البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 20  21  22  23  24 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مع شعره: نقد ابن دقيق لمكانة العلماء في عصر    كن أول من يقيّم

 من نظم الشيخ ابن دقيق العيد - رحمه الله تعالى - شعرًا قولهم :أحب الناس إلى الله من سأله، وأبغض الناس إلى الناس من احتاج إليهم وسألهم ,  فقال في ذلك :
وقائلةٍ: مات الكرام فمن لنــــــــــــا           إذا عضنا الدهر الشديد بنابـــــه
فقلت لها: من كان غاية قصــــــــده           سؤالا لمخلوق فليس بنابــــــــه
إذا مات من يرجى فمقصودنا الذي             تـرجينه باقٍ  فـلوذي ببابـــــه(1)
وفي طيات الحديث عن هذا العالم الجليل الشيخ تقي الدين أبو الفتح المعروف بابن دقيق العيد ,لا يفوتنا أن نثبت أنه عاش في العصر المملوكي أبان انتشار الفساد وعمومه لأوجه الحياة بمختلف أركانها وكان الشيخ في آثاره يتكلم بلسان عصره , فكان لأحداثها ترجمانا صادقا تشف لنا أبياته عن صدق شعوره  وعظيم حزنه وإشفاقه من الزمان وشفقته على أهله فنظم في ذلك من درر شعره الكثير, ومنه هذه الأبيات- التي نحن في صدد الدراسة لها,والتي حاولت فيها أن ألخص محاضرة للدكتور الفاضل : صبري أبو الحسن- وفقه الله -  والتي قام من خلالها بتحليل هذه الأبيات  , فإلى الآبيات :
 
1.   قد جرحتنا يد أيامنـــــــــــــــا             وليس غير الله من آســــي
2.   فلا ترجِ ّالخلق في حاجـــــــة             ليسوا بأهل لسوى اليـــاس
3.   ولا تزد شكوى إليهم فمـــــــا            معنى لشكواك إلى قاســــي
4.   فإن تخالط منهمُ معشـــــــــرًا            هويت في الدين على الراس
5.   يأكل بعضهم لحم بعض و لا              يحسب في الغيبة من بــاس
6.   لا ورعٌ في الدين يحميـــــهمُ              عنها ولا حشمةُ جـُـــــلَّاس
7.   لا يعدم الآتي إلى بابــــــــهم              من ذلة الكلب سوى الخاسي
8.   فاهرب من الناس إلى ربــهم             لا خير في الخِلْطة بالنـــاس  
 
إعجام المفردات:
آسٍ : شافٍ, مداوٍ, طبيب, معالج.
لا يعدم : لا يفتقر .
ورع:تقوى
جلاس:جمع جليس
الخاسي : الجبان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)-المستطرف من كل فن مستظرف/ للأبشيهي / ج :2  ص:116. 
 

1 - مارس - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تحليل النص    كن أول من يقيّم

 
       قبل أن  ندخل في موضوع هذه الأآبيات نلاحظ أن الشاعر قام بتسهيل الهمز في ( اليأس ,الرأس , بأس ) أي أنه نظمها بدونها فصارت إلى (الياس,الراس, باس ). وهذا من أجل بناء القافية, وهو أمر قد جوزه اللغويون والنحاة.
 تحليل البيت الأول: 
1- يقول الشاعر في البيت الأول: إن الزمان غدا كالإنسان الجارح صاحب اليد القوية التي لا تكاد تلمس شيئًا إلا تبطش به وتذيقه من غصص ويلاتها المريرة وأمراضها الكثيرة، فليس لنا معين إلا الله فإلى الله  عز وعلا نجأرُ بالدعاء وبركنه العتيد، نلوذ بالفرار ونسأله العفو والعافية  من هذه الأمراض التي عمت واستفحل أمرها فلا شافي ولا آسيٍ لنا سواه سبحانه , كما نلاحظ إعلان الشاعر عن فشله في مواجهة هذه المصائب .
      
      البلاغة:
سـ أ – ما الجمال البلاغي الموجود في عبارة ( جرحتنا ) ؟
        عبارة جرحتنا بها استعارة تبعية حيث شبه الابتلاء بالجرح، واشتق من الجرح جرح بمعنى ابتلى. كما صور الزمان بصاحب اليد ذات الأفعال المؤذية. 
وفي (قد جرحتنا ) قد مع الفعل الماضي تفيد التأكيد مع التحقيق لتوحي لنا بكثرة ما تقوم به يد الزمان من تجريح.
 
(يد زماننا ) في هذا التركيب استعارة مكنية أصلية , حيث شبه الزمان بالإنسان ثم حذف المشبه به وترك لازمًا من لوازمه وهو اليد . 
 ومقصود من هذه الصور المبالغة في بيان ضرر الزمان.
  
2- في البيت الثاني  يصور الشاعر لنا حالة شعورية مؤلمة وقاتمة اجتاحته يوم أن رأى هذه الحالة  فيعبر عنها في لوعة وأسى لدرجة أنه طلب ألا يؤمل أحد من الناس أي  حاجة صغرت تلك الحاجة أم كبرت لأنهم يائسون من كل شيء بسبب فقرهم وغلظة قلوبهم  ووصلوا بذلك إلى درجة كبيرة من اليأس حتى صاروا له أهلا يأنسون به وإليه, وفي هذا التعبير ما فيه من تصوير بليغ لغلظة قلوبهم .
 
-البلاغة:
 
أ - أتى الشاعر بالفعل ( ترجّ ) مشددا ليدلنا على التشديد في النهي عن القيام بالفعل، وليدل على أنك مهما اشتددت في رجاء الناس وألححت لن يجدي معهم ولن يؤثر فيهم. 
 
ب - وأتى بـ ( حاجة ) منكرة دلالة على التعميم, أي عموم هذه الحاجات من أدناها إلى أجلها احتياجًا.
 
ج- الفاء في ( فلا ) يمكن  أن تكون تفسيرية ويمكن أن نطلق عليها اسم الفاء الفصيحة ( وهي تلك الفاء المفصحة عن شرط محذوف ) 
كأن الشاعر يقول : إذا علمت ذلك - أي جروح الزمان- فلا ترجو من الناس حاجة .       
  د ـ  (ليسوا بأهل لسوى الياس )كناية عن فقرهم المادي والمعنوي. فهم يملكون اليأس فقط. وهو لا شيء!!!
 هـ - أما عن علاقة هذا البيت بسابقه فجاء تفسيرًا لعجز البيت الأول .
  3 –  في البيت الثالث يستمر الشاعر في مطالبه بضرورة الابتعاد عن الناس ولا يفكر حتى في ذلك , فنكاد نستمع جليًّا لتلك الآهات التي يطلقها كالصرخات المدوية التي ما تكاد تلمس شغاف قلوبنا حتى نذرف لها أحر دموع المقل ؛ فيقول لا وألف لا للشكوى لأنك لن تجد أبدًا من يستمع لك أو حتى يرق قلبه القاسي لك بسبب غلظة قلوبهم وتعنتها في الشر ,قلوبهم التي أثكلتها يد الزمان بأنواع البلاْء .
 
البلاغة:
            أ – ( فما معنى لشكواك إلى قاسي )استفهام تعجبي أو استنكاري، جاء  كناية عن تلك القسوة المستحكمة في قلوبهم.

1 - مارس - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تابع تحليل نص ابن دقيق العيد    كن أول من يقيّم

4 – في البيت الرابع يبدأ الشاعر في تعديد عدد من المصائب التي يزخر بها المجتمع تحت سطوة النفوذ المملوكي الغاشم , ومنها الفساد الديني المستفحل بينهم فيقول: إن مجرد مخالطتهم تسبب لك من المشاكل الدينية التي تسقط منها على رأسك فتصبح بذلك متهمًا في دينك مغموزًا في صحة إيمانك . 
 
 أ - في فعل الشرط ( إن تخالط ) وفي فعل جواب الشرط (هويت) ما يدل على كثرة وقوع الفعل وعلى نتيجته الطبيعية المترتبة على حدوثه.  
 ب- ( هويت في الدين على الراس )  صورة استعارية تعبيرية مأخوذة من لغة العامة  ,من مثل قولهم (فلان واقع في المشاكل من ساسه إلى رأسه )
 
5- في البيت الخامس يواصل الشاعر تعديده لأدواء وطنه فيصور فساد ذات البين  وانتشار الغيبة وتمكنها من النفوس ؛ فالمرء منهم  لا يتورع  من الخوض في سيرة أخيه والخوض في أعراض الناس. و هم في ذلك كالوحوش التي تسارع إلى تمزيق الفريسة ما إن تجد إلى ذلك سبيلا ,  ولا يتورعون منها ولا يحسبون في الغيبة أي بأس .
       البلاغة: 
    
     أ – في صدر البيت ( يأكل بعضهم لحم بعض )  تأثر جميل بنص قرآني مأخوذ من الآية الكريمة في قوله تعالى [ يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم, ولا تجسسوا, ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم] الحجرات :12.
 
6- في البيت السادس نطالع سوية مظهرًا آخر من مظاهر الفساد الخُلقي , ألا وهو المجاهرة بالمعصية ,وعدم التورع عن فعلها أونشرها , فلا وازع من دين أو عرف أو  مراعاة للجُلَّاس و حشمتهم . 
 
7- في البيت السابع يعبر الشاعر أيضا عن رذيلة أخرى ألا وهي البخل واحتقار الناس وإذلال السائلين حتى زهد الناس فيهم ويأسوا منهم  لكيلا يتعرضوا للمهانة وللإذلال,فهم يذلون الوافد عليهم ويعاملونه معاملة أشبه بمعاملة الكلاب , فلا يذهب إليهم بعد هذه الحالة سوى الجبان الرعديد المنافق معدوم الكرامة .
 البلاغة : 
 
أ عبر الشاعر بـ (ذلة الكلب ) هذا التعبير الكنائي فيه كناية عن مدى الحقارة التي يتعرض لها الإنسان عند بابهم, في درجة تساوى فيها مع منزلة  الكلاب .  
 
8- في البيت الثامن ،والأخير من هذه المنظومة، جاء الشاعر ابن دقيق العيد - رحمه الله تعالى – وبعد أن فرغ من سرد بيان المحن والتي ابتلي بها أهل زمانه ومكانه, أتى رافعًا راية الاستسلام والخضوع لله والهروب من ناس عصره  إليه، عز وجل، فلا خير يرتجى من مخالطة هؤلاء الناس, ويفضل اتقاء شرهم بعزلتهم.
  
البلاغة:
 أ – بـ ( فاهرب من الناس إلى ربهم) أسلوب إنشائي طلبي غرضه النصح والإرشاد لما فيه صلاح للدين والدنيا معا.
ب – أيضا في هذه الصورة نلاحظ أنه تأثر في هذا البيت بنص قرآني كريم  هو قوله تعالى (( ففروا إلى  الله إني لكم منه نذير مبين )) الذاريات: 50.
وفي ذلك تجميل للصورة وإضفاء للشرعية عليها، رغم كونها صادمة مستفزة!!

1 - مارس - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
ختام تقرير ابن دقيق العيد    كن أول من يقيّم

          
         الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات, والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:
فبعد أن خضنا في ربوع هذه الحقول الوافرة ذات الظلال الوفيرة ,والتي تتدفق ينابيع الماء بين جنباتها ,وفي بستان حياة هذا العالم الجليل الشيخ العالم ابن دقيق العيد, و الذي نرجو منه سبحانه  أن يحقق لنا من وراء هذا العمل تمام الفائدة، أقول:  
 *من الفوائد المستفادة من هذه القراءة المختصرة في حياة هذا العالم الفذ والابن للعربية والعروبة نخلص إلى  الآتي :
* أن ابن دقيق العيد لم يكن مجرد شاعر بل كان أيضا قاضيًا ,ومن كبار علماء الأصول المجتهدين ,فكان - رضي الله عنه – بصيرًا بعلل المنقول , خبيرًا بعلل المعقول  .
 
*  كان - رحمه الله- يطلب الآخرة في حياته وذلك في طلب العلم فسهل الله عليه ذلك, فجاء فريد زمانه في العلم والأخلاق.
 
* من قال: إن النتاج الأدبي في العصر المملوكي والعثماني كان غثًّا ,وشحيحًا قد وقع في الخطأ ؛ فلو لم يصلنا إلا نتاج هذا العالم الجليل  لكفى. 
 وفي خاتمة هذا العمل نرفع أكف الدعاء للمولى عز وجل أن يتقبل هذا العمل وأن ينظر إلينا بعين العفو والرضا, وأن يجعله في ميزان والديّ الغاليين,ولا أ نسى و- أنا في مقامي المتواضع هذا- أن أوجه كلمات الشكر والعرفان الجزيل لأستاذي الفاضل الدكتور :صبري أبو حسين، أدامه الله وأبقاه ووفقه في الدارين لما فيه خير العمل. وأن يبارك في القائمين على موقع الوراق.
وصل اللهم وسلم على خير الأنام محمد وعلى آله وصحبه تسليما كبيرا كثيرا  , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 
إعداد الطالبة/شيخة اليحمدي
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي 
    

1 - مارس - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
فن رثاء المدن    كن أول من يقيّم

إن من أجمل الفنون التي برزت في هذه الحقبة الزمنية هو فن (الرثاء) وبالتحديد لون (رثاء المدن). وهو فن في غاية الروعة والصدق يفوح من بين سطوره عبق الحزن والأسى، وتتساقط من بين كلماته دموع الفاقد لأعز ما يملك .
فالشرق عندما يُرثي ترتسم الأصالة ممتزجةً بإبداع العربي والشرقي. إنه عندما يرثي أرضه، فإنه يرثي عرضه فلأن أرض الشرقي تعني الشرف؛ لذلك نراه يسح كلماته دموعًا على وجه الصفحات أشد ما يكون الرفض في التفريط بشبر من أرضه.
ومن أعنف ما ألمَّ بالشرق في عهد المماليك هو الغزو التتري بقيادة هولاكو على بغداد .
بغداد هذه المدينة الشرقية المليئة بالأحزان ،التي امتزجت دموعها بالأنهار والشطئان ، هذه المدينة الأصيلة التي قاومت جيوش الطغيان. إنها بغداد التي رثاها شمس الدين الكوفي بقصائد تعد من أروع أنواع الرثاء الرومانسي منها قوله يرثيها:
إن لم تقرح أدمعي أجفـــــانـــي                                          
                                                من بــعد بعـــدكم فما أجفانــي
إنسان عيني مذ تنـــاءت داركــــم                 
                                                مـا راقــــه نظر إلى إنســــان
ياليتني قد مت يوم فراقـــــكــــم
                                                  ولســـاعة التوديـع لا أحيانــي
مالي وللأيام شتت شملهــــــــــا
                                                   شمـــلي ،وخَلاني بلا خِـلانــي
ما للمنازل أصبحـــت لا أهلهـــــا
                                                    أهلــي ولا جيرانها جيرانــــي
وحياتكم ما حلـها من بعــــد رحيلكم
                                                  غير البلــــى والهدم والنيــران
ولقد قصـــدت الدار بعد رحيلكـــم   
                                                ووقفـت فيها وقفة الحــــــيران
وسألتها لكن بغير تكـــــــــــلـــم             
                                           فتكلمت لكـــن بغير لســـــــان
ناديتها :  يا دار ما فـعــــل الألــــــى            
                                                  كانوا هم الأوطار في الأوطـــــان  
أين الذين عهـــدتهــم ولـــعزهــــم             
                                       ذلاً تـــخر معــــاقد التيجـــــان
 وهي قصيدة طويلة هذه بعض أبياتها، وفيها ركز الشاعر على بكاء أهلها أكثر من بكاء الآثار الموجودة في المدينة، ففيها أصحابه الذين عاش معهم على هذه الأرض ولا أثر لهم اليوم سوى ذكراهم تحاصره في أرجاء هذه المدينة. ولعل هذا ما يفسر هيمنة حزنه الذاتي على أبيات القصيدة. كما أن الأسلوب الإنشائي طغى على الأسلوب الخبري في أبياته. وهذا ما نحتاجه عند الحديث عن العاطفة. 
أما عن القافية المكسورة التي اختارها  شمس الدين فإن وقعها على النفس توحي بانكساره النفسي. وبهذه الأبيات قدم لنا شمس الدين طريقة جديدة في رثاء المدن لم تكن موجودة في الشعر العربي من قبل يمكن أن نسميها الرثاء الرومانسي.
 وفي الحقيقة أن هذه الأبيات لم تكن فقط لمجرد الترويح عن هذه النفس المتعبة المحملة بأحزان وجروح وهموم هذه المعارك. وإنما كانت تستنهض الهمم وتقوي العزائم وتبعث الحماس كي تتحول هذه الدموع من بين هذه السطور إلى جيوش من المحررين لأوطانهم. وما زال هذا الغرض مسيطرًا على أدباء الأمة ومفكريها إلى الآن. وكأنه كتب علينا الحزن والولولة دائمًا وأبدًا. اللهم نجِّ والطفْ وخففْ. 
بقلم الطالبة /سلمى العمراني

2 - مارس - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
مناقشة الآنسة(س)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

سؤالك:هل هذا المجال يضيف للمرأة شي ؟!
نعمْ: يضيف الكثير: حضاريًّا يدل على أن المرأة العربية تأخذ مكانها في كل مناحي الحياة. ومنها المنحى الديني. سياسيًّا يدل على أن المرأة العربية بدأت تأخذ حقوقها المدنية كافة، وأن القضاء يساويها بالرجل العربي في كل شيء. اجتماعيًّا يعبر عن الشراكة الحياتية المفروضة على الذكر والأنثى دينيًّا واجتماعيًّا.
 أما قولك:"أنا امرأة لا أرى في تعييني وبنات جنسي في مجال كهذا إضافة وإن كان مجالاً لم يسبق للمرأة دخوله فالقضية ليس التسابق لاقتحام المجالات الجديدة وإنما الجديد الذي تضيفه المرأة" فأنتِ للأسف تتحدثين بلسان ابنة القرون الوسطى لا بلسان بنت الألفية الثالثة، اتركي هذه السلبية، وقدمي الدليل على أنك تستطعين تحدي الرجل/الذكر في كل مجال من مجالات الحياة: الحياة مطروحة أمام الجميع: ذكرًا كان أو أنثى، فأظهري جديدكِ!!! ولا تهربي!!! وبعبارة أقسى-مع الأسف- لا تتخلفي!!!  
 أما قولك:"من الغريب الذي أراه اليوم من النساء هذا التهافت والتسابق العجيب للبحث عن مجال لم تسبقها إليه أخرى" ليس هذا تهافتًا بل حرصًا على إعلان الوجود النسائي، وتثبيت مكتسباته.
 

2 - مارس - 2008
تعيين أول امرأة مأذونة شرعية
الكرة توحد والدين يفرق!!!    كن أول من يقيّم

الكرة توحد والدين يفرق!!!
مقولة قد تكون شديدة الوقع على النفس، وتثير النقاش والجدال، وتحتمل  اللبس، وقد نلمح على بعضنا الاستنكار ويكثر بيننا الهمس، إلا أنها وإن كانت مؤسفة مريرة فهي حقيقة ثابتة، مهما تعالت أصوات الرفض وحاولنا مغايرة الواقع، ومخالفة الحقائق؛ فللكرة تتآلف قلوب متباعدة، متنافرة، دول متطاحنة. ويشتعل بيننا الجدال الجدال والتحيز أو التعصب، وترفع الرايات، وتثور أناس من كل الأعمار وتجول حول توافه وملاهٍ!!!
هذا كله تقابله صورة جامدة ساكنة، تخلو منها ملامح الحركة والحماس  لمسناها في الصورة السابقة؛ فقضايانا التي تلامس أعماق الأمة، وإخواننا في الدين الذين تحيط، بهم كل مُلمة، لا أجد لها عند الناس تلك الأهمية، فمهما عظمت قضايانا الإسلامية فإنا  لا نجد لها تلك الاندفاعية.
 .لا نراها في تلك الصورة الحية المشتعلة السابقة
فهذه غزة على سبيل المثال، تئنُّ تحت وطأة الحصار دون أن
يدار  لها بيننا أي حوار أو تذكر، ولو على سبيل الدعاء،  بالتخفيف عنهم، هذا، فضلاً عن أن يعلم بخبرها كل الأعمار!!!
وفي الحقيقة ماكان الدين يومًا ليفرق، إنما هي الأهواء والمذاهب التي ما كانت لتجمعنا يومًا.
 إنما هي دروب طويلة، سهلة المسير ومجهولة المصير، فسالكها لايدرك هل الحنظل حنظلًا أو الشهد شهدًا؟
إن الدين جاء ليؤلف القلوب البريئة الطاهرة، النقية التي تملكَّت على أرض الفطرة، وارتوت بالفضيلة والشريعة الصحيحة وابتعدت عن كل زائفة سخيفة.
بقلم الطالبة/ سلمى العمراني
مراجعة د/صبري أبوحسين
 
 
 

3 - مارس - 2008
أبوتريكة موحد العرب!!!
تعليق على الأقصوصة    كن أول من يقيّم

عرضت الطالبة/القاصَّة هذا العمل عليَّ العام الماضي، وكانت في الفرقة الثانية، فقرأته قراءة أولى، وكتبت لها هذا التعليق:
سلمى :
أنت قاصة وربِّ الكعبة . كل أدوات القصة التي تعلمتُها وجدتها -تقريبًا-في أقصوصتك هذه: العنوان الدال \  السرد \ وصف المكان \ وصف الزمان \ الواقعية \ منطقية الأحداث \ حذف فضلات الكلام \ إيجابية المغزى .
مشكورة ، مأجورة . في هذا الميدان سيري ، وطوري وأبدعي . فيك خير عظيم بإذن الله تعالى . ولي موقف نقدي تطبيقي على هذا العمل في قادم الأيام إن شاء الله تعالى.

3 - مارس - 2008
أقصوصة:" أعادت لي الحياة أفريقيا":
قصة بدائية للطالبة القاصة    كن أول من يقيّم

أرسلت إليَّ سلمى -صاحبة هذه الأقصوصة (أعادت إلي الحياة أفريقيا)- الرسالة البريدية الإلكترونية الآتية:
"وهذه قصة كتبتها في الصف التاسع ولم أغير منها أريد تعليقًا عليها، وهل من الأفضل إعادة كتابتها أم أحتفظ بها  بنفس الكيفية؟ :
                   (قطرة من شاطئ الحياة...)
كان أبي في المرحلة المتوسطة من دراسته عندما حدث ما حدث ؛عندما أصبح أعمى، وهو يرى كل شي، وأطرش وهو يسمع كل شي ،ومسلوب العقل، وعقله يزن الدنيا بما فيها لقد سيطر على أبي أصدقاء السوء فقد بادلوه الاحترام ،والتقدير حتى أصبح لا يطيق الجلوس إلا معهم ؛لأنهم صوروا له أنه شخص لا يستحق إلا معاملتهم ،بعدها بعد أن تمكنوا منه وجعلوه ظل ظليلاً لهم ،صار يقلدهم دون أدنى تفكير ،حتى في هروبهم من المدرسة ،وهكذا تدريجيا ًحتى أصبح أبي في المرحلة الثانوية ،وجدي يظن إنه وضع ثقته في رجل يعتمد عليه هكذا كانت حياة أبي .
في مساء أحد الأيام المشئومة أخذ أبي سيارة جدي بدون علمه لهوا ،ً وطيشا ًمصطحبا ً أصدقائه الذين هم أقرب إلى مسمى الشياطين هكذا كان يطلق عليهم والدي عندما كان يسرد علينا قصته .
أصيبت جدتي في تلك الليلة بسكتة قلبية لم تحتمل التأخير خرج جدي لينقلها للمستشفى ،ولكن لم يجد السيارة ما العمل؟
الجيران لا يملكون سيارات لأنها كانت في بداية ظهورها وليس أيا ً كان يملكها ،والمستشفى على بعد مئات الأمتار من المنزل .
كانت ضحية طيش والدي كبيرة لقد فقد أعز من في وجوده ،فقد من يواسيه في أحزانه ويرسم له بسمة أفراحه ،فقد طعم حياته ،فقد كل حياته فقد أمه.
عاد أبي إلى المنزل في تلك الليلة ما يقارب الفجر ،مختل العقل يتأرجح ذا اليمين وذا اليسار حتى وقع بين يدي جدي الذي كان منفجرا ً حزنا ًعلى جدتي التي كانت بالنسبة له كل شيء كانت ، أقرب إليه من رمش عينيه كانت كل شيء يعنيه ، ضرب جدي أبي ضرباً مبرحاً كانت مع كل ضربه أسفاً ، وحسرةً عليه طرده جدي عقاباً له ، وأبي لم يعرف بعد ما حدث ، بعدها اخبره جدي إنه قتل أمه بيديه !
حزن أبي حزناً لم يسبق له أن عرفه ، وأدرك أن قرار جدي عقاباً يستحقه بل هو قليل عليه ، وأن كان صعباً . بكى أبي دموعا غسلت كل طيشه وسفاهته بكى حتى تورمت عينه وانشرح صدره ، وتفتح عقله أراد أن يثبت لنفسه أنه كان يصاحب شياطين على صورة إنس ، ذهب إليهم طرق أبوابهم جميعاً لم يجيبوا ، الكل لا يعرفه اليوم ، أين السيارة الطويلة العريضة التي ستأخذنا فيها ؟ أين النقود التي ستنزفها علينا؟ نحن علمنا ما حدث معك ولسنا في حاجتك اليوم هكذا كانت إجابتهم . ليس هؤلاء فقط بل الكثير رفضوا مساعدته ومن الذي يساعد قاتل أمه ، أيقن أبي الآن أين الصواب ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن خسر كل شيء ، وهل سينتظر أن يخسر المزيد ؟ أم يجب أن يصلح كل شيء ؟ في إحدى الطرقات قضى ليلته بعدها في الصباح توجه ليبحث عن عمل ، وأخيراً في نهاية النهار وجد عملاً في ورشة عند شخص ثري سمح له بالإقامة والنوم في الورشة رغم أن فترة ما بعد الظهر هي فترة راحته ، ولكن النظام تغير بقدوم العام الدراسي أصبح وقت العمل هو الليل أي إن أبي أصبح حارس للورشة ، لأنه يتوجه في الصباح إلى المدرسة كان العام الأخير لأبي في الثانوية . أخذ أبي يصلح كل ما فعله أخذ يجد ويجتهد في دراسته وعمله وبعد مرور العام ، كان أبي مرتبكاً ينتظر النتائج هذه هي المرة الأولى التي ينتظر فيها أبي نتائج الامتحان بهذا الشوق ، كان خائفا أن يذهب تعبه بدون نتيجة .
أخيرا ظهرت النتائج كان  أبي منذ الفجر عند بوابة المدرسة وأخيراً وجد اسمه بين أسماء طلبه البعثات لم تسعه الفرحة ، وعاد مسرعاً إلى صاحب الورشة الذي كان بالنسبة له عائلته الجديدة . ولكن بعد هذه الفرحة أدرك أبي أن فرحته ناقصة ؛ فكيف يستطيع السفر دون المال ؟ صاحب الورشة كان صعباً عليه أن يترك أبي هكذا حائراً فتبرع له المال . سافر بعدها أبي ودرس وعمل طبيباً جراحاً كبيراً وامتد اسمه على نطاق كبير وكون اكبر مجموعة خيول عربية على مستوى الشرق الأوسط ؛ فقد كان أبي منذ الصغر يحلم أن يمتطي حصاناً وعندما رزق بالمال لم ينسى صديقه الحصان , لم ينسى تجميعه صور الخيول من المجالات والجرائد وتجميعها على صدره قبل النوم . كما تعرف أبي على أمي وتزوجها منها , كانت أمي ابنة أحد العائلات العربية المهاجرة ، أنجبت أمي أختي التي كنا نطلق عليها " الحسناء الجميلة " .
وأنجبتني من بعدها كانت أختي في منتهى الجمال كانت جميله جداً , كنت أحبها جداً ولم أعترض على اعترافات أمي وأبي مراراً على حبهم الشديد لها بالفعل هي تستحق كل هذا الحب , بل وأكثر , وأكثر . عاد أبي بنا إلى وطنه توجه مباشرة إلى صاحب الورشة الذي كان يعمل معه لقد دارت عليه الأيام فأصبح فقيراً في أزمة ماليه كبيره جاء أبي في وقت مناسب , ساعد أبي صاحب الورشة , وأرجعه منتصباً ثانية , وشكره على مساعدته له في الصغر, وتعرفنا عليه أنا وأمي وأختي ثم توجهنا إلى جدي الذي لم يغير من مكان إقامته أو مجرى حياته كان يسيطر على جدي الحزن على فراق أبي لقد كانت لحظات مابين الفرح والحزن لحظات عناق أبي وجدي. فرح جدي كثيراً بنا , وكان طوال الوقت يداعبنا ويقبلنا. بعدها سافرنا   واصطحبنا جدي إلى مقرنا في لندن كانت أختي دائماً تقضي وقتها مصطحبتاً جدي مع حصانها المفضل كانت علاقة أختي بذلك الحصان ، والعكس علاقة غربيةً كانت ، إذا مرضت مرض ذلك الحصان إذا حزنت أو فرحت إذا جاعت أو عطشت شبعت أو ارتوت كان في نفس هيئتها لم نشعر يوما أن علاقتهما علاقة حيواناً و إنسان .
كانت أختي ترى منا ما جعلها لا تفارق ذلك الحصان كما طلبت من أبي أن يجعلها تقوم بفريضة الحج .
بالفعل ذهبت إلى الحج ولكن المنام ما زال يراودها ويعلن لها إن الحدث مقترب كانت ترى حصانها يجري بسرعة وتجري خلفه نافلة شعرها الطويل المبتل على ظهرها مرتديه ملابس بيضاء تجري خلف حصانها مراراً بسهول وجبال برمال وصخور بمناطق وعره قاسيه تعثرها تلك الصخور ولكنها تركض رغم الأشواك التي تؤلمها كان الطقس متقلباً قصفواً ورعوداً ,وشمساً , ومطراً طوال الطريق الشاق . كان شعرها يجف قليلاً قليلاً حتى وصلت إلى مقبرة . أوت فيها إلى حفره لترتاح من عناء الجريء خلف ذلك الحصان فلم تكن بمثابة حفرة ؛ رأت فيها مختلف الفواكه والبساتين . كان المكان مظلماً ولكن الحفرة مضيئة " هكذا
كانت ترى كل يوم فتنهض تصرخ آتوني بمصحف وتظل تقرأ القرآن إلى الصباح  جميعاً كنا مرتبكون لابد أن يكون تفسير لهذا المنام , وفي إحدى الأيام استيقظت أختي " الحسناء الجميلة " وكانت تشكوا من بعض الآلام في الرأس كانت دائما تردد هذه الشكوى لكن لم تهتم ونحن أيضا . لم يكن يظهر علينا إلا بريق الجمال الساطع , ولكن تلك الآلام زادت مع الأيام بعدها أخذها أبي إلى المستشفى . كنت أتظاهر بالنوم أضع رأسي على السرير أتقلب هنا وأتقلب هناك , أتجول في الغرفة , ألقي نظرة من النافذة . لماذا هذا صوت أختي وهي تشرح لنا ذلك المنام يراودني ؟ لا أعلم ! ولكن لم اشعر إلا وأنا أرتدي ملابسي وأقف معهم في ذلك المكان ما يسمى العناية المركزة , ذلك المكان الذي تعلو فيه صرخات من مختلف الأعمار صرخات تنادي الموت اقترب ؛  جسمي لا يحتمل أكثر من هذا . عقلي مشوش , أمي وأبي مندهشون , جميعنا مرتبكون وغير مدركون , ولكنها وحدها " الحسناء الجميلة " كانت متقبلة ذلك الموقف قالت  ووجهها يسطع نوراً وكان ذلك المرض مجرد خرافة رددها الأطباء :" هذا هو منامي وهذا هو شعري يجف من قطرات الماء " تحمل في يدها شعرات متساقطة من رأسها فتنزل دمعاً من عينيها كنت أفضل لو أن هذا المرض الخبيث أصابني وترككي لنا يا درة الدنيا وضياءها نعم إنه السرطان خطف أروع ما في حياتنا كان في الرأس (المخ) لا علاج ولا مفر إلا الموت مرت الأيام وهي منطوية على سريرها تردد آيات القرآن انتظاراً لحظات الرحيل , تصرخ بأنين من شدة الألم يدي في يدها احتضنتها وودعتها زهرة حياتي أختي العزيزة كيف الحياة بدونك ؟ أين العلماء عنك ؟ أين هم ؟ في مختبرات لاختراع  السلاح , لتدمير العالم أين هم ؟ يا أختي يا حبيبتي  , وخلال حواري معها وهي في حضني إذا بالهاتف احد العاملين في مزرعة أبي يخبرنا بأن حصان أختي فارق الحياة ولم ينته أبي من المكالمة ليخبرنا بهذا الخبر حتى سقطت أختي بين يدي ! ذهبت ولم نعرف بعد سر علاقتها بحصانها . ذهبت على حين كنا نرى نفحات صباها في بداية ظهوره , ذهبت و أخلفت في القلب حرقًا وحزناً وحسره موشوماً لن يستطيع الدهر محيها هذه قطرة من شاطئ الحياة في منتهى الملوحة والمرارة ماذا عن شاطئ ممتلئ بالقطرات ؟! "          
سلمى العمراني

3 - مارس - 2008
أقصوصة:" أعادت لي الحياة أفريقيا":
شكرًا على اختيارك    كن أول من يقيّم

أشكر العضو المحترم abdelhafidعلى اختياره هذه القصيدة الجميلة عن حب لغتنا الجميلة، هكذا يكون التفاعل. واختيار المرء كما يقولون قطعة من عقله.

3 - مارس - 2008
قصيدة(يوم الفصاحة)
 20  21  22  23  24