مساء الخير في لقاء بين آلهة الشعر وأرباب الحكمة.... كن أول من يقيّم
...
وشرعت أبحث عني بين دهاليز الأزمنة. كانوا هنا حين رأيت شروخ صباي تلومني عن عنف مارسته رغما عني. فوق فاصل العذاب والذهاب كنت أتمرد. ثم عشقت ترنحي بين الصباح والمساء. جاء المساء على غير عادته ليرسم قوسه على امتداد أرض أعلمها. لا علم لي بكمون هذا اليوم الأول...ولا علم لي بطقس مسائه...قيل: في التشارين يُقطف ورق التوت..
مساء الخير...
العتبة الأول :?الفلسفة تأتي دائما متأخرة. وباعتبارها تفكيرا في العالم، فهي تنظر فقط بعد أن تكون الأحداث قد اكتملت وأنهت عملية تشكلها...إن بومة مينيرفا ( رمز الحكمة والفلسفة) لا تبدأ تحليقها إلا حين يحل الغسق?(هيجل).
وحين استبق هذا اليوم ميقات مساء السبت، حلقت طويلا خارج أجواء الروح. أمرني معلمي أن أحل عن منطقة الظلام المتوترة بالعياء...وأن أغلق أتعس كتاب خطته مخالب قدر لم يكشف عن وجهه أبدا. اغفري لي ذنبي أبدية العودة...أنا لا أنتمي إلى المدينة الفاضلة...في المدينة لا يعترفون بلون الرسم والقصيد واللحن...فيها يقتلون الأرض والزرع والورد...وداعا أيتها الجمهورية...
العتبة الثانية: ?إننا قد نستغرب أن تكون الأفكار العميقة موجودة في كتابات الشعراء أكثر مما في كتابات الفلاسفة..توجد فينا بذور الحقيقة كما توجد في الصوان، ويستخلصها الفلاسفة بالعقل، وينتزعها الشعراء بالخيال، وتلمع عندئذ أكثر?(ديكارت).
...وقد يرى غيري هذا الجهر سراجا ليشابك في حبالي نباله. لكني وعدي عاجل: ياأيتها النفس تمهلي على دورة الفصول..من حقك الآن محو شقاء الصمت إن كنت شقيا يعشق لحظة بدء المستقر...أعلني شهادتك على يتم حزني: أريد أن أنام...أن يقرأني جسدي همسا..أن ترفرف روحي مع الدخان...ثم عودي راضية...عودي حتى لو كان المألوف قدرا مقضيا...
العتبة الثالثة: ?بعد اكتمال الفلسفة لن يتبقى لنا إلا إعادة الإعلان عن السؤال الذي قام الشعراء بحراسته...فالفكر هو اليوم مطروح تحت شرط الشعراء. وتحت هذا الشرط يرتد الفكر نحو تأويل أصول الفلسفة، نحو الإيماءات الأولى للميتافزيقا، ينطلق باحثا عن مفاتيح مصيره الخاص...?(آلان باديو).
ثم تابعت المسير في بدء فاصل جديد...كالدخان أيضا جسدي غدا يترنح. ما أعلم هذا الزمن بسر انفجار المتناقضات...وما أجهله بحدود ما ينبغي أن تكون عليه الحقيقة...ثنيتُ البياض على الكحلي ونشرتُ الحاصل على أرض الله، لأني تعلمت من أمي أن للوصول طريقا...ولستُ بحامل شارة الانتصار...ولستُ نبيلا انحدر من يثرب الحضر لأني ما زلت أبعث مُهْل لغتي إلى الذين يغسلون انتماءهم برواسب الأوصياء الرحل وراء البحر...أنا أنتمي إلى هذا المكان اللاينتمي...
....
وعلى امتداد الطريق امتدت صفحة من روح وهاج. لما قرأتُ حكايتها تمردت الحكاية: "لم تنطفئ الشمس. لم تنكفئ الأرض". ثم نزلت آلهة الشعر وعاد أرباب الحكمة...قالت: تصبحون على خير...
...
الإخوة الأعزاء... أختي العزيزة...
...مهما سمينا هذا البياض: مهلة ـ استراحة المحارب ـ فرصة لتقييم التجربة...هو بياض أيقظ فينا ذلك البعض الجميل من جنوننا...هو ورطة المحك. هذا الجنون، يالغرابة الأقدار، صادف ذكرى ميلادي ـ يومه السبت ـ...صادف كذبة أبريل...
الأخت... ضياء، آلمتني باريس هذا الصباح...وأنا أترقب من طنجة وصول عائلتي إلى مطار أورلي. تأخرت الطائرة كثيرا بسبب كثافة الضباب. ميلاد يكتنفه ضباب...ميلاد في انتظار وصول جاء متأخرا...( علما بأني ـ باكرا وفي مطار طنجة ـ سألت عن الطائرة نحو القاهرة ( بعدها نحو الإسكندرية وطنطا)...لاستقدام رؤؤف ويحيى...رؤوف قرأته اليوم...أما يحيى فخبره مازال عند زهير). ضياء...ماذا تقرأين الآن? وما الجديد في المكتبة الفرنسية?
الأخ...رؤوف، لديك من البنود ما يجعلك قادرا على البحث والتحري...بين طنطا والإسكندرية أقل من ساعتين. قم بواجبك ياأخي. رؤوف: ما معنى أن يكون الفلاسفة هم أكثر الناس محاكمة في تاريخ الفكر?
الأخ زهير...والله شعرك عذب...فعذبنا ياعزيزي...كم أتذوق قصيدك. ( أنا زعلان شويا....لأنك كتبت عن يحيى ولم تكتب عني...إحنا ما نستهلشي ولا إيه...أو يمكن أنك تنتظر دوري وأزعل.../إن كانت قصيدتك لي مدحا ارسلها في الإيمايل...وإن كانت هجاء انشرها على الوراق...أرجوك). زهير: هل يمكن أن نكتب الشعر فلسفة?
الأخ يحيى...أنت تقرأنا الآن...أقرئك السلام. عندما أستضيفك في المغرب سأضع بين يديك كل ما تحتاجه عن ذكاءاتي المتعددة، لتكتشف أن ذكاءاتنا "موش ولابد". بالمناسبة أريد ان أسألك عما إذا كنت تقرأ للمفكر المغربي طه عبدالرحمن. لقد أصدر كتابا جديدا بعنوان( روح الحداثة). ذكرني هذا الكتاب بمقالاتك التي رجعت إليها وتمثلتها جيدا. فراقني أن أعنونها ب(حداثة الروح). فصل الربيع على الأبواب...نحن في انتظار (عودة الروح). يحيى: أطمع في معرفة وجهة نظرك حول الدور التربوي للفلسفة?
الأخ حفيظ...المسافة بيننا قصيرة...عجل بالاتصال بي أو بالسفر إلى تطوان قبل وصول يحيى ورؤوف من أجل التنسيق... واتخاذ الإجراءات اللازمة...من أجل "ماتش" من نوع جديد. حفيظ: هل تظن أنه من الممكن تدريس الفلسفة للصغار?
الأخ السعدي...إيه يأخي...مالك وعيوننا...أنا قاطن في تطوان. وتطوان بالأمازيغية تعني ( عين). وانت منين ياسعد? ( أريد استقطابك لصفي...عساي أفوز بقصيدة ثانية). سعدي: هل يمكن أن نكتب الفلسفة شعرا?
الأخ وحيد...هل بهذه الطريقة تدعو أصدقاءك مشاركتك عيد ميلادك? هل تطمع في تواضعهم بأن يجيبوك على أسئلتك كمشاركة جميلة منهم بالاحتفاء بمناسبتك الجميلة?
|