البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 19  20  21  22  23 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
البناء الموسيقي للنص    كن أول من يقيّم

البنــــــاء الموسيقــــي:
من ملامح الموسيقى الداخلية
-         تكرار حرف الراء في البيت الأول
-         الاعتماد على الأسلوب الخبري والجناس
الموسيقى الخارجية :
فالقصيدة من بحرالخفيف.
القـــــــــافيـــــــــــــة:
اعتمد الشاعرعلى القافية الموحدة ورويها الهمزة المضمومة يسبقها ألف المد الذي يساعد على إطالة الصوت بمدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

27 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
النثر الفني في العصر المملوكي    كن أول من يقيّم

وجدت مدارس ثلاث في الإبداع النثري بهذا العصر،هي:
*مدرسة الأسلوب الزينة:
سار أصحابها على طريقة القاضي الفاضل(596ه)،حيث القدرة
على استخدام البديع والسيطرة على السجع،وتطويع الصنعة
الأسلوبية،والإغراق في استتباع الصور الجميلة المنمقة والاعتماد
الكلي على الاستعارات والتشابيه،واقتباس الكثير من التراث
القديم الدال على عمق الثقافة.وقد تبنى زعامة هذه المدرسة ابن
عبد الظاهر أول كاتب للنثر في العصر المملوكي،وابن
الوردي،وابن حبيب الجلي،وغيرهم كثير.
وهذا التكلف ليس وليد العصر المملوكي،بل إنه حادث قبل سقوط
الدولة العباسية بزمن غير يسير عن أبي بكر
الخوارزمي،والهمذاني والحريري وابن العميد.
من نماذج هذه المدرسة قول ابن الوردي موظفا أسماء بعض الكتب والحروف الهجائية:
"أما بعد حمدالله المقدمة رحمته،الكافية نعمته،حمدا يبلغ به المقرب خلاصة التسهيل،ويمسي به مفصل المجمل،وهو بإيضاح العمدة كفيل،والصلاة على نبيه محمد الذي ألف التقوى،ولام أهل العدوى،ووال على كاف من أهل العناد...".
وقول ابن عبدالظاهر موظفا الصور الخيالية في خطبته عن زواج ابن بيبرس على بنت قلاوون:
"...لكن ليتشرف بيت يحل به القمر،ونبت يزوره المطر،ولسان يتعوذ بالآيات والسور،ونثار يتجمل باللآلئ والدرر..."
وقول ابن حبيب الحلبي يعظ:"التقوى أفضل حلة،والمروءة أجل خلة،سيف الحق قاطع،والحلم درع مانع،ألزم الحجا فهو ألطف سائس،ولا تعدل عن العدل فهو أفضل حارس..."(1)
*مدرسة الأسلوب المرسل:
ورواد هذه المدرسة هم جملة النقاد الثائرين على التقليد من أمثال
ابن خلدون والقلقشندي والنوير وسواهم.ومذهبهم في الكتابة
التحرر من قيود الصناعات،والسير مع الطبع والجزالة
والإطناب،والتعبير عن النفس،ومحاربة التكلف الممقوت. وهؤلاء
هم الذين حفظوا على العربية بعض روائها،وعلى الكتابة الفنية
بهجتها وازدهارها.
ولم يستخدم هذا الأسلوب في المراسلات الديوانية،والمقامات
ومقدمات الكتب بل مال إليه الكتاب في التأليف العلمية
والموسوعات الفكرية والتاريخية كما عند النوير وابن الأثير وابن
خلكان وابن كثير وابن منظور،وعدد من الفقهاء والمفسرين.
*مدرسة الأسلوب العلمي:
استخدمه العلماء في كتاباتهم العلمية الجافة الدائرة حول العلوم
الطبية والطبيعية وهو أسلوب مطبوع،لا صنعة فيه ولا
جزالة؛لأنه صادر عن أصحاب فركلا أدباء قلم.وكان تقديم
المعلومات واضحة،وإن اضطرهم الأمير إلى الركاكة أو
المعربات.والبارعون منهم قليلون.
ومن نماذج ذلك الأسلوب قول نصير الدين الطوسي من رسالته
"بقاء النفس بعد فناء الجسد": "...ليجوز أن يكون البدن ولا
مزاجه شرطا في بقاء النفس؛لأن النفس هي الحافظة والمتبقية
للبدن ولمزاجه بتدبيرها،وإيراد الغذاء عليه بدلا عما يتحلل
منه،فإن كان البدن أو المزاج شرطا في بقاء النفس لزم الدور..."
وقول القز ويني في كتابه"عجائب المخلوقات":"القمر جرم كثيف
مظلم،قابل للضياء إلا القليل منه على ما يرى في ظاهرة، فالوجه
الذي يواجه الشمس مضيء أبدا،فإذا كان قريبا من الشمس كان
الوجه المظلم مواجها للأرض..."
وقول ابن أبي أصيبعة من كتابه"عيون الأدباء"عيون الأنباء في طبقات الأطباء:"...فأما معالجة أبقراط ومداواته
للأمراض فإنه أبدا كانت له العناية البالغة في نفع المرضى وفي مداواتهم.ويقال إنه أول من جدد البيمارستان واخترعه وأوجده؛وذلك أنه
عمل،بالقرب من داره في موضع من بستان له،موضعا مفردا للمرضى،وجعل فيه خدما يقومون بمداواتهم،وسماه" أحسندوكين"أي مجمع
المرضى.وكذلك ـ أيضاـ معنى لفظة البيمارستان،وهو فارس،وذلك أن البيمار بالفارسي هو المرضى،وستان هو الموضع أي موضع
المرضى.ولم يكن لأبقراط دأب على هذه الوتيرة في مدة حياته وطول بقائه الإستطز في صناعة الطب وإيجاد قوانينها،ومداواة
المرضى،وإيصال الراحة إليهم..."(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بحث محطوط للدكتور صبري أبوحسين

27 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
أبرز فنون النثر في العصر المملوكي    كن أول من يقيّم

اشتمل نثر العصر المملوكي على رسائل ديوانية،وأخرى إخوانية،وثالثة أدبية،وفن المناظرات والمفاخرات،وفن المقامات، وفن مقدمات الكتب،وبرز في هذه الفنون كثير من الأدباء أمثال القلقشندي،وابن حبيب الحلبي،والشاب الظريف،وابن نباتة والسيوطي وغيرهم.
أ_الكتابة الديوانية:
بلغت الكتابة الديوانية في هذا العصرمنزلة رفيعة،وتبوأت مكانة عالية ومرموقة لدى الأمراء والسلاطين،وقد تعددت موضوعاتها ما بين رسائل البشارة بالنصر،وكتب الوعيد والإنذار بالحرب،ورسائل العهود والمواثيق،إلى جانب رسائل الصداقة والسلام.(1)
سماتها:
1-الميل إلى التأليف في الصنعة.
2-استخدام السجع بكثرة وسائر الفنون البديعية والمحسنات اللفظية،والتورية،والاقتباس من القرآن الكريم،والحديث النبوي الشريف.
ومن نماذج الكتابة الديوانية تلك الرسالة المطولة التي بلغت عشرين صفحة من الجزء الرابع عشر من كتاب"صبح الأعشى"وهي تعد وثيقة تاريخية كتبها"محي الدين عبدالظاهر"وفيها يقول:
"...وسرنا لا يستقر بنا في شئ منها قرار،ولا يقتدح من غير سنابك الخير نار،ولا نمر على مدينة إلا مرورالرياح على الخمائل في الآصال والأبكار،نسبق وفد الريح من حيث ننتحي،..."
ب-الرسائل الإخوانية:
هي التي تصور العلاقات الاجتماعية بيت الأدباء والسلاطين،أو بينهم وبين أصدقائهم،من تهنئة وتعزية وشكر وعتاب واعتذار،وغير ذلك من المعاني الاجتماعية التي تربطهم ببعض.
سماتها:
1-البساطة.
2-استخدام عبارات المجاملة ونعوت التعظيم،كما يرى فيها التناسب بين الموضوع وألفاظه.
وهذا نموذج لرساله طريفة لابن الوردي يصف فيها "ديكا"سماها منطق الطير يقول فيها:
"فصاح الديك:ها أنا قد أذنت،فأقم الصلاة أنت،هذا أوان الأقدام،ووضع الجباه،ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله،كم أوقظك،وبانقضاء الأوقات أعظك،فأشفق عليك بصياحى،وأرفرف عليك بجناحي،..."(2)
ج-الخطابة:
هبطت مكانة الخطاب بعد سقوط الدولة،وتناثر أشلاؤها،وقل عدد الخطباء.
ولا يعني هذا أن الساحة الأدبية خلت من الخطباء المجيدين،الذين يمتلكون القدرة على الإقناع والتأثير في النفوس بلغة رصينة بعيدة كل البعد عن الخطأ والركاكة والتصنع.
كانت الخطب تلقى في المناسبات،فمنها الاستنفار لصد غارة،أو رد اعتداء،ومنه ما كان تلقى على المنابر أيام الجمع والأعياد والمناسبات الدينية،وهي تعتمد على إثارة العاطفة،وتوجيهها إلى تقوى الله وحبه وخشيته.
أما الطابع العام للخطابة فهي تشبه إلى حد كبير فن الكتابة من حيث التزام السجع واستخدام فنون البديع من جناس وطباق وتضمين واقتباس،والتلاحم بين أجزائها ومعانيها.
ومن نماذج فن الخطابة:خطبة النيل لابن حجر العسقلاني ت852هـ:
"الحمدلله العظيم القادر الحسيب الجليل،الذي أسبغ على عباده فضله الجويل،ومن حكمته النيل،أنزله من الجنة بقدرته،وأرسله لنفع العباد كما أراد فليس له شبيه ولا مثيل،أحمده حمدا يبرى السقام،ويشفى العليل،..."
د-فنون أخرى:
هذا.وقد شاع في العصر المملوكي فنون أخرى إلى جانب تلك الفنون التي ذكرناها مسبقا.
1-المقامات:وقد تميزت بالسهولة والوضوح،والتخلص من الألفاظ الغريبة والمهجورة كما في مقامات "بديع الزمان الهمذاني"و"الحريري".
2-فن المفاخرات أو المناظرات:
مثل المفاخرات بين السيف والرمح للسعدي(ت717ه)،والمفاخرة بين السيف والقلم لابن الوردي (ت749ه)،والمفاخرة بين السيف والقلم لابن نباتة (ت768ه)،والمفاخرة بين دمشق والقاهرة للبسطامي(ت843ه).
هذا.وقد وجدت فنون نثرية أخرى مثل:الأقاصيص وسير الفرسان:كسيرة عنترة بن شداد،وسيف بن ذي يزن،وقصة الظاهر بيبرس،كما ظهر لون من الأدب عرف باسم"طيف الخيال"وهو فن قريب من فن المسرحية،فيه ملح ونوادر وأشعار.(3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الغصون اليانعة في أدب العصور المتتابعة،ت.د.حسن عبد الرحمن سليم،ص.374 بتصرف
(2)التوثيق السابق،ص.375 ـ376
(3)الغصون اليانعة في أدب العصور المتتابعة،ت.د.حسن عبدالرحمن سليم،ص.377
 

27 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
خاتمة التقرير    كن أول من يقيّم

الخـاتمــة
لكل شيء إذا ماتم نقصان         فلا يغر بطيب العيش إنسان
الحمد لله وتوفيقه،أنهينا كتابة هذا التقرير،الذي جاء بعنوان(المرآة
الناصعة لأدب العصر المملوكي)،والذي احتضن بين دفتيه ما
يعكس لنا حال الأدب في ذلك العصر،الذي تجنى بعض
المستشرقين على نتاجه،فوصفوه بالضعف والجمود والتخلف
والركود،كذلك قللوا من شأنه وقدره،وألقوا عليه أستارا تحجب
حقائقه العلمية ومكنوناته الأدبية؛لإخفاء معالمه وفنونه،وطمس
آثاره وعلومه؛حتى لاتعود إلى ذاكرة الأجيال الحاضرة
والقابلة,البطولات والانتصارات التي سطرها أبنا هذه الحقبة،ذودا
عن الإسلام وحضارته من جحافل الصليبين والتتار.
 
وقد ألقت وريقات هذا التقرير الضوء على ما لا يمثل ربع
الحقيقة,والواقع الذي عاشه أدب العصر المملوكي.فالعصر
المملوكي لم يبخل عن العطاء،ولم يتخلف عن قطار الحضارة
والتطور الذين ميزا العصور السابقة.
وبحق يعتبر الأدب المرآة الناصعة الصادقة التي تشف لنا ما
خلف الأستار التي أسدلها المعتدين والمتمردين على الصورة
الحقيقية والجوهرية لهذا العصر.
ما أحلى أن يحط المسافر رحله،بعد مطاف طويل وسعي حثيث
ذاق خلاله عناء السفر ومراشف الطريق حلوها ومرها.
 
وأخيرًا:
نأمل أن نكون قد وفقنا فيما قصدناه,وقدمنا صورة شبه وافية
للأدب في العصر المملوكي،ووضعناه في موضعه الذي
يستحقه،فإن أصبنا فبتوفيق من الله ـ تعالى ـ وإن أخطأنا فلقلة
حيلتنا،والله من وراء القصد. 
                
إعداد الطالبتين: آمنة  سالـم الكـعبي.     
                   حليمة بنت محمد البلوشي
إشراف الدكتور: صـبري فـوزي أبـوحسين.
 
                                    السـنة والشعبة: الثـالثة/السادسـة.
 

27 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تقرير علمي حول ابن دقيق العيد    كن أول من يقيّم

نسبه:
هو الإمام العلامة شيخ الإسلام , أستاذ المتأخرين , قاضي القضاة , تقي الدين أبو الفتح ابن الشيخ الإمام مجد الدين المعروف بابن دقيق العيد القشيري المنفلوطي المصري الشافعي .
ومولده في البحر الملح وكان والده - رحمه الله تعالى - متوجها إلى مكة المكرمة في البحر, فولد له عند الينبع في يوم السبت الخامس والعشرين من شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة.
وللأديب العالم عدد من الأولاد أسماهم بأسماء الصحابة العشرة , اشتغل في القضاء مرات عدة , وكان كثيرًا ما يعزل نفسه فيُعاد, كان- رحمه الله- شفوقًا بالمشتغلين معه ,كثير البر بهم .
 
شيوخه :
تفقه الشيخ ابن دقيق العيد - رحمه الله تعالى -  في أول سِنِيِّ حياته على يد والده الشيخ مجد الدين بقوص , وعلى يد الشيخ عز الدين ابن عبد السلام في القاهرة ,كم تفقه على يد آخرين و اشتهر اسمه- رحمه الله- في الأوساط بين شيوخه و أقرانه , كما تخرج على يديه عدد من الأئمة الذين كان لهم فيما بعد كبير شأن, كلٌ حسب مجاله.
     لم يقتصر تعلمه - رحمه الله – على التلقي فحسب بل اعتمد على طريقة أخرى ألا وهي طريقة السماع  فسمع من عدد من الأئمة كان منهم ابن المقير , وابن رواج , والسبط ,كما سمع من ابن الدائم , والزين خالد بدمشق , لكن الشيخ لم يحدث عن ابن المقير , وابن رواج لأنه داخله الشك في كيفية التحمل عنهما .
 
صفاته :
كان - رحمه الله - إمامًا في فنونه , مفسرًا ,محدثًا, فقيهًا , مدققًا , أصوليًّا أشعريًّا , نحويًّا أديبًا , ناثرًا عجيبًا , لا يباريه في كل فنونه مبارٍ , ولا يجاريه في مضمارها مجارٍ .
واتصف - رحمه الله - بالذكاء الجم , والعقل الوفير ’ شديد الورع كثير الصمت قلَِ أن يسمع صوته إلا رادًّا للسلام .
ومع هذا كله اتصف أيضًا بخِلال الكرام  ملازمًا للسكينة لا يسلك في حديثه سبيل المراء  وعرف عنه - رحمه الله -  أنه ظل طوال حياته محبًّا للعلم وللمطالعة تواقًا لهما ون أجل ذلك سهر الليالي الطوال قاطعًا إياها بالذكر والتهجد وكان  - رحمه الله- في أول أمره مالكيًّا ثم تحول إلى المذهب الشافعي , من أجل ذلك كان يقول عن نفسه: ( وافق اجتهادي اجتهاد الشافعي ألا في مسألتين ).
وفاته :
       توفي    - رحمه الله - في يوم الجمعة الحادي عشر من صفر لسنة اثنتين وسبعمائة.
                            إعداد الطالبة/ شيخة اليحمدي
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي

27 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
آثار ابن دقيق العيد    كن أول من يقيّم

مؤلفاته :
       له من التصانيف البديعة كتاب " الإلمام والإمام " شرحه ولم يكمله .وله كتاب آخر هو"علوم الحديث " و "شرح العمدة" في الأحكام ,وشرح مقدمة المطرزي في أصول الفقه ,وغيرها من المؤلفات .
 
والآن لنترك لعالمنا الفذ - رحمه الله تعالى -   المجال في التحدث عن مكنونات صدره , و الذي أبى علينا لسان شعره إلا  التحدث  في مدح  جناب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم – فكأن لسان الشهد هو الذي  ينطق والعبير هو الذي  يتلفظ حينما قال هذه الآبيات الجميلة والتي قال فيها :
  
يا سائرا نحو الحجــاز مشمــــرًا         اجهد فديتك في المسير وفي السرى
وإذا سهرت الليل في طلب الـعلا        فحذار ثم حذار من خدع الكــــرى
فالقصد حيث النور يشرق ساطعا        والطرف حيث ترى الثرى متعطرا
قف بالمنازل والمناهل من لـــدن         وادي قباء إلى حمى أم القـــــــرى
وتوخ آثار النبي فضع بهــــــــا          متشرفا خديك في عفر الثــــــــرى
وإذا رأيت مهابط الوحي التــي          نشرت على الآفاق نورا أنـــــــورا
فاعلم بأنك ما رأيت شبيهــــــها          مذ كنت في ماضي الزمان ولا ترى
ولقد أقول إذا الكواكب أشرقت           وترفعت في منتهى شرف الــذرى
لا تفخري زهوا فإن محمـــــدا           أعلى علا منها وأشرف جوهـــــرا
نلنا به ما قد رأينا من عـــــــلا            مع ما نؤمل في القيامة أن نــــرى
شوقي لقرب جنابه وصاحبـــه            شوق يجل يسيره أن يذكــــــــــرا
أفنى  كنوز الصبر من أشواقه            وجرى على الأحشاء منه ما جرى
إن لاح صبح كان وجدا مقلـــق              أو جن ليل كان هما مسهـــــا (1)
 
------------------------------------------
1-فوات الوفيات /ابن شاكر/ج (1) , ص:2459 – 2560.

27 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
أولاً: الأساسيات    كن أول من يقيّم

 
الحمد لله الذي أنزل القرآن، هدىً للناسِ وبيّنات من الهدى والفرقان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أوتي أفصح بيان، وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان.
 وبعد:
فمما لا شك فيه أنّ الاعتناء بكلام الله تلاوةً وتدبراً وحفظاً وعملاً، من أعظم القربات ،وأفضل الطاعات الموصلات إلى فراديس الجنات، لذلك كان القرآن الكريم  محطّ أهل العناية والرعاية والفضل على مرِّ العصور ،وكرِّ الدهور لا سيّما حفظه كاملا عن ظهر غيب، لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
ولكي تسير عملية حفظ القرآن مساراً صحيحاً يوصل إلى الغاية المنشودة والضبط والإتقان، والبعد عن اللحن والخطأ والنسيان، فلا بدّ من أساسيات تضبط ذلك المقصد السامي، وقواعد تعين على تحقيق هذا الهدف النبيل:
 
أولاً: الأساسيّات:
 هناك أساسيّات لا بد ّمنها لحفظ القرآن الكريم، ومن أهمّها ما يأتي:
 
1- النّية الصالحة:
وذلك لأن الأعمال مبنيّة على النّيات، فلا بدّ من الإخلاص لله تعالى، لأنّ حفظ القرآن من أعظم المقاصد التي تفتقر إلى نية سليمة ،وإخلاص مستديم  ، تتناسب وجـلالة القــرآن الكريم ، وسمـوّ مـنزلته ،عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(إنّما الأعمال بالنّيات، وإنما لكلِّ امــرئٍ مــا نوى...) ، الحديث ، (رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه).                                            
 
                                                                                              العزيمة والإرادة :  -2
وذلك لأن الطريق إلى مشروع حفظ القرآن طويل وبحاجة إلى عزم أكيد، وتصميم جاد، وإرادة لا تلين، ومحاولة لتجاوز الصعوبات المتوقعة ،والانشغالات المتربصة، إضافة إلى تعقيدات الحياة ، وتحصيل المعاش، لذا يجب عدم الالتفات إلى المعوقات ، ووساوس الشيطان ، و دعاوى التثبيط ،وملابسات الضعف عن مواصلة الطريق ، وكما قيل : عظمة الهمم توصل إلى القمم.
 
3- تصحيح النطق: 
وهي الخطوة العملية الأولى على طريق حفظ القرآن الكريم ، إذ لايستقيم الحفظ إلا بسلامة اللفظ ، ولا يتحقق ذلك إلا بالتلقي من معلِّم متخصّص في التلاوة و التحفيظ ، ولا سيّما العلماء المجازين عن مشايخهم بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يصـل إلى سـلامة النـــطق ،ودربة اللسان ،وكسب المهارات المتعلقة بذلك.
 
4- تعلُّم أحكام التجويد:
وهذا مكمّل لصحة النطق للكلمات القرآنية بأصول التلاوة المأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل ، وهي واجبة التعلُّم ، لأنّ القرآن الكريم  أُنزل مرتّلا مجوّدا ، وقـد قـال الله تعــــالى: (ورتّل القرآن ترتيلا) ، (سورة المزمل ، الآية 4 ) ، وقد وضع العلماء المختصّون من أمثال ابن الجزري  قواعد التجويد ، وأصول الترتيل ، وقد قال ابن الجزري في  مقدّمته المعروفة بالجزرية :
والأخـــذ بالتجويد حتم لازمُ         من لم يجوّد القرآن آثــــمُ
لأنــــه بــه الإله انــــــــزلا         وهــكذا منــه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التـــــــلاوةِ        وزينــــة الأداء والقـــراءةِ
وليس بينـه وبين تركــــــــهِ         إلا رياضة امرئ بفكّــــــهِ
 
ويجب التركيز في هذه الأحكام على راوٍ أو قارئ معيّن، كحفص الأسدي الذي أخذ القراءة عن عاصم الكوفي، والذي اشتهرت روايته في المشرق العربي والإسلامي ، وذلك  ليستند  المتعلّم على قاعدة قويّة ، وهي إتقانه لرواية معيّنة ، ثم ينطلق منها - إن أراد  - إلى روايات وقراءات متواترة أخرى .

27 - فبراير - 2008
قواعد وأساسيات لحفظ القرآن الكريم
ثانيًا القواعد    كن أول من يقيّم

 
 تقديم:
هناك قواعد مهمّة يقوم عليها الحفظ السليم، والسريع، والمضمون، وهذه القواعد مستقاة من الخبراء المتخصّصين في هذا المجال، وأهمّها ما يأتي:             
 
1- تحديد مقدار الحفظ اليومي:
وهو أمر ضروري لتكون عملية الحفظ منظمة ، وقد تختلف قابليات الاستيعاب عند الناس، وقد أوصى المتخصّصون أن لا يتجاوز المقدار عن صفحة واحدة كمستوى عام ، ولا يقلّ عن نصف صفحة على قياس مصحف المدينة المنورة ، ولا علاقة لهذا بالدورات المكثفة التي تعتبر حالات استثنائية ، تحتاج إلى تفرّغ كامل لمدّة محدودة محلّها : دورات الإجازة الصيفية ، والمراكز المتخصّصة ، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء .
 
2- الاستماع إلى الآيات:
ويكون من قارئ متقن مشافهة، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إلى قراءة سيّدنا جبريل عليه السلام، وهو المعلِّم الأول بأمر الله تعالى، وهو الأصل في أصول تعليم القرآن الكريم.
 
3- عرض الآيات:
أي: المراد حفظها على القارئ المتقن للتأكد من سلامة النطق، وصحة التلقّي ،كما كان  يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في عرض قراءته على سيدنا جبريل عليه السلام ، وهاتان النقطتان أعني: الثانية والثالثة تجمع طريقة التلقّي والمشافهة التي هي الطريقة النبوية الصحيحة، والتي انتقل بها القرآن المرتل بالإسناد المتصل من لدن ربِّ العزّة والجلال ، إلى جبريل عليه السلام ، ثمّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي أوحى الله إليه ( لاتحرّك به لسانك لتعجل به ،إنّ علينا جمعه وقرآنه،    فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه ، ثمّ إنّ علينا بيانه ) ،( سورة القيامة ، الآيات 16-19 ) ، فكان عليه الصلاة والسلام حريصاً أن لايفوته شئ ، فطمأنه الله تعالى ، ورسم له طريق التلقي .
 
4- اختيار مصحف مناسب الحجم:
والقصد من ذلك وضوح الرؤية أثناء الحفظ ، وذلك يحقق وضوح الكلمة القرآنية ، ووضوح الحركات والسكنات على الحروف  ، ووضوح علامات الوقوف......الخ ، ومن الخطأ الفادح : الحفظ في مصحف صغير، أو ما يسمّى بمصحف الجيب ، لأنّه طُبع لتذكير الحافظ  ، وليس للحفظ الجديد ، وأقل حجم مناسب هو حجم الكف ، ويُفضّل الحجم  الوسط  المعتاد والمتداول في المساجد والجامعات والمدارس .
 
5- الاقتصار على مصحف ذي طبعة واحدة :
حيث أن المصاحف تختلف في بداية صفحاتها، ونهاياتها، وعدد أسطرها،وذلك لكثرة الطبعات   وتعدد مصادرها ، والحافظ بحاجة إلى طبعة معيّنة ، لأنّ الحفظ سيُشكِّل خريطةً في الدماغ، بحيث يتذكر الحافظ  موقع الآية من الصفحة ، وهذا يعينه على سلامة الحفظ ، أما إذا حفظ من طبعات مختلفة فإنّ هذا سيؤثّر سلبيا على الحفظ وجودته ، ومن فضل الله تعالى أنّ مصحف المدينة متوفر بكافة الأحجام ، وطبعاته متوافقة الصورة .
 
6- اختيار الوقت المناسب:
قد يختلف الأشخاص في اختيار الأوقات التي تناسبهم في حفظ القرآن الكريم على حسب ميولهم أو رغباتهم أو طبيعة أعمالهم، والمهمّ أن يتوفر في  الوقت المختار للحفظ : الاستعداد الكامل ، والنشاط الجيد لسلامة استقبال الآيات الجديدة ، لكنّ المجرَّب الذي أوصى به العلماء هو  وقت السحر أو مابعد
صلاة الفجر إلى طلوع الشمس  فهذه أوقات  فضيلة وبركة وفتح.                                      .                                    .                                                                                           
7- قراءة المقدار المراد حفظه:
وذلك للتأكد من سلامة النطق والحركات ....الخ ويفضل تكرارها ليعتاد عليها السمع ، ويسهل حفظها، ولا بأس من الاستماع إلى المصاحف المرتلة ، وهي وفيرة جداً ، وبأجهزة مختلفة.
 
8- البدء بحفظ الآيات:
ويكون التركيز عليها  واحدة واحدة، وتجزئة الآية الطويلة  إلى مقاطع ، وتكرارها غيباً لمرّات عديدة ، ثمّ الانتقا ل إلى الآية الثانية أو المقطع الثاني مع ملاحظة ربط اللاحق بالسابق بشكل مستمر،
 وذلك لتلافي التوقف أو التلكّؤ لاحقاً.
 
9- قراءة المقدار كاملا:
أي : تلاوة المحفوظ الجديد كاملا غيباً، وتكراره أكثر من مرة ليكون منضبطا متسلسلا بشكل متمكّن.
 
10- عرض الحفظ الجديد على متقن:
والمقصود بذلك عرضه على الشيخ ، أو على شخص متمكن  للتأكد من سلامته ، لأن الإنسان حينما يحفظ لنفسه  قد يقع في خطأ من غير شعور، فإذا عرضه على غيره  صحَّح الخطأ  مباشرة إن وجد،  إذ إنّ بقاء الخطأ  مدة  طويلة يرسِّخه ، ويكون تصحيحه - بعدئذٍ-  صعباً .                                                         .                                                                                                 
11- قراءة المحفوظ في الصلاة:
حيث ثبت أنّ الصلاة تثبّت الحفظ الجديد، لأن الإنسان في حالة خشوع بين يدي الله تبارك وتعالى، وللآيات الجديدة طعم خاص في الصلاة كذلك.
 
12- مراجعة الحفظ قبل النوم:
وهو أمر مفيد جداً حيث ثبت  علمياً ، قيام العقل الباطن في أثناء النوم  بترديد ما يُقرأ قبل النوم ، وهي نقطة  يجب أن تُستثمر لصالح الحفظ  لغرض تثبيته  أكثر.
 
13- فهم المعنى:
وذلك بمطالعة تفسير ولو مبسَّط ، لأنّ فهم المعنى للآيات المحفوظة  يزيد من إتقان حفظها ورسوخها، كما أنّ ذلك يُعين على تدبّرها، والتعرّف على معانيها وأسرارها وأنوارها.
 
14- استراحة الحفظ:
وذلك بأن يُترك يومٌ واحدٌ في الأسبوع من غير حفظ جديد، ويكون فقط لمراجعة ما حُفظ خلال الأسبوع ، وهذا يزيده ثبوتاً ورسوخاً ، وهو كذلك لدفع الملل عن النفس ، وشحذ الهمّة لاستقبال أسبوع جديد .
 
15- الانتباه إلى المتشابه :
فلا بدّ من معرفة وتمييز أماكن التشابه بين الآيات، تجنباً لحصول اللبس والخلط بينها، وخصوصاً آيات القصص ، وبذلك يتجاوز الحافظ صعوبة هذا الأمر، وهناك كتب تبيِّن ذلك، إضافة إلى الاستفادة من الحُفّاظ أهل الخبرة في هذا المجال ، ومن الكتب في ذلك : غاية المرتاب في متشابهات آي الكتاب، للإمام السخاوي ، ومتشابه القرآن ، للإمام الكسائي .
 
16- الاستفادة من التقنيات الحديثة :
وهذا لايغني أبداً عن التلقي والمشافهة الذي هو الأصل الأصيل في تعلّم التجويد ، وضبط حفظ القرآن الكريم ، والتقنيات الحديثة عومل مساعدة ، ومنها : برنامج ( تالي ليزر) ، وهو يعرض القرآن الكريم مع  أهمّ  أحكام التجويد بالصوت والصورة ، مع إمكانية التوقف بعد كلّ آية لغرض الترديد ...الخ ، ومنها : الأقراص المدمجة المتنوعة ، هذا  بالإضافة إلى القنوات الفضائية مثل : (الفجـــــر)، و( المــجد ) ، و( إقـــرأ ) ، و( الــرسالة ) ، وغيرها ، وأنصح  بمتابعة  برنامج الدكتور: أيمن سويد ، والدكتور: يحيى غوثاني .
 
 إن هذه القواعد المذكورة آنفا هي قواعد منهجية مستخلصة من تجارب المختصين ، ومراكز التحفيظ ، وخلاصة لبعض ما أُلف في هذا الموضوع ، وإنّ الاهتمام بهذا المشروع لهو  واجب إسلامي في رقبة هذه الأمة  للنهوض بالمستوى اللائق بكتاب الله تبارك وتعالى ، منهاج حياتها ، ومصدر سعادتها ، وسرّ نهضتها .                                                                          
وختاما نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا سداد القول والعمل وان يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ، إنّه سميع مجيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
 
                                                               وكتبه :
د. محمد صالح السامرائي                    
 
أستاذ القرآن الكريم في كليّة الدّراسات الإسلاميّة والعربيّة - دبي
                                                   21 / ذوالقعدة / 1428 هـ - 1 / 12 / 2007 م
 
 

27 - فبراير - 2008
قواعد وأساسيات لحفظ القرآن الكريم
عمل المرأة كمأذون.. بين الرفض والقبول     كن أول من يقيّم

 
عمل المرأة كمأذون.. بين الرفض والقبول 
محيط - بدرية طه حسين:
 في سابقة تعد الأولي من نوعها على مستوى العالم الإسلامي أصدرت محكمة الأسرة بالزقازيق مؤخرا قراراً  بتعيين أول مأذونة شرعية، الأمر الذي يعد الأول من نوعه على مجتمعاتنا العربية والإسلامية .
وقد لاقى القرار ردود أفعال متباينة وحالة من الجدل في الشارع المصري حيث لم ي
 
 
 
 
 
 
 
 
تم استيعاب الأمر لأول مرة كما انقسم علماء الدين بين المؤيد والمخالف لهذا الرأي وتقوم شبكة  الأخبار العربية بعرض لاختلاف الاراء مع تعلليهم لها .

ليست من الولايات العامة

يأتي على رأس المؤيدين لعمل المرأة مفتي مصر الشيخ على جمعة حيث يرى أن للمراة الرشيد أن تزوج نفسها او
غيرها مادامت تستند لشرط العدالة والمعرفة .
واستند جمعة في فتواه ذلك إلى مذهب الأمام أبي حنيفة النعمان ، الذي يبيح للمراة تزويج نفسها وغيرها قائلا " لما كان الأصل في دار الإفتاء المصرية لضبط الأحوال الشخصية وأحكامها الشرعية ، مبنيا على الراجح من مذهب الأمام أبى حنيف النعمان ، ولما كان مقرر من ذلك الفقه أن المرأة الرشيد لها أن تزوج نفسها أو غيرها ، وأن توكل في النكاح لأن التوكيل خالص حقها ، وهي عندهم من أهل المباشرة " .
 ويؤيد هذا الرأي  الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق عضو مجمع البحوث الاسلامية حيث يرى أن عمل المرأة كمأذون شرعي جائز شرعا، فشأن هذه الوظيفة مثل أي وظيفة أخرى تقوم فيها النساء بالمشاركة مع الرجال .
وأضاف أنه ليس هناك ما يمنع من أن تباشر المرأة عقد الزواج للمتزوجين، بشرط أن تكون على دراية تامة بما يتطلبه العقد من صيغة شرعية. وأوضح عاشور أن عمل المرأة كمأذون لا يعد من الولايات العامة لأن كل ما يقوم به المأذون هو كتابة العقد وتوثيقه.
 
هذا التعيين يفضي إلى محرم:

وعلى الجانب الآخر نجد من يرفض اشتغال المرأة لهذه المهنة، حيث يقول الدكتور فرحات المنجي في رأيه في عمل
المرأة كمأذون شرعي ، في تصريح لشبكة الأخبار العربية "محيط" ، " بالطبع أرفض أن تقتحم المرأة هذا المجال ، فالعرف من مصادر التشريع الإسلامي ونستند عليه في الاحتكام لبعض الأمور فكيف الحال عندما يكون الأمر لم يرد عنه نص صريح في القرآن والسنة " .
 
 
 
 
 
 
 
 

ويضيف المنجي أن من العرف الذي أعتدنا عليه أن يعقد القران في جمع من العروس وأهلها وليس فقط في جمع من النساء ، علاوة على ذلك فأن للمرأة ظروف شرعية تمر بها من حيض ونفاس وغيره الأمر الذي يحول دون قرأتها لبعض الآيات القرآنية أثناء عقد الزواج ، وتمر أيضا بفقدها لعزيز ودخولها في فترة العدة الأمر الذي يحول دون أدائها لعملها ، ويوضح أن المرأة لا يجوز لها أن تكون شاهد على عقد الزواج فكيف لها أن تعقد" .
ويستكمل حديثه قائلا كيف الحال إذا ما كانت المأذونة أجمل من العروس ، وماذا أيضا لو كانت عندها بنات لم يتزوجن وهي تعقد العشرات من الزيجات كل يوم الم يؤثر هذا على نفسيتها .
ويتق معه في الرأي الدكتور عبد الفتاح إدريس رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فيرى أن هذا الأمر غير جائز ، لتعارضه مع قواعد الشرع في حدوث الاختلاط والخلوة ومزاحمة مجتمع الرجال، والفصل بين المختلفين من أهل العروسين أثناء كتابة العقد والعمل على تقريب وجهات النظر، أو في حالات الطلاق كذلك أو في غيرها من الأمور التي يأباها الشرع، ويُنَزِّه المرأة المسلمة عن التعرض لمثل هذه الممارسات، مما يجعل قيامها بهذه الوظيفة محظورا من الناحية الشرعية .
ويقول الدكتور إدريس إن عمل المأذون لا بد فيه من الاختلاط وحضور مجالس الرجال وهذا لا يجوز شرعا في حق المرأة لأنه قد يفضي الى ما حرم الله تعالى، فضلا عن أن الإسلام عندما يضع المرأة في هذا الوضع الشريف فإنه يكرمها ويرفع من شأنها ويجعلها مصونة بعيدة عن أية  شبهة، لافتا إلى أنه إذا أفضى الفعل إلى محرم كان محرما، ومن ثم فإن عمل المرأة مأذونا شرعيا يفضي الى محرم وأنه بالتالي يكون محرما ومحظورا شرعا فضلا عن أن الناس قد اعتادوا إبرام عقود الزواج بالمساجد اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولن يقبل المجتمع الإسلامي بكل ما لديه من أعراف وتقاليد راسخة أن توجَد امرأة تقوم بإبرام عقود الزواج أو الطلاق، مما يجعل الأمر أيضا شبه مستحيل من الناحية الواقعية.
بين تأييد ورفض العلماء لهذه المهنة من جانب رجال الدين ، وبعد صدور فتوى من أكبر مؤسسة دينية وهي دار الإفتاء المصرية بجواز عمل المرأة لوظيفة المأذون ، يبقى الحاكم في هذا الأمر للمجتمع ومدى تأييده لهذا الأمر أو رفضه .
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=93842&pg=1

28 - فبراير - 2008
تعيين أول امرأة مأذونة شرعية
مناقشة فتوى الشيخ المُنجي حول تعيين مأذونة شرعية    كن أول من يقيّم

إنني من المعجبين بفتاوى الشيخ المنجي، خصوصًا فتواه في موضوع زواج المصريين من إسرائيليات، فقد كان  وطنيًّا غيورًا، فقيهًا بمجريات واقعه.
 
 لكن فتواه بخصوص تعيين المرأة مأذونة أراها تحتاج منه إلى مراجعة؛ ففيها تسرُّع وتعصب.
إنه يتخذ من العُرف دليلاً على رفضه هذا التعيين!!!
وأقول له: أي عرف تقصد؟! فللعُرف الآن مفاهيم كثيرة: العرف الصعيدي! العرف البحري! (في مصر) والعرف السعودي، والعرف الخليجي، والعرف الإيراني، والعرف الباكستاني، والعرف الطالباني، والعرف التونسي، والعرف التركي....إلخ
وهل كوننا في عصرنا رضينا أن يكون من عادتنا أن نعقد القران في جمع من العروس وأهلها وليس فقط في جمع من النساء!!! هل يعني ذلك أننا نعيش في أفراحنا كلها[من شمال مصر إلى أقصى جنوبها]الاختلاط المحرم؟ 
أعتقد أن الاختلاط المحرم موجود فقط في أفراح الفنادق والأثرياء الرأسماليين أما بقية الشعب فأراحهم عادية.
ثم إن الشيخ يبني فتواه على أن المأذون لابد أن يعقد العقد وسط الناس جميعًا. وهذا ليس شرطًا.
إن وظيفة المأذون يقصد بها أن يقوم عاقل فقيه - أو عاقلة فقيهة- بكتابة العقد، وبتوثيقه في المحاكم فقط.
 ويستند الشيخ في فتواه إلى ما نصه:
"علاوة على ذلك فإن للمرأة ظروف شرعية تمر بها من حيض ونفاس وغيره، الأمر الذي يحول دون قرأتها لبعض الآيات القرآنية أثناء عقد الزواج ، وتمر أيضا بفقدها لعزيز ودخولها في فترة العدة الأمر الذي يحول دون أدائها لعملها، ويوضح أن المرأة لا يجوز لها أن تكون شاهدًا على عقد الزواج فكيف لها أن تعقد" .
وأرد على شيخي: ليس شرطًا في مهام هذه الوظيفة أن يقوم المأذون بإشهار الزواج، أو بالخروج إلى خارج المنزل-عند الاعتداد- لأداء هذه المهمة. بل يمكن أن يقوم بالإشهار أي إنسان لديه ثقافة دينية مقبولة.
ويستكمل الشيخ المنجي فتواه قائلًا :"كيف الحال إذا ما كانت المأذونة أجمل من العروس ، وماذا أيضا لو كانت عندها بنات لم يتزوجن وهي تعقد العشرات من الزيجات كل يوم الأمر يؤثر هذا على نفسيتها" . وهذا تنكيت من الشيخ لا يجوز في مثل هذا الموقف؛ فالأستاذة أمل عفيفي -حسب رؤيتي لها في الفضائيات- إنسانة أزهرية موقرة،  في كلامها إخلاص ونقاء، نحسبها كذلك ولا نزكي على الله أحدًا تتحدث حديث الفقيهة بدينها ودنياها، بكل ثبات ووقار، يفتقره بعض شيوخ الفضائيات للأسف، الذين تحول بعضهم إلى ممثلين، مكانهم خشبة المسرح وشاشة السينما لا منابر الدعوة!!!
مبارك أستاذة أمل، سيري إلى الأمام، وانظري إلى المستقبل.
مبارك للمرأة العربية على هذا الاقتحام الجديد لمجالات العمل رغم تلك النزعات الذكورية النادرة. د/صبري أبوحسين

1 - مارس - 2008
تعيين أول امرأة مأذونة شرعية
 19  20  21  22  23