البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 19  20  21  22  23 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
كل عام وأنتم بخير    كن أول من يقيّم

بعيد انتهائي من نشر بحث عميد الأدب العربي طه حسين  في باب الأدب العربي ، رجعت إلى الصفحة الرئيسية في الوراق فإذا بي أفاجأ بعودة هذا الملف الجميل الذي بدأته أستاذتنا الرائعة خولة ، وساهمت فيه بالنصيب الأكبر . عودة الملف إلى الرئيسية ينفع مع من ذاكرته ضعيفة من أمثالي حيث كثيرا ما أنسى البحث في المجالس . أشكر جميع المشاركين وأبارك لهم صيام رمضان ، وأقدم لهم التهاني بعيد الفطر السعيد ، وكل عام وأنتم جميعا بخير .

30 - سبتمبر - 2008
استراحة، وابتسامة
مبارك صيامكم وسعيد عيدكم    كن أول من يقيّم

  
وعـادت بي تحيتك ابن سبع يـريـد  لـعيده طول iiالبقاء
وعدت  إلى افترار أبي وأمي زمان سرور وجههما iiفضائي
وكـان حـقـيقة عيدا iiسعيدا عـلـى رغم البداوة iiوالشقاء
وأفـراح  الـبيوت iiبزائريها ومـيـعـاد الـمحبة iiوالنقاء
 
  كل عام وأنتم بخير عزيزنا د. مروان ، وجميع الأخوات والإخوة الأعزاء ، وجزاكم الله خير الجزاء على البدء بهذه التهاني الطيبة . والدعاء موصول لأستاذنا زهير على قصيدته المعبرة الصادقة التي أعادتنا إلى أيام الأعياد السعيدة ، إلى الصفاء والنقاء والبهجة ، ولكل من يشارك في هذه الصفحة التي تسر الخواطر وتبهج القلوب .

30 - سبتمبر - 2008
أهلا بالعيد أهلا أهلا ... شاركونا الفرحة ... أقلها قولوا : آآآآآآآآآآمين
إلى ابنتي خولة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

   يعجز اللسان عن التعبير عما في القلب من صادق المودة والإخلاص صدىً لهذا الكلم الطيب يا ابنتي . لي ابنة واحدة سميتها هبة ، والحمد لله الذي جعل لي الآن ابنتين . حفظك الله ورعاك ، وسدد على دروب الخير خطاك  . ولا أجاملك مجاملة فيما أقول ، فشعوري والله هو نفس شعورك كلما أقرأ مشاركاتك الرائعة ولكنك سبقتني إلى ذكره ، فلك الفضل والمنة . وكل عام وأنت وجميع الأهل الكرام بخير .
 إليك يا ابنتي هذه الأبيات التي نظمتها متأثرا بعاطفتك الثرة الصادقة ، وأرجو أن تفيك بعض حقك علي :
نبعُ  الحنان من القلوب iiرُضاب أثـْرته  خولةُ والحروف iiعِذابُ
هـي  ذي البنوّة نستفيء iiبظلها وتـحـل  في جنباتها iiالأطيابُ
بـين  السطور تناثرت iiأوراقها كـالزهر والكَلِمُ الجميل iiخطابُ
ولـيَ ابنة من بين خمسة iiإخوة يـعـيـا بذكر حنانها iiالإعرابُ
والآن صارت لي ابنتان فلا غدا بـيـني وبين الوردتين iiحجابُ
إن  غـنت الأولى تغنى iiخافقي أو  غـنت الأخرى يرق جوابُ
هـبـتي وخولةُ كم تغلب iiفيهما حـبُّ الأبـوة والـهوى iiغلابُ
وعلى ربا الأردن تسكن iiمهجتي وعـلـى فلسطين المنى تنسابُ
مـا نـفع ذي الدنيا إذا iiتحنانها ولـىّ  فـعيش الأقربين سرابُ
قـالـوا:  أرق الشعر ما iiأبياته كـذِبٌ فـسُـدّت دوننا الأبوابُ
إن  كان ما في القلب ما قالوا به فـلـيـشـهدوا أني أنا iiالكذابُ

1 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
ما أجملها!    كن أول من يقيّم

وكأنها رباعيات الخيام! فيها الأصالة وفيها الجدة . فما أجملها ! وما أسمى معانيها ! سلمت عاطفتك النقية ، ودام جرس غنائك الجميل .

1 - أكتوبر - 2008
همسات جوال شعر عبدالله الحذيفي
نقد بديهي    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

الأخ الفاضل طماح ،
   تحية طيبة ،
   أنا لن أخيب رجاء أحد بإذن الله رغم أني لا أعد نفسي ناقدا . ولو كان الرجاء موجها للنقاد ما دخلت لأعلق . على أي حال ، فإن لدي القليل من النقد الذي هو أقرب إلى السذاجة والبداهة من النقد المؤسس على أسس أكاديمية يعرفها أولو الشأن ، ولكني أرجو أن يكون فيه بعض فائدة :
1ـ استخدام الألفاظ القديمة التي لم تعد تستخدم في هذا العصر ، بل هي قليلة الاستعمال في العصور السابقة ، أراه استخداما يحول بين قارئ النص والتفاعل معه . فكلمات مثل :  سوام ، هيدب ، جرمز ، غطيس، الحيدى ، هجيراه ...الخ ، كلمات تضطر مُطالعها في غالب الأحوال إلى أن يلجأ للمعاجم وكأنه يقرأ شعرا نظم في عصور قديمة  وناظمه من المعنيين بالألفاظ الغريبة حتى على عصره هو ، وبذلك يصبح القارئ وكأن شغله هو ترجمة القصيدة إلى لغة أسهل لا أن يستمتع بما توحيه من المعاني التي ينتظر منها أن تلج إلى القلوب وتستقر فيها . واللغة العربية القديمة نفسها فيها من الألفاظ السهلة والمأنوسة في عصرنا ما يجعلنا في غنى عن الألفاظ الغريبة المستهجنة . جرب أن تضع الكلمات الغريبة الواردة في قصيدتك في خانة البحث في أية موسوعة شعرية لترى عدد مرات ورودها في أشعار الشعراء من مختلف العصور.
2ـ الأخطاء النحوية  يجب الانتباه لها . واستخدام ألفاظ أو حروف أو أدوات لغوية من أجل استقامة الوزن وحسب ، يبعد الشاعر عن إيصال المعنى الدقيق عما يريد قوله ، وربما يوقعه في أخطاء نحوية . " لقد دَمَسَتْ همومٌ بل ِادْلـَهَمَّتْ " تبدو غير موزونة .
3ـ استخدام اللفظ في غير معناه المناسب يشوش المعنى على القارئ . ومدح الرسول بأنه ما له ولس ولا دلس غير مناسب كثيرا ؛ فمن الطبيعي أن يكون الرسل ، بل آحاد الناس الخيّرين، لا يتصفون بالخيانة والخديعة .
4ـ المعنى العام للقصيدة فيه من السمو والرفعة ما فيه ؛ فهو يبين حال التائه الضال عن الحق ، أو الذي انتابته الهموم ، وعصفت به ريح المآسي الشخصية أو العامة ، حتى وجد سبيل الإيمان الصادق العميق باتباعه ما جاء به سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه هدى ونورا للناس ، فاكتسب الصبر على مصاعب الحياة واعتاد التسليم بقضاء الله تعالى ؛ لذا ، فعلى القصيدة أن تكون متناسبة مع ذلك المعنى السامي من جميع نواحيها . ولكن كونك لم تنظم في حياتك سوى خمس قصائد كما قلت ، فلك في ما وقعت فيه العذر ، ويحمد لك معرفة الوزن الشعري بشكل جيد . كما أن عنوان القصيدة يعبر عن مضمونها .
   أخيرا ، أرجو لك التقدم نحو الأفضل ؛ فأنت تبدو محبا للغة العربية ، ومعجبا بالتراث اللغوي العربي إضافة إلى تدينك العميق ، فسدد الله خطاك ، وبارك لك طموحك .
 
 

4 - أكتوبر - 2008
أسدال وأنوار
طرائف حديثة    كن أول من يقيّم

   طرفة الأستاذة خوله (حماها الله وباركها ) والتي وردت بعنوان " من وحي رمضان " والتي تتحدث عن ولد صغير كان يعبث بالرداء جعلتني أفطن طرفة عن شاب وليس عن صغير، وقد حدثت معي في أحد المساجد ، وتكرر معي حدوث  ما يشبهها في مساجد أخرى وفي أكثر من بلد :
منافذ الشيطان
   شاب كان على يميني ونحن نصلي جماعة وقد باعد ما بين ساقيه وألصق طرف قدمه بقدمي خشية أن ينفذ الشيطان من بيننا . ولما تضايقت منه أزحت قدمي اليمنى عن قدمه اليسرى قليلا حتى استريح في وقوفي ، فما كان منه إلا أن رفع قدمه وداس بها قدمي مانعا إياها من الحركة . ولما انتهينا من الصلاة قلت له إني تضايقت من فعله فقال : أتريد أن ينفذ الشيطان من بيننا؟ قلت : كلا لا أريد ، ولكن للشيطان طريقا أسهل يسلكها للنفاذ وهي الطريق الأوسع . قال : وما هي الطريق الأوسع ؟ قلت : المسافة بين قدميك . لم يعجبه قولي فأدار لي وجهه وانصرف مسرعا .
 
بدعة
   وشاب آخر : بعد أن انتهت الصلاة مددت إليه يدي كي أصافحه وأدعو الله أن يتقبل منه صلاته ، فلم يمد يده ، وأخذ ينظر إلي نظرة تنم عن خجله من عدم المصافحة . ولما رآني ما زلت مادا إليه يدي مدّ يده وصافحني خجِلا وعلى عجل إذ سحب يده من يدي وكأنه ارتكب اثما عظيما وهو يقول : أصلا هذا العمل بدعة! قلت له : ما أجملها من بدعة ! ولكني أظن أنه لم يسمعني ، فقد قلتها أثناء قيامه السريع لتأدية ركعتين في مكان آخر في المسجد بعيد عني كل البعد .
   وها هي طرفة أخرى لها بالمساجد علاقة :
احذروا النشالين
في طفولتي عشت في نابلس بضع سنين، وكذلك في شبابي ، وكنت أحب وأنا طفل أن أصلي الجمعة في مسجد غير الذي صليت فيه الجمعة السابقة ، فكان الدور على أحد المساجد في البلدة القديمة المكتظة بالناس من أهل المدينة ومن البلدان المجاورة . وما راعني إلا وقد كتب على حائط المسجد من الخارج بخط أحمر واضح جلي عبارة : " احذروا النشالين " . قلت في نفسي : عيب عليهم والله أن يكتبوا هذه العبارة على جدار بيت الله ، وخجلت أن يتهم الناس بالسرقة بهذا الإعلان الواضح . ولما كبرت عرفت أن هناك من النشالين من يقصد بيوت الله من أجل النشل والسرقة . وتمر السنون ويشاء الله أن أعمل في عمّان بضع سنين . وكانت صلاتي كلها في المسجد الكبير الجامع في وسط العاصمة المزدحمة بالناس من كل جنس ولون ، وكانت العبارة التي خجلت حين طالعتها وأنا طفل هي نفسها وبلونها الأحمر وقد ضاقت بها جدران سورالمسجد الخارجية . غادرت عمان لأعود إليها في زيارة بعد خمسة عشر عاما ، وقد أوصاني أحد اصدقائي بأن أسأل خادم المسجد الجامع المذكور إن كان أحدهم قد وضع لديه خمسماية دينار يظن صديقي المسكين أنه أضاعها في المسجد . قلت لصديقي : أتكلفني بأمر عبثاً! ، ولكنه أصر . وأمام إصراره ، وخشية أن لا أخدعه فأكذب عليه ، قصدت المسجد عند الظهر وخلعت الحذاء وتركته عند عتبة الباب الخارجي ، وإذا على يمين الداخل غرفة الخادم . طرحت عليه السلام ، وكان مضجعا ، وسألته ، ولما سمع سؤالي هبّ قائما وهو يسألني : أين وضعت حذاءك؟ قلت : عند عتبة الباب ، فقال : ضع حذائك أولا تحت إبطك ثم اسألني .
 
 

5 - أكتوبر - 2008
استراحة، وابتسامة
النص بالإنجليزية    كن أول من يقيّم

We Are Seven
by WilliamWordsworth
 
—A simple child,
That lightly draws its breath,
And feels its life in every limb,
What should it know of death?

I met a little cottage girl:
She was eight years old, she said;
Her hair was thick with many a curl
That clustered round her head.

She had a rustic, woodland air,
And she was wildly clad;
Her eyes were fair, and very fair;
—Her beauty made me glad.

"Sisters and brothers, little maid,
How many may you be?"
"How many? Seven in all," she said,
And wondering looked at me.

"And where are they? I pray you tell."
She answered, "Seven are we;
And two of us at Conway dwell,
And two are gone to sea.

"Two of us in the churchyard lie,
My sister and my brother;
And in the churchyard cottage, I
Dwell near them with my mother."

"You say that two at Conway dwell,
And two are gone to sea,
Yet ye are seven! — I pray you tell,
Sweet maid, how this may be."

Then did the little maid reply,
"Seven boys and girls are we;
Two of us in the churchyard lie,
Beneath the churchyard tree."

"You run about, my little maid,
Your limbs they are alive;
If two are in the churchyard laid,
Then ye are only five."

"Their graves are green, they may be seen,"
The little maid replied,
"Twelve steps or more from my mother's door,
And they are side by side.

"My stockings there I often knit,
My kerchief there I hem;
And there upon the ground I sit,
And sing a song to them.

"And often after sunset, sir,
When it is light and fair,
I take my little porringer,
And eat my supper there.

"The first that died was sister Jane;
In bed she moaning lay,
Till God released her of her pain;
And then she went away.

"So in the churchyard she was laid;
And, when the grass was dry,
Together round her grave we played,
My brother John and I.

"And when the ground was white with snow,
And I could run and slide,
My brother John was forced to go,
And he lies by her side."

"How many are you, then," said I,
"If they two are in heaven?"
Quick was the little maid's reply,
"O master! we are seven."

"But they are dead; those two are dead!
Their spirits are in heaven!"
'T was throwing words away; for still
The little maid would have her will,
And say, "Nay, we are seven!"

5 - أكتوبر - 2008
نحن سبعة
رحم الله صبري المدلل    كن أول من يقيّم

  
   كنت لما أشاهد صبري المدلل على بعض الفضائيات وهو ينشد التواشيح أو يغني ترتاح نفسي لوجوده وأحس أن تراث الإنشاد والغناء الأصيلين ما زالا بخير، وأن هناك من يعتني بهذا التراث البديع ويحافظ عليه . ومما يؤسف له فعلا أن المدلل انتهى من هذه الدنيا دون أن يشاهد الفيلم المذكورعبر أي قناة عربية ، والذي يشكرأستاذنا السويدي على إنتاجه وكذلك مخرجه على إخراجه.
   رحم الله صبري المدلل وأحسن إليه ، فقد كان علما من أعلام المنشدين ، وشكرا لك أستاذنا زهير على ما ذكرته لنا في مقالك وعلى الرابط أيضا . وشكرا كذلك لحلب الشهباء وتراثها .
 
 

5 - أكتوبر - 2008
حلب: مقامات المسرة
بين المدح والاتهام    كن أول من يقيّم

أخي العزيز الغالي الأديب الشاعر الناقد الخبير ، د/صبري أبو حسين ، حفظك الله ورعاك . وتحية طيبة لأخينا الشاعر " طماح " ،
   سعدت بتعقيبك كثيرا ، فأنا أفيد دائما من علمك الغزير وفهمك الدقيق ، فلا حرمناك أستاذي . فيما يخص مدح النبي الأكرم ، أوما يخص اتهامه صلوات الله عليه بالسحروالشعر والكهانة ، فإن لدي حولهما فهما أسرده فيما يلي :
    السحر والشعر والكهانة كانت كلها تهم حاول المشركون إلصاقها بالنبي الأكرم للتخلص من دعوته كما هو معلوم . وعلى هذا يكون القصد من نفي التهم  ليس المدح بحد ذاته إنما القصد إبطال ادعاء الكفار . وأولئك الكفار أنفسهم لم يكونوا مصدقين بزعمهم ، فأفئدتهم كانت تثق بصدق الرسول تماما ، وأن ما قالوه ما هو إلا الجحود ليس إلا. قال تعالى : " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "(الأنعام 33 ). ولو قال شاعر ، أو قال ناثر كلاما يعني أن النبي لم يكن ساحرا ، ولم يكن كاهنا ولا شاعرا ، لقال الناس : هذا أمر مفروغ منه ، وليس فيه غرابة . ولو رغبنا في مدح أحد من الناس مدحا صادقا وله في النفوس الأثر المحمود، فإننا نتخير أحسن ما فيه مما يمكن أن يمتاز به على الكثير من عامة الناس ، فكيف لنا إذن أن نمدح سيدنا النبي بما يشاركه فيه الكثير من المسلمين! وكما لا يحسن بأحد منا أن يمدح  إنسانا غير نبي ولا رسول بأن يقول ، مثلا : فلان نور يستضاء به ، أو إن فلانا أواه حليم منيب ، فلا يجمل بنا أن نقول  : سيدنا النبي لا يغش ولا يكذب ، قاصدين بهذا القول مدحا ، وإنما نقول ذلك للكافر الذي يتهم النبي بعكس ما نقول . هذا ما قصدته في تعقيبي على الدلس والولس .
بخصوص مقدمة القصيدة وعنوانها :
لقد بدا لي من طول المقدمة وموضوعها أن الشاعر لم يكن يقصد إلى نظم قصيدة في مدح سيدنا النبي مباشرة . فالشاعر بين لنا حالة الشقاء النفسي التي يعيشها أو يعيش مثلها بعض الناس قبل أن تشرق في قلوبهم أنوار الهداية النبوية . وعلى هذا ، فقد فهمت من القصيدة أنها دعوة إلى من اعتراهم الضلال بأن يثوبوا إلى الحق والهدى ، فليس لهم ملجأ سوى الهدي النبوي ليخرجهم من الظلمات (الأسدال) إلى النور (الأنوار) ، وبعد هذا ، فمن الطبيعي ان يتطرق الشاعر إلى مدح النبي الأكرم وإلى مقدار الحب للنبي الذي يبديه الشاعر بصدق واضح .
والتصريع لا يمتنع وروده في القصيدة بعد البيت المصرع الأول كما هو معروف ، فهذا ما نلمسه في قصائد عديدة ، أما أن يكون البيت الأول غير مصرع والأخير وحده هو المصرع فلا أدري إن كان " طماح " قد تعمد ذلك ، ولا أدري إن كان ذلك قد ورد كثيرا لدى الشعراء . على أية حال ، فإنني لما اقرأ البيت الأخير أراه يدعوني إلى إعادة قراءة القصيدة مرة أخرى وكأنه البيت الأول منها ، وربما يعود ذلك على ما اعتدناه من التصريع في البيت الأول ، ذلك التصريع الذي يرسخ في وجداننا التعاطف والانسجام مع رنات القوافي والأوزان من أول وهلة .
   وعلى هامش هذا التحاور أرغب في ذكر شيء يخص موضوعك القيم الذي نشرته في الوراق قبل مدة يسيرة والذي دار حول الإشكالية في موضوع الشعر والقرءان الكريم ، فهل ترى أن نعود إلى الموضوع في محله حتى نتحاور فيه إن كان لديك وقت ورغبة ؟ أقول لحضرتك ما أقول ؛ لأن لدي رغبة في عرض أفكار وتساؤلات تدور حول تلك الإشكالية .
أنتظر تعقيبك أستاذنا بشغف حتى أستفيد منه ؛ فلديك أسلوب نقي وواضح وفصيح وسهل استيعابه . وليهنأ بك طلابك ويسعدوا.
 

7 - أكتوبر - 2008
أسدال وأنوار
تساؤلات    كن أول من يقيّم

   أثابك الله أستاذنا العزيز ، د/صبري أبو حسين على ما تقدمه لنا من مواضيع وأبحاث ذات فائدة تعمل على إعمال الفكر في  كل ما نسمعه أو نقرؤه . ولدي بعض التساؤلات أختصرها من مقال كنت كتبته لأنشره في هذا الملف ثم آثرت أن أوجزه في تساؤلات أتقدم بها إلى حضرتك لأعرف ما يمكن أن تقوله حولها ، فأفيد من هذه المعرفة :
أولاـ لماذا اتهم المشركون الرسول الأكرم بأنه شاعر وهم يعلمون تماما أن ما جاء به ليس فيه من شعرهم شيء على الإطلاق . أليس من الممكن ، بل من الأولى ، أن يكون قصدهم إلى أن معنى الشاعر هو أنه عليه السلام مبدع يشعر بما لا يشعر به غيره ؟ والشعر بهذا المعنى ورد عند ابن رشيق في العمدة واضحا ، وورد عند غيره . قال ابن رشيق : " وإنما سمي الشاعر شاعراً؛ لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه، أو استظراف لفظ وابتداعه، أو زيادة فيما أجحف فيه غيره من المعاني، أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ، أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر؛ كان اسم الشاعر عليه مجازاً لا حقيقة، ولم يكن له إلا فضل الوزن، وليس بفضل عندي مع التقصير.. " ( العمدة..نشرة الوراق : ص 41) . واعتمادا على التعريف المذكور يكون جهد القدامى الذين أجهدوا أنفسهم  في نفي الشعر عن القرءان ونفي صفة الشاعر عن الرسول الأكرم بالتركيز على الأوزان الشعرية ونفي أن يكون الرجز شعرا ، وأن حد الشعر منه يجب أن يكون أكثر من أربعة أبيات ، هو جهد غالبه في غير محله . فهم قد نصبوا اهتمامهم على الشكل أكثر من المضمون . والإبداع موهبة من الله تعالى يهبها للمبدعين ، وطبع يطبعهم عليه ، ولكن النبي عليه السلام لم يكن الإبداع من طبعه ولا في جبلته ، وهذا ما أفهمه من قوله تعالى : " وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرءان مبين " . فالنبي لم يطبع على تأليف أي صنف من صنوف الأدب ولم يكن محترفا لأي منها ، وإنما كان إذا تكلم أوجز ليفهم السامعون مقصوده عليه السلام ؛ فعبارته سهلة ممتنعة تؤدي الغرض منها دون حذلقة أو تعمد فصاحة أو تكلف ألفاظ فخمة رنانة طنانة كما هو دأب الشعراء والخطباء، ولكن أين أسلوبه من أسلوب القرءان!!
 ولو كان الكفار يقصدون إلى معنى الشعر الذي ادعوه على النبي صلوات الله عليه هو المعنى الذي عرفوه وألفوه ( وهو الموزون المقفى بأوزان خاصة ) فلماذا جاءت المعارضات الواهية المضحكة  التي عارضوا بها القرءان الكريم خالية من ذلك الشعر تماما !.
ولو كان النثر الأدبي من خطب وأمثال وأسجاع له المنزلة العليا عندهم في توليد المعاني وتجويد أساليب البيان لاتهموا الرسول بأنه ناثر مجنون بدلا من شاعر مجنون ، مما يدل على أن معنى الشعر عندهم لا يتوقف على الأوزان بالدرجة الأولى . وفي العصر الذي صار للنثر فيه مكانة خطيرة  أيام ابن المقفع وجدنا اتهامه بمعارضة القرءان يستند إلى شهرته في النثر وليس في الشعر .
ثانيا ـ ومسألة القصد والتعمد في النظم على الأوزان والتي عدوها شرطا حتى يكون الكلام شعرا تنطبق أيضا على كل صنوف الأدب والإبداع فيها ؛ فلا يمكن لأي كان أن يؤلف قصيدة أو خطبة أو ينشئ رسالة دون أن يقصد إلى ذلك قصدا وإلا جاء منه الكلام هذيانا . والآيات الكريمة التي زعموا أنها توافق بيتا من أبيات الشعر المعروف لدى العرب أو توافق شطرا منه إنما هي جاءت على سبيل القصد بطبيعة الحال ، فهي من كتاب " أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير" ، فهل هي من الشعر إذن! وعلى هذا فإنني لم أفهم معنى ما قاله الجرجاني عن الآية التي وردت في تعريفه الشعر: " في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: "الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك" فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر، لأن الإتيان به موزوناً ليس على سبيل القصد.." (التعريفات ، نشرة الوراق ، ص 41) . لقد نفى الجرجاني أن تكون الآية شعرا لأنها لم تأت على سبيل القصد كما زعم . وإذا كان القرءان وما فيه من اوزان لم يأت على سبيل القصد فكيف أتى إذن!!
ثالثا ـ  من المعلوم أن أوزان الشعر اختلفت على مر الزمن عن أشكالها القديمة حتى صارت في العصر الحديث موغلة في الاختلاف ؛ فمن الشعر المرسل الذي ولى عهده وربما يعود، إلى شعر التفعيلة الذي بدأ يتراجع في أيامنا ، إلى الشعر المنثور الذي ذاع وانتشر، إلى أشكال الله أعلم كيف تكون ؛ فهل يبقى الذب عن القرءان والرسول ونفي الشعر عنهما يتعلق بالوزن ؟ أم أن تعريف الشعر عند ابن رشيق وغير ابن رشيق ممن قالوا مثل قوله هو الذي يظل المرتكز الأمثل الذي يمكننا الارتكاز عليه في كل عصر، وبذلك يمكّننا من الوقوف أمام كل ادعاء باطل يدعيه غير المؤمنين بالقرءان عربا كانوا أو غير عرب؟
رابعا – قال تعالى : " والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا... " ألست ترى أن التركيز على صفات الشعراء في عصر النبي من غير المؤمنين وهي الغواية  والهيمان في كل واد ، وأن أقوالهم ليست منعكسا لأفعالهم ، إلا الذين آمنوا منهم ، هي ، وليست الأوزان ،  ما جعلت معانيهم مغايرة للحق الذي جاء به الرسول ، وأن القرءان لا يمكن أن يكون شعرا لهذا السبب ، غير الأسباب الكثيرة الأخرى؟
خامسا- القرءان ليس بالشعر ولا هو بالنثر أيضا ، فهذان الصنفان وغيرهما من اختراع الناس . ولو اتبع ناثر في نثره ما اتبعه الشعراء الهائمون الكاذبون ، فإن نثره مهما بلغ من الفصاحة والبلاغة يظل في دائرة الجهد البشري لاستحالة أن يكون الهيمان والكذب والمبالغة في استخدام الخيال من صفات الكتب المنزلة . وكذلك نثر الناثرالبليغ المؤمن أو شعره المجلي فهوجهد بشري، وإن خلا من الكذب والغواية ، يظل دون بلاغة القرءان دون ريب .
 من خلال هذه التساؤلات التي طرحتها يتبين أني أميل إلى الدفاع عن القرءان والرسول  ونفي الشعر عنهما بالارتكاز على الإعجاز البلاغي والابداع الرباني مقابل الإبداع البشري في جميع صنوفه وأشكاله ، لا بمعالجة الأوزان بحد ذاتها ، فهي قد وردت في القرءان الكريم ، ولكن بصورة مغايرة لكل ما عرفه الإنس والجن . فما رأيكم دام فضلكم في الذي قلته!
وإلى لقاء آخر بإذن الله .

9 - أكتوبر - 2008
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا
 19  20  21  22  23