البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 213  214  215  216  217 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
كسوف العقل    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

كسوف العـقـل
د. عبدالعزيز العبداللطيف
25جمادى الأولى 1431هـ
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
لو أن أهل الحساب والمشتغلين بالفلك والهيئة اقتصروا في تفسير كسوف الشمس أو خسوف القمر وَفْق ما يعرفونه من أسبابٍ ظاهرةٍ طبعيةٍ لهان الأمر؛ فقيمة المرء ما يحسنه، لكن أن يدَّعوا أن كسوف الشمس ليس سـببه ذنـوب العباد، ولا أثَر ولا صلة له بمعاصي بني آدم، فذاك ظن بلا علم، وتخرُّص بلا فهم، بل هو جهالة بالعلميات، وقساوة قلب بالعمليات والإرادات، كما هو مبيَّن في السطور التالية
- مقولة الفلكيين السالفة قد تجد آذاناً صاغية في عصور غابرة، زمن الصراع بين الكنيسة والدين في أوروبا؛ فتأليه العلم التجريبي لا يتحقق إلا بمحاربة إله الكنيسة وخرافة الدين النصراني المحرَّف؛ فإن أردتَ العلم فانسلخ من تلك العبادة، وكذا العكس... وهكذا ظل الصراع قائماً بين الدين المحرَّف والعلم في بلاد الغرب.
وأما دين الإسلام - وعند مذهب أهل السُّنة والجماعة على سبيل الخصوص - فتصريح المعقولات موافق لصحيح المنقولات؛ فلا عداء مفتعلاً بين العلم والدين؛ فما أثبته العلم التجريبي من حقائقَ يستحيل أن تعارض هذا الشرع التامَّ والدين الخاتم؛ فالشرع أنزله الله - تعالى - والعقل خلقه الله، عز وجل. والأدلة الشرعية والبراهين العقلية يصدق بعضها بعضاً.
- قررتِ الأدلة النقلية أن للكسوف أسباباً شرعية في وقوعه وارتفاعه؛ فذنوب العباد من أسباب وقوعه وانعقاده، كما أن الصلاة والصدقة والدعاء والتوبة... سبب في زواله وارتفاعه؛ فعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: كنا عند رسول الله "صلى الله عليه وسلم" فانكسفت الشمس فقام النبي "صلى الله عليه وسلم" يجرُّ رداءه حتى دخل المسجد، فدخلنا، فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس، فقال "صلى الله عليه وسلم": «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموها فصلُّوا وادعوا حتى يُكشف ما بكم» .
قال الحافظ ابن حجر: «قوله (آيتان) أي علامتان، (من آيات الله)؛ أي: الدالة على وحدانية الله وعظيم قــدرته، أو على تخويف العباد من بأس الله وسطوته، ويؤيده قوله - تعالى -: {
وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفًا} [الإسراء: ٩٥]» .
وبيَّن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بطلان مزاعم أهل الهيئة (الفلك)، فقال: «قوله "صلى الله عليه وسلم": (يخوِّف بهما عباده) فيه ردٌّ على من يزعم من أهل الهيئة أن الكسوف أمر عادي لا يتقدم ولا يتأخر؛ إذ لو كان كما يقولون لم يكن في ذلك تخويف، ويصير بمنزلة الجَزْر والمدِّ في البحر، وقد ردَّ ذلك عليهم ابن العربي وغير واحد من أهل العلم بما في حديث أبي موسى الأشعري؛ حيث قال: «فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة».قالوا: إن ظاهر الأحاديث أن ذلك يفيد التخويف، وأن كــل ما ذُكِر من أنواع الطاعة يُرجَى أن يُدفَع به ما يُخشَى من أثر ذلك الكسوف» .
وقال العلامة العيني: «لا خلاف في مشروعية صلاة الكسوف والخسوف، وأصل مشروعيتها الكتاب والسُّنة وإجماع الأمة: أما الكتاب فقوله - تعالى -: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفًا} [الإسراء: ٩٥]، والكسوف آية من آيات الله المخوِّفة، والله - تعالى - يخوِّف عباده ليتركوا المعاصي ويرجعوا إلى طاعة الله التي فيها فوزهم».
وأخرج الشيخان من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته؛ فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبِّروا وصَلُّوا وتصدَّقوا. ثم قال: يا أمَّة محمد! والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أَمَته، يا أُمَّة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً».
قال الحافظ ابن حجر: «قال الطيبي وغيره: لَـمَّا أُمِروا باستدفاع البلاء بالذكر والدعاء والصلاة والصدقة، ناسب ردعَهم عن المعاصي التي هي من أسباب جلب البلاء، وخصَّ منها الزنا؛ لأنه أعظمها في ذلك. وفي الحديث ترجيح التخويف في الخطبة على التوسع في الترخيص؛ لِـمَا في ذكر الرخص من ملاءمة النفوس لما جُبلَت عليه من الشهوة. والطبيب الحاذق يقابل العلة بما يضادها لا بما يزيدها».
- من أعظم الآفات أن يكذِّب أقوام بما لم يحيطوا بعلمه؛ فكون الكسوف والخسوف له أسباب ظاهرة طبعية قد تُعرَف بالحساب؛ فهذا لا ينفي ما سبق تقريره أن ذنوب العباد وتفريطهم من أسباب انعقاد الكسوف وحصوله؛ فلا مانع من ذلك كله، وأمَّا حصر هذه السببية فيما ادَّعاه أهل الهيئة فهذا قصور في العلم، وضيق في الأفق.
فالعلماء المحققون من أهل الإسلام والسُّنة اتسعت عقولهم وأفهامهم؛ فأثبتوا السبب الطبعي والشرعي؛ فابن دقيق العيد يقول: «ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله "صلى الله عليه وسلم": «يخوِّف الله بهما عباده» وليس بشيء؛ لأن لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب؛ فله أن يقتطع ما يشاء من الأسباب والمسببات بعضها عن بعض، وإذا ثبت ذلك فالعلماء بالله لقوة اعتقادهم في عموم قدرته على خرق العادة، وأنه يفعل ما يشاء إذا وقع شيء غريب حدث عندهم الخوف لقوة ذلك الاعتقاد؛ وذلك لا يمنع أن يكون هناك أسباب تجري عليها العادة إلى أن يشاء الله خرقَها، وحاصله أن الذي يذكره أهل الحساب إن كان حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك مخوفاً لعباد الله، تعالى» .
وتحدث ابن القيم عن سببية الكسوف والخسوف قبل مئات السنين فأثبت السبب الطبعي المعتاد، فقال: «فأما سبب كسوف الشمس فهو توسط القمر بين جرم الشمس وبين أبصارنا، وأما سبب خسوف القمر فهو توسط الأرض بينه وبين الشمس حتى يصير القمر ممنوعاً من اكتساب النور من الشمس...» .
كما قرر السبب الشرعي قائلاً: «إن الله - سبحانه - يُحدِث عند الكسوفين من أقضيته وأقداره ما يكون بلاءً لقوم ومصيبة لهم، ويجعل الكسوف سبباً لذلك؛ ولهذا أمر النبي "صلى الله عليه وسلم" عند الكسوف بالفزع إلى ذكر الله والصلاة والعتاقة والصيام؛ لأن هذه الأشياء تدفع موجب الكسوف الذي جعله الله سبباً لما جعله؛ فَلَولا انعقاد سبب التخويف، لما أمر بدفع موجبه بهذه العبادات.
ولله - تعالى - فـي أيـام دهـره أوقـات يُحْـدِث فيها ما يشاء من البلاء والنعماء، ويقضي من الأسباب بما يدفع موجب تلك الأسباب لمن قام به، أو يقلله أو يخففه؛ فمن فزع إلى تلك الأسباب أو بعضها، اندفع عنه الشر الذي جعل الله الكسوف سبباً له أو بعضه؛ ولهذا قلَّ ما يسلم أطراف الأرض؛ حيث يخفى الإيمان، وما جاءت به الرسل فيها من شر عظيم يحصل بسبب الكسوف، وتسلم منه الأماكن التي يظهر فيها نور النبوة، والقيام بما جاءت به الرسل، أو يقلُّ فيها جداً» .
كما قرر أيضاً أنه لا تناقض بين حساب الكسوف، وبين الفزع إلى الصلاة والدعاء والصدقة، والذي هو أنفع للأمة وأجدى عليهم في دنياهم وأخراهم من اشتغالهم بعلم الهيئة وحساب الكسوف .
- وإذا تقرر أن للكسوف سبباً يُعرف بالحساب، وحكمةً إلهية في تخويف العباد، فلا يُظَن أن ما جاءت به السنَّة في الكسوف يعارض معرفة وقت الحساب كما حـرره ابن تيميـة بقـوله: «ومـا أخبـر به النبي "صلى الله عليه وسلم" لا ينافي كون الكسوف لـه وقت محـدود يكون فيه؛ حيث لا يكون كسوف الشمس إلا في آخر الشهر ليلة السرار، ولا يكون خسوف القمر إلا وسط الشهر وليالي الأبدار. ومن ادَّعــى خــلاف ذلك من المتفقهة أو العامة؛ فلعدم علمه بالحساب».
كما أن كسوف الشمس سبب في حوادث أرضية؛ فالكسوف سبب للشر وليس مجرد اقتران كما تقوله الجهمية ولا يسوغ أن يُدَّعى أنه لا أثر لشيء من الكواكب العُلْويَّات في السفليات مطلقاً، كما بيَّنه ابن تيمية في غير موطن
وأخيراً: فإن معارضة الرسل - عليهم السلام - توجب فساداً في العقل، وسوءاً في الفهم، وكلما كان الرجل عن أتباع الرسول أبعد، كان عقله أقلَّ وأفسد .
فدعوى أن كسوف الشمس مجرد أمر معتاد يُعرف بالحساب، لا تنفك عن جهالة بالعلم، وفظاظة في القلب؛ فما ينشره أهل الفلك من أخبار الكسوف هذه الأيام، قد أعقب بلادةً في الوجدان، وتهويناً لشأن هذه الحوادث العظام.
ولئن كسفت الشمس لحِكَم إلهية، وأسباب قدرية، فلقد اعترى عقولَ أهل الفلك نوع من الكسوف؛ لضعف الاستجابة لله - تعالى - ورسوله "صلى الله عليه وسلم"، وظهور الأهواء، وكما قال الشاعر:
إنارة العقل مكسوفٌ بطوعِ هوى ** وعقلُ عاصي الهوى يزدادُ تنويرا

18 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
هل غدت ( غزة العزة) نسياً منسياً ؟    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

المفاهيم العقدية في أحداث غزة
بين الثبات والضياع
علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
المشرف على موقع الدرر السنية
14/1/1430هـ
 
الحمد لله الواحد القهار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه الأخيار.
أما بعد:فلقد أظهرت أحداث غزة المؤمنة، غزة الصابرة، كثيراً من المعاني والمفاهيم العقدية التي تكلم عنها العلماء قديماً وحديثاً، فكانت ابتلاءً وامتحاناً للمسلمين وتمحيصاً لهم: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ [العنكبوت:11]، فأظهر الله حقائق الإيمان وأثرها على أرض الواقع وهذا مما يزيد المؤمن يقيناً ويزيد أهل هذه المعاني ثباتاً على دينهم وجهادهم.
فما حصل في غزة ليس شراً محضاً بل فيه خيرٌ كثير يعرفه من نوَّر الله بصيرته بالإيمان، قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾
[البقرة:216]
ومن تابع الأحداثَ، ومجرياتِ الأمور، وشاهدَ ما حصل لأهل غزة، وما تبع ذلك من تصريحاتٍ، وبياناتٍ، وفتاوى، ومظاهراتٍ، ظهر له جلياً الفرقُ بين دراسة مسائل الإيمان والعقيدة نظرياً في المساجد والفصول الدراسية، وبين تطبيق مقتضياتها في ميادين الجهاد وعلى أرض الواقع، حيث تُمحَّص القَناعات، ويظهر أثرُ اليقين على النفوس، ويثبِّتُ الله من أراد به خيراً من أهل الصدق وحسن التوكل عليه، ويوفقه للعمل بمقتضيات الإيمان والتقوى، و أسُّ هذا الأمر: المعتقد الصحيح الذي من تمسَّك به علماً واستدلالاً كان أقرب للتحقق به عملاً، فجمع الله لأهل الثغر بين الفضيلتين، ومن هذه المعاني التي تجلت بوضوح سواءً لأهالي غزة أو لغيرهم من المؤمنين الصادقين والتي دلت على ثباتهم ورسوخ عقيدتهم: الإيمانُ بالقضاء والقدر، وصدقُ اللجوء إلى الله عز وجل والتوكلُ عليه، ومعاني الأخوة الإيمانية، وحُسْنُ الظن بالله، واليقينُ بموعودِ الله ونصره، وفي المقابل: هناك قوم سقطوا في الفتنة وخدشوا توحيدهم أو نقضوا إيمانهم بمظاهرة الكافرين على المسلمين وإخلالهم بعقيدة الولاء والبراء وسوء ظنهم بالله تعالى.
ومن هنا كان لابد من إيضاح هذه المعاني لأن أحداث غزة باتت امتحاناً عملياً اجتازه من وفقه الله وسقط فيه من لم يرد الله به خيراً ﴿ألا في الفتنة سقطوا﴾ [التوبة:49]
أمّا الإيمانُ بقضاءِ الله وقدرِه: فهو ركنٌ من أركان الإيمان، كما في الحديث الصحيح: (وأن تؤمن بالقدر خيره وشره) فلا يستقيم إيمانُ العبد إلا به، وقد تجلَّى هذا واضحاً في أحداث غزة، حيث شاهد كثيرٌ من الناس على الشاشات الإعلامية مرات عديدة من فقدوا جميع أهليهم وذويهم أو أكثرهم والطائرات فوق رؤوسهم وهم يرددون: الحمد لله، الحمد لله على قدر الله. ومنهم من يقول: نحسبهم شهداء عند الله، وغيرها من العبارات الإيمانية، فلله درُّهم!. أمَّا المجاهدون فقد ضربوا أروع المثل بإيمانهم بقضاء الله وقدره، صبرٌ بلا جزع، ورضىً بلا هلع، ونحن بدورنا علينا أن نؤمن بأن ما يصيب أهل غزة اليوم من قتلٍ وتدميرٍ وجرحٍ وألمٍ وجوعٍ هو قضاء الله في عباده المؤمنين، ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة:51) ، وأن تكالب الأعداء من اليهود والنصارى والمنافقين على إخواننا المسلمين في غزة وحصارهم وقتلهم إنما هو من قدر الله، وقدر الله نافذ وهو موافق لحكمته ولا يكون قدر الله إلا خيراً. ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ [محمد:4]
وأمَّا صدق اللجوء إلى الله والتوكل عليه: فمن فوائد هذه الأحداث انقطاع حبل التوكّل بين المجاهدين في غزة وبين الخلق أجمعين، فالله لا يرضى أن يصرف عبدُه قلبَه إلى غيره، وقد رأينا هذا وسمعناه مراراً في تصريحاتِ عددٍ من مسؤوليهم وقادتهم، ونحسبهم –والله حسيبهم- من الصادقين والمتوكلين على ربهم وقد أخذوا بكافة الأسباب الممكنة عسكرياً وسياسياً، ثم فوضوا أمرهم إلى الله ولم يركنوا لسواه مع علمهم بأن كبرى دول العالم ضدَّهم، يخوفونهم ويهددونهم، والله تعالى يقول في كتابه ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ، وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (الزمر:36)، وبهذا يكونون قد ضربوا للعالم أروع معاني التوكل على الله، وقد فطن لهذا المعنى كثيرٌ من علماء المسلمين ودعاتهم الذين سعوا لتثبيت إخوانهم في بياناتهم وخطاباتهم عندما أكَّدوا على هذا المعنى ونصحوا إخوانهم في غزة بأن لا يلجأوا إلا إلى الله، ولا يؤمِّلوا خيراً في مجلس الأمن، ولا الأمم المتحدة، ولا منظمات حقوق الإنسان ولا يستجدوا فلاناً أوفلاناً، فكلُّ هؤلاء لا يُغنون عنهم من الله شيئاً، فالتوكُّلُ يكون عليه وحده دون سواه، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى في سورة (التوبة): ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾: (يذكر تعالى للمؤمنين فضله عليهم وإحسانه لديهم في نصره إياهم في مواطن كثيرة من غزواتهم مع رسوله وأن ذلك من عنده تعالى، وبتأييده وتقديره، لا بِعَددهم ولا بِعُددهم، ونبههم على أن النصر من عنده، سواء قل الجمع أو كثر، فإن يوم حنين أعجبتهم كثرتهم ومع هذا ما أجدى ذلك عنهم شيئاً فولّوا مدبرين إلا القليل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أنزل الله نصره وتأييده على رسوله وعلى المؤمنين الذين معه ... ليعلمهم أن النصر من عنده تعالى وحده، وبإمداده، وإن قلّ الجمع، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين)أ.هـ، وفي انقطاع ما بينهم وبين الخلق كما هو حالهم الآن ما يفضي إلى مزيدِ تعلُّقٍ بالله عز وجل، مع يأسهم مما في أيدي الناس وهو مُؤْذِنٌ إن شاء الله بعاجل نصر الله.
وفي المقابل: كان هذا الأمر امتحاناً وفتنة سقط فيها كثيرٌ من الزعماء والعلمانيين والإعلاميين، كما أوجدت خَدْشاً في بعض البيانات والخطابات والتحركات التي كان من ضمنها مناشدة هذه المنظمات بوضع حدٍّ للحرب وكأنه خافٍ عليهم قول الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ [البقرة:120]
أمَّا الأخوة الإيمانية والولاء للمؤمنين: فقد ظهرت أسمى معانيها في أحداث غزة ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة:71]، فما أن اندلعت الحرب حتى هُرِعَ المسلمون من جميع أقطار المعمورة - عرباً وعجماً- يجأرون إلى الله تعالى بالدعاء في صلاتهم إحياءً لسنة قنوت النازلة، ثم تتابعت البيانات والفتاوى التي تدعو لنصرة إخواننا في غزة، وخرج كثيرٌ من الناس بشتى أجناسهم وأعمارهم وطبقاتهم إلى الشوارع يطالبون بإيقاف الحرب، بل طالب كثيرٌ منهم بفتح باب الجهاد ليجاهدوا في سبيل الله معهم، لكن حيل بينهم وبين ذلك! فلله الأمر من قبلُ ومن بعد، كما أنه ما أن أعلنت بعضُ الجهات المختصة بجمع التبرعات لمنكوبي غزة حتى قام كثيرٌ من الناس رجالاً ونساءً بالإنفاق في سبيل الله، وكلُّ ذلك دليلٌ على الأخوةِ الإيمانية وولائهم للمؤمنين.
وفي المقابل: سقط آخرون وأصبحوا يتحدثون عن أخطاء حماس وأنها سبب كل ما يحدث، بل إن أحدهم كتب في إحدى الصحف العربية: اضربيهم إسرائيل ولا تبقي منهم أحداً!! فأين هذا من الأخوة الإيمانية؟!
ومما يؤسف له أن بعض أهل العلم والفضل لا تجد لهم أثراً رغم كل هذه الأحداث العصيبة، وكأن الأمر لا يعنيهم! وهم من أفقه الناس –نظرياً- بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه في (صحيح البخاري) مرفوعاً: (وذِمَّة المسلمين واحدة ، يسعى بها أدناهم)
وأمَّا عقيدة البراء من الكافرين وعدم مظاهرتهم على المسلمين: فهذه أصبحت من النظريات، ولا علاقة لها بالواقع مع أن الله عزَّ وجلَّ يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51] وقد عدَّ علماءُ الإسلام مظاهرة المشركين على المسلمين من نواقض الإسلام.
ألا فليحذر كلُّ من أعان اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفار على قتال المسلمين من مقت الجبَّار وغضبه وعقابه.
وأما حسن الظن بالله: فينبغي للمسلم أن لا يسيء الظن بالله تعالى فمن ظنَّ أنَّ الله ينصر اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفار على المسلمين نصراً دائماً، أو أن الحق سيظل مغلوباً من قبل الباطل، أو أن ما يجري لا حكمة فيه، أو أنه يحصل عبثاً، فقد أساء الظنَّ بالله ، والله تعالى يقول محذراً من سوء الظن به ﴿يظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ [آل عمران:154] فهذه الأمور المؤلمة التي نراها إنما تحدث لحكمة يعلمها الله، فَالله تعالى مَا قدَّرها سُدًى، ولا أنشأها عبثاً، ولا خلقها باطلاً، فهذا من حسن الظن بالله تعالى.
أما اليقين بموعود الله ونصره: فهذا من مقتضيات الإيمان بالله والتصديق برسوله صلى الله عليه وسلم فقد جاء عن أبى هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قال: (لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ) فمن مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم تصديق هذا الوعد بأن نهاية اليهود على أيدي المسلمين، فابشروا أيها المسلمون، وأمِّلوا، وأحسنوا الظنَّ بربكم، فالنصر آت، وانصروا الله ينصركم ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:40]
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

18 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
عن أبي عيسى الوراق    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

                              أبو عيسى الوراق

أبو عيسى الوراق ( محمد بن هارون ) شيعي ، وهو من مصنفي كتب الشيعة وله تصانيف على مذهب المعتزلة .
ومما كتبه في كتابه " المقالات " عن الدين عند عرب الجاهلية ما يلي :
عرب الجاهلية صنوف
صنف أقر بالخالق وبالاِبتداء والاِعادة وأنكروا الرسل وعبدوا الاَصنام ، زعموا لتقربهم إلى الله زلفى ومعبراً ، ونحروا لها الهدايا ونسكوا لها النسائك ، وأحلوا لها وحرموا
وصنف أقروا بالخالق وبابتداء الخلق وأنكروا الاِعادة والبعث والنشور
وصنف أنكروا الخالق والبعث والاِعادة ، ومالوا إلى التعطيل والقول بالدهر، وهم الذين أخبر القرآن عن قولهم : ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ومنهم صنف مالوا إلى اليهودية ، وآخر إلى النصرانية .
والسؤال الان هو : هل تأثر الوراق بمذهب عرب الجاهلية وكان من منكري النبوات ؟
* أبو عيسى الوراق ، أبو عيسى الوراق الذي كان أستاذا لابن الراوندي من طائفة المتكلمين ويقصد بهم المشككين الذين كانوا يخوضون المناقشات الدينية ليجدوا "السلوى" حسب تعبير ابن النديم ومنهم ابن الراوندي
* محمد بن هارون ، أبو عيسى الوراق : له كتاب الإمامة ، وكتاب السقيفة . قال ابن حجر : له تصانيف على مذهب المعتزلة ، وقال المسعودي له مصنفات حسان في الإمامة وغيرها. كانت وفاته سنة ( 247 هجري )
 ولمزيد من القراءة:
1. ابن النديم: الفهرست.
2. عبد الأمير الأعسم: ابن الريوندي في المراجع العربية الحديثة، مجلدان، دار الأفاق الحديثة - بيروت – لبنان.
3. عزيز العظمة: ابن الريوندي، رياض الريس للنشر- بيروت – لبنان.
4. عصام محفوظ: حوار مع الملحدين في التراث، دار الفارابي- بيروت – لبنان.
5. عبد الرحمن بدوي: شخصيات قلقة في الإسلام، الطبعة 2، دار النهضة العربية- القاهرة 1964م.
6. عبد الرحمن بدوي: من تاريخ الإلحاد في الإسلام- الطبعة الثانية-دار سينا للنشر- القاهرة 1993م.
7. صلاح الدين الصفدي: الوافي بالوفيات، الموسوعة الشعرية الإلكترونية
http//www.cultural.org.ae
 
 
* استناداً إلى كتاب الفهرست لابن النديم فإن من أنواع الزنادقة، طائفة المانويين الذين كانوا يؤمنون بالمانوية إيماناً صادقاً وطائفة المتكلمين ويقصد بهم المشككين الذين كانوا يخوضون المناقشات الدينية ومنهم صالح ابن عبد القدوس وأبو عيسى الوراق ونعمان بن أبي العوجا وطائفة الأدباء ومنهم بشار بن برد.
*ابن الرواندي هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي، نسبة إلى قرية راوند الواقعة بين إصفهان و كاشان في فارس، ولد عام 210 هـ ، وتوفي في الأربعين من عمره.
شهدت حياته تحولات مذهبية وفكرية كبيرة فقد كان في بداياته الفقهية واحد من أعلام المعتزلة في القرن الثالث الهجري ولكنة تحول عنهم وانتقدهم في كتابة "فضيحة المعتزلة" ردا على كتاب الجاحظ "فضيلة المعتزلة" فتحول إلى المذهب الشيعي وله كتاب "الإمامة" من آثارتشيعه القصير ولكنّ لقاءه بأبي عيسى الوراق الملحد قد أخرجه من التشيع والإسلام وتحول بعده ابن الراوندي إلى أحد أهم الملحدين والزنادقة في التاريخ الإسلامي.....
 
بالتوفيق يا توفيق ، ولا تؤاخذنا بالتأخر.
 
 

19 - مايو - 2010
حول أبي عيسى الوراق
الأدب الصيني    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

يعد سور الصين اعجوبة الاعاجيب فالصينيون الذين يعيشون حياة تنبض بالحيوية والابداع يبنون اسواراً جديدة من العزة والنهضة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفكر والفنون.
ولم يكن ابداعهم ليتوقف لحظة مع جريان نهر الحياة الدفاق بالعطاء والعمل والانتاج وعلى سور الصين العظيم لم تغب عن ذاكرتي تلك الكلمات التي اخذ الشعب الصيني يرددها نشيداً وطنياً لشاعرهم الكبير تيان هان ومطلعها:‏
انهضوا يا من ترفضون‏
ان تكونوا عبيداً..‏
من دمنا من لحمنا‏
نبني لنا ..‏
سوراًَ عظيماً جديداً.‏
وليس بعيداً عن الامة الصينية المشهود بها عبر التاريخ بأنها صانعة للحضارة لتستوعب كافة الثقافات الخارجية بصدر واسع لاثراء ثقافتها الأم فانتشرت في الصين ثقافات معظم دول قارة آسيا واوروبا وأفريقيا ما كان لها عظيم الاثر في ازدهار ثقافة الامة الصينية ولم تكن الصين ايضاً بعيدة عن التأثيرات الثقافية الخارجية بكل انواع الادب والفنون المختلفة حتى اصبحت جزءاً لا غنى عنه في الثقافة الصينية.
وكان تأثير الثقافة الكلاسيكية الصينية واسعاً وكبيراً في ثقافات الدول المجاورة وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر انتشرت الفنون والثقافة الصينية في الغرب مثل الرسم والفنون المعمارية والاوبرا الصينية والشعر والانواع المختلفة من التحف والكتب القديمة ما زاد من شهرة الصين في اوروبا، واثار فيها تياراً صينيا حيث استفاد كثير من المفكرين والمثقفين الاوروبيين من الفنون الصينية بقدر متفاوت ، كما اثرت الفنون الثقافية الصينية في حركة التنوير التي قامت في اوروبا واليوم تنشط الصين في مجال التبادلات الثقافية مع بلدان العالم لتدخل مرحلة جديدة من التطور الشامل الذي ينبض بالقوة والحيوية.‏
ان الادب الصيني اثبت قدرته وديمومته على مدى التاريخ بأفكاره الزاخرة فالقارئ لتاريخ الأدب الصيني يشعر بأهميته في ساحة الادب العالمي وفي الفترة من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الثالث قبل الميلاد ولد اول شاعر في تاريخ الادب الصيني وهو الشاعر - تشيوى يوان- ومن اهم اعماله (لي شاو) الذي يعد المنبع لابداع الرومانسية الصينية واحد الاعمال الكلاسيكية الخالدة في تاريخ الادب الصيني وتاريخ الادب العالمي.
وفي الفترة من القرن السابع حتى القرن التاسع وصلت ابداعات الشعر الكلاسيكي الصيني الى قمته الشامخة في عهد اسرة تانغ حيث بزغ شاعر الرومانسية العظيم - لي باي- الذي لقب بإله الشعر ثم بزغ الشاعر -دو فو- صاحب اهم الابداعات في مجال الشعر الواقعي وقد اطلق عليه اسم (الشاعر المقدس) وسميت ابداعاته ب (التاريخ المدون بالشعر).‏
لقد بلغت الروايات الكلاسيكية الصينية في عهد اسرة مينغ وأسرة تشينغ مستوى عالياً من الابداع ومن اشهر هذه الاعمال رواية (قصص الممالك الثلاث) للأديب - لواقوان تشونگ ورواية (ابطال على شاطئ البحيرة) من تأليف - شينايآن-ورواية (رحلة الى الغرب) من تأليف ووتشنغان ثم ظهرت اهم ابداعات الفن الروائي الصيني وهي رواية (حلم المقصورة الحمراء) للكاتب تساوشيوي تسين وتتميز هذه الرواية بالشخوص المتعددة والتناقضات المعقدة والتركيب المحكم حيث سميت بالموسوعة التي تصف المجتمع الاقطاعي الصيني و تعتبر قمة الابداع الروائي الكلاسيكي الصيني وقد ترجمت هذه الروايات الكلاسيكية الصينية المشهورة جميعا الى اللغات الاجنبية المختلفة.‏
وكان الادب الصيني القديم عاطفياً ونشأ الادب الصيني القصصي متأخراً ولم تظهر الملاحم الكبيرة الا عند بعض الاقليات القومية في الادب التقليدي كان الشعر وتسي والنثر التيار الرئيسي للأدب واعتبرت القصص (حوارات الشوارع) والمسرحية لعامة الشعب فلم تحظيا بالاهتمام لذلك بدأت القصص والمسرحيات الصينية تطورهما في الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر وظهرت العديد من الاعمال الرائعة مثل الروايات الكلاسيكية الصينية والتي ظلت الى اليوم محط اعجاب النقاد واهتمام الكتاب.‏
( موقع المعرفة)

19 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
الأرمن    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

الأرمن بالأرمنية (Հայեր)شعب ينتمي إلى العرق الآري (الهند أوروبي)، ويعود وجودهم في أرض أرمينيا التاريخية-الهضبة الأرمنية (أرض أرمينيا العظمى والصغرى) الممتدة في الأجزاء الوسطى والشرقية من آسيا الصغرى (تقع حالياً في تركيا) يعود إلى الألف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة والتقليد المتوارث القديم. وتمتد أرمينيا التاريخية إلى الشرق من المنابع العليا لنهر الفرات وحتى بحر قزوين وإيران، وتحدها من الجنوب سلسلة جبال طوروس الأرمنية في حين تمتد أرمينيا الصغرى إلى الغرب من منابع نهر الفرات. وتبلغ مساحة أرمينيا العظمى وأرمينيا الصغرى معاً، حسب بعض fلمؤرخين، نحو 358 ألف كيلومتر مربع، وهي تعادل نحو اثني عشر ضعف مساحة جمهورية أرمينيا الحالية.
وتنبع من أرمينيا عدة أنهار رئيسة مثل آراكس، والكر، ودجلة والفرات. وعُرفت أرمينيا في مدونات الملك سركون الأكدي وحفيده نرام سين (الألف الثالث ق.م) باسم أرماني-أرمانم. وقد دخلت الإمبراطورية الآشورية مع الجارة الشمالية مملكة اورارتو (آرارات) في أرمينيا في علاقات تحالف تارة وحروب تارة أخرى.
ويذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس (484 ق.م-425 ق.م) عن علاقات أرمينيا أن الأرمن كانوا ينقلون عبر نهر الفرات بالمراكب البضائع إلى بابل، حيث كانوا يبيعونها.
ومن القرن السادس ق.م. وحتى بداية القرن الأول الميلادي، حكم أرمينيا ملوك من الأسرة اليروانتية-الارداشيسية. ومن أشهر ملوك هذه الحقبة الملك ديكران (تيكرانيس) الثاني (95 ق.م-55 ق.م) الملقب بـ (ملك الملوك) بعد أن تنازل عن اللقب الأخير له ملك فارس. وقد ضم إلى مملكته أجزاء من بلاد فارس وشمال العراق وسوريا وفلسطين ولبنان. وكانت تلك بداية للعلاقات الأرمنية-العربية الفعلية في التاريخ. في عام 301 م، اعتنقت أرمينيا الديانة المسيحية بشكل رسمي. وبهذه الخطوة، تكون أرمينيا أول دولة اعتنقت المسيحية في العالم. وفي عام 406 م، اخترع الراهب ميسروب ماشدوتس الأبجدية الأرمنية، وتمت ترجمة الانجيل إلى الأرمنية، وبذلك بدأ العصر الذهبي للأدب الأرمني، إذ تمت ترجمة أغلب المؤلفات العلمية والثقافية والتاريخية والدينية الموجودة آنذاك إلى اللغة الأرمنية، حتى أن الأصول لبعض هذه المؤلفات قد فقدت وبقيت ترجماتها الأرمنية. وقد سبق عصر الترجمة في أرمينيا عصر الترجمة في الدولة العربية الإسلامية بعدة قرون، وسبق الشعب الأرمني الشعب الألماني في ترجمة الكتاب المقدس (على يد مارتن لوثر) بنحو 1100 سنة.

19 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
الإلحاد    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم


قال تعالى(لقد ارسلنا رسلنا بالبينات)
كلمة إلحاد أطلقت في السابق على منكر الخالق من الزنادقة وبعض الصوفية وكان استعمالا صحيحا لان هؤلاء كانوا
ينتسبون للاسلام وانحرفوا عن الدين الصحيح
ومن استعملها لاحقا لمن انكر الخالق فقد اخطأ لجهله بالعربية او لتعاميه عنها من امثال طه حسين وقاسم امين
وغيرهم من المستغربين فانهم لما ارادوا تعريب الفكرة (الجحود)فنظروا في التاريخ فوجدوا العرب اطلقوا الالحاد على من انكر الخالق فاستعملوها خطأ
عموما ساستخدم لفظ الالحاد تجوزا لانها شاعت بين الناس ولا اريد ان آتي بلفظ غريب عن الناس
اولا قول صاحب الموضوع ان (الالحاد) انكار الخالق لم يكن معروفا فهذا جهل منه فقد جاء الاسلام وهناك ناس ينكرون
الخالق ويسمون بالدهرية وقد ذكرهم الله في القرآن(نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر) وقد رد الله عليهم(ام خلقوا من
غير شيء ام هم الخالقون ام خلقوا السموات والارض بل لايشعرون) وهذا الرد لصاحب الموضوع ايضا هل خلق من العدم ام هو الخالق
عموما ساعود لمناقشة اثبات وجود الله ورد شبه المنكرين بعد عرض فكرة (الالحاد) في العصر الحديث وهو اقتباس من الموسوعة الميسرة للاديان والحركات الفكرية المعاصرة
الإلحــاد

التعريف :
الإلحاد(*) هو : مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى:
فيدّعي الملحدون بأن الكون وجد بلا خالق.
وأن المادة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.
ومما لا شك فيه أن كثيراً من دول العالم الغربي والشرقي تعاني من نزعة إلحادية عارمة جسدتها الشيوعية المنهارة والعلمانية المخادعة.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم إلا في النادر في بعض الأمم والأفراد.

يعد أتباع العلمانية هم المؤسسون الحقيقيين للإلحاد، ومن هؤلاء : أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية.

الحركة الصهيونية أرادت نشر الإلحاد في الأرض فنشرت العلمانية لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادية(*) المفرطة والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية كي تهدم هذه الأمم نفسها بنفسها، وعندما يخلو الجو لليهود يستطيعون حكم العالم.

نشر اليهود نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ(*) ونظريات فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظريات دور كايم في علم الاجتماع، وكل هذه النظريات من أسس الإلحاد في العالم.

أما انتشار الحركات الإلحادية بين المسلمين في الوقت الحاضر، فقد بدأت بعد سقوط الخلافة(*) الإسلامية.

صدر كتاب في تركيا عنوانه: مصطفى كمال للكاتب قابيل آدم يتضمن مطاعن قبيحة في الأديان وبخاصة الدين الإسلامي. وفيه دعوة صريحة للإلحاد بالدين(*) وإشادة بالعقلية الأوروبية.

إسماعيل أحمد أدهم. حاول نشر الإلحاد في مصر، وألف رسالة بعنوان لماذا أنا ملحد؟ وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية حوالي سنة 1926م.

إسماعيل مظهر أصدر في سنة 1928م مجلة العصور في مصر، وكانت قبل توبته تدعو للإلحاد والطعن في العرب والعروبة طعناً قبيحاً. معيداً تاريخ الشعوبية(*)، ومتهماً العقلية العربية بالجمود والانحطاط، ومشيداً بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم وتفوقهم واجتهادهم.

أسست في مصر سنة 1928م جماعة لنشر الإلحاد تحت شعار الأدب واتخذت دار العصور مقراً لها واسمها رابطة الأدب الجديد وكان أمين سرها كامل كيلاني.. وقد تاب إلى الله بعد ذلك.

ومن أعلام الإلحاد في العالم:

أتباع الشيوعية: ويتقدمهم كارل ماركس 1818 – 1883م اليهودي الألماني. وإنجلز عالم الاجتماع الألماني والفيلسوف السياسي الذي التقى بماركس في إنجلترا وأصدرا سوياً المانيفستو أو البيان الشيوعي سنة 1820 – 1895م.

أتباع الوجودية: ويتقدمهم:
جان بول سارتر.
وسيمون دوبرفوار.
والبير كامي.
وأتباع الداروينية.

ومن الفلاسفة والأدباء:
نيتشه/ فيلسوف ألماني.
برتراند راسل 1872 – 1970م فيلسوف إنكليزي.
هيجل 1770 – 1831م فيلسوف ألماني قامت فلسفته على دراسة التاريخ.
هربرت سبنسر 1820 – 1903م إنكليزي كتب في الفلسفة(*) وعلم النفس والأخلاق(*).
فولتير 1694 – 1778م أديب فرنسي.

في سنة 1930م ألف إسماعيل مظهر حزب الفلاح ليكون منبراً للشيوعية والاشتراكية(*). وقد تاب إسماعيل إلى الله بعد أن تعدى مرحلة الشباب وأصبح يكتب عن مزايا الإسلام.

ومن الشعراء الملاحدة الذين كانوا ينشرون في مجلة العصور.

الشاعر عبد اللطيف ثابت الذي كان يشكك في الأديان في شعره..

والشاعر الزهاوي يعد عميد الشعراء المشككين في عصره.

الأفكار والمعتقدات:

إنكار وجود الله سبحانه، الخالق البارئ، المصور، تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً.
إن الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ ولا توجد حياة بعد الموت.
إن المادة أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.

النظرة الغائية(*) للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم.

إنكار معجزات الأنبياء(*) لأن تلك المعجزات لا يقبلها العلم، كما يزعمون. ومن العجب أن الملحدين الماديين(*) يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة التي تقول بها الداروينية ولا سند لها إلا الهوس والخيال.

عدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية ولا بالحق والعدل ولا بالأهداف السامية، ولا بالروح والجمال.

ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل وقصته لا تعني شيئاً.

المعرفة الدينية، في رأي الملاحدة ، تختلف اختلافاً جذريًّا وكليًّا عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي!!

الإنسان مادة تنطبق عليه قوانين الطبيعة(*) التي اكتشفتها العلوم كما تنطبق على غيره من الأشياء المادية.

الحاجات هي التي تحدد الأفكار، وليست الأفكار هي التي تحدد الحاجات.

نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ(*) ونظرية فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظرية دور كهايم في علم الاجتماع من أهم أسس الإلحاد في العالم.. وجميع هذه النظريات هي مما أثبت العلماء أنها حدس وخيالات وأوهام شخصية ولا صلة لها بالعلم.

الجذور الفكرية والعقائدية:

نشأ الإلحاد الحديث مع العقلانية والشيوعية والوجودية.

وقد نشر اليهود الإلحاد في الأرض، مستغلين حماقات الكنيسة(*) ومحاربتها للعلم، فجاءوا بثورة العلم ضد الكنيسة، وبالثورة(*) الفرنسية والداروينية والفرويدية، وبهذه الدعوات الهدامة للدين(*) والأخلاق(*) تفشى الإلحاد في الغرب، والهدف الشرير لليهودية العالمية الآن هو إزالة كل دين على الأرض ليبقى اليهود وحدهم أصحاب الدين!!

الانتشار وأماكن النفوذ :
انتشر الإلحاد أولاً في أوروبا، وانتقل بعد ذلك إلى أمريكا.. وبقاع من العالم.

وعندما حكمت الشيوعية في ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي قبل انهياره وتفككه، فرضت الإلحاد فرضاً على شعوبه.. وأنشأت له مدارس وجمعيات.

وحاولت الشيوعية نشره في شتى أنحاء العالم عن طريق أحزابها. وإن سقوط الشيوعية في الوقت الحاضر ينبئ عن قرب سقوط الإلحاد – بإذن الله تعالى.

يوجد الآن في الهند جمعية تسمى جمعية النشر الإلحادية، وهي حديثة التكوين وتركز نشاطها في المناطق الإسلامية، ويرأسها جوزيف إيدا مارك، وكان مسيحيًّا من خطباء التنصير، ومعلماً في إحدى مدارس الأحد، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وقد ألف في عام 1953م كتاباً يدعى: إنما عيسى بشر فغضبت عليه الكنيسة(*) وطردته فتزوج بامرأة هندوكية وبدأ نشطاه الإلحادي، وأصدر مجلة إلحادية باسم إيسكرا أي شرارة النار. ولما توقفت عمل مراسلاً لمجلة كيرالا شبدم أي صوت كيالا الأسبوعية. وقد نال جائزة الإلحاد العالمية عام 1978م ويعتبر أول من نالها في آسيا.

يتضح مما سبق :
أن الإلحاد(*) مذهب(*) فلسفي يقوم على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، ويذهب إلى أن الكون بلا خالق، ويعد أتباع العقلانية هم المؤسسون الحقيقيون للإلحاد الذي ينكر الحياة الآخرة، ويرى أن المادة(*) أزلية أبدية، وأنه لا يوجد شيء اسمه معجزات الأنبياء فذلك مما لا يقبله العلم في زعم الملحدين، الذين لا يعترفون أيضاً بأية مفاهيم أخلاقية(*) ولا بقيم الحق والعدل ولا بفكرة الروح. ولذا فإن التاريخ عند الملحدين هو صورة للجرائم والحماقات وخيبة الأمل وقصته ولا تعني شيئاً، والإنسان مجرد مادة تطبق عليه كافة القوانين الطبيعية(*) وكل ذلك مما ينبغي أن يحذره الشاب المسلم عندما يطالع أفكار هذا المذهب الخبيث.
( منقول من صفحة الإلحاد).

19 - مايو - 2010
حول أبي عيسى الوراق
ابن الراوندي    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

يعتبر ابن الراوندي واحدا من أهم دعاة الفكر اللاديني في العصر العباسي في النصف الأول من القرن الثالث للهجرة،وقد عُرف بجرأته في التشكيك بعقائد الاسلام بل وانكار النبوة ووجود الخالق حتى لم يبق شك في الحاده وردته في التكييف الفقهي الاسلامي،ورغم ذلك فإن أحداً لم يتعرض لابن الراوندي بسوء،واكتفى فقهاء ذلك العصر بالرد على آرائه المعلنة،وقد بلغت شهرته حدا جعلت كبار الكتاب والمفكرين في عصره يتبارون في الرد عليه ونقض كتبه..
فمن هو ابن الراوندي؟؟؟
هو أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي،نسبة إلى قرية راوند الواقعة بين إصفهان وكاشان في فارس،ولد في عام 210 هجري،وتوفي في ريعان الشباب في الأربعين من العمر سنة 250 تقريبا ( على خلاف بين الرواة في تاريخ وفاته ).
وكانت في قريته هذه مدرسة إسلامية، فالتحق بها ودرس مقدمات العلوم حتى اعتزم النزوح عنها إلى مدينة (الري) .
ولا نعرف من أيام دراسته هناك إلا أنه كان طالباً مجداً،أظفره اجتهاده بإعجاب أساتذته والمحيطين به في مدرسة الري،كما إننا لا نعرف شيئاً عن أساتذته والدروس التي تلقاها في الري والمدة التي قضاها في هذه المدينة على وجه التحديد،وإن كنا نعرف عنه أنه كان في تلك الفترة طيب السيرة،نقي السريرة،محافظاً على الفرائض الدينية،لا يقصر في شيء منها،مقيماً على السنن المرعية والآداب العامة. وفي هذه المدينة ألف كتابه (الابتداء والإعادة) ويعتبر هذا الكتاب وكتابه الثاني الموسوم (الأسماء والأحكام) دليلاً على صدق انتمائه إلى الإسلام وعمق إيمانه.
ثم انتقل بعد ذلك الى بغداد العاصمة السياسية والفكرية والثقافية..وهناك عمل في نسخ الكتب مما زاد من سعة ثقافته واطلاعه.
ومن خلال استعراضنا السريع لأقوال أصحاب السير والتواريخ،يتبين أن ابن الراوندي كان من الشخصيات العلمية البارزة،ومن أعلام المعتزلة في القرن الثالث الهجري،اذ أيد المعتزلة،ووضع لهم الكتاب تلو الكتاب للدفاع عن آرائهم الكلامية والفلسفية،ولكنه انفصل عنهم فيما بعد،فأخذ ينتقد آراءهم ومناهجهم ويرد عليهم،ومن أشهر كتبه التي الفها في الرد على المعتزلة كتاب (فضيحة المعتزلة) الذي كتبه ردا على كتاب (فضيلة المعتزلة) للجاحظ..وبدأت تظهر عليه الميول الشيعية حتى اصبح شيعيا مدافعا عن الشيعة،وألف في ذلك كتابا سماه (الإمامة) وكان ابن الرواندي الى ذلك الحين شيعيا متمسكا بالاسلام،الا أن هذه الفترة لم تدم طويلا،فقد التقى بشخص ترك فيه تأثيرا فكريا كبيرا الا وهو أبو عيسى الوراق الملحد الذي دفعه الى ترك الشيعة واختيار طريق الالحاد واللادينية..فكان أبو عيسى الوراق استاذه في الالحاد..واعتبارا من هذه الفترة بدأ ابن الرواندي يكتب كتبه الالحادية النقدية الشهيرة التي جعلته علما من أعلام الالحاد في تاريخ الاسلام.
وقد كتب ابن الراوندي عدة كتب،وهذه قائمة ببعضها،كما ذكرها الخياط في ثنايا رده على ابن الراوندي في كتابه (الانتصار) وسائر المؤرخين،ونبدأ بالكتب التي وضعها وهو مع المعتزلة،ثم الكتب التي وضعها بعد أن هجرهم واختلف معهم،أو كما يقول ابن البلخي الكتب التي وضعها وهو ملحد وزنديق:
1ـ كتاب الابتداء والإعادة (ذكره ابن البلخي)
2ـ كتاب الأسماء والأحكام (ذكره ابن البلخي)
3ـ كتاب خلق القرآن (ذكره ابن البلخي وابن النديم)
4ـ كتاب البقاء والفناء (ذكره ابن البلخي)
5ـ كتاب لا شيء إلا موجود (ذكره ابن البلخي)
6ـ كتاب الطبائع في الكيمياء (ذكره الانتصار وابن المرتضى)
7ـ كتاب اللؤلؤ (ذكره ابن البلخي)
وبعد انفصاله عن المعتزلة واختلافه معهم ألف الكتب الآتية:
8 ـ كتاب الإمامة (ذكره الانتصار وابن المرتضى)
9ـ كتاب فضيحة المعتزلة: وقد وضع الخياط كتاب (الانتصار) رداً عليه.
10ـ كتاب القضيب: سماه ابن البلخي: كتاب القضيب الذهبي (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).
11ـ كتاب التاج: (ذكره الخياط وابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان) وذكره ابن النديم أن أبا سهل النوبختي رد عليه في كتابه (السبك) (الفهرست ص117).
12ـ كتاب التعديل والتجوير: زعم فيه أنه من أمرض عبيده،فليس بحكيم في ما فعل بهم ولا ناظر لهم ولا رحيم بهم،كذلك من أفقرهم وابتلاهم (الانتصار ص1).
13ـ كتاب الزمرد: ذكر فيها آيات الأنبياء فطعن فيها وزعم أنها مخاريق ـ حسب كلام الخياط ـ (ذكره ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان والخياط).
14ـ كتاب الفرند: انتقد فيه الأنبياء،وقد رد عليه أبو هاشم (أشار إلى ذلك ابن المرتضى،ويقول ابن البلخي إن الخياط رد عليه) (وجاء ذكر هذا الكتاب عند ابن البلخي وابن المرتضى وابن خلكان).
15ـ كتاب البصيرة: (ذكره أبو العباس الطبري،وقال إنه ألف هذا الكتاب نزولاً عند رغبة اليهود وطعناً في الإسلام.
16ـ كتاب الدامق: ذكره ابن البلخي وابن المرتضى.
17ـ كتاب التوحيد (ذكره الخياط في الانتصار (الفقرة 5)).
18ـ كتاب الزينة (ذكره صاحب (كشف الظنون) 5: 9).
19ـ كتاب اجتهاد الرأي (ذكره ابن النديم في (الفهرست) ص177) وأضاف أن أبا سهل النوبختي رد على هذا الكتاب.
وللأسف الشديد لم يصلنا شيء من تلك الكتب،فقد ضاعت في جملة ما ضاع من كتب التراث،على أن شهرتها في تلك الفترة وسطوع نجم ابن الراوندي بوصفها مفكر ملحد دفع كتاب وفقهاء ذلك العصر الى الرد عليها وتفنيد افكار مؤلفها،وقد جرت عادة المؤلفين في تلك الردود على ذكر أقوال ابن الراوندي بالحرف،ومن ثم الرد عليه،وقد وصلنا من الكتب التي الفت في الرد على ابن الراوندي كتاب ” الانتصار ” للخياط،وهو رد على كتاب ” فضيحة المعتزلة ” لابن الراوندي،ويكاد كتاب الخياط هذا يضم النص الكامل لكتاب ” فضيحة المعتزلة ” فضلا عن نقول كثيرة ووافية من كتاب ” الزمرد ”.
أما المصدر الثاني الذي مدنا بمعلومات وافية عن مضمون كتاب ” الزمرد ” لابن الراوندي فهو كتاب ” المجالس المؤيدية ” للمؤيد في الدين الاسماعيلي،والذي رد فيه أحد أجزائه على كتاب الزمرد ناقلا في سياق رده الكثير من هذا الكتاب مما يكفي لمعرفة محتواه بدقة كبيرة..
ومن خلال هذين المصدرين (الانتصار للخياط،والمجالس المؤيدية للمؤيد الاسماعيلي) أمكننا أن نخرج بتصور كاف وواف عن المضمون الفكري لأهم واخطر كتاب ألفه ابن الراوندي وهو ” الزمرد ” والذي تجاسر فيه ابن الراوندي وفي سخرية عنيفة على التشكيك في ركن الركان في الاسلام او هو النبوة،حيث سخر فيه في العقائد الاسلامية وأنكر المعجرات الحسية،وأكد على سمو العقل على النقل وبين أوجه تعارض الشريعة الاسلامية مع العقل،وأنكر معجزات محمد ونقد فكرة اعجاز القرآن.
وبالطبع لم يقتصر النتاج النقدي لابن الراوندي على كتاب الزمرد هذا،بل كتب الكثير من الكتب النقدية الأخرى مثل: كتاب ” الدامغ ” وهو طعن في القرآن،وكتاب ” التاج ”،بيد أننا لا نملك للآسف الشديد معرفة كافية عن مضمون هذه الكتب.
هذا وقد رد على ابن الراوندي الكثير من معاصريه ومن جاء بعده من الفقهاء مما يدل على علو كعبه في النقد وخطورة افكاره في التشكيك بتعاليم الاسلام،وممن رد على ابن الراوندي:
1- أبو سهل اسماعيل بن علي النوبختي أحد شيوخ الشيعة،حيث رد على كتاب التاج.
2- وألف الجبائي المعتزلي خمسة كتب في الرد على ابن الراوندي ومن بين هذه الكتب الزمرد والدامغ والتاج.
3- وكرس معاصر الجبائي وهو الخياط جزءا من حياته التأليفية في نقض كتب ابن الراوندي،فكتب الانتصار،وهو نقض لكتاب فضيحة المعتزلة،كما نقض ايضا كتاب القضيب،ونعت الحكمة،والزمرد،والدامغ.
4- ونقض الزبيري المعتزلي اربعة كتب لابن الراوندي.
5- كما رد ابو الحسن الشعري مؤسس الفرقة الأشعرية على ابن الراوندي في كتب كثيرة.
وغيرهم كثير..

19 - مايو - 2010
حول أبي عيسى الوراق
الأحنف    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

                           الأحنف بن قيس
هو الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن تميم التميمى، المعروف بالأحنف.. ولد الأحنف فى البصرة سنة (619 م) وأدرك عهد النبى صلى الله عليه وسلم ولم يصحبه وشهد بعض الفتوحات منها قاسان والتيمرة .. ولما أتى النبى صلى الله عليه وسلم بنى تميم يدعوهم إلى الإسلام كان الأحنف فيهم ولم يجيبوا إلى اتباعه فقال لهم الأحنف: إنه ليدعوكم إلى مكارم الأخلاق وينهاكم عن ملائمها فأسلموا، وأسلم الأحنف ولم يفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمَّا كان زمن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه وفد عليه.. وكان من جُلَّة التابعين وأكابرهم وكان سيد قومه موصوفا بالعقل والدهاء والعلم، وكان يُضرب به المثل فى الحلم.. وكتب عمربن الخطاب رضى الله عنه إلى أبى موسى الأشعرى وَالِى البصرة أما بعد فأدن الأحنف وشاوره واسمع منه.. واعتزل الأحنف الفتنة يوم الجمل ثم شهد صِفِّين مع على رضى الله عنه ولمَّا انتظم الأمر لمعاوية رضى الله عنه عاتبه فأغلظ الأحنف فى الجواب، فسُئل معاوية عن صبره عليه فقال: هذا الذى إذا غضب غضب له ألف لا يدرون فيما غضب.. وولى خراسان وكان صديقًا لمصعب بن الزبير أمير العراق.. وقد سُئل الأحنف عن الحلم ما هو فقال: هو الذل مع الصبر، وكان يقول إذا عجب الناس من حلمه: إنى لأجد ما تجدون ولكنى صبور.. ومن أقواله: عجبت لمن جرى فى مجرى البول كيف يتكبر، وكان يقول أكرموا سفهاءكم فإنهم يكفونكم العار والنار.. وروى الأحنف عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهم، وروى عنه الحسن البصرى وأهل البصرة.. وقد تُوفى الأحنف بن قيس سنة (72هـ)..

المصادر

20 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
أتاي    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

الأتاي

الشاي الأخضر
طريقة تقديم الشاي المُنعنع في المغرب.
الأتاي هي تسمية الشاي الأخضر و شاي بالنعناع لدى المغاربة وينتشر في ربوع شمال أفريقيا وجنوب إسبانيا. له مكانة خاصة عند المغاربة، ليس فقط في موائد الأكل، وإنما أيضا في دواوين الشعراء والأدباء.
يعتقد أن المغرب "عرف الشاي في القرن الثامن عشر، وبدأ انتشاره عبر المغرب في منتصف القرن التاسع عشر لما صار المغرب يتعاطى التجارة مع أوربا". وهكذا يبدو أن دخول الشاي إلى المغرب كان في عصر السلطان المولى إسماعيل حيث تلقى أبو النصر إسماعيل "أكياسا من السكر والشاي ضمن مجموع الهدايا المقدمة من قبل المبعوثين الأوربيين للسلطان العلوي" تمهيدا لإطلاق سراح الأسرى الأوربيين مما يدل على ندرته في البلاد المغربية.
طريقة تحضير الأتاي طويلة ومعقدة بعض الشيء، تضاف كمية من الشاي الأخضر إلى كمية ضخمة من النعناع الطازج ومن السكر (تقريبا 5 معالق ضغيرة لكل معلقة واحدة من الشاي).
ينظف الشاي بكمية قليلة من الماء المغلي الذي يضاف إليه ثم يتخلص منه (أي الماء). يضاف بعدها السكر والنعناع ثم الماء المغلي. يصب الشاي في كأس صغيرة ثم يعاد الشاي إلى الإبريق وتكرر هذه العملية مرتين أو ثلاث، حتى يخلط الشاي. في نهاية الأمر، يصب الشاي في الكؤوس من على ارتفاع عال ليكون رغوة.

20 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
حزني عليك يا بلد    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

أحمد فؤاد نجم - حزنى عليك يا بلد

من معرفةالمصادر

اذهب إلى: إبحار, بحث
قصيدة "حزنى عليك يا بلد"

حزنى عليك يا بلد
حزنى سالخك و جالدك جَـلـَد
حزنى طالع منك و اتسند
على كرسى مصنوع من هددّ

حزنى فاكر نفسه هيعمّر
طول ما هو على الكرسى مشمر

جمولة ... لاقى القطقوطة
و علوة .. واخد البلد فى دوكة
و الهانم عاملة صغـنتوتة

حزنى فى قلبى مكسور
على بلد كانت معمور
جه ابو وش و طرطور
خدها الحلو فى جرابه المحفور
تحت جلده بالطول

حزنى جه و قال ..
انا اللى هشيل العيال
و اعمل لنفسى تمثال
يبقى فرض على كل رحال

بنبش للحق قبور
وامسك الزرزور
واقوله غور
ده هنا الآمر مش المأمور

حزنى عليك يا بلد
ده كله كلام فى كلام
و كفاية لا نروح اللومان
المهم اننا ننام و نقول يا رب يا رحمن
ارحم حزنى علشان ينام

ده احنا شعب متهنى
و كعبه متحنى
و قلبه هيغنى ....
.. كل سنة و انت طيب يا حزنى

20 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
 213  214  215  216  217