عن المقاومات الشرسة المانعة من تقدير السؤال والنقد إلا....     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
الأستاذة ضياء، أشكرك على التوضيح وها قد أمكننا السير على نفس الايقاع موضوعا على الأقل. الواقع أن مشكلتنا مع الكينونة ،كما تفضلت، مشكلة منهجية ومفاهيمية بالدرجة الأولى: فالتحليل لا يستقيم علميًا كما تعرفين إلا تحت شروط منهجية ومفاهيمية تمنع الخلط والتذبذب في التناول والتحليل، وتلك لعمري هي الوقاية الأكيدة من التداخل الكلاسيكي بين الذاتي والموضوعي من جهة، وبين العلمي والأسطوري أو الدييني بالمعنى العام للكلمة أي: العلمي والعقائدي عامة.... يحفل التراث الفلسفي، العالمي منه والعربي الإسلامي، على كنوز شاسعة الغنى من الأجتهادات الفكرية الرصينة والمتنوعة كفاية لانتشال أكثر الشعوب إغراقا في معاداة العقل والعقلانية، من غياهب التفكير المتجاوَز تاريخيا، والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفضي ببراغماتية وإجرائية إلى بناء مجتمع ودولة حديثين بالمرة اليوم، اليوم حيث العلم والتقنية كعقلية وكسلوك أولا، ثم كنظام في التدبير والتسيير العام والخاص ثانيا، ثم كأساس للعلاقات العملية بين المواطنين وبينهم وبين المسييرين عموما هما ، العلم والتقنية أعني، السائدان. ليست كشطلتنا سيدتي الفاضلة في الأفكار بل في الإرادة لتحويلها إلى خطط عملية لبناء صرح شامخ للعقل العربي يسير على طريق النقد والتجديد والسؤال والتساؤل والتفكيك والفحص الدقيق لكل مسارنا وقراراتنا وتدبيراتنا في كل الميادين، تاركين كل أشكال المنع بألوانه من المنع المادي إلة المنع بالتقديس أو بالتحنيط أو بالتخويف أو بالرشوة والإغراء، حمايةً للمُتكلِس المُتجاوَز من أساليب الحياة والتنظيم. فالأخذ بالسؤال وبالنقد كأساس في الحياة، وبناء على اعتدال لكن صارم في إحترام قواعد المنهج العلمي العقلاني من جهة، والتمثل الدائم للمصالح العليا للدولة وللمجتمع من جهة ثانية، على قاعدة الصيانة الاستراتيجة لكرامة ولحريات المواطن بالدرجة الأولى كما ألح على ذلك المؤسسون الأنواريون، من ج ج روسو إلى إ. كانط مرورا بفولتير وهوبز ....حتى هيجل ثم المعاصرون كالعروي وجعيط وغليون من العرب....هذا الاحتفال العملي بالعقل المعتدل والعلمي المبني في تفتحه على ما يكمله ويتشكل قصوراته أي على عوالم الخيال المبدع والوجدان الخلاق هو ما تحتاجه عمليا على الأقل في مواكبة ما نقوم به والذي غالبا مالا يساير الأهداف المبتغاة حقا لأجيالنا الآتية. سيدتي الفاضلة، لا فرق عندي بين الطروحات الفكرية حول الأنسان عامة أو المجتمع بالتخصيص الثقافي والحضاري، بل وبينهما وبين الذات المفكرة التي تنشغل بالكينونة ولعبتها، فاللعبة الكبرى هي الحياة، لكن لعبة توزيع وتنظيم كل من العنف والخيرات لعبة تشكل في الواقع لا إسلاما ولا فلسفة براجماتية صلب اللعبة الأواى: ومن هنى معقولية هذه اللعبة ووجوب ، مرة أخرى دبنيا وفلسفيا، المشاركة فيها وللعلماء الحظ الأوفر من المسرولية ولو بأبداء الرأي لكن......الرأي النزيه والمبني على العقل والعقلانية كيفما كان لونه وجنسه وتخصصه...................أليس كذلك سيدتي المحترمة ؟؟؟ لهذه الإعتبارات تجدنا اليوم في حاجة لكل أشكال أدوات الجراحة من التحليل النفسي إلى اللسانيات مرورا بعلم الإجتماع والإقتصاد والعلوم السياسية والفلسفة......علنا نفهم مقاوماتنا التي تمنعنا من فهم كينونتنا وتحييزها في عالم كان ولازال عالم تنافسية وسباق للسيطرة والتحطم في العنف والخيرات. مع مودتي. |