البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 217  218  219  220  221 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عبوديتي وحريتي    كن أول من يقيّم

في العام 1833 قام السيد توماس أولد (مالك مزرعة من العبيد في الشاطئ الشرقي لماريلاند باستدعاء عبده فريدريك دوغلاس الذي كان وقتذاك في الخامسة عشرة من عمره، وكان يخدم منذ سبع سنوات شقيق أولد في بالتيمور وطلب منه العمل في أرض المزرعة. لكن الحياة في المدينة كانت قد غيرت دوغلاس بشتى الطرق، وساءه عدم قدرته على إخفاء ذلك عن أولد، فقد نجح سرا في بالتيمور بتعلم القراءة والكتابة، وهو أمر لم يكن مسموحا به للعبيد، لأنه من شأنه أن يثير في عقولهم افكارا خطيرة.
في المزرعة حاول دوغلاس أن يعلم القراءة لأكبر عدد ممكن من العبيد، لكن جهوده هذه سحقت بسرعة.
غير أن الأسوأ هو أنه أصبح لديه موقف عصياني، أو ما كان يسميه مالك العبيد بالصفاقة، فكان يرد على أولد ويناقش بعض أوامره ويمارس كل أنواع الحيل للحصول على مزيد من الطعام (كان أولد شهيرا بتجويع عبيده)
ذات يوم أخبر أولد دوغلاس بأنه سيؤجره للعمل مدة سنة لدى السيد إدوارد كوفي الذي يستأجر مزرعة قريبة منه، وكان شهيرا بأنه أستاذ في كسر شوكة العبيد الشبان، وكان مالكو العبيد يرسلون إليه أصعب الحالات لديهم ومقابل عملهم لديه مجانا كان يحطم كل ذرة تمرد داخلهم.
أدخل كوفي دوغلاس في دورة من العمل الشاق، وبعد بضعة أشهر أصبح الأخير مدمرا جسديا وروحيا.
لم يعد يرغب بقراءة الكتب أو خوض نقاشات مع زملائه العبيد. وفي يوم عطلته كان يزحف ويجلس في ظل شجرة وينام من شدة اليأس والإنهاك.
ذات يوم حار من اغسطس (1834) مرض دوغلاس بشدة وأغمي عليه، فراح كوفي يضربه بالسوط ويأمره بالعودة إلى العمل. لكنه كان هزيلا جدا ولم يستطع الاستجابة للأوامر.
ضربه كوفي على رأسه محدثا فيه جرحا عميقا، وركله بضع مرات، لكن دوغلاس لم يكن قادرا على الحراك.
 أخيرا تركه كوفي وقرر التعامل معه لاحقا
.
نجح دوغلاس في الوقوف على رجليه، وزحف نحو الغابات، وتمكن بطريقة ما من العودة إلى مزرعة أولد.
وهناك راح يتوسل السيد أولد أن يبقيه هناك شارحا له وحشية كوفي.
لم يتاثر أولد وقال له: إنه يستطيع مبيت ليلته هناك لكن في الصباح عليه العودة إلى مزرعة كوفي.
في طريق عودته إلى المزرعة كان دوغلاس يخشى حدوث الأسوأ.
 قال لنفسه: إنه من الأفضل له إطاعة كوفي والنجاة بحياته خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
حين وصل إلى الاصطبلات حيث كان يفترض به العمل في ذلك اليوم بدأ بالقيام بواجباته، حين خرج له كوفي فجأة وبيده حبل، وانقض عليه محاولا توثيق رجله، وبدا واضحا أن هذه ستكون عملية الجلد الأقسى التي سيتعرض لها.
قام دوغلاس مخاطرا بالتعرض للمزيد من الضرب بدفع كوفي عنه، ومن دون أن يضربه لم يمكنه من توثيق رجله.
في تلك اللحظة لمعت فكرة في رأس دوغلاس. كل فكرة تمرد كان يكتبها عبر الأشهر الفائتة من الكدح عادت إليه. لم يعد خائفا. يستطيع كوفي قتله، لكن من الأفضل ان يموت وهو يدافع عن نفسه.
فجأة جاء ابن عم كوفي. وإذ وجد دوغلاس نفسه محاصرا قام بما لا يخطر على بال.
ضرب الرجل بعنف وأوقعه أرضا، علما أن ضرب رجل أبيض سيؤدي به على الأرجح إلى الموت شنقا.
استولى جنون قتالي على دوغلاس وراح يرد ضربات كوفي في صراع استمر ساعتين، اضطر بعدها السيد المدمى ومنقطع النفس إلى التوقف عن القتال وعاد إلى بيته.
لم يكن في وسع دوغلاس سوى افتراض أن كوفي سيعود بعد قليل حاملا سلاحا أو أي وسيلة أخرى يقتله بها.
لم يحدث هذا إطلاقا. وشيئا فشيئا فهم دوغلاس المعادلة: (أن يقوم كوفي بقتله أو معاقبته بطريقة قوية تنطوي على خطر كبير. فستشيع الأخبار عندها أن كوفي فشل في كسر شوكة عبد. ومجرد الإشارة إلى ذلك كانت ستدمر سمعته وتقضي على أعماله).
اكتشف دوغلاس أن مالكي العبيد يفضلون جلد أولئك الذين يسهل جلدهم.
متذكرا تلك اللحظة بعد سنوات في كتابه (عبوديتي وحريتي) كتب دوغلاس: (كانت تلك المعركة مع السيد كوفي نقطة تحول في حياتي كعبد .. أصبحت كائنا آخر بعد ذلك القتال.. وصلت إلى مرحلة لم اعد أخشى فيها الموت. وهذه الروحية التي جعلتني حرا في الواقع بينما كنت شكليا ما أزال عبدا)
(روبرت غرين: الحرب ثلاث وثلاثون استراتيجية، ترجمة سامر أبو هواش : ص 397 ـ 400)

30 - أغسطس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
ملف المفاجآت    كن أول من يقيّم

قبل بضعة أيام سمعت صوت صديقي أحمد المحمد بعد انقطاع دام قرابة (15) سنة بسبب سفري إلى لبنان ومن بعدها إلى الإمارات.. وكنت كل مرة تذكرته فيها أتساءل: ما هي أخبار أحمد وأصدقائي في منبج .. ? هل اجتثني النسيان من ذاكرتهم، أم لا تزال أيامي معهم تحتفظ بما يضمن لها البقاء. ولما سمعت صوت أحمد قبيل أيام انهالت علي تلك الذكريات دفعة واحدة فلم أدر كيف أجيبه.
تكلمنا كثيرا، وأخبرني في مكالمته عن محبة هذا الشاعر المجيد، المرحوم يوسف عبيد، فرحمة الله عليك يا يوسف، واعتزازي والله بهذه القصيدة أكبر من ان اصفه بقصيدة أرثيك بها، مع أن ذلك سيكون إن شاء الله  راجيا من الله بفضله ومنته أن ييسر لي ذلك على تراب منبج بالقرب من ضريحك الشريف. برفقة إخوان الصفاء وخلان الوفاء أهل منبج العصماء.

30 - أغسطس - 2007
ما رأيك يا أستاذ زهير
عودة الأستاذة    كن أول من يقيّم

أرحب باسم أسرة الوراق وإدارته بعودة الأستاذة ضياء خانم إلى إدارة هذه المجالس، بعد قضائها العطلة الصيفية في بلدها لبنان الجريح،  وكانت قد شاركت في هذه المجالس غير مرة أثناء هذه الزيارة، ووعدتنا بمشروعها الجديد عن شاتوبريان وذكريات ما وراء اللحد فور عودتها إلى باريس، فماذا في جعبتك يا أستاذتنا وما الذي حملته إلينا من لبنان الحبيب... ولست أنا وحدي بل كل سراة الوراق يتشوفون إلى جديد الأستاذة، وأما دوامة الأستاذ عبد الحفيظ فهي كما فهمتها ترحيب على طريقة الفن التجريدي بعودة الأستاذة. وأشكر الأستاذة شكرا خاصا على تعليقها الرفيع حول حياة دوغلاس وكتابه (عبوديتي وحريتي) وشكرا لكل الأساتذة الأكارم المشاركين في هذا الملف وغيره من زوايا ومجالس الوراق.

31 - أغسطس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
كشكول يحيى 5    كن أول من يقيّم

وعـلـيك  أجل سلام والـرحـمة iiوالإكرام
وضـيـاء iiمـجالسنا فـي عودة ست iiالشام
يـا مـال الـشام iiأخا طـوقـت أجل iiوسام
كـالـشوق إلى iiحلب وهـواك مـدى iiالأيام
الـعـلامـة  يـحيى في الحب وفي الإسلام
والله يـمـن عـلـى كـشـكـولك iiبالإتمام

1 - سبتمبر - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
شجاعة لمياء    كن أول من يقيّم

تحية طيبة لأختنا الأديبة النجيبة لمياء:
ها أنا أجيب دعوتك وأدلي برأيي فيما كتبت، فليتسع صدرك لي وأصغي إلي بكل قلبك.
شجاعتك يا لمياء إرهاص بميلاد شاعرة.
فما كتبته هو من الشعر بأشجانه وأحزانه، وشيء من قوافيه وأوزانه. وقصيدتك الأولى من بحر الرجز، وأصح أشطارها قولك (وبخلت أنوارها عليَّ) وقولك (سعادة في زمني سبيه) وأما قصيدتك الثانية فالغالب عليها البحر الوافر، وأسلم أبياتها قولك:
فـصـار الـناس أحجار iiقساة وصار الذئب في ثوب العروس
ولكنها اشتملت أيضا على أبحار أخرى، من ذلك بحر الرمل في قولك:
(أمة الإسلام قومي واطردي)
ولا شك عندي أنك لم تستشيري شاعرا في محاولاتك هذه، وأنك أقبلت على الشعر بلا أستاذ، ولو قدر الله لك راعيا يرعى موهبتك الشعرية فإنك بعد أشهر معدودات سترين أبواب الشعر مفتوحة أمامك على مصراعيها.
وأما نثرك يا لمياء فأنا أضم صوتي إلى أصوات من سحرهم أدبك الرصين وعباراتك الآسرة، أتمنى لك التوفيق وإلى اللقاء

2 - سبتمبر - 2007
إن جازت تسميته شعرا
حمده: قصيدة شهرت قائلها    كن أول من يقيّم

استجابة لطلب الأستاذة أذكَر بقصيدة (حمْدَه) للشاعر عمر الفرا، فقد وصل الفرا بهذه القصيدة إلى قمة الشهرة، وهي أول قصيدة سارت باسمه، ولا أعرف في شعره قصيدة تساويها، وهي باللهجة الشامية البدوية، وأجمل ما فيها  قوله:
ما أريدكْ
حتى لو حطوني اسوارة بإيدكْ
ما أريدكْ
ابن عمي، ومثل أخويا
ودمْ وريدي من وريدكْ
وما أريدكْ
لا ني نعجة تشتريها
ولا ني عبدة من عبيدكْ
ما أريدكْ

2 - سبتمبر - 2007
ما رأيك يا أستاذ زهير
شعر محمد السويدي (هدية لضياء خانم)    كن أول من يقيّم

وهذه هديتي لضياء خانم مختارت من شعر أستاذنا محمد السويدي (صانع الوراق) وهو من كبار شعراء العامية... كتب الشعر العامي بشقيه: الحضري والبدوي، وأصدر مجموعة دواوين، منها (دقاقة الطار) و(أحلام وردية) و(أساور في ذراع القمر) ومعظم شعره في الغزل وشكوى الزمان. وقد كتب شعره على البحور الخليلية: الوافر والكامل والخفيف والرمل والمجتث والمتقارب والهزج. وهذه باقة من شعره، أفتتحها بقصيدة من الشعر العامي الحضري، وهي من بحر الرمل. منشورة في ديوانه (أساور في ذراع القمر) بعنوان هذي حقايق:
(تمطر الفرحة على عمري دقايق
واحلف أن الابتسامه في موانيها طيوف
وإن جرت دمعهْ منِ عيوني حزينه
أو بدت كلمة أسى .. تشرح ظروف
أشهد إن الفرحة في عمري دقايق
وأن ألحان الهوى هذي ضيوف
أشهد أن الشوق كله في هواك
وإن تحقق لي لقاك
إسبحت عين المحبة في نداك
يا لأهوال السنين
يذبل النسرين في الطرف الحزين
يوم يغدو دربه الوردي شراك
يوم تتقطع علايق
وإن جرت عندي بحور من أسى
وأُهدرتْ صبحْ ومسا
لا تلم قلبا على امّا شاف ضايق
للأسف هذي حقايق)
وهذه قطعة من شعره العامي الحضري أيضا، من قصيدة بعنوان (سبع رسائل إلى فينوس) وهي من بحر الهزج:
أحب الليل ضمك أو تضمينه
أحب الشوق وسنينه
احب العطر لي سميته باسمك
أحب الورد يوم انتي تسمينه
أحب الزين ما يتصنّع الزينه
أحب الطيف يسري بطرفك الجارح
أحب خيالك السارح
أحب كتاب جالت فيه نظراتك
أحب أقرأ عباراتك
أحب اللي تحبينه
أحبُّ أقبّل الكعبة
أحب البيت في عينك
أحب أقرأ أنا بصوتك كلام الله إذا صليت
أحب الكوثر الجاري على نهديك
أحب أرسم علامة حب على عنقك
وأحب اللي يغار عليك)
وهذه قطعة من شعره العامي البدوي بعنوان أنفاس وهي من بحر الرجز:
اتـرك  كـلام الناس iiللناس واتـبع هوى القلب iiالهواوي
واسكب من الطرف لي كاس انـسـى  به الحظ iiالشقاوي
حـاشـاه  حبك يرّث iiالياس لـكـنـهـا  الـدنيا بلاوي
يـا للي جميلك طوق iiالراس كـيف  ألحق بزينك iiمساوي
وأقـص  عـود الود iiمياس حـاشـا مـعـاذ الله iiأقاوي
وأن  الذي لو داس من iiداس آوي عـلـى ذكـراك iiآوي
شـفـتك لدنيا الحب iiنبراس نـور وفـيه الأنس iiضاوي
أفـدي تـتـابع ذيك للنفاس شـفـني بها محروق iiذاوي
آس  بـحميا الوصل رجاس وأحـيَ  إفهواك اليوم iiهاوي
لـو بالحديث العذب لا iiباس والـنـظرة  العجلى iiغناوي

2 - سبتمبر - 2007
ما رأيك يا أستاذ زهير
دروس في العروض    كن أول من يقيّم

مرة أخرى أتدخل في نصيحتك يا لمياء أن تتريثي في نشر شعرك، فالخطوة الأولى أن تبحثي عن شاعرة تمهد لك الخطوات الأولى في كتابة الشعر العمودي. والذي يجعلني متحمسا للعناية بك ما قرأته من نثرك البديع. وذلك ما يجعلني أغض الطرف عن أخطائك في كتابة الشعر، وأعود لأستحضر شجاعتك التي لابد أنه سيكون لها دور كبير في اختراق هذا الجدار.
 قصيدتك الأخيرة يا لمياء من البحر الوافر، وقد اقتربت قليلا من الأخذ بزمام هذا البحر، ولكن أمامك مشوار طويل، وتهون المصاعب فيه لو وجد في حياتك من يلقنك إيقاع هذا البحر الجميل.
 لو كنت تعرفين الأغنية الشامية (سكابا يا دموع العين سكابا) فإنها أرق ما يعرف من ألحان البحر الوافر، وتفعيلته هي (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) وقد غنته أم كلثوم في أغنيتها المشهورة (سلوا قلبي) من شعر شوقي، وفي مطلع أغنيتها (حديث الروح) من شعر إقبال.
وهذه قصيدتك بعد إجراء بعض التعديلات عليها، وقد حاولت الالتزام قدر الإمكان بكلماتك لتعرفي مواضع الصواب وتلاحظي مكامن الخطأ:
أتـذكر يا زمان غداة iiتركي لـتـطويني اساطير iiالرمال
وتذكر يوم غدرك بي iiحنونا بـمـا تبكي له مقلُ iiالجبال
وقـالو لي سأنسى بعد iiحين فـقـلت  لهم وآلمني iiمقالي
أأنسى صحبتي ورفاق دربي فـذا والله سـابـعة iiالمحال
وذا  والله مـا أخـشاه iiمنكم سـألـتم في محبتكم iiسؤالي
سـتطرق  بابكم بعدي بنات وتـخطو بيننا بخطى عجال
فـلا تـتذكرون حديث iiلميا أسـيـدة الـمقال أم iiالفعال
أسـاتذتي وإن سألت iiفؤادي أتـاهـا خادما دون iiالسؤال
فـإنـكـم الأحبة iiأعجزتني أوفـيـها الحقوق بكل iiغال
 

3 - سبتمبر - 2007
إن جازت تسميته شعرا
لا شعر بلا بحر    كن أول من يقيّم

أستاذتي العزيزة ضياء خانم: نعم ليس من شعر بلا بحر، وأوجز عبارة تختصر تعريف الشعر انه كلام موزون، وبما أننا فتحنا ملف شعر السويدي، فسوف أمثل لك من شعره على أوزان الشعر العامي. فمن ذلك قوله قصيدته (خولة) وهي من بحر المجتث من الشعر:
يـا راكـة القد iiميلي الـهـجر يعلن iiأفوله
لـعيونك  iiالمستحيلي اجيب عرضه iiوطوله
مـن نيل حبك iiونيلي بـتقوم  للوصل iiدوله
حـيث الغرام iiالأثيلي والحسن  يفرش ذيوله
في عارض من أسيلي رفرف على خد iiخوله
حـال  النسيم iiالعليلي حـا الصبا عن iiذبوله
لو زار طرف iiالعقيلي مـا راح يندب طلوله
ومما كتبه على البحر الخفيف قصيدة بعنوان بشاير عتاب، وأولها:
علليني ضاق الفضا من حنيني وادركـيني يا سلوتي iiأدركيني
أطـرقـي مقلة نستها iiالأماني وارفـقي يا فداك نفسي iiوعيني
ومن مجزوء الرمل (قافية المتدارك)، قصيدته سود الحدق، ومنهاا:
نـشـر عود ذا iiعبوقه أو عـبـيـر لي iiعبق
بـرقـت  عين مشوقه مـا بـقـي فيها iiرمق
آه  مـن قـلب iiخفوقه شـق ثوب الصبر شق
ذاب في الروح الشفوقه تـاه  فـي سود الحدق
ومن مجزوء الرمل (قافية المترادف) قصيدة وعد، ومنها:
لا تــظـنـيـه iiوعـد لـو  قـطـعـنا بهْ iiعهد
بـات  حبك في كتاب iiال ورد وعــدٍ فـي iiوعـد
فاضحكي من سخريات ال دهـر وابـكـيـهـا بعد
ومن بحر الهزج قوله:
يـمثل  كبرياء iiالحب ويخفي الشوق والغيره
ويـكتم  قلبه iiالأحزان وتضحكْ  لكْ iiأساريره
ولي  خيم سكون الليل سرى  بك دوم iiتفكيره
وعـبر لك بدمع العي ن  لي ما خان iiتعبيره
ويـملا حبك iiالوجدان وتـتـغنى iiعصافيره
ولي  ما بان نور iiالفج ر شـفتك في iiتباشيره
كتاب  صاغتهْ iiلشجان وعـنـد  اله iiتفسيره
ومن بحر الوافر قوله:
خليلك من نبض باسمك وريدهْ تـراه لـو عـتبْ خلٍّ iiودود
وكـم  دون النفوس iiالمستفيدة إمـارات تـنـاديـني iiشهود
وكـان فـراقها فرصه iiسعيدة تـلـقـيـنـا نباها iiبالورود
ومن الوافر أيضا قصيدته (الهوى العذري) :
تصنعت الهوى العذري صناعة وصـدقـتك  على ذمة ظنوني
وغـرتـني بك رسوم iiالوداعة وسـحـرٍ فـي بيانك iiوالعيون
أسـوم الـعمر في آمال iiساعة تـعـنـت في ترقبها iiشجوني
أطيعك  في عذاب القلب iiطاعة كـذا عشت الليالي من iiجنوني
حـيـاة كـل مـا فيها iiقطاعة يـراع  بها ذوو القلب iiالحنون
كـفـا اللهْ من محبتك iiالجماعة وحـال  برحمتهْ دونك iiودوني
ومن بحر البسيط في قصيدة بعناون (شال):
لـولاك  أقـسـم لك بطرف iiوفالك مـا كـحلت عيني من الورد iiأحلام
ارسمك يا نور الضحى من حكى لك أوهـام مـا تـتـحمل النور iiأوهام
لـو كـانـت الـدنيا ليالي وصالك مـن ذا الـذي تـعنيه دورات iiليّام
غـزلـت  أنا من ضو لقمار iiشالك أنـغـامـه ألـوان وألـوانه iiأنغام
ومن مشطور البسيط، وهو من أندر الأوزان قصيدته (أحبك أنا):
الله  كـم يـعـذلون هـالـناس في iiحبنا
كم يسرجون iiالظنون وايـكـابـدون العنا
لـو بالهوى iiيؤمنون كانوا  اسمعوا iiسمعنا
لو  في بحار iiالعيون اتـأمّـلـوا  iiمـثلنا
في  معبد من iiشجون نـوقد  شموع iiالمنى
انتهْ الجناب المصون وانـا  أحـبـك iiأنا
 
 

3 - سبتمبر - 2007
ما رأيك يا أستاذ زهير
دروس في العروض 2    كن أول من يقيّم

.
أرحب بعودة الأستاذ هشام بعد أشهر من العمل المضني قضاها في مشاركة ناديه ببطولات الشطرنج في العالم
أما التعقيب فهو أني أضم صوتي إلى نصيحة الأستاذ هشام في أن تختاري يا لمياء بحرا من أبحر التفعيلة الواحدة، وهي: 
المتدارك والمتقارب والوافر والرمل والبسيط والطويل، والرجز والهزج و(السريع والمقتضب والمجتث) فهذه الأبحر تفعيلتها واحدة، وإن بدا في الظاهر أن بعضها يتألف من تفعيلتين.
واما أبحر التفعيلتين فهي (الخفيف والمديد والمضارع والمنسرح)
وأقتصر في حديثي على الوافر لأنه أقرب البحور إلى موهبة لمياء.
يخرج بحر الوافر من دائرة المختلف هو والكامل، وتفعيلته التامة
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
ولكنه غير مستعمل بهذه الصورة إلا نادرا جدا، كالأمثلة التي نقلها الشيخ جلال (ص 429) عن كتب العروض، كالبيت:
لـه نـعم مضاعفة تنال iiبها مفاخره ويحفظ أصلها حسب
والبيت:
لنا  شيم الكرام بأنفس iiصبُر إذا نزل الزمان بمعضل نكُر
ولكن هذا الوزن بمثابة الوزن الميت كما أسلفنا، والمشهور والسائر من أوزان الوافر، الوافر المقطوف. (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) والقطف يقع على العروض والضرب  (أي التفعيلة الأخيرة من الشطرين) وهو: تسكين الحرف الخامس (ويسمى عصبا) وحذف السادس والسابع، لتصبح مفاعلتن (مفاعلْ) ثم تنقلب إلى (فعولن) لأن (مفاعلْ) ليست من التفعيلات التي تتألف منها البحور.
وجواز الوافر الوحيد (حسب رأيي) هو العصب، وهو تسكين اللام من (مفاعلتن) ويقابله في الكامل الإضمار وهو تسكين التاء من متفاعلن.
قال العروضيون: إن الوافر يلحقه من الجوازات العقل. والعقل: حذف التاء، ولكنهم يعبرون عنه بتسكين الخامس أي (اللام) ثم حذفها، ويستشهدون على ذلك بالبيت
مـنازلٌ لفرْتنى iiقفار كأنما رسومها سطور
ولا شك عندي أن هذا البيت رجز، وقد ضم الشيخ جلال هذا الوزن إلى الرجز (ص 502) وسماه الرجز الثالث. وهو الصواب

3 - سبتمبر - 2007
إن جازت تسميته شعرا
 217  218  219  220  221