البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 219  220  221  222  223 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تصويب البابا شنودة    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

القس مرقص بهنان كاهن كنيسة مار افرام سويسرا
قال المسيح: "وأنا أقول لكم إصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتي إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية" (لو 16: 9).  فما معني هذا الكلام ؟؟ هل الأموال التي نتحصل عليها عن طريق ظلم الغير أو بطرق غير مشروعة يمكن أن نصنع بها صدقات وصداقات وخير ؟ وهل يقبل الله مثل هذه التصرفات؟؟


بالقطع لا.. فالله لا يمكن أن يقبل مثل هذا المال أو الأعمال التي تأتي بواسطته مهما كانت حسنة.
فلم يقصد السيد الرب بكلمة" مال الظلم" هنا في هذا المثال، المال الحرام الذي يقتنيه الإنسان عن طريق الظلم، ظلم نفسه أو غيره أو المال الذي يكون مصدره غير مشروع (علي سبيل المثال شخص يتاجر بالمخدرات ثم يتصدق مما يكسبه علي الفقراء، أو زانية تقدم عطاء للكنيسة مما تكسب) فمثل هذا المال لايقبله الله بتاتاً. فالكتاب المقدس يقول:

"لا تدخل أجر زانية ولا ثمن كلب إلي بيت الرب إلهك عن نذر ما لأنهما كليهما رجس لدي الرب إلهك" (سفر التثنية 23: 18).

فالله لا يقبل عمل الخير الذي يأتي عن طريق الشر.

إذن ما هو مال الظلم الذي الذي أوصانا الرب أن نصنع منه أصدقاء؟

مال الظلم ليس هو المال الذي نكسبة بطرق غير مشروعة، إنما هو المال الذي نقع في خطية الظلم إن استبقيناه معنا...

فمثلاً: أعطانا الله مالاً وأعطانا معه وصية بأن ندفع العشور، فالعشور ليست ملكنا لكنها ملك للرب (للكنيسة والفقراء) فإن لم ندفعها نكون قد ظلمنا مستحقيها وسلبناهم إياها باستبقائها معنا أو انفاقها علي انفسنا ويقول الكتاب المقدس:

"أيسلب الأنسان الله. فإنكم سلبتموني. فقلتم بم سلبناك؟ في العشور والتقدمة" (سفر ملاخي 3: 8). .

هذه العشور التي لم ندفعها لأصحابها هي مال ظلم نحتفظ به معنا. أيضاً النذور إن لم نوفها والبكور إن لم نقدمها نكون قد ظلمنا الفقير واليتيم والأرملة فعندما يصرخون إلي الرب من شدة الحاجة يكون صراخهم من ظلمنا لهم.

إذن معني إصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم  هو أن نعطي هذا المال للمحتاجين اليه لكي يسدوا به أعوازهم عندما يصلهم في موعده وبذلك يصيروا أصدقاء لنا بمعني عندما يصلون من أجلنا ويستمع الرب لصلاتهم ودعائهم ويبارك لنا في مالنا:

"هاتوا جميع العشور إلي الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كُوَى السموات وأفيض عليكم بركةً حتي لا توسع" (ملا 3: 10).

لذلك مدح الرب تصرف وكيل الظلم بحكمةٍ عندما ساعد الفقراء (ليس عن طريق السرقة)، فالوكيل كان موكلاً علي مال الرجل الغني ويتصرف في جميع أموره فقد كان يتاجر بالمال (نيابة عن سيده)، وكان عليه أن يدفع العشور مما يربحه ولكنه فيما يبدو لم يكن يفعل ذلك واستبقي العشور والبكور وخلافه وبذلك تسبب في ظلم اولئك الفقراء المديونين لصاحب المال وفي ظلم نفسه أيضاً عندما انقلب عليه سيده وطرده، فلو كان قد خصم العشور من مديونيتهم لخفف عنهم الكثير وازدادت الأرباح نتيجة للبركة التي كانت ستحل علي تجارة سيده لأن ما استبقاه ليس له ولا لسيده إنما كان للفقراء ولكنه استدرك الأمر مؤخراً فاستفاد بصداقة ومحبة اولئك الفقراء الذين قطعاً بدعواتهم له وصلاتهم من أجله وجد ملاذاً لذلك كان تصرفاً حكيماً منه استحق مدح الرب.

- المرجع: كتاب "سنوات مع أسئلة الناس - أسئلة خاصة بالكتاب المقدس" - قداسة البابا شنوده الثالث

29 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
زيارة القبور نافعة للأحياء والأموات    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

بوب الإمام السيوطي عليه رحمة الله في شرح الصدور باباً يشير به إلى هذا فقال
( باب زيارة القبور وعلم الموتى بمن يزورهم ورؤيتهم مقرر عند أئمة الإسلام ) وسأختم الكلام على هذه المسألة بحادثة وقعت في العصر الأول وهي تتعلق بما جرى في البرزخ وأقر الحكم فيها سيد هذه الأمة بعد نبينا على نبينا وعلى آله وصحبه صلوات الله وسلامه ووافقه الصحابة الكرام دون منازع، وهذه القصة يرويها الإمام الحاكم في المستدرك والطبراني في معجمه الكبير ويرويها أبو يعلى في مسنده ويرويها الإمام ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب وإسنادها صحيح كالشمس عن ابنة ثابت ابن قيس بن شماس رضي الله عنه وثابت بن قيس من الصحابة الأنصار وكان خطيبهم وثبت في المستدرك وغيره في ترجمته أنه عندما قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة خطب ثابت فقال والله ليمنعنك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا فما لنا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال [ الجنة ] فقال ثابت: ربح البيع، ثابت بن قيس بشر بالجنة كما في الصحيحين ويرهما بما حضر قتال المرتدين في عهد إمام الصديقين أبي بكر رضي الله عنه وعن سائر الصديقين والمؤمنين سنة اثنتي عشرة للهجرة 12هـ في موقعة اليمامة في بلاد نجد وقد قتل من الصحابة في تلك الموقعة خمس مئة صحابي وقتل معهم أيضاً خمس مئة من المسلمين فالمجموع ألف نصفهم من الصحافة منهم ثابت ابن قيس وقتل من قراء القرآن جمع غفير كثير خمس مئة من الصحابة يتوفون في هذه الموقعة ولما التقى الجمعان وحصل ما حصل قال ثابت بن قيس رضي الله عنه وأرضاه بئسما تعلمون به أقرانكم هكذا لا تقاتلون بشدة ثم أخذ ثوبين أبيضين فحنطهما وقاتل حتى قتل فكفن في ثوبيه ومعه حنوطه رضي الله عنه وأرضاه، ثابت بن قيس بن شماس بعد أن قتل رضي الله عنه وأرضاه مر به بعض المسلمين الضعاف الذين إيمانهم ضعيف وقد يكون بدنهم قوياً فسرق درعه التي كانت عليه ثم ذهب ذاك إلى رحله وإلى خبائه وستره وثابت بن قيس رضي الله عنه وأرضاه استشهد ودفن فتراءى لبعض الصحابة في تلك الموقعة ممن هم على قيد الحياة وقال يا أخي اذهب إلى خالد بن الوليد وكان أميراً للجيش رضي الله عنه وأرضاه في قتال المرتدين فقل له إن فلاناً سرق درعي وهو في مكان كذا من الجيش وقد وضع عليه برمة وفوق البرمة رحله وعلامة درعي كذا وكذا فليأخذه خالد منه وإذا رجعت إلى المدينة فاقرَأ أبا بكر رضي الله عنهم أجمعين فأَقرِئْه مني السلام وقل له: فلان وفلان من عبيدي أحرار لوجه الله وعلى كذا فيقضه عني ولي مال في مكان كذا فليأخذه وليعطه إلى الورثة ، ثم قال يا عبد الله إياك أن تقول هذا حلم ولا حقيقة له، أنا ثابت بن قيس بن شماس أخبرك: اذهب إلى خالد وأخبر أبا بكر بذلك رضي الله عنهم أجمعين فاستيقظ هذا الرجل وذهب إلى خالد فأخبره فذهب خالد بنفسه رضي الله عنه إلى المكان الذي وصف له ورفع الرجل خلفه ثم نقلت هذه الوصية إلى أبي بكر رضي الله عنه فأنفذها قال الإمام ابن عبد البر في كتاب ( الاستيعاب) ما نعلم أحداً نفذت وصيته بعد موته إلا ثابت بن قيس بن شماس.
قال الإمام ابن القيم رضي الله عنه معلقاً على هذا في كتاب ( الروح ) يقول: وهذا من فقه الصديق وفقه خالد وفقه الصحابة أجمعين وهذا حكم بالقرائن التي تقوم مقام البينة، فالمراد من البينة أن يظهر الحق بأي أمارة وأي دلالة كانت وهنا عندنا بينة كالشمس في رابعة النهار درعي في مكان كذا عند رجل في طرف من الجيش فوقه برمة وفوقه رحله وبعد ذلك فلان وفلان من عبيدي أحرار وعندي مال في مكان كذا فلتأخذه أبو بكر رضي الله عنه، البينات والدلالات تقوم مقام شاهدين، بل أكثر، وللإمام ابن القيم كتاب كبير يزيد على ثلاث مِئة صفحة سماه (الطرق الحكمية في السياسة الشرعية) عن طريق الحكم بالقرائن والوصول إلى حقيقة القضية بما يلابسها والظروف التي تحيط بها وهنا يقول هذا من فقهه وهنا عليه الإمام ابن القيم على هذه القصة فقال إذا علم الميت بهذه الجزئيات بدرعه وعن سرقتها وماذا وضع فوقها ثم قال اذهب إلى خالد وإلى بكر رضي الله عنهم أجمعين فلأن يعلم الميت بزيارة الحي له وسلامه وبأن يشعر به ولأنه يراه من باب أولى ثم قال: والسلف الكرام مجمعون على هذا.
وقد تواترت عنهم الآثار بأن الميت يرى من يزوره ويسمعه ويستبشر بزيارته وهذا الكلام يقوله الإمام ابن كثير بالحرف أيضاً فما أعلم هل اتفقت العبارتان أم أخذ الإمام ابن كثير هذا الكلام من شيخ الإسلام الإمام ابن القيم عليهم جميعاً رحمة الله يقول الإمام ابن كثير في تفسيره عند تفسير سورة الروم عند قول الحي القيوم  "فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ"  (الروم30/52،53) ويقرر هذا في الجزء الثالث صفحة ثمان وثلاثين وأربع مِئة:
3/ 438 من تفسيره يقول نفس العبارة المتقدمة. والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت عنهم الآثار بأن الميت يشعر بمن زاره ويعلمه ويسمع سلامه ويستبشر به ويرد عليه.

31 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
نسيان    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

النص المختار كان مقتبساً بنصه وفصه من غير تصويب.... وهو للدكتور عبد الرحيم الطحان ( من موقعه).

31 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
بشرى سارة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

 
الكرز يخفف الام المفاصل ويخفض نسبة السكر في الدم

 إضافة إلى أنه غني بالأملاح المعدنية التي تنشط الكليتين ويعتبر مصدراً طبيعياً لإمداد الجسم بالبوتاسيوم والطاقة حيث تحتوي الحبة الواحدة منه علي أربع سعرات حرارية.

و أن ثمار الكرز غنية بمركبات كيميائية تعمل على خفض نسبة السكر في الدم، ويحتوي على مواد أخرى تحسن صحة القلب وتقلل من نشوء السرطان وتخفف من الآم المفاصل.

وأن تناول فاكهة الكرز يعمل علي تقوية الذاكرة ، كما يمنع حدوث بعض أنواع السرطانات ، ويحافظ على صحة القلب .


31 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
قلق    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

http://www.wylsh.com/contnent/articles.php?ID=189

31 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
هل تدفع الدول الإسلامية هذه الزكاة ، ولا سيما دول النفط ؟    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

          زكاة الركاز
الركاز هو كل ما يدفن في الأرض من الكنوز‏، ولا يشترط لزكاته حولٌ ولا نصابٌ.
والقدر الواجب إخراجُه هو الخُمس ‏(‏20‏%‏)‏ وذلك باتفاق الفقهاء؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ‏(‏وفي الركاز الخمس‏)
 
انظر :al-islam.com

2 - يونيو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
الإبدال اللغوي    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

شكر وعرفان لكل من أسهم في إصدار المجلد
الإبدال اللغوي

الإبدال اللغوي
    الإبدال لغة: رفع الشيء ووضع غيره في مكانه. والإبدال اللغوي أو الاشتقاق الكبير (ويسمى أيضاً: البدل والمبدل منه، والقلب والمقلوب، والمحوَّل، والمضارعة، والتعاقب، والنظائر) هو ظاهرة لغوية صوتية دلالية تعني إقامة حرف مكان حرف مع الإبقاء على سائر حروف الكلمة، وبذلك قد تشترك الكلمتان بحرفين أو أكثر، ويبدل حرف منهما بحرف آخر يتقاربان مخرجاً أو في المخرج والصفة معاً نحو «قضب وقضم، وقطع وقطم» فقد اشترك الزوج الأول بحرفين منهما القاف والضاد، واختلف بالباء والميم، أحدهما مبدل من الآخر، وكلاهما من مخرج واحد، أي هما حرفان شفهيان. وأما الزوج الثاني فقد اشتركت لفظتاه أو صورتاه بحرفين منهما القاف والطاء، واختلف بالعين والميم، غير أن العين حلقية، والميم شفهية.
    ولايُقيَّد الإبدال بالحرف الثالث من الأصل الثلاثي، أي بلام الفعل، وإنما قد يطرأ الإبدال على الحرف الأول وهو فاء الفعل نحو: خبن وغبن، أو على الثاني وهو عين الفعل نحو: رسم ورشم، وقد تكون اللفظتان رباعيتين كتَوْلَج ودَوْلَج (كناس الظبي)، والبدل في الحرف الأول منهما، وقد تكونان خماسيتين والبدل في الحرف الثاني كجرسام وجلسام (السمّ، وتسمية العامة: البِرْسام)، أو سداسيتين نحو: اعرَنْكَسَ الليل واعلَنكس إذا أظلم.
    وأما الإبدال في النحو والصرف فيُصنف في إطار القلب النحوي الذي جعلوه شاملاً لإعلال ونقل الحركات والافتعال. قال أبو البقاء الكفوي في «الكليَّات»: «الإبدال يكون من حرف العلة وغيرها، والقلب لا يكون إلا من حرف العلَّة». ويرى النحاة أن هذا الإبدال قد يقع في كل حروف الإبدال وإن قصره بعضهم على تسعة أحرف في الإطراد، أو جعلوه في اثني عشر حرفاً، أو أربعة عشر، أو اثنين وعشرين حرفاً. ومن المرجح أن أول من سمّى هذه الظاهرة اللغوية «إبدالاً» عبد الملك بن قريب الأصمعي (ت 216هـ)، وعرض لها الزجاجي (ت 337 هـ) فقال «يقال لهذه الحروف (يعني الكلمات): الإبدال والمعاقبة والنظائر، منها ما يجوز بعضه مكان حرف واثنين وثلاثة، وليس كل الحروف كذلك».
    وذلك يعني أن أكثر ما يجيء التعاقب بين حرفين كالضاد والطاء في قضم وقطم، أو بين ثلاثة أحرف كمدّ ومتّ ومطّ، ولا يجيء الإبدال في الحرف الواحد إلا في إبدال تخفيف الهمزة نحو: سأل وسال فإن الهمزة والألف كالحرف الواحد. وقد يجري الإبدال في حرفين من البدلين نحو: سحق وسهك فإن الحاء بدل من الهاء وهما أختان في المخرج، والقاف بدل الكاف وهما أختان، وهو من مسوغات الإبدال. وقد يجري بين حروف ثلاثة في الكلمة الواحدة نحو: درأ وطلع، فإن الدال والطاء متعاقبتان لأنهما نطعيتان، والراء واللام ذلقيتان وأختان، والهمزة والعين أختان حلقيتان، ومن علماء اللغة من يقول بهذا الإبدال الثنائي والثلاثي. ولعل أول من عرض للإبدال الثلاثي أبو الفتح بن جني (ت 392هـ) وسمّاه الاشتقاق الأكبر وعرّفه بقوله: «وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه، وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُدّ بلطف الصنعة والتأويل إليه».
    ويبدو أن هذا النوع من الإبدال القائم على التقليب قد ابتعد عمّا عالجه اللغويون قبل ابن جني واختلفت أمثلته وفلسفته فاتجه نحو الدلالة مبتعداً عن الصوتية التي كانت منطلق السابقين إلى التصنيف في الإبدال، ومع ذلك فقد صنف ابن جني كتاباً سماه «تعاقب العربية» ويُفهم مما جاء في مقدمته أنه كان الأقرب إلى إبدال سابقيه، إذ يقول: «اعلم أن كل واحد من ضربي التعاقب، وهما البدل والعِوَض، قد يقع في الاستعمال موقع صاحبه وربما امتاز أحدهما دون رسيله، إلا أن البدل أعم استعمالاً». وما هذا التوزع بين الإبدال والتقاليب الذي يبدو عليه بعض القلق عنده إلا نتيجة لعدم استقرار المصطلح عند جمهور اللغويين.
    ويشار هنا إلى أن ابن جني قد عقد في كتابه «الخصائص» باباً للإبدال هو «باب في الحرفين المتقاربين، يستعمل أحدهما مكان الآخر» فهو يميل في هذا إلى جعل الإبدال في الحروف المتقاربة صفة ومخرجاً، وإن كان الكثير من علماء اللغة لا يشترطون هذا التقارب، بل لقد جمع بعضهم كل ما تقارب لفظاً وخطاً ومبنى وسلكه في إطار الإبدال.
    ومن الجدير بالذكر هنا أن اللغويين اختلفوا حول جريان الإبدال على ألسنة العرب عفواً أو تعمُّداً، فرأى بعضهم أنه لم يجر على ألسنة العرب عفواً، وإنما كان بقصد تنويع معاني الكلمة الواحدة، ومن هنا حسب أصحاب المعاجم أن الإبدال في النظائر بنطقين متساويين هو من سنن العرب في كلامها، في حين ذهب أبو الطيب اللغوي (ت 351هـ) إلى أنه «ليس المراد بالإبدال أن تتعمد العرب تعويض حرف من حرف، وإنما هي لغات مختلفة لمعان متفقة، واستُدلّ على ذلك بأن قبيلة واحدة لا تتكلم بكلمة طوراً مهموزة وطوراً غير مهموزة، ولا بالصاد مرة وبالسين أخرى، إنما يقول هذا وذاك آخرون».
    وثمة شواهد شبيهة بالإبدال ليست منه في شيء أيضاً، إِنما هي وليدة أمراض النطق والكلام كاللثغة والغمغمة والحُبْسة والتأتأة والفأفأة، أو وليدة التصحيف الناجم عن سوء السمع أو عن إِغفال الإِعجام.
    أما أشهر من عرض لهذه الظاهرة بالبحث أو بالتصنيف فالأصمعي ويعقوب بن السكيت (ت 244هـ) والزجاجي وكتابه «الإبدال والمعاقبة والنظائر» وأبو الطيب اللغوي وكتابه «الإبدال»، وقد حقق هذين الكتابين الأخيرين عز الدين التنوخي ونشرهما المجمع العلمي العربي بدمشق. وكتاب «الإبدال» لأبي الطيب من أوعب ما أُلِّف في هذا الباب وأغزرها مادة تم حشدها وتقييدها وفق منهج حسن التبويب والتنظيم، مرتب على تسلسل حروف الهجاء.
    وأشهر من صنف في هذه الظاهرة من المحدثين أحمد فارس الشدياق، وكتابه: «سر الليال في القلب والإبدال»، وربحي كمال، وكتابه: «الإبدال في ضوء اللغات السامية».
مسعود بوبو
الموضوعات ذات الصلة
 
ـ التنوخي (عز الدين ـ) ـ الزجاجي (عبد الرحمن بن إسحق ـ) ـ ابن السكيت ـ أبو الطيب اللغوي.
 
مراجع للاستزادة
 
 
ـ أبو الطيب اللغوي الحلبي، الإبدال، تحقيق عز الدين التنوخي.ط. (مجمع دمشق 1960).
ـ عبد الرحمن بن إسحق الزجاجي، الإبدال والمعاقبة والنظائر، تح، عز الدين التنوخي (مجمع دمشق، 1962).
ـ يعقوب بن السكيت، الإبدال، تحقيق، حسين محمد شرف (القاهرة 1978).

2 - يونيو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
أخناتون : أمنوفيس بن أمنحوتب الثالث.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

أخناتون
(القرن الرابع عشر ق.م)
 
    أخناتون Akhnaton هو ملك مصر الفرعون أَمنحوتب الرابع «آمون يرضى», ويُدعى في المصادر الكلاسيكية أَمنوفيس. والده أمنحوتب الثالث (1417 -1379 ق.م), ووالدته تيي التي تحدَّرت من بيئة شعبية, على خلاف ما عُرف عن زوجات الفراعنة اللواتي تحدّرن من سلالات مميزة. أما مرضعته فهي تي, وزوجها قائد المركبات أيي, وخالته شقيقة الملكة الأم هي «موت نجمة» Moutnejmet.
    وتتحدث المصادر عن زواجه من الأميرة نفرتيتي (الجميلة أتت) التي وصفتها المصادر بالجمال الرائع, وبأنها أميرة ميتانية من دون أن يقوم على ذلك دليل, فلا يُعرف شيء عن أصلها, ويحوم كثير من الغموض حول الروابط الأسرية للعائلة المالكة وحول أفراد الحاشية التي كانت تعيش في كنفها. ولكن من الحقائق المعروفة أن الزوجين الملكيين رُزقا بست بنات, منهن مريت آتون زوجة سمنخ كارع وأخنسن باآتون زوجة توت عنخ آتون (توت عنخ آمون).
    وقد تلقى الملك الشاب اسمه الملكي الذي حمله بعد تتويجه «نفرخبرورع» ولكنه بعد ست سنوات من اعتلائه العرش دعا نفسه «أَخناتون» وهو الاسم الذي اشتهر به.
    حكم أخناتون ما يقرب من عقدين (1379-1362ق.م), ولكن بداية حكمه اختلطت بنهاية حكم أبيه الذي بلغت مصر في عهده ذروة مجدها في تاريخها القديم, وامتد نفوذها من الجزيرة الفراتية والأناضول وكريت وحوض بحر إِيجه إِلى النوبة.
    التعاليم الدينية
    في ظل هذه الظروف بدأ أمنحوتب الرابع وهو ولي للعهد, وفي حياة أبيه, ممارسة العبادة والشعائر الدينية المتوارثة عن آبائه, ولاسيما ما تعلّق بآمون - رع الإِله الرسمي للدولة. وأخذ في الوقت نفسه يعلن عن أفكار دينية جديدة تطورت حتى تحولت إِلى الهرطقة (البِدْعه) لخروجها على التعاليم التقليدية السائدة. ولكن توجهاته الدينية المجددة ازدادت وضوحاً بعد أن خلف أباه على العرش. وفي السنة السادسة من حكمه (1374ق.م) أعلن الملك مبادىء ديانة جديدة تدعو إِلى عبادة إِله واحد هو «آتون», وقد مثّله بقرص الشمس المجنّح. ومن دون أن يقطع الملك صلاته بالتقاليد الموروثة عمل على إِبراز بعض المظاهر التي رآها أكثر واقعية في التعبير عن الإِله الذي أراده أن يكون أكثر قرباً من الناس جميعاً, وعالمياً, موجوداً في كل مكان, في ذلك العصر الذي فتحت فيه مصر أبوابها للالتقاء بمن حولها من جيرانها, وكان عليها من جرّاء ذلك أن تعيد النظر في أسس حياتها الداخلية والروحية.
    لا تتضمن شعائر العبادة في ديانة أخناتون الجديدة أية إِجراءات سرية, ولم تفرض على الناس شعائر معينة, ولكن لا يعرف كيف تم التحول عن العبادات القديمة إِلى العبادة الجديدة. وتدل الشواهد الأثرية على أن أخناتون أقام عدداً من المنشآت العمرانية, أبرزها معبد الكرنك الشهير( قرب مدينة الأقصر اليوم), ومدينة أخيت آتون, عاصمته الجديدة, التي يقوم تل العمارنة في صعيد مصر فوق أنقاضها القديمة.
20060514-064103.jpg
أخناتون مع نفرتيتي وأولادهما
(مسلة كلسية من تل العمارنة)
    ففي الموقع المعروف اليوم باسم الكرنك يقوم مجمَّع أثري يضم عدداً من المعابد التي كان أهمها بيت آمون المعبود المفضّل لدى الطبقة الحاكمة من الأسرة الثامنة عشرة, وتحيط به بيوت كبار الكهنة. في هذا المكان, وإِلى الشرق من هرم آمون أقام أخناتون معبداً لآتون, للشمس المشرقة. وكان الهدف من ذلك واضحاً وهو تأسيس ديانة جديدة لتحل محل العبادة القديمة. وتوجه في تراتيل شعرية مؤثرة إِلى ربّه آتون, الذي رمز إِليه بقرص الشمس, وأعلن أن لا حياة لشيء من دونه.
    وفي دعوته المجدَّدة يعلن الملك الكاهن أن بركات آتون ليست وقفاً على مصر وأهلها, وإِنما هي للمخلوقات الموجودة في كل مكان من البشر والحيوان, فيمنح آتون عند شروقه القوة للكائنات ويحييها حتى تستمر نعمة الحياة وعند غروبه تفتر الحياة في كل شيء. وعندما يفقد العالم نسمة الحياة, يدخل هذا العالم في خمود, في الوقت الذي تشحن فيه الشمس بطاقة جديدة حيث كانت تختفي عن الأنظار. وقد وجد عدد من الباحثين تشابهاً بين مضمون هذه الترانيم الأخناتونية وسفر المزامير الذي يعزى إِلى داود( القرن العاشر ق.م) ولاسيما المزمور 104.
    وفي الديانة الأخناتونية أُدخلت تعديلات على النظريات المتعلقة بالموت والشعائر الجنائزية, وتقاليد الدفن, وقُدّمت تفسيرات نشورية جديدة للتقاليد الأوزيرية القديمة المتعلقة بالعالم الآخر. أما آمون وهو القوة الخفية كما يدل على ذلك اسمه, فلم يعد يمثل عند الملك شيئاً سوى ما هو عجيب. فالملك الذي اختار للإِله اسماً قديماً معروفاً في نصوص الأهرام, من الألف الثالث ق.م هو آتون أي كوكب عين الشمس مصدر كل شيء, صار يدعى عند رعيته أخناتون أي «عبد آتون». وآتون هذا الذي كان في عصر الدولة الوسطى يتلقى الصورة الهوائية لملك عند رحيله إِلى عالم الأموات فإِن هذه الصورة تعود عند تحولها إِلى لحم مقدّس, إِلى الجسد الذي خرجت منه.
    واستخدم أخناتون الفنون التشكيلية لنشر تعاليمه, فعمل بنفسه على تعليم الفنانين وتوجيههم في عصره لأنه كان يرى من الضروري ترجمة أفكاره الدينية الجديدة في أشكال واقعية. ففي المعبد الذي أقامه شرقي الكرنك لآتون عولجت صورة الملك وصور أسرته بواقعية مدهشة. وأبرزت في صورة أخناتون تشويهات مقصودة للجسم, ورسمت على الوجه علاماتٌ دالةٌ على الاستبطان عند الفنان الذي كان يهتم بأن يعكس في عمله تجربة ذاتية عميقة في معاينة ما يجري في الفكر في تلك المرحلة من تاريخ مصر, والتعبير عنه بجهد يهدف إِلى التعبير عن العواطف الداخلية للكائن لتصوير الشكل الحقيقي للجسم. فأخناتون يوصي بأن كل شيء يجب أن يضحّى به من أجل الحقيقة التي هي مصدر التوازن والعدالة والحياة وهي عناصر صورة القداسة كما تعكسها مرآة الإِيمان.
    العاصمة الجديدة
    مرّت السنوات الأولى من حكم أمنحوتب الرابع, أخناتون, بوصفه مشاركاً للسلطة مع أبيه في العاصمة طيبة. ولكنه كان مصمماً على تحقيق إِصلاح ديني جذري, فترك العاصمة طيبة برضى أبيه الملك, وأسس على مسافة تقرب من ثلاثمئة وخمسة وسبعين كيلو متراً إِلى الشمال من طيبة, بعيداً عن أرض آمون, مدينة جديدة سرعان ما أضحت عاصمة زاهرة هي أخيت آتون (تل العمارنة).
    ونقل أخناتون بعدئذ مقره إِلى هذه المدينة الجديدة ليعيش فيها مع زوجه وجواريه وأفراد حاشيته من كبار الموظفين وبناته الست اللواتي أنجبتهن نفرتيتي. ويبدو أن العائلة المالكة عاشت حياة سعيدة في أخيت آتون حتى انقسام الأسرة في أواخر سنوات حكمه.
    ولم يقتصر التغيير في أسلوب حياة الفرعون على علاقته بأسرته ورعيته, بل ثمة تغيير في أسلوب الملك المصري تبرزه دراسة الرسائل الدبلوماسية في أرشيف تل العمارنة وهي تكشف عن أسلوب التخاطب والتراسل بين ملوك وأمراء كنعان وأمورو (فلسطين وسورية) من جهة والفرعون المصري من جهة أخرى.
    وتدل دراسة عصر العمارنة برمته على تدهور النفوذ الفرعوني في المناطق التابعة بعد التراخي في فرض هيبة الملك التي تراجعت كثيراً عما كانت في عصر تحوتمس الثالث. فمبالغ الجزية المفروضة على البلاد لم تعد تصل إِلى خزانة فرعون. ولم يتحرك القصر الفرعوني كما يقتضي الأمر لمواجهة الوضع الدولي الناجم عن تراجع مصر أمام تقدم النفوذ الحثي. ويبدو أن مؤامرة كبيرة أطرافها من الداخل: كهنة آمون في طيبة وقائد الجيش حورمحب من جهة, وأمراء كنعان وأمورو من جهة أخرى, قد تم تدبيرها للإطاحة بحكم العاهل الذي كان منصرفاً إِلى الإِصلاح الديني, من دون أن يكون محيطاً بما كان يجري حوله.
    ومرّ زمن كان فيه الملك قابضاً بيد قوية على زمام الأمور في طيبة وفي القصر. وكان باستطاعته أن يأمر بتشييد معابد ضخمة لآتون في طيبة بجوار معابد آمون. ولكن بعد السنة الثانية عشرة من حكمه أخذ الضعف يدبُّ في بنية السلطة. ووقع الانشقاق في الأسرة الملكية نفسها. فتركت الملكة نفرتيتي القصر الملكي في وسط مدينة أخيت آتون مع المربية تي وزوجها الكاهن إِيي وأربع من بناتها والأمير الصغير توت غنخ آتون واتخذت لنفسها مقراً في شمالي المدينة, في حين استقر الملك في قصر آخر في جنوبي العاصمة. ووثق صلته بأخيه الأصغر «سمنخ كارع» ليجعله صهره وزوجاً لابنته وشريكاً له في إِدارة الُملك, وبذلك دخل عصر العمارنة مرحلة جديدة. في هذه المرحلة تفاقمت حالة الملك النفسية, وازدادت تصرفاته اضطراباً, فغدت شبه عشوائية ووسّع جبهة المناهضين لحركته الدينية عندما أمر بتحطيم تماثيل آمون وبمحو اسمه من النقوش, وألغى ألقابه وكل ما كان يطلق عليه من صفات تعبر عن الاعتقاد بحماية عرشه الملكي. واتسع نطاق هذا التغيير في الحياة الدينية في مصر القديمة حتى شمل صورة الصقر التي يرمز بها إِلى الربّة نخبت, وشُوَّه اسم مدينة آمون (طيبة) المكتوب بالهيروغليفية, وأصدر الملك أوامره بإِزالة تلك الصور الممقوتة حتى حدود النوبة, وإِحلال عبادة آتون محلها في كل أنحاء البلاد.
    وقد اصطدمت هذه السياسة الدينية التي قادها الملك بمعارضة قوية تزعمها كهنة المعابد الذين كانوا أكثر المتضررين من توحيد العبادة, وكذلك النبلاء الذين هدَّدت الإِصلاحات امتيازاتهم, والضباط والقادة العسكريون الذين تقلص نفوذهم في الدولة لقلة اهتمام الملك بالجيش ولعزوفه عن متابعة سياسة أسلافه التوسعية, فأصاب الوهن القدرات العسكرية للدولة وتدهورت هيبتها المعهودة داخلياً وخارجياً, وتوغلت دول الأناضول القوية في سورية. وقد أشارت وثائق العمارنة ولاسيما الرسائل الدبلوماسية منها إِلى حقيقة الوضع في فلسطين وسورية في مواجهة التوسع الحثي. وكان لانصراف أخناتون عن قيادة جيوشه أو تحريكها بطريقة فعالة من أجل المحافظة على مواقع مصر في آسيا الغربية, والاكتفاء بالعمل على نشر عقيدته الجديدة عواقب وخيمة كلّفت البلاد ثمناً باهظاً, إِضافة إِلى انهيار العلاقات التجارية لانعدام الأمن والاستقرار, وانتهت أيام الملك في خضم أزمة مأساوية, وآلت الأمور بادىء الأمر إِلى وريثه سمنخ كارع الذي عمل على إِعادة الاتصال بمنفيس وطيبة, وأعاد مصر إِلى التعددية الدينية. ودفن أخناتون في عاصمته أخيت آتون. وقد تعرّف علماء الآثار على قبره, ولكنهم لم يعثروا إِلاّ على حطام ناووسه الملكي الذي رمم ونقل إِلى متحف القاهرة. أما مومياؤه التي لم يعثر عليها فلا يعرف أحد ماذا حلّ بها. وقد يكون أصابها ما أصاب أخيت آتون (تل العمارنة) من التدمير على يدي القائد حورمحب الذي كان في مقدمة من عمل على إِنهاء عصر العمارنة وعلى الإِطاحة بحكم أخناتون. وقد عثر في وادي الملوك على مومياء يظن أنها مومياؤه ولكن لا توجد دلائل قاطعة على ذلك. وبعد سمنخ كارع الذي حكم مدة قصيرة اعتلى العرش توت عنخ آتون الذي اضطر إِلى تبديل اسمه إِلى توت عنخ آمون مؤذناً بإِعادة الاحترام لآمون ولكهنة طيبة الأقوياء. وهكذا انهارت هذه المحاولة المبكرة لقلب الوجدان الديني التقليدي في مصر القديمة ولإِحلال وحدانية الإِله محل التعددية.
 
عبد الله محمود حسين, محمد حرب فرزات

2 - يونيو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
أذرِعات = درعا = حوران    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

درعا (محافظة ومدينة )
 
 
 
محافظة درعا محافظة سورية، تقع بين خطي العرض 21 َ  32 ْ شمالاً، وخطي الطــول 40 َ 35 ْ  و30 َ 36 ْ شرقاً، تحدها من الشمال محافظة ريف دمشق ومن الجنوب الأردن ومن الشرق السويداء ومن الغرب محافظة القنيطرة. فهي بذلك تقع أقصى جنوب غربي القطر العربي السوري بمساحة تبلغ 3730كم2.
تمتد على الجزء الأوسط والجنوبي من هضبة حوران[ر]، وقد تبدو التسميتان مترادفتين، فأراضي درعا الحالية ما هي إلا أراضي حوران المعروفة منذ القدم.
تتألف أراضي المحافظة من ثلاث مناطق طبيعية هي: اللجاة الصخرية في الشمال الشرقي وحوض اليرموك في الغرب والجنوب، وبينهما السهل الذي يقسم إلى قسمين الجيدور في الغرب والنقرة في الشرق.
مناخها متوسطي شبه جاف، يراوح معدل أمطارها بين 250-300مم سنوياً، وتجود فيها الزراعات البعلية كالقمح والشعير والبقوليات.
بلغ عدد سكانها عام 2001 نحو 800 ألف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة. أهم المدن درعا، وهي مركز المحافظة ونوى وإزرع والصنمين وجاسم.
لمحة تاريخية
سُكنت أراضي المحافظة منذ القدم، وقد عُثر في مدينة درعا على مساكن لإنسان العصر الحجري الحديث (من الألف السادسة إلى الألف الرابعة قبل الميلاد)، وعثر أيضاً على أدواته ومخلفاته التي تدل على ممارسته الزراعة وتربية الحيوان.
والواقع أن أقدم ذكر لأرض حوران يعود إلى رسائل تل العمارنة (القرن 14ق.م)، كما ذكرت في العهد القديم، مما يدل على أن المنطقة كانت عامرة في الألف الثالثة قبل الميلاد.
 
 
خزان مياه في محافظة درعا من العهد الروماني
 
كان الأموريون أقدم الأقوام التي سكنت أرض حوران، لكن مالبث شأنهم أن اضمحل بعد أن امتدت سلطة الكنعانيين إلى المناطق الداخلية، وحدثت بينهم فتن وحروب حتى ظهر الهكسوس، وانتشروا في المنطقة.
في تلك الأثناء ظهر العبرانيون وانتشروا في أراضي حوران تجاراً ومرتزقة 1250ق.م، ثم مالبثوا أن شكلوا جماعات صغيرة ثم دويلات متفرقة أخذت تهدد المنطقة برمتها فاحتلوا عدداً من مدن حوران وهاجموا عاصمتها درعا (أذرعي)، لكن مملكة دمشق الآرامية وقفت سداً منيعاً دون أطماعهم. وبعد حروب دامت نحو قرنين، عادت حوران لتصبح جزءاً من الدولة الآرامية، إلى أن دمر الآشوريون دمشق عام 732ق.م، واجتاحوا حوران، وجاء بعدهم الكلدانيون ثم الفرس لتصبح حوران جزءاً من الولاية الفارسية الخامسة.
بعد معركة إيسوس الشهيرة عام 333ق.م، أصبحت سورية وحوران جزءاً من امبراطورية الإسكندر المقدوني، وبعد وفاته واقتسام امبراطوريته حكمها السلوقيون، ثم الأنباط بعد انتصارهم على المكابيين والسلوقيين عام 90ق.م، حتى احتل الرومان سورية عام 64ق.م.
في عام 106م، أصبحت حوران جزءاً من الولاية العربية الرومانية وعاصمتها بصرى، وما تزال آثار تلك الحقبة ماثلة للعيان كمدرج بصرى ومعبد الصنمين والجسور الرومانية الحجرية.
وحين انقسمت الامبراطورية الرومانية إلى شرقية (بيزنطية) وغربية، ظلت سورية تحت سيطرة البيزنطيين، وحكمها ولاتهم طول مدة الجاهلية وصدر الإسلام، وقد أدى الغساسنة دوراً مهماً إبان الحكم البيزنطي، وكانت عاصمتهم الجابية غربي قرية نوى اليوم، وظهر منهم ملوك يدينون بالولاء لبيزنطة، وعزز هذا اعتناقهم الدين المسيحي، فكانوا حلفاء للروم ضد الفرس وحلفائهم المناذرة وضد العرب المسلمين الذين ظهروا فاتحين في المنطقة. وإلى الغساسنة ينتسب أهالي حوران اليوم ويفخرون بانتمائهم العربي الأصيل.
وعلى أرض حوران، في الجهة الجنوبية الغربية منها، جرت معركة اليرموك الفاصلة بين العرب المسلمين والروم عام 15هـ/636م، فعسكر عمرو بن العاص قائد الميمنة العربية في المنطقة الممتدة من جنوبي الوادي الزيدي المار بمدينة درعا إلى قرية داعل شمالاً، وإثر المعركة عقد المسلمون صلحاً مع أهلها بعد إخراج الروم منها، ومر بها عمر بن الخطاب حينما زار الشام، وظلت تحت الحكم الراشدي ثم الأموي.
وفي الصراع بين الأمويين والعبـاسـيين، قاتلت حوران في صف الأمويين، وظلت الاضطرابات فيها حتى انتصر العباسيون واسـتتب لهم الأمر عـام 133هـ/750م.
أدت حوران دوراً مهماً في أثناء الحروب الصليبية، إذ شكلت بموقعها جسراً ربط بين دمشق والقاهرة بعد أن حاول الصليبيون قطع الإمداد عن الطرفين، وكانت هدفاً لأطماعهم لحاجتهم إلى محاصيلها. وفي عام 1119م هاجم بودوان الثاني مدينة درعا واحتلها، لكنه لم يتمكن من مدينة بصرى. ويُجمع سائر المؤرخين الذين كتبوا عن حوران في العصور الوسطى مثل ياقوت والإدريسي والإصطخري على أن حوران كانت تتبع دمشق في سائر أحوالها.
ثم أتى العثمانيون عام 1516، وفي عهدهم، ولاسيما أواخره، عانت البلاد عامة عوامل الجمود والتخلف. وفي عام 1880، أصبحت حوران متصرفية مؤلفة من ستة أقضية مركزها المزيريب. وانتعشت المنطقة بعد افتتاح الخط الحديدي الحجازي[ر] عام 1908، ولاسيما درعا، بل نشأ فيها حي جديد يعرف باسم «حي المحطة».
شارك أهالي حوران في الثورة العربية الكبرى، واستقبل الأهالي بعد مدة الملك فيصل بعد معركة ميسلون مغادراً دمشق إلى أوربا، كما تعاونوا مع الحركات الوطنية في دمشق إبان الانتداب الفرنسي، فحاصروا الثكنة العسكرية الفرنسية مدة ثلاثة أيام متوالية حتى اضطروا حاميتها إلى الفرار تحت جنح الظلام.
ثم شهدت المحافظة عهد الاستقلال لتتبوأ حوران مكانتها بين المحافظات السورية تحت اسم محافظة درعا.
مدينة درعا
مركز محافظة درعا وأكبر مدنها، تبعد 3كم عن الحدود الأردنية، وتبعد عن دمشق العاصمة 101كم جنوباً، على درجة عرض 37 َ 32 ْ شمالاً وخط طول
 5 َ 36 ْ شـرقاً، عند النهايات الجنوبية لهضبة حوران البازلتية ممتدة على طرفي الوادي الزيدي.
 
 
مدرج درعا
 
لاشك في أن خصوبة التربة وتوافر مصادر المياه هو الذي اجتذب إليها الإنسان وساعده على ممارسة الزراعة والاستقرار فيها منذ القدم. غير أن درعا تدين بأهميتها إلى موقعها أكثر مما تدين إلى ثروتها وغناها، فهي مركز للإنتاج الزراعي ومكان للتبادل التجاري بين البدو والحضر، وهي أيضاً صلة وصل بين المناطق المجاورة لها، وقد اكتسب هذا الموقع أهمية جديدة بسبب موقعه على طريق الحج إلى مكة المكرمة ، وعزز هذه الأهمية تدشين الخط الحديدي الحجازي، الذي ظل يستخدم لأغراض دينية وعسكرية وتجارية حتى أُهمل في النصف الأول من القرن العشرين.
وقد أثر مرور الخط الحديدي الحجازي في عمران المدينة، فقد بدأ العمران قرب محطة القطار بيوتاً لموظفي المحطة، ثم تبع ذلك إقامة سوق تجارية ومبان حكومية تناثرت بين الوادي الزيدي والمحطة فعرف باسم حي المحطة.
ولكن أقدم أحياء درعا هو ما يعرف بالكرك، نسبة إلى مخفر شرطة عثماني كان موجوداً فيه، وهو تل مرتفع تقوم عليه بيوت البلدة القديمة ويحيط به الوادي الزيدي من كل الجهات عدا الجهة الجنوبية، وهذا ما يجعل منه موقعاً طبيعياً حصيناً يصعب اختراقه ويسهل الدفاع عنه في الوقت نفسه. وترجح الآراء أن هذا التل هو الموضع الذي نشأت فيه درعا نشأتها الأولى من خلال الآثار التي عثر عليها فيه، بدءاً من مغاور ومساكن الإنسان الحجري الحديث حتى العصور المتأخرة.
وفي جنوبي الكرك في الجهة التي لا يمر بها الوادي الزيدي، تقع درعا البلد، تمييزاً لها من درعا المحطة، وقد نشأت أحياء جديدة نجمت عن تدفق أبناء الريف المحيط بالمدينة إليها، وجموع اللاجئين الفلسطينيين إثر نكبة 1948، ثم هجرة أبناء الجولان إليها إثر العدوان الإسرائيلي عام 1967، فنجم عن ذلك ازدياد عدد سكان درعا ازدياداً كبيراً، إضافة إلى نسبة النمو السكاني المرتفعة 29.9 بالألف عام 2000، فقد تضاعف عدد السكان خمس مرات في خمسين عاماً حتى بلغ عدد سكانها نحو 826 ألف نسمة عام 2002.
يعمل سكان درعا أساساً بالزراعة، وقد ازدهرت فيها الزراعة المروية للعنب والزيتون والتبغ والخضر، لكن المحصول الأساسي هو الحبوب والبقول التي تزرع بعلاً، كما توجد فيها بعض الصناعات البسيطة المتعلقة بالإنتاج الزراعي، وأُقيمت فيها مؤخراً منطقة صناعية، أُنشئ فيها مصنع للأحذية ومصنع للمعكرونة ومطحنة حديثة.
 

2 - يونيو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
أذرِعات.....(2).    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

لمحة تاريخية (درعا)
أصل التسمية كنعاني، وورد اسمها «أتي راعا» في رسائل تل العمارنة. اتخذها الأموريون عاصمة لهم عام 2250ق.م، وسموها أذرعي. وازدهرت المدينة أيام الآراميين، وعندما احتل الفرس سورية كانت درعا مركز مرزبانية، بعدها خضعت لليونان (الإسكندر ثم السلوقيين)، ثم الأنباط حتى قضى الرومان على دولتهم وأعلنوا تأسيس الولاية العربية الرومانية.
عُنِيَ الرومان بتنظيم المدينة، فبُنيت فيها المعابد والأسواق والمسارح والحمامات والطرق المرصوفة، وقد كشف عن مدرج درعا وحوله أبنية تعود إلى العصر الروماني، أهمها بقايا حمامات على بعد 400 متر جنوب غربي المدرج، كما توجد بقايا قناة صرف مائية وعثر على لوحة فسيفسائية في منطقة الثعيلة غربي درعا.
وتعود إلى عهد الغساسنة قناة ري قديمة هي قناة فرعون، تجر مياه سهل الثريا عبر قرية الشيخ مسكين وقرية شقرا، ثم تمر غرب خربة غزالة وصولاً إلى درعا عند مكان يسمى حمام الملكة في البلدة القديمة في الكرك. كما أصبحت درعا في عهدهم سوقاً تجارية شهيرة تؤمها قوافل شبه جزيرة العرب وما حولها.
أما أقدم شـواهـد العصر الإسـلامي، فهو الجامع العمري الذي بني في صدر الإسـلام، وجرت عليه ترميمـات كثيرة، أبرزهـا في عصـر كمشتكين عام (506هـ/1112م)، ثم في العصر الأيوبي (618هـ/1221م). وفي عهد العثمانيين، أصبحت درعا مركزاً لقضاء النقرة، وفي عام 1918 فتحت أبوابها للجيوش العربية المتجهة إلى دمشق، وشاركت في النضال ضد الانتداب الفرنسي، وفي عهد الاستقلال صارت درعا مركزاً للمحافظة التي سميت باسمها.
صفوح خير

2 - يونيو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
 219  220  221  222  223