ما هذا ... يا إلهي كن أول من يقيّم
ما هذا يا لمياء ??? أنت تمطرين شعرا وفنا وإبداعا، ويبدو أنني للمرة الثانية أنشر تعليقي من غير أن أطلع على مشاركتك. والذي يميز قصيدتك اليوم براعة الاستهلال وحسن الخاتمة . كانت البداية مجاراتك الخنساء في أشهر بيت لها قالته في صخر: يذكرني شروق الشمس صخرا = وأذكره لكل غروب شمس ورقة الإبداع في مطلع قصيدة لمياء أنها خالفت الخنساء في روح البيت: فليس الليل ما يذكرها بسارة، ولا رقته، ولكنها أحيانا تجد في رقة الليل ما يذكرها بسارة، وعذب حديثها. وهذا البيت يشهد على شاعرية لمياء، ورهافة حسها وقدرتها على الاستفادة من روائع الأدب العربي. وكلامي هذا ينسحب أيضا على البيت الأخير، وموضع الإبداع فيه صورة غراب البين وهو يطرق بابها، وجوابها له بأن ما يرومه ليس عندها. وقدرة لمياء على رسم هذه الصورة مضفية عليها أرق الألوان وأعذب الألحان تعني لي الكثير. وإذا واظبت يا لمياء على هذا التطور فأنت إحدى أميرات الشعر العربي. واتمنى أن أرى مقدرتك في الكتابة على البحر الكامل، واستعيني في الدخول إلى عالمه بتريد (نشيد ليبيا الوطني) (الله أكبر فوق كيد المعتدي) فهو من أسهل إيقاعات البحر الكامل. ويميز هذا البحر أن الحرف الثالث منه لا يمكن أن يكون ساكنا أبدا، وأن الحرف الثاني يجوز فيه الوجهان، بينما يميز بحر الوافر أن الحرف الثالث منه لا يمكن أن يكون متحركا أبدا، وأن الحرف الثاني لا يمكن أن يكون ساكنا أبدا. لذلك يمكنك ان تفتتحي الكامل بما هو على وزن (إنّ) و(هذا) و(كان) كما يمكنك أن تفتتحيه بما هو على وزن (ولقد) (وإذا) و(ذهب) ففسحة التحرك فيه أوسع من بحر الوافر. ولكن هناك هناك حالات يجوز فيها خطف الحرف الثالث الساكن مثل ضمير الرفع: (أنا) فالحرف الثالث منه ساكن ولكننا نجده شائعا في بدايات الوافر والكامل على السواء، والفرق أن الألف في البحر الكامل تخطف خطفا وكأنها غير موجودة، كقول الشاعر: (أنا لست بالحسناء أول مولع) بينما هي في البحر الوافر ساكن الوتد، لا تسقط إلا في اجتماع الساكنين، مثل: (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا) .. أتمنى لك التوفيق وإلى اللقاء |