البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 207  208  209  210  211 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مرثية خليل مردم بك    كن أول من يقيّم

خليل مردم بك: واضع النشيد الوطني السوري ورئيس المجمع العلمي العربي في دمشق، وهو من كبار أصدقاء شوقي، مولده عام 1895م ووفاته عام 1959م. والقصيدة ذكرها الشيخ أحمد عبيد في كتابه (ص493)
ومؤتمر النساء المذكور في القصيدة مؤتمر كان منعقدا في دمشق في اليوم الذي وصلت فيه البرقية بنعي شوقي فكانت النساء المشاركات أول من علم بموت شوقي من أهل دمشق.
أنـا  لست أدري كيف أرثي iiواحدا أمـسـى بـرغم الموت حياً iiخالدا
أبـقـى  مـن الأهـرام في iiآثاره وأجـل  مـأثـرة وأبـلـغ iiشاهدا
دب الـفـنـاء لـه فـعـاد بخيبة خـزيـان  يـنظر مستشيطا iiحاقدا
مـا نـال مـنـه ولو علاه iiسكونه فـالـبـحـر بحرٌ زاخرا أو راكدا
شـوقـي  وهـل أرثيه يوم iiخلوده فـالـسـيف يبغي شاهرا لا iiغامدا
دعـنـي أشـد الـعـبـقرية iiإنها كـالـشمس إن غربت أرتك iiفراقدا
الـعـبـقـريـة  نـفـحة iiقدسية تـحـيـي الرميم وتستثير iiالخامدا
أو شـعـلـة لـمعت فجلّت iiغيهبا وهـدت أخـا جـور وردّت iiحائدا
تـتـمـخض الأجيال أعصاراً iiبها حـتـى يـتـيح الغيب منها iiوافدا
كـالـبـحـر  يندر أن يجود iiبدره وتـراه  بـالأصـداف يقذف جائدا
فــإذا أراد الله نـهـضـة iiأمـة أهـدى  إلـيـهـا الـعبقرية iiقائدا
شـوقـي وانـت رسـالـة علوية مـرت  عـلى سمع الزمان iiنشائدا
روح مـن الله الـكـريـم iiورحمة أحـيـا بـهـا مـيتا وأيقظ iiهاجدا
رُضت القريض على اختلاف فنونه فـي  كـل واد همت كنت iiالراشدا
أمـا الـقـديـم ففزت منه iiبروعة وجـلـوت  من آي الجديد iiمشاهدا
فـرفـعـت للفصحى بمصر iiدولة كـانـت تـطالع فيك نجما iiصاعدا
توجت مصر وشدت عرش iiفخارها وعـقـدت فـي جـيد الشآم قلائدا
لـلـعـرْب  والإسـلام في iiآلامهم كـنـت  الـسان مترجما iiوالساعدا
أضـحـى  بـيانك جامعا أهواءهم ومـن  الـخمول إلى النباهة iiرائدا
مـا أقـلـق الإسـلام خطبٌ iiفادحٌ إلا نـهـضـت مـواسـيا أو ذئدا
ودعـوت  لـلخلق الكريم وشر iiما أودى بـنـا قـد كـان خلقا iiفاسدا
مـا  زال فـيـنـا من يكيد iiلقومه كـم ذا نـطـيـق مداجيا أو iiكائدا
كـم  مـوقف لك في دمشق iiوأهلها قـد  هـز يـقـظـانا ونبه iiراقدا
غـنـيـتـهـا لحناً يفيض iiصبابة فـتـمـايلت  فيها الغصون تواجدا
وشـركـتـهـا في بؤسها iiونعيمها يـا  مـن رأى ولـدا يشاطر iiوالدا
فـي  الـجامع الأموي قمت iiمكبرا وذكـرت  مـجـد بني أمية ساجدا
خـلـفت في الزهراء دمعك iiجاريا وتـركـت  في الفيحاء قلبك iiواجدا
واسـيـت  جلق في عظيم مصابها ونـضـحـت عنها بالبيان iiمجاهدا
صـعّـدت انـفـاسا وجدت iiبادمع فـي يـوم مـحـنتها فكنّ iiقصائدا
أشـجاك أن تمسي الجنان بها iiلظى وتـبـيـت دارات الـنعيم iiمراقدا
جـعـلوا منيفات القصور ومن iiبها لـلـنار  في غلس الظلام iiحصائدا
عـاثت  بها سود الوجوه iiتخالهم بـيـن الـطـلول عقاربا iiوأساودا
وأشـد مـن هـذا الـزبانية iiالألى كـادوا لـهـا يـلقون عيشا iiراغدا
مـن كـل عـبـد للطغاة iiوحزبهم وتـراه شـيـطـانـا علينا iiماردا
كـم  مـتـعـة في عيشها لو iiأنهم مـا  كـدروه مـصـادرا iiومواردا
هـيـهـات  لا تنسى صنيعك iiإنها جـعـلـت بـلابـلها لسانا iiحامدا
والآن  دع جـفـنـي يبُحْ iiبشؤونه فـالـدمـع أثـقـلـه كمينا iiجامدا
وذر  الـحـزين يبث بعض iiشكاته فـالـصدر  يحرج بالهموم iiحواشدا
لـكـن  اخاف عليك تبريح iiالأسى يـوري  عـلى جنبيك جمرا iiواقدا
فـاربـط  على قلب وطأ من لوعة واشـدد  عـلى كبد وصابر iiجاهدا
يـا نـاشـدا بـالأمس نوما iiشاردا هـلا  نـشـدت اليوم صبرا iiنافدا
خـطـبان قلب العرب قاسى iiمنهما جـرحـا يـسيل دما وسهما قاصدا
مـا جـف دمـعهكُ لمصرع iiحافظ حـتـى اسـتهل بيوم شوقي واردا
لـم  انس (مؤتمر النساء) وقد iiنعى شـوقـي  فـظل من التفجع iiمائدا
ريـع الـعـقائل والأوانس أعولت ونـثـرن  مـن عـبراتهن iiفرائدا
أوجـعـن لي قلبي وهجن iiمدامعي وتـركـن جـفـني لفجيعة iiساهدا
سـر  الـحياة يدق عن فهم iiالورى حـار  الـلـبيب به فأطرق iiسامدا
لـولا  رياض الشعر في iiصحرائها كـانـت  حـيـاتك محنة iiوشدائدا
تـدنـو  بأسباب الحياة إلى iiالردى أنـى اتـجـهت رأيت منه iiراصدا
والـمـرء  فـي دنياه طيرٌ ما iiنجا مـن صـائـد إلا لـيـلقى iiصائدا
دع عـنـك تـمحيص الحقيقة iiإنها تـدع الـفـتى في كل شيء iiزاهدا
وانـصـت  إلى وحي الخيال iiفإنه لـولاه  كـان الـعيش معنى iiباردا
وإذا  بـكيت على امرئ فابك iiالذي مـلـك الـبـيـان طريفه iiوالتالدا

14 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
قطعة من مرثية علي محمود طه    كن أول من يقيّم

علي محمود طه:  الشاعر الكبير، صاحب الأغنية المشهورة (أخي جاوز الظالمون المدى) مولده عام 1903 ووفاته كهلا عام 1949م وقصيدته في رثاء شوقي طويلة، عدد أبياتها سبعون بيتا، وهي غير منشورة في الموسوعة. وقد أوردها الشيخ أحمد عبيد في كتابه كاملة (ص515 - 518)

مـالـوا  بمصباح البيان iiصباحا ومـشـوا به في الذاهبين رواحا
ومـضـوا به إلا شعاعا لم iiيزل في الأرض مؤتلق السنى وضاحا
تـهفو  النجوم إلى سناه iiوتغتدي نـشـوى  كأن من الأشعة iiراحا
وعـلى  جوانب أرضها وسمائها شـفـق تُـقَـلَّده السماء iiوشاحا
هـذا شـعـاع العبقرية لم iiيزل يـولـي الـحياة طلاقة iiوسماحا
قـدر  الـخـلود له وبارك iiأفقه رب أراد بـه هـدى iiوصـلاحا
قل  لابن هانئ لا ذوت لك iiكرمة فـقـد  الربيع هزارها iiالصداحا
قـد كنتُ في أمس نزيل iiرحابها فـنـزلت  أشرف ما أبلًّغ iiساحا
ألـقـى واسـمـع عبقريا ملهماً طـلـق  الـمحيا ماجدا iiمسماحا
يـولـي  النفوس بشاشة iiوينيلها أدبـا ويـسـقيها الوداد iiصراحا
وقـفـت  بي الدنيا على جنباتها فـرأيـت حزنا واستمعت iiنواحا
وجـمت وكانت بالطيور iiشواديا تـسـتـقبل الإمساء iiوالإصباحا
وذوت ازاهـرهـا ونفر iiطيرها يـنـزو ويـقطر أدمعا iiوجراحا
يبكي  من الصدر الورود iiلجدول كـم عـب مـن دفـاقه وامتاحا
لـمـا نـعيتَ لها تزايل iiحسنها وصـغـا الربيع بوجهه iiوأشاحا
ولـى بـسـر الـعبقرية iiشاعر الله  هــيـأه لـنـا وأتـاحـا
لـم  تسعد الفصحى بمثل iiيراعه يـومـا ولا لـقي الخيال iiجناحا
أوحى  له المرحَ الوجودُ iiفصاغه شـدوا وعـلـمـه النواح iiفناحا
لـمـا  جـلا سـر الحياة iiلقلبه أفـضـى  بأسرار القلوب وباحا

14 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
قطعة من مرثية محمد البزم    كن أول من يقيّم

المرحوم محمد البزم من كبار شعراء الشام، مولده عام  1887م ووفاته عام 1955م طلب العلم بعدما تجاوز العشرين، وكان هجاء مرا، تخافه الناس وتتقي لسانه وسطوته، وقد سمى ديوانه الجحيم، فكان إذا غضب على أحد هدده بدخول الجحيم، وطبع هذا الديوان بعد موته ولكنه في ندرته لا يزال في حكم المخطوط، وقصيدته في رثاء شوقي طويلة جدا، وقد ذكرها صديقه الشيخ أحمد عبيد كاملة في كتابه (ص 523) وعدد أبياته مائة وثلاثة وستون بيتا، وقد اخترت منها هذه القطعة:

كـفـكـفوا  الدمع وضنوا بالأنين واغـضبوا  للشمس والحق iiالمبين
جل خطب الشمس عن ماء الجفون وتـعـالـى  عـن نشيج iiالنادبين
آذنـوا الـدهـر لظى الحرب iiفقد وتـرت كـفـاه أم iiالـعـالـمين
فـاخـشـنـوا في طلب الثأر iiفما تـدرك  الأوتـار كـف iiالناعمين
وقـفـوا واسـتوقفوا اشمس iiعلى قـبر  شوقي فهي لا تأبى iiالركون
وانـثـروا  عـقد الثريا في iiثرى قـبـره  يـهـدي وفود iiالزائرين
وضـعـوا  الإكـليل عقدا iiشاهدا أن  شـوقـي مـن كبار iiالخالدين
واقـطـعـوا  من ضوءها iiأكفانه حـبـرا  تـعشي عيون الناظرين
واجـعـلـوا  اللحد حشا iiتامورها فـحـشـا  الأم جـديـر iiبالبنين
إنـمـا الـشـاعـر فـي iiأمـته مـرسـل  مـن ربـه لو iiيهتدون
زورق  مـن رحـمـة فـي iiلجة زخـرت  بـالآثـمـين iiالغاشمين
يـا أمـيـر الـشـعر قد iiغادرته لـعـبـاديـد ضـعاف iiضارعين
إمـرة  الـشـعـر ومـا iiأضيعها سـيمت  الخسف بأيدي iiالغاصبين
وعـبـيـد  الـشـعر لا iiأذكرهم أنـت  أدرى وهـمُ عـد الـمئين
يـنـحـتـون الـشعر كزا iiجافيا ويـظـنـون  الـمنى ما iiينحتون
يـا بـيـانـا نـجـره في iiمارج تـحـفـل الـجن به في iiالحافلين
جـال  مـاء الـنـبل في iiأعراقه وبـدت  فـيـه تـحاسين القرون
يـتـراءى الـلـفـظ فـيه iiشفق والـمـعـاني  فلق الصبح iiاليقين
لـسـت  أنـسـى هـزة iiشعرية لـك فـي قـومـيَ والقولُ iiديون
هـجـت  فـيـهـم نخوة iiفهرية طـأطأت  في الدهر كبر الجائرين

14 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
من كلمة لمصطفى صادق الرافعي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

وهذه قطعة من كلمة للمرحوم مصطفى صادق الرافعي (ت 1937م) في تأبين شوقي  تقع في عشرين صفحة، وقد نشرها الشيح أحمد عبيد كاملة في كتابه (ص 422 حتى ص 441):
شوقي هذا الرجل الذي يخيل إلي أن مصر اختارته دون أهلها جميعا لتضع فيه روحها المتكلم، فأوجبت له ما لم توجب لغيره، وأعانته بما لم يتفق لسواه، ووهبته من القدرة والتمكين وأسباب الرياسة وخصائصها على قدر أمة تريد أن تكون شاعرة، لا على قدر رجل في نفسه، وبه وحده استطاعت مصر أن تقول للتاريخ: شعري وأدبي.
شوقي، هذا هو الاسم الذي كان من الأدب كالشمس من المشرق، متى طلعت في موضع فقد طلعت في كل موضع، ومتى ذكر في بلد من بلاد العالم العربي اتسع معنى اسمه فدل على مصر كلها، كأنما قيل النيل أو الهرم أو القاهرة، مترادفات، لا في وضع اللغة، ولكن في جلال اللغة... رجل عاش حتى تم، وذلك برهان التاريخ على اصطفائه لمصر.... وكأن شعره تاريخ من الكلام يتطور أطواره في النمو، فلم يجمد ولم يرتكس.... أقرر هذا في شوقي رحمه الله وأنا من أعرف الناس بعيوبه وأماكن الغميزة في أدبه وشعره، ولكن هذا الرجل انفلت من تاريخ الأدب لمصر وحدها كانفلات المطرة من سحابها المتساير في الجو، فأصبحت مصر به سيدة العالم العربي في الشعر. وهي لم تذكر قديما في الأدب إلا بالنكتة والرقة وصناعات بديعية ملفقة، ولم يستفض لها ذكر بنابغة عبقري .... ولولا ابن الفارض والبهاء زهير وابن قلاقس الإسكندري وأمثالهم، وكلهم أصحاب دواوين صغيرة، وليس في شعرهم إلا طابع النيل أي الرقة والحلاوة، لولا هؤلاء في المتقدمين لأجدب تاريخ الشعر في مصر. ولولا البارودي وصبري وحافظ في المتأخرين، وكلهم كذلك أصحاب دواوين صغيرة لما ذكرت مصر بشعرها في العالم العربي، على أن كل هؤلاء وكل أولئك لم يستطيعوا أن يضعوا تاج الشعر على مفرق مصر، ووضعه شوقي وحده......
كل شاعر مصري هو عندي جزء من جزء، ولكن شوقي جزء من كل، والفرق بين الجزأين أن الأخير في قوته وعظمته وتمكنه واتساع شعره جزء عظيم كأنه بنفسه الكل.... كنت ذات مرة اكلم صديقي الكاتب العميق فرح أنطون صاحب الجامعة وكان معجبا بشوقي إعجابا شديدا فقال لي: إن شوقي الآن في أفق الملوك لا في أفق الشعراء. قلت: كأنك نفيته من الملوك والشعراء معا، إذ لو خرج من هؤلاء لم يكن شيئا، ولو نفذ إلى أولئك لم يعدّ شيئا، إنما الرجل في السياسة الملتوية التي تصله بالأمير هو مرة كوزير الحربية ومرة كوزير المعارف .. ومؤرخ الأدب الذي يريد أن يكتب عن شوقي لا يصنع شيئا إن هو لم يذكر أن هذا الشاعر العظيم كان هدية الخديوي توفيق والخديوي عباس لمصر، كالدلتا بين فرعي النيل. ...
فيا مصر لقد مات شاعرك الذي كان يحاول أن يخرج بالجيل الحاضر إلى الزمن الذي لم يأت بعد، فإذا جاء هذا الزمن الزاخر بفنونه وآدابه العالية وذكرت مجد شعرك الماضي فليقل أساتذتك يومئذ: كان هذا الماضي شاعرا اسمه شوقي

14 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
مرثية محمد مهدي الجواهري    كن أول من يقيّم

أكرر شكري وامتناني للأستاذة ضياء خانم ، وهذه مرثية المرحوم محمد مهدي الجواهري أنشرها على حلقتين لطولها، وكان في وفد العراق الذي شارك في تأبين شوقي، وعمره إذ ذاك (33) عاما، فهو من مواليد 1899م وامتد به العمر حتى توفي عام 1997م وأما شوقي فقد تجرع كأس الفراق في الساعة الواحدة وثلاثين دقيقة صباحا من يوم الجمعة 14/ اكتوبر/ 1932م

طوى الموت ربَّ القوافي الغرر وأصـبـح شوقي رهين iiالحفر
وألـقـيَ  ذاك الـدماغ iiالعظيم لـثـقل التراب وضغط iiالحجر
وجـئـنا  نعزّي به iiالحاضرين كـأن لم يكن أمس فيمن iiحضر
ولـم  يـنـتج السور iiالخالدات مـن الـمـلـحقات بأم iiالسور
مـن الـلاء يـهتز منها iiالنديّ ويـطـرب إيـقـاعُهن iiالسمر
بـرغـم  الـشعور يشل iiالبلى لـسـانـك أو يـعتريك iiالكدر
وأن  يـقطع الموت ذاك iiالنشيد وأن يـأكـل الـدود هذا iiالوتر
وأنـا نـعـود بـنفض iiالأكف عـنـك وأنـت العظيم iiالخطر
فـيـا  لـك مـن عبرة iiيستفز مـنـهـا  على كثرة في iiالعبر
زمــان وفـيٌّ بـمـيـعـاده فـظـلـمـا  يـقال ليالٍ iiغُدر
كـمـا  يقرع الجرس iiللناشئين يـأتـي إلـى الناس منها iiالنذر
ولـكـن  يـريد الفتى أن iiيدوم ولـو دام سـاد عـليه iiالضجر
ويـأبـى الـتنازع طول iiالبقاء وتـأبـاه بـقـيـا نفوس iiأخر
وقـد  يـهلك الناس فرد iiيعيش حـيـنـا فـكيف إذا ما iiاستمر
سـواء  صليب الصفا iiوالزجاج كـسـرا  بـكف القضا iiوالقدر
وبالدهر  في الناس مثل iiالجنون فـلـيـس يـبالي بمن قد iiعثر
وحـتـم عـلى الخفر iiالآنسات والـوحـش حشرجة iiالمحتضر
تجيء إلى الصدر تحت iiالحرير كـجـيئتها  الصدر تحت الوبر
وكـل  الـفـوراق بين iiاللغات وبـيـن  الـطباع وبين iiالأسر
سـيـوقـفـهـا  للردى iiزائر ثـقـيل  الورود بغيض الصدر
فـيـا  حفرة الموت إن iiالوجوه تـسـاوى بـها صفف أو iiخفر
تـحـيرت في عيشة الشاعرين أتـحـلـو  خـلاصتها أم iiتمر
فـقـد جـار شوقي على iiنفسه وقـد  يـقتل المرء جور iiالفكر
عـلـى  أنـه لـم يعش iiخالدا خـلـود الـجديدين لو لم iiيُجر
تـتـبـعـت  آثار شوقي iiوقد وقـفـتم  على من يقص iiالأثر
لـقـد فـات بالسبق كل iiالجياد فـي الـشعر هذا الجواد iiالأغر
شـكـسـبـير  أمته لم iiيصبه بـالـعـى  داءٌ ولا iiبـالحصر
كـأن  عـيون القوافي iiالحسان مـن  قـبـل كـانت له iiتدخر
وإن  أصـدقـن فـشـوقي iiله عـيـون  من الشعر فيها iiحور
تـعـرضـه  من نقوش iiالبيان وهـوج الـتعابير ممشى iiخطر
ولـو  خـاف مثل سواه العبور عـلـيـهـا  لخاب ولكن iiعبر
تـمـشـى لمصطلحات iiالبديع مـنـدسـة  فـي البيان iiالنخر
فـأفـرغـهـا مـن قوافيه في قـوالـب مـرصوصة iiكالزبر
ولاءم بـيـن iiأفـانـيـنـهـا وبـيـن  أفـانـيـن ما iiيبتكر
فـجـاءت  كـأن لـم تنلها iiيد خـلاف  يـد الـماهر iiالمقتدر
يـذلـل  من شاردات iiالقريض مـا  لـو سـواه ابـتـغاه iiلفر
ويـستنزل الشعر صافي الرواء كـصـوب الـغمامة إذ iiينحدر
يـمـيـزه عـن سـواه الذكاء وطـول  الأنـاة وبـعدُ iiالنظر
وتـبـدو  الـرجولة في iiشعره مـنـزهة  من صعىً أو iiصعر
وفـي كـبـر الـنفس iiمندوحة عـن  الكبر شأن الصغار iiالكبر
ولـم يـتـخـنث بهجر iiالكلام ولـم  يـتـصـيـد بماء عكر

15 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
مرثية محمد مهدي الجواهري (2)    كن أول من يقيّم

وديـوان شـوقي بما فيه iiمن صنوف  البداعة روض نضر
فـبـيـت  يكاد من الارتياح والـلـطف  من رقة iiيعتصر
وبـيـت  يـكاد من iiالاندفاع يـقـدح  مـن جانبيه الشرر
وبـيـت  كـأن رفـائيل iiقد كـسـاه  بكفيه إحدى الصور
تـحـس  الـطبيعة في iiطيه تـكشف  عن حسنها iiالمستتر
كـأنـك  تـسمع وقع iiالندى بـتصويره  أو حفيف iiالشجر
وبـيـت  ترى مصر أسوانة تـنـاغي  به مجدها iiالمندثر
فـفـي مصرع يومها المبتلى وفـي مصرع أمسها المزدهر
وفـرعـون  إذ ينطوي iiملكه وفـرعون في القبر إذ iiينتشر
وديوان شوقي على الاختصار تـاريـخ أمـتـه iiالمختصر
ولـولا الـمغالاة قلت انطوى بـمـعـناه  عنوانها iiالمفتخر
فـيـا  نجل مصر وفت iiبرّه بـذكـراك مصر وأنت iiالأبَر
مـئـات الـصحائف iiمسودة مـجـلـلـة  بمئات iiالصور
ظـهـرت  بها وجناح iiالبيان مـهـيـض  وأسلوبه محتقر
بـقـايـا مـن الكلم iiالباليات تـنـاقـلـهـا  نفر عن نفر
ولـفـظ  هـجين ثوت تحته مـعـان  لـقـلـتها iiتحتكر
وحـسـبـك مـن حالة iiرثة بـفـرط  الـجمود لها يعتذر
فـكـنـت  وعلتها iiكالطبيب يـنـعش  جسما عراه iiالخور
فـأفـهـمـتهم  أن iiللعبقري حـكـمـا  مطاعا إذا ما iiأمر
وأن الـقـوافـي عِـبِدّى iiله يـفـرق  أشـتـاتها أو iiيذر
يـصوغ  المعاني كما iiيشتهي ويـلـعب  باللفظ لعب iiالأكر
عـكـاظ  مـن الشعر iiتحتله ويـرعـاه حافظ حتى ازدهر
تـلـوذ  الـوفـود بساحيكما وتـأتـيـه  من كل فج iiزُمَر
تـبـجـل فيه مزايا iiالشعور عـلى  حين في غيره iiتحتقر
وتـنسى  الضغائن في iiساحة بـهـا كـل مـكـرمة iiتدّكر
وأنـت كـصمصامة iiمنتضى وحـافـظ كـالأبلق iiالمشتهر
تـمـشّـى  بإثرك في iiشعره ومـات  وأعـقـبـته بالأثر
بـقـدر اخـتلافكما في iiالنبو غ  كـان اختلافكما في iiالعمر
فـلا  تـبعدا إن شأن iiالزمان أن  يـعقب الصفو منه iiالكدر
عـزاء الـكنانة أن iiالقريض تـأمـر  دهـرا بـها ثم iiفر
بـنجمين  كانت تباهي iiالسما ومـا في السما من نجوم iiكثر
فـهـا هـي قد عرّيت iiمنهما وهـا  هي من وحشة iiتقشعر
خـسـرنـاك  كنزا إلى مثله إذا  أحـوجـت أزمـة يُفتقر
ومـا  كـنت من زمن iiواحدا ولـكـن نـتـاج قرون عقر
مـضـى  بالعروبة دهر iiولم يـلُـحْ  ألمعيّ ومرت iiعُصُر
وإن الـنـبوغ على ما iiيحيط بـعـيـش النوابغ أمرٌ iiعسر
يـثـيـر  اهتماما أديب iiيجدّ كـمـا قـيل نجم جديد iiظهر
قـرون مضت لم يسدّ iiالعراق مـن  الـمـتنبي مكانا iiشغر
ولـم تـتـبـدل سماء iiالبلاد ولا حـال منها الثرى iiوالنهر
ولـم يـتغير عروض الخليل ولا الـعـرب قد بدلوا iiبالنثر
ولـكـنـمـا تـنتج النابهين مـن  الـشاعرين دواع iiأخَر
فـإن فـقدت لم يشعّ iiالأريب إلا  لـيـخـبو كلمح iiالبصر

15 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
مرثية بدوي الجبل    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

بدوي الجبل  وهوالمرحوم محمد سليمان الأحمد، من كبار شعراء العرب شارك في تأبين شوقي، وكان في السابعة والعشرين من العمر، فمولده عام (1905) ووفاته عام 1981م وقصيدته في كتاب الشيخ أحمد عبيد (ص 532) بعنوان (شاعر الدنيا) ورأيت نشرة لهذه القصيدة في بعض المواقع بزيادة خمسة أبيات (1) وحذف البيت الأخير.
لا الأمـس يسلبك الخلود ولا الغد هـيهات  أنت على الزمان iiمخلد
تـتـجـدد  الـدنيا وقلبك iiوحده دنـيـا  تـعـيـد شبابها iiوتجدد
لـك  مـن خـيالك عالم iiمتناسق بـهـجٌ  تـنـمّـق خلقه iiوتجوّد
أمـا الـبـسيطة فهي فيه iiخميلة ولـع  الـربيع بها ورحتَ iiتغرد
وسـكـبت في الأنغام قلبك iiدمعة لا  كـالـدمـوع ورحـمة iiتتنهد
خـلـع الـحياة على البلى iiفكأنه لـلـبـعث  من قبل الأوان iiيمهّد
قـيـس  وليلى بعد طول كراهما ثـغـر يـرفّ ووجـنـة تتورد
بُـعـثا  كعهدهما القديم فمن رأى تـلـك  العيون يجول فيها iiالإثمد
فـي  كـل قـافـية حياة iiتجتلى ومـنـى  تـضوع وزفرة iiتتردد
صور الجزيرة ما جلوت من العلا والـحـسـن  لا ما أولته iiالحسّد
الـحـب  والخيم المنيفة iiوالقرى ولـبـانـة عـند الكئيب iiوموعد
وسـكـينة  الصحراء إلا iiهازجا مـرحـا يـعـيـد حداءه iiويردد
يـا  شـاعـر الدنيا لقد iiأسكرتها مـاذا  تـغـنـيـهـا وما iiتنشد
خـفـت بـزيـنتها إليك iiمشوقة سـكـرى  تداعب كأسها iiوتعربد
وجلت  على الشعراء قبلك iiحسنها لـكن  أراك شهدت ما لم iiيشهدوا
نـظروا إلى خير الوجود iiوحسنه شـزرا  كما نظر الضياء iiالأرمد
الـزاهـدين  بها ولو كشفت iiلهم سـر الـحياة المشتهى لم iiيزهدوا
أطـربـت  فـتنتها فدع في غيه مـن راح يـعـذل حسنها iiويفند
الـعـبـقـرية  شعلة من iiنارها حـمـراء نـاضرة اللظى iiتتوقد
والـشعر  والنغم الشهري ورحمة تـسـع الـوجـود ونقمة iiتتوعد
يـا  فـتـنـة الدنيا يذمك معشر والخير  كل الخير في أن iiيحمدوا
ألـهـب  نـبوغك بالحياة وحبها وأنـا الـضـمـين بأنه لا iiيخمد
الـكـنـز بـين يديك فانثر iiدره إنـي أراه يـزيـد حـيـن iiيبدد
يـا شـاعـر الـدنيا نديك iiحافل والـجـمع مصغ والمواكب iiحشّد
يـتـنـظرون السحر من iiجباره هـيهات دون السحر باب iiموصد
يـشـكي  إليك وأنت رهن iiمنية وتزار في عنت الخطوب iiوتقصد
ولـقـد  يرجى السيف وهو iiمثلّم ولـقـد  يهاب الليث وهو iiمصفد
ولـك  الإمـارة في البيان iiيقرها أمـس الزمان ولا يضيق بها الغد
يـعـلي  أبو الفاروق من iiبنيانها ويـصـون عـزة مـلكها iiويؤيد
_________________
(1) أربعة منها مكانها بعد البيت (الكنز بين يديك) وهي:
ظلم الجمالَ أبا علي من iiرأى أن الـجـمـال غواية iiتتودد
وسموت في صور النعيم تعده مـن  نعمة الله التي لا iiتجحد
الـحق  والإبداع من iiنفحاتها والـخير من أسمائها والسؤدد
حـب الـجمال عبادة iiمقبولة والله يـلمح في الجمال iiويعبد
والبيت الخامس، مكانه قبل الأخير:
فاذهب كما ذهب الربيع على الربى مـنـه  يـدٌ وعـلى القلوب له iiيد
 
 

15 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
غادة بكفيا    كن أول من يقيّم

وهذه أيضا يا أستاذتي قصيدة من نوادر غزليات شوقي، قالها لدى زيارته لبنان عام 1925م ، ويبدو أنه كان يصيف في (بكفيا) قلعة الموارنة، وفيها جرت وقائع هذه القصيدة، مع فتاة مسيحية، ويمكن الرجوع إلى موقع (بكفيا) للتعرف على البلدة. قال الأبياري في نشرته للشوقيات (ج3 ص 44) بكفيا: بلدة اصطياف في لبنان تعلو ما يقرب من الكيلومتر، وبها مياه معدنيه، وبها كذلك (معبد سيدة النجاة) واستوقفني تعريفه للبنان في حاشية القصيدة أنقله لك لطرافته قال: (لبنان جبل مطل على حمص، يجيء من (العرَج) الذي بين مكة والمدينة حتى يتصل بالشام، فما كان بفلسطين فهو جبل (الحمَل) وما كان بالأردن فهو جبل الجليل، وما كان بدمشق فهو سَنير، وما كان بحلب وحمص وحماة فهو لبنان، ويتصل بانطاكية والمصيصة فيسمى هناك (اللُكام) ثم يمتد إلى ملطية وسميساط وقالقيليا إلى بحر الخزر فيسمى هناك القبق) ثم ختم ذلك بموجز عن دولة لبنان. والمراد بموسى في البيت (40) المرحوم موسى بك نمور رئيس مجلس النواب أنذاك، وكان قد كرم شوقي في مجلس النواب، وإلى ذلك يشير في البيت (38) وأما البيتان الأخيران فهما لغز يطول شرحه.

الـسِـحرُ  مِن سودِ العُيونِ iiلَقيتُهُ وَالـبـابِـلِـيُّ بِـلَحظِهِنَّ iiسُقيتُهُ
الـفـاتِـراتِ وَمـا فَتَرنَ iiرِمايَةً بِـمُـسَـدَّدٍ بَـينَ الضُلوعِ iiمَبيتُهُ
الـناعِساتِ الموقِظات بيِ iالهَوى الـمُـغـرِيـاتِ بِهِ وَكُنتُ سَليتُهُ
الـقـاتِـلاتِ  بِـعابِثٍ في جَفنِهِ ثَـمِـلُ  الـغِرارِ مُعَربدٌ iiإِصليتُهُ
الـشـارِعاتِ  الهُدبَ أَمثالَ iiالقَنا يُـحـيِ الـطَعينَ بِنَظرَةٍ iiوَيُميتُهُ
الـنـاسِجاتِ عَلى سَواءِ iiسُطورِهِ سَـقَـمـاً عَـلى مُنوالِهِنَّ iiكُسيتُهُ
وَأَغَـنَّ  أَكـحَـلَ مِن مَها iiبكفيّة عَـلِـقَـت مَحاجِرُهُ دَمي iiوَعَلِقتُهُ
لُـبـنـانُ دارَتُـهُ وَفـيهِ iiكِناسُهُ بَـيـنَ الـقنا الخَطّارِ خُطَّ نَحَيتُهُ
الـسَـلـسَبيلُ مِنَ الجَداوِلِ وَردُهُ وَالآسُ مِـن خُضرِ الخَمائِلِ iiقوتُهُ
إِن قُـلـتُ تِمثالُ الجَمالِ iiمُنَصَّباً قـالَ الـجَـمـالُ بِراحَتَيَّ iiمَثَلتُهُ
دَخَـلَ الكَنيسَةَ فَاِرتَقَبتُ فَلَم iiيُطِل فَـأَتَـيـتُ  دونَ طَريقِهِ فَزَحَمتُهُ
فَـاِزوَرَّ  غَضباناً وَأَعرَضَ iiنافِراً حـالٌ  مِـنَ الغيدِ المِلاحِ iiعَرَفتُهُ
فَـصَـرَفـتُ تِلعابي إِلى iiأَترابهِ وَزَعَـمـتُـهُـنَّ  لُبانَتي iiفَأَغَرتُهُ
فَـمَـشـى إِلَـيَّ وَلَـيسَ أول iiجُؤذَرٍ وَقَـعَـت عَـلَيهِ حَبائِلي iiفَقَنَصتُهُ
قَد جاءَ مِن سِحرِ الجُفونِ فَصادَني وَأَتَـيـتُ مِن سِحرِ البَيانِ iiفصُدتهُ
لَـمّا  ظَفَرتُ بِهِ عَلى حَرَمِ الهُدى لِاِبـنِ الـبَـتولِ وَلِلصَلاةِ iiوَهبتُهُ
قـالَت  تَرى نَجمَ البَيانِ فَقُلتُ بَل أُفـُقَ الـبَـيـانِ بِأَرضِكُم iiيَمَّمتُهُ
بَـلَـغ  الـسُها بِشُموسِهِ iiوَبُدورِهِ لُـبـنانُ  وَاِنتَظَمَ المَشارِقَ صيتُهُ
مِـن  كُلِّ عالي القَدرِ مِن iiأَعلامِهِ تَـتَـهَـلَّـلُ الفُصحى إِذا iiسمّيتُهُ
حـامـي الحَقيقَةِ لا القَديمَ iiيَؤودُهُ حِـفـظاً  وَلا طَلَبُ الجَديدِ iiيَفوتُهُ
وَعَـلـى  المَشيدِ الفَخمِ مِن آثارِهِ خُـلـقٌ  يُـبـينُ جَلالُهُ iiوَثبوتُهُ
فـي كُـلِّ رابِـيَـةٍ وَكُلِّ iiقَرارَةٍ تِـبـرُ القَرائِحِ في الترابِ لَمَحتُهُ
أَقـبَلتُ أَبكي العِلمَ حَولَ iiرُسومِهِم ثـمَّ  اِنـثَـنَيتُ إِلى العلا iiفبكَيتهُ
لُـبـنـانُ وَالخُلدُ اِختِراعُ اللَهِ iiلَم يـوسَـمْ بِـأَزيَـنَ مِنهُما iiمَلَكوتُهُ
هُوَ  ذِروَةٌ في الحُسنِ غَيرُ مَرومَةٍ وَذرا  الـبَراعَةِ وَالحِجى iiبَيروتهُ
مَلِكُ  الهِضابِ الشُمِّ سُلطانُ الرُبى هـامُ الـسَحابِ عُروشُهُ iiوَتُخوتُهُ
سـيناءُ  شاطَرَهُ الجَلالَ فَلا iiيُرى إِلّا  لَـهُ سُـبُـحـاتُـهُ iiوَسُموتُهُ
وَالأَبـلَـقُ  الفَردُ اِنتَهَت أَوصافُهُ فـي  الـسُؤدُدِ العالي لَهُ iiوَنُعوتُهُ
جَـبَـلٌ عَـن آذارَ يُزري صَيفُهُ وَشِـتـاؤُهُ  يَئِدِ القرى iiجَبَروتُهُ
أَبـهى مِنَ الوَشِيِ الكَريمِ iiمِروجُهُ وَأَلَـذُّ مِـن عَطَلِ النُحورِ iiمُروتُهُ
يَـغـشـى رَوابيهِ عَلى iiكافورِها مِـسـكُ  الـوِهـادِ فَتيقُهُ وَفَتيتُهُ
وَكَـأَنَّ أَيّـامَ الـشَـبابِ iiرُبوعُهُ وَكَـأَنَّ أَحـلامَ الـكِـعابِ iiبُيوتُهُ
وَكَـأَنَّ  رَيـعـانَ الصِبا رَيحانُهُ سِـرَّ  الـسُـرورِ يَجودُهُ iiوَيَقوتُهُ
وَكَـأَنَّ أَثـداءَ الـنَـواهِـدِ iiتينُهُ وَكَـأَنَّ  أَقـراطَ الـوَلائِـدِ iiتوتُهُ
وَكَأَنَّ  هَمسَ القاعِ في أُذُنِ iiالصَفا صَـوتُ  العِتابِ ظُهورُهُ iiوَخُفوتُهُ
وَكَـأَنَّ مـاءَهُـما وَجَرسَ iiلُجَينِهِ وَضـحُ الـعَروسِ تَبينُهُ وَتُصيتُهُ
زُعَـمـاءُ  لُـبـنان وَأَهلَ iiنَدِيِّهِ لُـبـنـانُ فـي ناديكُمو iiعَظَمتُهُ
قَـد  زادَنـي إِقـبـالُكُم iiوَقُبولُكُم شَـرَفاً  عَلى الشَرَفِ الَّذي iiأَولَيتُهُ
تـاجُ الـنِيابَةِ في رَفيعِ iiرُؤوسِكُم لَـم  يُـشـرَ لُـؤلُؤُهُ وَلا iiياقوتُهُ
مـوسى  عَدُوُّ الرِقِّ حَولَ iiلِوائِكُم لا الـظُـلـمُ يُرهِبُهُ وَلا طاغوتُهُ
أَنـتُـم  وَصاحِبُكُم إِذا iiأَصبَحتُمو كَـالـشَـهـرِ أَكمَلَ عُدَّةً iiمَوقوتُهُ
هُـوَ  غُـرَّةُ الأَيّـامِ فـيهِ وَكُلُّكُم آحـادُهُ  فـي فَـضـلِها وَسُبوتُهُ

15 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
خطأ في قصيدة : يا جارة الوادي    كن أول من يقيّم

رجعت إلى قصيدة (يا جارة الوادي) التي نقلت الأستاذة قطعة منها فرأيت في مطلع القصيدة خطأ  مطبعيا مطردا في كل نشرات الشوقيات التي رجعت إليها (1)، ومنها نشرة الموسوعة، ومطلع القصيدة
شَـيَّـعـتُ  أَحلامي بِقَلبٍ iiباكِ وَلَمَحتُ مِن طُرُقِ المِلاحِ شِباكي
والخطأ في (ولمحتُ) ولا شك عندي أنها (ولممتُ) وقد كتب شوقي هذه القصيدة في أخريات حياته. ويبدو أن الأستاذة لمحت هذا الخطأ بحسها فأعفت نفسها من ذكر البيت. وفي القصيدة التي نشرتها بعنوان (غادة بكفيا) خطأ مطبعي أيضا تصرفتُ من عندي بتصويبه وأحسب أن الأستاذة أيضا ستعرفه بمجرد وقوع عينها على البيت.
_____________
(1) تبين لي لاحقا أن د. الحوفي قد استدرك هذا الخطأ في نشرته للشوقيات (ج1 ص 121) وفيها (ولممت) 

15 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
مرثية الأخطل الصغير    كن أول من يقيّم

شكرا أستاذتي القديرة ضياء خانم، وقد أصبت والله، دخلت لأنشر مرثية الأخطل الصغير فتفاجأت بجوابك، ولا أرى شوقي مضطرا لأن يذكر البيان أربع مرات في قصيدته، في البيت 15 و17 و 23، إضافة إلى ركاكة سقوط الفاء من (بكيته).
وهذه قطعة من مرثية الأخطل الصغير، كبير شعراء لبنان في التاريخ، وهي من أجمل المراثي وأرقها، وقد ذكرها المرحوم أحمد عبيد في (ص 477) من كتابه، وعدد أبياتها (57) بيتا: والمختار منها:
قف في ربى الخلد واهتف باسم شاعرهِ فـسـدرة الـمـنـتـهى أدنى منابرهِ
وامـسح  جبينك بالركن الذي iiانبلجت أشـعـة  الـوحـي شعرا من iiمنائره
إلـهـة الـشـعـر قامت عن iiميامنه وربـة  الـنـثـر قامت عن iiمياسره
والـحـور قصت شذورا من iiغدائرها وأرسـلـتـهـا  بـديـلا من ستائره
قـال الـمـلائـك مـن هذا ? فقيل لهم هـذا هـوى الشرق هذا ضوء iiناظره
هـذا الـذي رفـع الأهـرام من أدب وكـان  فـي تـاجـها أغلى iiجواهره
هـذا الـذي لـمـس الآلام iiفابتسمت جـراحـهـا ثـم ذابـت في محاجره
كـم فـي ثـغور العذارى من iiبوارقه وفـي  جـفـون اليتامى من iiمواطره
شوقي:  سلوا الأفق هل ثارت عجاجته لـمـا  ثـوى الـمـتنبي في iiحفائره
شوقي: سلوا البحر هل جنت iiعواصفه لـمـا  كـبـا بـابن سينا جد iiعاثره
شـوقي:  سلوا الليل هل كانت iiكواكبه لـمـا قـضى غير شوك في iiنواظره
مـا  لـلـمـلاعـب في لبنان iiمقفرة ولـلـمـنـاهـل  عطلا من iiحرائره
ولـلـمـآذن  فـي الـفـيحاء iiكاسفة كـخـاشـع  الـسر في داجي iiمقابره
تـغـرب  الـحسن والإحسان iiفالتمسا وجـهـا  مـن الأرض هشاشا لزائره
فـأطـعـم  الـجود من كفي iiقساوره وأشـرب الـحـسنَ من عيني iiجآذره
لـبـنـان يـا مصر مصر في iiمآتمه كـمـا  عـلـمتِ ومصر في iiبشائره
هـل كـان قـلـبـك إلا في جوانحه أو كـان دمـعـك إلا فـي مـحاجره
أو كـان مـنـبـت مصر غير iiمنبته أو كـان شـاعـر مصر غير iiشاعره
شـوقـي أتـذكـر إذ (عاليه) موعدنا نـمـنـا ومـا نـام دهر عن iiمقادره
وإذ  طـلـعـت عـلينا أصفرا iiوجلا كـالـنـجـم  خلف رقيق من iiستائره
ونـحـن حـولـك عكاف على iiصنم فـي الـجـاهلية ماضي بطش iiقاهره
وأنـت تـحـت يـد الآسـي iiورأفته وبـيـن كـل ضـعيف القلب iiخائره
سـألـتـنـيـه رثاء: خذه من iiكبدي لا  يـؤخـذ الـشيء إلا من iiمصادره
قـيـثـارة  الـنـيل كم غنيت iiقافية فـي  مـسمع الدهر مسراها iiوخاطره
لـو  عـاد فرعون كانت من iiذخائرها أو  خُـتّـم الـخلد كانت في iiخناصره

16 - مايو - 2007
دفاعا عن أمير الشعراء ( أحمد شوقي)
 207  208  209  210  211