البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 211  212  213  214  215 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
التصوف (7)    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

وأَعودُ لأَذكُرَ المُعادلاتِ التي أَرى التَّصوُّفَ من خلالِها، وهيَ:
1- التَّصوُّفُ إِحسَانٌ، والإِحسَانُ أُسلُوبٌ أَمْثلُ في مُمارسَةِ الأَفعالِ والأَقوالِ المَطلُوبةِ علَى أَساسٍ مِن مُراقَبةِ العَبدِ ربَّهُ، ويَزدادُ الأُسلُوبُ أَمْثَلِيَّةً بازْدِيادِ الوِصالِ وارتقاءِ طَبيعةِ العلاقةِ بينَ العَبدِ ورَبِّه، واستِحالَتِها مِن عَلاقةِ عَبدٍ بِرَبِّهِ إلى عَلاقةِ مُحبٍّ بِمَحبُوبهِ، قالَ رَسولُ اللهِ ص: (الإِحسَانُ أَن تَعبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَراهُ، فإِن لَم تَكُنْ تَراهُ فإنَّهُ يَراكَ)(46).
2- التَّصوُّفُ قَلْبٌ ورَبٌّ يَصِلُ بَينَهُما حُبٌّ، وتُصبِحُ المُعادَلَةُ: (قَلْبٌ مُحِبٌّ ورَبٌّ مَحبُوبٌ)، وأَعلَى تَعبيرٍ لِلحُبِّ، بَلْ أَعظَمُ تَجلٍّ لهُ طاعةٌ وامْتِثال، وانْشِغالٌ واشْتِغال:
 
أَنتُم فُروضِي ونَفْـلي
يا قِبْلَتي في صَـلاتي
جَمالُكم نصبَ عيني

 
 
أَنتُم حَديثي وَشُغلِي
إِذا وَقَـفْـتُ أُصَـلِّي
إلَيْـهِ وَجَّـهْتُ كُـلِّي

 
وقالَ آخرُ:
فإن تكلَّمتُ لَم أَنطِقْ بغَيرِكُمُ

 
 
وَإِنْ سَكَتُّ فَشُغْلِي عَنكُمُ بِكُمُ

 
3- التَّصوُّفُ تَصوُّفان: تَصوُّفُ سُكْرٍ، وتَصوُّفُ ذِكْرٍ:
- فأمَّا الذِّكرُ: فَيَعني الاستِحضارَ والاستِعانَةَ، ومَن ذَكرَ اسْتَحضَرَ، ومَن اسْتَحضَرَ اسْتَعانَ، وإِذْ تَسْتَحضِرُ وتَسْتَعِينُ فإنَّ المُستَعانَ يَحضُرُ ويُعينُ أَيَّما إِعانَةٍ: (ومَا يَزالُ عَبدي يَتقرَّبُ إِليَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإِذا أَحبَبْتُهُ كُنتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ بهِ، وبَصَرَهُ الذي يُبصِرُ بهِ)(47).
- وأَمَّا السُّكْرُ: فهُو الغِيابُ عَن السِّوَى، وشُهودُ المَعبُودِ، فَما ثَمَّ -في الحقيقَةِ- إلَّا هُو، والعِبرَةُ هاهُنا لِلفاعليَّةِ المُؤثِّرةِ، فَـ(إِنْ لَم يكُنْ بكَ علَيَّ غَضَبٌ فَلا أُبالي)، كما في الدُّعاءِ النَّبويِّ(48).
4- التَّصوُّفُ -مِن حَيثيَّةٍ أُخرَى- تَصوُّفانِ: تَصوُّفُ عِرفَانٍ، وتَصوُّفُ سُلُوكٍ، والعِرفانُ غَيرُ المَعرِفَةِ، إِذا مَا لَحظْنا طَريقَ كلٍّ مِنهُما، فالعِرفانُ وَسيلتُهُ الكَشفُ والمُشاهَدَةُ والبَصيرَةُ، أمَّا المَعرِفةُ فوَسيلَتُها الحواسُّ والتِّجرِبةُ والمُلاحَظَةُ، ومَوضُوعُ العِرفانِ (اللهُ)، حتَّى وإن انْطَلقَ العارِفُ مِن نَفسِه، فَمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فقَد عَرَفَ رَبَّهُ.
* ب. التَّصوُّفُ والغَربُ (قَبْلاً وبَعدَاً):
في الدِّراساتِ الصُّوفيَّةِ يُسلِّمُ الباحثُونَ بالتأثيرِ الواضِحِ والإضافاتِ المُهمَّةِ التي أَعْقَبتْها شَخصيَّاتُ التَّصوُّفِ الإسلاميِّ في ميدانِ التَّصوُّفِ المَسيحيِّ في العَصرِ الوَسيطِ، وكذَا في إنتاجِ الفِكرِ الأَوروبِّي منذُ بَواكيرِ النَّهضَة، وقَد كانَ لتلكَ الشَّخصيَّاتِ حظٌّ وفيرٌ مِن درَاساتِ المُستَشرِقينَ المُحدَثينَ والمُعاصِرينَ، فقَد عرَفَ المَدرَسِيُّونَ في أَوروبَّا الغزاليَّ وفَلسَفَتَهُ مِن طَريقِ ما تُرجِمَ مِن بَعضِ كتُبهِ في العَصرِ الوَسيطِ وأَوائلَ عَصرِ النَّهضَة، فقَد تَرجمَ (كنديسا لفو) (مقاصدَ الفلاسِفَةِ ) إلى اللَّاتينيَّة، ونُشِرَ في فيينَّا عامَ (1506م)، وتَرجمَ ( كالونيموس) (تَهافُتَ الفلاسِفَةِ) إلى اللَّاتينيَّةِ أَيضاً، وتَرجِمَ إلى العِبريَّةِ الكتابَينِ المَذكورَين، وتُرجِمَتْ أَجزاءٌ مِن (إحياءِ علُومِ الدِّين) إلى لُغاتٍ أَوروبِّيةٍ أُخرَى، كالإنكليزيَّةِ والإسبانيَّة، وتَرجَمَ (هومز) و(ألباني) (كيمياءَ السَّعادة) إلى الإنكليزيَّةِ عامَ (1873م)، وترجَمهُ إلى الإنكليزيَّةِ (دي فيلد) في لُندُن عامَ (1910م)، وتَرجمَ من قبلُ (باربييه دي مينارد) (المُنقِذَ منَ الضَّلالِ) إلى الفِرنسيَّةِ سنةَ (1838م)، وتَرجَمهُ إلى الفرنسيَّةِ أَيضاً (شمو يلدرز)، وإلَى الإنكليزيَّةِ تَرجمهُ (دي فيلد). وهناكَ عناوينُ أُخرَى وتَرجماتٌ كثيرَة، وقَد عدَّ المُستَشرِقُ الإسبانيُّ (هرنانديس) أَكثرَ مِن أَربعينَ دراسةً في أَوروبَّا تَناوَلَتْ حياةَ الغزاليِّ بأَطوارِه المُختلفَةِ وأَفكارَهُ المؤثِّرَةَ في الفكرِ الغربيِّ.
كذلكَ كانَ لابنِ عربيٍّ أَثرٌ جليلٌ وعَميقٌ علَى أَعلامٍ مِن مُفكِّري أَوروبَّا، ولعلَّ الفَضلَ في بَيانِ هذا الأَثرِ الأكيدِ عائدٌ إلى المُستَشرِقِ الإسبانيِّ (آسين بلاثيوس)(49) الذي أَثبتَ تأثُّر (دانتي) في (الكوميديا الإلهيَّة) برِسالَةِ (الإسراءِ والمعراجِ) لابنِ عربيٍّ، وقَد اكتُشِفَ الأَصلُ اللَّاتينيُّ المُتَرجَمُ لرِسالةِ ابنِ عربيٍّ هذِه بعدَ وفاةِ بلاثيوس عامَ (1946م)، ويَذهبُ (بلاثيوس) إلى أنَّ جميعَ الصُّوفيَّةِ الذين أَتَوا بعدَ ابنِ عربيٍّ -في الشَّرقِ والغَربِ علَى السَّواء- قَد تأثَّروا بهِ في نِسَبٍ كبيرَةٍ أَو قليلَة، بلْ إنَّ ابنَ عربيٍّ كانَ مَعرُوفاً عندَ المَدرَسيِّينَ في أَوروبَّا قبلَ (دانتي).
وفي عِدادِ الشَّخصيَّاتِ الصُّوفيَّةِ التي عُرِفَتْ في أَوروبَّا وكانَ لها تأثيرٌ في التَّصوُّفِ المَسيحيِّ يجيءُ محمَّدُ بنُ عبَّادٍ الرَّنديُّ الصُّوفيُّ الأَندلسيُّ (ت:792هـ)، وهُو صُوفيٌّ شاذِليٌّ شَرحَ حِكمَ ابنِ عطاءِ الله(50)، حتَّى إنَّ (بلاثيوس) أكَّد في دراسةٍ لهُ أنَّ الإسبانيَّ (يُوحنَّا الصَّليبيَّ) المُتوفَّى سنةَ (1591م)(51) مُتأثِّرٌ بابنِ عبَّاد.
ومِن بَينِ المُتصوِّفةِ الذينَ عَرفَتهُم أَوروبَّا ابنُ سَبعينَ؛ عبدُ الحقِّ بنُ إبراهيمَ (ت:668هـ)، إذْ أَرسلَ إلَيهِ الإمبراطُورُ (فردريك الثَّاني ت:1250م) حاكمُ صِقلْيَة أَسئِلةً أَربعةً حولَ بعضِ المَسائلِ الفَلسَفيَّةِ فأَجابَهُ عَنهَا بكتَاب: (جَوابُ صَاحبِ صِقلْيَة)(52).
وقَد بيَّنَ المُستَشرِقُ الإنكليزيُّ رينولد نيكلسون (ت:1945م) كيفَ تعلَّمَ الغربُ منَ التَّصوُّفِ الإسلاميِّ قائلاً: (أمَّا فيما يتَّصلُ بالمَسائلِ الصُّوفيَّةِ، مِن ناحِيَتِها السَّيكلُوجيَّةِ والنَّظريَّةِ، فالغَربُ لا يزالُ يتعلَّمُ الكثيرَ عَنها منَ المُسلِمينَ، وإنَّ دَيْنَ الغَربِ لِلمُسلِمينَ كانَ، ولا شكَّ، عَظيماً، بلْ قَد يكونُ غَريباً حقَّاً أنَّ رِجالاً مثلَ القدِّيس تُوماس الإكوينيِّ وإيكهَارت ودانتي لَم يَصِلْ إِلَيهِم أَثرٌ مِن هذَا المَصدَرِ، فإَّن التَّصوُّفَ كانَ المَيدانَ الذي اتَّصلَتْ فيهِ مَسيحيَّةُ القُرونِ الوُسْطَى بالإسلامِ اتِّصالاً وَثيقاً)(53).
هذِه الشَّواهدُ وأَمثالُها غيضٌ من فَيضٍ أَو دينارٌ من قِنطَارٍ، ولَن نُحاوِلَ الحصرَ هاهُنا فَضلاً عَن أَن ندَّعيَه، ولكنَّنا نَزيدُ علَى ما سُقناهُ معنًى آخرَ، وهُو أنَّ تأثُّرَ الغَربِ بالتَّصوُّفِ لَم يَقِفْ عندَ حدِّ دراستِه، بلْ بلغَ بكثيرٍ من عامَّتِه وخاصَّتِه مبلَغَ اعتناقِ الإسلامِ، وهكَذا كانَ التَّصوُّفُ -أَو كادَ أَن يكونَ- البوَّابةَ الوَحيدَةَ التي اتَّخذَها مُسلِمُو الغَربِ مُدخلَ صِدقٍ إلَى رحابِ الإسلامِ، وهُنا نَذكرُ تَحليلاتٍ لهذا الذي أَشرنا إلَيه:
فلَقَد وجدَ الغربيُّونَ في التَّصوُّفِ -أَوَّلاً- المَلاذَ الأَخلاقيَّ بعدَ أَن ارتكَسَتْ بلادُهُم في وَهدَةِ الأَزمةِ الأَخلاقيَّةِ، أَوَلَيْسَ التَّصوُّفُ كلُّهُ أَخلاقاً؟، ومَن زادَ علَيكَ في التَّصوُّفِ زادَ عليكَ في الأَخلاقِ، كما قرَّرنا في الصَّفحاتِ السَّالِفَة؟.
وفي التَّصوُّفِ لاحَتْ للغَربِ -ثَانياً- بَوارِقُ أَملٍ في إِحقَاقِ التَّواصُلِ الإنسانيِّ المَنشُودِ فِطْرةً، ولاسيَّما أنَّ هنالكَ فَلسَفاتٍ صُوفيَّةً مُتعدِّدةً تَتحَدَّثُ عَن الكمالِ والتَّكامُلِ الإنسانيِّ ضِمْنَ خَطِّ الاتِّصالِ معَ اللهِ، تتَّسِعُ حدُودهَا اتِّساعَ الوجُودِ الإنسانيِّ بكُلِّ دياناتِه ومَذاهبِهِ وأَطيافِه، ومِثلُ هذِه الفلسَفاتِ والرُّؤى الصُّوفيَّةِ تكفُلُ للغَربيِّين الَّذينَ أَسلَمُوا مِن طَريقِ التَّصوُّفِ اسْتِمرَارَ التَّعايُشِ معَ سَائرِ النَّاسِ في مَواطِنِهِم، دُونَما تحرُّجٍ أَو تأَثُّمٍ،  وتَحيدُ بهِم عَن مَزالِقِ القَطيعَةِ أَو العداوَةِ التي قَد يَزِلُّونَ فيهَا لَو أَنهُم أَسلَمُوا أَو عرَفُوا الإسلامَ مِن طَريقِ الجهَادِ والسَّلَفيَّةِ وما شَابَه(54).

15 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
التصوف (8)    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

وثَالثاً، فإنَّ الغَربيِّينَ، وتَحتَ ضَغْطِ المادَّةِ الجاثِم، قَد بَحثُوا عَن خَلاصٍ أَو دَواءٍ يَنجُو بأَرواحِهِم التي باتَتْ بجَنْبِ المادَّةِ المَعرُوشَةِ خَاوِيةً علَى عُروشِها، فتَنادَوا مُصبِحينَ: أَنِ اغْدُوا علَى أَرواحِكُمْ مُنعِشينَ، فَوَجَدُوا في الصُّوفيَّةِ طَلِبَتَهُم، ووَقعُوا منهَا علَى الدَّواءِ الذي يُزكِّي القَلْبَ ويُطهِّرُ السِّرَّ ويَصِلُ بالحيِّ القيُّومِ ويُحرِّرُ الأَرواحَ مِن أَصفَادِ المادَّةِ النَّاهِكَةِ، ومَا إلَى ذلِكَ مِن خَواصٍّ ارتقائِيَّةٍ، فهَلْ مِن مُدَّكِر؟.
وأَخيراً، فإنَّ التَّصوُّفَ قَد أَعطَى المَرأةَ حقَّها الذي يُريدُهُ لَها الغَربُ المتطوِّرُ، ومنحَها الوَضعَ الأَكثرَ مُناسَبةً لَها في تِلكَ البلادِ، ولهذَا قالَت الباحثَةُ الأَلمانيَّةُ أَنّيماري شيمِل (ت:2003م): "إنَّ التَّصوُّفَ كانَ أكثرَ تَأييداً لتَطوُّرِ النَّشاطَاتِ الأُنثَويَّةِ ممَّا كانَتْ علَيهِ أَفْرُعُ الإسلامِ الأُخَر"(55).
وإِذا مَا رُحْتَ تَحكي حكايةَ رَبائِبِ التَّصوُّفِ منَ الشَّخصيَّاتِ النِّسائيِّةِ فسَيُعييكَ الحصرُ لكَثرَتِهِنَّ، فمِنْ نَفيسَةِ العلُومِ، إلَى رابعةَ العدَويَّةِ، ومِن مَرْيمَ البَصريَّةَ إلى رَيحانةَ الوالِهَة، ومِن فاطِمةَ النَّيسابُوريَّةِ إلى فاطِمةَ القُرطبيَّة، ونظَائِرُهُنَّ كُثُر(56)، حتَّى لَقَد قالَ ابنُ عربيٍّ عَن المَرأةِ عامَّةً أَو نَوعاً: (إنَّها مَجْلَى الكمالِ الإِلهيِّ أكثرَ مِن الرَّجُل)، بَلْ لَم يتَحرَّز منَ القَولِ بإمكانِ أَن تَكُونَ المرأةُ بينَ الأَبدالِ والأَقطابِ في هرَميَّةِ الأَولياءِ(57)، ولَم تكُن أَمثالُ تلكَ الأَحوالِ والأَفكارِ قَصْراً علَى فئةٍ منَ المتصوِّفةِ دُونَ أُخرَى، بلْ كانَتْ دَيْدَنَ الجميعِ حيثُما وُجِدُوا؛ مِنَ المَشرِقِ إلَى المَغرِبِ، ومنَ الشَّمالِ إلى الجَنُوبِ.
واللَّافِتُ للنَّظَرِ أنَّ لِربائبِ التَّصوُّفِ استِمراراً وحضُوراً في العَصرِ الحديثِ أَيضَاً، ولا يَزالُ شأنُ (الشَّيخاتِ) أَو المُوجِّهاتِ في فَاعليَّةٍ وتنامٍ.
 
* ج. التَّصوُّفُ ؛ هَل هُو الحلُّ للأَزَماتِ ( العَوْلَمةِ ) الإِنْسَانيَّة:
لا أُرانِي مُبالِغاً إذا قُلتُ ابتِداءً: إِنِّي وَجدتُّ في التَّصوُّفِ حلَّاً لأَزَماتي النَّفسيَّة، ومَا أَزَماتي -في طبيعَتِها- إلَّا تَقطيرٌ لِغَمامِ أَزَماتِ عالَمٍ أَعيشُهُ وأُحِسُّه، فتَتهاوَى تلكَ الأَزماتُ كِسَفاً في وعَاءاتِ عَقلي وقَلبي وجَوارِحي. وبعدَ ذلِكَ، إنْ أَنا أَو أَنتَ سأَلْنا العالَم اليَومَ عَن أَزماتِه بَادرَنا بِعَدِّها دِراكاً: العُنفُ، والإِرهابُ، والبَطَرُ، والأَثَرةُ، والبَغضاءُ، وطُغيانُ المادَّةِ، والتَّفحُّشُ، والجِنْسُ، والعُجْبُ، والكِبْرُ...، ويكادُ لا ينتَهي. فَبماذا نُجيبُه؟
وجَوابِي الذي أَرتَضيهِ: إنَّ التَّصوُّفَ في أَوْلَى وَظائفِه لا يَعدُو أَن يَتناولَ أَجناسَ هذِه الصِّفاتِ والأَحوالِ المَريضَةِ، ليَأْتيَ علَيها بالعافِيَة والإِبراءِ، فيَمحُوَهَا مِن القَاموسِ الإنسانيِّ مَحواً تامَّاً، في مُستَوَياتِ الفِكرِ والعمَلِ والسُّلوكِ جميعاً، يَفْعَلُ هذَا باسمِ (التَّخلِيَة)؛ يُخلِّي النَّفسَ الإنسانيَّةَ والمُجتَمَعَ الإنسانيَّ مِن تلكَ الصِّفاتِ المَريضَةِ المُتخلِّفَةِ ليُحلَّ محلَّها -في خُطوةٍ تَالِيةٍ- صِفاتِ الصحَّةِ والحضَارَةِ مِن: تَسامُحٍ، وطُمَأنينَةٍ، وأَمنٍ، وزُهْدٍ، وإيثارٍ، وعلاقاتٍ متَوازِنَةٍ في كلِّ مجالٍ، يفعَلُ هذَا باسمِ (التَّحلِيَة)، فالتَّصوُّفُ إذاً: تَخلِيةٌ وتَحلِيةٌ، فأَخلِق بهِ حلَّاً جديراً بالتَّبنِّي والاعتبارِ، ولاسيَّما أَنَّهُ يُؤسِّسُ ما يُؤسِّسُ مِن سُلُوكاتٍ وصِفَاتٍ علَى قاعدةٍ مِن عِرفانٍ شفَّافٍ ويَقينيٍّ.
أَجَلْ، التَّصوُّفُ هُو الحلُّ الذي ليسَ منهُ بدٌّ أَو بَديلٌ، ودَعني مِن تَصوُّفٍ فاسدٍ أَو مُدَّعًى أَو خَمولٍ أَو كَسُولٍ أَو جَهولٍ، فأَنا لا أَبغيهِ مُدافِعاً عنهُ، بل الذي أَعنيهِ وأَحفَلُ بهِ في قَصدٍ وعنايَةٍ هُو الذي يُحاكِي ما أَورَدناهُ مِن تَعريفاتٍ في مُستَهَلِّ بَحثِنا، وهوَ الذي يتناسَبُ حَالاً وقَالاً وسلُوكاً معَ تلكَ الشَّخصيَّاتِ المُؤسِّسَةِ التي عَرَّجْنا علَى ذكرِ بَعضِها، وهوَ الذي يَقْبلُ -بعدَ ذلِكَ- أَن يكونَ استِمراراً صالِحاً يُجانِسُ سَيرُورةَ التَّصوُّفِ التي أَشَدْنا بهَا ونوَّهنا بِتأثيراتِها الإيجابيَّةِ غَرباً وشَرقاً.
التَّصوُّفُ المَنشُودُ -يا ناسُ- هُوَ: راحةُ الأَجسامِ في قلَّةِ الطَّعامِ، وراحةُ النَّفسِ في قلَّة الآثامِ، وراحةُ القلبِ في قلَّةِ الاغتمامِ؛ الاغتمامِ اللَّافِتِ عَن التَّفكيرِ والتَّفكُّر، وراحةُ اللِّسانِ في قلَّةِ الكلامِ.
التَّصوُّفُ: أَن تُحِبَّ اللهَ فيدفعَكَ هذا الحبُّ إلى تَحسينِ عَملِكَ، وتَسديدِ قَولِكَ، وتَحريرِ نيَّتكَ؛ أَن تكونَ مُوجَّهةً لغَيرِ الله.
التَّصوُّف: تَخلُّقٌ بأَخلاقٍ حسَنَةٍ؛ تَبتدِىءُ بالإخلاصِ، وتَمرُّ بِكفِّ الأَذى وكَسْبِ الحلالِ، وتَؤولُ إلى احتمالِ الأَذى والمُواجهَةِ بِالإنصافِ والحِلْمِ والكَرَمِ.
التَّصوُّف: انتِقالٌ مِنَ الشَّكِّ إلى اليَقينِ، ومِنَ التَّردُّدِ إلى العَزْمِ، ومِنَ التَّكبُّرِ إلى التَّواضُع، ومِنَ العَداوةِ إلى المحبَّة، ومِنَ الضِّيقِ إلى السَّعَة، ومِنَ الطَّمعِ إلى القَناعةِ، ومِن سَفاسِفِ الأُمورِ إلَى المَعالِي.
التَّصوُّفُ: مُجاهَدَةُ الهوَى، وكَبْحُ جماحِ دَاعي الشَّهَواتِ، واحترازٌ شَديدٌ عَن الاتِّهام، والخطأُ في تَركِ أَلفِ كافرٍ في الحياةِ أَهْوَنُ مِن الخطَأ في سَفْكِ دمِ مُسلِمٍ واحدٍ.
أمَّا بعضُ التَّصوُّفِ المَرفُوضِ اليومَ فقَد أَمسَى خِرقَةً علَى الجسَدِ بعدَ أَن كانَ حُرقةً في القَلْبِ، وغَدا اكتِسَاباً بعدَ أَن كانَ احتِسَاباً، وهَاهُو يُرى جَريَاً وراءَ الطَّعامِ والشَّرابِ بعدَ أَن كان قَفْواً واتِّباعاً للآلِ والأَصحابِ..، فَـ﴿ حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكيلِ ﴾ امْتِثالاً للآيةِ الكَريمَة.
ورُغمَ هذَا، فكَبيرُ الأَملِ يَحدُوني وأَنا أَقرأُ الآيةَ التي بعدَها، وأُعيدُ قراءَتها: ﴿فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾ [آل عِمران:174]، علَى أَنَّ واوَ الجماعَةِ شاخِصةٌ في العالَمِ كلِّه، أمَّا النِّعمةُ فهيَ الإسلامُ الحقُّ، يُعلِنُهُ الإنسانُ بكلِّهِ، طواعيةً للهِ، ووَفاءً بعَهدِهِ، وتَصديقاً بوَعدِه.
والحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمَينَ
( الدكتور محمود عكام: مفتي حلب، وخطيب الجامع الكبير).

15 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
التصوف ( 9) : هوامش البحث.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

(1) رَ: القُشَيريّ، أَبو القاسمِ عبدُ الكريم بنِ هَوازِن النَّيسابُوريِّ (ت:465 هـ): الرِّسالَة القُشَيريَّة، تَحقيق: مَعرُوف زريق وعَلي عَبد الحميد ، ط2، دارُ الجيلِ ، بَيرُوت ، 1990م .
(2) رَ: الطُّوسي، أَبو نَصرٍ السِّراجُ: اللُّمع: ص42-43، تَحقيق: د. عَبد الحليم محمُود، وطَه عَبد الباقي سُرور، دار الكتُب الحديثة، القاهرَة، 1960م .
(3) رَ: الطُّوسي: اللُّمع: ص42 .
(4) يقولُ ابنُ هشام (ت:213هـ): ( وكانَت صُوفَةُ تدفعُ بالنَّاسِ من عَرفَةَ وتُجيزُهم إذا نَفَرُوا من مِنًى، فإذا كانَ يومُ النَّفْرِ أتَوا لرَمْي الجِمار، ورَجلٌ من صُوفةَ يَرمي للنَّاس، لا يَرمون حتَّى يَرمي، فكان ذَوو الحاجات المُعجِّلون يأتونَه فيقولُون لهُ: قُمْ فارْمِ حتَّى نَرميَ معكَ ) وكان آخرَهمُ الذي شهدَ عهدَ الإسلام ( كَرِبُ بنُ صَفوان ). رَ: السِّيرة النَّبويَّة : 1/250، وتاريخ الطَّبري: 1/507 .
(5) رَ: الطُّوسي: اللُّمَع: ص43 .
(6) - تُوفّيَ عامَ (105هـ) .
(7) رَ: الطُّوسي: اللُّمع: ص44، وابنُ الجوزي، عبد الرَّحمن بنُ عليٍّ: صفَة الصَّفوة: 2/185،  ط2، مؤسَّسةُ الكتُبِ الثَّقافيَّة، بَيروت، 1992م .
(8) رَ: ماسِينيون ومُصطَفى عبد الرَّازق التصوُّف (دائرَة المعارِف الإسلاميَّة): ص27، ط، دار الكتاب اللُّبنانيِّ، بَيروت، 1984م .
(9) مُساورُ بنُ سِوار بنِ عَبدِ الحميد الكوفيُّ، شاعرٌ مُقلٌّ ومن أَصحابِ الحديثِ ورُواتِه، رَ: الأغاني: 18/153.
(10) رَ: القُشَيريّ: الرِّسالة القُشَيريَّة: ص280، والسَّهروَردي، شهابُ الدِّين أَبو حَفصٍ عُمَرُ بنُ محمَّدٍ: عَوارِفُ المعارِف: ص79 ، مُلحَق بإحياءِ علومِ الدِّين للغزالي، دار الفِكر، بيروت، د.ت .
(11) رَ: السُّلمي، أَبو عَبد الرَّحمن محمَّدُ بنُ الحُسين: طَبقاتُ الصُّوفية: ص19، تحقيق: نور الدِّين شريبة، ط3، مكتبة الخانجي، القاهِرة، 1986م .
(12) رَ: السُّلَمي: طَبقاتُ الصُّوفيَّة: ص498 .
(13) رَ: الطُّوسي: اللُّمَع: ص45 .
(14) رَ: السَّهرَوَردي: عَوارِفُ المعارِف: ص81 .
(15) رَ: القُشَيريّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص282.
(16) رَ: السُّلَمي: طَبقات الصُّوفيَّة: ص340 .
(17) رَ: القُشَيريّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص280.
(18) رَ: السُّلَمي: طَبقاتُ الصُّوفيَّة: ص374 .
(19) رَ: الطُّوسيّ: اللُّمَع: ص45 .
(20) رَ: القُشَيريّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص283 .
(21) رَ: المصدَر السَّابقَ، والصَّفحةَ عينَها.
(22) رَ: المصدَرَ السَّابقَ، والصَّفحةَ ذاتَها .
(23) رَ: السُّلَمي: طَبقاتُ الصُّوفيَّة: ص119 .
(24) رَ: ابن عرَبيّ: الفُتوحاتُ المكِّية: 11/344، تحقيق وتَقديم: عُثمان يَحيى، تَصدير ومُراجعة: د. إِبراهيم مَدكور، ط2، الهيئَة المصريَّة العامَّة للكِتاب، القاهِرة، 1985م .
(25) رَ: المَوسُوعَة الفَلسفيَّة العربيَّة: المُجلَّد الثَّاني، إشراف: مَعن زِيادَة، مَعهد الإنماءِ العربيِّ، بَيروت، 1996م .
(26) رَ : الكلاباذِي، أَبو بكرٍ مُحمَّد: التَّعرُّف لمذهَبِ أَهلِ التَّصوُّف: ص34-35، تَحقيق: محمود أَمين النُّوري، ط2، مكتَبة الكلِّيات الأَزهريَّة، القاهِرة، 1980م .
(27) احتدمَ جدَلٌ كبيرٌ بينَ دارِسي التَّصوُّف منَ الأَوربِّيين المُستَشرِقينَ منذُ القَرنِ التَّاسعَ عشرَ حولَ أُصولِ التَّصوُّفِ الإسلاميِّ، وهَل هُو آتٍ مِن مصادرَ أَجنبيَّةٍ في حضَاراتٍ سَالِفَة، فكانَ من ذلكَ أَربعةُ اتِّجاهاتٍ في هذِه المَسألَة: فأحدُها يَردُّ التَّصوُّفَ الإسلاميَّ إلى مَصدَرٍ فارسيٍّ، والثَّاني إلَى مَصدَرٍ هنديٍّ، والثَّالثُ إلى مَصدَرٍ مَسيحيٍّ، والرَّابعُ إلَى مَصدَرٍ يُونانيٍّ. غيرَ أنَّ المُعاصِرينَ من المُستَشرِقينَ يرُدُّونَهُ -بعدَ السَّبرِ والتَّحقيقِ- إلَى مَصدَرٍ إسلاميٍّ كما أَثبَتنا في المَتنِ أَعلَاه. فَليُنْظَر .
(28) رَ: الطُّوسيّ: اللُّمَع: ص21 .
(29) لابنِ خلدُون تجربةٌ في الكتابَةِ الصَّوفيَّةٌ في كتابِه (شِفاءُ السَّائل وتَهذيبُ المَسائِل)، ولكنَّها نَزعةٌ لَم تُهَيمِن علَيهِ حتَّى يُعرَفَ بِها، أَو تَدخُلَ بهِ مداخلَ القَومِ .
(30) رَ: ابن خلدُون: المُقدِّمة: ص514، تَحقيق: درويش الجويدي، ط1، مكتبة العصريَّة، بَيروت، 1995م .
 

15 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
تتمة الهوامش    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(31) رَ: نيكلسون، رينولد: في التَّصوُّف الإسلاميِّ وتاريخِه،  ترجمة: د. أَبو العُلا عَفيفي، مَطبعة لجنةِ التَّأليفِ والتَّرجمةِ والنَّشر، القاهِرة، 1956م .
(32) رَ: ماسينيون، لويس: بَحثٌ في أُصولِ المُصطلَح الفنِّي للصُّوفيَّة المُسلمين، باريس،1922م، والغُنَيمي التَّفتازاني،د.أَبو الوَفا: مدخَلٌ إلى التَّصوُّفِ الإسلاميِّ:ص48،دار الثَّقافَة للنَّشر والتَّوزيع،القاهرَة، 1979م.
(33) رَ: القُشَيريّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص433 .
(34) رَ: القُشَيريّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص433، والسَّهروَردي: عَورِاف المعارِف: ص78 .
(35) رَ: السَّهروَردي: عَورِاف المعارِف: ص78 ، والقُشَيريّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص433 .
(36) رَ: القُشَيريّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص 428 .
(37) رَ: السُّلَمي: طَبقات الصُّوفيَّة: ص 48-53 .
(38) رَ: المُقدِّمة: ص210 .
(39) أَبرزُ رجالِ مَدرَسةِ المدينَة سعيدُ بنُ المسيِّب (ت:91هـ)، وأَبرزُهم في البَصرةِ الحسَنُ البَصريُّ (ت:110هـ)، وفي الكُوفةِ سعيدُ بنُ جُبَير (ت:95هـ )، وسُفيان الثَّوري (ت:161هـ)، وفي مِصرَ اللَّيثُ بنُ سَعد (ت:175هـ)، وفي خُراسانَ إبراهيمُ بنُ الأَدهم (ت:161هـ)، والفُضَيلُ بنُ عِياض (ت:187هـ) .
(40) يَرى بعضُ الدَّارسينَ أَنه دُسَّتْ عليهِ مثلُ هذِه الأَقوالِ، أَو فاهَ بها وهُو في حالِ غَيبةٍ تامَّة. رَ: الطُّوسيّ: اللُّمَع: ص391، وعبد الرَّحمن بدَوي: شَطَحاتُ الصُّوفيَّة: ص28 فما بعدَها .
(41) قَضَى الحلَّاجُ قَتْلاً، بمُقتَضى فَتوى صدَرتْ ضِدَّه عَن عدَدٍ من مشايخِ عَصرِه، واختلَفَ النَّاسُ حولَ عقيدَتهِ في حَياتهِ وبعدَ مماتِه اختِلافاً عَريضاً، وقَد درَسَهُ بتَوسُّعٍ جمعٌ منَ المُستَشرقينَ، كانَ أبرزَهُم لويس ماسينيون (ت:1962م) .
(42) رَ: القُشَيريَّ: الرِّسالَة القُشَيريَّة: ص280-281 .
(43) قيلَ: إنَّ صلاحَ الدِّينِ أَوعزَ إلى ابنِه بقَتلِه، فقَتلوهُ جُوعاً، إذْ منعُوا عنهُ الطَّعامَ حتَّى تلِفَ وماتَ، ويلتَبسُ علَى بعضِ الدَّارسينَ في مواردَ كثيرَةٍ السَّهرَورديُّ المَقتولُ هذَا بالسَّهرورديِّ شهابِ الدِّين أَبي حَفصٍ عُمَرَ بنِ محمَّدٍ الصُّوفيِّ الشَّافعيِّ المُتوفَّى سنةَ (632هـ)، وهُو صاحبُ كتابِ (عوارفِ المعارِف)، فليُتنبَّه.
(44) والاضطِّرارُ لا يكونُ دَوماً بدافعِ تَهديدٍ خَارجيٍّ، بَلْ قَد يكونُ استِجابةً لِنداءٍ داخليٍّ مُلِحٍّ وضَاغِطٍ فَلا يُطيقُ الإنسانُ لهُ دَفعاً، ولا يَستطيعُ مَعهُ اختِياراً ولا تَفكيراً، وهُو الذي يُسمِيهِ عُلَماءُ النَّفس (الإِغْلَاق) .
(45) أَخرجهُ مُسلِم في صَحيحِه: كتاب التَّوبَة، باب الحضِّ على التَّوبةِ والفرَح بها: 4/2102، رقم (2675). ولابنِ سَبعينَ في هذَا المَعنَى أَبياتٌ يقولُ فيها:
مَظـاهرُ الحـقِّ لا تُـعَدُّ
فبَـاطنٌ لا يكادُ يَخـفَى 
إن بَطنَ العبدُ فهوَ ربُّ
 
 
والحـقُّ فـيـهَا لا يُحَـدُّ= 
وظاهـرٌ لا يكـادُ يَبـْدو 
أَو ظهرَ الرَّبُّ فهْوَ عَبدُ 

 
  (46) أَخرَجَهُ الشَّيخانِ؛ البُخاريُّ في: كتابِ الإيمان، بابُ سؤالِ جبريل النَّبيَّ ص: 1/27، رقم (50)، ومُسلِم في: كتابِ الإيمان، باب بَيان الإِيمان والإسلام والإِحسَان: 1/36، رقم (8) .
(47) جُزءٌ من حَديثٍ شَريفٍ أَخرجَهُ البُخاريُّ: كتاب الرِّقاق، باب التَّواضُع: 5/2384، رقَم (6137) .
(48) رَ: ابن هِشَام: السِّيرَة النَّبويَّة: 2/268.
(49) رَاجِع مَثلاً كتابَه: ( ابن عربيٍّ، حياتُه ومَذهبُه)، تَرجمة: د. عَبد الرَّحمن بدَوي، مكتبة الإنجلُو المِصريَّة، القاهِرَة، 1965م .
(50) في كتابِه: (غَيثُ المواهبِ العليَّة في شَرح الحِكَم العطائيَّة).
(51) يُوحنَّا الصَّليبيُّ رَأسُ المدرسةِ الكَرمليَّةِ المسيحيَّةِ التي تتبنَّى الزُّهدَ مِنهاجاً، حتَّى الزُّهد في الكراماتِ، وتُنادي بالإخفاءِ ومُناهَضةِ الظُّهور .
(52) رَ: الغُنَيمي التَّفتازاني، د. أَبو الوَفا: ابن سَبعين وفَلسفتُه الصُّوفيَّة، دار الكتابِ اللُّبناني، بيروت، 1973م.
(53) رَ: مجلَّة الجمعيَّة الفَلسفيَّة المِصريَّة: العدَد الرَّابع، كانون الثَّاني، 1996م .
(54) حولَ هذَا المعنَى كتبَ كثيرٌ من المُستَشرِقين، رَاجِع مثلاً: أَبعَاد صُوفيَّة للإسلام، للألمانيَّة أنِّيماري شيمِل، والإسلامُ يَسكُنُ مُستَقبلَنا: لرُوجيه غَارودي، والأَلفيَّة الثَّالثَة؛ ديانةٌ في صُعودٍ: لمُراد هوفمان، والإسلامُ كَبديلٍ: لمُراد هُوفمان أَيضاً، وأَزمةُ العالَم المُعاصِر: لرينيه غينون (عبدالواحد يَحيي)، وسِواهُم .
(55) رَ: شِيمِل: أَبعادٌ صُوفيَّةٌ للإسلامِ: ص573 .
(56) راجِع في هذَا ما أَحصاهُ أَبو عَبد الرَّحمَن محمَّدُ بنُ الحُسَين السُّلَمي الأَزدي (ت:412هـ) في ذيلِ كتابهِ (طبقاتِ الصُّوفيَّة) تَحتَ عُنوان:(ذكرُ النِّسوَةِ الصُّوفيَّات).
(57) رَ: شيمِل: أَبعادٌ صُوفيَّةٌ للإسلامِ: ص583

15 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
من موقع ( رسالة الإسلام).    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

تفاضل الصحابة  » وأفضلهم الخلفاء الأربعة أفضل الصحابة
- -ص 161 - الكلام في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه:
أمته خير الأمم، وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام، وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى رضي الله عنهم، لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نقول- والنبي صلى الله عليه وسلم حي: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره .
وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت لسميت الثالث وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر وهو أحق خلق الله تعالى بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لفضله وسابقته، وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديمه ومبايعته، ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة.
ثم من بعده عمر رضي الله عنه لفضله، وعهد أبي بكر إليه، ثم عثمان رضي الله عنه، لتقديم أهل الشورى له.
ثم علي رضى الله عنه لفضله، وإجماع أهل عصره عليه.
وهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون، الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: عليكم - -ص 162- بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ
 

16 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
سيدنا أبو بكر الصديق ن رضي الله عنه    ( من قبل 9 أعضاء )    قيّم

                                      بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,
هذه رسالة لطيفة في الرد على من فضّل الامام علياً رضي الله تعالى عنه على أبي بكر الصديق نقلتها لكم من موقع رباط الفقراء إلى الله نفع الله بمن قام بصّفها ونشرها وله الأجر إن شاء الله .


                          الـروض الأنـيـــق فـي فـضـــل الـصـــديـق

                  لمولانا الإمام الحافظ العلامة الجلال السيوطي رضي الله عنه

"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل خير هذه الأمة أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه ، ورفع مقامه على كل مقام بزيادة اليقين والتصديق... شيخ الإسلام على التحقيق، أحمده وهو بكل حمد خليق، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة توسع على قائلها كل ضيق وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله النبي الرفيق صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أولي الرشاد والتوفيق.
أما بعد، فهذا كتاب لقبته (الروض الأنيق في فضل الصديق) أوردت فيه أربعين حديثاً مختصرة سهل حفظها على من أراد ذلك من البررة، واسأل الله أن ينفعنا بالانتساب إليه ويجمعنا وإياه في دار الزلفاء لديه بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم آمين آمين آمين.

الحديث الأول
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبى الله والمؤمنون أن يختلفوا عليك يا أبا بكر) . أخرجه الإمام أحمد.

الحديث الثاني
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، ما خلا النبيين والمرسلين) .أخرجه الضياء في مختاره،وجمع كثيرون.

الحديث الثالث
عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة) . أخرجه الضياء في مختاره،وجمع آخرون.

الحديث الرابع
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده- وماله غيره- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أبو بكر وعمر مني كمنزلة السمع والبصر من الرأس) . أخرجه البارودي وأبو نعيم وغيرهما.

الحديث الخامس
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر من هذا الدين، كمنزلة السمع والبصر من الرأس) . أخرجه ابن النجار،وأخرجه الخطيب في تاريخه عن جابر." اهـ

الحديث السادس
"عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر الصديق وزيري وخليفتي على أمتي من بعدي، وعمر ينطق على لساني، وعلي ابن عمي وأخي وحامل رايتي، وعثمان مني وأنا من عثمان) . أخرجه الطبراني في الكبير،وابن عدي في الكامل وغيرهما.

الحديث السابع
عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر أرأف أمتي وأرحمها، وعمر خير أمتي وأعدلها، وعثمان بن عفان احيى أمتي وأكرمها، وعلي بن أبي طالب ألبّ أمتي وأشجعها، وعبد الله بن مسعود أبر أمتي وآمنها، وأبوذر أزهد أمتي وأصدقها، وأبو الدرداء أعبد أمتي وأتقاها، ومعاوية بن أبي سفيان أحكم أمتي وأجودها) أخرجه ابن عساكر وضعفه،وأخرجه غيره أيضاً.

الحديث الثامن
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر خير الأولين وخير أهل السموات وخير أهل الأرض، إلا النبيين والمرسلين) . أخرجه ابن عدي والحاكم في الكنى، والخطيب في تاريخه.

الحديث التاسع
عن عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أبو بكر خير الناس بعدي، إلا أن يكون نبي) . أخرجه ابن عدي والطبراني في الكبير وغيرهما.

الحديث العاشر
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار فاعرفوا له ذلك، فلو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر) . أخرجه عبدالله بن الإمام أحمد في زوائد المسند والديلمي وغيرهما. " اهـ

الحديث الحادي عشر
"عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر مني كعيني في رأسي، وعثمان بن عفان مني كلساني في فمي، وعلي بن أبي طالب مني كروحي في جسدي) . أخرجه ابن النجار.

الحديث الثاني عشر
عن إبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى) . أخرجه الخطيب في تاريخه وغيره.

الحديث الثالث عشر
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر مني وأنا منه، وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة) . أخرجه الديلمي.

الحديث الرابع عشر
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وعمر خير أهل السموات وأهل الأرض، وخير من بقي إلى يوم القيامة) .أخرجه الديلمي.

الحديث الخامس عشر
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر عتيق الله من النار) .أخرجه أبو نعيم في المعرفه.

الحديث السادس عشر
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبو بكر وزير يقوم مقامي، وعمر ينطق بلساني، وأنا من عثمان وعثمان مني، كأني بك يا أبا بكر تشفع لأمتي) . أخرجه ابن النجار.ووصف عمر بما ذكر لأنه من المحدثين الذين تنطِق الملائكه على ألسنتهم فاعلم.

الحديث السابع عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي يدخل منه أمتي) . قال أبو بكر: ودِدت أني كنت معك حتى أنظرَ إليه، قال: (أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي) . أخرجه أبو داوود وغيره،وصححه الحاكم من طريق آخر.

الحديث الثامن عشر
عن علي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فقلت: من يهاجر معي قال: أبو بكر، وهو يلي أمتك بعدك، وهو أفضل أمتك) .أخرجه الديلمي.

الحديث التاسع عشر
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فقال لي: يا محمد إن الله يأمرك أن تستشير أبا بكر) .أخرجه تمام.

الحديث العشرون
عن أبي الدرداء قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مشى أمام أبي بكر فقال له: (أتمشي أمام من هو خير منك. إن أبا بكر خير من طلعت عليه الشمس وغربت) .
وأخرج الحديث أبو نعيم في فضائل الصحابة ولفظة: (أتمشي أمام من هو خير منك؟ ألم تعلم أن الشمس لم تشرق أو تغب على أحد خير من أبي بكر، ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أحد أفضل من أبي بكر) ." اهـ


الحديث الحادي والعشرون
"عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتيت بكِفة ميزان فوضعت فيها وجيء بأمتي فوضعت في الكفة الأخرى، فرجحت بأمتي. ثم رفعت وجيء بأبي بكر فوضع في كفة الميزان فرجح بأمتي. ثم رفع أبو بكر وجيء بعمر بن الخطاب فوضع في كفه الميزان فرجح بأمتي، ثم رفع الميزان إلى السماء وأنا أنظر إليه) .أخرجه أبو نعيم في الفضائل.

الحديث الثاني والعشرون
عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحب النساء إلي عائشة، ومن الرجال أبوها) .أخرجه الشيخان.

الحديث الثالث والعشرون
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحشر أنا وأبو بكر وعمر يوم القيامة )هذا( وأخرج السبابة والوسطى والبنصر- ونحن مشرفون على الناس) .أخرجه الترمذي الحكيم.

الحديث الرابع والعشرون
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أحشر يوم القيامة بين أبي بكر وعمر حتى أفق بين الحرمين، فيأتيني أهل المدينة وأهل مكة).أخرجه ابن عساكر.

الحديث الخامس والعشرون
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ادعي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر) .أخرجه الإمام أحمد ومسلم." اهـ

16 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
من روايات أهل البيت في سيدنا أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

16 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
أهل البيت ، عليهم السلام    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

بعض الروايات من كتب أهل البيت

في أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنة، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332].

إن علياً عليه السلام قال في خطبته: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"،
ولم لا يقول هذا وهو الذي روى (أننا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل حراء إذ تحرك الجبل، فقال له: قر، فإنه ليس عليك إلا نبي وصديق وشهيد) ["الاحتجاج" للطبرسي].


كان أمير المؤمنين يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبد الله بن العباس" ["الإرشاد" ص14].
فهذا ابن عباس يقول وهو يذكر الصديق رحم الله أبا بكر، كان والله للفقراء رحيماً، وللقرآن تالياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وعن المنهيات زاجراً، وبالمعروف آمراً. وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، فاق أصحابه ورعاً وكفافاً، وسادهم زهداً وعفافاً) ["ناسخ التواريخ" ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران].

يقول ابن أمير المؤمنين عليّ ألا وهو الحسن بن علي - الإمام المعصوم الثاني عند القوم، والذي أوجب الله اتباعه على القوم حسب زعمهم -
يقول في الصديق، وينسبه إلى رسول الله عليه السلام أنه قال: (إن أبا بكر مني بمنزلة السمع) ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 ط إيران].

وكان حسن بن علي رضي الله عنهما يؤقر أبا بكر وعمر إلى حد حتى جعل من أحد الشروط على معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما (إنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب، وسنة رسول الله، وسيرة الخلفاء الراشدين) ، - وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين ["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران].

الإمام الرابع للقوم علي بن الحسن بن علي، فقد روى عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني أنتم {المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون}؟ قالوا: لا، قال: فأنتم { الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا }، اخرجوا عني، فعل الله بكم" ["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران].

عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟ فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه، قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة، فقال: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة" ["كشف الغمة" ج2 ص1].

الناطق بالوحي سماه الصديق كما رواه البحراني الشيعي في تفسيره "البرهان"
ولم يقل هذا إلا لأن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار قال لأبي بكر: كأني أنظر إلى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر، وانظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيتهم، فقال أبو بكر: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم! قال: فأرنيهم، فمسح على عينيه فرآهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الصديق" ["البرهان" ج2 ص125].

أبو عبد الله جعفر الملقب بالسادس - سئل عن أبي بكر وعمر كما رواه القاضي نور الله الشوشترى"إن رجلاً سأل عن الإمام الصادق عليه السلام، فقال: يا ابن رسول الله! ما تقول في حق أبى بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على حق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة" ["إحقاق الحق" للشوشتري ج1 ص16 ط مصر].

عن أبي عبدالله جعفر رواه الأربلي أنه كان يقول: "لقد ولدني أبو بكر مرتين" ["كشف الغمة" ج2 ص161].

حسن بن على الملقب بالحسن العسكري - الإمام الحادي عشر المعصوم - فيقول وهو يسرد واقعة الهجرة أن رسول الله بعد أن سأل علياً رضي الله عنه عن النوم على فراشه قال لأبى بكر رضي الله عنه: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما أطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه فتحمل عني أنواع العذاب؟ قال أبو بكر: يا رسول الله! أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح ولا فرح ميخ وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلى من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال رسول الله عليه الصلاه والسلام: لا جرم أن اطلع الله على قلبك، ووجد موافقاً لما جرى على لسانك جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن" ["تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران].

وهذه روايه "إن ناساً من رؤساء الكوفة وأشرافها الذين بايعوا زيداً حضروا يوماً عنده، وقالوا له: رحمك الله، ماذا تقول في حق أبي بكر وعمر؟ قال: ما أقول فيهما إلا خيراً كما لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً، ما ظلمانا ولا أحد غيرنا، وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله" ["ناسخ التواريخ" ج2 ص590 تحت عنوان "أحوال الإمام زين العابدين"].

وقال فيه علي: إن سلمان باب الله في الأرض، من عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً" ["رجال الكشي" ص70].
فهذا السلمان يقول: إن رسول الله كان يقول في صحابته: ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء وقر في قلبه" ["مجالس المؤمنين" للشوشتري ص89].

وفى رواية "سأل الصديق علياً كيف ومن أين تبشر؟ قال: من النبي حيث سمعته يبشر بتلك البشارة، فقال أبو بكر: سررتني بما أسمعتني من رسول الله يا أبا الحسن! يسرّك الله" ["تاريخ التواريخ" ج2 كتاب 2 ص158 تحت عنوان "عزام أبي بكر"].
 
 

16 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
التتمة    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

وهذه ايضا روايه "وكان علي عليه السلام يقول: محمد ابني من ظهر أبي بكر" ["الدرة النجفية" للدنبلي الشيعي شرح نهج البلاغة ص113 ص إيران].


فيقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر الفاروق وولايته مصدقاً لرؤيا سيد ولد آدم عليه الصلاه والسلام الذي رآه وبشر به عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
"
ووليهم وال، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه" ["نهج البلاغة" بتحقيق صبحي الصالح تحت عنوان "غريب كلامه المحتاج إلى التفسير" ص557 ط دار الكتاب بيروت، أيضاً "نهج البلاغة بتحقيق الشيخ محمد عبده ج4 ص107 ط دار المعرفة بيروت].

فانظر إلى ابن عم رسول الله ووالد سبطيه وهو يبالغ في مدح الفاروق، ويقول:
لله بلاد فلان، فقد قوم الأود، وداوى العمد وخلف الفتنة، وأقام السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته، واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي بها الضال، ولا المستيقن المهتدي" ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص350، "نهج البلاغة" تحقيق محمد عبده ج2 ص322].

ويقول ابن أبي الحديد: العرب تقول: لله بلاد فلان أي در فلان ….. وفلان المكنى عنه عمر بن الخطاب، وقد وجدت النسخة التي بخط الرضى أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر ….. وسألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي: هو عمر، فقلت له: أثنى عليه أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقال: نعم" ["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد ج3 ص92 جزء12].

، فانظر كيف يصفه بهذه الأوصاف ولقد استشاره في الخروج إلى غزو الروم فقال له:
إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردأ للناس ومثابة للمسلمين" ["نهج البلاغة" تحقيق صبحي صالح ص193].

وأيضاً أشار بذلك إلى دعاء النبي عليه الصلاه والسلام "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب - رواه المجلسي في "بحار الأنوار" عن محمد الباقر –" ["بحار الأنوار" ج4 كتاب السماء والعالم] فإن دعاء الرسول لا بد له أن يقبل.

فهذا هو السيد مرتضى يقول: فلما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب (ع) كلم في رد فدك، فقال: إني لأستحي من الله أن أردّ شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر" ["كتاب الشافي في الإمامة" ص213، أيضاً "شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد].

الأولى من حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أنه قال: لا أعلم علياً خالف عمر، ولا غيّر شيئاً مما صنع حين قدم الكوفة" ["رياض النضرة" لمحب الطبري ج2 ص85].

والرواية الثالثة أن علياً قال حين قدم الكوفة: ما كنت لأحل عقدة شدها عمر" ["كتاب الخراج" لابن آدم ص23، أيضاً "فتوح البلدان" للبلاذري ص74 ط مصر].

لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: صلى الله عليه وآله وسلم ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى (أي المكفون) بين أظهركم" ["كتاب الشافي" لعلم الهدى ص171، و"تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428 ط إيران، و"معاني الأخبار" للصدوق ص117 ط إيران].

وأما ابن أبي الحديد فيذكر "طعن أمير المؤمنين فانصرف الناس وهو في دمه مسجى لم يصل الفجر بعد، فقيل: يا أمير المؤمنين! الصلاة، فرفع رأسه وقال: لاها الله إذن، لا حظ لامرئ في الإسلام ضيع صلاته، ثم وثب ليقوم فانبعث جرحه دماً فقال: هاتوا لي عمامة، فعصب جرحه، ثم صلى وذكر، ثم التفت إلى ابنه عبد الله وقال: ضع خدي إلى الأرض يا عبد الله! قال عبد الله: فلم أعج بها وظننت أنها اختلاس من عقله، فقالها مرة أخرى: ضع خدّي إلى الأرض يا بني، فلم أفعل، فقال الثالثة: ضع خدّي إلى الأرض لا أم لك، فعرفت أنه مجتمع العقل، ولم يمنعه أن يضعه هو إلا ما به من الغلبة، فوضعت خدّه إلى الأرض حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته خا رجة من أضعاف التراب وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينه، فأصغيت أذني لأسمع ما يقول فسمعته يقول: يا ويل عمر وويل أم عمر إن لم يتجاوز الله عنه، وقد جاء في رواية أن علياً عليه السلام جاء حتى وقف عليه فقال: ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى" ["شرح النهج" لابن أبي الحديد ج3 ص147].

لقد شهد علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ["كتاب الشافي" ج2 ص428].

وأيضاً:
إنهما إماما الهدى، وشيخا الإسلام، والمقتدى بهما بعد رسول الله، ومن اقتدى بهما عصم" ["تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428].

وأيضاً:
:
إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ["عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"].

والجدير بالذكر أن هذه الرواية رواها عليّ عن الرسول الكريم عليه الصلاه والسلام ,وقد رواها عن علي ابنه الحسن رضي الله عنهما.

ولقد مدحه ابن عباس رضي الله عنه وهو أحد أعلام أهل بيت النبوة وسادتهم وابن عم النبي عليه السلام بقوله: رحم الله أبا حفص كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام، ومنتهى الإحسان، ومحل الإيمان، وكهف الضعفاء، ومعقل الحنفاء، وقام بحق الله صابراً محتسباً حتى أوضح الدين، وفتح البلاد، وآمن العباد" ["مروج الذهب" للمسعودي الشيعي ج3 ص51، "ناسخ التواريخ" ج2 ص144 ط إيران].

إن جعفر بن محمد - الإمام السادس المعصوم لدى الشيعة - لم يكن يتولاهما فحسب، بل كان يأمر أتباعه بولايتهما أيضاً، فيقول صاحبه المشهور لدى القوم أبو بصير: كنت جالساً عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخلت علينا أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه. فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيسرّك أن تسمع كلامها؟ قال: فقلت: نعم، قال: فأذن لها. قال: وأجلسني على الطنفسة، قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا امرأة بليغة، فسألته عنهما (أي عن أبى بكر وعمر) فقال لها : توليهما، قالت : فأقول لربي إذا لقيته : إنك أمرتني بولايتهما؟ قال : نعم" ["الروضة من الكافي" ج8 ص101 ط إيران تحت عنوان "حديث أبي بصير مع المرأة"].

زواج الفاروق من أم كلثوم (وهذا يدل على فضل الفاروق عند علي رضي الله عنهما)

فيقول المؤرخ الشيعي أحمد بن أبي يعقوب في تاريخه تحت ذكر حوادث سنة 17 من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"
وفي هذه السنة خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم بنت علي، وأمها فاطمة بنت رسول الله، فقال علي: إنها صغيرة! فقال: إني لم أرد حيث ذهبت. لكني سمعت رسول الله يقول: كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري، فأردت أن يكون لي سبب وصهر برسول الله، فتزوجها وأمهرها عشرة آلاف دينار" [تاريخ اليعقوبي ج2 ص149، 150].

وروى أيضاً عن سليمان بن خالد أنه قال:
سألت أبا عبد الله عليه السلام - جعفر الصادق - عن امرأة توفي زوجها أين تعتد؟ في بيت زوجها أو حيث شاءت؟ قال : بلى حيث شاءت، ثم قال : إن علياً لمّا مات عمر أتى أم كلثوم فأخذ بيدها فانطلق بها إلى بيته" ["الكافي في الفروع" كتاب الطلاق، باب المتوفى عنها زوجها ج6 ص115، 116، وفي نفس الباب رواية أخرى عن ذلك، وأورد هذه الرواية شيخ الطائفة الطوسي في صحيحه "الاستبصار"، أبواب العدة، باب المتوفى عنها زوجها ج3 ص353، ورواية ثانية عن معاوية بن عمار، وأوردهما في "تهذيب الأحكام" باب في عدة النساء ج8 ص161]

وهنالك رواية أخرى رواه الطوسي عن جعفر - الإمام السادس عندهم - عن أبيه الباقر أنه قال:
ماتت أم كلثوم بنت علي وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الآخرة وصلي عليهما جميعاً" ["تهذيب الأحكام" كتاب الميراث، باب ميراث الغرقى والمهدوم،
 

16 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
الأمراض الجنسية    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

الأمراض الجنسية
العودة إلى الصفحة الرئيسة                                                            الدكتور محمد علي البار
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا " .
والطاعون يطلق في اللغة العربية وغيرها من اللغات على كل وباء مجازا ، وإلا فهو وباء مخصوص يصيب المراق والإبط ، ويظهر على هيئة غدد كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم :" الطاعون غدة كغدة البعير ، يظهر في المراق والإبط "  .. والطاعون أنواعه ( الغددي والرئوي والدموي ) سببه ميكروب من فصيلة ( الباستوريلا ) .
والمقصود أن كثيرا من الأمراض التي لم تكن معهودة من قبل قد ظهرت بسبب ظهور الفاحشة وانتشارها .. وأول ظهور لمرض الزهري ( السفليس ) الخطير كان في عام 1494 م أثناء الحرب الإيطالية الفرنسية عندما انتشر في الجنود خاصة الزنا ، وسماه الإيطاليون " الداء الفرنسي " وكذلك فعل الإنجليز والألمان والنمساويون لأنه انتشر بينهم بواسطة الجنود الفرنسيين .. أما الفرنسيون فقد أسموه الداء الإيطالي .
ولما وصل الاستعمار الغربي إلا البلاد العربية ظهر ذلك الداء معهم فسماه العرب الداء الفرنجي  .. ولا يزال هذا الاسم مستعملا حتى اليوم . وفي العصور الحديثة ظهر مرض الهربس كوباء جنسي واسع الانتشار ، ويبلغ معدل الإصابة به السنوية في الولايات المتحدة نصف مليون حالة .
وفي عام 1979 م لأول مرة ظهر داء خطير جديد هو مرض فقدان المناعة المكتسب في الولايات المتحدة والمعروف باسم الإيدز. وانتشر بسرعة رهيبة في الشاذين جنسيا ، حتى بلغ عدد المصابين به في الولايات المتحدة أكثر من 3000 شخص . وفي بقية أنحاء العالم 2000 حالة . وقد توفي منهم ما يربو على 60 % .
وتتحدث المراجع الطبية عن الأمراض الجنسية باعتبارها أكثر الأمراض المعدية انتشارا في العالم .. ولقد تم التغلب على كثير من الأمراض المعدية ، ورغم ذلك ظهرت الأمراض الجنسية بصورة وبائية مفزعة وخطيرة .
يقول مرجع مرك الطبي Merk Manual :  " إن الأمراض الجنسية هي أكثر الأمراض المعدية انتشارا في العالم ، ويزداد في كل عام عدد المصابين بها ، وذلك منذ عقدين من الزمن تقريبا ، وتقدر منظمة الصحة العالمية WHO  عدد الذين يصابون بالسيلان بأكثر من 250 مليون شخص سنويا .. كما تقدر عدد المصابين بالزهري بـ 50 مليون شخص سنويا .. ويقدر مركز أتلانتا لمكافحة الأمراض المعدية في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة عدد المصابين بالسيلان في الولايات المتحدة بـ 3 ملايين شخص سنويا وعدد المصابين بالزهر بـ 400 ألف شخص سنويا " .
وقد انتشرت أمراض مختلفة ومتنوعة بسبب انتشار الفاحشة وشيوعها وانتشار الشذوذ الجنسي وخاصة في الغرب .
وتنقل مجلة Medicine Digest تقريرا من فلوريدا بالولايات المتحدة قام به فريق من أخصائي أمراض النساء والولادة جاء فيه : " أن هناك زيادة بنسبة 800 % في الحالات المشتبهة لسرطان عنق الرحم للفتيات البالغ أعمارهن من 15 سنة إلى 22 سنة وذلك في خلال أربع سنوات  ، ويرجع الباحثون هذه الزيادة الرهيبة إلى الزيادة المضطرة في الممارسات الجنسية دون تمييز " .
وبالمقارنة يقول البروفيسور وليم بيكرز الذي عمل في البلاد العربية لأكثر من عشرين عاما : " غن أطهر الفروج التي فحصها كانت في الجزيرة العربية " . فقد فحص أكثر من ثلاثين ألف امرأة هناك فحوصات متكاملة مع أخذ عينات من المهبل وعنق الرحم ، وجميعا تقريبا كانت سلبية بالنسبة للسيلان والكلاميديا والفطريات وسرطان عنق الرحم .. ويقول البروفيسور وليم بيكرز أن ذلك يرجع إلى سببين هامين هي : ندرة الزنا ، وختان الرجال....

16 - مايو - 2010
اخترتُ لك ، وأنتظرُ اختيارك.
 211  212  213  214  215