البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 215  216  217  218  219 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ذكرى صلاح الدين    كن أول من يقيّم

شارك الأمير بهذه القصيدة في احتفال أقيم في الأستانة قبل الحرب العالمية الاولى بسنة واحدة، وذلك بمناسبة تمثيل رواية صلاح الدين الأيوبي باللغة العربية.
قال: (وقبل التمثيل تليت قصائد، منها قصيدة للأستاذ الكبير جميل صدقي الزهاوي مبعوث بغداد، ومنها قصيدة للأستاذ الكبير فارس بك الخوري مبعوث الشام، ومنها هذه القصيدة لي، وإني لموصي قراء هذا الديوان بالتامل في الأبيات الأخيرة التي فيها الكلام على مصير البلاد الشرقية، ليتأملوا كيف تم كل ما قيل)
إِذا  اِفـتَـخَـرَ الـشَرقُ القَديمُ بِسَيِّدٍ تَـمـيـدُ  بِـذِكـراهُ اِبتِهاجاً مَحافِلُهْ
وَنُـصِـتَ  مَوازينُ الفِخارِ وَقَد iiأَتى يُـمـاتِـنُ كُـلٌّ خَـصمَهُ iiوَيُساجِلُه
فَـمَـن  كَـصَلاحِ الدينِ تَعنو iiلِذِكرِهِ رُؤوسَ أَعـاديـهِ وَمَـن ذا iiيُـعادِلُه
يُـخـالِـطُ أَعـمـاقَ القُلوبِ iiوَلاؤُهُ وَتـفـعَـلُ  أَفـعالَ الشُمولِ iiشَمائِلُه
وَاُقـسِـمُ  لَو في الحَيِّ نودِيَ iiبِاِسمِهِ لَـدى  سَنَواتِ المَحلِ لاخضرّ iiماحِلُه
لَـهُ عـامِـلا حَـربٍ وَسِلمٍ iiكِلاهُما كَـفـيـلٌ بِـإِذلالِ الـعَـدُوِّ iiوَقاتِلُه
مُـهَـنَّـدُهُ فـي عُـنقِ قَرنٍ iiمُساوِرٌ وَمِـنَّـتُـهُ فـي عُنقِ خَصمٍ iiيُجامِلُه
وَمـا قَـتَـل الحُرُّ الأَبِيُّ الَّذي iiزَكَت سَـجـايـاهُ  كَالعَفوِ الَّذي هُوَ iiشامِلُه
وَمـا كَـلَّ يَـوماً عَضبُهُ عَن كَريهَةٍ وَلا  مَـلَّ مِـن حِـلمٍ وَلَو مَلَّ عامِلُه
تَـظَـلُّ طَـوالَ الوَقتِ تَندى iiسُيوفُهُ دِمـاءً  وَتَـنـدى جـانِبَيها iiفَواضِلُه
فَـكَـم مِـن عَـدُوٍّ قَد تَرَدّى iiبِحَربِهِ قَـتـيـلاً وَعـاشَت مِن نَداهُ iiأَرامِلُه
وَفـي الحَربِ قَد تخَطي مَراميهِ iiمَرَّةً وَفـي كُـلِّ حـالٍ لَيسَ يُخطِئُ iiنائِلُه
تَـفـيـضُ عَلى بُؤسِ العِداةِ iiدُموعُهُ وَلَـم  يُـلفَ يَوماً سائِلَ الدَمعِ iiسائِلُه
كَـأَنَّ الـوَرى كـانـوا أَهاليهِ جُملَةً فَـمَـهـما  يَكُن مِن بائِسٍ فَهوَ iiكافِلُه
وَمَـن فَـهِمَ الإِنسانَ في الناسِ iiفَهمَهُ رَأى  أَنَّ كُـلَّ الـعـالـمين iiعوائِلُه
كَـذَلِـكَ  مَـن كـان الـتَمَدُّنُ iiدَأبهُ سَـجِـيَّـةَ  صِدقٍ مَحضَةً لا iiتُزايِلُه
وَلَـيـسَ  كَـمَن باتَ التَمَدُّنُ iiيَدَّعي مَـقـاوِلُـهُ قَـد كَـذَّبَـتـها مَفاعِلُه
تـعلم  أهل الغرب من يوسف iiالعلى وإن بـهـرتـهم في التلافي iiفضائله
سـلـوا الشرق عن آثاره في iiغزاته عـلـى حين كل الغرب صفا iiيقابله
مـشى  الغَربِ طَراً قَضّهُ iiوَقَضيضُهُ وَفـارِسُـهُ رامَ الـنِـزالَ iiوَراجِـلُه
مِـئـاتُ  أُلـوفٍ وَالفَرَنسيسُ iiوَحدَهُ غَداً أُمَّةً في الأَرضِ إن صالَ iiصائِلُه
وَريـكارَد  قَلبُ اللَيثِ في كُلِّ iiمَوقِفٍ يُـؤازِرُهُ فـي طـولِـهِ iiوَيُـمـاثِلُه
وَمِـن أُمَّـةِ الأَلـمانِ جَيشٌ iiعَرَمرَمٌ يَـسـيرُ  بِهِ مِن أَبعَدِ الأَرضِ iiعاهِلُه
هِـيَ الأَمـم الـكُبرى وَما ثَمَّ قَيصَرٌ سِـواهـا وَلَـم تَزحَف إِلَينا iiجَحافِلُه
فَـصـادَمَـهُم  مِن نَجلِ أَيّوبَ وَحدَهُ فَـتـىً  بِـهِـم جَـمعاً تَميلُ مَوائِلُه
حَـلـيـفُ وَفـاءٍ لا يُـضامُ iiنَزيلُهُ وَلَـكِـنَّـهُ  أَمـسـى يُضامُ iiمُنازِلُه
لَـهُ  ثِـقَـةُ بـالـلَـهِ لَيسَت iiبِغَيرِهِ وَمَـن يَـرجُ غَـيرَ اللَهِ فَاللَهُ iiخاذِلُه
وَقـالَ وَقَـد تَـعيى الجِبالُ جُموعُهُم لِـيَـفـعَلَ  إِلَهي اليَومَ ما هُوَ iiفاعِلُه
وَيَـصـطَـدِمُ  الجَمعانِ حَولَينِ iiكُلَّما خَـبـتَ  نارُ حَربٍ أَوقَدَتها iiمَشاعِلُه
ذرا بِـرِجـالِ الـشـامِ شُمَّ جُيوشِهِم فَـعـادوا كَـعَـصـفٍ بَدَّدَتهُ iiمَآكِلُه
وَسَـخَّـرَ  هـاتـيـكَ المَعاقِلُ iiكلها وَلَـيـسَت  سِوى آيَ الكِتابِ iiمَعاقِلُه
وَسَل  عَنهُ في حِطينِ يَوماً iiعصبصبا غَـداةَ  لِـواء الـحَـقِّ عُزِّزَ iiحامِلُه
وَعَـن  مَـلِـكِ الإِفرِنجِ وَهوَ iiأَسيرُهُ وأرنـاطِ إِذ تَـبـكـي عَلَيهِ iiحَلائِلُه
هُنا اِنتَصَفَ الشَرقُ الأَصيلُ مِنَ الَّذي أَغـارَ عَـلَـيـهِ وَاِستَطالَت iiطَوائِلُه
فَـهَـل كـانَ مِثلُ الشامِ حِصناً iiلِأُمَّةٍ تَـمَـشّى  إِلَيها الغَربُ تَغلي iiمَراجِلُه
وَمِـن  قَـصـد الشام الشَريف iiفَإِنَّهُ لـيَـعـرِفـهُ  قَـبلَ التَوَغَّلِ iiساحِلُه
فَـيـا  وَطَني لا تترُكِ الحَزمَ iiلَحظَةً بِـعَـصـرٍ  أُحيطَت بِالزِحامِ مَناهِلُه
وَكُـن  يَـقِـظـاً لا تَـستَنِم iiلِمَكيدَةٍ وَلا لِـكَـلامٍ يُـشـبِـهُ الحَقَّ iiباطِلُه
وَكَـيـدٌ عَـلى الأَتراكِ قيلَ مُصَوَّبٌ وَلَـكِـن لِـصَـيـدِ الأُمَّتَينِ iiحَبائِلُه
تَـذَكَّـر قَـديـمَ الأَمـرِ تَعلَم iiحَديثُهُُ فَـكُـلٌّ  أَخـيَـرُ قَـد نَـمَتهُ أَوائِلُه
إِذا  غـالَـتِ الـجَـلِـيَّ أَخاكَ فَإِنَّهُ لَـقَـد  غـالَكَ الأَمرُ الَّذي هُوَ غائِلُه
فَـلَـيـسَـت بِـغَيرِ الاتِّحادِ iiوَسيلَةٌ لِـمَـن  عافَ أَن تَغشى عَلَيهِ مَنازِلُه
وَلَـيـسَ لَـنـا غَـير الهِلالِ مَظَلَّةً يَـنـالُ  لَـدَيـها العِزُّ مَن هُوَ iiآمِلُه
وَلَـو لَـم يَـفدِنا عِبرَةً خَطَبُ iiغَيرنا لَـهـانَ  وَلَـكِـن عِندَنا مَن iiنُسائِلُه
سَـيَـعـلَـمُ قَـومي أَنَّني لا أَغشهُم وَمَهما  اِستَطالَ اللَيلُ فَالصُبحُ iiواصِلُه
 
 
 
 

7 - أغسطس - 2007
تذكار الأمير
تحرير أدرنة    كن أول من يقيّم

قدم الأمير لهذه القصيدة بقوله: (ولما استرجعت الدولة العثمانية مدينة أدرنة وتوابعها بعد الحرب البلقانية المشئومة أرسلت الدولة وفدا إلى أدرنة من رجالات العرب لتهنئة أهل تلك الديار على رجوعهم إلى حضن الدولة، فجرت احتفالات وقيلت خطب. وكنت من جملة اعضاء الوفد العربي المذكور فتلوت امام ضباط الجيش العثماني قصيدة نشرتها أكثر الجرائد العربية والتركية، ولا ازال أحفظ منها الأبيات التالية)
وغني عن القول أن أدرنة كانت عاصمة الدولة العثمانية مدة طويلة تزيد عن القرن.
وفردينان المذكور في البيت (13) ملك البلغار يومئذ. وعزت المذكور في البيت (25) أحمد عزت باشا الأرناؤوطي قائد الجيش الذي استرد أدرنة.

فِـداً لِـحِـمانا كُلَّ مَن يَمنَعُ iiالحِمى وَمَـن  لَيسَ يَرضى خَوضَهُ iiمُتَهَدِّما
فَـمـا  الـعَيشُ إِلّا أَن نَموتَ iiأَعِزَّةً وَمـا  الـمَوتُ إِلّا أَن نَعيشَ iiوَنَسلَما
تَـأَمَّلتُ  في صَرفِ الزَمانِ فَلَم iiأَجِد سِـوى  الـصارِمِ البَتّارِ لِلسِلمِ iiسُلّما
وَلَـم  أَرَ أَنـأي عَن سَلامٍ مِنَ iiالَّذي تَـأَخَّـرَ يَـعـتَـدِ الـسَلامَةَ مَغنَما
يَـقـولونَ وَجهَ السَيفِ أَبيَضَ iiدائِماً وَمـا  اِبـيَضَّ إِلّا وَهوَ أَحمَرٌ iiبِالدِما
فَـإِن  يَـكُ دَفعُ الشَرِّ بِالرَأيِ حازِماً فَـمـا  زالَ دَفعُ الشَرِّ بِالشَرِّ iiأَحزَما
تَـجـاهَـل أَهَلَ الغَربِ كُلَّ iiقَضِيَّةٍ إِذا لَـم يَـجيءَ فيها الحُسامُ iiمُتَرجَما
وَكـابِـر قَـومٌ يَـنـظُرونَ iiبِأَعيُنٍ أَلا  عَـمَهُ الأَلبابَ أَعمى مِنَ iiالعَمى
أَدِرنَـةَ يـا أُمَّ الحُصونِ وَمَن iiغَدَت لِـدارِ  بَـني عُثمانَ سوراً وَمِعصَما
فَـدَيـنـاكَ  رَبـعـاً ما أَبَرَّ iiبأَهلَهُ وَأمّـاً  عَـلَـيـنـا ما أَعَزَّ وَأَكرَما
عَـمَّـرنـاكَ أَحقاباً طِوالاً فَلَم iiنَزَل بِـأَهـلِـكَ مِن أَهلِ البَسيطَةِ iiأَرحَما
فَـلَـمّـا  أَتاكَ المُصلِحونَ iiبِزَعمِهِم أَعـادوا  إِلـى تِـلكَ الجَنانِ iiجَهَنَّما
أَلا  قَـلَّ لِـفَـردينانَ أَسرَفتَ عادِياً وَأَكـثَرتَ في وادي الضَلالَةِ iiمُزعِما
وَهـاجَمتَ  وَالأَحلافَ غَدراً iiوَغيلَةً رِجـالاً  غَـدوا عَـمّا تَكيدونَ iiنُوَّما
رِجـالاً  لَـها بَعضاً بِبَعضٍ iiتَشاجُرٌ فَـكـانَ  قَـضـاءُ اللَهِ فيهِم iiمُحتَما
تَـعَـرَّضَ  هَذا المُلكُ مِنكُم iiوَمِنهُمو لِـسَـهمَينِ  كُلٌّ مَنهُما اِنقَضَّ iiأَسهُما
أَدرَنـتَـنـا لَـو كانَ لِلصَخرِ أَلسُنٌ بِـهـا يَـومَ عـادِ الراجِعوها iiتَكَلَّما
فَـمـا  مِـن فَتى إِلّا وَأَجهَشَ iiبِالبُكا وَمـا  مِـن جَـوادٍ عادَ إِلّا وَحَمحَما
وَلا غـادَةٌ إِلّا وَكَـفـكَـفَ iiدَمـعَها مَـكَـرُّ حِماةِ العرضِ كَالسَيلِ iiمُفعَما
وَلا مِـنـبَـرٌ إِلّا وَأَورَقَ iiبَـهـجَةً وَقـامَ عَـلَـيـهِ سـاجِـعٌ iiمُتَرَنَّما
وَقَرَّت عُيونُ المُصطَفى في ضَريحِهِ وَهَناهُ في الفِردَوسِ عيسى بنُ iiمَريَما
تَـعَـجَّـلـتُمو  مِنّا ثُغوراً iiشَواغِراً فَـهَـلّا وَقَـد جاءَ الخَميسُ iiعَرَمرَما
خَـمـيسٌ  إِذا النِيّاتُ صَحَّت iiرَأَيتهُ يخـيّـمُ مَـعهُ نَصرُهُ حَيثُ iiخَيَّما
تَـأَمَّل  أَهاضيبَ الجِبالِ وَقَد iiرَسَت وَحَدِّث عَنِ البَحرِ المُحيطِ وَقَد iiطَمى
تُـضـيءُ  نَـواحـيهِ بِغرَّةِ iiعِزَّتٍ مُـشَـيَّع ما تَحتَ الضُلوعِ iiغَشَمشَما
يَـلـيـهِ  مِنَ الأَبطالِ كُلَّ iiغَضَنفَرٍ إِذا  عَـبَـسَ الـمَوتُ الزُؤامُ تَبَسَّما
تَـراهُـم لُيوثاً في الوَغى وَضَياغِماً وَفـي أُفـقِ الـنادي بُدوراً iiوَأَنجُما
فَـمَـن  مُبلِغُ البُلغارِ أَنّا إِلى iiالوَغى وَإِخـوانِـنـا الأَتراكُ نَزحَفُ iiتَوأَما
وَلَـيـسَ  يَزالُ العُربُ وَالتُركُ iiأُمَّةً حَـنـيـفِـيَّـةً  بَيضاءَ لَن iiتَتَقَسَّما
وَقـولـوا  لَهُم بانَت سُعادٌ فَلا iiيَزَل فُـؤادُكُـمـو دَهـراً عَـلَيها iiمُتَيَّما
سَـتَـلـبِـثُ عُـثمانِيَّةً رغَم iiأَنفِكُم وَأَنـفِ الأُلـى مِـنّا يَصيحونَ لَوّما
فَـلا  يَـطـمَعَنكُم في أَدِرنَةَ iiمَطمَع وَلا تَـفـتَـحـوا في شَأنِها أَبَداً فَما
أَدِرنَـةَ صـارَت عِـنـدَنا تِلوَ مَكَّةٍ وَمـاءَ  الـمُريجِ اليَومَ أَشبَهَ iiزَمزَما
فَـيـا  لَكَ مِن يَومٍ أَتى في iiخُطوبِنا كَـشـادِخَـةٍ  غَرّاءَ في وَجهِ iiأَدهَما
وَكانَت  بَقايا السيف تَبكي iiفَأَصبَحَت تُـضـاحِـكُـهُم طُرّاً مَلائِكَةَ iiالسَما
وَمـا زالَـتِ الـدُنيا سُروراً iiوَغُمَّةً وَمـا  زالَـتِ الأَيّـامُ بُؤسى وَأَنعُما
عَـسـى كُـلِّ يَـومٍ بَعدَ يَومِ iiأَدِرنَةَ يَـعـودُ عَلى الإِسلامِ عيداً iiوَمَوسِما
وَلَيسَ  عَلى المَولى عَسيرٌ بَأَن iiنَرى هَـنـاءً مَـحـا ذاكَ العَزاءُ iiالمُقدِما

7 - أغسطس - 2007
تذكار الأمير
رثاء مفخرة المغرب عبد السلام بنونة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قدم الأمير لقصيدته هذه بقوله:
وقلت أرثي صديقي الطيب الذكر الحاج عبد السلام بنونة، من عيون أعيان تطوان، بل المغرب كله، المنتقل إلى رحمة ربه في 3 شوال من هذه السنة 1353 وهذا آخر شعر لي إلى تاريخ نشر هذا الديوان، وقد أرادت جريدة الحياة الصادرة في تطوان في عددها المؤرخ في 3/ ذي القعدة 1353هـ الموافق 7 فبراير 1935 أن تتلطف بالكلمات الآتية قبل إثبات القصيدة :
(لوعة أخ على أخيه)
رثاء لمفخرة المغرب المرحوم الحاج عبد السلام بنونة نور الله ضريحه وروح روحه:
الأمير شكيب أرسلان رجل الساعة في العالم الإسلامي، ابتدأ يخدم القضية الإسلامية منذ خمسين عاما، وهو أول زعيم عربي رفع صوته في الشرق والغرب مدافعا عن قوميتنا المغربية المهددة، فبلغ صدى صوته الخافقين، يحب المغاربة حبا جما، وتربطه برجالهم روابط حب متين وإخلاص مكين، وليست هذه القصيدة التي نقدمها للقراء اليوم إلا صورة مصغرة منبئة عن عواطفه النبيلة نحو امتنا وقادتنا في الحياة والموت... "الحياة"
يـا مَـدمَـعَيَّ اِكفِياني نارَ iiأَحزاني إِنّـي عَـهِـدتُكُما مِن خَيرِ iiأَعواني
نـارٌ تَـأَجُـج فـي قَلبي فَهَل iiلَكُما أَن تُـطـفِـئـاها بِتَسكابٍ iiوَتَهتانِ
إِن  لَـم يَـكُ اليَومِ لي رَنّات iiثاكِلَة فَـأَيُّ يَـومٍ لَـهُ وَجـدي iiوَتَحناني
أَقضي اللَيالي لا أَحظى بِطَيفٍ كَرى مُـوَزَّعـاً  بَـيـنَ حَيرانٍ iiوَحَرّانِ
مـا لـي بِغَيرُ كُؤوسِ الدَمعِ iiمُغتَبِقٌ وَلَـيـسَ غَـيرَ نُجومِ اللَيلِ iiنَدماني
تَـأبـى الـمُـروءَةُ قَلباً غَيرَ iiمُتَّقِدٍ عَـلـى حَـبيبٍ وَطَرفاً غَيرَ iiرَيّانِ
لا  بَـوَّأَتـني المَعالي مَتنَ iiصَهوَتِه إن كـانَ لَـم يُصمِ قَلبي فَقَد iiخَلاني
وَلَـيـسَ  كُـلُّ أَخٍ تَـأتـي iiمُنيَتُهُ عَـلـى رُؤوسِ ذَويـهِ دَكَّ iiبُـنيانِ
إنّـا فَـقَـدنـاكَ يا عَبدَ السَلامِ لَدنَ كُـنـتَ الـمُرَجّى لِأَوطارٍ iiوَأَوطانِ
وَكُـنـتَ  رُكـناً لَها إِنَّ أُمَّةً iiلَجَأَت مِـنَ الـوَرى لِأَسـاطـينِ iiوَأَركانِ
الـبـاهِرُ الخَصلَ يَعيى مَن iiيُسابِقُهُ وَالـقـائِلُ الفَصلَ عَن عِلمٍ وَبُرهانِ
يَـرمـي بِـكُـلِّ مُراشٍ مَن كَنائِنِهِ عَـن كُـلِّ قَوسٍ مِنَ التَفكيرِ iiمُرنانِ
كـانَـت مَـحـامِدُهُ شَتّى نُقولٌ iiلَها سُـبـحـانَ ناظِمِها في سَلكِ iiإِنسانِ
مُـهَذَّبُ الخَلقِ في صَوفٍ وَفي iiكَدَرِ وَنـاصِـحُ  الـوُدِّ في سِرٍّ iiوَإِعلانِ
مَـنـاقِـبٌ سَـنَّـمَتهُ ذَروَةٌ iiقَعَسَت وَمـا  أَقَـرَّت لِأَقـرانٍ iiبِـإِقـرانِ
بَـصـيرَةٌ  تَستَشِفُّ الغَيبَ iiأَغمَضَهُ وَهِـمَّـةً تَـقرِنُ العالي إِلى iiالداني
كانَت  لَهُ في هَوى الإِسلامِ iiصارِخَةً الـمَـوتُ  في سُبلها وَالعَيشُ iiسِيّان
وَعِـزَّةُ  الـعَـربِ الـعَرباءِ iiمالِئَة عُـروقَـهُ  مِـلءَ أَنـداءٍ iiلِأَغصانِِ
أَخـي الَّـذي كُنتُ أَرجوهُ عَلى iiثِقَةٍ إِذا تَـشـابَـهَ إِخـوانٌ iiبِـخَـوّانِ
يَمضي إِلى المَجدِ إِذ يَمضي بِلا iiمَلَلٍ وَلا يُـبـالـي بِـأَحـقادٍ iiوَأَضغانِ
مـا كـانَ يَثنيهِ عَن عَلياءٍ iiيَقصِدُها ثانٍ  وَلا يَرتَضي في السَبقِ iiبِالثاني
إِن  صَـوَّبَت نَحوَهُ الأَعداءُ iiأَسهُمَها فَـالـمَجدُ وَالسِلمُ في الدُنيا iiنَقيضانِ
إِن  شِئتَ تَعلَمُ شَأوَ المَرءِ في iiشَرَفٍ قِـسـهُ  بِما هاجَ مِن بَغِيٍّ iiوَعُدوانِ
إِنَّ الـحَـقـيـقَةَ مِثلَ الشَمسِ iiآبِيَةٍ إِلّا  الـتَـجَـلّـي لِقَومٍ غَيرَ iiعِميانِ
تَـتَعتَعَ  المَغرِبُ الأَقصى iiلِمَصرَعِهِ فَـلا تَـرى مِـن بَنيهِ غَيرَ iiسَكرانِ
كَـأَنَّـما كُلُّ ما في الغَربِ مِن iiمَهجٍ تَـجَـمَّعَت وَغَدَت في وَسَطِ تَطوانِ
قَـد كُـنـتُ آمُلُ أَن نَحيا iiمُعاصَرَةً مَـديـدَ عُـمـرٍ وَأَلـقـاهُ وَيَلقاني
أَدعـو لَـهُ في جِناني كُلَّما iiاِنفَرَدَت نَـفـسي  بِنَجوى وَأَرعاهُ iiوَيَرعاني
فَـخَـيَّـبَ الـبَينُ ما قَد كُنتُ iiآمُلُهُ وَكَـم  أَرَتـني اللَيالي ضِدَّ حِسباني
خُـذ فـي حَياتِكَ ما تَشتاقُ مِن iiنِعَمٍ وَخُـذ بِـمِـقـدارِهِ تَـهمامَ iiوَجدانِ
وَاِعـلَم فَما صادَفَت عَيناكَ في زَمَنٍ مِـن قُـرَّةٍ فَـهيَ يَوماً قَرحُ iiأَجفانِ
لَم  تَحلُ لي مِن زَماني لَحظَةٌ عَذَّبتُ إِلّا  أَمَّـرتَ وَحـاكَـت وَقعَ iiمُرّانِ
وَلا تُـوَفِّـر لـي حَـظٌّ أَلَـذُّ iiبِـهِ إِذا  تَـضَـمَّـنَ أَشجاني iiوَأَشجاني
يـا  راحِـلاً فَـجِعَ الإِسلامُ iiأَجمَعُهُ فَـالشَرقُ في نُدبِهِ وَالغَربُ iiصَنوانِ
وَمُـسـلِـمـاً بَـطَلاً كانَت iiحَمِيَّتُهُ تَـمـلا  الـفَـجاجَ بِإِسلامٍ iiوَإيمانِ
بُـدِّلَـت مِـن هَذِهِ الدُنيا سَماءُ iiعُلاً فَـاِبـشِر أَمُستَبدِلُ الباقي مِنَ iiالفاني
شَـقَـيتُ  في دارِكَ الدُنيا iiبجيرَتِها فَـاِسـعَد  مِنَ المَلَأِ الأَعلى iiبِجيرانِ
أَثـواكَ رَبُّـكَ فـي أَفـيـاءِ iiجَنَّتِهِ مُـمَـتَّعُ  الروحِ في رَوحٍ iiوَرَيحانِ
وَجـادَ تُـربَ ضَـريحٍ أَنتَ ساكِنُهُ بِـكُـلِّ أَوطَـفٍ داني الهُدبِ iiحَنّانِ
وَأَورَثَ  الـلَـهُ مَن أَنجَبَت مِن وَلَدٍ خِـلالََـكَ الـغُرُّ ، هَذا خَيرُ iiسَلوانِ
فَـاِذهَب  عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما iiطَلَعَت شَـمـسٌ وَنـاحَ حَـمامٌ فَوقَ أَفنانِ
يَـقِـلُّ  بَـعـدَكَ مَدفوناً فَجِعتُ iiبِهِ أِن أُسـتـطارُ عَلى ضَعفي iiلِحَدثانِ
 

7 - أغسطس - 2007
تذكار الأمير
محمد جبريل وروايته (من أوراق أبي الطيب المتنبي)    كن أول من يقيّم

في زيارتي الأخيرة لأستاذنا محمد السويدي مساء أمس فاجأني بهذه الطرفة النادرة: كتاب صدر عام 1988 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعنوان (من أوراق أبي الطيب: تقديم وتحقيق محمد جبريل) (154 صفحة من القطع الصغير) والكتاب يقدم قصة يوميات دير العاقول في حلة ثانية، باستثناء المقدمة التي تكاد تكون ذات الكلمات التي قدم بها أستاذنا السويدي ليوميات دير العاقول. وكان ذلك مفاجأة أشبه بالصاعقة، وكنت أقرأ في عيون السويدي وهو يحدثنا عن هذه المفاجاة لهفته لرؤية هذا الروائي القرين، والذي دخل حياته من أوسع الأبواب.
سوف أنقل إليكم هنا نبذة عن كتاب جبريل، لأن الوصول إليه ليس بالسهل بعد مضي عشرين عاما على نشره. وأقف أولا على مقدمة الكتاب لمقارنتها بمقدمة (يوميات دير العاقول) فتحتَ عنوان (حكاية هذه الأوراق) كتب جبريل يقول: (تباينت الروايات: في أي الأماكن ترك أبو الطيب المتنبي هذه الأوراق، ومن الذي عثر عليها للمرة الأولى . قال البعض: إن هذه الأوراق عثر عليها ضمن متعلقات أبي الطيب،  في الموضع نفسه الذي شهد معركته الأخيرة ومصرعه.
ورواية ثانية: أنها كانت ضمن ما حمله أحد اللصوص من متاع المتنبي، أودعها بيته القريب من بغداد، ولحقته الوفاة دون أن يدرك قيمتها.. فطن الأحفاد لخطورة ما تحتويه فأذاعوه.
ورواية ثالثة: أن أحد المارة وجد حقيبة صغيرة في الموضع نفسه الذي صرع فيه المتنبي، فحملها إلى بغداد، وفحصتها الأعين الخبيرة فأعطت المقابل الذي به استحوذت عليه، وظلت في موضعها حتى قيض الله لها كاتب هذه السطور فأخرجها إلى النور.
أما السؤال الذي طرح نفسه قبل أن أعد هذه الأوراق للنشر، وبعد إعدادها كذلك فهو: هل كتب أبو الطيب ما كتب في صورة مؤلف يروي أحداث رحلته في مصر، أم أن أوراقه مجرد ملاحظات أقرب إلى المذكرات اليومية التي يكتبها بعض المشتغلين بالحياة السياسية والفكرية في حياتنا المعاصرة ?
أيا كان الجواب فإن هذه الأوراق التي كتبها أبو الطيب إبان إقامته في مصر وبعدها إلى مصرعه كان ينبغي أن تحقق وتنشر، بحيث يتاح للأجيال الحالية أن تتعرف إلى جوانب لم يسبق كشفها من حياة المتنبي.
وقد حرصت في تحقيق الأوراق، " وأعتذر لضياع بعضها، وطمس كلمات، أو حروف بعضها الآخر" أن أسوّد ما كتبه أبو الطيب في زمانه، لا أغير كلمة ولا حرفا، ولا أحذف أو أضيف، إنما أشرح ما يتطلب الشرح، وأسلط الضوء على الأعلام والأماكن والأحداث بما يعين على فهم الأوراق واكتناه بواعثها ودلالاتها.
وأملي أن تجد هذه الأوراق اهتماما يساوي قيمتها التاريخية والأدبية، وما بذل فيها من جهد كي ترى النور) محمد جبريل: مصر الجديدة 1986م.
افتتح محمد جبريل أوراق المتنبي بالأوراق (من 6 إلى 8) مشعرا أن الأوراق (من 1 إلى 5) من القسم الضائع من المخطوطة، وعلق على هذه  بقوله: (لاحظنا أن المتنبي لم يشر إلى تاريخ كل حادثة بتوقيتها، ربما لأن كتابة المذكرات والسير الذاتية بصورتها الحالية لم تكن معروفة آنذاك. وقد فضلنا بديلا لذلك أن نشير إلى الأوراق بأرقامها المتسلسلة. وبداية الأوراق من الصفحة السادسة بما يعني أن المتنبي كتب تمهيدا أو مقدمة استغنى عنها فيما بعد، أو أنها فقدت مع أوراق أخرى سيأتي ذكرها في حينه)
وتبدأ الصفحة السادسة بقول المتنبي: (مصر .. وصلت إليها في مطلع الصباح، الشوارع تتثاءب، وغلالة رمادية تلف الناس والأشياء، والمشربيات لا تبين عما وراءها. قطعت وأتباعي الطريق دفعة واحدة من الرملة إلى بلبيس فالفسطاط. دخلت من باب هائل الارتفاع (علمت فيما بعد أن اسمه باب الصفا، منه تخرج العساكر وتعبر القوافل) لم يكن أحد في استقبالي، وإن كنت أعرف مقصدي. سألت عن قصر الأستاذ أبي المسك كافور، فأبدى الناس عجبهم، وإن أشاروا بعبور شوارع وأخطاط وأبواب كي أصل إلى القصر المنشود.
حرصت على ركوب الحصان. حرصت على الأمر نفسه لأتباعي: ولدي محسد، وتابعي مسعود، وقلة من الخدم والعبيد، حتى لا نبدو في الأعين كالآلاف من السابلة العامة ذوي المهن الحقيرة.
أمرت فأحسن الخدم اختيار جوادي وطهمته وكسوته، فبدا مليحا يسر الناظرين. مشاعر الاعتزاز تمور في داخلي للنظرات المتطلعة المشوبة بالإعجاب. تتقلص يداي على المقود، وأطمئن إلى الأتباع والأمتعة في جياد أخرى خلفي. لا يعرفون أبا الطيب وإن حسدوا عظمة هذا الوافد، تبين نظراته المتطلعة عن غربته.
كأنما العرب خلقوا للأحقاد: سيف الدولة يهبني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه. خلفت في الشام أبا فراس وأبا الحسين الناشئ وأبا القاسم الزاهي وأبا العباس النامي وغيرهم عشرات بذلوا المداهنة والملق، والقصائد التي تخفض ولا ترفع. أحكموا المكائد والمؤامرات، فبات سيف الدولة غضبا خالصا. قررت أن أترك لهم الجمل بما حمل، فأهجر الشام إلى بلاد أخرى غيرها من بلاد العرب.
ناقشت أصحابي أي بلاد نتجه إليها ? اختاروا العراق واخترت مصر .... إلخ
)
تمتاز رواية جبريل عن يوميات السويدي بالفارق الأساسي الذي يميز الرواية عن اليوميات، بما يلزم الأولى من إبداع للمحافظة على سلاسة الحبكة الروائية، وما تتسم به الثانية من الندرة والطرافة، وبينما تنحصر وقائع أوراق جبريل في الفترة التي قضاها المتنبي في مصر، تمتد يوميات السويدي لتغطي الرقعة الجغرافية لحياة أبي الطيب منذ ولادته وحتى بعيد وفاته.
وقد قدم الناشر لرواية جبريل بقوله: (هذه هي الرواية الثالثة للقاص والروائي المبدع محمد جبريل، وكانت روايته الأولى "الأسوار" وروايته الثانية "إمام آخر الزمان" أما روايته "من أوراق أبي الطيب المتنبي" فهي أحدث أعمال الكاتب، حيث استخدم شكلا فنيا جديدا، استلهم فيه زيارة أبي الطيب لمصر في عهد كافور الإخشيدي لكي يعكس ما كانت عليه صورة الحياة المصرية في ذلك العهد، والرواية تسعى لتصوير هذه المرحلة، وتقدم انعكاساتها على الواقع المعاصر من خلال رؤية مكثفة للحياة والإنسان)
وكغيره من الروائيين لم يتورع جبريل أن يكسر قيد التاريخ ويتحرر من أغلاله لتمرير فكرة راقت له. ومثال ذلك ما ورد ( ص21 ): (ابتدرني شاب عقب صلاة الظهر قائلا: نحن نزكي في الشعراء ثلاثة هم أبو تمام والبحتري والشريف الرضي .. ) وجبريل لا يحتاج إلى من يذكره أن الشريف الرضي ولد بعد وفاة المتنبي بخمس سنوات.
ويمضي جبريل في رسم مصر أيام المتنبي بريشة روائي ساخر، يتصيد الفرص لإضفاء روح العمل التاريخي على روايته، وقد يكون في عمله تعريض بالمؤرخين المتزمتين الذين يفترض أنهم سيتناولون روايته بالنقد المرير. ولكن هذا الرأي مجرد تخمين (فالمعنى في قلب الروائي) كما هو في قلب الشاعر. وهي كلمة تنسحب بأحكامها على معظم فصول الرواية، من أمثل ما ورد (ص 44) (... أخلى الأستاذ مجلسه هذا المساء إلا من كبار معاونيه، شنت الجماعات الوافدة (37) هجمة مفاجئة على إحدى قرى الحدود، باغتوا الحامية المصرية فقتلوا أفرادها ونهبوا البيوت والدور، وسبوا النساء والأطفال) يعلق جبريل على الهامش (37) بقوله: (تخلو كل المصادر من ذكر الجماعات الوافدة وما سببت من مضايقات دفعت كافور إلى حربها والحد من شرورها ثم الدخول معها في معاهدة صلح، ولعل تلك الأحداث من صنع خيال أبي الطيب، أو لعلها كانت أحداثا هامشية مع بعض قبائل الرحل، جسمها المتنبي لتألمه من الإخشيدي على هذا النحو)  ويستمر جبريل في التهميش على الأوراق المزعومة مستخدما كل اصطلاحات التحقيق، كالهامش (27): (هكذا بياض في الأصل) والهامش (38) (هكذا في الأصل) ويعلق بالهامش (40) بقوله: (هل كتب المتنبي هذه الأوراق بحيث تجد سبيلها إلى النشر يوما. أم أنه كتب ما كتب لمجرد التنفيس عما يشغله ويضيق به ? هذه الفقرة ترجح الرأي الثاني)
 

15 - أغسطس - 2007
يوميات دير العاقول
هبة الموهبة    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

لم أجد بدا من التعليق على شعر هبة بالرغم من زحمة الأشغال، هذا شعر جميل يا هبة، وما يهمني الآن أن أعرف كم هو عمرك? فإذا أنت لم تتجاوزي العشرين كنا على موعد مع موهبة واعدة تستحق الرعاية. وأتمنى أن تنشري قصائدك الأخرى في هذا الملف، ولا تنسي أن تجيبيني عن أسئلتي:
كم هو عمرك ?
ما هي المدة التي قضيتها في تأليف كل قصيدة
من هم شعراؤك المفضلون
لو سألك سائل عن أجمل عشر قصائد تحفظينها فماذا سيكون جوابك ?
أتمنى لك التوفيق وشكرا

19 - أغسطس - 2007
ما رأيك يا أستاذ زهير
من نوادر ديمقريطس    كن أول من يقيّم

قيل له: لا تنظر؛ فغمّض عينيه،
قيل له: لا تسمع؛ فسد أذنيه،
قيل له: لا تتكلم؛ فوضع يده على شفتيه،
قيل له: لا تعلم؛ قال: لا أقدر
(ديمقريطس: الملل والنحل.. نشرة الوراق: ص 134)

19 - أغسطس - 2007
كلمات أعجبتني
قائمتي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هذه قائمة بمجموعة كتب ورسائل اقترحت نشرها في الوراق، والترتيبات جارية لنشرها إن شاء الله:
1- خزائن الكتب العربية في الخافقين : فيليب دي طرّازي
2- تاريخ الصحافة العربية: فيليب دي طرازي
3- الذخائر الشرقية: كوركيس عواد
4- الخزانة الشرقية: حبيب الزيات
5- جمهرة رسائل العرب: أحمد زكي صفوت:
6- مجلة في الموسيقى للشرواني (ت 857هـ) من نوادر كتب الموسيقى العربية
7- الأدوار: صفي الدين الأرموي (ت 693هـ) من نوادر كتب الموسيقى العربية
8- المعجم المساعد: أجل آثار المرحوم الأب أنستانس الكرملي، قضى في تأليفه معظم حياته. وحسب علمي فإن الكتاب بوشر بطبعه في بغداد في التسعينات، ثم توقف طبعه، ولا أدرى ماذا طرأ على قصة طبعه، أتمنى من الوراق أن يستأثر بمنقبة طبعه.
9- حكاية أبي القاسم البغدادي: أبو المطهر الأزدي (ت ق 4هـ)
10- مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس  لابن خاقان
11- التعريف بالمصطلح الشريف: ابن فضل الله العمري
12- عمدة الطبيب في معرفة النبات لكل لبيب: ابن خير الإشبيلي
13- التصريف لمن عجز عن التأليف "في الطب" للزهراوي
14- الاعتماد في الدوية المفردة لابن الجزار
15- الأدوية المفردة لابن وافد
16- المعتمد في الدوية المفردة للمظفر الرسولي (ت 694هـ)
17- حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار للوزير الغساني (ت 1019هـ)
18- الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو: للفارابي
19- نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي للأفراني
20- خبيئة الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان: صديق خان
21- التنبيه على أسباب الخلاف الواقع بين الملة للبطليوسي (ت 521هـ)
22- إيثار الحق على الخلق: ابن الوزير
23- منجم العمران المستدرك على معجم البلدان للخانجي
24- طبقات الأمم: صاعد الأندلسي (ت 462هـ)
25- عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية للغبريني
26- سبك المقال لفك العقال لابن الطواح.
27-  تتمة البيان في تاريخ الأفغان: جمال الدين الأفغاني
28- مآثر الكرام في تاريخ بلكرام: آزاد الهندي
29- الجوهر الأسنى في تراجم علماء البوسنة: محمد الخانجي
30- تأهيل الغريب: ابن حجة الحموي (مختارات أدبية)
31- الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز: للنابلسي
32- الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الأباضية: للباروني
33- الوسيلة الأدبية: حسين المرصفي
34- رسالة الكلم الثمان: حسين المرصفي
35- رغبة الآمل من كتاب الكامل: سيد بن علي المرصفي
36- التذكرة الهروية في الحيل الحربية : أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي، قدمه للملك المنصور ملك حماة سنة 611هـ
37- الجراثيم: لابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 228هـ وصفه بروكلمان 2 / 228 بقوله: وهو مستوعب لأسماء أصول العالم والبهائم وكل نسمة تعرف. نشره لويس شيخو ملحقاً بكتاب فقه اللغة للثعالبي.
38- الرحلة الحجازية: محمد السنوسي
39- الطرفة النقية في تاريخ المسيحية
40-  فتاوى السبكي
41- رسائل ابن نجيم
42- معجم السفر للحافظ السِلفي
43-  انموذج القتال في نقل العوال: لابن أبي حجلة (ت 776هـ) (من نوادر كتب التراث في الشطرنج)
44- رسالة في السيوف وأجناسها للكندي المتوفى سنة 260هـ  منشورة في (مجلة كلية الآداب مجلد 14 ج2 ص1 سنة 1952)
45- السبق والرمي وأسلحة المجاهدين: لمؤلف مجهول: منشورة في (المورد مجلد12 عدد 4 سنة 1404 ص 379)
46- العسل والنحل: أبو حنيفة الدينوري المتوفى سنة 282هـ منشورة في (المورد العراقية مجلد 3 عدد 1 ص 113)
47- ضرب الحوطة على جميع الغوطة: ابن طولون الدمشقي المتوفى سنة 953 منشورة في ( مجلة المجمع: دمشق 21 / 1946).
48- عارية الكتب: أبو بكر أحمد بن محمد بن مهيار اليزدي، من رجال القرن الرابع . منشورة في (مجلة معهد المخطوطات مجلد 4 ج1 ص130)
49- نسمات الأسحار: علي بن عطية الحموي المعروف بعلوان المتوفى سنة 936هـ (نشر عبد الهادي هاشم قطعة منه تتعلق بأعراس الشام في مجلة المجمع بدمشق: مجلد 19 ص327)
50- سبب هجرة المقادسة إلى دمشق: ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي المتوفى سنة 643هـ كتاب ضخم يقع في عشرة أجزاء، وصلنا منه جزء واحد، انظر نبذة عن الكتاب في ابن طولون: القلائد الجوهرية 1 / 66 - 83)
51- النصيحة: ابن سبعين المتوفى سنة 669هـ (نشرها بدوي في صحيفة المعهد المصري بمدريد: المجلد4 ص1 سنة 1956)
52- عهد ابن سبعين لتلاميذه (نشره بدوي في صحيفة المعهد المصري بمدريد: مجلد 5 سنة 1975 ص1)
53-  فضل القوس العربية: مصطفى الشوربجي الفرحاتي. منشورة في (المورد مجلد 12 عدد4 ص 253).
54-  رسالة في شراء الرقيق وتقليب العبيد: لابن بطلان (نوادر المخطوطات 1/ 252)
55- هداية المريد في تقليب العبيد (محمد الغزالي المتوفى في القرن 11هجري. منشورة في (نوادر المخطوطات: مجموعة 4 مجلد 1 ص393)
56- بذل المجهود في خزانة محمود، للسيوطي منشورة في (مجلة معهد المخطوطات العربية / مجلد 4 ج1 ص 125 مايو 1958)
57-  التدبيرات السلطانية في سياسة الصناعة الحربية: محمد بن محمود منكلي المتوفى سنة 778 . منشورة في (مجلة المورد مجلد 13 عدد 4 سنة 1404 ص 319 )
58-  حديقة البلاغة في الرد على ابن غرسية في ما ادعاه للأمم الأعجمية: منشورة في (نوادر المخطوطات:مجموعة 3 ص 309) وفيه رسالة ابن غرسية: المجموعة 1/ 229 )
59- حكمة الإشراق في كتّاب الآفاق: الزبيدي. منشورة في (نوادر المخطوطات: مجموعة 2 ص 49) وهو في الخط والخطاطين .
60-  الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام: محمد بن كامل الصاحبي التاجي، من رجال القرن التاسع الهجري. منشورة في (مجلة المجمع العراقي سنة 1403)
61-  دليل المجتاز بأرض الحجاز: ابن حبيب الحلبي (نشره الجاسر في مجلة العرب ج5، 6 ص 406 عام 1977)
62-  الصحيفة المشتبكة في ضوابط دار السكة: أبو الحسن علي بن يوسف المعروف بالحكيم، من رجال القرن الثامن الهجري. منشورة في (صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد: مجلد 6 ص 63)
63-  ذكر ما جاء في النيروز وأحكامه: منشورة في (نوادر المخطوطات: مجموعة 2 ص 45)
64-  .لمع القوانين المضية في دواوين الديار المصرية: عثمان بن إبراهيم النابلسي. منشورة في (مجلة المعهد الفرنسي بدمشق: مجلد 16 ص119 سنة 1958).
65- المتوارون: عبد الغني الأزدي المتوفى سنة 409 منشورة في (مجلة المجمع بدمشق: مجلد 50 ص 552)
66- كناش فيه صفحات في تاريخ دمشق في القرن 11 الهجري: إسماعيل بن تاج الدين المحاسني المتوفى سنة 1102هـ (نشره المنجد في مجلة معهد المخطوطات العربية: المجلد 6 ص77 مايو 1960)
67-  مقامة في قواعد بغداد في الدولة العباسية: ظهير الدين علي بن محمد البغدادي ابن الكازروني المتوفى سنة 697هـ . (حققها كوريس عواد ونشرها في المورد العراقية: مجلد 8 عدد 4 ص 421 عام 1979) .
68-  الملاهي: أبو طالب، المفضل بن سلمة المتوفى سنة 291هـ (نشره العزاوي في كتابه: الموسيقى العراقية ص73)
69- مناظر المحاضر للمناظر الحاضر: أبو المكارم، أحمد بن شرف الدين السمناني، علاء الدولة المتوفى سنة 736هـ ( مجلة المعهد الفرنسي بدمشق: مجلد 16 ص19)
70- المنتقى من كتاب الرهبان: ابن أبي الدنيا النتوفى سنة 218هـ (نشره المنجد في معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان: مجلد 3 ص 349 عام 1956)
71- منشور الخطاب في مشهور الأبواب: القشيري. منشورة في (مجلة المجمع العراقي: مجلد 17 ص 259، مجلد 18 ص 242)
72- منهاج الإصابة في معرفة الخطوط وآلات الكتابة: الزفتاوي محمد بن أحمد المتوفى سنة 806هـ منشورة في (المورد م15 ص 185).
73-  ميزان المقادير في تبيان التقادير: رضي الدين القزويني (نشره كرد علي في المقتبس: مجلد 5 ص 686 - 698 و 750 - 765)
74-  وضاحة الأصول في الخط: عبد القادر الصيداوي، من رجال القرن 12 الهجري. منشورة في (المورد م15 عدد4 ص 159).
75- وفيات قوم من المصريين في العهد الفاطمي: الحبال المتوفى سنة 482هـ (نشره المنجد في مجلة معهد المخطوطات العربية: مجلد 2 ج2 ص286)
76- ياقوت الكلام فيما ناب في الشام: ابن حجة الحموي المتوفى سنة 837هـ منشورة في (مجلة المجمع بدمشق م31 ص609)
77- نحو القلوب: القشيري منشورة في (مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة: مجلد30 ص148 مجلد 31 ص158)
78- النصيحة: أبو الوفاء ابن عقيل المتوفى سنة 513هـ أوردها ابن قدامة المقدسي في كتابه: تحريم النظر في علم الكلام، وناقشها فقرة فقرة.
79-  نسيم الأرواح وزايد الأفراح: الملك الكامل الأيوبي صاحب (حصن كيفا) المقتول بسيف ولده سنة 856هـ وهو أبو المكارم سيف الدين الخليل بن أحمد (حوليات جمعية الاستشراق في نابولي: مجلد 30 ج3 ص295)
80- هجاء مصاحف الأمصار: أبو العباس، أحمد بن عمار المهدوي المتوفى بعد 430هـ منشور في (مجلة معهد المخطوطات العربية: المجلد 19 ج1 مايو 1973 ص 53 - 142) وموضوعه: رسم المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الأمصار، وما جاء فيها من وجوهه المختلفة.
81-  الورد الإنسي في ترجمة النابلسي: كمال الدين الغزي. منشورة في (مجلة التراث العربي 3 / 10 / 1983 ص 155)
82- وصف الأندلس: قطعة من كتاب صلة السمط وسمة المرط . منشورة في (صحيفة الدراسات الإسلامية بمدريد م14 ص99)
83- وصية الذهبي لمحمد بن رافع السلمي (دار الريان: الإمارات العربية سنة 1413)
84-  مختارات من مجموع رسائل ابن تيمية: * رسائل ابن تيمية إلى أصحابه وهو في السجن (مجموع الفتاوي 28 / 30 - 59) . * رسالة في رأس الحسين: (المجموع 27 / 450) . * المسألة المصرية في القرآن: (المجموع 12 / 162) . * الهجر الجميل (المجموع 10 / 666) . * رسالته إلى عدي بن مسافر وتعرف بالوصية الكبرى (المجموع 3 / 363) . * رسالة في المرشدة لابن تومرت: ابن تيمية (المجموع 11 / 476) وانظر المرشدة بتمامها في رحلة ابن رشيد المسماة (ملء العيبة: 5 / 345) و(السبكي 8 / 185) . * الرد الأقوم على ما في فصوص الحكم: ابن تيمية (المجموع 2 / 372 - 451) . * الرد على الأخنائي: ابن تيمية (المجموع 27 / 214) . * مراتب الإرادة: (المجموع 8 / 181) . * القاعدة المراكشية: (المجموع 5 / 153) . * الحموية الكبرى: (المجموع 5 / 5 0 120) . * الحسنة والسيئة: (المجموع 14 / 229 - 425) . * المظالم المشتركة: (المجموع 30 / 337) . * معارج الوصول (المجموع 19 / 155) . * مناظرة حول الواسطية (المجموع3 / 160) . * رسالة في السماع والرقص: (المجموع 11 / 557 - 602) . * رسالة في النصيرية: ( المجموع 35 / 145) . * الأكملية: (المجموع 6 / 68) . * منسك ابن تيمية (المجموع 26 / 98) . * رسالة إلى نصرالمنبجي (المجموع 2 / 452) .

21 - أغسطس - 2007
اقترح كتابا لنشره في الوراق
أبا البركات عليك السلام    كن أول من يقيّم

تحية طيبة أستاذنا أبا البركات: أجيبكم هنا على تساؤلكم بأن توفر الكتاب في المكتبات لا علاقة له بنشره في الوراق أو عدم نشره، فمعظم الكتب المنشورة في الوراق تعج بها دور النشر والتوزيع. والحقيقة فإن حاجة الباحثين للكتاب تأتي في مقدمة معايير ترشيح الكتاب لنشره في الوراق، ويلي ذلك أن يتمتع الكتاب بميزة تختص به، أو ان يكون من الصعب الوصول إليه (كما تفضلتم) وحبذا لو تكرمتم بذكر قائمة من قبيل قائمتي:
ووالله إنـي نشرتُ iiالسؤال ومنصور مهران في ناظري
وأطمع  منه بطول iiالجواب ولـيـس  المحقق iiكالشاعر
وتـسـمـية الكتب iiالمنتقاة وذكـر الـمـفيد مع iiالنادر
ويـكشف عما بها من iiفنون وعـام الـطـباعة والناشر
أبـا  البركات عليك iiالسلام يـرد  الـتـحية من iiشاكر
وعـطر المودة عطر الوفاء مـزيـجا  كتذكارك العاطر

22 - أغسطس - 2007
اقترح كتابا لنشره في الوراق
صنع من لا يدري لمن لا يفهم    كن أول من يقيّم

استوقفني كلام الإمام الشوكاني هذا في كتابه "أدب الطلب" (نشرة صديقنا الأستاذ عبد الله السريحي "من سراة الوراق" ص 126 ـ 134) وذلك أثناء كلامه على تهاون المقلدة بعلم الحديث، وهو كلام طويل يقع في زهاء عشر صفحات، ونجد فيه ملخص رسالة الشوكاني ومن حذا حذوه من السلفية. كما نجد فيه أسلوب محمد رشيد رضا، الذي كان له الفضل في إحياء تراث الشوكاني.
قال:
(فهلا صنعتم في هذا الفن الذي هو رأس الفنون وأشرفها كما صنعتم في غيره فرجعتم إلى أهله وتركتم ما تجدونه مما يخالف ذلك في مؤلفات المشتغلين بالفقه الذين لا يفرقون بين أصح الصحيح وأكذب الكذب، كما يعرف ذلك من يعرف نصيبا من العلم وحظا من العرفان، ومن أراد الوقوف على حقيقة هذا فلينظر مؤلفات جماعة هم في الفقه بأعلى رتبة، مع التبحر في فنون كثيرة، كالجويني والغزالي وأمثالهما، فإنهم إذا أرادوا أن يتكلموا في الحديث جاءوا بما يضحك منه سامعه ويعجب، لأنهم يوردون الموضوعات فضلا عن الضعاف، ولا يعرفون ذلك، ولا يفطنون به، ولا يفرقون بينه وبين غيره، وسبب ذلك عدم اشتغالهم بفن الحديث كما ينبغي، فكانوا عند التكلم فيه عبرة من العبر ... ومن ذهب يقلد أهل علم الفقه فيما ينقلونه من أحاديث الأحكام ولم يقتد بأئمة الحديث ولا أخذ عنهم ولا اعتمد مؤلفاتهم كان حقيقا بأن يأخذ بأحاديث موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويفرّع عليها مسائل ليست من الشريعة فيكون من المتقولين على الله بما لم يقل، المكلفين عباده بما لم يشرعه، فيَضل ويُضل، ولابد أن يكون عليه نصيب من وزر العاملين بتلك المسائل الباطلة إلى يوم القيامة.. وليس هذا بمجتهد حتى يقال إنه إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، بل هذا مجازف متجرئ على شريعة الله متلاعب بها، لأنه عمد إلى من لا يعرف علم الشريعة المطهرة فرواها عنه وترك أهلها بمعزل ... فبعدا وسحقا للمتجرئين على الله وعلى شريعته بالإقدام على التأليفات للناس مع قصورهم وعدم تأهلهم ... فيجمعون مؤلفات هي "مما قمشتَ وضمَّ حبلُ الحاطب" صنع من لا يدري لمن لا يفهم، ثم يأخذها عنهم من هو أجهل منهم وأقصر باعا في العلم، فينتشر في العالم، وتظهر في الملة الإسلامية فاقرة من الفواقر وقاصمة من القواصم، وصاحبها لجهله يظن أنه قد تقرب إلى الله باعظم القرب، وتاجره بأحسن متاجرة، وهو فاسد الظن، باطل الاعتقاد، مستحق لسخط الله وعقوبته ... فما كان أحق هذا المصنف، لا كثر الله في أهل العلم من أمثاله، بأن يؤخذ على يديه ويقال له: اترك ما لا يعنيك ولا تشتغل بما ليس من شأنك، ولا تدخل فيما لا مدخل لك فيه. ثم إذا فات أهل عصره أن يأخذوا على يديه فلا ينبغي أن يفوت من بعدهم أن يأخذوا على أيدي الناس ويحولوا بينهم وبين هذا الكتاب الذي لا يفرق مؤلفه بين الحق والباطل، ولا يميز بين ما هو من الشريعة وما ليس منها، فما أوجب هذا عليهم، فإن هذا المشئوم قد جنى على الشريعة وأهلها جناية شديدة وفعل منكرا عظيما وهو يعتقد لجهله أنه قد نشر في الناس مسائل الدين، ويظن من اتبعه في الأخذ عنه أن هذا الذي جاء به هذا المصنف هو الشريعة، فانتشر بين الجاهلين أمر عظيم وفتنة شديدة، وهذا هو السبب العظم في اختلاط المعروف بالمنكر في كتب الفقه ... وقد كثر هذا جدا من المشتغلين بالفقه ، على تفاقم شره وتعاظم ضره، وجنوا على أنفسهم وعلى الشريعة وعلى المسلمين، وإذا شككت في شيء من هذا فخذ أي كتاب شئت من الكتب المصنفة في الفقه وطالعه تجد الكثير الواسع، وكثيرا ما تجد في ذلك من المسائل التي لم تدع إليها حاجة ولا قام عليها دليل، بل مجرد الفرض والتقدير)
 

22 - أغسطس - 2007
نوادر الأقوال وغرائب الأحوال
بغداد في ألف عام    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هذه صورة بغداد في ألف عام كما رسمها الشوكاني في كتابه (أدب الطلب) أثناء حديثه عن آفة التعصب، (نشرة السريحي ص 146) قال : (واعلم أنه كما يتسبب عن التعصب محق بركة العلم وذهاب رونقه وزوال ما يترتب عليه من الثواب، كذلك يترتب عليه من الفتن المفضية إلى سفك الدماء وهتك الحرم وتمزيق الأعراض واستحلال ما هو في عصمة الشرع ما لا يخفى على كل عاقل، وقد لا يخلو عصر من العصور ولا قطر من الأقطار من وقوع ذلك، لاسيما إذا اجتمع في المدينة والقرية مذهبان أو أكثر، وقد يقع من ذلك ما يفضي إلى إحراق الديار وقتل النساء والصبيان، كما يقع بين السنية والشيعة ببغداد، فإنهم كانوا يفعلون في كل عام فتنا، ويهرقون الدماء، ويستحلون من بعضهم البعض ما لا يستحلونه من أهل الذمة، بل قد لا يستحلونه من الكفار الذين لا ذمة لهم ولا عهد، وهذا يعرفه كل من له خبرة بأحوال الناس، ومن أراد الاطلاع في تفاصيل ما كان يقع بينهم في بغداد بخصوصها فلينظر في مثل تواريخ الذهبي وتاريخ ابن كثير ونحو ذلك فإنه سيجد في حوادث كل سنة شيئا من ذلك في الغالب، وقد تنتهي بهم التعصبات والمناقضات إلى ما هو من أنواع الجنون والحماقات القبيحة، كما وقع في كتب التواريخ أن أهل السنة ببغداد أركبوا امرأة على جمل، وأركبوا رجلين آخرين، وسموا المرأة عائشة والرجلين طلحة والزبير، ومشوا معهم وتحزبوا وتجمعوا، فسمع بذلك الشيعة من أهل الكرخ فأقبلوا مسرعين بالسلاح والكراع، وقاتلوا اهل السنة قتالا شديدا، وضربوا المرأة المسماة عائشة والمسمى طلحة والزبير ضربا مبرحا(1) ومن غرائب مناقضاتهم أن الشيعة لما اجتمعوا لزيارة الحسين بن علي (ر) في عاشوراء اجتمعت السنية وخرجوا يزورون مصعب بن الزبير، وجعلوا ذلك عادة لهم في عاشوراء (2) فانظر ما في هذه المناقضة من الجهل، فإن مصعبا ليس بمستحق لذلك لأنه لم يكن معروفا بعلم ولا فضل، بل أمير كبير، ولي العراق من أخيه عبد الله بن الزبير، وسفك من الدماء ما لا يأتي عليه الحصر، وبقي كذلك حتى وقع الحرب بينه وبين عبد الملك بن مروان فخذله أهل العراق فقتل، فانظر أي فضيلة لمصعب يستحق بها أن يكون للسنية كالحسين للشيعة).
(1)  أحال السريحي في هذا الخبر إلى الكامل لابن الأثير 7/ 15 والبداية والنهاية لابن كثير 11/
275
(2) علق السريحي على هذا الخبر بهامش مطول جاء في آخره أن أهل السنة احتفلوا لأول مرة بمقتل مصعب في القاهرة سنة 363هـ وفي بغداد سنة 389هـ حسب (المقريزي: اتعاظ الحنفاء ص 195 ? 198 وابن الأثير 7/ 200 وابن كثير 11/ 325 وذيل تجارب الأمم 4/ 339)

23 - أغسطس - 2007
نوادر الأقوال وغرائب الأحوال
 215  216  217  218  219