البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 21  22  23  24  25 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إجابة كافية شافية    كن أول من يقيّم

شكرا جزيلا أستاذنا العزيز ،
   ولقد كفيتني طرح أسئلة أخرى بإجابتك الوجيزة الشافية . وكنت أود أن أسألك عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فوجدت في تعليقك جواب ما وددت الاستفسار عنه . ورؤيتي جنابه الشريف تسنت لي مرة واحدة لما كنت في السابعة والعشرين ، وقد تحقق جزء من تعبيري الشخصي لتلك الرؤيا . وأنا الآن مطمئن أن  الجزء الباقي سوف يتحقق بإذن الله مهما طال الزمن . أما هيئته الشريفة فقد رأيتها لا تشبه هيئة أحد أعرفه ، ولا تشبه أيضا ما أتخيله منها .
 

17 - أكتوبر - 2008
سؤال السويدي صانع الوراق
وتحية طيبة لأمير العروض وجميع المشاركين    كن أول من يقيّم

ما نقرؤه لا بن الجوزي وغيره من طرائف عن أحوال البسطاء لا يبعد أن يكون صحيحا خلافا لما كنت أظنه  فيها سابقا من المبالغة أو الاختلاق . وهذه واحدة من تلك الطرائف :
يخلط بين الشعر والقرآن الكريم
وعن أبي عبيدة قال : كنا نجلس إلى أبي عمرو بن العلاء فنخوض في فنون من العلم ورجل يجلس إلينا لا يتكلم حتى نقوم ، فقلنا : إما أن يكون مجنوناً أو أعلم الناس! فقال يونس : أوخائف ، سأظهر لكم أمره . فقال له : كيف علمك بكتاب الله تعالى؟ قال : عالم به ، قال : ففي أي سورة هذه الآية :
الحمد  الله لا شريك iiله من لم يقلها فنفسه ظلما
فأطرق ساعة ثم قال: في حم الدخان.
وهذه طرفة مشابهة ولكنها معاصرة :
أقوال ترسخ في أذهان بعض الناس فتستحيل عندهم قرءاناً :
من الأقوال السائرة عند العامة القول : " وجعلنا لكل شيء سببا " ، والذي يظنه بعض الناس آية في كتاب الله . وقد حاولت مرة أن أبين لأحدهم أن هذا القول ليس من القرءان ، فاستغرب بياني ولم يعره اهتماما وأصر على ما في ذهنه ، وأن الآية على حد قوله من سورة الكهف . ولما أحضرت له المصحف ولم يجدها في سورة الكهف قال : إنها يمكن أن تكون في سورة أخرى ، فذاكرته لا تخونه .
ومرة أخرى : كنا نتحادث حول السحر ومعناه وأنه لا يجوز تعلمه ، ولماذا هو من الموبقات السبع ، فإذا بأحدهم يقول : الله تعالى قال : تعلموا السحر ولا تعملوا به . ولما قلنا له إن هذا القول ليس من كتاب الله ، قال : هو حديث نبوي إذن . وعبثا حاولنا أن نثنيه عن اعتقاده  ، فقد أبى أن يصدقنا .
وهذه طرفة أخرى :
يتخلص من الإجابة بالضرب :
حكا لي صديق عن نفسه وهو طالب في المرحلة الثانوية أنه سأل معلم مادة التربية الإسلامية في المدرسة عن معنى " ومن شر غاسق إذا وقب " ، فما كان من ذلك  المعلم إلا أن هجم عليه وأخذ يضربه ضربا مبرحا وهو يقول لطلبة الصف : سمعتم! يسألني عن آية يعرف معناها تلاميذ الإبتدائية! ، ثم يكف عن الضرب لحظة ويعاوده مرة أخرى مظهرا الانفعال والغضب الشديد . قال لي صديقي : كل التلاميذ وقتها كانوا يعرفون أن تصرف المعلم سببه جهله معنى الآية ، وأنه لو لم يكن جاهلا معناها لفسرها ؛ ولكنهم لم يجرؤ منهم أحد على مفاتحة المعلم بما يساور نفوسهم خشية أن يقعوا فريسة غضبه ومحلا لصفعات يده وضربات عصاه .
 
 
 

17 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
تحياتي لجميع الأساتذة المشاركين    كن أول من يقيّم

جلب انتباهي ما قرأته في وفيات الأعيان عن مكان مقتل الوليد بن طريف :
"ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن القراب الهروي في تاريخه أن الوليد بن طريف قتله يزيد بن مزيد بالحديثة من أرض الجزيرة، قلت: وهذه الجزيرة هي الجزيرة الفراتية، والحديثة بالقرب من عانة، وتعرف بحديثة النورة، وهي على فراسخ من الأنبار، وهي غير حديثة الموصل." (وفيات الأعيان ، نشرة الوراق : ص943)
ولعل تاريخ ابن القراب هو ما ورد اسمه في كشف الظنون :
"شمائل الأتقياء ووفيات العلماء لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله السرخسي المعروف بابن القراب المتوفى سنة 429." (كشف الظنون ، نشرة الوراق ، ص 526).
ومن الجدير بالذكر أن ابن خلكان لم يعترض على رواية ابن القراب مما يدل على أن ابن خلكان غير واثق تماما من الروايات الأخرى التي بدت متضافرة ولكنها كلها متناقلة في الأصل من مصدر واحد على ما يظهر .
بقي أن أذكر ما قرأته في الشبكة من أن مدينة حديثة حملت اسم (حدتا ، أو حذتا) أيام الآراميين ، وأنها الآن تضم خمسة وثلاثين تلا وموقعا أثريا . ترى هل من بين تلك التلال ما يحمل اسم بناثا أو تباثا ، او نباتي او نبايا ، أو نهاكي او نهاكى؟ أم أن كل هذه الأسماء لا وجود لها!! أم  أن ما قاله الدكتور مروان عن كفر توثا وقبله ما قاله الأستاذ مهران هو القول الصحيح الذي لا رجعة عنه؟  

18 - أكتوبر - 2008
سؤال السويدي صانع الوراق
فما أحلى أموت لكي أراه    كن أول من يقيّم

 قصيدة أستاذنا زهير جعلتني أعيد تعزية الأستاذ نظير من شدة ما أثرت في نفسي ، فأحسن الله عزاءك يا أخي الفاضل نظير بشير .
وكان الموت قبلُ حديثَ رعب فـغـيـر  موته فيه iiاعتقادى
فـمـا  أحلى أموت لكي iiأراه وأشـفـي من روائحه iiفؤادي
ووالله إني لما فقدت والدي رحمهما الله ( وموت الوالدين يقصم الظهر ) صرت كل ليلة أنام سعيدا بأن الموت لا بد وسيأتيني لألحق بهما رغم أني كنت قد تزوجت ثم صرت أبا لثلاثة أولاد . نعم ، صرت أرى الموت سعادة ، وأراه بشرى أستعذبها وأتسلى بها .

18 - أكتوبر - 2008
أب يرثي ولده ---- مؤثر جداً
"الأقربون لله" يا بردها على الكبد    كن أول من يقيّم

فيا بردها على الكبد ووالله ما سمعتها في تلك الحالة إلا من الله حتى خيل لي أنها كذا نزلت في القرآن
 
لولا أن نبهني إليها أستاذي الكريم زهير حفظه الله تعالى ما كانت لتخطر لي على بال ؛ فهذه عجيبة من العجائب ، وهي أن يقع ابن عربي وشيخه أبو العباس في هذا الخلط الغريب . فلا هما يدريان نص الآيات ، ولا هما يعرفان متن الحديث . وعلاوة على ذلك يأخذ شيخ ابن عربي في تفسير" الأقربون أولى بالمعروف" على اعتبار أنها آية من آيات الكتاب ليبين لمن حوله أن الأقربين ليسوا أقرباء للذي يرغب في الإنفاق بل هم الأقربون إلى الله . وهنا يرد تساؤل : كيف للمنفق أن يستدل على الأقربين إلى الله! وإذا كانت المظاهر هي التي تدله عليهم فما أكثرهم!  ولقد كان يخيل لي أن ابن عربي وشيخه من حفظة القرءان الكريم قبل أن أعرف هذه النادرة . ومن المعلوم أن من له بالقرءان بعض اعتناء يصعب أن يقع في أخطاء من قبيل ذلك الخطأ .
وعلى ذكر بعض خطباء المساجد ، فأمرهم بعد ابن عربي لا يدعو إلى العجب ، ولكن بالقياس إلى نظرة عامة الناس إليهم من أنهم قدوة ، فإن الأولى أن لا يقعوا في كثرة الأوهام ، أو يصروا على الخطأ .
عرفت عالما تقليديا ذا اتجاه صوفي من كبار العلماء في الشريعة وفي قواعد اللغة ، وكان يصلي الجمعة بالناس واستمر على ذلك سنين طوالا . وخلال تلك السنين كان يدعو في آخر الخطبة قائلا : " وارض اللهم عن عمّي نبيك خيريِ الناس ، الحمزة والعباس..." . وعبثا حاول العديد من المصلين أن يثنوه عن قوله " خيري الناس" ، وأن الصحيح " خير الناس " ، وهو النبي (ص) ، إلا أنه أصر على قوله وظل عليه حتى توفاه الله . وفي نفس المسجد الذي كان يخطب فيه الشيخ العالم كان هناك مؤذن لا يلحن في الأذان خلال السنين العديدة التي قضاها وهو يعمل مؤذنا ، ولكنه ، وفجأة ، صار يلحن ويقول : ألله أكبرَ بفتح الراء ، ولما قيل له : إن اللحن يغير معنى الأذان قال : هذا أخف على لساني ، وقد جوز الخطيب لي ذلك تخفيفا عني .
وبهذه المناسبة خطر لي أن أكتب في محرك البحث القول : "وجعلنا لكل شيئا سببا" ، فإذا بي أفاجأ بعشرات التعليقات على مواضيع متعددة كلها ورد فيها القول المذكور على اعتبار أنه آية قرآنية . ومن تلك التعليقات الكثيرة وجدت تعليقا يقول فيه صاحبه : " وإني لأستند على قوله عزّ وجلّ ( وجعلنا لكل شيء سببا ) بأن هذه الآية حاوية لكل علوم الأرض " . وورد في تعليق آخر : " ... ومازلنا نؤمن بأن كل شيء مكتوب وننسى وجعلنا لكل شيء سببا فأتبع سببا" . وورد في مقال : " حاشا رب العالمين وهو القائل (وجعلنا لكل شيء سببا) " . ووجدت في تعليق : " قال تعالى:"و جعلنا لكل شيء سببا" " .والأعجب أنني لم أجد ، بين كتاب المقالات التي طالعتها والتي ورد القول المذكور في التعليق عليها ؛ لم أجد من أصحابها من ينبه المعلقين إلى خلطهم ووهمهم .

19 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
شكر على شكر    كن أول من يقيّم

أشكر الأستاذة عبير الورد على شكرها لنا وأنها سعدت بما قرأت في هذا الملف من مشاركات ؛ فباركها الله وجعل أمثالها كثرا .

19 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
يا حبيبي يا أبو زيد !    كن أول من يقيّم

 
الطرائف التي يذكرها أستاذي الفاضل عمر خلوف هي عندي ممتعة جدا ، وتتسم بالإيجاز فتؤدي معناها فاعلة فعلها في النفوس فتروّح عنها مشيعة فيها الكثير من المتعة  والسرور ؛ فشكرا له .
وعلى الرغم من أن هذا الملف مختص بإشاعة البهجة والسرور ، والابتسامات والحبور ؛ فإن الواحد أحيانا يمزج بين الطرفة والعبرة سواء قصد ذلك أو لم يقصد . ومشاركتي التالية فيها هذا المزج الذي جاءني دون ترتيب مسبق :
وعلى ذكر الحكواتي وعنترة وأبيات الشعر الجميلة الواردة في الطرفة ، فقد تذكرت من أيام طفولتي يوما شاهدت فيه رجلا مسنّا منزله على جانب الطريق  وهو يبكي بحرقة ويلطم خديه وجبهته ، وبجانبه رجل يقرأ في كتاب بصوت كصوت الغناء . كان الرجل المسن يصيح خلال البكاء : " يا حبيبي يبو زيد! ، يا حبيبي يبو زيد! "، ثم يزداد بكاء . تألمت لحاله كثيرا وظننت أنه فقد عزيزا عليه اسمه أبو زيد ، فلم أكن أعرف وقتها شيئا عن كتاب اسمه "تغريبة بني هلال" ، وما عرفته إلا من استفساري عمن هو أبو زيد ، وكانت من دفعتني إلى الاستفسار ثم المعرفة هي حال ذلك الشيخ الكبير المتقد العاطفة  .
والعاطفة نفسها تأخذني الآن إلى الأبيات التالية :
 
لـلـه أيـام الـصّـبـاءِ فإنها بـالحب  تحفل والشعور iiشفيفُ
والـقـلب  فيها قد صفت iiدقاته فـالـوقع منه كما النسيم iiلطيفُ
هي صفحة بيضاء يشرق نورها لـلـصـادقـين مُحبَّبٌ iiمألوفُ
قـد طـاف منها بالخيال iiجُذاذةٌ مـن بعد ما طرد الربيعَ iiخريفُ
وتـقلبت  لغة الزمان وأصبحت بـعد  الرهافة جرسها iiمخطوفُ
يـا طـائف الليل المعبأ iiبالشّجا أواه  مـنـك أبالشجيِّ iiتطوفُ!
وتـعـيـق مركبتي وتعلم iiأنني مـا  لي اصطبار والبعادُ رديفُ
وتـعـيـدني وهماً لعهد iiأحبتي والـحـسُّ مـني واهنٌ وكفيفُ
لـمّـا أمـدُّ فـمـي لألثم iiأيدياً كـم أسـنـدتي والقوام ضعيفُ
وأهِـمُّ أحـضنُ حاضنيَّ iiتشوقاً فإذا بهم ، مثل الخيال ، iiطيوفُ!

19 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
طرفة حديثة    كن أول من يقيّم

ومن طرائف الخلط بين أقوال الناس والقرءان الكريم :
حدثني أخي الأكبر قال :
كنا في مجلس ( مضافة ) ، في خمسينيات القرن العشرين ، نتذاكر فيه موضوع الحرف وأصحابها ، وكيف يجب على صاحب الحرفة أن يكون متقنا لها صادقا مع زبائنه ، وأن يكون الزبون أيضا على شيء من المعرفة ونصيب من الاطلاع حتى لا يقع فريسة للمحتالين ذوي الضمائر الميتة من أصحاب الحرف ، وكان من بين الحضور أحد الجيران الذي لم يتيسر له الالتحاق بالمدارس ولكنه أحب المشاركة في الحديث الدائر فقال :
قال الله تعالى : لا تحرثنْ عندْ من كان ْ حراثْ ، ولا ترعينْ عند من كانْ راعي . قول كان سمعه فظنه من القرءان ،(  وكأنه يعني: إذا كنت صاحب حرفة لا تتقنها فلا تعمل لدى من يتقنها حتى لا يطلع على جهلك بها فيقيلك من العمل لديه) .
أعاذنا الله من الجهل .
 

20 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
رواية ابن القراب هي المقنعة وربما هي الصحيحة    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذي ، وأشكرك على بيانك تاريخ ابن القراب الذي كنت أظنه ما ورد في كشف الظنون . ومما يجلب الانتباه أيضا حول قصة الوليد بن طريف الشاري ومكان مقتله هو أن الأصفهاني أبا الفرج نفسه ذكر في الأغاني أن خطر ابن طريف قد بلغ الغاية فقد كان أهل الشماسية يخشون وصوله إليهم : " مقتل الوليد بن طريف: أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد عن عمه عن  قال: كان الوليد بن طريفٍ الشيباني رأس الخوارج وأشدهم بأساً وصولةً وأشجعهم؛ فكان من بالشماسية لا يأمن طروقه إياه ، واشتدت شوكته وطالت أيامه. فوجه إليه الرشيد يزيد بن مزيدٍ الشيباني، فجعل يخاتله ويماكره...(الأغاني، الوراق،ص1327).ِ
ولقد قمت بالبحث في مكتبة  الوراق عن الشماسية فتاكد لي أنها منطقة قريبة من بغداد نفسها . جاء في معجم البلدان : " الشماسيةُ: بفتحِ أوله وتشديد ثانيه ثم سين مهملة منسوبة إلى بعض شماسي النصارَى، وهي مجاورة لدار الروم التي في أعلا مدينة بغداد وإليها. ينسب باب الشماسية وفيها كانت دار معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بُوَيه وفرغ منها في سنة305 وبلغت النفقة عليها ثلاثة عشر ألف ألف درهم ومسناته باق أثرها وباقي المحلة كله صحراءُ موحشة يتخطف فيها اللصوص ثياب الناس وهي أعلا من الرصافة ومحلة أبي حنيفة، والشماسية أيضاً محلة بدمشق.(معجم البلدان لياقوت نشرة الوراق، ص1059)
أما مدينة حديثة النورة فتبعد عن بغداد 250 كيلومترا في عصرنا الحاضر ، مما يبين مدى الخطر الذي تهدد بغداد من طرف الشراة في ذلك الحين . غير مستبعد إذن أن يكون مقتل الوليد بن طريف قد حدث في حديثة النورة حسب ما ورد في تاريخ ابن القراب ، بل هو القول الصحيح والله أعلم .
وإن أبيات الشعر المنسوبة لأخت الوليد بن طريف وذكرها شجر الخابور ليست ذات علاقة بمكان مقتله ؛ وإنما هي تخاطب شجر الخابور، بيئتها التي كانت تعيش فيها ، وربما قيلت تلك الأبيات بعد مقتل ابن طريف بمدة ليست بالقصيرة ؛ فكلمة "رسم" التي وردت في وصف قبره ربما تدل على أنه قبر اقترب من أن يكون دارسا بسبب إهماله. وإضافة إلى ذلك : إن نهر الخابور رافد يرفد نهر الفرات التي تقع عليه حديثة النورة وهو مكان يظل أقرب إلى بغداد من نصيبين نفسها ليكون مكانا خطره على الخليفة الرشيد ونظام دولته أكثر بكثير مما لو كان في ديار بكر وحدها . بقي أمر أود ذكره يتعلق بالروايات التي أظهرت أن مكان مقتل الوليد بن طريف كان في نواحي نصيبين لأذكر أن السبب في تلك الروايات كان سببا متعمدا ؛لأن إشاعة الحقيقة تفت في عضد الناس من الموالين للنظام الحاكم فينخذلون أمام الخوارج ، أما إشاعة بعد المسافة فيبعث على الاطمئنان .
أما ذكر محلة الشماسية في رواية الأغاني فلا ندري هل كان متعمدا أو غير متعمد . فإن كان متعمدا يكون فضحا لزيف الرواية المشتهرة ، وإن كان غير متعمد يكون قد فات الرواة أن ذكر الشماسية يؤكد أن خطر الخوارج كان واقعا على بغداد نفسها .

22 - أكتوبر - 2008
سؤال السويدي صانع الوراق
المُخاطب هو المحبوب    كن أول من يقيّم

 أحيي أستاذي أطيب تحية ، وأشكره على جهوده الغنية بالفوائد الجمة ، 
 وهذه مشاركتي :
   قول الشريف الرضي يوضح ، عندي ، معنى البيتين محل التساؤل ؛ فمن قال في معناهما أن الشاعر يخاطب محبوبه فيقول له : لو كان قلبي الذي استوليت عليه طواعية ورغبة عارمة مني في أن يكون قلبي مستولى عليه من قِبلك ما زال ملكا لي ، فلن أختار غيرك ، يكون قوله صحيحا . ووفقا لهذا المعنى فإن محبوب الشاعر إن تخلى ( وربما يتخلى ) عمن يحبه ، فإن هذا المحب لن يتخلى عن محبوبه أبدا . ومن الشعر الغنائي في القرن الماضي : " أبيع روحي فدا روحي ونا راضي بحرماني، وعشق الروح ملوش آخر لكن عشق الجسد فاني" . وعلى أي حال ، فإن قوله " لو " يؤكد أن التخلي او اختيار الغير لم ولن يحصل على الإطلاق ، وفي هذا قمة الإخلاص في الحب والتفاني فيه . المخاطب بالبيتين إذن هو المحبوب ، ولا يصح ذلك الخطاب وحسب ، بل هو البلاغة الحقة في الخطاب .
  وإن قافية البيت الثاني ومخالفتها لقافية البيت الأول تصلح فيما أرى محلا للنقاش في الضرورات الشعرية ومتى بدأ ظهور تلك الضرورات وما رأيكم ورأي الأساتذة الآخرين فيها .
 
 وأود ان أسألك استاذي إن كنت قد طالعت تعقيبي الأخير على سؤال الأستاذ السويدي ، فلدي شوق إلى معرفة رأيك فيه ؛ آملا الاستفادة من علمك وصائب نظرتك .

23 - أكتوبر - 2008
لو كان قلبي معي
 21  22  23  24  25