، شُغل ابن حجّة بالتّصنيف، فوضع كثيراً من الكتب والرسائل ومختارات من الشعر والنثر. ومن أخصّ مؤلفاته: »خزانة الأدب« و»ثمرات الأوراق، وذيله« و»كشف اللثام عن وجه التَّورية والاستخدام« و»حديقة زُهير« و»تأهيل الغريب« و»الثَّمَرات الشهيّة من الفواكه الحمويّة« و»مجرى السّوابق« و»تغريد الصّادح« و»قهوة الإنشاء«، الذي جمع فيه ما أنشأه من التقاليد السُّلطانية والمناشير الملوكية.
وأما كتابه »ثمرات الأوراق« الذي نحن بصدده الآن، فهو أشهر كتبه قاطبة، وكان أول ما نُشر من آثاره، حيث طُبع بالمطبعة الوهبيّة بمصر في عام 1300 هـ، ثم أعيد طبعه على هامش كتاب »المُستطرف« للأبشيهي بالمطبعة العثمانيّة بالقاهرة عام 1315 هـ. وهو بوجه العموم من كتب المجاميع الأدبية، على نسق الكامل للمبرّد وعيون الأخبار لابن قتيبة والعقد الفريد لابن عبد ربّه، ضمّن فيه مؤلّفه طُرَفاً ونوادر وأخباراً أدبية منقولة عن غيره، بالإضافة إلى روايات نقلها بالمُشافهة أو شهدها بنفسه مما وقع في عصره بمصر والشّام.
*  *  *

8 - نوفمبر - 2008
يوم أحرقت دمشق
ابن حجّة الحموي - 2    كن أول من يقيّم

الذي يعنينا هنا من الكتاب هو نصّ الرّحلة الشهيرة التي قام بها ابن حجّة من مصر إلى الشّام عام 791 هـ، وكان عمره 24 عاماً، فرأى بها رأي العين الأحداث الدّامية التي رافقت حصار قوات السُّلطان الظاهر برقوق لمدينة دمشق، إبّان عصيانها وخروجها عن طاعة القاهرة، عاصمة السّلطنة المملوكية.
هذه الواقعة عُرفت لدى مؤرّخي ذلك العصر باسم »وقعة مِنْطاش«، وقد شهدت فيها دمشق خراباً ودماراً كبيرين وعدّة حرائق، كما ذكر المؤرّخ الدمشقي محمد ابن صَصْرَى في كتابه النّفيس »الدُّرّة المُضيّة في الدّولة الظاهريّة«، وهو أهمّ من أرّخ لهذه الوقعة مع التفاصيل الحيّة الوافية. وكذلك وردت أخبارها في كتاب »إنباء الغُمر بأنباء العُمر« لابن حجر العسقلاني، بالجزء الثاني من طبعة حيدر أباد القديمة بالهند، وفي تاريخ ابن قاضي شُهبة.
تؤلّف هذه الواقعة نقطة انعطاف في تاريخ الدّولة المملوكية، ما بين مرحلتي حكم المماليك البحرية من الأتراك، وحكم المماليك البُرجية من الجراكسة. حيث أن أول سلاطين الجراكسة، الظاهر برقوق، قُوبل بالرّفض من قِبَل طبقة الأمراء المماليك في دمشق، إبّان عهد نائبها بَيْدَمِر وخَلَفه بزلار. ورام هؤلاء الأمراء خلع السُّلطان الجديد، وألّبوا عليه بلاد الشّام بأسرها، وكان المحرّك الأكبر لجبهة المعارضة الأمير المملوكي منطاش نائب مَلَطيَة.
ثم انتهت أحداث وقعة منطاش، بانتصار قوّات السُّلطان القوي برقوق عليه عام 792 هـ، وإعدامه بحلب عام 795 هـ، بعد إخماد ثورته بكل قسوة وعنف، لقيت منهما المدينة المقهورة كل عسف وتخريب، على اعتبارها كانت مركز النشاط السّياسي المُعادي لبرقوق.
ويظهر لنا جليّاً مدى ما عانته دمشق إبّان ذاك، من خلال وصف ابن حجّة في رحلته، وإن كانت تغلب على نصّه أساليب التكلّف والسّجع الأدبي المملّ، وما يلحق بذلك من أبواب الجناس والاقتباس والتضمين. هذا فضلاً عن أن الضرورة الأدبيّة ذاتها قد كانت دعته إلى المبالغة الزائدة في وصفه.
غير أن المؤلف في غمرة تباكيه على دمشق يومذاك واستفظاعه لما أصابها من جور وإذلال، لم يكن يعرف أن الدّهر كان يبيّت لها كارثة أشدّ ومُصيبة أدهى، بعد اثني عشر عاماً فقط، وهي كارثة وقوعها بيد الطاغية المغولي تيمورلنك، ودمارها بالكامل على يديه عام 803 هـ. وسيمرّ بنا في كتابنا هذا بعض الجوانب من تاريخ هذه الكارثة والحوادث السّابقة لها، في نصّ ابن خلدون.
وفي نصّ الحموي نلمح كثيراً من أسماء الأماكن بدمشق المملوكية، ما برح بعضها معروفاً إلى أيامنا وزال بعضها الآخر. وفي وجه العموم لا يخلو هذا النصّ من فائدة، مما أدّى إلى انتشاره في عصره بنسخ مخطوطة كثيرة عثرتُ على بعضها، منها نسخة في المكتبة الظاهريّة بدمشق، وأخرى في مكتبة الدّولة في برلين بألمانيا.
وكذلك نقلتُ من كتاب ثمرات الأوراق أخباراً أدبية أخرى ذات صلة بدمشق، رأيت فيها طرافة وفائدة. ولقد رجعتُ في ذلك إلى طبعة الكتاب القديمة التي نشرتها المطبعة العثمانية بالقاهرة عام 1300 هـ، وإلى طبعة الخانجي بمصر بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم عام 1971.
وبعد ذلك، راجعتُ مخطوطة الرّحلة في مجموعة المكتبة الظاهرية بدمشق والمحفوظة اليوم بمكتبة الأسد برقم: 10226، في 13 ورقة مخرومة الأول والآخر ولا تاريخ لنسخها، وفُهرست بالغلط أنها لابن حَجَر العسقلاني. كما راجعنا نسخة برلين في مكتبة الدّولة  Staatsbibliothek، رقم: 9784.
وكان الأستاذ أحمد طربين نشر نصّ الرّحلة في مجلة المجمع العلمي العربي العدد 31 (1956)، ص 611-630، عن نسخة مخطوطة بمكتبة خُدابَخش في پاتنا بالهند. والفارق بها عمّا في كتاب »ثمرات الأوراق« ورود عنوان للرّحلة هو: »ياقوت الكلام في ما نابَ الشام«، وعدا ذلك فالنّص واحد، فيما خلا افتتاحه بعبارة: بسم الله الرّحمن الرّحيم، {كانَ ذلكَ في الكتابِ مَسْطورا}.
 
المصــادر:
رحلة ابن حجّة إلى الشّام، مخطوطة الظاهرية.
رحلة ابن حجّة إلى الشّام، مخطوطة برلين.
ثمرات الأوراق لابن حجّة، مقدمة إبراهيم، جـ - و.
الضوء اللامع للسّخاوي، 11: 53.
شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، 7: 219.
دائرة المعارف الإسلامية، مادة ابن حجّة لبروكلمان، 1: 135.
دائرة المعارف، بإدارة فؤاد أفرام البستاني، 2: 436.
الأعلام للزركلي، ط 2، 2: 43.

8 - نوفمبر - 2008
يوم أحرقت دمشق
نص الرحلة -1    كن أول من يقيّم

]ياقُوت الكلام في ما نابَ الشام[([1])
]رحلة ابن حجّة الحموي من مصر إلى دمشق، سنة 791 هـ[
 
قلتُ:  ذكرتُ بهذه الرّحلة([2]) أيضاً رحلتي من الدّيار المصرية إلى دِمَشق المحروسة المحميّة، سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، والملك النّاصر قد خرج من الكَرَك([3])، ونزل عليها وتصدّى لحصارها، وقد اجتمعت عليه العساكر المصرية والشّامية، وحَدَثَ بدمشق ما حدث من القتال والحصار والحريق.
فكتبتُ إلى المقرّ المرحومي الفخري، القاضي ابن مكانس، في شرح ذلك رسالةً لم يُنسج على منوالها، ولم تسمح على غلبة الظنّ قريحةٌ بمثالها([4])، وهي:
يقبّل المملوك أرضاً مَنْ يمّمها أو تيمّم بثَرَاها حصل له الفخرُ والمجد، فلا برح هيام الوفود إلى أبوابها أكثر من هيام العرب إلى ريّا نجد، ولا زالت فحول الشّعراء تطلق أعنّة لفظها فتركض في ذلك المضمار، وتهيم بواديها الذي يجب أن تُرفع فيه على أعمدة المدائح في بيوت الأشعار. ويُنهى - بعد أشواق أمست الدّموع بها في محاجر العين معثّرة، ولو لم يقرّ إنسانها بمُرسلات الدّمع لقلت: {قُتلَ الإنسانُ ما أكفرَه} - وصول المملوك إلى دمشق المحروسة، فيا ليته قُبض قبل ما كُتب عليه ذلك الدّخول.
فنظر المملوك إلى (قبّة يَلبُغا)([5]) وقد طار بها طير الحِمام، وجَثَتْ حولها تلك الأسُود الضارية، فتطيّرتُ في ذلك الوقت من القبّة والطير وتعوّذتُ بالغاشية. ودخلتُ بعد ذلك إلى (القُبَيبات)([6]) التي صُغِّر اسمها لأجل التحبيب، فوجدتها وقد خلا منها كلّ منزل كان آنساً بحبيبه، فأنشد به لسان الحال: »قِفَا نَبْكِ مِن ذكرى حبيبٍ«.

([1]) هذا العنوان ليس في »ثمرات الأوراق«، إنما ورد في نسخة منفصلة، كما ذكرتُ في المقدمة.
([2]) يذكر المؤلف ذلك في كتابه (ثمرات الأوراق، ص 381) بمناسبة إيراده لأخبار رحلة ابن نُباتة »حظيرة الأُنس إلى حضرة القُدس«، ورحلته (أي ابن حجّة) الرّوميّة عام 816 هـ.
([3]) هذا سبق قلم من المؤلّف أو النّاسخ، فالمقصود الملك الظاهر برقوق لا ابنه النّاصر فَرَج الذي تسلطن بوفاة أبيه عام 801 هـ بعد عشرة أعوام من الحادثة المذكورة. انظر »الدّرّة المضيّة« لابن صَصْرى (ص 25) حول نزول الملك الظاهر بالكرك وتحالف نائبها معه.
([4]) إنْ هذا إلا ما يراه المؤلّف في حقّ نفسه، ولستُ أرى ما يراه، بل إن النصّ مغرق في فنون البديع من جناس وطباق وتضمين واستطرادات أدبية وشعرية، مما أضاع المعنى على حساب اللفظة. وشتّان بين وصفه للواقعة ووصف ابن صَصْرى لها. وهو هنا يذكّرنا بالمؤلفات العجيبة التي دبجها يراع العماد الأصفهاني بكل تكلّف وتقعّر.
([5]) هي المدخل الرّسمي الجنوبي لدمشق عند قرية القَدَم، كانت بها منصّة تشريفات في العهد المملوكي. راجع نصّي ابن أجا والبدري اللاحقين أدناه.
([6]) من الأحياء الجنوبية المعروفة بدمشق، وهي جزء من حي الميدان الوسطاني، تقع إلى الجنوب من الحَقلة وإلى الشمال من الميدان السّلطاني. كانت في الأصل قرية خارج سور المدينة، نما حولها النسيج العمراني وامتدّ حي الميدان وتكامل على صورته المعروفة.

8 - نوفمبر - 2008
يوم أحرقت دمشق
 21  22  23  24  25