البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 20  21  22  23  24 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
بوركت على هذا التحقيق    كن أول من يقيّم

 شكرا أستاذنا الكبير ذا المقام الخطير ، وبوركت على هذا التحقيق الدقيق المحيط المفيد . وكمرحلة أولى وسريعة ، إليك الأبيات الحمراء مصححة وفقا للأصل الذي في مجلة الرسالة ، مع العلم أن الأبيات الثلاثة والثلاثين متباعدة كثيرا في مواقعها عما هي في الأصل :
وقـد  رجفت وادي الأشى فبقاعها سكارى وما استاكت بخمر iiثغورها
ومـا أنـس لا أنـسى المرية iiإنها قـتـيـلـة  أوجال أزيل عذيرها
بـدار الـعلا حيث الصفات iiكأنها من الخلد والمأوى غدت تستطيرها
مـحـل قرار الملك غرناطة iiالتي هي الحضرة العليا زهتها iiزهورها
أما : " فقد خف ناديها وجف نضيرها " فإن الصدر الذي يتقدمه : " وبالله إن جئت المنكب فاعتبر "
والبيت الثاني : منازهها ذات العلا بدلا من منازلها .
يبقى البيت :
فوا حسرتا كم من مساجد حولت = وكانت إلى البيت الحرام سطورها ، فصحته : شطورها.
وقد بلغ عدد أبيات القصيدة ماية وخمسون  بيتا تقريبا سوف أعيد حسابها في وقت لاحق . وذكرت مجلة الرسالة أن الأديب المغربي الذي أرسل القصيدة عرضها على أحد المؤرخين المغاربة واسمه محمد بن علي الدكالي السلوي فاحتمل أن ناظمها ابن خاتمة ، وأنها قد تكون مذكورة في " مزية المرية.." الموجود منه نسخة خطية بمكتبة الإسكوريال في ذلك الحين . ولما قرأت هذا رحت أبحث عن ابن خاتمة في الوراق وفي الشبكة فخرجت بالنتيجة التي خرجت بها . كما أن على الشبكة ديوان ابن خاتمة في موقع يبيع الكتب ( أذكر أنه النيل والفرات) وقد ذكر الموقع نبذة عن الديوان ومواضيع قصائده ولم يورد شيئا عن القصيدة المذكورة .
وكرمى لأستاذنا أبي الفداء الغالي ، يسهل لدينا كل صعب ، ويرخص كل غال ثمين . وعليه ، فسوف أقوم بنشر القصيدة كلها في التعليقات القادمة على دفعات إن شاء الله . وتصبح على خير أستاذنا .
 
 

9 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
القرءان والإبداع    كن أول من يقيّم

أستاذي الفاضل ، د/صبري ،
انتظارا لبقية تعقيبك أتقدم بما يلي :
ما ذكرتـُه أنا عن أن النبي عليه السلام لم يُطبع على الإبداع إنما قصدت به الإبداع في الشعر، أما كلامه فمن نافلة القول أنه لا يجارى ، وأن ما تفضلت بذكره مما قاله المرحوم الرافعي يغني في هذا الباب . ولكن علي أن أقول شيئا أراه هاما : فصاحة النبي الأكرم مكتسبة : من البيئة أولا ، ثم تبلورت وارتقت إلى أبعد حدود الرقي متدرجة من ابتداء نزول القرءان حتى انتهاء نزوله ثانيا. واكتساب الفصاحة والبلاغة وجودة  الإبانة كل ذلك كان من جهد النبي ومراسه ومعاناته بإذن من الله جل وعلا وبفضل منه عليه ومعونة . أقول هذا حتى لا يقول قائل : ما دامت فصاحة النبي وبلاغته لا تجارى ، فهل يستبعد عنه تأليف القرءان؟ ولكن سؤالا يمكن أن يبرز لنا هنا ليقول : ما دامت فصاحة النبي مكتسبة من البيئة ، فلماذا لم يكتسب النبي الشعر إذن؟! والجواب على هذا السؤال يتلخص في أن الله تعالى طبع النبي على أفضل خلـُق وأحسنه منذ أن وعى الحياة من قبل أن يبعثه للناس رسولا بشيرا ونذيرا ؛ وصاحب الخلق هذا لا يقبل أبدا أن ينحدر إلى مستوى ينطق فيه بالمبالغات أو ما بمعنى أعذب الشعر أكذبه ولو كانت تلك المبالغات عند غيره من الناس مقبولة ومستحبة ؛ وبهذا لم يكتسبها صلى الله عليه أبدا . وهذا ما يمكن أن تعنيه الآية : " وما علمناه الشعر وما ينبغي له .. " . ولو قال قائل : إذا كان الأمر مثل الذي ذكرت ؛ فإن النبي قد امتنع عليه اللهو والعبث والمبالغات والإبداعات الشعرية بالصّرفة ! أقول : نعم بالصّرفة ، فقد صرف الله عنه كل ما من شأنه أن يساوي خلقه العظيم بأخلاق الناس . وكيف لا وهو خاتم النبيين ورسالته خاتمة الرسالات ، وقد اصطفاه  الله وصنعه على عينه! وما اصطفاه الله إلا على علم به ، فهو تعالى أعلم حيث يجعل رسالته . ولكن هذه الصرفة ليست هي الصرفة التي قال بعض القدماء عنها أنها كانت السبب في منع استطاعة البلغاء من العرب من الإتيان بمثل القرءان وإلا كانوا استطاعوا ؛ فالعرب وغير العرب والجن والخلق جميعا تحداهم الله بالقرءان أن يأتوا بمثله وهم عاجزون عن ذلك لسبب واحد ووحيد وهو أن القرءان ليس من جهد بشري أصلا ؛ فكيف لبلاغة القرءان أن تخطر على بال بشر . فالجهد البشري يقلد بعضه ، وهو يزيد وينقص في التقليد، ويصيب ويخطئ فيه ، وهذا من معنى الآية الكريمة : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ، أما أن يبتدع الإنسان والجان شيئا ليس له أصل لدى أسلافهم وليس له أصل في بيئتهم التي يعيشون فيها فهذا عليهم محال؛ ولذا فهم يعجزون أن يأتوا بشيء من لا شيء .
وهذا تعقيب حول أن الشعر قرين للكهانة والكذب :
والشعر عند قدماء العرب ما دام قرينة الكهانة والكذب من جهة احتوائه على المخيلات وبعده عن الحقائق فإن هذا ينفع في دفع التهمة عن القرءان الخالي من هذه الأصناف تماما بعيدا عن الأوزان وقريبا من المضمون والمعاني ، فلا تعود الأوزان في هذه الحال ذات قيمة في الدفاع ، هذا غير أن أوزان الشعر وأسلوب صياغته يغاير تماما نظم القرءان الكريم وأسلوبه وصياغته ؛ فكيف للكفار من العرب أن يصفوا القرءان بأنه شعر لولا أنهم قصدوا بالشعر الإبداع في المنطق والبلاغة في البيان والإتيان بالعجائب ولو كان الوزن على أي شكل من الأشكال المناسبة للمعنى عندهم *. ولم يكن كل هذا يتأتى في العادة إلا للشعراء!. وللإمام الباقلاني ثلاثة أقوال في معنى قوله تعالى : " وما علمناه الشعر.." وقد ذكرها في إعجاز القرءان( نشرة الوراق : ص: 19) وقال في ثانيها : " أو يكون محمولاً على ما كان يطلق الفلاسفة على حكمائهم وأهل الفطنة منهم في وصفهم إياهم الشعر، لدقة نظرهم في وجوه الكلام، وطرقٍ لهم في المنطق، وإن كان ذلك الباب خارجاً عما هو عند العرب شعر على الحقيقة. " *. ويبدو الإمام الباقلاني متأثرا ، مثله مثل غيره ، بالاحتمال الذي ذكره أولا قال : "وهذا يدل على أن ما حكاه على الكفار، من قولهم: إنه شاعر، وإن هذا إلا شعر، لابد من أن يكون محمولاً على أنهم نسبوه في القرآن إلى أن الذي أتاهم به هو من قبيل الشعر الذي يتعارفونه، على الأعاريض المحصورة المألوفة." . ولكن كيف لنا أن نأخذ بهذا الاحتمال والقرءان واضح تماما أنه لا يتضمن قصيدة واحدة ولو قليلة العدد من الأبيات مما يشبه شعر العرب! وهل كان كفار قريش من الغفلة بمكان حتى يظنوا أن القرءان من جنس شعرهم من جهة الأوزان والقوافي! ثم ، ترى  لو نـُشر الباقلاني من جدثه هذا اليوم وقلنا له هاك أشعارنا المرسلة والتفعيلية والمنثورة يا إمام فاطلع عليها ، وقلنا له : إن هناك من غير المؤمنين بكتاب الله من يقول إنها مثل القرءان أو أبلغ منه فماذا عساه  يقول؟! هل يحتج على متهمي النبي الذين يقولون عنه إنه جاء بالقرءان من عنده ، متخذا الأوزان دليلا ، أم أنه يحتج بإعجاز القرءان  البلاغي البياني ويأخذ يسوق الحجج من هذا المرتكز الإعجازي ؟
وهذا تعقيب أيضا حول معنى القصد :
هم اشترطوا أن يسموا الكلام شعرا إذا عمد الشاعر إلى الوزن يتعمد النظم عليه ( لست أدري كيف عرفوا أن الأربعة أبيات فما دونها من الرجز تتهيأ للواحد دون قصد منه)، وينطبق ذلك على الناثر أيضا حين يتعمد انتقاء ألفاظ وتراكيب معينة ذات جرس معين وفواصل معينة يعبر بوساطتها عما يريد قوله ؛ فليس القصد مختصا بالشاعر وحده . ثم من قال إن الموزون على هيئة معينة يجب أن يسمى شعرا؟! إن الآية الكريمة التي أخرجها الجرجاني من الشعر وقال إنها لم تأت على سبيل القصد أخرجها ربما تهربا من وزنها ظنا منه ومن غيره أن الوزن يجعلها محل اتهام  مع أن وزنها في الحقيقة جاء وفقا لحكمة الله وتدبيره ، وهي ليست بشعر أبدا إنما هي قرءان مبين ولا تتضمن تهويمات الشعر ولا أكاذيبه وأخيلته . وهل حكمة الله تأتي دون تدبير منه جل وعلا ! أقول : حكمة الله وتدبيره ولا أقول قصد الله  وتفننه حتى لا أشبه كلام الله تعالى بكلام الناس فهذا غير جائز . وحكمة الله اقتضت أن تأتي آي القرءان فائقة كل ما عرف وما لم  يعرف من الأساليب البلاغية الفائقة البيان وتجيء على أوزان معينة وبطريقة معينة متفردة . هذا هو قصد الله لو جاز التعبير ، فالوزن لا يجعلها شعرا . فالشعر كما عنى ابن رشيق ينبثق من الشعور والانفعال . ولوكان القرءان من إبداع شعور  النبي ، فمن أين أبدع النبي هذا الإبداع ، ومن أين تأتّى لمشاعره أن تشعر بهذه المعاني فيعبر عنها وما حوله من المجتمع لا يعرف عنها قبل مجيئها شيئا ولم يمارس مثلها أبدا! وهو ، عليه السلام ، لم يكن أيضا ممن يحترفون الشعر لمدح أو هجاء ، أو غزل أو رثاء، أو تفاخر على الشعراء ،أو لأي غرض آخر ، فهل أتى بهذا القرءان من لاشيء؟! وما دام لم يأت به من عند قومه ، وهم بذلك مقرّون ( لم يجرؤ ولن يجرؤ احد أن يقول ، مثلا : " يا محمد، أنت اقتبست القرءان مني " فلو قال للزمه أن يؤلف مثله . ولن يقول مثل هذا القول إلا أحمق بلغ من الحمق نهايته ) ، فما على المفترين إذن إلا أن ينسبوا ما جاء به إلى الشعر (حيث الشعر أسمى أنواع البلاغة عندهم ) والجنون معا( حيث إن هذا النوع من البلاغة ليس من مقدور الإنس ) ، أو السحر ، أو الكهانة ، افتراء حتى لا يشهدوا بالحق فيقولوا بأنه من لدن عليم خبير .
وأخيرا ، تستعيد الآن ذاكرتي ما تفضلت به يا أستاذي الفاضل ، من قولك السابق : مازالت كلمة المفسرين وشُرَّاح الحديث حول هذه الإشكالية مبعثرًا غير منظم ولا مقنع، وفيه كلام عاطفي أكثر منه عقلاني!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
* نفرض جدلا أن الله تعالى أنزل القرءان والعرب لا تعرف من بحور الشعر غير واحد أو اثنين أو ثلاثة ( من غير المعقول أن تكون البحور نشأت كلها دفعة واحدة)  ، ولنفرض أن عددا من الشعراء خلقوا بعد ذلك ولم يقرؤوا القرءان ولم يسمعوا به ، وأبدعوا شعرا على أوزان جديدة على العرب ولكن أصلها موجود في القرءان ، فهل يقول عاقل مؤمن ساعتها إنهم جاؤوا بكتاب مثل القرءان بسبب وجود الوزن فيه؟! على أن من حمقى الأبالسة من أشاعوا قديما أن في القرءان جملا قالها الشعراء قبل نزول القرءان ثم قلدها القرءان ، ونسبوا منها لامرئ القيس زورا وبهتانا فقالوا :
دنت الساعة وانشق القمر لـغزال  صاد قلبي iiونفر
والقصة معروفة مكررة ، ولولا أن جاء ذكرها على علاقة بموضوعي ما ذكرتها لسماجتها وتفاهتها وبلاهة مخترعها وحماقته وسوء طويته .
**  في أحد المواقع التي على الشبكة قرأت نصا للباقلاني في  نفي الشعر والسجع عن القرءان من كتابه إعجاز القرءان  فيه زيادة عما في إعجاز القرءان المنشور في الوراق ، ولم يذكر ناشره اسم محققه ولا دار النشر والطبعة كما هي عادة أعضاء المنتديات وغيرهم ممن ينزلون بالكتب إلى الشبكة لينتفع بها من لا يمتلكها . ومن المحتمل أن الزيادة من المحقق أو الشارح ، أو أن لكتاب الباقلاني أكثر من أصل مخطوط . وهذا هو النص :
(وهذا يدل على أن ماحكاه عن الكفار - من قولهم: إنه شاعر، وإن هذا شعر - لابد من أن يكون محمولا على أنهم نسبوه [ إلى أنه يشعر بما لا يشعربه غيره من الصنعة اللطيفة في نظم الكلام، لا أنهم نسبوه ] في القرآن إلى أن الذى أتاهم به هو من قبيل الشعر الذى يتعارفونه على الاعاريض المحصورة المألوفة. أو يكون محمولا على ماكان يطلق الفلاسفة على حكمائهم وأهل الفطنة منهم في وصفهم إياهم بالشعر، لدقة نظرهم في وجوه الكلام وطرق لهم في المنطق. وإن كان ذلك الباب خارجا عما هو عند العرب شعر على الحقيقة.)
 
 

10 - أكتوبر - 2008
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا
رثاء الأندلس    كن أول من يقيّم

أهلا بأستاذنا الغالي الدكتور مروان العطية ، وتحية طيبة لأستاذنا زهير وجميع الأساتذة الأفاضل ،
القصيدة مصورة تصويرا عن عدد قديم بطبيعة الحال من مجلة الرسالة ، وقد جاءت الصور مصغرة كثيرا ، هذا غير قلة وضوح بعض الحروف لقدم المجلة ؛ لذا فقد تأنيت في نقلها ودققت كثيرا حتى أنقلها كما هي . ولما بدأت بالنقل أخذت أضع الحركات على الحروف ؛ فالقصيدة غير مشكولة إلا في النزر اليسير ، ثم خطرلي أن أبقي الأصل على حاله بغية التداول في شأن ما يمكن أن يشكل على أحد قراءته . وهذه أول مجموعة من أبيات هذه القصيدة الرائعة نظما والمؤسية معنى إلى أبعد حدود الأسى :
 
أحـقـاً  خَـبَا من جَوِّ رُندةَ iiنورُها وقـد كُـسِفتْ بعد الشُّموس بُدورُها
وقـد  أظـلمَتْ أرجاؤها iiوتَزلْزلَتْ مـنـازهُـها ذات العُلا iiوقُصورُها
أحـقـاً  خـلـيلي أنَّ رُندةَ أقفرَتْ وأُزعِـجَ عـنـها أهلُها iiوعشيرُها!
وهُـدَّت مـبـانيها وثُلَّتْ iiعُروشُها ودارت عـلى قُطب التَّفرُّق iiدُورُها
وكـانـت  عُـقابا لا يُنال iiمَطارُها ومـعـقلَ عزٍّ زاحمَ النسرَ صورُها
هـوت  رنـدة الغراء ثم iiحصونها وأنظارها  شنعاء (كذا) عز iiنظيرها
وقـد كـن عقدا زين القطر iiنظمها فـقـد فـتـح الآن الـبلاد نثيرها
وفـرق شـمـل الـمؤمنين iiلهيبها وقـطـع مـن أرحامهم iiزمهريرها
تـسـلَّـمها حِزبُ الصليب iiوقادَها وكـانـت  شَـروداً لا يُقادُ َنفورُها
وقـد  ذهـبـت أديـانها iiونفوسها وقـد دثـرت تحت السّباء iiدثورها
فـبـادَ  بـها الإسلامُ حتى تقطَّعت مـنـاسبُها واستأصَلَ الحقَّ iiزُورُها
وأصـبحت  الصلبان قد عُبدت iiبها تـمـاثـيـلها دون الإله iiوصوُرها
لـقـرع الـنواقيس اعتلى iiبمنارها كـرائـه  أصوات يروع iiصريرها
فـيـا سـاكـني تلك الديار iiكريمة سـقى عهدكم مزن يصوب iiنميرها
أحـقـا  أخـلائـي القضاء iiأبادكم ودارت عـليكم بالصروف iiدهورها
فـقـتـل  وأسـر لا يفادى iiوفرقة لدى  عرصات الحشر يأتي iiسفيرها
لـعـمـر الهدى ما بالحشا iiلفراقكم سـوى حُـرَق سُحم تلظى iiسعيرها
ولـوعـة  ثكل ليس يذهب iiروعها ولا تـنـقـضي أشجانها iiوزفيرها
ونـفـس على هذا المصاب حزينة يذوب كما ذاب الرصاص iiصبورها
وقـلـب صـديـع ماج فيه iiبلاؤه سـويـداؤه  سـوداء جـمٌّ iiثبورها
سأبكي وما يجدي على الفائت البكى بـعـبرة  حزن ليس يرقا iiعبورها
شـآبـيـب  دمـع بالدماء iiمشوبة يـسـاجـل قطر الغاديات درورها
عـويـلا يـوافي المشرقين بريحه وثـكـلا  بأقمار قد أطفئ* iiنورها
فـواحـسرتا كم من مساجد iiحولت وكانت  إلى البيت الحرام iiشطورها
وواأسـفـا كم من صوامع أوحشت وقـد كـان مـعتاد الأذان iiيزورها
فـمِـحرابُها  يشكو لمنبرها iiالجَوى وآيـاتُـهـا تشكو الفراق iiَوسُورُها
وكـم  مـن لـسان كان فيها مرتِّل وحـفل بختم الذكر تمضي شهورها
وكـم مـن فتى ثبت الجنان iiمهذب يـود الـمـنـايا وهو كان iiيديرها
يصول  على الأبطال صولة iiضيغم فـيـرهبه شبل الشرى iiوهصورها
ـــــــــــــــــــ
الأديب المغربي الذي أرسل القصيدة إلى مجلة الرسالة أثبت كلمة (كذا) في عجز البيت السادس لجلب الانتباه إلى التناقض إما في المعنى أو الخلل في الوزن كما قال هو . وفي الحقيقة انني لم استطع التحقق من الكلمة وهل هي ( شنعاء) أم هي (شتماء) ، أو هي (شتعاء) ؛ فالخط دقيق وغير واضح كثيرا . والخلل هنا يبدو في التناقض في المعنى بين (شنعاء ) و( عز نظيرها ) إلا إذا كانت شنعاء تعني أمرا حسنا! . ومن المحتمل أيضا أن الخلل في تلك الكلمة (إن تأكد وجوده) يعود إلى سهو مَن نسخ الحروف في المطبعة عند طباعة القصيدة ؛ لذا فالكلمة ربما تكون ( شمّاء) وزيد حرف قبلها خطأً عوضا عن إثبات الشدّة . بقيت كلمة ( شتعاء) التي تعني : الجزعة من مرض او جوع على اعتبار أن الشّتَع : الجزع من المرض او الجوع كما رأيتها في المعجم .
* همزة القطع على الألف في كلمة ( أطفيء) تخل بالوزن ويمكن ان تكون خطأ من الطابع ، والصحيح هو الوصل .

11 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
تابع لما قبله    كن أول من يقيّم



لـه  فـي سـبـيل الله خير iiنقيبة تـزان لـه عِـين الجنان iiوحورها
لـه  فـي جناب الكفر أجدى iiنكاية وشـعـواء غـارات يثاب iiمغيرها
يُـراع  لـه ديـن الصليب iiوحزبه ويـخـزى بها غُنصالها iiورُميرُها
وكـم أنـفـس كـانت لديه iiأسيرة فـأضـحى  لعمر الله وهو iiأسيرها
تـحـكـم فـيه الشرك وهو iiموحد كـمـا قـد قضى جبارها iiونذيرها
وكـم طـفـلة حسناء فيها iiمصونة إذا  أسـفرت يسبي العقول iiسفورها
تـميل كغصن البان مالت به iiالصبا وقـد زانـهـا ديـباجها iiوحريرها
فـأضـحت  بأيدي الكافرين iiرهينة وقـد هـتكت بالرغم منها iiستورها
وقـد  لـطمت واَحَرَّ قلبي iiخدودها وقـد  أسبلت وادمع عيني iiشمورها
وإن تـسـتغث بالله والدين لا iiتغث وإن تـسـتجر ذا رحمة لا iiيجيرها
وقـد  حـيل ما بين الشفيق iiوبينها وأسـلـمـهـا  آبـاؤها iiوعشيرها
وكـم من عجوز يحرم الماء ظمؤها عـلـى الذل يطوى لبثها iiومسيرها
وشـيخ  على الإسلام شابت iiشيوبه يـمـزق مـن بـعد الوقار iiقتيرها
وكـم  فـيهمُ من مهجة ذات iiضجة تـود  لـو انـضمت عليها قبورها
لـهـا رَوعـة من وقعة البين iiدائم أسـاهـا  وعـين لا يكف iiهديرها
وكـم من صغير حِيز من حجر iiأمه فـأكـبـادهـا  حرّاء لفحٌ iiهجيرها
وكـم  مـن صغير بدل الدهر iiدينه وهـل يـتبع الشيطان إلا iiصغيرها
وكـم مـن شـقـي يسرت هذه iiله سـبيلا إلى العسرى بحيف iiكفورها
كـروب  وأحـزان يلين لها iiالصفا عـواقـبـهـا  محذورة iiوشرورها
فـيا  فرحة القلب الذي عاش iiبعدها ويـا  لـعـمى عين رآها iiبصيرها
ويـا  غـربـة الإسلام بين iiخلالها ويـا عـشـرة أنّـى يقال iiعثورها
ويـا  لـيـت أمي لم تلدني وليتني بـلـيت  ولم يلقح فؤادي iiحرورها
ومـا خير عيش يعذب الموت iiدونه ويـثـبـط قـلّ الأهل فيه iiكثيرها
فـيا  ليت شعري بعدما صح iiموتها أيـرجـى على رغم العداة iiنشورها
ويـا نِـحـلة الإسلام هل لك عودة لأرجـائها يشفي الصدور iiصدورها
وهل تسمع الآذان صوت الأذان iiفي مـعـالـمـهـا تعلو بذاك iiعقيرها
ويـا  لـعـزاء الـمـؤمنين iiلفاقة عـلى الرغم من أغنى لديها iiفقيرها
لأنـدلـسَ ارتجت لها وتضعضعت وحـق لـديـهـا محوها iiودثورها
مـنـازلـهـا مـصدورة iiوبطاحها مـدائـنـهـا  مـوتورة iiوثغورها
تـهـائـمـهـا مفجوعة iiونجودها وأحـجـارهـا مصدوعة iiوثغورها
وقـد  لـبست ثوب الحداد iiومزقت مـلابس  حسن كان يزهو iiحبورها
وأحـيـاؤها  تبدي الأسى iiوجمادها يـكـاد لفرط الحزن يبدو iiضميرها
فـلـو أن ذا إلـف من البين iiهالك لـذابت  رواسيها وغاضت بحورها
عـلـى  فرقة الدين الذي جاءها به بـشـير  الأنام المصطفى iiونذيرها
فـمـالـقـة الـحسناء ثكلى أسيفة قـد استفرُغت ذبحا وقتلا iiحجورها
وجُـزت نـواصـيها وشلت يمينها وبـدل بـالـبـين المبين iiسرورها
وقـد  كـانـت الغربية الجُنَن التي تـقيها فأضحى جنة الحرب iiسورها
وبـلِّـش قـطـت رجـلها بيمينها ومـن  سـريان الداء بان iiقطورها
وضَـحَّت على تلك الثنيات iiحجرها فـأقـفر  مغناها وطاشت iiحجورها
وبالله إن جـئـتَ الـمنكب iiفاعتبر فـقـد خـف ناديها وجفَّ نضيرها
وسُـكَّـرهـا قـد بدل اليوم iiعلقما لـهـا رجـة نـار الـهيام iiتثيرها
وعـرِّج عـلى الإقليم فابك ربوعها بسحب يضاهي المعصرات خريرها
 

11 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
تابع لما مضى    كن أول من يقيّم

وودع بـهـا وفـد الـنـعيم iiفإنها لـهـا  أدمـع فين الدموع iiيميرها
ألا ولـتـقـف ركب الأسى بمعالم قـد ارتـج باديها وضج iiحضورها
بـدار الـعلى حيث الصفات iiكأنها من الخلد والمأوى غدت iiتستطيرها
مـحـل  قرار الملك غرناطة iiالتي هي  الحضرة العليا زهتها iiزهورها
فـمـا  في العراقين العتيقين iiمثلها ولا فـي بـلاد الله طـرا iiنظيرها
تُـرًى* الأسى أعلامها وهي iiخشع ومـنـبـرهـا مستعبر iiوسريرها
ومـأمـومها ساهي الحجى iiوإمامها وزائـرهـا فـي مـأتم iiومزورها
لـهـا حال نفس قد أصيب iiفؤادها وبـتـت لـها اليمنى وحم iiثبورها
فـأنـفـسها في الصعق دون iiإفاقة كـنـفـس كليم الله إذ دك iiطورها
وقـد  ذعـرت تلك البنيات iiحولها فـهن  بواكي الأعين الرمد iiمُورها
وقـد  رجفت وادي الأشى iiفبقاعها سكارى  وما استاكت بخمر iiثغورها
لـقـد أظـلمت حتى لفرط حدادها سـواء بـها نجل العيون iiوعورها
وبـسطة ذات البسط ما شعرت iiبما دهـاهـا وأنـى يـستقيم شعورها
عـلـى  عظم بلواها وطول وبالها وما كابدت من ذا المصاب iiنحورها
ومـا  أنـس لا أنـس المرية iiإنها قـتـيـلـة  أوجال أزيل iiعذارها
فلو أحرق الثكل المصابين أصبحت تـأجـج من حر الوجيف iiبحورها
فـيـا  أصـدقائي ودعوها iiكريمة أو  اسـتـودعوها مَن إليه iiأمورها
مـنـازل  آبـائي الكرام iiومنشئي وأول أوطـان غـذانـيَ iiخِـيرها
وأقـروا  عـليها من سلامي iiتحية تـجـددهـا  آصـالـها iiوبكورها
أمـانـاتها ضاعت فضاعت رقابها لـقـد عـمـيت عين تبدد iiنورها
أضـعنا حقوق الرب حتى iiأضاعنا وقـضت عرى الإسلام إلا iiيسيرها
ومـلـتـنا لم تعرف الدهر iiعرفها مـن النكر فانظر كيف كان نكيرها
بـمـا قـد كـسـبنا نالنا ما iiأنالنا كذا السيرة السوأى لدى من iiيسيرها
بـشـقوتنا الخذلان صاحب iiجمعنا وبـؤنـا بـأحوال ذميم iiحضورها
بـعـصـياننا استولى علينا iiعدونا وعـاثـت  بنا أسد العدا iiونمورها
نـعـم  سـلـبوا أوطاننا iiونفوسنا وأمـوالـنـا  فيئا أبيحت iiوفورها
عـلـوها بلا مهر وما غمزت iiلهم قـنـاة ولا غـارت عليهم ذكورها
وقـد  هوت الافرنج من كل شاهق عـلـيـنا  فوفَّت للصليب iiنذورها
وقـد كـشـرت ذؤبـانها iiوكلابها وقـد كـسـرت عقبانها iiونسورها
وجـاءت إلى استئصال شأفة iiديننا جـيوش كموج البحر هبت دَبورها
عـلامـات  أخـذٍ مـالنا قِبَلٌ iiبها جـنـايـات أخذ قد جناها iiمثيرها
فـلا  تـمـتحى إلا بمحو iiأصولها ولا  تـنـجلي حتى تخط أصورها
مـعـاشر  أهل الدين هبوا iiلصعقة وصـاعقة  وارى الجسوم ظهورها
أصـابـت  منار الدين فانهد iiركنه وزعـزع مـن أكـنافه مستطيرها
أدارت  عـلى غربية الدهر iiأكؤساً فظاعا بسكر الدهر تقضى iiخمورها
ودبـت  أفـاعـيها إلى كل iiمؤمن وعـضَّ بـأكـبـاد النقاة iiعقورها
أنـادي لـها عجم الرجال iiوعربها نـداء سـراة القفر إذ ضل iiعيرها
وأسـتـنفر الأدنى فالادنى iiفريضة عـلى  زمر الإسلام جلت iiأجورها
عـلـى  كل محتاج لفضل iiدفاعها فـلـيس  يؤدي الفرض إلا نفيرها
ألا وارجـعـوا يـا آل دين iiمحمد إلـى الله يغفر ما اجترحتم iiغفورها
أنـيبوا وتوبوا واصبروا iiوتصدقوا وردوا ظـلامـات يـبـيد iiنقيرها
ومن  كل ما يردي النفوس iiتطهروا فـلـيس يزكي النفس إلا iiطهورها
ــــــــــــــــــ
* تُرًى (كذا) . وفي مقال عبد  الله عنان عن القصيدة ورد هذا البيت ، وفيه بدت الكلمة هكذا : ترى ، دون تشكيل . والوزن يختل في كلتا الحالتين ، فوق أن (تُرًى) أغلق علي فهمها . ولو كان الصدر مثلا : وتروي الأسى أعلامُها وهي خشّعٌ ، لاستقام الوزن والمعنى .
 
 
 

12 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
استدراك    كن أول من يقيّم

البيت الذي أوله ترى الأسى :
لما كانت التاء من (تُرى) مضمومة فمن الجائز أن يكون صدر البيت هكذا : تُرى للأسى أعلامها وهي خشّع ، وبذلك يستقيم الوزن والمعنى بزيادة اللام على (الأسى) دون التلاعب بـ (ترى) بالنقص أو الزيادة .
واستدراك آخر :
البيت الذي أوله : فيا فرحة القلب إنما هو : فيا قرحة القلب . فالخطأ حصل عند كتابتي إياه .
 

13 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
تتمة القصيدة    كن أول من يقيّم

ألا واسـتـعـدوا لـلجهاد iiعزائما يـلوح  على ليل الوغى iiمستنيرها
بـأسـد على جرد من الخيل iiسبّق يـدعّ  الأعـادي سـبقها وزئيرها
بـأنـفـس صـدق موقنات iiبأنها إلى الله من تحت السيوف مصيرها
تـروم إلـى دار الـسلام iiعرائساً عـلـى الله في ذاك النعيم مهورها
وضـرب كـأن الهام تحت ظلالها حـثـالـة نور الورد ذرَّ iiذرورها
وطعن  يرى الخطّيَّ في مهج iiالعدا كأقلام  ذات الخط خطت iiسطورها
يـمين  هدى إن تتقوا الله iiتنصروا وتَـحـظوْا  بآمال يشوق iiغريرها
فـلا  يَـخـذل الرب المهيمن iiأمة تـديـن بدين الحق وهو iiنصيرها
وإن  انـتـمُ لـم تـفعلوا iiفترقبوا بـوادر  سخط ليس يرجى iiفتورها
وأيـام ذل واهـتـضـام وفـرقة يـطـاول  آنـاء الزمان iiقصيرها
وأهـدوا لـدين الشرك كل iiخريدة خـبتها على طول الليالي iiخدورها
وكـل نـفـيس من نفوس iiكريمة وأعـلاق أمـوال خطير iiخطيرها
وحق  العظيم الشان لا عيش iiبعدها بـلايـا يـمـر الطيبات iiمرورها
فـمـرجـع شـكواها لعالم iiسرها فـلـيس لها في الخبر إلا iiخبيرها
نـمـد  أكـف الذل في باب iiعزه بـأفـئـدة  خوف الفراق iiيطيرها
فـإن لـم يـقل رب العباد iiعثارنا فـهـذا العدو الضخم حتما iiيبيرها
إله  الورى ندعوك يا خير iiمرتجىً لـكـالـحة هز الصليبَ iiسرورها
وشـقت جيوب المؤمنين iiوأسخنت عـيـونـهـمُ والكفر ظل iiقريرها
ولـيس  لها يا كاشف الكرب iiملجأ إذا  لـم يكن منك التلافي iiظهيرها
أغـث  دعـوات المستغيثين iiإنهم بـبابك  موقوفو الحشاشات iiبورها
ولـيـس لـهم إلا الرسول iiوسيلة شـفيع الورى يوم التنادي iiبشيرها
إمـام  الهدى بحر الندى قامع العدا وأول  رسـل الله فـضلا iiأخيرها
مـحـمـد الـمختار من آل iiهاشم سـراج  السماوات العلى iiومنيرها
دعـونـاك  أمـلناك جئناك iiخشعا بـأنـفس  استولى عليها iiقصورها
بـجـاه  العظيم الجاه أدرك iiذماءنا بـرحمى  يُحلي المؤمنين iiشذورها
وعـفـو  وتـأيـيد ونصر مؤزر وعـزة سـلـطان يروق iiطريرها
ولـطـف وتسديد وجبر لما مضى يـدال  بـه مـن كل عادٍ كسيرها
وأرسـل عـلـى هذا العدو iiرزيّة يـروح  ويـغـدو بالبوار iiمبيرها
يـشـتت  شمل الكفر تشتيت نقمة ويـنـظم شمل المؤمنين حصيرها
وصـل عـلـى خير البرية iiأحمدٍ وأكـرم مـن قـد أنجبته iiظهورها
وأصـحـابـه  الشهب الهداة وآله صـلاة  مـع الآناء يزكو iiعبيرها

13 - أكتوبر - 2008
استفسارعن قصيدة
آينشتين لا يحسن العدّ    كن أول من يقيّم

   مشاركات الأخ الغالي الأستاذ أحمد عزو تبعث دائما الحياة من جديد في كل ملف طالت غيبتنا عن المشاركة فيه ؛ فشكرا له وأي شكر . وشكرا لأستاذتنا وابنتنا الفاضلة خولة التي تفضلت علينا بهذا الملف الجميل .
   تذكرت طرفة قرأتها في سالف الأعوام تتحدث عن آينشتين أرويها من الذاكرة :
قيل إن آينشتين كان يتعلم العزف على الكمان ، وكان معلمه يبدأ العد : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، كي يبدأ آينشتين العزف مع معلمه .. ولكن آينشتين لم يكن قد أتقن العزف متناسقا مع الزمن الموسيقي ، فتكرر منه الوقوع في التباطؤ ؛ فقال له المعلم : ماذا دهاك يا ألبرت! ألا تعرف أن تعدّ؟! .
الشرف وليست الصلاة :
أعرف رجلا على قدر من البساطة يظن أنه أوتي من العلم بالدين ما لم يؤت غيره ، ويفسر آيات القرءان الكريم وأحاديث النبي عليه السلام على هواه ، وله مدة سنين وهو يدافع باستماتة عن مقولتة التي يرددها دائما وهي : إن الشرف هو عمود الدين وليست الصلاة . وقد أطلق على نفسه لقب الشريف الهاشمي ، وصار هذا اللقب علما عليه لا يعرفه غالب الناس إلا به. ويبدو انه انتهج هذا النهج لما رأى بعض الناس يصلون ولا تنهاهم صلاتهم عن المنكر . وفي أحد الأيام رأيته وقد تحلق حوله جمع من الشباب المتدين يناقشونه في مقولته وقد بلغ منه الغضب كل مبلغ ولا أحد ممن حوله يقبل بشروحاته وتعليلاته ، فقلت له : يا شريف " أبو عبد الله "، عندما نذكر مكة نقول : مكة المشرفة ، وعندما نذكر القدس نقول : القدس الشريف ؛ فصار يقفز من الفرح ويصيح بصوت عال : قل لهم ، أفهمهم ، هل سبق لأحد أن قال : مكة الصلاة ، أو القدس الصلاة!!بعد هذه الحادثة صار يحبني كثيرا ؛ فمنحني رتبة : مدير الشرف .

16 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
أحلام تدعو إلى الكثير من التأمل    كن أول من يقيّم

أستاذنا الفاضل الغالي زهير، حفظك الله ورعاك ،
   شغلني البحث عن التل الذي دفن فيه الوليد بن طريف فأعاقني عن التعليق ، ولكني أفدت كثيرا منه في مطالعة بعض من تاريخ ديار بكر ، فشكرا لأستاذنا السويدي وشكرا لك ولجميع الإخوة الذين علقوا بما يفيد ويمتع . على أن ما تفضلت بذكره عن الرؤى التي تراها في المنام منذ سنين كثيرة العدد جعلني أعجب بحضرتك أكثر وأكثر ؛ فما تراه يا سيدي ، أراه وبلا ريب ، انعكاسا لما طبعت عليه من صفاء النفس وشفافيتها وطيبتها ، وما تحمله في جوانحك من غيرة على الأمة وتاريخها حلوه ومره ، بل ومن نظرة إنسانية حانية تنظر بها إلى كل الأمم أسودها وأبيضها راجيا لها كل خير ؛ فهنيئا لك وهنيئا لنا بصحبتك الكريمة . وأرجو أن لا أزعجك فيما يلي الآن من تعليق أرمي من وراءه الفهم وحده غير مدع أني من الذين يعبرون الرؤى أو يؤولون الأحلام  :
   إن أحلامك يا أستاذنا كلها رائعة ، وتدعو إلى الكثير من التأمل خاصة تلك الرؤيا التي أريت فيها عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس العادل ، وقد بينت لنا فيها لون شراب العدل ، هذا اللون الذي لم أر مثله لون شراب أبدا ،  وشوقتنا إلى طعمه الذي لا أطيب ولا ألذ ، والذي ، كما أخبرت ، ما زالت حلاوته تحت لسانك بعد خمسة وعشرين عاما  . أرجو الله ربنا أن يسقينا منه ولو شربة واحدة قبل أن نغادر هذه الدنيا الفانية . فقد طال علينا الزمان (جاوزنا غمرها) ونحن نتجرع كل أنواع الشراب ، فليتنا نحظى بشربة من شراب العدل واحدة ولو في المنام مثلما حظيت!
   أما ابن تيمية فلا أدري على وجه الدقة رأيه في أبي العلاء المعري وفي معتقداته وفلسفته ، ولكن أبا الفرج بن الجوزي وكثيرون عدوه في الزنادقة كما هو معلوم ؛ فهل كونك رأيت أبا العلاء وقد زارك في المجمع الثقافي راغبا في الاطلاع على " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " ، يدل ذلك على رغبتك في التوفيق بين الأئمة الأعلام  ، وأن سوء فهم الناس بعضهم فكر بعض يمكن أن يؤدي إلى النزاع والفرقة بل إلى التهم بالزندقة والتكفير!
   ورؤيتك صديقك محمد عثمان (تنباب تود) أوحت لي بألمك من ظلم وقع ويقع من الإنسان على أخيه الإنسان ؛ حرية منحها الخالق جل وعلا للمخلوقين ، فإذا ببعضهم يعترض على تلك المنحة الإلهية فيحتكرها لنفسه وكأنه يظن نفسه المهيمن الجبار!! إنني لا أعرف محمد عثمان ولكن لقبه الذي ذكرته رأيته على الشبكة فإذا هو من أهل النوبة السودان ، وإذا كان هو من قصدت ذكره ، فقد انطبق معنى رؤياك على ما في دخيلة نفسك من كره للظلم والظالمين ، ومقت للعبودية والاستعباد بكل أشكالها وألوانها . وبمناسبة ذكرك هديتك لصديقك وهي قصيدتك العُقاب ، فرجائي إليك أن تدلني عليها لأطالعها .
   وأعود إلى أبي العلاء وقولك أنك رأيته مئات المرات لأسألك عن سبب تكرار رؤيتك إياه وبكثرة ، وهل سبب ذلك إعجاب منك به جعلك تفكر فيه باستمرار معظم الليالي قبل أن تأوي إلى فراشك أم هو أمر غير هذا ؟ وشكل أبي العلاء كيف تراه؟ وهل تراه في كل مرة على نفس الشكل والهيئة؟ وهل تراه على الحالة التي تتخيلها له في حال اليقظة؟ على أي حال ، فأنا أتمنى أن أرى أبا العلاء في المنام مقابل أن يصفعني ليس مرة واحدة وإنما مرات ومرات .
   ولا أريد ان أثقل عليك بالإطالة في السؤال أستاذنا ، ولكن بقي أن أسألك عن أمرين : أولهما عن ظنك بابن طريف الشاري وفقا لسعة مطالعاتك وذكاء أفكارك واستنتاجاتك ، وهل ترى أنه كان على صواب في الخروج على هارون الرشيد أم ترى غير ذلك ، وثانيهما عن كتاب خارطة الدهر الذي أريته مرات كثيرة هل قرأت فيه نصوصا أم طالعت صورا للأمكنة وحسب؟ وإن قرأت نصوصا فهل حفظت منها شيئا تذكره لنا إن رغبت ؟ .
   ولقد فطنت الآن سؤالا ثالثا : هل سبق لك أن رأيت في منامك أمرا مستقبلا؟ وهل تحقق ما رأيته بالفعل؟ وسؤال رابع وأخير : لم سميت أحلامك بالأضغاث ؟ هل لأنها تروح بك من حلم إلى حلم ثم تعود للحلم الأول ثم تنتقل إلى آخر أم ماذا؟
شكرا لك كثيرا .
 
 

17 - أكتوبر - 2008
سؤال السويدي صانع الوراق
اللقاء لا ريب فيه    كن أول من يقيّم

(أما الآن فإني أنظر للموت على أنه أمل متجدد لكي أرى محمــود من جديد وأضمه إلى قلبي)
نعم يا سيدي ، فالموت أمل متجدد في لقاء سرمدي لا ريب فيه ولا موت بعده.. ولو كان الأمر يعود لنا لفضلنا أن يبقى أحباؤنا أحياء أمام أعيننا على الرغم من معاناتهم المستمرة ؛ ولكن الله أرحم الراحمين يعلم صالح العبد المنيب فيشاء له ما فيه خيره . رحم الله محموداً وأسكنه في عليين، وأحسن عزاء ذويه وألهمهم الصبر وأعظم لهم الأجر.
 
 
 

17 - أكتوبر - 2008
أب يرثي ولده ---- مؤثر جداً
 20  21  22  23  24