البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات وحيد الفقيهي

 1  2  3  4  5 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الاستئناف الجميل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

مرحبا

لا أملك من الوقت إلا جزءا اقتطعته من عملي...لأنوه بعودة يحيى...

ياسيدي....

الزمن بطيء جدا لمن ينتظر...

سريع جدا لمن يخشى...

طويل جدا لمن يتألم..

قصير جدا لمن يحتفل...

لكنه الأبدية لمن يحب...( شكسبير)

....

فلنترك هذا الزمن أبديا بقدر حياتنا...

متى وكيف نحتفل ونحب...ياعبدالرؤوف...يازهير....ياضياء....ياحفيظ

إلى اللقاء

 

30 - مارس - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
انتحار المعنى....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

..........

.....

...

..

.

كنت دائما أحب الشعر...وبدأت أخاف الشعراء...

كنت دائما أهاب القانون...فصاحبت رجاله...

كنت دائما متدينا....فهجرت رجال الدين...

أما الفلاسفة......فالفلسفة أقرب إلي منهم...

.....تلك هي الحقيقة. لكن الحقيقة خطأ تم تصحيحيه. لكن الحقيقة وهم تم نسيانه...

أرجو من يصحح خطئي...ويكشف وهمي...سواء كان رفيقي شاعرا...أو قانونيا...أو متدينا....أو فيلسوفا...

إلى ذلك الحين...أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. 

 

 

1 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
مساء الخير في لقاء بين آلهة الشعر وأرباب الحكمة....    كن أول من يقيّم

...

وشرعت أبحث عني بين دهاليز الأزمنة. كانوا هنا حين رأيت شروخ صباي تلومني عن عنف مارسته رغما عني. فوق فاصل العذاب والذهاب كنت أتمرد. ثم عشقت ترنحي بين الصباح والمساء. جاء المساء على غير عادته ليرسم قوسه على امتداد أرض أعلمها. لا علم لي بكمون هذا اليوم الأول...ولا علم لي بطقس مسائه...قيل: في التشارين يُقطف ورق التوت..

مساء الخير...

العتبة الأول :?الفلسفة تأتي دائما متأخرة. وباعتبارها تفكيرا في العالم، فهي تنظر فقط بعد أن تكون الأحداث قد اكتملت وأنهت عملية تشكلها...إن بومة مينيرفا ( رمز الحكمة والفلسفة) لا تبدأ تحليقها إلا حين يحل الغسق?(هيجل).

وحين استبق هذا اليوم ميقات مساء السبت، حلقت طويلا خارج أجواء الروح. أمرني معلمي أن أحل عن منطقة الظلام المتوترة بالعياء...وأن أغلق أتعس كتاب خطته مخالب قدر لم يكشف عن وجهه أبدا. اغفري لي ذنبي أبدية العودة...أنا لا أنتمي إلى المدينة الفاضلة...في المدينة لا يعترفون بلون الرسم والقصيد واللحن...فيها يقتلون الأرض والزرع والورد...وداعا أيتها الجمهورية...

العتبة الثانية: ?إننا قد نستغرب أن تكون الأفكار العميقة موجودة في كتابات الشعراء أكثر مما في كتابات الفلاسفة..توجد فينا بذور الحقيقة كما توجد في الصوان، ويستخلصها الفلاسفة بالعقل، وينتزعها الشعراء بالخيال، وتلمع عندئذ أكثر?(ديكارت).

...وقد يرى غيري هذا الجهر سراجا ليشابك في حبالي نباله. لكني وعدي عاجل: ياأيتها النفس تمهلي على دورة الفصول..من حقك الآن محو شقاء الصمت إن كنت شقيا يعشق لحظة بدء المستقر...أعلني شهادتك على يتم حزني: أريد أن أنام...أن يقرأني جسدي همسا..أن ترفرف روحي مع الدخان...ثم عودي راضية...عودي حتى لو كان المألوف قدرا مقضيا...

العتبة الثالثة: ?بعد اكتمال الفلسفة لن يتبقى لنا إلا إعادة الإعلان عن السؤال الذي قام الشعراء بحراسته...فالفكر هو اليوم مطروح تحت شرط الشعراء. وتحت هذا الشرط يرتد الفكر نحو تأويل أصول الفلسفة، نحو الإيماءات الأولى للميتافزيقا، ينطلق باحثا عن مفاتيح مصيره الخاص...?(آلان باديو).

ثم تابعت المسير في بدء فاصل جديد...كالدخان أيضا جسدي غدا يترنح. ما أعلم هذا الزمن بسر انفجار المتناقضات...وما أجهله بحدود ما ينبغي أن تكون عليه الحقيقة...ثنيتُ البياض على الكحلي ونشرتُ الحاصل على أرض الله، لأني تعلمت من أمي أن للوصول طريقا...ولستُ بحامل شارة الانتصار...ولستُ نبيلا انحدر من يثرب الحضر لأني ما زلت أبعث مُهْل لغتي إلى الذين يغسلون انتماءهم برواسب الأوصياء الرحل وراء البحر...أنا أنتمي إلى هذا المكان اللاينتمي...

....

وعلى امتداد الطريق امتدت صفحة من روح وهاج. لما قرأتُ حكايتها تمردت الحكاية: "لم تنطفئ الشمس. لم تنكفئ الأرض". ثم نزلت آلهة الشعر وعاد أرباب الحكمة...قالت: تصبحون على خير...

...

الإخوة الأعزاء... أختي العزيزة...

...مهما سمينا هذا البياض: مهلة ـ استراحة المحارب ـ فرصة لتقييم التجربة...هو بياض أيقظ فينا ذلك البعض الجميل من جنوننا...هو ورطة المحك. هذا الجنون، يالغرابة الأقدار، صادف ذكرى ميلادي ـ يومه السبت ـ...صادف كذبة أبريل...

الأخت... ضياء، آلمتني باريس هذا الصباح...وأنا أترقب من طنجة وصول عائلتي إلى مطار أورلي. تأخرت الطائرة كثيرا بسبب كثافة الضباب. ميلاد يكتنفه ضباب...ميلاد في انتظار وصول جاء متأخرا...( علما بأني ـ باكرا وفي مطار طنجة ـ سألت عن الطائرة نحو القاهرة ( بعدها نحو الإسكندرية وطنطا)...لاستقدام رؤؤف ويحيى...رؤوف قرأته اليوم...أما يحيى فخبره مازال عند زهير). ضياء...ماذا تقرأين الآن? وما الجديد في المكتبة الفرنسية?

الأخ...رؤوف، لديك من البنود ما يجعلك قادرا على البحث والتحري...بين طنطا والإسكندرية أقل من ساعتين. قم بواجبك ياأخي. رؤوف: ما معنى أن يكون الفلاسفة هم أكثر الناس محاكمة في تاريخ الفكر?

الأخ زهير...والله شعرك عذب...فعذبنا ياعزيزي...كم أتذوق قصيدك. ( أنا زعلان شويا....لأنك كتبت عن يحيى ولم تكتب عني...إحنا ما نستهلشي ولا إيه...أو يمكن أنك تنتظر دوري وأزعل.../إن كانت قصيدتك لي مدحا ارسلها في الإيمايل...وإن كانت هجاء انشرها على الوراق...أرجوك). زهير: هل يمكن أن نكتب الشعر فلسفة?

الأخ يحيى...أنت تقرأنا الآن...أقرئك السلام. عندما أستضيفك في المغرب سأضع بين يديك كل ما تحتاجه عن ذكاءاتي المتعددة، لتكتشف أن ذكاءاتنا "موش ولابد". بالمناسبة أريد ان أسألك عما إذا كنت تقرأ للمفكر المغربي طه عبدالرحمن. لقد أصدر كتابا جديدا بعنوان( روح الحداثة). ذكرني هذا الكتاب بمقالاتك التي رجعت إليها وتمثلتها جيدا. فراقني أن أعنونها ب(حداثة الروح). فصل الربيع على الأبواب...نحن في انتظار (عودة الروح). يحيى: أطمع في معرفة وجهة نظرك حول الدور التربوي للفلسفة?

الأخ حفيظ...المسافة بيننا قصيرة...عجل بالاتصال بي أو بالسفر إلى تطوان قبل وصول يحيى ورؤوف من أجل التنسيق... واتخاذ الإجراءات اللازمة...من أجل "ماتش" من نوع جديد. حفيظ: هل تظن أنه من الممكن تدريس الفلسفة للصغار?

الأخ السعدي...إيه يأخي...مالك وعيوننا...أنا قاطن في تطوان. وتطوان بالأمازيغية تعني ( عين). وانت منين ياسعد? ( أريد استقطابك لصفي...عساي أفوز بقصيدة ثانية). سعدي: هل يمكن أن نكتب الفلسفة شعرا?

الأخ وحيد...هل بهذه الطريقة تدعو أصدقاءك مشاركتك عيد ميلادك? هل تطمع في تواضعهم بأن يجيبوك على أسئلتك كمشاركة جميلة منهم بالاحتفاء بمناسبتك الجميلة?

 

 

 

2 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
إعلان عن حب لا ينتهي    كن أول من يقيّم

تحية مفعمة بحب أخوي...

وصلتني هداياكم. ووضعتها بين دفتي هذا القلب. فما أجمل أن تكون الهدية معاني تولد وتتوالد وتتناسل داخل قلب من تسلمها. ما أروع أن نهدي لبعضنا ما هو نابع من العقل والقلب والروح. كم أعجز عن شكركم ااا.

- العزيز زهير...اكتشفتُ فيك الشعر. وأنت تعرف أكثر مني: ما أقل الشعر وما أكثر الشعراء. ما أروع قدرتك على التقاط التفاصيل. وما أقدر سليقتك على صوغها بتلك اللغة الأنيقة والشفافة التي تنساب من يراعك الخصب. وأبهرتني قدرتك فعلا على النفاذ إلى عمق الفكرة بحدسك الشعري القوي. أنا قرأتُ مفهومي في منطوقك. قرأتٌ "وحيدا في "زهير. لم تكن لي الجرأة يوما أن أدخل محراب الشعر. أقف دائما عند الباب والعتبة. تصلني الأصوات والأصداء كما الشظايا. وأخشى الاحتراق. لذلك تجدني أخشى الشعراء، لكني عازم على البقاء لأشاركهم حرقة القول الجميل.

ـ الأخ رؤوف...اكتشفتُ فيك الرؤية. وأنت تعرف أكثر مني: ما أكثر الرائين، وما أقل الرؤية. ما أجمل إرادتك على تدبير الاختلاف فيما فيه خلاف. وكنتَ محقا عندما وجهتَ سؤالي لتفتح "ملف الحرية"، وتحفر في ذاكرة التاريخ لتعيد الحياة إلى سقراط. سقراط الرمز وجد وسيوجد في كل لحظة. ولذلك يظل دائما محاصرا. مازال خطابنا المعاصر لم يتجرأ بعد بشكل واضح على الكشف عن هذه اللحظات السقراطية.

الأخت ضياء...قالوا عنك نجمة...وأنتِ أهل لذلك. توجوك...وأنتِ الجديرة. لكني اكتشفت فيك ـ من خلال هذا المنبر ـ نموذجا آخر للمرأة العربية في التفكير والحوار. فبرغم ذكورية المنبر فقد وشمته سيدتي بطابعك المتميز. كنتِ التوازن عندما تضيع البوصلة. وكنتِ الاتجاه عندما يتيه الشراع. وكم كنا ننتظر طلعة يراعك عندما تجف أقلامنا. شكرا على مبادرتك في التعريف بكتاب الفيلسوف الفرنسي (أندريه كونت سبونفيل: هل الرأسمالية أخلاقية?)...لم أقرأ الكتاب بعد. اطلعت فقط على ما نشر في بعض الصحف الفرنسية. الجميل في طرح سبونفيل أنه يعتبر أن العودة إلى الأخلاق اليوم هي منحصرة فقط في مستوى الخطاب النظري والحديث اليومي. وهو يطرح هذه المفارقة : بقدر ما يكثر الحديث ـ العالم والعامي ـ عن الأخلاق والقيم بقدر ما تغيب أو تنعدم في الممارسة والسلوك. وهي مفارقة يضعها فيما يسميه بسياق الجيل الروحي ( بعد جيل السياسة وجيل الأخلاق). أتساءل: ما موقعنا وما موقفنا نحن العرب?

ـ الأخ عبدالحفيظ...شكرا على مجهودك في تقديم خلاصات انطباعات المتعلمين حول الفلسفة. إجابات تستحق التحليل والدراسة فعلا. بالمناسبة يعرف تدريس الفلسفة في المغرب تحولا كبيرا بتعميم الدرس الفلسفي على جميع مسالك التدريس الثانوي التأهيلي، وزيادة حصصه. وبالمناسبة أيضا صادقت اليونسكو على الاقتراح المغربي بتخصيص يوم عالمي للفلسفة(الخميس الثالث من أكتوبر من كل سنة). لقد احتفلنا في تطوان بتنظيم ماءدة مستديرة حول (الفسلسفة والشأن العام). ما أجمل أن تجمعنا أيام الحكمة...في الساحة العامة...

ـ الأخ السعدي...قدمت لنا نصوصا فضحت فيك روعة وعفوية الشعر في قول ما نعجز عن قوله بصيغة أخرى. الفلسفة بالشعر والشعر الفلسفي. أضفيت على هذا المنبر ألوانا أخرى كنا في أمس الحاجة إليها. قصتك مع زهير هي صيغة لحوار المبدعين. ما أجمل أن يتشاعر الشعراء في حضرة الفلاسفةااا.

ـ الأخ يحيى...شكري لك متميز، كشخص وكمثقف. حواراتنا كانت دافئة في البداية...وارتفعت درجة حرارتها في لحظة ما...لكن طبعي هادئ بطبيعته. لذلك لن أحمل مسؤولية انخفاض درجة الحرارة إلى أحوال الطقس. وفي شهر أبريل يتحسن الجو كثيرا ليبشر بفصل الربيع. تصور ياحيى: في الأسبوع الماضي فقدتُ عصفورا من نوع رفيع. وبعد يومين من ذلك أطلقتُ سراح شريكته في/من القفص. أنا الآن متحرر.

بين البداية والنهاية...هذا الحب الذي لا ينتهي.

أحبكم.

        

6 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الفلسفة والترجمة (1)    كن أول من يقيّم

(الأخ زهير: هذه هي النسخة المنقحة والقابلة للنشر. شكرا لك)

تحية استثنائية...وبعد

    كان خطابي الأخير ( إعلان عن حب لا ينتهي) إعلانا مضمرا عن آخر ما يمكن أن أقدمه لمن شاركتهم في هذا المنبر. تساءلت حينها مع نفسي: هل استنفذ المنبر مهمته? هل فعلا تراجعنا من أجل تقديم استقالة أم من أجل استراحة محارب? هل جفت أقلامنا وقلنا كل ما عندنا? هل أجبنا عن السؤال الذي طرحه الصديق عبدالرؤوف أم أن السؤال انتصر علينا ليظل سؤالا يفرض علينا طرح أسئلة أخرى? نعرف أن السؤال في الفلسفة أكثر أهمية من الجواب. ونعرف أن مكمن قوة الفلسفة في تحويلها الجواب إلى سؤال؛ في قدرتها على تدمير البديهيات والقناعات السائدة.

   كانت الأخت ضياء محقة عندما لمحت إلى رغبتي في استدراجها عندما سألتها عن آخر قراءاتها. ولم يكن الأمر يتعلق بها فقط. لقد طرحت أسئلة على جميع الإخوة ليقدموا هداياهم في مناسبة جد خاصة أبيت إلا أن أشركهم فيها ( مناسبة فاتح أبريل الذي يصادف عيد ميلادي). تلقيت الهدايا. وتفاعلت معها مسرورا. ونسختها في ملف خاص جدا جدا...وختمتُ مشاركتي/مشاركاتي بإعلاني حبي للجميع.

   لكن استدراج وحيد لضياء نتج عنه استدراج ضياء لوحيد. وأصدقك القول ياضياء بأن ذلك لم يكن في حسباني. وكل جميل لم يكن في الحسبان أسميه "ورطة رائعة". مكانتك في هذا المنبر قلب أوراقي إذن. وتخيلت نفسي عائدا من طريق آخر. أنا مدين لك سيدتي.

    طرحتِ موضوع اللغة العربية. أنت تطرحين موضوعا لا يخص فقط قضية اللسان. إن مسألة اللغة مسألة حضارية؛ هي ظاهرة تعكس قضايا الثقافة والحضارة، بل تعكس مشكلة الوجود العربي ككل. وبهذا المعنى فهي مسألة لا تخلو من أبعاد فلسفية. كيف يمكن ولوج هذه المسألة?

   ـ أبدأ من المثال الذي بين أيدينا: ترجمة عنوان كتاب أندري كونت سبونفيل. (هل الرأسمالية أخلاق?) أم (هل الرأسمالية أخلاقية?)? لا تنتظري مني جوابا قطعيا. إن جوابا من هذا القبيل سيسقطنا في الميتافزيقا؛ أي في اعتقاد إمكانية اجتياز وقهر المسافة بين النص الأصلي وترجمته؛ أي إمكانية إنتاج نص يكون طبق الأصل للنموذج. فهل من الممكن مسح الأصل والسماح للكاتب الأصلي أن يتحدث بلسان غير لسانه دون ان يفقد هويته. عندما نترجم نعتقد أننا نتكلم بلسان الكاتب. نظهر لكي نختفي.

   ـ Le capitalisme est - il moral?. الاعتبار الذي جعلني أميل إلى ترجمة العنوان ب(هل الرأسمالية أخلاقية?) هو التالي: إن كلمة moral وردت في صيغة وصف مذكر (بدون e) لـ capitalisme ، ولم ترد اسما، أي "morale" ( بـ e). وهناك فرق بين الوصف والإسم من حيث أن: وصف moral(أخلاقي) يدل على كل ما يتعلق بالقواعد المتعارف عليها والمطبقة داخل المجتمع، أو قل على جملة الأوامر والنواهي المقررة عند مجتمع معين في فترة محددة ( والحالة هنا هي النظام ارأسمالي) وأن اسم morale (أخلاق) يدل على العلم الذي ينظر في أحكام القيمة، من حيث الخير والشر. وما يؤكد هذا الميل ان سبونفيل نفسه يعتبر الرأسمالية مسارا تاريخيا انخرطت فيه مجتمعات عديدة. ولذلك عندما نسند سلبا اسم (الأخلاق) إلى الراسمالية نكون بذلك قد أسندنا ما هو نظري/علمي عام إلى ما هو تاريخي خاص. وهذا ما لا يقصده سبونفيل عندما يحذرمن أن كل رأسمالية مفصولة عن قواعد أخلاقية إنما تنبئ بانهيار حضاري عالمي. هذا هو تفسيري الخاص للمسألة سيدتي ضياء.

   ـ أعود الآن إلى مسألة اللغة. أقول إن مثل هذا النقاش سيفتح أفقا للتفكير في علاقة الفلسفة بالترجمة. وبالتالي سيفتح نافذة أخرى على الموضوع الذي طرحه الأخ النويهي. أنا أعتقد أنه من بين المداخل الأساسية للتفكير في الإبداع الفلسفي مدخل الترجمة، وبالتالي مدخل اللغة. فمما لا شك فيه أن الفكر الفلسفي الذي نتداوله الآن ـ كقراء عرب ـ إنما تشكل وتطور من خلال أعمال الترجمة. وبالعودة إلى التاريخ كذلك يتبين أن هناك أطوارا عدة مرت بها العلاقة بين الفلسفة والترجمة في المجال التداولي العربي. ونعرف أيضا أن الترجمة تتعدد في أشكالها وطرقها؛ تبتدئ من ترجمة حرفية تحصيلية، وتنتهي إلى ترجمة إبداعية تأصيلية. وهو موضوع يحتاج ولاشك إلى مزيد من التأمل والتفكير والاجتهاد...وقد تكون لنا مناسبات أخرى للوقوف على اجتهادات بعض المترجمين في اختيارهم هذا اللفظ أو ذاك...من قبيل "الصورنة" و"الريضنة" و"الحوسبة"...ـ "الخوصصة" أو "الخصخصة" ـ العولمة أو الكوكبة...أدخلتنا في ورطة أخرى ياضياء...لك ولكم ألف تحية.          

11 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الفلسفة والترجمة (2)...نحن والآخر    كن أول من يقيّم

صباح الخير...

الحديث عن الترجمة في علاقتها بالفلسفة سيحيلنا ضرورة على إثارة مجموعة من التقابلات التي تحتاج إلى تحقيق وتدقيق، من أجل وضوح الرؤية. من بين هذه التقابلات: على مستوى الذات: نحن والآخر ـ على مستوى الدين: الإسلام والمسيحية ـ على مستوى الجغرافية الحضارية: الشرق والغرب ـ على مستوى الزمن: الماضي والحاضر ـ على مستوى الانتماء: الأصالة والمعاصرة ـ على مستوى التفكير والسلوك: التقليد والتحديث... أو القدامة والحداثة...

هناك رؤى وأطروحات متباينة في مقاربة هذه الثنائيات. هناك من يضعهما على طرفي نقيض برؤية النرجسية: الطرف الأول(نحن الأصالة...) يمثل النموذج والمثال والإيمان والجنة والخير والفضيلة....والطرؤف الثاني (الآخر المعاصرة...) يمثل الكفر والمرض والنار والرذيلة...إلخ. وهناك أيضا من يضعهما على طرفي نقيض برؤية عقدة النقص: (نحن التقليد والتخلف والانحطاط ...)، والآخر(النموذج والتقدم والمستقبل...). 

إن الفكر العربي لم يراوح مكانه بين هاتين الرؤيتين إلا فيما ندر. ذلك أن المنحى الذي يميز الفكر العربي الحديث والمعاصر في مختلف تياراته يميل إلى تقديس النموذجين معا: أي اتخاذهما مرجعا ورافدا يستمد منه الحلول لمشاكل الحاضر والمستقبل. تيارات تقرأ الحاضر بعين الماضي العربي الإسلامي، وهناك تيارات أخرى تقرأه بعين غربية. وإذا كانت العين الأولى تنتمي إلى الماضي العربي الإسلامي كزمن ينتمي إلى الماضي نفسه، فإن العين الثانية تنتمي إلى الماضي الغربي كزمن ينتمي إلى الحاضر ( أليس هناك فجوة زمنية تفصلنا عن حاضر الغرب الذي يتجاور معنا جغرافيا). مشكلة العين الأولى أنها تقع في رأس لا يتلفت إلا خلفه بعيدا. ومشكلة العين الثانية أنها ترفع بصرها إلى السماء. ( هبل نحتاج ياترى إلى عين ثالثة?????). العين الأولى استعارت نظارات تراثية لتقرأ بها تراثها وواقعها ومستقبلها في نفس الوقت. هذه العين لا ترى المفتاح السحري إلا في النموذج الإسلامي الذي من شأن بعثه الوصول إلى تسلم قيادة البشرية(سيد قطب). والعين الثانية لن تجد هذا المفتاح إلى في النموذج الغربي الحديث الذي يفرض علينا الواقع تمثله لنعود إلى مسرح التاريخ ونؤدي رسالتنا للعالم ( إلياس فرح). هذان نموذجان نجد نسخا لهما ـ قوية أو باهتة ـ في العديد من الكتابات لأسماء كبيرة تحمل نفس الشعارات.

ما الذي تفتقده العينان? القراءتان?

الشرط المفتقد هو الاستقلال التاريخي عن النموذجين معا، أي التحرر من سلطتهما المرجعية. والاستقلال عن النموذج العربي الإسلامي هنا لا يعني القطيعة مع التراث، بل مع الفهم التراثي للتراث، مع تبني الفهم الموضوعي للتراث. كما أن الاستقلال عن النموذج الغربي لا يعني رفض كل ما هو غربي، بل يعني التعامل معه نقديا. في كلتا الحالتين ( الفهم الموضوعي للتراث والتعامل النقدي مع الغرب) يتطلب الأمر توجيه الأعين نحو الواقع كمنطلق لذلك الفهم ولذلك التعامل. لا يمكن السير نحو المستقبل ما لم يتم حل مشاكل الماضي من خلال تحرير البصر من ضبابية رؤية هذا الماضي، وانبهار رؤية الآخر. والمسألتان متلازمتان. 

والرؤية الواضحة ( أي القراءة الموضوعية) للتراث تتطلب فصلا مزدوجا: فصل القارئ عن المقروء( بتحقيق الانتقال من التذكر الاتباعي إلى الفهم الإبداعي) وفصل المقروء عن القارئ ( بتحقيق الانتقال من تقديسه القبلي إلى تشكيله البعدي).

والرؤية الواضحة ( أي التعامل النقدي) للغرب تتطلب وصلا مزدوجا: وصل الناقد بالمنقود ( بتحقيق الانتقال من الانفعال بقراءته إلى فعل قراءته) ووصل المنقود بالناقد ( بالانتقال من ترجمته التحصيلية إلى ترجمته التأصيلية).

في القراءة والترجمة على السواء تطرح مسألة اللغة والتفكير في اللغة. هل يمكن أن نفهم الغرب باللغة العربية أكثر مما يفهم نفسه بلغاته? سأعرض واقعتين:

ـ الواقعة الأولى تنتمي إلى الحاضر. تشهد الواقعة على أن الألمان ـ من أجل فهم "فينومينولوجيا الروح" لهيجل ـ لجأوا ولاذوا إلى الترجمة الفرنسية التي أنجزها جون هيبوليت ( بعد قرن ونصف من ظهور الكتاب باللغة الألمانية). لقد تمكنت هذه الترجمة من جعل هيجل يتكلم الفرنسية كي يفهمه الألمان.

ـ الواقعة الثانية تنتمي إلى الماضي. وتشهد على أن الفلسفة اليونانية ترجمت في البداية إلى العربية بتوسط من اللغة السريانية وليس عن اللغة اليونانية مباشرة. ولا يمكن التنكر للدور الذي لعبته هذه الترجمات في إغناء وتغذية الفكر العربي. وقد أعاد التاريخ نفسه عندما قامت اللغة العربية بنفس الدور بنقلها الفكر اليوناني إلى العالم اللاتيني. الغرب لم يعرف الفكر اليوناني إلا في ومن خلال اللغة التي كان هذا الفكر يحيا وينتعش فيها.

يمكن أن نقدم وقائع أخرى تشهد على قدرة اللغات المترجم إليها على أن تعطي للنص المترجم حياته وتاريخه. إن الترجمة ـ عندما تكون تأصيلية ـ بقدر ما تمنح النص المترجم إمكانات جديدة تكشف في نفس الوقت عن قوة وحيوية اللغة المترجم إليها. بهذا المعنى ليست الترجمة مجرد نقل من لغة إلى أخرى، ليست كتابة ثانية، بل هي تأليف وإبداع...بل يمكن أن تكون أصلا أكثر أصالة من الأصل نفسه. هاهنا تكون الترجمة تأصيلية.     

           

 

 

14 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الفسلفة والترجمة ( 3)...    كن أول من يقيّم

مرحبا بالأخ سهيل...

ما تقوله بعضه فقط صحيح حسب تقديري...

العرب اليوم الآن عاجزون عن الفعل.... مجرد متأثرين...هناك وقائع كثيرة شاهدة أو دالة...كل هذا صحيح. لكن ذلك لا يقوم ذريعة لرفض عملية الترجمة. الترجمة ـ علاوة على كونها تعريفا بفكر الآخر ـ هي تفاعل معه. رفض الترجمة معناه رفض الآخر في لغته وفي لغتنا. إذا سايرنا منطقك....ورفضنا الترجمة، في انتظار ظهور "أناس يصنعون الحضارة" كي تكون لنا فلسفة....إلى ذلك الحين أسألك: ما العمل? أنا أقول خلال مسافة الانتظار سلنتهم أنفسنا...كيف نستفيد من التاريخ...كيف نقلص المسافة بيننا وبين الآخر....قد تكون الترجمة إحدى المسالك في نظري...

 

15 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الفلسفة والترجمة (4): الثلاجة في مواجهة الفُرْن    كن أول من يقيّم

مساء الخير..

طرح الأخ يحيى مثالا شبه فيه الموضوعية بوضع الأفكار في الثلاجة، في سياق مناسبة دعانا فيها إلى القيام ب( خطوة إلى الوراء ونفهم كل شيء). وقمنا بالخطوة وفهمنا كل شيء. لكننا فهمنا مضمرات أخرى، فهمنا مسكوتا عنه: رفض إدخال الأفكار في الثلاجة (أي رفض برد/برود الموضوعية) يقابله إدخال الأفكار في الفُرْن ( أي قبول دفئ / حرارة الذاتية). بمعنى: عوض أن نتخذ مسافة معقولة/موضوعية/عقلانية بيننا وبين التراث، علينا دمج كل الأمكنة والأزمنة لنتوحد وننغمس ونتدفأ بحرارة التراث. أي أن نصبح كائنات تراثية. هل علينا أن نختار بين الثلاجة والفرن? دلالات الفرن من الناحية النفسية عديدة: العاطفة ـ الرومانسية ـ الحنين ـ الحضن ـ الأم ـ توتر الفقدان/ولذة التعلق ـ الملجأ ـ المأوى...وهي كلها دلالات سيكولوجية تحيل على الذات التي انفلت منها مصيرها وحاضرها...واضطرت إلى الاستنجاد بماضيها المجيد/الدافئ حيث النموذج والمثال.

أستغرب فعلا من تحليل يجعل من الموضوعية ( وهي قيمة علمية/إبيستمولوجية لا يمكن التنكر لها، وإلا رفضنا المنظومة العلمية ككل)...مبدأ يستدل به على وجود "تمزق نفسي". أتصور العكس تماما. رفض الموضوعية معناه التماهي والانغماس في موضوع الدراسة ( التراث في سياق حديثنا). والأمر لا يتعلق بالتراث وحده. بل يطال أيضا التماهي مع الغرب. كلا الأمرين يحيل ويدل على جروح نرجسية في ذات منكوبة. فلاسفتنا لم تكن لديهم هذه العقدة من جهتين: لم ينغمسوا في تراث سلفهم حتى الأخمص، ولم يغرقوا في تراث غيرهم حتى العنق. وكان لترجمة الفلسفة الدور الكبير في العملية الأولى. وكان تمثلهم الموضوعي للتراث الدور الكبير في العملية الثانية. هذا درس نحتاجه فعلا من أجل "تبريد وتجميد" ما لا نحتاجه إلا آجلا، وتدفئة وتسخين ما نحتاجه عاجلا. 

 

16 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
عتاب الأبرار... تليه صرخة الأحرار    كن أول من يقيّم

صباح الحرية...

عودتنا يارؤوف على ما هو جميل ومطلوب. ها أنت الآن تفتح نافذة أخرى على مرغوب نسعى الإمساك به...الحرية. وباعتباري لست من هواة التقصي لم أطلع على الموضوع إلا صدفة. أعاتبك عتاب الأخ لأنك لم تخبرني في الوقت المناسب بمبادرتك الجليلة. ولأنك صديق عزيز، من المفروض علي أن أحول عتابي إلى تهنئة لهذه السابقة التي أتمنى التقاطها من طرف قراء آخرين.

من الصدف أني لما فتحت هذا الملف كانت روحي تتوقى قسطا من الحرية. منذ أيام وأنا تحت ضغط نفسي قاهر لم أتمكن من التخلص منه. البارحة وصل مقياس التوتر درجته القصوى. رجعت إلى كتاب ألبير كامو ( الإنسان المتمرد). كم راقتني تلك العبارة الرائعة ( نحن متمردون، إذن نحن موجودون)...كتبت شيئا. أتمنى قبوله ضيفا لاجئا نشازا بين متن مقالاتك...

كتبت مايلي:

هاهو ذلك الظلم الأنطلوجي يتحول إلى حرمان إنساني مرسوم بكل الألوان على أجساد "المعذبين في الأرض". هؤلاء يكتبون عذابهم كل يوم في فضاء الحاجة وفي أفق الممكنات المستحيلة، وفي حلمهم بالأشياء الجميلة. تتعب أجسادهم في مزاحمة أشياء الفضاءات الغريبة. يوجدون فيها ولا تنتمي إليهم. يكتبون بصمتهم كل المعاني. إنهم يكتبون التاريخ بهذا السائل المنساب...عصارة الروح التي تحلم كل يوم...كل يوم...ثم تأخذ وصيتها وترحل...

أي كائن لا يمكن أن يصرخ أمام الأشباح المتحركة في هذا الزمن الملوث...هل ترونني أيها الشابحون الشاحبون صادقا إن قلت لكم بأن كل شيء غدا ملوثا...حتى الأجساد في أحشائها، حتى روحها المشروخة بهذه النفايات السوداء...أصرخ فيكم وأصرخ في وجه المأساة المتطرفة حتى أخمصها...كيف تنفثون روائحكم في بقعة أوساخكم...كيف راكمكتم هذه الخفافيش...الأفواه مككمة. والأجساد مغلولة. والصواعق تصعقها...أصرخ فيكم. ألا يكفيكم درس التاريخ فيكم. وصفعة الآخر فيكم. خذوا درسا في الدرس لتعلموا أن جدي لم يكن كمثلي الآن. ومثلي الآن أكرهه كما أكره هذه العدوى التي وصمني الزمن الرديء...ألا ترون هذا الوهن الذي أهلك الحفيد وشرخ فيه أمسه وسحق آنه وغدا الحلم مستحيلا...الوصمة غدت عارا. وهذه القطرات أمست دما فوارا. وتلك الجروح تحوي لغما ونارا. أصرخ فيكم أن تخرسوا وتبحثوا عن الخلل في جمامجمكم...قد يكون تعفنا أصاب خلاياكم...أو تمزقا شلها...أو أنهكها ورمُ. لن يجديكم علاج الكيمياء ولا كي الحكيم، ولا عشب هذه الأرض. عليكم بأنفسكم. وكفى بأنفسكم رقيبا. وكفى بغيركم سعيرا. خذوا قطرة من هذه الأنهار واجعلوها ماء وجوهكم. ونظفوا بها أوساخها واخلعوا كل...كل...كــــل الأقنعة أيها الشابحون الشاحبون. أصرخ فيكم وقولوا عني ما شئتم. (لأنه نص متمرد تركته على سجيته بدون تصحيح) 

دمتم من أجل الحرية...    

19 - أبريل - 2006
الحرية
الفلسفة في ترجمتها الأخيرة...    كن أول من يقيّم

صباح الخير. اللحظة أعتبرك "مثالا" ياأستاذ يحيى. سأتمسك بما قبل الأولى بعد الأخيرة. أنا حائر الآن هل أتحدث عن (نهاية التاريخ) أم (نهاية الإيديولوجيا) أم (نهاية الفلسفة) أم (موت الإنسان) أم ( أفول الأصنام) أم (موت المؤلف). أفضل الصيغة الأخيرة. شكرا للوراق. مع خالص ودي للجميع.

19 - أبريل - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
 1  2  3  4  5