البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات إدريس القري

 1  2  3 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عن المقاومات الشرسة المانعة من تقدير السؤال والنقد إلا....    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

الأستاذة ضياء، أشكرك على التوضيح وها قد أمكننا السير على نفس الايقاع موضوعا على الأقل. الواقع أن مشكلتنا مع الكينونة ،كما تفضلت، مشكلة منهجية ومفاهيمية بالدرجة الأولى: فالتحليل لا يستقيم علميًا كما تعرفين إلا تحت شروط منهجية ومفاهيمية تمنع الخلط والتذبذب في التناول والتحليل، وتلك لعمري هي الوقاية الأكيدة من التداخل الكلاسيكي بين الذاتي والموضوعي من جهة، وبين العلمي والأسطوري أو الدييني بالمعنى العام للكلمة أي: العلمي والعقائدي عامة....
يحفل التراث الفلسفي، العالمي منه والعربي الإسلامي، على كنوز شاسعة الغنى من الأجتهادات الفكرية الرصينة والمتنوعة كفاية لانتشال أكثر الشعوب إغراقا في معاداة العقل والعقلانية، من غياهب التفكير المتجاوَز تاريخيا، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفضي ببراغماتية وإجرائية إلى بناء مجتمع ودولة حديثين بالمرة اليوم، اليوم حيث العلم والتقنية كعقلية وكسلوك أولا، ثم كنظام في التدبير والتسيير العام والخاص ثانيا، ثم كأساس للعلاقات العملية بين المواطنين وبينهم وبين المسييرين عموما هما ، العلم والتقنية أعني، السائدان.
ليست كشطلتنا سيدتي الفاضلة في الأفكار بل في الإرادة لتحويلها إلى خطط عملية لبناء صرح شامخ للعقل العربي يسير على طريق النقد والتجديد والسؤال والتساؤل والتفكيك والفحص الدقيق لكل مسارنا وقراراتنا وتدبيراتنا في كل الميادين، تاركين كل أشكال المنع بألوانه من المنع المادي إلة المنع بالتقديس أو بالتحنيط أو بالتخويف أو بالرشوة والإغراء، حمايةً للمُتكلِس المُتجاوَز من أساليب الحياة والتنظيم. فالأخذ بالسؤال وبالنقد كأساس في الحياة، وبناء على اعتدال لكن صارم في إحترام قواعد المنهج العلمي العقلاني من جهة، والتمثل الدائم للمصالح العليا للدولة وللمجتمع من جهة ثانية، على قاعدة الصيانة الاستراتيجة لكرامة ولحريات المواطن بالدرجة الأولى كما ألح على ذلك المؤسسون الأنواريون، من ج ج روسو إلى إ. كانط مرورا بفولتير وهوبز ....حتى هيجل ثم المعاصرون كالعروي وجعيط وغليون من العرب....هذا الاحتفال العملي بالعقل المعتدل والعلمي المبني في تفتحه على ما يكمله ويتشكل قصوراته أي على عوالم الخيال المبدع والوجدان الخلاق هو ما تحتاجه عمليا على الأقل في مواكبة ما نقوم به والذي غالبا مالا يساير الأهداف المبتغاة حقا لأجيالنا الآتية.
سيدتي الفاضلة، لا فرق عندي بين الطروحات الفكرية حول الأنسان عامة أو المجتمع بالتخصيص الثقافي والحضاري، بل وبينهما وبين الذات المفكرة التي تنشغل بالكينونة ولعبتها، فاللعبة الكبرى هي الحياة، لكن لعبة توزيع وتنظيم كل من العنف والخيرات لعبة تشكل في الواقع لا إسلاما ولا فلسفة براجماتية صلب اللعبة الأواى: ومن هنى معقولية هذه اللعبة ووجوب ، مرة أخرى دبنيا وفلسفيا، المشاركة فيها وللعلماء الحظ الأوفر من المسرولية ولو بأبداء الرأي لكن......الرأي النزيه والمبني على العقل والعقلانية كيفما كان لونه وجنسه وتخصصه...................أليس كذلك سيدتي المحترمة ؟؟؟
لهذه الإعتبارات تجدنا اليوم في حاجة لكل أشكال أدوات الجراحة من التحليل النفسي إلى اللسانيات مرورا بعلم الإجتماع والإقتصاد والعلوم السياسية والفلسفة......علنا نفهم مقاوماتنا التي تمنعنا من فهم كينونتنا وتحييزها في عالم كان ولازال عالم تنافسية وسباق للسيطرة والتحطم في العنف والخيرات.     مع مودتي.
 

17 - مارس - 2010
سؤال الكينونة ولعبة الحياة والموت
شكر واعتذار    كن أول من يقيّم

أشكرك أستاذة ضياء على صبرك وعلى قدرتك الرائعة على التواصل، أعتقد أن اللبس قد ارتفع ولم تعد المشكلة المنهجية مطروحة، فالأنساق الفلسفية لا تهمنا في ذاتها بقدر يشكل استرجاعها منارا لتفكيرنا كي لا يكرر ذاته من جهة، وحتى لا يستنسخ انتقائيا ما يساير مانعا للتفكير الحر والأصيل. فالفلسفة، وذلك ما أكدت عليه يا أستاذة ضياء، قواعد للتفكير لكنها في النهاية في خدمة ذات، فردية أو جماعية، ما الفرق في النهاية، فهيغل بشموخه لم ينسلخ أبدا عن بروسيا وعظمة بسمارك الذي كان رمزا لذلك الشموخ؟ 

أرجو أن يساعدني العلي القدير في الأيام القليلة الآتية بالوقت لطرح تجربتي مع الكينونة كما عشتها من الداخل ومن خلال مسافة تكونت مع السنين وتعدد وتنوع التجارب الفكرية والحياتية بأذواقها المختلفة.....وشكرا للوراق الذي يجمعنا.

13 - أبريل - 2010
سؤال الكينونة ولعبة الحياة والموت
ضد اليومي..ربما....؟    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

الفاضلة ضياء، مساء الخير مغربية،         

      يسعدني مرة أخرى أن "أتسلل" بين لحظات الزمن "المقاوِمة لكل فراغ"، محاولا تطويعها لقولِ ما لا يدخل ضمن دائرة "القول المُؤدَى عنه" والسالب، على كل حال، لحرية "الكلام"، وإن كان القول التربوي التعليمي نبيلا لكنه مع الزمن ينصاع لحكم المؤسسة وروتينها وبيروقراطيتها، كما ينصاع الإنسان لحكم الطبيعة البيولوجية، مثل كل النمل والنحل ... ، رغم شموخ عقله المعماري على حد تعبير إيمانويل كانط، الذي لم ولن يخلصه من التبعية للطبيعة وإن بلغ حلم الاقتراب من سرعة الصوت التي ستفتح له آفاق قلب قوانين الفيزياء الموهمة بالاطلاقية حتى الآن.
      أود في البداية أن أقول بأن جزء من كينونتي منعكس، بشكل ما، في كتاباتي، وبعض من هذه الكتابات بدأ يرى النور في الفضاءات الافتراضية الرحبة للموقع الذي أبنيه "حجرا حجرا"، بمساعدة صديق من الجيل الرائع الجديد، موقع لا زال في طور البناء، أنوي تضمينه كتابات وأعمال فلسفية ونقدية وتأملية، وفنية وإبداعية... لي ولكل الأصدقاء، ولثلة من الرواد المتعددي المشارب والمناهل، ومرحبا بك أستاذة ضياء وبكل الزملاء من الإمارات العزيزة، لجعله منهلا للباحثين وللمثقفين والطلبة، ولكل طالب علم ومتعة، بها يتجاوز، أو لنقل يستمتع بحلاوة تجاوز كل مايشُدَ إلى اليومي القاتل للابداع بعد الحرية، حرية الاستمتاع بالوقت للتأمل ولممارسة التفكير و"التبادل" كما قال صاحب "فلسفة القوة" فريديريك نيتشه.
      سيدتي الفاضلة،
     أكيد أن الوعي ب"حريرية" الخيوط الفاصلة بين البيولوجي والثقافي في كينونتنا سلاح ذو حدين: فبقدر ما نتمرس على ممارسة لعبة التمييز بين النومين والفينومين، بلغة كانط مرة أخرى، ونكتسب الاحترام والتقدير، بقدر ما تتعمق الحيرة وعمق التساؤل الذي وراءها مع اكتشافنا لحقيقة قول المفكر الكبير "مالرو" لاشئ دائم للإنسان، لاقوته ولاضعفه". فمع السنين نكتسب النضج، لكن هذا النضج يحمل في ثناياه مسحة ما مدهشة التركيبة: فهي مزيج سحري وساحر من الرضى على الذات والاشفاق عليها في نفس الوقت، من الارتياح عند القول، الفكري أو الفني أوالعلمي...، ومن الاحساس بخطر قوة المسح التي يمارسها الزمن على "الأثر" الذي تركناه بذلك القول،  ولا ينفلت ولا يدوم خارج هذا الإحساس بزحف النسيان على اجتهاداتنا، وإن بخط بياني متأرجح بين الصعود والهبوط كدقات القلب وكانتقالنا البيولوجي الطبيعي بين الرغبة وتحقيقها، بين الحاجة والاشباع، لا يدوم إذن إلا ذلك الاصرار على التفكير ومعاودته، ليصبح جرعة ضرورية لا يمكن تجديد الإحساس بإنسانيتنا إلا وتلك الجرعة تأخذنا نحو "رضى" التعب والنوم، تعبا، يراود جفوننا التي "تنسدل" على حروف وكلمات، ومعان ودلالات، وأسماء وخيالات، وأحداث وحكايات، ومفاهيم وتصورات، وروائح واستيهامات، تسموبنا فوق تفاهات وصغائر وترهات اليومي، محلقة بنا بين ثنايا تقاسيم وظلال صور تعيد النَفسَ إلى أنفاسنا، والحياة إلى ما يغتاله هذا اليومي القذر فينا من سؤال واندهاش حاجب للشمس عنا في واضحة النهار.
      الفاضلة ضياء،      هذه بداية....كيفما اتفق ..ربما؟.. وهذا ما جاد به هذا "الهروب" القصير وأرجو الاستمرار فيه قريبا. مع كل الصداقة والود والتقدير.

16 - أبريل - 2010
سؤال الكينونة ولعبة الحياة والموت
 1  2  3