البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 205  206  207  208  209 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
غيرى جنى وأنا المعذب فيكمُ** فكأنني سبّابة المتندم    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

الإسلام غير مسؤول عن نتف البومة لريشها
فايز الفايز
الكاتب فايز الفايزقالت العرب أعيب العيب عيب إثر شيب ، ولأن حديث المتصابي يسهل تفسيره على تعويل أن النفس أمارة بالسوء ولا ضير من تسويق الأفكار لإعادة شحن الأعمار ، فإن حديث العجائز مهما حاولوا تجميله بالمساحيق اللغوية ، والكريمات الفكرية ، لا يخفي أبدا التجاعيد التي ساطها الزمن في وجوههم التي صبئت عن نقاء السريرة ، ونبل الغاية ، والخطاب العاقل لإصلاح كون ٍ أفسدته الإباحية الفكرية والنشوز السلوكي ، لحريم العرب ، وأشباههن من الذكور، اللواتي لم يعدن يفرقن ما بين تربية الأجيال ، وتربية أظافر أقدامهن المطلية ، وكل هذا لن ينفعهن في رجاء حسن الخاتمة ، فالعاقبة للمتقين كما نص الدستور الإلهي المقروء بين يدي البشر الضعفاء أمام زقزقة الشيطان الرجيم .

ولأن الإسلام ومنذ تبشير الرسول الأمي الأمين به ، أصبح هدفا للمتخلفين فكريا ، فلم تمت جذوة النار المستعرة في قلوب الحاقدين على الفضيلة ، وعلى سمو الأخلاق ، و على إعمال العقل في تفسير ظواهر الطبيعة وجواهر النص القرآني ، وحتى اليوم لا نستغرب أن يظهر أشخاص يعترفون أن ليس لهم منبت واضح يرجعون قيمهم المكانية له ، لا نستغرب أن يخرج هؤلاء من أصلاب آباء أتقياء ، وأمهات وجدات أنقياء ، وهنا يكمن الخطر بين من يعلم ويحارب بما يعلم ، ومن لا يعلم وتتم محاربته لأنه لا يعلم .

في الأمس مثلا ، خرجت علينا آخر فقاعات جاءت متأخرة لا يتورع سائق عربة رئاستها أن يدس السم في الدسم بين الفينة والفينة ، دون إدراك من صاحبها لما ستئول له حال مؤسسته ، لتنشر رمادا ثلاثائيا مكملا للدور الذي تتبناه غير المذكورة في النيل من كل ما قد يشتبه عليها أنه تقليد وطني أو تعطر بطيب الدين الإسلامي ، ذلك الدين الذي لجأ أهله أول ما لجئوا الى الملك النجاشي النصراني في الحبشة ، لأنهم يعلمون أن الفضيلة في الأديان لا تتجزأ ومصدرها واحد وإن اختلفت الأفكار .

إن " الرائية " التي لم تنفعها نظّارة النظر ، ولا نظـَارة الشباب الذي ولى واندحرّ ، ترى أن سبب هزيمة الأخلاق والتفكير الحرّ والمبدع ، والانتكاسات السياسية ، والهزائم العسكرية ، والانهيار الاقتصادي ، سببه من يطلقون لحاهم ، ومن يتنقبن ويتحجبن ، وهم المسئولون عن انهيار منظومة التعليم ولا يحق لهم الاحتكام الى الديمقراطية التي بات ينتعلها أشباه بشر منتشرون في عالمنا العربي ، تراهم يكتبون ما يعجبهم هم ، ويطالبون بما يدغدغ شهواتهم هم ، و يؤولون القرآن والتاريخ وتفاسير العلماء حسب معاييرهم " الليبرالية والعلمانية والقدرية والسادية " التي تفسر إباحة الخمر مثلا لأنه معصور من العنب الطيب ، ونسوا أو تناسوا أن القيمة في كل شيء يجب أن تبنى على أساس تاريخي للأشياء ، ولأنهم مبهورون بتعاليم أبالسة الغرب والعرب والعجم فهم يعيبون على هؤلاء " الرعاع " لباسهم ، وعلى المتدينين دعائهم للرب الواحد الأحد الرازق الصمد .

هؤلاء يريدون أن يرفع أبناء العرب ممن لا حيلة لهم ولا احتيال ، أيديهم بالدعاء لعواصم الإبهار الفكري لدى الكتبة الصابئة ، وأن يسجدوا " لتثمال الحرية " المنتصب على شاطىء المحيط الذي أحاط بأفكارهم ونوازعهم وأخلاقهم وتخلقهم ، وزرع في برك عقولهم الضحلة طحالب عفنة مؤذية ، تتزحلق عليها فتوحات جيوش فكر " بلاي بوي " ، عل وعسى يوما أن يروا موضة لباس جديدة تظهر فيها الفتاة المسلمة وهي تعتمر الحجاب او النقاب الشفاف ، وترتدي الملابس الداخلية فقط ، ولا بأس من أن ترتقي منبرا في مسجد لتلقي خطبة الثلاثاء في التقويم الإباحي للتحدث عن الفن الشرعي تدريس الرقص الشرعي لطلاب المرحلة الابتدائية ، والتوصية لوزارات التربية والتعليم بالاستغناء عن الكتب المطبوعة و تضمين المناهج في أغنيات و " فيديو كليب " توزع على المدارس والطلبة لدراستها عبر "هز الوسط " .

الإسلام لم يكن دعوى تخلف ، ولم يكن يوما ضد العلم ولا التفكير ، بل هو قد جاء بناء على العلم وحض على التفكير ، فالإيمان يختلف عن التسليم ، وكان أول كلام الله الذي نزل على سيدنا ومعلمنا "محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي " ، كان { اقرأ } ، وبنى العرب التابعين بعد ان تعلموا القراءة والكتابة والترجمة وأمعنوا في التفكير والاستنباط و التفسير والتأويل الصحيح ، بنوا القاعدة المتينة لجميع العلوم التي طورها العالم الغربي وأصبحوا عالما متقدما متطورا تهوى إليه نفوس المفتونين ، في وقت كانت العرب تموت تحت نير اندثار تعاليم الإسلام الحق الذي كان منهجه القرآن الكريم و ديوان تفسيره السنة النبوية المشرفة و فتح باب التجديد على يد علماء يعرفون كيف يخاطبون الأمة بالتي هي أحسن ، و يتعلمون العلم ويتقنون حرفتهم ، ويستنبطون أفكارهم المستمدة من بيئتهم لتخدم مجتمعاتهم ، وما ظهر التردي إلا حينما أصبحت الغربان تنافس الصقور في اعتلاء القمم ، و البوم تنتف "ريشها " في مساكن الخراب والظلام .

ولمجرد المقارنة ليس إلا ، فإن ثلاثة من أخوتي مثلا يدرس أبناؤهم في مدارس الروم الأرثوذكس في مادبا وعمان ، مقابل واحد يدرس أبناؤه في مدرسة "القرية الحكومية البدوية الليبرالية " ، و شقيقة تدرس ابنتها في مدرسة إدارتها حركة إسلامية ،، ومع ذلك لم أجد يوما أي فرق بين نمطهم الفكري والدراسي والسلوكي ، ولم تفرض على كل من عرفنا أي سلوكيات أو تعاليم فكرية في مدارسنا حسبما يشيع أهل التغريب والتحريض على السفور والإباحية الفكرية والسلوكية ، ولم تخرّج المدارس المحترمة طلاب مسحولي السراويل أو عاقين لوطنهم ، بل ما يشجع على الخلاعة في النمط المعيشي والسلوكي هي المدارس الفكرية التي تقرأ في دواوين الأحضان الساخنة المصنوعة خصيصا لشرقنا الملتزم في مدن الشفاه الملتهبة ، و الصلبان المعقوفة التي لا تحترم حرمة الكنيسة ولا حرية المسجد ، وتدعو الى حزب الشيطان ، وتبث تعاليمه عبر قنوات فضائية تدرس الجيل على التحرش الجنسي بين أبناء الأسرة الواحدة من خلال غزو فكري يدعو الى التحرر من كل القيود ، ثم يجادل في حرية لبس الحجاب ، دون النظر الى ما في الفكر الذي تحمله الرؤوس المعتمرة للحجاب .

يجب على الدولة ان تحدد مفاهيمنا مرة أخرى ، فإن كنا دولة ينص الدستور على أن دينها الإسلام ، وأن قيادتنا الحكيمة سلالة هاشمية مصطفوية ، فلماذا تترك المنابر الإعلامية والأقلام المشحوذة في الأقبية الباردة المظلمة تزلخ سهامها ضد الثوابت الدينية والوطنية والمجتمعية في أي مناسبة ترى العصابة الخارجة أنها فرصة لضرب أي ثابت وطني يشبع جوعها للفوضى العارمة ، وإلا فلنعلنا " المدينة الإباحية " ولنخلع سراويلنا قبل أن نحضر خطب الجمعة وعظات الأحد ، ولنجهز سيوفنا للمجالدة حماية للوطن والثوابت ،، وقبل أن أغادر لا بد أن أورد قولا ليس لأحد الأئمة المشايخ الذين لا يحبهم من لا يحب أن يقرأ قصة معروفة ويأخذ العبر منها ، بل هو للعالم المبجلّ "إلبرت إينشتاين " الذي قال { العلم دون دين أعرج ، والدين دون علم أعمى } .

لست عالم دين ولا حارس على صومعة الفضيلة ، وهذا شرف لا أدعيه ، ولكنني أعلم من أسرار هؤلاء ما يجعلني أعلم الى أين تريد هذه الشرذمة أن تجر البلد وأهله ، ولا بد من أحد ان يضع حدا لرعونة وحمق هؤلاء الذين سيدمرون الصحافة والكتابة والورق بسيوف من " مسكارة " ولواقط حواجب وكؤوس من عرق يرقص على قرعها شياطين لا تنام ولا يضيرها الأرق ، لا يعرفون فقر المعلمين ولا جوع المتعلمين ، إلا بقدر ما يكتبونه للشماتة من هذه الفئات و النيل من هذا الوطن الواحد.

5 - مايو - 2010
التربية الخاصة
أنت الذوق والأدب يا بياع الورد؛ أخي الأستاذ أحمد عزو.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

 لمن هذان البيتان؟
كلانا مُظهرٌ للناس بُغضاً **وكلٌّ عند صاحبِه مَكينُ
تُخبّرُنا العيونُ بما أرَدنا ** وفي القلبَينِ ثََمّ هوىً دفينُ
** بدر شاكر السياب تغزل بالعيون البصْرية ذاتِ السواد الليلي والمكحلة من دون كحل :
أحُوريّة النهرِ غُضّي العيونْ

وكوني بملاحِه راحمَهْ
تسيرين في زورق من
ظلال
فتدفعه النسمة الناعمه
ومجدافك اخترته من ضياء

النجوم على اللجة
القائمه
** أضفى الخمار على جمال (الزبيدية) جمالاً وهي تطل بعيونها السود من فتحة الخمار لتفرِضَ سِحرَها على السَّيّاب ؛ فيبدع:
وإذا
العيون لحن فارغ قده
ورشفن حمرة ثغره المتضرم
أوحين للقلب الجليد بحبه

فأطعن إطاعة المتسلم
** العيون تعطي اللغة طراوة كقبلة الصباح،  وتمنح الصورة عذوبة كسحر السواك.
ألا ما أحلى لغةَ العيونِ...إنها مرآة النفس.
 
 

5 - مايو - 2010
العين مرآة النفس
شكراً على الهدية الثمينة    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

حقاً هدية غالية من أخ غالٍ...... أرَحتني يا عبد الحفيظ ..... سوف أفاجئ صديقي الحميم الأمازيغي (سيمو وحيدي) هذا الأحد ، عندما يرى المبدعة ماجدة ، ويشنّف أذنيه بصوتها الندي . (تشكرات لارِمْ )، كما يقول طيّب أردوغان....أنت صاحب ذوق.

7 - مايو - 2010
العين مرآة النفس
يا عين يا ليل    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

ابن الصائغ :
لمثلي من لواحظها سهام** لها في القلب فتك أيّ فتكِ
إذا رامت تشكُّ به فؤاداً ** يموت المستهام بغير شكِّ
 خالد الكاتب :
لها من ظباء الرمل عين مريضة ** ومن ناضر الريحان خضرة حاجب
 
قيس بن الخطيم :
تروح من الحسناء أم أنت مُغتدي ** وكيف انطلاق عاشق لم يُزوّد
تراءت لنا يوم الرحيل بمُقلتَي ** غرير بملتفٍّ من السدر مُفرِدِ
 عمر بن أبي ربيعة :
وترنو بعينيها إليّ كما رنا ** إلى ظبية وسْطَ الخميلة جُؤذرُ
 الشاب الظريف :
ياراقد الطرف ما للطرف إغفاءُ **حدّث بذاك فما في الحب إخفاءُ
 بدوي الجبل :
قد باح جفناك بسرّ الدجى ** جفناك من سرّ الدجا مترعانْ
تنطِق عيناك ولم تنطِقي ** وقد تطيلان وقد توجزان
ولم تضيقا بمعاني الهوى ** ألا تلومان ألا تتعبانْ
 النابغة :
 نظرتْ إليك بحاجة لم تقضها ** نظَرَ السقيم إلى وجوه العُوّدِ
 محمد حمدان ( من طرْطوس) :
على أطياف عينيك الحيارى ** أنا والشوق والنجوى سهارى
ونورد بحرها عشقاً وأحلى ** معاني العشق أن نرد البحارى

8 - مايو - 2010
العين مرآة النفس
وتجرح أحشائي بعين مريضة**......    ( من قبل 10 أعضاء )    قيّم

الشاب الظريف :
لي من هواك بعيده وقريبه ** ولك الجمال بديعه وغريبه
يامن أعيذ جماله بجلاله ** حذراً عليه من العيون تصيبه
 
ابن المعتز :
وتجرح أحشائي بعين مريضة ** كما لان متن السيف والحدّ قاطع
 
البحتري :
في القهوة أشكال من الساقي وألوان ** وسكرٌمثل ما أسكر طرْفٌ منه وسنان
 
ابن الساعاتي :
لهفي على غصن النقا المتمايل ** يهتز معتدلاً وليس بعادل
لا يستفيق منازلاً عشاقه ** بفتور لحظ كالقضاء النازل
يا قلب عاشقه وسهم جفونه ** مَن ألزم المقتول حب القاتل؟
 
 

8 - مايو - 2010
العين مرآة النفس
تاء التأنيث المتحركة    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

الكـتـابـــة الـنـسـائيــة في خــصــائــص
الــزمـــان والـمـكــان
ابتعدنا كثيراً عن الروائية البريطانية جين اوستن، التي عاشت قبل مائتي سنة تقريبا، حين كانت تسرع، لإخفاء أوراقها تحت منضدة المطبخ، أثناء دخول زائر ما، لتعاود تقشير البطاطس. إلا أن هذا لم يمنع كاهناً معاصرا لها يُدعى لويس، من التذمر حول لجوء المرأة  إلى الكتابة قائلا متبرما:
" لدي مقت ورثاء وازدراء لكل النساء المخربشات، إن ابرة الخياطة لا القلم هي الآلة التي يجب أن يتعاملن معها، وهي الوحيدة التي هن قادرات على استعمالها ." ليس صعبا علينا الآن معرفة من بقي من الاثنين خالدا. مَن بقي في الأرض نافعاً ومَن ذهب جفاءً .على ِغراره، عندما شعر ابو الثناء الآلوسي ببغداد في نهاية القرن التاسع عشر، برغبة المرأة في الكتابة، انبرى، مؤكداً في إحدى مخطوطاته  المعنونة ( الإصابة في منع النساء من الكتابة) وهي موجودة، كما يُذكر، في مديرية الأوقاف العامة ببغداد، محذرا من النساء وتعلّم الكتابة بما يلي:" فأما تعليم النساء القراءة والكتابة فأعوذ بالله  إذ لا أرى شيئا أضَّر منه لهن، فإنهن لما كنّ مجبولات على الغدر، كان حصولهن على هذه الملكة من أعظم وسائل الشر والفساد.
وأما الكتابة، فأول ما تقدر المرأة على تأليف كلام بها، فإنه يكون رسالة إلى زيد أو رقعة إلى عمر وبيتاً من الشعر إلى عزب وشيئاً آخر إلى رجل آخر، فمَثل النساء والكتب والكتابة كمَثل شرير سفيه تُهدي إليه سيفا أو سكير تعطيه زجاجة خمر، فاللبيب من الرجال من ترك زوجتَه في حالة من الجهل والعمى فهو أصلح لهن وانفع".
اتفق الرجال في الماضي، على مايبدو، وهم قلما يتفقون، على الرغبة في حرمان المرأة من الكتابة . بالرغم من ذلك، شقت المرأة طريقها بصبر ودأب، وبدرجات متفاوتة، في كل أنحاء العالم، وكأنها جذر نبات حي مثمر، لتتحرر من قيودها تدريجيا، ومن الضغوط والحواجز التي خلقها البشر فيما بينهم، اولئك الذين انهمكوا طيلة العصور المدونة  في التأريخ ، على قتل أولادها وهم لا ريب أولادُهم، من أجل كلمات أو بضعة كيلومترات من الأرض أو من أجل أشياء أخرى وجدت لتزيد من نزاعاتهم واختلافاتهم.
القرن العشرون هو قرن المرأة عن جدارة، متزامناً مع دخول العلم الحديث لبيوت بعض النسوة  للتخفيف عن أعبائهن المنـزلية التي نادراً ما تنساها ذاكرتُهن . تبارت بعضهن في طرح أفكارهن وتصوراتهن عن طريق الكتابة، مندهشات، أحيانا، من الكيفية التي  وجدن بها هذا العالم المضطرب، اللاعابىء، الذي يقاسي فيه الإنسان من ظلم اخيه الانسان،  والأخير مجنون مغرم بالحروب بسبب الصراعات على أنواعها، ولاسيما الدينيةُ والعقائدية، المتوجه لدور البغاء واشباهها، الساعي لتدمير البيئة الطبيعية، المتكالب على السلطة والمال . استعملت المرأة، كما الرجل من قبل، شتى أنواع الكتابة عندما تعلمتها، فمن الشعر إلى القصص  والروايات ومن السير الذاتية إلى البحوث في المواضيع المحرمة والخطرة. صار العنصر النسائي، في أحيان كثيرة، يشدّ أزرَ الرجال المنصفين الحكماء، المنادين بضرورة التآلف بين البشر والمحبين للعالم أجمع. وبينما روايات جين اوستن، التي امتعت أجيالا واغنت الصور المرئية والمسموعة إلى الوقت الحالي، لم تتطرق إلى حروب نابليون الدائرة رحاها باوربا زمانَها، لكنها استطاعت البحث عن السلوك الممكن المعقول للإنسان، ساعية في الوقت نفسه كي  تجعله يحس بالجمال والقبح، بأسلوب ذي خلطة كوميدية  درامية ماهرة، رغم أنها تحكي عن بيئة بيتية ضيقة، وعلاقات عاطفية بين الجنسين . وعلى منوالها، بعدئذ، استطاعت الكاتبتان اميلي برونتي البريطانية وكوليت الفرنسية هزّ أعمدة المنازل المنخورة بالبلاد الاوربية على الرغم من اللامبالاة في ادبهما. فالأخيرة، كما يقول بعض النقاد، استعملت  البيت كقلب  في انبساطه وانقباضه، تحاول دقاته إرواء العالم.
تظهر شكوى بعض النسوة، في أحيان أخرى،  باسلوب خفي، إذا حرمن من أوطانهن واهلهن، لتفرض الغربة والوحدة عليهن بسبب النـزاعات اللادخل لهن بها، كما حصل في القرن العشرين، أنهن يصفن قسوة الحياة العصرية في العالم بكل تشذرها واقتلاعاتها وملصقاتها، جاعلاتٍ الفن وسيلة شاملة لتوضيح مناطق الشعور والأحاسيس عند الإنسان عموما وليس لتصوير اشياء  شخصية خاصة، البعد عن أوطانهن عدسة يرينه فيها بصورة أشمل واكثر وضوحا. هذا الشمول في الرؤية استطاعت فيه، على سبيل المثال، عفاف كنفاني، اللبنانية الأصل المتزوجة من فلسطيني، وهي في الثمانين من العمر الساكنة في كاليفورنيا، أن ترى وطنها والعالم حوله عن طريق سيرة حياتها. تلك الحياة الباذخة بالتضحية والإقدام، بالإرادة الحرة وروح الأمل فعلا! لا عجب إذا كان عنوان الكتاب (نادية: أسيرة الأمل). لم تكتب هذه المرأة بأنانية لإثبات وجودها فقط، وانما لإثبات وجود الآخرين ايضاً. أدركت بثاقب غريزتها الأنثوية، أن مصير البشرية واحد، وهي كإنسانة نموذج مؤلم للصراعات التي ذكرتها. ولدت، كما ذكرتْ في الكتاب، بعد سنة واحدة من صدور وعد (بلفور) سنة 1917، حيث أدت مغبة الإساءة في تطبيقه حتى هذه اللحظة، ليحصد الظلم أجيالا من شعبها وعموم أبناء المنطقة العربية.
بدورها، تدلنا راشيل كارسون Rachel Carson، في كتابها: (ربـيع صامت)، عما حلّ ببقعةٍ واعدة خضراءَ بوسط وطنها في الولايات المتحدة الأميركية، لقد اسُتغلتْ تلك البقعة لدرجة الإنهاك، بعد أن ُسلطت عليها أنواع الأسمدة الكيمياوية ومبيدات مكافحة الآفات الزراعية المستعملة بلا تحفظ.  صمتت تلك البقعة وأمثالها في موسم الربيع وحُرمت من أغاريد طيورها المقيمة والمهاجرة وأسماكها السابحة  بمياهها العذبة ليصبح ربيعها صامتاً للابد. إن نظرة المرأة الشمولية للكون لا تخفى بالنسبة لهذه العالمة، المؤسسة الأولى لحركة الحفاظ على البيئة الطبيعية من التلوث بالعالم أجمع، هداها تفكيرها العميق إلى ما ينفع الناسَ جميعاً دون مصلحة شخصية لها، فاسرع أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرون في الشركات الكبرى لإسكاتها محاولين منع نشر كتابها سنة 1963 خائفين من الفضيحة المدوية. لقد دعتْ، آنذاك، إلى  طريقة جديدة في  التفكير، ليس في عدم استخدام المبيدات الكيمياوية العشوائي فقط، ولكن إلى علم وفلسفة جديدين للبشر، مؤكدةً: "أن إضافة المبيدات الكيمياوية للمياه في اية بقعة من العالم ستلوث المياه في المناطق الأخرى حتماً، ومن يدعي العكس هراء في هراء ".
على أية حال، لحسن الحظ لم يستطع الكاهن لويس ولا الآلوسي منع المراة من الكتابة في القرن العشرين، والا لما سمعنا إلا قليلا عما يجري في بعض الاوطان، الذي بعضهم قلما يتطرق اليه من كثرة  الانهماك في التستر والتخفي وغض النظر . ولو كان الآلوسي وامثاله أحياء، أيضا، لما ظهرت أمثال الشاعرتين نازك الملائكة وفدوى طوقان، وبالتأكيد لن يتسلم أحد من الرجال رسالة غرامية!
وكما كان القرن العشرون الفترة التي استطاعت فيها المرأة تحقيق احترام وجودها الفكري، فلا يجرؤ أحد، الآن، على الآستخفاف بعقلها، إلا في المجتمعات المتخلفة الجاهلة التي ما زالت متشبثة بقرونها الوسطى، كانت نهاياته، أي في التسعينيات منه على وجه التقريب، فترة الإكثار من آستدراجها مرة اخرى ليكون جسدُها أداة تسلية، مهملة الجانب العقلي فيها. إنه قَرن الآستهلاك والأسواق  المغرية، عصر الفضائيات الهوائية المرئية الداخلة على البيوت كالادمان. لم تبعد القارئ عن المطالعة فقط، بل أخذت والهتْ الكاتب معه. لم يعد الأخير منـزويا في صومعته، كما يقال، يتأمل العالم بمفرده مع من يرغب من زواره، كلاً من وجهة نظره واجتهاده. صارت الساحة مفتوحة لجميع الآراء، من النادر التخلص من تأثير الأضواء والضوضاء وهو/ هي في حالة مقاطعة دائمة من قبل وسائل الإعلام، تقتحم العزلة في غرف الجلوس والنوم  بالبيانات والقرارات العشوائية والأخبار المريعة المفزعة.
عدو الكتابة اليوم، بشكل خاص، متربص بالكاتبة العربية، لاسيما عندما تتسطح بعض برامج الفضائيات الأدبية، حيث يديرها أناس لا علاقة لهم بموضوع الكتابة الفنية، فيلتجئون إلى تقييم الفن بالعلاقات الشخصية العامة أو لجمال المرأة وملابسها ، العادة التي لم يتخلص منها الجنس البشري بعدُ. هنا تفوت اللعبة على بعضهن ويستولي هلع حب الظهور والشهرة،  لتمتد رغبتهن إلى مجرد إظهار صورهن على الشاشة أو في المجلات وأغلفة الكتب الملونة، مكتفيات بالقارئ العابر على الواجهات  الزجاجية من أجل النجاح السريع.
في عالم اليوم المملوء باللغط والصياح، بالقلق والعنف وضيق الصدر،  لاندري ماذا يدفع المرأة والرجل الى الخوض في لحظة فضاء الكتابة والتزاماتها. حين يُمسك القلم – قبل الحاسوب -  ليبدأ بتسطير أفكاره/ أفكارها. أيظل التعاطف الشديد والرغبة في المشاركة الروحية بشكل خافت وهادئ سبباً وجيهاً للكتابة؟ لمَ لا يكتفي البعض بالسكوت بعد أن يسمع ما يشبه هذا البيت  لشاعرنا المتنبي حين يقول:
فليت هوى الأحبة كان عدلاً فحمّل كل قلب ما أطاقا
فيُظهر انفعاله باللاعدالة في بيت شاعري رومانتيكي حسب؟!.
الاحتمال أن يكون الساعي/ الساعية، لفهم هذا النص وأمثالِه، المتأثر به، المتعاطف معه، على الرغم من صغر السن أو عدم الوقوع في تجربة الحب بعدُ، الأقدر على الاحتجاج والاستغراب والدهشة، في المستقبل، عما يجري له أو لغيره من أمور لا يقبل السكوت عنها صامتا. هؤلاء الحالمون/ الحالمات ُيسمون بالمشاغبين/ المشاغبات، في نظر المنتفعين الأنانيين  اللآعابئين من بؤس البشرية وآلامها. يظلون المعذبين بسبب الدجل والقسوة والظلم، الساعين إلى عالم اكثر نقاءً وعدلا، لا يستطيعون أن يصمتوا  صمتا تاما، ولو حاولوا تكميمهم. يظل هؤلاء غرباء عن هذا الكون، على الرغم من شعورهم بالحاجة للمشاركة في معاناة الأنسان والحيوان والنبات والجماد .*
* نص المداخلة التي أُلقيت في  الدورة الثانية للملتقى الدولي الثاني، بتنظيم من اتحاد كتاب المغرب، تحت عنوان "المرأة والكتابة: ذاكرة المكان " المنعقد في مدينة آسفي بالمغرب
 
سميرة المانع / كاتبة من العراق

8 - مايو - 2010
عيد الأم
اللغة والمرأة    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

                     اللغة والمرآة"

من لا يكون عاشقاً فهو وحده الذي يرى صورته في المرآة. هذا ما يقوله جلال الدين الرومي مبيّناً علّة نرسيس المأخوذ بصورته. والماء كما نعلم هو المرآة الأولى، مثلما عيون الآخرين هي مرآتنا، لكن جملة الرومي لا تشكّل تلخيصاً أو نتيجة لكتاب حورية عبد الواحد مع أنها تأتي متأخرة، والأخرى بنا أن نشير إلى أنه كتاب عصيّ على التلخيص، فهو يذهب إلى خلخلة مجموعة من النصوص وتعريضها للانقسام والتشظّي مثلما تفعل المرايا بالصور. هنا تتجاور المعرفة باللغة مع التحليل النفسي مع إعطاء الأولوية للّغة، فعالم النفس لم يعد أخصائيّاً بالمعنى الطبي للكلمة وحسب، بل يتطلّب الأمر منه أن يكون عارفاً باللغة لأنّه يتعاطى أولاً مع نصوص.
المحلل النفسي، الذي يستمع إلى مريض يسرد حلما، لا يشاهد الحلم، بل يستمع إلى نصّ يُسرد، وبالتالي فإنّ مجال معرفته يتبدى في مقدرته على قراءة هذا النصّ، وفي إدراك المسافة بين الحلم وسرد الحلم. أما هذا الكتاب فلا يناقش حالات سريرية إلا فيما ندر، لأن الكاتبة تذهب إلى النصوص الكبرى المؤسِّسة للوعي، وتعرّضها لقراءة دقيقة وكثيفة في آن واحد، وكأنها بذلك تذهب إلى مقاربة "الوجدان" الثقافي العربي، إن في ينابيعه اللغوية، أو في ينابيعها لدينية.
تحتل موضوعة الرؤية موقعاً مركزياً في أطروحات حورية عبد الواحد، ولا يغيب عنها ذلك التنافس "التاريخي" بين حاستي البصر والسمع. أما البصر فهو يؤذن ببدء سيرورة الحضارة كما سبق وعبّر عن ذلك فرويد، فالإنسان المنتصب، الذي يرفع أنفه ويرى بدلاً من أن يشمّ، هو إنسان الحضارة،وهو في الوقت ذاته إنسان اللغة بمعناها التركيبي، حيث يغدو الابتعاد عن الأرض فارقا في قلب اللغة، فيولد المجاز من انتصاب الإنسان على قدميه، إذ أن المبدأ الذي يتيح إنشاء حقول دلالية هو ذلك الذي يحافظ على انفصال بالنسبة إلى المعنى الحقيقي،وعلى مسافة بالنسبة إلى الشيء الأول. فالمسافة بين الرأس المنتصب والأرض هي مسافة ضرورية من أجل الحقول الدلالية التي بنت الحضارة، وفي التعبير الأدقّ للكاتبة فإنه ثمّة ضرورة لعمودية من أجل أن يكون النظر مخترَقاً بتجربة الفقد.
ليس من المصادفة إذن أن كلمة "إنسان" تعني أيضاً بؤبؤ العين، مثلما لم يكن من المصادفة أن اسم النبي إبراهيم مشتقّ من الجذر اللغوي "ب ر ه م" ومعناه أدام النظر، فرحلة إبراهيم من الشكّ إلى اليقين تبدأ بإنكاره ألوهية الأصنام بالقول: كيف أعبد من أراه ولا يراني؟. لهذا يتحول إلى عبادة الشمس والقمر، لكنه ما يلبث أن ينكر ألوهيتهما فهما يبزغان ثم يغيبان، بينما هو في بحثه الدؤوب عن الدائم الذي لا يأفل ولا يغيب. لم يكن من السهل عليه اكتشاف المعنى بوصفه غياباً، لأن التخلص من الانشغال بالمرئي أمر صعب حين يكون اسم المرء إبراهيم، فالانصراف عن التقليب بالنظر، عن الملامسة بالعينين، حينما يحمل اسمنا تلك الإشارة إلى البصري لا يمكن أن يحدث إلا عبر اقتلاع رهيب. ومع هذا فإن مسألة الرؤية التي وجدت لها حلاً عند إبراهيم بقيت إشكالية مستمرة. فموسى يطالب: أرني أنظر إليك. ويأتيه الجواب: لن تراني. فاستحالة الرؤية معادل للعذاب الناجم عن الانفصال، وكان الحلاج مسكوناً بهذا الغياب، كان الغياب يمزقه، وقد انتزع منه هذه الصرخة من الألم: ولكن أين تحتجب؟
إذن، بقي نرسيس رهين صورته، هلك ضحية عينيه، لأنه لم يكتشف الفراغ المكوِّن للعلاقة بين الدال والمدلول. لم تكن علة نرسيس في حبه لذاته، فالإنسان لا يحب إلا نفسه ولكن بعد أن يقوم بنقلة، وهذه النقلة هي المرور عبر الآخر. لقد كان نرسيس جاهلاً لقاعدة بسيطة بقدر ما هي جوهرية مفادها أن الإنسان لا يستطيع الوصول إلى ذاته من دون أن يتحول عبر الآخر، والإيروس هو الذي يتكفل بهذا التحول. بإلغائه لمسافة الفقد فإن عذاب نرسيس كان في بقائه فيحيّز الرؤية التي لا تحتمل أي مجاز، بل إنه كان في حيّز الصورة التي لا تنقسم ولا تولّد أي دلالة. نرسيس افتقد التفكير، من حيث أن التفكير هو جعل الغيرية حاضرة في الذات. لقد كان يرى صورته، والأرجح أنه لم يكن يسمع إطلاقاً، وعلى هذا فإن مأساته تتلخص في أنه لم يغادر المرئي إلى اللامرئي. ولم يدرك أن لفظ الكلمة هو الذي يخلق الصورة، وبالطبع لم يتوصل أبداً إلى ذلك الحب الصوفي الذي يلخصه محي الدين ابن عربي بأن أصل الحب الذي نكنّه لله موجود في السمع لا في البصر، بمقتضى تلك الكلمة التي خاطبنا بها حين كنا مادة أولية من العماء: كن. فمن دون هذه الكلمة كنا سنظل في عدم مطلق ولكنه قال: كن. فكان أول متكلم وكنت أول سامع، ولهذا فإن الصفة الإلهية التي خلقت الكون هي الكلام.
يتوافق الادعاء الصوفي بأولوية الكلام "السمع" مع النظريات اللغوية الحديثة، ولهذا فإن الكاتبة تجد سنداً قوياً في نصوص محي الدين ابن عربي. فالأخير بصوفيته اللغوية قد صدّع اللغة، وخلخل بنيانها بتأويلات لم تكن متداولة من قبل. وبإحالته الخلق إلى كلام فإن ابن عربي يصنع جسداً للّغة يخترقه النَفَس وتموج فيه الأهواء، أو تتصارع أحياناً. وإذا تذكرنا إشارة غاستون باشلار إلى أن الإنسان صنيعة الرغبة وليس صنيعة الحاجة، وأضفنا هذه الإشارة إلى ما سبق، فإن ما يحدث هو أن الرغبة محمولةٌ على أثير الكلام، فلا يتوقف الكلام عند حدوده اللغوية، بل يصبح جسداً مخترَقاً بالنفس البشرية، فهو مخترَق بحركاتالرغبة، مثلما هو مخترَق بنبضات عدوانية، والموروث الاجتماعي اللغوي يشي بهذا فنحن نقول إن اللسان جارح، واللسان قاتل أيضاً، وليس عبثاً أن المعادل لجملة "قالوابزيد" هو "قتلوه".
فالعودة إذن إلى الجذر اللغوي، واقتفاء أثر القرابة أو الاختلاف،يكشفان عن التأسيس النفسي للجماعة اللغوية. وبهذا المعنى فإن بنية اللغة هي بنية نفسية في الوقت ذاته، وليس غريباً إذن أن مريض "الذهان" هو شخص فاقد للنظام اللغوي،أو على الأقل هو يفتقد القطب الحسي للّغة، في حين يسعى مريض الشيزوفرينيا إلى أن يستنطق الجماد. النصّ اللغوي مسكون بتصدّعات النفس، حتى وإن حاول المتكلم إخفاء أو تمويه هذه التصدّعات، فليس من السهل كبت النبضات التي تسري في الكلام، أما امتلاكا لقدرة على كبت هذه النبضات تماماً فهو يشي بصدع أكبر. ولعل من الغريب في هذا الصددأن الكاتبة تناقش بعض النصوص المؤسِّسة للجماعة اللغوية العربية من دون أية إشارة إلى مؤسس علم النفس الجمعي يونغ، أو حتى فروم، في الوقت الذي تحضر فيه مقولات فرويد سواء لجهة تثبيتها، أو على الأغلب لجهة نقضها.
إذا خيّل لك للوهلة الأولى أنعنوان هذا الكتاب هو "اللغة والمرأة" فهذا ليس بالخطأ الكبير لأن المرأة تتقاسم الجذر اللغوي نفسه مع المرآة، ولأن الكاتبة نفسها لم تغفل عن هذا الجذر إذ تشير إلى أن المرأة تظل متعلقة بما هو مرآوي، فهي بصرية بعمق لأنها مقيمة لغوياً في الموقع الذي تسكنه الرؤية والرؤيا. ومن خلال تجاورها مع الرؤية والرؤيا يمكن إعادة قراءة "ألف ليلة وليلة"، حيث تمتلك شهرزاد سحر المعرفة، وبتعبير أدقّ تمتلك المرأة هنا الأسرار، إذ لطالما نُظر إلى المرأة على أنها حقل دلالي كثيف، ولكن يكتنفه الغموض . طبعاً لا يفوت الكاتبة المغربية الأصل أن تذكّر بالإقصاء الذي تتعرض له المرأة في المجتمعات العربية، هذا الإقصاء الذي لا بدّ وأن ينعكس لغوياً، فعندما تُجمع "المرأة" على "نساء" فإنها تقصى خارج جذرها اللغوي، فجذر كلمة "نساء" يعني جاء متأخراً، وأيضاً النسء في اللغة هو المخدر الباعث على الدوار أو الشراب الذي يُفقدالعقل، وليس من المصادفة أيضاً أن أم إسماعيل التي تركها زوجها ابراهيم وحيدة في الصحراء مع ابنها كان اسمها "هاجر"، وعندما تُبعد المرأة عن جذرها اللغوي لتصبح "نساء" فهذا يعادل أن تعيد كل امرأة سيرة النفي الأولى لهاجر وابنها، ولربما كان منباب العزاء أن تبني الكاتبة على سيرة النفي هذه بالقول: إذا كان المنفى هو ما يتيح الكتابة فإن الكتابة تكون إذن أنثوية الجوهر. ولعل المفارقة الوحيدة التي تقبض عليها في هذا السياق هي الحديث النبوي: حُبّب إليّ من دنياكم ثلاث: النساء والطيب وجعلت قرّة عيني في الصلاة. فهذا الحديث يخرج عن مألوف اللغة العربية، إذ من المعلوم أن هذه اللغة تكرّس هيمنة المذكر على المؤنث، حتى وإن جاء مذكر وحيد وسط مجموعة من التأنيث، وبما أن العدد "ثلاثة" يخالف المعدود فمن الغريب أن يقال "ثلاث" مع ورود الطيب "المذكر" ضمن المعدود.
في العناق الحميم للترجمة، فإن اللغات مثلها مثل العشاق تحتضن ما تجهله. تقتبس حورية عبد الواحد هذه الجملة عن بول فاليري، ولربما صحّت هذه المقولة بشكل مزدوج على هذا الكتاب، فالكاتبة تعالج بالفرنسية نصوصاً وثقافة عربيتين مستفيدةً من آخر منجزات علم النفس، وعلى وجها لخصوص مستفيدةً من آخر منجزات علم التفسير المعاصر، فتحضر تلك الاقتباسات الهامة من بول ريكور وبيير فيديدا وغيرهما في تجسيد لمقولة "إن التفكير هو جعل الغيرية حاضرة في الذات". أما الحاضر الأكبر فهي نصوص محي الدين ابن عربي، فوحده ابن عربي يستطيع القول إن الألف تنحني من عشقها لحرف اللام فيشكلان معاً حرف النفي، هذا قبل قرون من مقولة فرويد المختلفة عن أن النفي هو علامة إثبات الأنا. وطبعاً وحده ابنعربي من يقترح أخوة بين حواء والمسيح، لأن الأولى ولدت من ذكر بلا أنثى، أما الثاني فولد من أنثى بلا ذكر، وأهمية هذا الاقتراح لا تأتي من طرافته بل من قفزه على تاريخية الحدث لإظهار تكامل الخلق، فمرة ذكورة تلد الأنوثة ومرة أنوثة تلد الذكورة،وهذا ليس بالغريب عن صاحب مقولة "كل ما لا يؤنّث لا يعوّل عليه"، لكنه بالتأكيد يختلف عما ساد طويلاً في الحداثة الغربية المعممة، سواء لجهة أولوية الرجل أو لجهةردّ فعل الحركات النسوية وأطروحاتها عن أولوية المرأة.
وعلى العموم فإن النص الصوفي، بهامشيته وطاقته الإيروسية، يسعف الكاتبة في محاورة الكثير من النصوص السابقة واللاحقة عليه، ولعل من المهم الإشارة إلى كثافة الحقل الدلالي الذي تخلقه الكاتبة بلغة تنأى عن الإسهاب، وإذا كانت أهمية بعض النصوص تنبع من قدرتها على دفع القارىء ليعيد النظر في بعض مما تلقاه دونما انتباه أو تمحيص فإن هذا الكتاب يفعل هذا بامتياز ومتعة.
 
عمر قدور / كاتب من سورية

8 - مايو - 2010
عيد الأم
أنثى ضد الأنوثة !!!!!!!!!!!!!!!!!    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

سيمون دو بوفوار أنثى ضدّ «الأنوثة»؟
مئة عام على ولادة صاحبة «الجنس الثاني»
بعد قرابة ربع قرن على رحيلها، ما زالت تثير الجدل. الأم الروحيّة للحركة النسويّة في العالم، ورفيقة درب بطريرك الوجوديّة جان بول سارتر، صار عمرها اليوم مئة عام... عمر من النضالات السياسية والاجتماعيّة، طبعته الجرأة في الفكر والممارسة.
لأول مرّة منذ تأسيسها، قبل نصف قرن، تصدرّت غلاف مجلة «نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية الرصينة صورة امرأة عارية. لكنّ المجلة الفرنسية المعروفة بنخبويتها، لم تقدِم على ذلك بدافع الإثارة الرخيصة أو الكسب المالي. وهي لم تختر صورة لعارضة أزياء أو مغنّية أو ملكة جمال، بل كانت الصورة لسيمون دو بوفوار، الأديبة والمفكرة والمناضلة النسائية الفرنسية، التي تحتفل فرنسا والعالم، اليوم، بالذكرى المئوية لولادتها (9 كانون الثاني/ يناير 1908)!
والصورة التقطها المصوّر الشهير آرت شاي، في شقة عشيق دو بوفوار، الروائي الأميركي نيلسون ألغرين، في شيكاغو، خلال خمسينيات القرن الماضي. أما سبب اختيار الصورة مع مانشيت بعنوان: «سيمون الفضائحية»، فيعود إلى أنّ «نوفيل أوبسرفاتور» ـــــ التي كانت إحدى المنابر الرئيسة لصاحبة «الجنس الثاني» وتوأمها الفكري جان بول سارتر، منذ نصف قرن ـــــ تعمّدت إبراز المفارقة الكبيرة التي تطبع الاحتفاء العالمي الحالي بمئوية بوفوار، إذ غلب الجدل بشأن تفاصيل حياتها الشخصية والحميمة على النقاش الفكري المتعلّق بأعمالها وفكرها.
اللافت أنّ خيارات الكاتبة الفرنسيّة سيمون دو بوفوار ومواقفها، سواء في فكرها وأعمالها أو في حياتها الشخصية والعاطفية، ما زالت تثير الجدل، على رغم مرور ربع قرن على رحيلها، ما يبيّن إلى أي مدى كانت سابقة لعصرها، من حيث تحرّرها الفكري وتمرّدها على الأعراف الاجتماعية. وقد رافق الجدل سيمون دو بوفوار منذ بداياتها، لكنّه اتخذ طابعاً أكثر عنفاً وتجنّياً، مع صدور مؤلفها الأبرز: «الجنس الثاني» (1949)، الذي يعدّ بمثابة البيان المؤسّس للحركة المطلبية النسويّة في العالم أجمع. حقّق الكتاب نجاحاً فورياً، وبيعت من طبعته الأولى قرابة مليون ومئتي ألف نسخة، وتُرجم إلى 27 لغة. لكن ذلك لم يمنع مفكّرين بارزين من التجنّي عليه والتهجّم على مؤلّفته. إذ وصف ألبير كامو الكتاب بـ«العار الذي يدنّس شرف الذكر الفرنسي»! أما فرانسوا مورياك، فقد ذهب إلى حد القول، خلال حوار شهير مع مجلة «الأزمنة المعاصرة» التي كان الثنائي سارتر ـــــ دو بوفوار يشرفان على إصدارها: «الشيء الوحيد الذي أفادني به هذا الكتاب هو أنني عرفت أدقّ التفاصيل عن الجهاز التناسلي لمؤلّفته»!
حتى الحزب الشيوعي الفرنسي، الذي كان آنذاك يمثّل طليعة الفكر التقدمي في بلد ديكارت، فقد علّق على الكتاب في جريدته «لومانيتيه»، مشيراً إلى أن «الأفكار التي يتضمنها، رغم ادّعاءاتها التقدّمية، ستُقابل بالسخرية، بلا شك، من عاملات مصانع «رينو» في «بولوني بيانكور» لو أُتيحت لهن فرصة الإطلاع عليها»!
لماذا كل ذلك التجنّي على الكتاب؟ لأنه بكل بساطة جاء في خضم الثورة التحرّرية التي تلت الحرب العالمية، ليطلق رصاصة الرحمة على الأعراف الذكورية السائدة. «لا تولد الواحدة منّا امرأة، بالمفهوم التقليدي ـــــ تقول دو بوفوار ـــــ بل تصبح كذلك، بفعل التأثيرات الاجتماعية التي ترى الأنوثة مزيجاً من الروح الداعرة والتمرّس في فن الرضوخ والعبودية». وتضيف: «الأنوثة بالمفهوم التقليدي السائد هي منتج مصطنع ومفبرك من الحضارة الذكورية. إن ما يشاع عن غرائز الغنج والخضوع لدى النساء، إنما هو انحراف مكتسب اجتماعياً، تماماً مثل غريزة الغرور والأنا الذكورية المنتفخة التي هي مكتسبة وغير فطرية لدى الرجال»!
أحدثت الأفكار الجريئة والرؤى الراديكالية التي تضمّنها «الجنس الثاني» ثورةً اجتماعيةً ومنعطفاً فكرياً مرجعياً، خرجت من معطفه أجيال عدة من مناضلات (ومناضلي) الحركة النسائية العالمية. وإن كان تطوّر الحركة النسائية، لاحقاً، قد سمح بتدارك شطط البدايات، حيث لم تعد مناضلات الحركة النسائية حالياً ترى أنّ «الأنوثة» هي بالضرورة نقيض للتحرّر. وقد أثبتت المؤلفات التي صدرت أخيراً، بالاستناد إلى أوراق ومراسلات دو بوفوار، أنّ حياتها الشخصية لم تكن متطابقة مع الصرامة المتداولة عنها وتقشف الصورة النمطية التي اقترنت بها... ولم تكن تعزف عن «المتع الأنثوية» (راجع البرواز).
بصدور «الجنس الثاني»، لم تعد دو بوفوار مجرد رفيقة درب وتوأم فكري لجان بول ساتر، زعيم التيار الوجودي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، بل أصحبت رمزاً ومرجعاً فكرياً للحركة النسائية العالمية. وقد رافق سارتر بالتأييد والدعم نضالات دو بوفوار النسائية، بالقدر نفسه الذي أيّدت هي مواقفه ونضالاته ومعاركه الفكرية، حتى الخاسرة منها، كتأييده الأعمى للاتحاد السوفياتي في العهد الستاليني. ولم يفرّق بين الاثنين سوى انحياز الأخير الصارخ لإسرائيل في أواخر حياته، تحت تأثيرات «سكرتيره الفكري» بيني ليفي. فهذا الأخير لم يتوّرع عن الاستغلال المغرض لشيخوخة سارتر، الذي كان قد أصبح أعمى وشبه أصم، بشهادة جان دانييل، مؤسس أسبوعيّة «نوفيل أوبسرفاتور» العريقة، ورئيس تحريرها حتى اليوم. لكن قطيعة السنوات الأخيرة بين دو بوفوار ورفيق دربها الأزلي، الذي كان يلقبها بكاستور Castor، لم تخرج إلى العلن سوى بعد رحيلهما، حين كشفت عنها بعض الوثائق والمراسلات التي نشرتها ابنة دو بوفوار بالتبنّي، سيلفي لوبون ـــــ دو بوفوار.
 
عثمان تزغارت / باريس

8 - مايو - 2010
عيد الأم
امرأة استثنائية    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

امرأة استثنائية
أغنية تضرب عنان السماء
قد يكون من الصعب اختيار مدخل للكتابة عن كتاب " امرأة استثنائية _ تجارب من الإبداع النسائي العالمي " للمترجمة مريم جمعة فرج
الصعوبة تكمن في هل أتحدث عن الترجمة كوسيلة اتصال بالاخر أم عن شخصيات الكتاب وتأثرن بإبداعهن وفرحتنا بالحصول على رواية لـ ارونداتي أو الليندي أو أتوود أو توكاركزوك أوتوني موريسون أو ايريس ميردوخ وغيرهن الكثير.
قرأنا لهن دون ان نتعرف عليهن ، عن علاقتهن بالأشياء من حولهن وعن الكتابة وعما يبحثن من خلالها.
لذلك وجدت ان الصعوبة ستختفي عندما أتحدث عن الكتاب وشخصياته ال  " 40 " هن روائيات وكاتبات قصة تقوم المترجمة بنقل حوارات أجريت معهن في كبريات الصحف العالمية.
مدخل كل حوار ملامسة لأهم روايات الكاتبة ومقطع هذه الرواية.
حيث كل حوار يكشف عن خصوصية كل مبدعة في الطرح وطريقة الكتابة التي تختلف وتتنوع باختلاف بلدان الكاتبات.
فهذه الروائية أرونداتي روي تقول في مقطع من حوارها " أنا مؤمنة بأن هناك كتاباً أنانيين وكتاباً شديدي السخاء و الكتاب الأنانيون يتركونك لتعيش في حدود العمل بعد قراءتهم، أما الكتاب الأكثر سخاء فيتركونك لتعيش في حدود العالم الذي تنطلق منه تجاربهم الروائية ".
وتجيب الروائية ايزابيل الليندي عن السؤال حول العيش في اللحظة فتقول " لا أشعر بأن هناك ما يقيدني، لقد تعودت طوال حياتي على ان أترك الأشياء ورائي كما تعلمت ان اعمل كل أشيائي الهامة، بداخلي أحمل قوتي ونظامي و الأشياء التي أحتاج إليها لكسب قوتي و الواقع إنني لست متعلقة إلى هذا الحد بالبيت أو الأشياء أو الأماكن أو المهن التي أزاولها.
أما الروائية جامايكا كينكيد فتجيب عن سؤال: هل تشبهين شخصياتك في عنادها؟ " أتمنى أن أكون كذلك ولو أنني ولدت أمة أو في بلد يحكمه نظام دكتاتوري فلن أطيق هذه الحياة، الموت أفضل من العيش في ظل الطغيان، أفضل من أن يتحكم فيك الآخرون ".
ومن شخصيات الكتاب اثنان من المتحصلات على جائزة نوبل في الآداب هن: الروائية الجنوب افريقيةنادين غورديمر عام 1991 و الروائية الأمريكية توني موريسون عام 1993.
كتاب " امرأة استثنائية " يهدف إلى تسليط الضوء على جزئية هامة في سياق الإبداع الإنساني تتعلق بالمرأة و الكتابة الإبداعية من حيث الخصوصية الشخصية و الخصوصية الشاملة.
 
خلود الفلاح

8 - مايو - 2010
عيد الأم
لورا كازشكي    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

لورا كازشكي: أميركا من خلال نسائها
لورا كازشكي, الكاتبة الاميركية, تضيء دوماً في اعمالها على اميركا, وخصوصاً على ضواحيها. انها ترسم في روايتها بورتريه للنساء ذوات الوجوه التي تخفي اسراراً وشكوكاً.
لورا كازشكي الشابة ذات الـ45 عاماً, هي روائية وشاعرة في الوقت نفسه, كما انها تدرس الادب في كلية ان اربور في ميتشيغان. وهي حتى الآن اصدرت خمس روايات, اقتبس منها اثنتان للسينما وهما «A Suspicious River» و«الحياة امام عيني».
حالياً ترجمت روايتها الاخيرتين الى الفرنسية وهما بعنوان «R€ves de gar€ons» و«A moi pour toujours». ومن خلال هاتين الروايتين نتعرف الى الاديبة الشابة.
النساء: هذا ما يهم لورا كازشكي, بدءاً من الاضطرابات الجنسية الى العلاقة بين الأم والابنة, مروراً بالكشف عن المراحل ­ المفاتيح كما مرحلة المراهقة ومرحلة الامومة. رواياتها الخمس تبرز بكثير الحدس والحساسية نساءكن مرتعاً للشكوك او للندم, او للاوهام. انها تثير في اعمالها مخاوفهن السرية, عنفهن المخبوء, المآسي التي يعانينها وراء مظاهر كاملة.
كريستي سويتلاند رواية «R€ves de gar€ons» هي امرأة شابة عصرية جداً تقضي اجازتها في مخيم صيفي مع شابات يشابهنها. وابتسامة واحدة لفلاحين التقتهما بالمصادفة كانت كافية ليبدأ بعدها الرعب. كذلك شيري سيمور بطلة «A moi pour toujours» تبدو انها تملك كل شيء لتكون سعيدة, فهي تعيش حياة آمنة الى اقصى حد: عائلة محبة, منزل جميل. الى ان مجرد كلمة سربت الى خزانتها يوم عيد سان فالنتين فجعلت كل حياتها تنحدر نحو الزنا والخيانة ثم الى المأساة ثم الى تحطيم كل ما تؤمن به.
إذاً تأملنا الحبكات التي تحيكها لورا كازشكي فاننا نرى كأنها خارجة من صفحة القضايا في الصحف الصغيرة. كما مثلاً تلك الحبكة في احدى رواياتها عن اختفاء أم بواسطة ابنتها. وهي قصة حقيقية احتلت العناوين الكبرى في الصحف المحلية. والكاتبة ترى «ان هذه الاحداث التي تظهر في الصحف هي مؤلفة من اشخاص, من ظروف, من اشياء يجب حلها او شرحها انا ابحث قبل اي شيء عندما اكتب, عن كيف أحيك لغتي, كيف العب على موسيقى الكلمات. كيف اخلق الصور. ولكن الناس هم بحاجة الى سيناريو مثير يبقيهم يقظين, واختيار الحبكة المشوقة الجاهزة يسهل على ان اعمل على ما يهمني اولاً وبالعمق».
ان فن هذه الروائية والشاعرة التي تسكن في مدينة صغيرة في ميتشيغان كما بطلتها شيري سيمور, يرتكز على الدقة السيكولوجية وعلى اسلوب غني بالتوريات غير المرتقبة. وعلى الوصف المثير للذكريات, وعلى البناء المشبع بالمؤثرات والاصداء.
في رواياتها تصف لورا اميركا او المجتمع الاميركي, ففي «A moi toujours» تحكي عن تلك المرأة الناضجة التي ترى عالمها ينزلق تحت عينيها, ولكنها تحكي ايضاً قصة الشاب البريء الذي ينتمي الى طبقة اجتماعية اخرى, طبقة تدفع الثمن عن الآخرين, كما اولئك الجنود الذين يرسلون للحرب في العراق والذين لا ينتمون الى الطبقات المرفهة والمرتاحة في المجتمع. ولورا كازيشكي تقول هنا: «من دون شك يمكن قراءة كتبي على انها نقد للقوالب والعيوب البشرية في اميركا المعاصرة, ولكن انا في البداية لا افكر في ذلك. انا اركز على مشهد استثنائي, او على شخص يجتاز هذه المرحلة من العمر او تلك الازمة. كل تشهير هو بالنسبة إلي ضمني, لأن ما اصفه هو احيانا ليس رمزياً ولكنه واقعي. يوجد كثير من المدن الاميركية الصغيرة الجذابة حيث التلفزيون يهيمن, وحيث الثقافة تقارب اللاشيء او العدم, من دون ان يرى اي شخص في ذلك ما يجب ان يقول عنه شيئاً».
 
اعداد: سهام خلوصي

8 - مايو - 2010
عيد الأم
 205  206  207  208  209