البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 199  200  201  202  203 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
اللهم فرّج همّنا ، وأبدل مكانه فرحاً... آمين.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

أدعية لتفريج الكرب ونسأل الله جل وعلا أن ينفعكم بها:

• 
قوله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب عبداُ همٌ و لا حزن فقال:" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً". رواه أحمد وصححه الألباني.(الكلم الطيب ص74).

• 
قوله صلى الله عليه وسلم: " لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب الأرض و رب العرش الكريم". (البخاري ومسلم).

 • قوله صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتَك أرجو فلا تكِلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً" ( صحيح سنن ابن ماجه،959/3).

• 
قوله صلى الله عليه وسلم :(" دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له).

• 
وصيته صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه، وفيها :"ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد ديناً لأداه الله عنك ؟ قل يا معاذ : اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ، وتَنْزِع الملك ممن تشاء ، وتُعِزّ من تشاء ، وتُذِلّ من تشاء ، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير . رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطيهما من تشاء ، وتمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك "..( رواه الطبراني ، وإسناده حسن).

13 - أبريل - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
هل سمعتم عن هذا الداعية؟    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

Advertisement
الملائكة لا يعجزهم زمان ولا مكان طباعة ارسال لصديق
بقلم: فتح الله كولن   
1977.02.25
السؤال: كيف يستطيع عزرائيل وحده القيام بقبض أرواح العديدين الذين يموتون في لحظة واحدة؟
الجواب: نرى في هذا السؤال كيف أن المقاييس البشرية تخدع الإنسان. فكما أن تشبيه الملائكة بالإنسان خطأ، كذلك من الخطأ البحث عن آثار الروح ووظائفها في الجسد. لذا فلا يمكن الإجابة على هذا السؤال قبل القيام بإيضاح الخطأ المصطلحي (Terminological)، أي يجب أولاً معرفة نقاط الانحراف في السؤال ثم القيام بالإجابة.
بما أن الملائكة تعود إلى عالم آخر، إذن فإن طبيعتها وماهيتها ووظائفها مختلفة تماماً عن عالمنا. لذا فإن من الخطأ إعطاء أي حكم دون النظر إلى عالمها الخاص ودون التفكير بماهيتها ووظائفها. لذا يجب معرفتها من هذا الجانب أولاً.
كلمة الملائكة مشتقة من كلمة (المَلْك) بمعنى القوة، أو من (المَلَك) بمعنى الرسول. فمن حيث الاشتقاق الأول يكون المعنى: القويّ جدّاً. ومن حيث الاشتقاق الثاني يكون المعنى: الرسول الناقل لأوامر الله تعالى. هذه الأوصاف الممتازة موجودة في عموم الملائكة التي خلقها الله تعالى وهي ضرورية لدى الملائكة المكلفين بتبليغ الوحي الإلهي خاصة. وهذه المخلوقات السامية، بدءً من الملائكة المكلفين بمراقبة الحياة والممات، وانتهاء بحَمَلة العرش والموجودين في الحضرة الإلهية مكلفة وموظفة لمشاهدة ورؤية خلق الله تعالى وشؤونه الأخرى.
فكل الأعمال بدءً من العالم الكبير (الكون) وانتهاء بالعالم الصغير (الذرّة)، وكل التغييرات والتركيبات والتحوّلات تقع بإشراف ومراقبة هذه الكائنات المتميزة السامية. كما تقوم هذه الكائنات القوية والأمينة بنقل التشريعات والأوامر الإلهية النابعة من صفة الكلام الإلهي. فإن أخذنا بنظر الاعتبار قيامها بأعمال مدهشة وكونية اعتباراً من الإشراف على أعمال الجاذبية والتنافر على المستوى الكوني وانتهاء بالحركة المنتظمة للألكترونات حول نواة الذرات.. إذا أخذنا هذه الأعمال المدهشة والدقيقة والصعبة علمنا مدى القوة والأمانة التي يجب عليها الاتصاف بها.
الوظائف والمهمات التي تقوم بها الملائكة كثيرة ومتعددة جداً، فلا يمكن تصور وقوع حادثة خارج مهامهم... لا تنـزل قطرة مطر، ولا يبرق برق من دونها، أي إن جميع القوانين الكونية والفطرية تجري بواسطتهم، أي بواسطة هذه القوى المدركة والواعية، كلٌّ حسَب قابلياتها واستعداداتها التي وهبها لها صاحب الملك والقوة سبحانه وتعالى. كما يتجلى بواسطتها الإلهام والوحي الإلهي المرسل لتوجيه سلوك الإنسان الذي هو من أشرف مخلوقات الله تعالى وتنظيمه وتصحيحه.
إذن فنظرا إلى القدرة والقوة الهائلة المعطاة لها لمباشرة وظيفتها كواسطة بين الخالق والمخلوق، والقيام بمهام عديدة بدءاً من الذرات إلى السدم، ونظراً لكونها جهزت بقوة وقدرة ملكوتية[1] لأداء وظائفها، فإن القيام بتشبيه الملائكة بالإنسان وتوهم أن القيود الضرورية الموجودة أمام البشر موجودة أمامهم إنما هو جهل وانحراف في التصور وفي التفكير.
أجل! لو كانت الملائكة تحمل جسداً ماديّاً مثل جسد الإنسان المعرض للتحلل، ولو كان الزمن يتحكم عليهم ويجري حكمه عليها مثلما يجريه على سائر الأحياء، إذن لكنّا محقين باتخاذ مقياس بشري في حقهم. ولكن هناك فروقات لا يمكن قياسها بينهما لأنهما عالمان مختلفان.
ثم إن الملائكة تختلف عن الإنسان من ناحية الخلق. وهذا الفرق ناشئ عن الساحة الواسعة لمهماتها ووظائفها. فالطبيعة النورية في خلقها تجعلها أكثر نفوذاً وسيالية. لذا فهي تملك قابلية الانعكاس في لحظة واحدة لدى أرواح عديدة، وقابلية المشاهدة من قبل أنظار عديدة في اللحظة نفسها، ويملك الملك الواحد قابلية التجلي المتعدد. وهناك حديث ترويه أمنا عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الملائكة خلقت من النور،[2] لذا فهي تملك خصائص النور.
كل جسم من الأجسام المضيئة -مثل الشمس- يمكن أن يظهر أي واحد منه في عدة أماكن بانعكاسه في كل جسم شفاف، ويستطيع الدخول في بؤبؤ كل عين. والملائكة التي تحمل صفات النور وخصائصه تستطيع التعامل في اللحظة نفسها مع آلاف الأرواح.
علماً بأن الملائكة التي تملك ماهية خفيفة ولطيفة تختلف اختلافاً كبيراً عن الأشياء المادية والكثيفة مثل الشمس، فهي تملك قابلية التشكل في أشكال وصور مختلفة، كما تستطيع التمثل في الوقت نفسه في أشكال مختلفة. والتمثل معروف عند المتدينين منذ القديم ولكنه أصبح الآن موضوعاً شائعاً ومعروفاً لدى محافل الطبقة الأرستقراطية الغنية إلى درجة كبيرة بحيث أصبحت شيئا قطعيا كقطعية النتائج المأخوذة من التجارب.
ولا يمر يوم إلا وتنشر فيه الجرائد والمجلات خبرا عن ظاهرة من هذه الظواهر الروحية الغريبة فيما يدّعى في علم تحضير الأرواح بـ"الجسم السيالي" أو "مثيل الإنسان".[3] فترد الأخبار مثلا عن مشاهدة إنسان في مكان بعيد عن مكان وجوده، وإظهار هذا الجسم المثيل قدرات عجيبة وقابليات فائقة. ومهما كان أصل المسألة فإن للموجودات اللطيفة كالأرواح قابلية سيالية أكثر وقدرات أكبر من الأجسام المادية وحرية حركة وتنقل أوسع من الإنسان العادي. وهذه السيالية والجوالية التي تتجاوز المادة تشير إلى كون نشاط وفعالية الجسم المثيل أكبر من الإنسان العادي، كما أن الملائكة تملك قابلية أكبر من قابلية الروح في هذا المجال. وهذا يشير إلى كونها فوق القوانين الطبيعية السارية في عالمنا.
إن تمثّل الملائكة والأرواح كان معروفاً منذ القديم. وقام كثير من أرباب القلوب وعلى رأسهم الأنبياء بشرح مشاهداتهم في هذا الخصوص، وأشاروا في هذا الخصوص إلى شهود من عوام الناس. كان جبريل عليه السلام يظهر في صور مختلفة، وذلك حسب المناسبة التي يظهر فيها. فإن كانت المناسبة التي يظهر فيها هي مهمة الرسول ونقل الوحي ظهر بالمظهر المناسب لهذه المهمة، وإن ظهر في أثناء الحرب ظهر في صورة المحارب. وهذه أمثلة على التمثل. وهذا التمثل وارد بالنسبة لعموم الملائكة وخصوصا لجبريل عليه السلام الذي كان يتمثل في صورة الصحابي دحية الكلبي[4] رضي الله عنه وتمثل ملَك آخر -لا نعرف اسمه- في معركة "أُحد" في صورة الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه حيث قاتل دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم في أصعب مراحل القتال حتى المساء حيث جاء في الرواية بأن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم: «"أقدم يا مصعب"، فقال له عبد الرحمن: يا رسول الله! ألم يُقتل مصعب؟ قال: بلى، ولكن ملَك قام مكانه وتسمى باسمه».[5] كما تمثلت ملائكة آخرون في صورة الزبير بن العوام رضي الله عنه في معركة بدر،[6] وشدّوا من عزيمة المؤمنين.
هناك أمثلة لا تعد ولا تحصى حول اتصال بعض أرباب القلوب وأولياء الله مع أرباب العالم الآخر. أما هذا الإتصال بوساطة الرؤى فهو شيء لا يمكن إنكاره، فهو شائع حتى عند عامة الناس. فيكاد كل إنسان يملك شواهد من قيام أحد الأرواح التي يعرفها بإرشاده وإنارة الطريق أمامه عند ظهوره في رؤياه. ولكن هناك بعض من يدّعي أن الرؤى ليست إلا فعالية اللاشعور، أي دفعوا هذا الموضوع إلى ظلام دامس لا يرى فيه شيء، فيا ويل للجهل!
ونحن إذ نحيل الذين يرغبون في التفاصيل حول الملائكة والتمثل والأرواح إلى المراجع والمصادر الخاصة بهذا الموضوع. فإننا نستطيع القول كنتيجة: إنه كما يظهر لكل موجود مثيله في المرآة كذلك تستطيع الملائكة التمثل في كل شيء يكون مرآة لها. تظهر الملائكة لا كصورة فقط -كما هي الحال عند الأجسام المادية- بل بكل صفاتها ومزاياها.
ولا يضير الروح أو الملك في هذا الأمر على أنه فرد واحد، لأنه يستطيع أن ينعكس من مكانه كشعاع فيصل إلى أي مكان يريده ويقوم بالوظيفة التي يريدها، ولا يعوقه في هذا أي شيء... لا البعد ولا المسافة، ولا كثرة عدد الذين يجب الوصول إليهم. فكما أن الشمس مع كونها شمساً واحدة تستطيع الوصول إلى كل مكان توجد فيه مرآة تعكس نورها، وتجري تأثيرها هناك، كذلك تستطيع الملائكة وهي مخلوقات نورانية الظهور في كل مكان وتقوم بمهامها هناك، فتنفخ الحياة أو تقبض الأرواح.
ثم إن الله تعالى هو الذي يقبض الأرواح في الحقيقة. وليس عزرائيل عليه السلام سوى مراقب وستار. والله سبحانه وتعالى الحاضر والناظر في كل مكان يستطيع إنجاز ما لا يستطيع الخيال والعقل تصوره، ويخلق في اللحظة نفسها مليارات الكائنات أو يفني ويميت المليارات من الكائنات. فهذه هي القدرة اللانهائية التي تعلم وترى الأشياء كلها في كل لحظة، وهذا هو العلم اللانهائي الذي لا يمكن لعقل تصوره والذي يرى كل ذرة في الكون ويستطيع إنجاز أعمال بعدد هذه الذرات في آن واحد، ويستطيع قبض أرواح جميع الأموات.
وسواء أكان الله تعالى أم عزرائيل عليه السلام هو القابض للأرواح فإن من حان أجَله يتوجه إليه ليقبض روحه. ولتقريب الموضوع إلى الأذهان أضرب هذا المثل: لنتأمل في حال آلاف من أجهزة المذياع (الراديو) وأجهزة الأستقبال التي تعمل على تردد معين. فإذا قمنا بالضغط على زرّ لمرسل يعمل على هذا التردد سُمعتْ الإشارات وأصوات أحرف المورس في جميع هذه الراديوات في اللحظة نفسها. كذلك فإن المخلوقات بكل عجزها وفقرها متوجهة نحو صاحب القدرة والعزة، وعندما يحين الوقت الموعود سواء في خلقها وإيجادها أو في قبض روحها، شعرت في روحها بالإشارة المعينة. فإذا كان الإنسان العاجز يستطيع بالضغط على زر واحد التأثير في أجهزة متعددة بعيدة عنه آلاف الكيلومترات، إذن كيف يعجز صاحب القدرة المنـزه عن العجز والقصور والذي ترتبط به نفوسنا وأرواحنا عن التأثير فيها مع أن الإنسان ليس إلاّ جهازاً حيًّا، وكيف يعجز -حاشاه- عن نفخ الروح أو قبضه متى شاء؟
إذا وضعنا كل هذا جانباً فهناك نظرات وآراء مختلفة حول قبض الأرواح:
1­ إن الله تعالى -كما ذكرنا سابقاً- هو واهب الأرواح وقابضها، وليس عزرائيل إلا واسطة أو ستار أو مراقب.
2­ إن الله فوض قبض الأرواح إلى عزرائيل عليه السلام وأذِن له بذلك. وقد ضربنا الأمثلة على أن الفرد الواحد والملك الواحد يستطيع وحده إنجاز هذا العمل.
3­ هناك العديد من الملائكة يعمل تحت إدارتهم ملائكة آخرون مكلّفون بأعمال كونية عديدة وبمراقبتها. لذا فهناك ملائكة عديدون تحت إمرة عزرائيل عليه السلام ومساعدون له في عملية قبض الأرواح. وهم أصناف عديدة، فصنف يقوم بقبض أرواح المؤمنين قبضاً سهلاً ويسيراً ودون ألَم، وصنف يقبض أرواح المجرمين قبضاً أليماً، وصنف يسرع بهذه الأرواح إلى ربها: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً﴾ (النازعات:1-3). لذا فهناك ملائكة عديدون في قبض الأرواح، وكلها تعمل تحت إمرة عزرائيل عليه السلام، وهو يقوم بأمرٍ من الله تعالى بإرسال ملائكة مختلفين حسب اختلاف المحتضر إن كان شقيًّا أم سعيداً بقبض روحه.
لذا نستطيع القول جواباً على السؤال إن هناك انحرافاً في الفهم منذ البداية، أي هناك خطأ في تشبيه الملائكة بالإنسان، مع أن الملائكة لا يشبهون الإنسان أبداً لا من ناحية الخلق ولا من ناحية الماهية، كما أن طبيعة عملها وإجرءاتها مختلفة عنه تماماً. فهي تتمثل -مثل روح الإنسان- في لحظة واحدة في أماكن عديدة في اللحظة نفسها، وتتعامل مع أشياء عديدة في تلك اللحظة نفسها. وفي أيامنا الحالية انتشر تحضير الأرواح والوسطاء ومحاولة تأسيس علاقة مع الكائنات غير المرئية، وانتشر التنويم المغناطيسي وعلم الروحانية (Spiصلى الله عليه وسلمitualism) وغيرها من الفعاليات التي تتجاوز القوانين الفيزيائية والتي تشير إلى وجود قوانين أخرى لها خاصية الشعور.
وهذه الأمور أصبحت شائعة إلى درجة اكتسابها قناعة قطعية. لذا فإن الملائكة التي تشبه هذه الموجودات تستطيع القيام بوظائف أضعاف هذه الموجودات، ولا سيما وظيفة مهمة قبض الأرواح، ففي هذه العملية يكون الحي الذي حان أجله في حالة استعداد وتلاؤم وعلى نفس التردد مع هؤلاء الملائكة. ثم إن المكلفين بهذه المهمة ليسوا واحداً، بل كثيرون إلى درجة يصعب عدها. وإذا أخذنا في نظر الاعتبار أن من الممكن إرسال ملك واحد لقبض روح أي محتضَر تبين لنا عدم وجود مشكلة في الأمر.
والله أعلم.
الهوامش
[1] الملكوتي: هو الذي يعود إلى الماهية الأصلية والحقيقية للأشياء وهو العالم الذي تجري فيه الأسرار والسلطة الإلهية في حاكمية مطلقة ومؤثرة.
[2] جاء في الرواية أن «عائشةَ رضي الله عنها قالتْ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: خُلقتْ الملائكةُ مِن نُور وخُلق الجانّ من مارج من نار وخُلق آدمُ ممّا وُصف لكم». مسلم، الزهد والرقائق 10؛ المسند للإمام أحمد، 4/168.
[3] مثيل الإنسان: لوحظ وقوع حالات نادرة يظهر فيها الإنسان في مكانين مختلفين في الوقت نفسه. وتدعى صورة الإنسان الثاني الظاهر في ذلك المكان البعيد أو المختلف عن مكان الإنسان الحقيقي بـ"مثيل الإنسان". (المترجم)
[4] البخاري، المناقب 22؛ مسلم، فضائل الصابة 16؛ سير أعلام النبلاء للذهبي، 2/553.
[5] مصنف ابن أبي شيبة، 7/369؛ الطبقات الكبرى لابن سعد، 3/121.
[6] كما جاء في الرواية «عن أبي المليح عن أبيه رضي الله عنه قال: نـزلت الملائكة يوم بدر على سيماء الزبير، عليها عمائم بنو». (مسند البزار، 6/328؛ مصنف ابن أبي شيبة، 6/437؛ مجمع الزوائد، 6/83).

13 - أبريل - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
عالم من تركية : أهلاً بك سيدي في الوراق الحزين.    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

السؤال: هناك أشخاص أعطاهم الله كل شيء، الأموال الطائلة والسيارات الفارهة والقصور الفخمة والشرف الرفيع والصيت الذائع... بينما الآخرون يتضورون جوعًا وتصيبهم آلام وبلايا ومصائب وفقر وعلل. فيا ترى هل هؤلاء فاسدون والآخرون يحبهم الله حتى أغدق عليهم ما أغدق، بينما هؤلاء ينسحقون تحت وطأة أعباء الحياة؟
الجواب: مثل هذا السؤال لا يُسأل إلا من أجل الوصول إلى المعرفة، وإلا فإن السائل يكون آثماً. ومن كان في ضيق فمن الطبيعي أن يَسأل هذا السؤال من أجل الفهم لا الشكوى.
يعطي الله تعالى المال والدور والمراكب والعمارة لمن يشاء، ويعطي الفقر وضيق اليد لمن يشاء. ولكن لا يمكن هنا إنكار دور بعض الأسباب كالظروف العائلية وغيرها، كما لا يمكن إنكار قابلية شخص ما وكياسته ودرايته في كسب المال وتنميته، وكذلك لا يمكن إنكار مدى تأثير معرفته بطرق الربح في الأحوال والشروط والظروف المحيطة به أيضاً. ومع هذا فقد لا يؤتي الله تعالى المال لأشخاص مع وجود القابليات عندهم. ومع هذا فقد ورد في حديث ذي مغزى عميق يخص موضوعنا «عن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قسَم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإنّ الله عز وجل يعطي الدنيا من يحبُّ ومَن لا يحبّ ولا يُعطي الدِّين إلا لمن أحب فمن أعطاه الله الدِّين فقد أحبَّه»[1]. وهذا له معنى فيما نحن بصدده.
ثم إن من الخطإ عد المال والجاه خيراً على الدوام. أجل! فالله سبحانه وتعالى قد يعطي المال والرفاه والسعادة الدنيوية لمن يطلبها وقد لا يعطي. وسواء أأعطى الله تعالى أم لم يعط فهو خير في كلتا الحالتين. ذلك إن كنت شخصاً جيداً واستعملت المال المعطى لك في أمور الخير، فالمال هنا يُعد خيراً. ولكن إن لم تكن شخصاً جيداً، بل كنت منحرفاً عن الصراط القويم فسواء أأعطى الله تعالى المال لك أو لم يعطه فالوضع يكون سيئاً بالنسبة لك.
أجل! إن كنت شخصاً غير مستقيم فالفقر يكون عندك وسيلة إلى الكفر، لأنه يحرضك على رفع راية العصيان تجاه ربك. كما إن كنت بعيداً عن الاستقامة فمعنى هذا أنك لا تملك حياة قلبية وروحية صحيحة، لذا فإن الغنى سيكون لك مصيبة وبلاء ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ (الأنفال:28). لقد خسر الكثيرون هذا الامتحان حتى اليوم؛ فكم من غني مع أنه يملك ثروة كبيرة لا يملك في قلبه شرارة نور واحدة بسبب جحوده. لذا فإن إعطاء الله تعالى المال والجاه لهؤلاء يعد استدراجاً[2] أي وسيلة لانحرافهم. ولكن هؤلاء استحقوا هذا لكونهم أماتوا حياتهم القلبية والروحية وقضوا على القابليات الفطرية التي وهبها الله تعالى لهم. من المناسب هنا ذكر هذا الحديث النبوي: «كم مِن أشْعثَ أغْبَر ذي طِمْرَيْن (صاحب ثوبين خلقين) لا يُؤْبَه له لو أقسم على الله لأَبَرّه، منهم البراءُ بن مالكٍ»[3]
بينما لم يكن البراء -وهو شقيق أنس- يملك لا طعاماً يأكله ولا داراً يأوي إليها. كان يعيش على الكفاف. وكم من أشعث أغبر مثل البراء كانوا يوقرون ويُنظر إليهم كعظماء ويقيّمون حسب وسعة قلوبهم وعمقها وعظمتها، ونور نفوسهم وضيائها. لذا وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لو أقسموا على الله لأبرهم.
إذن فلا يمكن النظر إلى مجرد الفقر أو إلى مجرد الغنى على أنه مصيبة أو نعمة. فقد يكون الفقر حسب موقعه من أكبر نعم الله تعالى. وقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم الفقر بإرادته فقال لعمر رضي الله عنه المتألم من فقر الرسول صلى الله عليه وسلم: «أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟»[4] وبينما كانت الثروات تسيل إلى خزينة بيت المال عاش الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقيراً، لا يتناول إلا ما يسد رمقه فقط ولم يطلب المزيد.
ولكن هناك نوع من الفقر -أعاذنا الله منه- يكاد يكون كفراً. فمثلاً لو كان هذا السؤال صادراً لا عن قصد معرفة وعلم، بل تعبيراً عن السخط، من فم جاحد، يعد هذا جحوداً لنعم الله تعالى وشكوى منه وعصياناً... أي عُدّ كفراً. إذن فالفقر يعد نعمة أحياناً وأحيانا نقمة، أي أن الأصل في الموضوع هو الصدى الذي يلقاه في القلب، أو كما قال الشاعر:
يارب! كل ما يأتي منك مقبول،
إن كان خلعة... أو كان كفنا،
إن كان وردة... أو شوكاً،
نعمتك ومحنتك... كلاهما حسن.
وفي شرقي الأناضول هناك مثل يقول "كل ما جاء منك جميل، سواء أكان هذا أم ذاك".
الإنسان إن كان مع الله فلا يضره أن يكون غنياً وأن يلبس فاخر الثياب، مثل هذا الشخص قد يكون مثل عبد القادر الكيلاني قدس سره، رجله على أكتاف الأولياء ورأسه يلمس حافة ثوب الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن إن لم تكن للإنسان أي علاقة بالله تعالى فإن فقره يكون له خسراناً في الدنيا وخسراناً في الآخرة أيضاً. وكذلك إن كان الغني غافلاً عن الله تعالى فإنه وإن بدا سعيداً في الدنيا فإن خسراناً كبيراً ينتظره في الآخرة.
الهوامش
[1] المسند للإمام أحمد، 1/387.
[2] الاستدراج: استمرار العديد من الاشخاص -الذين أنعم الله عليهم نعماً عديدة- في الكفر والعصيان واقترابهم بسبب ذلك من غضب الله ونقمته.
[3] الترمذي، المناقب 55.
[4] البخاري، تفسير سورة التحريم 2؛ مسلم، الطلاق 31؛ المسند للإمام أحمد، 3/176.
المصدر: مسجد "بُورْنُوَا"، 14 أكتوبر 1977؛ الترجمة عن التركية: أورخان محمد علي.

13 - أبريل - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
من الآيات التي أخطأ في إعرابها مكي القيسي في كتابه ( مشكل إعراب القرآن).    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

                          آيات أخطأ مكي في اعرابها :
1 ـ "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ " الأنفال ـ 5 .
قال مكي : " ... وقيل : الكاف بمعنى واو القسم ، أي : الأنفال لله والرسول والذي أخرجك " . (المشكل 1/340 ) .
أبطل هذا التوجيه ابن الشجري واستنكره ، وتابع ابنُ هشام ابنَ الشجري في انتقاده لمكي ، إلا أن ابن هشام نسب هذا التوجيه لأبي عبيدة .
(انظر الأمالي الشجرية 2/459 ، والمغني ص 277 ) .
والصواب جعل الكاف نعتاً للمصدر " الحق"؛ أي : هم المؤمنون حقاً كما ... أو أن تكون نعتاً لمصدر دلّ عليه معنى الكلام تقديره : قل الأنفال ثابتةٌ لله والرسول ثبوتاً كما أخرجك . وقد ذكر هذا مكي . (المشكل 1/340 ) .
2 ـ " وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى" طـه ـ 131 .
أعرب مكي " زهرة " حالاً من الهاء في " به" أومن "ما" وأنّ التنوين حذف للساكنين .( المشكل 2/78 ، 79 ) .
" والصواب أن " زهرة" : مفعول بتقدير جعلنا لهم أو آتيناهم ، ودليل ذلك ذكر التمتيع ، أو بتقدير أذم ؛ لأن المقام يقتضيه ، أو بتقدير أعني بياناً لما أو للضمير ، أو بدل من أزواج ، إما بتقدير ذوي زهرة ، أو على أنهم جعلوا نفس الزهرة للمبالغة '' .
( مغني اللبيب ص 720 ) .
3 ـ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" البقرة ـ 264 .
قال مكي إن الكاف نعت لمصدر محذوف . ( المشكل 1/111 ) .
" يلزمه أن يقدر إبطالاً كإبطال إنفاق الذي ينفق ، والوجه أن  يكون " كالذي " حالاً من الواو في  "لاتبطلوا " والتقدير : لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الذي  ينفق ...
إذن توجيه مكي " قول فيه بعد لحذف المصدر".انظر (مغني اللبيب ص 782 ، والأمالي الشجرية 2/448 ) .
4 ـ " قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ" الأنعام ـ 12 .
جعل مكي  " ليجمعنكم" بدلاً من الرحمة ، واللام لام القسم ، فهي جواب " كتب" ...( المشكل 1/258 ) .
لقد خلط مكي " فأجاز البدلية مع قوله  إن اللام لام  جواب القسم " !
والصواب أنها لام الجواب ، وأنها جواب قسم محذوف ؛ أي : والله ليجمعنكم .
( انظر مغني اللبيب ص 532) .
في البحر 4/81 : " والجملة جواب القسم ، ولا تعلق لها بما قبلها من ناحية الإعراب ..." .
في الجمل 2/11 : " ... والذي في هذه الآية أن  يكون الوقف عند  قوله '' الرحمة " وقوله:" ليجمعنكم" جواب قسم محذوف ؛ أي : والله ليجمعنكم ..." .
في العكبري1/137 : أجاز أبو البقاء أن تقع الجملة استئنافية لا محل لها من الإعراب .
[ يحيى مصري: رسالة ماجستير، سنة 1980].

13 - أبريل - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
آيات أخطأ مكي في إعرابها....     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

5 ـ " لايتخذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ * قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ ".آل عمران ـ 28 ،29 ،30 .
قال مكي : " يوم" منصوب بـ " يحذركم" ... ويجوز أن يكون العامل فيه فعلاً مضمراً ..." ، ويجوز أن يكون العامل في  " يوم" " المصير " ... ، ويجوز أن يكون العامل  قدير ..." .( المشكل 1/134 ) .
الراجح أن يكون " يوم" منصوباً بـ " تودُّ" .
وأما أن يكون منصوباً بـ "يحذّركم" فخطأ ؛ لأن التحذير في الدنيا ، لا في الآخرة .
وأما تجويزه النصب بـ "قدير " فضعيف ؛ لأن قدرته على كل شيء لا تختص بيوم دون يوم .
وأما نصبه  بإضمار فعل ، فالإضمار على خلاف الأصل .
انظر ( مغني اللبيب ص699 ، والأمالي الشجرية 2/450 ، والبحر المحيط 2/426 ، والكشاف 1/423 ، والجمل 1/259 ).
6 ـ " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " التوبة ـ 79 . 
جعل مكي " الذين لا يجدون"  في موضع خفض عطف على "المؤمنين " ومنع عطفه على "المطوعين"؛  لأن " المطوعين" ـ بزعمه ـ لم تتم صلته بعطف " يسخرون" على " يلمزون" !.(المشكل 1/368 ) .
أولاً : "يلمزون" قبل " المطوعين" !
ثانياً : توجيه العطف على " المؤمنين " غير صحيح ؛ لأن تقدم الكلام على قوله :  يلمزون من تطوع من المؤمنين ومن الذين لا يجدون إلا جهدهم ، فيكون الذين لا يجدون إلا جهدهم غير مؤمنين؛ لأن المعطوف يلزمه أن يكون غير المعطوف عليه ... .
والصواب عطف " الذين لا يجدون" على "المطوعين " ، والتقدير : يلمزون الأغنياء المطوعين ، ويلمزون ذوي الأموال الحقيرة ، الذين لا يجدون إلا جهدهم .
إن هذا التوجيه الصحيحَ ذكره ابنُ الشجري ، وأبو حيان ، والشيخ سليمان الجمل .
7 ـ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " البقرة ـ 168 .
وجه مكي " حلالاً " نعتاً لمفعول محذوف؛ أي كلوا شيئاً حلالاً طيباً من المأكول الذي في الأرض ... ( المشكل 1/80 ) .
إنّ '' حلالاً " ليس صفة خاصة بالمأكول ، بل يوصف به المأكول وغيره ، وإذا كانت الصفة هكذا لم يجز حذف الموصوف وإقامتها مُقامه.
والصواب أنّ " حلالاً" في موضع نصب على الحال من " ما" وهي بمعنى الذي ، ويجوز أن  يكون مفعولاً ب"كلوا".
(انظر الجمل 1/135 ، والبحر 1/478 ، والعكبري 1/43 ) .
8 ـ " وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ" النساء ـ 12 .
نصب "كلالة" على التمييز ـ عند مكي . ( المشكل 1/183) .
"والصواب في الآية أن " كلالة" بتقدير مضاف ؛ أي ذا كلالة ، وهو إما حال من ضمير "يورِث" فكان ناقصة ، ويورث خبر، أو تامة فيورث صفة ، وإما خبر ف"يورث" صفة ، ومن فسّر كلالة بالميت الذي لم يترك ولداً ولا والداً فهي أيضاً حال أو خبر ، ولكن لا يحتاج إلى تقدير مضاف ، ومن فسرها بالقرابة فهي مفعول لأجله " . (مغني اللبيب ص 686 ) . و(انظر البحر 3/189 ، الجمل 1/364 ) .
9 ـ " وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ " البقرة ـ 101.
موضع جملة "كأنهم لا يعلمون" موضع رفع نعت لـ "فريق". (المشكل 1/64) .
 الراجح أن تكون هذه الجمل في محل نصب على الحال ، وصاحبها "فريق" وإن كانت نكرة لتخصيصة بالوصف، والعامل فيها "نبذ" ، والتقدير : مشبهين بالجهال .
وأما قول مكي : موضع الجملة صفة لـ"فريق" ، فيلزمه الفصل بين الصفة والموصوف .
(انظر الجمل 1/85 ، والعكبري 1/32 ، وحاشية مشكل الإعراب 1/64 ) .
10 ـ "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" الأنعام ـ123 . 
أعرب مكي " مجرميها" في موضع نصب لـ "جعلنا"، مفعولاً أول ، و"أكابر" مفعولاًثانياً مقدماً . (المشكل 1/287 ) .
والصحيح أن يكون" أكابر مجرميها" : المفعول الأول ، و" في كل قرية" : المفعول الثاني ،وجعل بمعنى صير.(البحر4/214 ، الجمل 2/86) .
فإنه يترتب على إعراب مكي "أكابر" مفعولاً ثانياً أن أفعل التفضيل المجرد عن أل والإضافة جمع وهو يلزم الإفراد . ( انظر المقتضب 1/168 ) .
11 ـ "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " الأعراف ـ 43 .
أعرب مكي"أورثتموها" في موضع نصب على الحال من" تلكم" ( المشكل 1/316 ) .
والصواب أن جملة" أورثتموها" خبر عن "تلكم" ، أوحال من الجنة ، والعامل معنى الإشارة .( الجمل 2/143، والبحر4/299 ، والعكبري1/159 ) .
وسبب عدم جواز جملة '' أورثتموها" أن تكون حالاً من " تلك " أمران :
أحدهما : أنه فصل بينهما بالخبر ، والآخر : أن "تلك" مبتدأ ، والابتداء لا يعمل في الحال .(العكبَري 1/159 ) .

13 - أبريل - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالُها " ؟    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

سأل رجل إياساً عن النبيذ، فقال:" هوحرام"، فقال الرجل : " أخبرني عن الماء؟   فقال : "حلال"،قال: " فالمكسور؟ ، قال : " حلال " ، قال : " فالتمر؟ قال : "حلال" ، قال : " فما باله إذا اجتمع يحرم ؟، فقال إياس : " أرأيت لو رميتك بهذه الحفنة من التراب ، أتوجعك ؟ "  قال : " لا ! " , قال : " فهذه الحفنة من التبن؟ "، قال : " لا توجعني ! قال :" فهذه الغرفة من الماء ؟"، قال:" لا توجعني شيئاً ! "،قال : " أفرأيت إن خلطت هذا بهذا وهذا بهذا حتى صار طيناً ثم تركته حتى استحجر ثم رميتك به أيوجعك ؟ ، قال:" إيْ والله وتقتلني!"قال: "فكذلك تلك الأشياء إذا اجتمعت ".
من كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير (9/336).
" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" {محمد47/24}
" تفريع على قوله:فأصمهم وأعمى أبصارهم }[محمد: 23]، أي هلا تدبروا القرآن عوض شغل بالهم في مجلسك بتتبع أحوال المؤمنين،أو تفريع على قوله:{ فأصمّهم وأعمى أبصارهم}. والمعنى: أن الله خلقهم بعقول غير منفعلة بمعاني الخير والصلاح فلا يتدبرون القرآن مع فهمه أو لا يفهمونه عند تلقيه وكلا الأمرين عجيب.
والاستفهام تعجيب من سوء علمهم بالقرآن ومن إعراضهم عن سماعه. وحرف { أم } للإضراب الانتقالي. والمعنى: بل على قلوبهم أقفال وهذا الذي سلكه جمهور المفسرين وهو الجاري على كلام سيبويه في قوله تعالى:
أفلا تبصرون أمْ أنا خير من هذا الذي هو مهين }
في سورة الزخرف (51، 52)، خلافاً لما يوهمه أو توهمه ابن هشام في مغني اللبيب.
والتدبر: التفهم في دُبر الأمر، أي ما يخفى منه وهو مشتق من دبر الشيء، أي خلفه.
والأقفال: جمع قُفْل، وهو استعارة مكنية إذ شبهت القلوب، أي العقول في عدم إدراكها المعاني بالأبواب أو الصناديق المغلقة، والأقفال تخييل كالأظفار للمنية في قول أبي ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
   
ألفيت كل تميمة لا تنفع
وتنكير { قلوب } للتنويع أو التبعيض، أي على نوع من القلوب أقفال. والمعنى: بل بعض القلوب عليها أقفال. وهذا من التعريض بأن قلوبهم من هذا النوع لأن إثبات هذا النوع من القلوب في أثناء التعجيب من عدم تدبر هؤلاء القرآن يدل بدلالة الالتزام أن قلوب هؤلاء من هذا النوع من القلوب ذواتِ الأقفال. فكون قلوبهم من هذا النوع مستفاد من الإضراب الانتقالي في حكاية أحوالهم. ويدنو من هذا قولُ لبيد:
تَرَّاك أمكنة إذا لم أرضها
   
أو يَعتلقْ بعضَ النفوس حِمامها
يريد نفسه لأنه وقع بعد قوله: تَرَّاك أمكنة البيت، أي أنا تراك أمكنة.
وإضافة (أقفال) إلى ضمير { قلوب } نظم بديع أشار إلى اختصاص الأقفال بتلك القلوب، أي ملازمتها لها فدلّ على أنها قاسية. " ( ابن عاشور).
" أي: أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون كتاب الله وما فيه من الحجج، فيعلموا خطأ ما هم عليه مقيمون من النفاق بل على قلوبهم أقفال أقفلها الله عليهم، فهم لا يعقلون ما يتلى عليهم.
قال خالد بن معدان: ما من آدمي إلا وله أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه وما يصلحه من معيشته، وعينان في قلبه لدينه وما وعد الله عز وجل من الغيب فإذا أراد الله بعبد خيراً أبصرت عيناه اللتان في قلبه، وإذا أراد الله به غير ذلك طمس عليهما،فذلك قوله له: { أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ }.
وروى هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا يوماً: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } فقال شاب من أهل اليمن: بل عليها أقفالها حتى يكون الله يفتحها ويفرجها، فما زال الشاب في نفس عمر حتى ولي فاستعان به." ( مكي القيسي).
 

14 - أبريل - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
سلام إليك يادمشق    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

 
                            تحية إلى دمشق وأهل الشام
 
د/ عائض القرني
قبل مدة زرتُ دمشق فسطرتُ فيها هذه الرسالة:
* «سَلامٌ من صِبَا بَردى أرقُّ - ودَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمِشقُ
* ومعذرة اليَرَاعة والقَوافِي - جَلال الرزء عن وَصفٍ يَدقُ
* دخَــــلتُكِ والأصِيلُ له ائـــــــتِلاقٌ - ووجهك ضاحك القسمات طلقُ»..
السلامُ عليك يا أرض شيخ الإسلام، ورحمة الملك العلام، أيها الحضور الكرام، في دمشق الشام.
يا دمشق ماذا تكتب الأقلام، وكيف يرتب الكلام، وماذا نقول في البداية والختام؟
في دمشق الذكريات العلمية، والوقفات الإسلامية، والمآثر الأموية. وفيها يرقد ابن تيمية، وابن قيم الجوزية. وفي دمشق حلقات الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية.
يحق لحسان أن ينوح على تلك الأوطان، ويسكب عليها الأشجان:
* «لله در عــصـابة نــادمتهم - يوما يحلق في الزمان الأولِ
* أبناء جفنة حول قبر أبيهم - قبر ابن مارية الكريم المفضلِ»..
تذكرك دمشق بمعاوية بن أبي سفيان، وعبد الملك بن مروان، وبني غسان، والشعر والبيان، والمجالس الحسان. دمشق سماء زرقاء، وروضة خضراء، وقصيدة عصماء، وظل وماء، وعلو وسناء، وهمة شماء. ما أبقى لنا الشوق بقية، لما سمعنا تلك القصيدة الشوقية، في الروابي الدمشقية:
* «قمر دمشقي يسافر في دمي - وسنابلٌ وخمائلٌ وقبابُ
* الحبُّ يبدأ من دمشق فأهله - عشقوا الجمال وذوّبوه وذابوا
* والماء يبدأ من دمشق فأينما - أسْنَدتَ رأسك جدولٌ ينسابُ
* ودمشق تهدي للعروبة لونها - وببابها تتشكلّ الأحزابُ»..
في دمشق أكباد تخفق، وأوراق تصفق، ونهر يتدفق، ودمع يترقرق، وزهر يتشقق.
دخلنا دمشق فاتحين، وصعدنا رباها مسبحين. فدمشق في ضمائرنا كل حين. وهي غنية عن مدح المادحين. ولا يضرها قدح القادحين.
آه يا دمشق كم في ثراك من عابد، كم في جوفك من زاهد، كم في بطنك من مجاهد، كم في حشاك من ساجد. أنت يا دمشق سفر خلود، وبيت جود، منك تهب الجنود، وتحمل البنود. يصنع على ثراك الأحرار، ويسحق على ترابك الاستعمار، ويحبك يا دمشق الأخيار. فأنت نعم الدار. تقطع إليك من القلوب التذاكر، من زارك عاد وهو شاكر، ولأيامك ذاكر، يكفيك تاريخ ابن عساكر، صانك الله من كل كافر..
* «ألقيت فوق ثراك الطاهر الهدبا - فيا دمشق لماذا نكثر العتبا؟
* دمشق يا كنز أحلامي ومروحتي - أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
* أدمت سياط حزيران ظهورهم - فأدمنوها وباسوا كف من ضربا
* وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا - متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟»..
في دمشق روضة العلماء، وزهد الأولياء، وسحر الشعراء، وحكمة أبي الدرداء، وجفان الكرماء.
في دمشق عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد، والملك الزاهد، والولي العابد، يطارد الظلم والظالمين، ويحارب الإثم والآثمين، فيذكر الناس بالخلفاء الراشدين، ويعيد للإسلام جماله في عيون الناظرين.
في دمشق براعة ابن كثير، وعبقرية ابن الأثير، وتحقيق النووي، وفطنة ابن عبد القوي..
* «لولا دمشق لما كانت بلنسيةُ - ولا زهت ببني العباس بغدانُ
* أتى يصفق يلقانا بها بردى - كما تلقاك دون الخلد رضوانُ»..
يكفيك أيها الشام السعيد، أن فيك القائد الفريد، والبطل السديد، خالد بن الوليد. سيف الله الهمام، كاسر كل حسام، أغمد في الشام، السلام عليك يا أبا سليمان، يا قائد كتيبة الإيمان، ويا رمز كتيبة الرحمن..
* «يا ابن الوليد ألا سيف تناولنا - فإن أسيافنا قد أصبحت خشبا
* لا تخبروه رجاءً عن هزائمنا - فيمتلئ قبرُه من قومه غضبا»..
صحّح الألباني، المحدث الرباني، أحاديث في فضل تلك المغاني.
وأول أبيات في الأغاني، لأبي الفرج الأصبهاني. في وصف دمشق وتلك المباني.
حيث يقول الشاعر:
* «القصر والبئر والجماء بينهما - أشهى إلى النفس من أبواب جيرونِ»..
وقد نسي ابن كثير نفسه، وملأ بالمدح طرسه، لما تحدث عن دمشق، فقلمه بالثناء سبق، وبالإطراء دفق، وحار الحكماء في وصف دمشق وطيب هوائها، وعذوبة مائها، واعتدال أجوائها، وذكاء علمائها، وبلاغة خطبائها، وتقدم شعرائها، وعدل أمرائها، وجمال نسائها، حتى إن بعض العلماء ذكر أن دمشق أم البلدان، وأنها في الدنيا جنة الجنان..
* «دمشق الشام كل حديث ركبٍ - يقصّر عنك يا نون العيونِ
* كأنك جنة عرضت بدنيا - أثار على هوى قلبي شجوني»..
دخل دمشق الصحابة، كأنهم وبل سحابة، أو أسد غابة. فلقيتهم بالأحضان، وفرشت لهم الأجفان، فعاشوا على روابيها كالتيجان. في دمشق فنون وشجون، وعيون ومتون، وسهول وحزون، وتين وزيتون. دمشق جديدة كل يوم، وهي حسناء في أعين القوم، وقد بكى من فراقها ملك الروم. إذا دخلت دمشق تتمايل أمامك السنابل، وتتراقص في ناظريك الخمائل. وتصفق لقدومك الجداول، وترحب بطلعتك القبائل. دمشق أعيادها يومية، وأعلامها أموية، وأطيافها سماوية، وبسيوف أهلها محمية.
دمشق في الحسن مفرطة، وبجواهر الجمال مقرطة، وفي الطقس متوسطة..
* «فارقتها وطيور القاع تتبعني - بكل لحن من الفصحى تغنيني
*كأنما الطير يهوى حسن طلعته - بانت دمشق فيا أيامنا بيني»..
الجمال دمشقي: لأنه لا بد له من روضة فيحاء، وخميلة غناء، وحبة خضراء، وظل وماء.
والحب دمشقي: لأنه لا بد له من أشواق مسعفة، وأحاسيس مرهفة، وألمعية ومعرفة.
كتب ابن عساكر في دمشق تاريخ الرجال، وسطر المزي في دمشق تهذيب الكمال، وألف الذهبي في دمشق ميزان الاعتدال، واحتسب ابن تيمية في دمشق الرد على أهل الضلال، وأرسل لنا المتنبئ من الشام تلك القصائد الطوال، وذاك السحر الحلال..
* «قالوا تريد الشام قلت الشام في - قلبي بنت في داخلي أعلاما
* هي جنة الدنيا فإن أحببتها - فالحسن محبوب وقلبي هاما»..
في دمشق رسائل الياسمين، ودفاتر اليقطين، ومؤلفات النسرين، للحمام بها رنين، وللعندليب بها حنين، كأنها تقول: «ادخلوها بسلام آمنين».
ليس لدمشق الشام، دين غير الإسلام. فطرت دمشق على الإيمان، ولذلك طردت الرومان، ورحبت بحملة القرآن. ليس بقيصر الروم في دمشق قرار، ولذلك ولى الأدبار، ولاذ بالفرار، لأن الدار دار المختار، والمهاجرين والأنصار..
* «من مخبر القوم شطت دارهم ونأت - أني رجعت إلى أهلي وأوطاني
* بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا - بالرقمتين وبالفسطاط جيراني»..
في الشام يرقد سيف الدولة الملك الهمام، وابن نباتة خطيب الأنام، وابن قدامة تاج الأعلام، وأبو فراس الحمداني الشاعر المقدام. وفي دمشق سكن الزهري المحدث الشهير، والأوزاعي العالم النحرير، والبرزالي المؤرخ الكبير، والسبكي القاضي الخطير.
أتانا من دمشق كتاب «رياض الصالحين»، وكتاب «روضة المحبين»، و«نزهة المشتاقين»، وكتاب «عمدة الطالبين»، وكتاب «مدارج السالكين»، وكتاب «أعلام الموقعين».
فسلام على دمشق في الآخرين.

16 - أبريل - 2010
قصيدة:(وداعًا أبا زايد)
لمّا ينته الموضوع !!!    ( من قبل 15 أعضاء )    قيّم

1-     أ.د/ إحسان عباس قال بالحرف: " وذلك هو محمد بن جلال الدين المكرم الذي شهر
 باسم" ابن منظور" ". عمي في أواخر عمره، ومن شعره: ( نكت العميان للصفدي،ص116،115):
محمد بن مكرّم: بتشديد الراء ابن علي بن أحمد الأنصاري الرويفعي الإفريقي ثم المصري. القاضي جمال الدين أبو الفضل. من ولد رويفع بن ثابت الصحابي. سمع بن يوسف بن المخيلي، وعبد الرحمن بن الطفيل، ومرتضى بن حاتم، وابن المقير، وطائفة. وتفرد وعمر وكبروا وأكثروا عنه. وكان فاضلاً وعنده تشيع. بلا رفض. خدم في ديوان الإنشاء بمصر. ثم ولى نظر طرابلس. وكتب عنه الشيخ شمس الدين الذهبي. أخبرني العلامة اثير الدين أبو حيان رحمه الله قال: ولد المذكور يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وست مئة. وتوفي رحمه الله تعالى سنة إحدى عشرة وسبع مئة. قال وأنشدني لنفسه من نظمه سنة إحدى وثمانين وست مئة:
ضع كتابي إذا أتاك إلى الأ ... رض وقلبه في يديك لماما
فعلى ختمه وفي جانبيه ... قبل قد وضعتهن نؤاما
كأن قصدي بها مباشرة الأر ... ض وكفيك بالتثامي إذا ما

ومن شعر جمال الدين بن مكرّم:
بالله إن جزت بوادي الأراك ... وقبلت عيدانه الخضر فاك
ابعث إلى المملوك من بعضه ... فإنني والله مالي سواك
قلت: هو والد القاضي قطب الدين بن المكرم، كاتب الإنشاء الشريف بمصر، الصائم الدهر، المجاور بمكة زماناً. أخبرني قطب الدين المذكور بقلعة الجبل في ديوان الإنشاء أن والده ترك بخطه خمس مئة مجلد. قلت: وما أعرف في كتب الأدب شيئاً إلا وقد اختصره. من ذلك: كتاب الأغاني الكبير، رتبه على الحروف مختصراً. وزهر الآداب للحصري. واليتيمة. والذخيرة. ونشوان المحاضرة. واختصر تاريخ ابن عساكر. وتاريخ الخطيب. وذيل ابن النجار عليه. وجمع بين صحاح الجوهري، وبين المحكم لابن سيده، وبين الأزهري، في سبع وعشرين مجلدة. ورأيت أنا أولها بالقاهرة، وقد كتب عليه أهل ذلك العصر يقرظونه ويصفونه بالحسن: كالشيخ بهاء الدين بن النحاس، وشهاب الدين محمود، ومحيي الدين بن عبد الظاهر، وغيرهم. واختصر صفوة الصفوة . ومفردات ابن البيطار. وكتاب التيفاشي. فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولى الألباب، اختصره في عشر مجلدات، وسماه سرور النفس. ورأيت كتاب الصحاح للجوهري، في مجلدة واحدة بخطه، في غاية الحسن. ولم يزل يكتب لي أن أضر وعمي في آخر عمره. رحمه الله تعالى
2-     منظور هو جده السابع:  " حياة ابن منظور
هو محمد بن مكرم بن علي بن أحمد الأنصاري محمد بن جلال الدين مكرم بن نجيب الدين أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن حبقة بن محمد بن منظور من بني مالك .
اشتهر بنسبته إلى جده السابع منظور إذ يقف عند أكثر من ترجم له
ثم يرفع بنسبته إلى جده الأعلى رويفع ...
وقد عبر ابن منظور عن نفسه في كتابه (اللسان )عن ذلك بقوله :
( رويفع بن ثابت هذا جدنا الأعلى من الأنصار .كما رأيته بخط جدي نجيب الدين والد المكرم) .يكنى ابن منظور بأبي الفضل ويلقب بجمال الدين"[ كذا في كناشتي من غير إشارة إلى مصدر، وسأتعقبه بإذن الله تعالى...].
 
                                                 من نوادر العميان
قال بعضهم لبشار بن برد: ما أذهب الله كريمتي مؤمن إلا عوضه الله خيراً منهما. فبم عوضك؟ قال: بعدم رؤية الثقلاء مثلك.
وقال بعضهم: يقال إن أهل هيت يكون أكثرهم عوراً. فرأيت رجلاً منهم صحيح العينين. فقلت له: إن هذا لغريب! فقال يا سيدي إن لي أخاً أعمى قد أخذ نصيبه ونصيبي.
يقال: إن رجلاً أعمى تزوج امرأة قبيحة: فقالت له: رزقت أحسن الناس وأنت لا تدري. فقال لها: يا بظراء! أين كان البصراء عنك قبلي؟ قال بعضهم: نزلت في بعض القرى وخرجت في الليل لحاجة فإذا أنا بأعمى على عاتقه جرة ومعه سراج. فقلت له: يا هذا؟ أنت والليل والنهار عندك سواء! فما معنى السراج؟ فقال: يا فضولي! حملته معي لأعمى البصيرة مثلك، يستضيء به. فلا يعثر بي فأقع أنا وتنكسر الجرة.
قيل إن الأعمش كان يقوده النخعي، وهو أعور. فيصيح بهما الصبيان: عين بين اثنين. فكان النخعي إذا انتهى إلى مجامعهم خلى عنه: فقال له الأعمش: ما عليك؟ يأثمون وتؤجر. فقال النخعي أن يسلموا ونسلم.
قالت لأبي العيناء قينة يوماً: يا أعمى! فقال لها: ما استعين على وجهك بشيء أصلح من العمى.
وسمع محمد بن مكرم رجلاً يقول: من ذهب بصره، قلت حيلته. فقال له: ما أغفلك عن أبي العيناء؟
 
 

17 - أبريل - 2010
ابن منظور أديبًا
التعريف بابن منظور ، رحمات الله الرحيم عليه...    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

ابن منظور

 
 
نسبه وموطنه:
هو محمد بن مكرّم بن على بن أحمد، الأنصاري الرويفعى الأفريقي المصري، القاضي جمال الدين أبو الفضل، المعروف بابن منظور، الأديب الإمام اللغوي الحجة.
يُعدّ من أحفاد الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري، عامل معاوية على طرابلس الغرب، وقد ولد بمصر - على الأرجح - يوم الاثنين، الثاني والعشرين من المحرم، سنة ثلاثين وست مئة من الهجرة.
وهو والد القاضي قطب الدين بن المكرم، كاتب الإنشاء الشريف بمصر، الصائم الدهر، المجاور بمكة زماناً.
صفاته وأعماله:
كان ابن منظور - رحمه الله - صدرا رئيسا فاضلا في الأدب، عالما في الفقه واللغة، عارفا بالنحو والتاريخ والكتابة، وكان مليح الإنشاء له نظم ونثر، وقد تفرد بالعوالي، وكان فيه شائبة تشيع بلا رفض، وقد عمي في آخر عمره.
وقد أهلته صفاته السابقة لأن يعمل فترة طويلة في ديوان الإنشاء بالقاهرة، ثم يتولى بعد ذلك منصب القضاء في طرابلس.
ومما أُثر عنه من نظمه قوله:
الناس قد أثموا فينا بظنهم... وصدقوا بالذي أدري وتدرينا
ماذا يضرك في تصديق قولهم... بأن نحقق ما فينا يظنونا
حملي وحملك ذنباً واحداً ثقة... بالعفو أجمل من إثم الورى فينا
وقال أيضا:
توهم فينا الناس أمراً وصممت... على ذاك منهم أنفس وقلوب
وظنوا وبعض الظن إثم وكلهم... لأقواله فينا عليه ذنوب
تعالي نحقق ظنهم لنريحهم... من الإثم فينا مرة ونتوب
شيوخه وتلاميذه:
سمع ابن منظور من ابن يوسف بن المخيلي، وعبد الرحمن بن الطفيل، ومرتضى بن حاتم، وابن المقير وطائفة، وتفرد وعمر وكبروا وأكثروا عنه، وروى عنه السبكي والذهبي، وقد حدث بمصر ودمشق.
مؤلفاته:
غلب على ابن منظور في تواليفه عمل اختصارات للكتب السابقة عليه، وفي هذا يقول ابن حجر: "وكان - ابن منظور - مغرى باختصار كتب الأدب المطولة... وكان لا يمل من ذلك"، وقال الصفدي أيضاً: "ولا أعرف في كتب الأدب شيئا إلا وقد اختصره".
وفي جملة مصنفاته قال الصفدي: "وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمس مئة مجلدة، قال: ولم يزل يكتب إلى أن أضر وعمي في آخر عمره رحمه الله تعالى".
ومن أهم مصنفاته تلك ما يلي:
مختار الأغاني الكبير، ويقع في اثنى عشر جزءا، وقد رتبه على الحروف مختصراً، ومختصر زهر الآداب للحصري، ومختصر يتيمة الدهر للثعالبي، ولطائف الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، اختصر به ذخيرة ابن بسام، ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر في ثلاثين مجلدا، ومختصر تاريخ بغداد للسمعاني، ومختصر كتاب الحيوان للجاحظ، ومختصر أخبار المذاكرة ونشوار المحاضرة للتنوخي، وله نثار الأزهار في الليل والنهار في الأدب، وأخبار أبى نواس، وقد جمع بين صحاح الجوهري وبين المحكم لابن سيده وبين الأزهري في سبع وعشرين مجلدة، وعن هذا قال الصفدي: "ورأيت أنا أولها بالقاهرة، وقد كتب عليه أهل ذلك العصر يقرظونه ويصفونه بالحسن، كالشيخ بهاء الدين بن النحاس، وشهاب الدين محمود، ومحيي الدين بن عبد الظاهر، وغيرهم".
واختصر أيضا صفوة الصفوة، ومفردات ابن البيطار، وكتاب التيفاشي فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولى الألباب، اختصره في عشر مجلدات وسماه: "سرور النفس"، وله أيضا تهذيب الخواص من درة الغواص للحريري، وغيرها.
إلا إنه كان من أهم شهر أعماله وأكبرها، والذي طيّر اسمه في الآفاق هو كتابه "لسان العرب"، ذلك الذي جمع فيه أمات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعا، ولأهميته ومكانته سنعرج عليه بشيء من التفصيل.
لسان العرب.. أشمل معاجم العربية:
يُعد "لسان العرب" لابن منظور من أشهر المعاجم العربية وأطولها، كما يُعد أشمل معاجم العربية للألفاظ ومعانيها، وأتم المؤلفات التي صنفت في اللغة بصفة عامة، ومرجع العلماء والعمدة المعول عليه بين أهل هذا اللسان.
وقد جمع ابن منظور في معجمه الخالد هذا بين أمهات المعجمات العربية الخمسة السابقة عليه، فجمع بين "تهذيب اللغة" للأزهري، و "المحكم" لابن سيده، و "الصحاح" للجوهري، و "حاشية الصحاح" لابن بري، و "النهاية في غريب الحديث" لعز الدين بن الأثير، ولم يذكر "جمهرة اللغة" لابن دريد، مع أنه رجع إليها كثيرا.
وفي منهجه في معجمه هذا فقد نهج ابن منظور نهج الجوهري في الصحاح، وذلك باعتماد الترتيب الهجائي للحروف، بانيا أبوابه على الحرف الأخير من الكلمة، وأول أبوابه ما ينتهي بالهمزة، وقد صرح في مقدمته بقوله: "ولا أدعي فيه دعوى، فأقول: شافهت أو سمعت، أو فعلت أو صنعت، أو شددت الرحال، أو رحلت، أو نقلت عن العرب العرباء، أو حملت، فكل هذه الدعاوى لم يترك فيها الأزهري وابن سيده لقائل مقالاً، ولم يخليا لأحد فيها مجالاً، فإنهما عيّنا في كتابهما عمن رويا، وبرهنا عما حويا، ونشرا في خطبهما ما طويا، ولعمري لقد جمعا فأوعيا، وأتيا بالمقاصد ووفيا... وليس في هذا الكتاب فضيلة أمت بها، ولا وسيلة أتمسك بسببها، سوى أني جمعت فيه ما تفرق في هذه الكتب... وأديت الأمانة في نقل الأصول بالفص، وما تصرفت بكلام غير ما فيها من النص، فليعتد من ينقل عن كتابي أنه ينقل عن هذه الأصول الخمسة.
هذا وقد بلغ عدد المواد اللغوية التي ضمنها لسان العرب ثمانين ألف مادة، و هو ضعف ما في الصحيح، وأكثر بحوالي عشرين ألف مادة من المعجم الذي جاء بعده، وهو القاموس المحيط للفيروزآبادي.
وقد صدّر ابن منظور "اللسان" بمقدمة غير قصيرة، افتتحها بالتحميد والتهليل، ثم أخذ في ذكر شرف اللغة العربية وارتباطها بالقرآن الكريم، ثم عرّج بعد ذلك على نقد التهذيب والمحكم والصحاح، ثم ذكر السبب الدافع إلى تأليف معجمه، والذي يتمثل في أنه وجد أن الذين سبقوه إما أحسنوا الجمع وأساءوا الوضع والترتيب، وإما أحسنوا الوضع ولكنهم أساءوا الجمع، وقد عنى بذلك أنه أراد الجمع بين صفتي الاستقصاء والترتيب.
ووضع ابن منظور بين المقدمة والمعجم بابين: الأول في تفسير الحروف المقطعة في أول سور القرآن الكريم، والثاني في ألقاب حروف المعجم وطبائعها وخواصّها، ثم إنه رتب معجمه على نظام الأبواب والفصول، حيث يعالج كل باب حرفًا من حروف الهجاء، وفقًا لآخر جذر الكلمة، ثم يورد في كل باب فصلاً لكل حرف وفقًا لأوائل جذور الكلمات، وهي نفسها الطريقة التي عليها - كما ذكرت - معجم الجوهري "الصحاح"، وقد فرغ منه سنة تسع وثمانين وستمائة من الهجرة.
وإن "لسان العرب" ليُعد بعد ذلك معجما موسوعيا يتسم بغزارة المادة، حيث يستشهد فيه مؤلفه بكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأبيات الشعر، وقد بلغ الشعر الذي استشهد به ابن منظور قرابة اثنين وثلاثين ألف بيت، موزعة بين عصور الرواية الشعرية من جاهلي ومخضرم وإسلامي وأموي وعباسي، وذلك إضافة إلى روايته لآلاف من آراء اللغويين والنحويين وغير ذلك من الأخبار والآثار، مما يعكس كثيرا من مظاهر حياة اللغة العربية وحياة المجتمع العربي، على نحو يجعله مفيدا لا في المجال المعجمي فقط، بل وفي مجالات علمية أخرى كثيرة.
وقد طبع الكتاب بالطابعة الأميرية ببولاق (القاهرة) في عشرين جزءا كبيرا ينيف كل منها على ثلاثمائة صفحة، حظيت بإعجاب العلماء، وقد استدرك عليها العلامة أحمد تيمور بعض الأخطاء المطبعية التى نشرها في جزء صغير باسم: "تصحيح لسان العرب"، كما استدرك عليها الأستاذ عبد السلام هارون أخطاء أخر نشرها في مجلة مجتمع اللغة العربية (المصري).
وقد قامت دائرة المعارف (بالقاهرة) بإعادة ترتيب مواد الكتاب تبعًا لأوائل الجذور لا أواخرها، وهو الأسلوب المتّبع في معظم معاجم اللغة العربية الحديثة، وذلك بخلاف ترتيبه الأصلي الذي كان يلتزم طريقة "الصحاح" بالترتيب وفق الحرف الأخير فالأول فالثاني... الخ، وقد قام بتحقيقه ثلاثة من الباحثين هم: محمد أحمد حسب الله، وعبد الله على الكبير، وهاشم محمد الشاذلي، وخرج الكتاب في ستة أجزاء من القطع الكبير المطبوع بحرف صغير، أعقبته ثلاثة أجزاء هي الفهارس الفنية للكتاب.
وفاته:
بعد حياة علمية حافلة، وبعد أن تولى نظر القضاء في طرابلس، عاد ابن منظور أدراجه إلى مصر، وفيها توفاه الله في شعبان سنة إحدى عشرة وسبعائة من الهجرة، عن اثنتين وثمانين سنة، وكان ذلك قبل ولادة صاحب "القاموس المحيط" الذي أتى بعده بثماني عشرة سنة.
ــــــــــــــــــــ
مراجع البحث:
- الباباني: هدية العارفين.
- عمر كحالة: معجم المؤلفين.
- الكتبي: فوات الوفيات.
- الصفدي: نكث الهميان في نكت العميان.
- ابن حجر: الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة.
-ابن العماد: شذرات الذهب.
- إدوارد فنديك: اكتفاء القنوع بما هو مطبوع.
- القنوجي: أبجد العلوم.
- يوسف إليان سركيس: معجم المطبوعات.
- الزركلي: الأعلام.
- موقع: المركز العلمي
( منقول عن د/ رغب السرجاني)

17 - أبريل - 2010
ابن منظور أديبًا
هل عرّف بنفسه متبركاً بالرقم سبعة ؛ لأن( منظور) جده السابع؟    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

1.        لسان العرب
لابن منظور الإفريقي
مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ
قال ابن منظور عبد الله محمد بن المكرم بن أبي الحسن بن أحمد الأنصاري الخزرجي، عفا الله عنه بكرمه: الحمد لله رب العالمين،.......

18 - أبريل - 2010
ابن منظور أديبًا
 199  200  201  202  203