البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 208  209  210  211  212 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الست هدى    كن أول من يقيّم

لابد أولا من شكر بديع الزمان على هذه المشاركة التي زين بها هذا الملف، وأما الجواهري يا أستاذ هشام فقامة طويلة من قامات الشعر العربي ولكن مسألة إمارة الشعر شيء آخر. أرني ما رثي به الجواهري حتى نرى رأي الشعراء فيه، فهم الذين بايعوا أحمد شوقي وليس جمهور الناس فقط.
الست هدى آخر مسرحية شعرية كتبها شوقي، وفي كتاب (شوقي شاعر العصر الحديث) تأليف المرحوم شوقي ضيف (صدر عام 1953م )  وصف مطول لهذه المسرحية، قال (ص266):
(ألف شوقي في أواخر أيامه ملهاة سماها (الست هدى) وقد مثلتها الفرقة القومية بعد وفاته... والست هدى هي من سيدات القرن الماضي، فالزمن الذي تقع فيه حوادث الملهاة هو سنة 1890م والمكان حي الحنفي بالقاهرة حيث كان شوقي يسكن، وحيث كان يشاهد عن قرب علاقات الرجال بالنساء، وما كانوا يضطربون فيه من سنن وتقاليد، وتتألف الملهاة من ثلاثة فصول، ويبدأ الفصل الأول بحوار بين الست هدى وجارة لها تسمى زينب، ويدور الحوار فيما يقوله الناس عن كثرة الأزواج الذين اقترنت بهم الست هدى، فقد تزوجت تسعة من الرجال، وتدافع عن نفسها وتقول: إنها إنما تزوجت بمالها، وتفخر بفدادينها الثلاثين، فهي التي تجذب إليها الزوج تلو الزوج، وتقول عن الناس:
يقولون في أمري الكثير وشغلهم حديث زواجي أو حديث iiطلاقي
يـقولون  إني قد تزوجت تسعة وإنـيَ واريـت التراب iiرفاقي
وما أنا عزريل وليس بمالهم تزوجت لكن كان ذاك iiبمالي
وتلك  فداديني الثلاثون iiكلما تـولى رجال جئنني برجال
فـمـا أكثر iiعشاقي ومـا أكـثر iiخطابي
ولولا المال ما جاءوا أذلاء إلـى iiبـابـي
وتأخذ في سرد أسماء من تزوجتهم، وتصف كل زوج منهم وصفا دقيقا، فأول البخت كان مصطفى الذي لا تنساه ولا تسلوه، كان كالسارية، بلحية سوداء مدورة، وكان لا يطمع في فدادينها، ومات فكادت تموت حزنا عليه، وتسجل هنا أن عمرها حين مات كان عشرين عاما، ثم تقول إنها تزوجت بعد خمس سنوات فهل من حرج عليها، فترد صاحبتها زينب:
أجـل  تـعيشين iiوتدفنينا حتى تصيبي منهمو البنينا
وأما الثاني فكان مفلسا وقعت في حباله، وكان ذا صخب وعادات سيئة، وجن جنونه بالنسل، ومات ولم يخلفلها ديونا، وكان عمرها عشرين عاما، فتزوجت من سواه فهل من بأس عليها ?
فترد زينب:
أجـل  تـعيشين iiوتدفنينا حتى تصيبي منهمو البنينا
وأما الثالث فكان عمدة البلدة التي بها فدادينها، وتصف قذارة عاداته وأنه مات ولم يترك تراثا، فقد خلف عشرين ذكورا وإناثا، ثم تزوجت بعد عام، فهل من جناية في ذلك ? ودائما ترد زينب:
أجل تعيشين وتدفنينا ...إلخ
وتعرض لزوجها الرابع وأنه لم يكن نافعا ولا شافعا:
قـالـوا  أديب لم يرو مثله ولـقـبـوه الكاتب iiالبارعا
قـد  زيـنـوه ليَ فاخترته ما اخترتُ إلا عاطلا ضائعا
رائـح  أكـثـر iiالزما ن على الصحف مغتدي
يـكتب  اليوم في ii(للوا) وغـدا فـي ii(الـمـؤيد)
لـيـلـه أو iiنـهـاره فـارغ  الـجيب iiواليد
ويـعـجبني عند المباهاة iiقوله بـنـيتُ  فلانا أو هدمتُ iiفلانا
وقد يصبح المبنيّ أوضع منزلا وقـد يصبح المهدوم أرفع شانا
رحـمـة  الله iiعليه كـان  لا يدخر iiمالا
كان إن أفلس لا يس ألـنـي إلا iiريـالا
وتتحدث عن زوجها الخامس وكان يوزباشي في الجيش وودت لو أنه زوج العمر، إلا انه لم يكن يهواها، وإنما يهوى حليها ..عاش معها ثلاث سنين ثم طلقها فتزوجت من بعده ولكن عمرها لا يزال عشرين عاما، مع انها ظلت عامين بعده بلا زواج فتزوجت السادس وكان جيبه كقفاه نظيفا، ومع ذلك كان جخاخا كبيرا، فكل يوم يدعو إلى البيت رئيسا أو وزيرا، وعينه إلى خواتمها، يحدث نفسه كيف ينشلها. وتزوجت بعده بالسابع وكان فقيها يسمى الشيخ عبد الصمد، وتقول إنه أدبها بيده وبرجله وبالعصا، وتعرض لغيرته عليها وتقص هذه القصة:
رأى غـبـارا عـالقا جبهتي ولـم أكـن أعلم من أين iiأتى
فـقـال هـا الترب من iiنافذة من كنت منها تنظرين يا ترى
وهـاج حتى خفت أن iiيقتلني وشـمّـر  الذيل وجر iiالعصا
وجـاء  بـالنجار من iiساعته سـد الـشبابيك وسمّر iiالكوى
رحـمة  الله عليه لم يكن فـمـه  يـذكر iiأبعاديتي
وإذا مـا جاءني أو iiجئته لم يقلّب عينه في صيغتي
وتقول إنها عاشت معه نصف عام، ولا تنسى أن تذكر أن عمرها لا يزال عشرين عاما، ثم تتحدث عن زوجها الثامن (مهدي المقاول) وكان سريا وعاشت معه عامين ومات وعمرها عشرون عاما فتزوجت التاسع، وهو محام عاطل سكير، يحتسي الخمر في الضحى ويدعى عبد المنعم، وفي هذه الأثناء يرن في سمعها صوته وهو يصعد السلم:
هدى: ضلالُ أين انت يا هدى أيـن العجوز أين جدتي iiهدى
ويقترب مترنحا وفي يمينه العصا وفي الشمال المكنسة، فتهرب من صاحبتها إلى غرفة نومها، ويهذي هو بذكر أطيانها وزبرجدها وزمردها، ويستلقي في القاعة ويغط في النوم، وتخرج زينب، وفي اليوم التالي في الصباح تسمع ضجة على السلم، وتدخل أربع فتيات من بنات الجيران، هن خديجة وأسماء وبهية وإقبال، جئن يحيين الست هدى تحية الصباح، ونراها تذكر لكل واحدة منهن ما أوصت لها به من ميراثها، ويستطردن معها في حديث عن زواجهن . وينتهي الفصل الأول من المسرحية

16 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
موسيقى شوقي    كن أول من يقيّم

استوقفتي هذه الكلمة في كتاب المرحوم شوقي ضيف المذكور آنفا (ص  278) قال: ( أوتي شوقي من حلاوة موسيقاه وعذوبتها مع روعتها وفخامتها ما جعلنا نشبه آياته الكبرى بالسمفونيات الخالدة، وموسيقى شوقي في شعره لب إبداعه، وبها كان يظفر دائما بخصومه، فقد كانوا يحاولون أن يردوا الناس عنه، فكانوا يعرضون عنهم وينصرفون عن نقدهم، ويتهافتون على شعره كما يتهافت الفراش على النار، ولا تزال أشعار شوقي ترن في آذان العرب، ولا يزالون ينجذبون إليها وكأنها مغناطيس العصر الشعري، فهي مفزع قلوبهم ومهوى أفئدتهم، وبجانب هذه الموسيقى نجد الخيال المتألق الذي يعرف كيف يلتقط الصور البعيدة، وكيف يملأ علينا الدنيا بأشباحه وأوهامه ... وفي بداية حياته حمل عليه المويلحي واليازجي حملات منكرة، ووقفا كأنهما شلالان كبيران يريدان أن يعترضا النهر ويحتجزا فيضانه، وخلف هؤلاء النقاد في القرن العشرين جيل جديد، تزود بالنقد الأوربي، وفتح نوافذه على الأدب الغربي، وثار ثورة محققة في عالم الشعر والفن، ولم يكن يعجبه تردد شوقي بين القديم والجديد، ولا ما انزلق إليه من المدائح، وقاد هذه الثورة عبد الرحمن شكري والمازني والعقاد، وشغف الأخير بالتصدي لشوقي منذ أخرج مع المازني الرسالة المسماة باسم (الديوان) وشاركه طه حسين في حملته بعد رجوعه من البعثة سنة 1919 إلا أنه لم يعنف فيه عنفه)

16 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
قطعة من مرثية الشبيبي    كن أول من يقيّم

المرحوم محمد باقر الشبيبي (1889 ــ 1960م) من مشاهير رجالات العراق، وكان يوم إنشاده القصيدة رئيس تحرير جريد الفرات التي أسسها هو عام (1920) وهو ابن الشيخ العلامة محمد جواد الشبيبي (ت 1943م) صاحب الديوان المنشور في الموسوعة الشعرية، وشقيق الشاعر الكبير المؤرخ الوزير محمد رضا الشبيبي، وقد ذكر الشيخ أحمد عبيد مرثيته هذه في كتابه (ص 474) بعنوان (القمر يغيب) وهي في الأصل (51) بيتا والمختار منها:

عـجـيـب  أن يغيبك iiالتراب ودونـك أيـهـا القمر السحاب
فـلـيـت الحامليك دروا iiيقينا بـمن  ذهبوا هناك وكيف iiآبوا
سـروا  يـتخبطون وأنت iiنور وقـد  تـاهوا وانت لهم iiشهاب
تـدافعت  الصدور على iiسرير تـقـبـلـه  المناكب iiوالرقاب
وحـلـق  في السماء فما iiدرينا أنـعـش حـين حلق أم iiعُقاب
مـصـائـبنا  إذا عددتَ iiشتى وأعـظم  ما دهى هذا iiالمصاب
بـشـعرك وهو معجزة iiووحي ومـعجزة  الرسول هي iiالكتاب
لـمـن  خلفت تاجك وهو iiنور يـضـيء، وكـلُّ إكليلٍ تراب
أنـعـصـبـه على أحد جُزافا ونـأمـن  أن يثور iiالإعتصاب
سـنـحفظه  لجيل سوف iiيأتي ونـظـفـره متى ظفر iiالشباب
أبـو الـشـعراء أنت أبا iiعلي وأنـت الـسـيف خبأه القراب
وأنـت  تـراث أجـيال تولت وأنـت أجـلّ مـيراث يصاب
سـألت  الشعر: مات فقيل iiكلا وقـلـت  لهم يعيش فما iiأجابوا
نـظـمنا  الشعر فيك فمن iiثناء يـسـر  ومـن رثاء لا iiيشاب
أقـمـنـاهـا  مآتم iiصارخات يـطـول بـها عليك iiالانتحاب
إذا نـظموا فروحك في iiالقوافي وإن  خـطبوا فمعناك iiالخطاب
إذا اشـتـركت بمأتمك الغواني فـإن  شـريكة الرجل iiالكعاب
طـلـعن  على نعيّك iiحاسرات وما اختلف الشعور ولا الحجاب
فـواحـدة  هـنـاك بلا iiنقاب وأخـرى  صان طلعتها iiالنقاب
لـطـمن الورد وهو هنا iiخدود مـضـرجة  يموج بها iiالشباب
مـضـى لا يـستقر على مهاد فـقـل كيف استقل به iiالركاب
فـصـبـرا أمة الشعراء iiحتى يـكـون إلـى زعامتك iiالمآب

16 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
قصيدة حافظ إبراهيم في رثاء شوقي    كن أول من يقيّم

هذه القصيدة هي مشاركة حافظ إبراهيم من عالم الغيب كما تخيلها الشاعر المرهف، الأمير أمين ناصر الدين: وهو من أمراء الدروز الشجعان، وشهرته العالية بقصيدته في تقريع جمال باشا السفاح، والتي أولها (شعب يضام وغاشم لا يرحم) مولده في قرية (كفر متى) في قضاء عاليه في لبنان عام 1875م ووفاته عام 1953م له ديوان مطبوع بعنوان (ديوان الفلك) والبيت الثاني من القصيدة إشارة إلى قصيدة شوقي في رثاء حافظ، التي ذكرتها الأستاذة ضياء خانم (قد كنت أوثر أن تقول رثائي...) والقصيدة في الأصل (51) بيتا، اخترت منها هذه القطعة:
أشـدتَ بـذكـري يـوم قلت iiرثائيا فـيـا لـيَ مـرثـيـا ويا لك iiراثيا
وكـنـتَ عظيما إذ وددتَ لو iiانطوى عـلـيـك  الثرى قبلي فأرثيك iiآسيا
ولـكـن  أبى عدل الردى أن يفوتني مـن الـحـظ ما قد فاتني من iiحياتيا
نـشـدتُ الـمـنـى حيا فعز iiمنالها ومـتُ فـأولانـي رثـاك iiالأمـانيا
ورفـه مـن جـسمي فلم يعيه الثرى وأسـعـدنـي حـتـى نسيت iiشقائيا
ولـو رد تـأبـين على الجسم روحه إذا لـرأونـي عـنـد نـعشك iiجاثيا
تـخـذت  يـداً عندي بما قد iiرثيتني ومـا أنـا مـمـن يـجدحود الأياديا
لإن فـرّقـتـنـا نـبـوةٌ في iiحياتنا لـقـد أصـبـحت بعد الممات iiتآخيا
نـعـتـك لـهذي الناس مصر iiوإنما نـعـت علم الفضل الذي كان iiراسيا
نـعـتـك كما تنعى السموات iiبدرها إذا مـا رأتـه لـيـلـة الـتم iiهاويا
نـعت  شاعر الوحي الذي عطلت iiله وأصـبـح فـيها مهبط الوحي iiخاليا
نـعت  شعر جيل واضح النهج iiرائقا تـنـضّـد  فـي سـمط البيان iiلآليا
رصـيـنـا نـقيّ المستشف مسلسلا كـمـا  سال فوق الفضة الماء صافيا
فـطـورا  كـما لاح الوميض iiوتارة صـواعـق  يصرعن الظلوم iiعواتيا
وروحـك فـي إعـجـازه iiوصدوره تـجـدد فـيـه كـل يـوم iiمـعانيا
نـواطـق بـالفصحى سوالب iiللنهى ضـواحـك  أحـيـانا وحينا iiبواكيا
إذا ما الغواني استقبلت رونق الضحى حـسبنَ الضحى مما وصفت iiالغوانيا
كـسـوت  عذارى الشعر وشيا شققنه بـمـوتـك حـزنـا فانثنين iiعواريا
إذا  مـا وردن الـنـيـل ينقعن غلة تـذكـرن شـوقـيـا فعدن iiصواديا
ولـم أر فـيـهـا بـانـيا ما iiهدمته ولا هـادمـا ما كنت في الشعر iiبانيا
يـكـاد  ضـريـح وسـدوك iiترابه يـضـيء فـيمسي للذي ضل iiهاديا
أطـاف  بـه صـيّـابة القوم iiخشعاً يـحـيّـون  منه هيكل الشعر iiساميا
ومـثـلـك  بـالذكرى يعيش iiلقومه فـأيـسـر مـا تـدنو إذا كنت iiنائيا

16 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
رقصة طرابلس: شعر أحمد شوقي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أختم هديتي لأستاذتي ضياء خانم في أسبوع شوقي بهذه الشوقية النادرة في طرابلس والتي من حقها أن يقام لها نصب على بوابة طرابلس الشام، وقد سميتها (رقصة طرابلس) لأن شوقي افتتح تحيته لطرابلس بقوله (طرابلس انثني عطفي أديم) أي أرقصي بعطفي ترابك. والقصيدة غير منشورة في ديوان شوقي في الموسوعة الشعرية، لأنها من الشوقيات المجهولة، والمنشور في الموسوعة هي الشوقيات بطبعتها التجارية المشهورة. وسوف تنشر الموسوعة ديوان شوقي كاملا (إن شاء الله) في إصدارها الرابع، وقد ذكر هذه القصيدة الشيخ أحمد عبيد في فصل من كتابه بعنوان (أشعار لشوقي لم تنشر في ديوانه) ونشرها أيضا د. محمد صبري في الشوقيات المجهولة (ح2 ص 220) نقلا عن جريدة الأهرام عدد (11/ 4/ 1929) وقدمت الأهرام للقصيدة بموجز عن حياة عبد الحميد الرافعي الذي بعث شوقي بهذه القصيدة لتلقى في مهرجان الاحتفال ببلوغه السبعين، وأقيم الاحتفال في طرابلس الشام وحضره رئيس الجمهورية اللبنانية، وجمعت الخطب والقصائد التي ألقيت في المهرجان وطبعت بعنوان (ذكرى يوبيل بلبل سورية) كما سبق وذكرنا في بيعة عبد الحميد الرافعي لشوقي في تعليق سابق، واعتذر شوقي عن عدم حضوره في القصيدة بقوله:
أمـير المهرجان وددت iiأني أُرى في مهرجانك أو أراعى
عدت دون الخفوف له iiعواد تـحـدين المشيئة iiوالزماعا
وما  أنا حين سار الركب إلا كباغي الحج هم فما استطاعا
أقـام بـغـبنه لم يقض حقا ولا بـل الـصبابة والنزاعا
وبعد هذا البيت شرع في تحية طرابلس وخص صلاح الدين بالذكر لما هو مشهور من أن البقية الباقية من  ذرية صلاح الدين موجودة في طرابلس الشام، ومنهم زوجة المرحوم محمد رشيد رضا صاحب المنار، فهي من حفيدات صلاح الدين، والمعروف أيضا أن صلاح الدين قضى طفولته كلها في بيت أهله في بعلبك:
طـرابـلس انثني عطفي iiأديم ومـوجي  ساحلا وثبي iiشراعا
كـسـا جنباتك الماضي iiجلالا وراق عـلـيـه ميسمه وراعا
ومـا  مـن أمـس للأقوام iiبدٌّ وإن ظنوا عن الماضي انقطاعا
ألـم  تـسقي الجهاد iiوتطعميه وتـحـمـي ظهره حقبا iiتباعا
شـراعـك  في الفنيقيين iiجلى وذكـرك  في الصليبيين iiشاعا
كـأني  بالسفين غدت iiوراحت حـيـالك  تحمل العلم المطاعا
صـلاح الـدين يرسلها iiرياحا وآونـة  يـصـفـقـها قلاعا
الـيـس البحر كان لها iiغديرا وكـانـت  فلكنا البجع الرتاعا
غـمـرنـا بالحضارة iiساحليه فـمـا عيّا بحائطها iiاضطلاعا
تـوارثـنـاه أبـلـج iiعبقريا ذلـول الـمتن منبسطا iiوساعا
تـرى حـافاته انفجرت iiعيونا ورفـت  مـن جوانبه iiضياعا
فـمـا زدنا الكتاب الفخم حرفا ولا  زدنا العصور الزهر ساعا
قـعـدنـا مـقـعد الآباء iiمنه فـكـنا  البَهم قد خلف iiالسباعا
كـأن الـشمس مسلمة iiأصابت عـفـيـفا في طيالسه iiشجاعا
تـحـجب  عن بحار الله حتى إذا  خـطرت به نضت القناعا
ومـا رأت الـعيون اجل iiمنها عـلـى  أجزاء هيكله iiاطلاعا
فـمـا كـشـروقها منه iiنعيما ولا كـغـروبـهـا فيه iiمتاعا

17 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
آسف    كن أول من يقيّم

آسف لما وقعتُ فيه من التعميم بخصوص الخطأ في كلمة (ولمحت) في مطلع قصيدة (يا جارة الوادي) فقد رجعت الآن إلى نشرة د. الحوفي للشوقيات فرأيتها (ولممتُ) ونشرة د. أحمد محمد الحوفي من أوثق نشرات الشوقيات، ولكن عذري أني لما رجعت إليها لأول مرة كانت النسخة التي يحتفظ بها المجمع ناقصة ملزمة تتضمن مطلع القصيدة، فلما قدمت تقريرا بهذه الحالة، وأصلح النقص في الكتاب نظرت في مطلع القصيدة فرأيتها (ولممت) كما قدرتُ لها أن تكون.

17 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
مكدس ومرطرط    كن أول من يقيّم

أعجبتني مرطرط هذه يا مولانا ، وهذه أول مرة أسمع بها، وربما تعني ما تعنيه (ممرمط) عندنا في دمشق، ولكن الفرق أن الكتاب لا وجود له أبدا في كل مكتبات الشام، ولم يعرض في واحدة منها يوما من الأيام، والموجود فقط كتابه (في الأدب الجاهلي) والناس تحسب أنه نفسه (في الشعر الجاهلي) أتمنى لو قرأ أستاذنا الدكتور مروان العطية هذا التعليق، لنسمع رأيه في هذه القصة

19 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
أبو العلاء وطه حسين ?    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

صدقني هذه أول مرة أسمع فيها بكلمة (عاصه) يا أستاذ عبد الرؤوف،  وأتمنى أن لا تعتبر كلامي مجاملة لك، فأنا أراك في أدبك ومعارفك أهم من طه حسين، وأما مكانتك فهي والله أكبر من مكانته في نفسي، وأعترف لك أنني على النقيض منك ... فأنا لم ترق لي كتابات طه حسين يوما من الأيام إلا القليل النادر.
واسمح لي أن أعاتبك هنا يا أستاذ فكأنني فهمت من تعليق لك سابق أنك تقارن طه حسين بأبي العلاء، وأرجو أن أكون أخطأتُ في فهم كلامك، فلا وجه للمقارنة كما أرى بين طه حسين وأبي العلاء ، ولا رابطة تجمع بينهما إلا فقد البصر ، فأبو العلاء شاعر كتب الشعر منذ فاتحة صباه وحتى آخر يوم من حياته، وشعره على ألسنة العرب طوال ألف عام، وطه حسين حاول كتابة الشعر في فاتحة شبابه فأخفق، ولا تحفظ الناس من كلامه شيئا يذكر، وأبو العلاء حفظ القرآن على القراءات العشر وأما طه حسين فلا أعتقد أنه حفظ سوى بضع سور ليصلي بها في صباه، وطه حسين التمس الشهرة بالطعن في القرآن مستخدما كل شبهة سبقه إليها مستشرق أو مبشر، وأبو العلاء حمل جراح المسلمين كافة لم يميز بين طائفة وأخرى حتى عده المرحوم محسن الأمين في أعيان الشيعة، وكان طه حسين على نقيضه في هذه، كما هو معلوم... لم تنزل بالمسلمين بلية في عصر أبي العلاء إلا وتجد صداها في شعره، وهذا طه حسين كان رئيس تحرير مجلة الكاتب المصري يوم سقطت فلسطين، وليس في كل مجلته ذكر لهذه الكارثة. وأبو العلاء لم يتزوج لا فرنسية ولا عربية، ولما مات وقف من تلاميذه على قبره ثمانون شاعرا رثوه يوم مماته، وكلهم رثاه شيخا للإسلام وإماما للزاهدين، فكيف يقارن هذا الرجل العظيم بطه حسين. وأخيرا فإن أبا العلاء لم يكن مخذولا فنصره طه حسين، بل هو الذي تسلق على أكتاف أبي العلاء وشوه صورته وحرفها ومد في جوانب منها وطمس أخرى حتى بدا للناس أن طه حسين ليس إلا تكريرا لأبي العلاء. شكرا لك يا أستاذ على تعريفنا بكتاب (في الشعر الجاهلي) ولكني أختلف معك حتى النخاع في مسألة مقارنة طه حسين بأبي العلاء، ولو لم يكن أحمد شوقي ميتا ثم قيل له إن مصريا من أهل طنطا يقارن طه حسين بأبي العلاء لمات. وهو القائل في رثاء تلستوي:
إِذ  أَنتَ جاوَرتَ المَعَرِّيَّ في iiالثَرى وَجـاوَرِ  رَضوى في التُرابِ iiثَبيرُ
وَأَقـبَـلَ جَـمـعُ الخالِدينَ iiعَلَيكُما وَغـالـى بِـمِـقدارِ النَظيرِ iiنَظيرُ
فَقُل  يا حَكيمَ الدَهرِ حَدِّث عَنِ البِلى فَـأَنـتَ  عَـلـيـمٌ بِالأُمورِ خَبيرُ
تَـقادَمَ عَهدانا عَلى المَوتِ iiوَاِستَوى طَـويـلُ  زَمانٍ في البِلى iiوَقَصيرُ
كَـأَن لَم تَضِق بِالأَمسِ عِنّى iiكَنيسَةٌ وَلَـم  يُـؤوِنـي دَيرٌ هُناكَ iiطَهورُ
أَرى راحَـةً بَينَ الجَنادِلِ iiوَالحَصى وَكُـلُّ فِـراشٍ قَـد أَراحَ وَثـيـرُ
نَـظَـرنـا بِنورِ المَوتِ كُلَّ iiحَقيقَةٍ وَكُـنّـا  كِـلانا في الحَياةِ iiضَريرُ
إِلَـيـكَ اِعـتِرافي لا لِقَسٍَّ iiوَكاهِنٍ وَنَـجـوايَ  بَـعدَ اللَهِ وَهوَ iiغَفورُ
فَزُهدُكَ لَم يُنكِرهُ في الأَرضِ عارِفٌ وَلا  مُـتَـعـالٍ فـي السَماءِ iiكَبيرُ
بَـيـانٌ يُـشَـمُّ الوَحيُ مِن iiنَفَحاتِهِ وَعِـلـمٌ كَـعِـلـمِ الأَنبِياءِ iiغَزيرُ

19 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
حمي الوطيس    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

ليبق هذا الملف ذكرى يا أستاذ عبد الرؤوف لأنه أصبح جزءا من تاريخ الكتاب، وأشكر مولانا على توضيحه السالف الذكر، والخطأ مني فلست عالما بالغيب، وقد تركت الشام عام 1998م وحتى هذا التاريخ لم يكن كتاب (في الشعر الجاهلي) يباع في دمشق، وكان علي أن أذكر هذا في كلامي، ومع ذلك فكون الكتاب قد نشرته دار المدى عام (2001) فلا يزال كلامي صحيحا، من غير أن أفصل في شرح عبارتي الأخيرة فهي مفهومة لمن يفهمها

20 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
نجوى ضياء    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

لا أدري لماذا وجدتُ نفسي غارقا هذا الصباح في ترجمة الأستاذة لقصيدة (لا تتركيني)  وأنا أدندن بمعاني هذه النجوى، ويبدو أنني تأثرت فيها بمختارات الأستاذة من قصيدة (يا جارة الوادي) فكتبتها على عروضها، والأستاذة ضياء خانم مشغولة هذا الأسبوع كما أخبرتني في رسالة خاصة، وأتمنى أن تكون هذه النجوى رفيقتها مدة انقطاعها عن هذه المجالس
زعـم الـعـواذل أنـني iiأهواكِ وأخـاف تـرجعني إلى iiأحلاكي
ذكـرى  الـنساء أساورٌ iiوخواتمٌ والـشـمسُ  حين تكلمت ذكراك
فـي  قـلـب كل مطالع iiكلماتها مـا في فؤادي من شريف iiهواك
فـتـانـة ركض الخيول iiولونها رنـانـة بـصـهـيلها iiوصداك
أدب الـحـيـاة وإنـمـا iiشلاله بـصـدورنـا مـا فجّرته iiيداك
تـسـقيه  من كفيك عذب iiفراتها وأرق  مـا فـاضـت به iiعيناك
أهديك في عبد الرؤوف iiصداقتي مـجـروحـة  بجميع ما iiأهداك
وأعـز مـا رعشت إليه iiطويتي وأجـل مـا نصبت عليه iiشباكي
وكـنيستي سحرَ الحسيمة والندى مـمـلـوءة أجراسها iiبنداك
وطـيـور حـب بنلفقيه iiجميعها وقـنـاع  طـه فـي يد الأفلاك
لا  تـحـسبي أني بموتي iiينتهي مـطري وتطوى صفحتي iiبرباك
فـأنـا ستمطر بعد موتي iiقصتي ذهـبـا  ويـمـلأ نهرها iiدنياك
نـيـسان  شهرٌ في الزمان وإنما نـيـسـان  عمري عندما iiألقاك
نيسان وجهك حين يضحك مشرقا وأشــم مـن أزهـاره iiريـاك
غـنيتِ  أمس مع الورود iiوحيدة ورقـصـتِ :  يا  الله ما iiأحلاك
قـد  كنتُ مختفيا وراء iiغصونها ورأيـت رقـصـك كله iiوغناك
 
غدر الزمان نهار غبت بروضنا وأحـلّ  سـاحـة حربه مغناك
فـإذا  رجعتِ رأيتِ في iiأنحائه فـوضـى غيابك وافتقاد iiهداك
سـتـرين فيها كلّ عمرك iiمرة أخـرى تجسد في هموم iiصباك
وتـريـن لبنان الجريح iiوطفلة تـمشى  على الألغام iiوالأشواك
ما  ضاع أكبر من صباح حديقة ومـن  الـورود تدوسها iiقدماك
بـدمي  حرير يديك حين iiيلمها أشلاء  أعزل في القتال iiوشاكي
خـرجـوا وكل سيوفهم iiمثلومة وخـرجت من ألمي إلى iiنجواك
أسـتاذتي قد كنت أمس iiأميرتي والـيـوم أنت أميرتي iiوملاكي

21 - مايو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
 208  209  210  211  212