البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 196  197  198  199  200 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
مرضى السكري والعسل    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

موضوع الفتوى : قول الله تعالى يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس
رقم الفتوى : 92
تاريخ الإضافة : الاثنين 7 رمضان  1423 هـ الموافق 11 نوفمبر 2002 م
جهة الفتوى : من فتاوى سماحة الشيخ عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء.
مرجع الفتوى : [فتاوى سماحة الشيخ: عبد الله بن حميد، دار القاسم ص: 152].
  السؤال:
لدينا مريض بمرض السكر، ونعالجه عند الأطباء، ومنعه هؤلاء الدكاترة عن جميع (الحلا)، ومن ضمن هذا الحلا العسل، وهذا يخالف القرآن، حيث إن الله -سبحانه وتعالى- ذكر أن في العسل شفاءً، هل نأخذ بكلام الدكاترة أو نأخذ بكلام الله سبحانه وتعالى ؟! أفيدونا جزاكم الله خيراً.
  الجواب :
قول الله أبلغ وأصلح من قول الأطباء، قال الله تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ولا شك أن العسل شفاء ، ولكن في الغالب أن العسل لا يأتي صافيًا، بل يمزج ويخلط بما ليس منه، مما يجعله عسلا غير صاف، أما العسل الصافي، فلا شك أن قول الله أبلغ، وما جاء في القرآن أصح من قول الأطباء مهما كانت حالتهم، والله أعلم.

7 - أبريل - 2010
تفسير القرآن الكريم لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وهدية جميلة لكم أحبائي
فتوى بجواز بناء الجدار الفولاذي والرد عليها.    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

      نظرات شرعية في فتوى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر

      بتحليل بناء الجدار الفولاذي

يقول السائل:ما قولكم في فتوى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر في فتواه التي قالت بتحليل بناء الجدار الفولاذي، أفيدونا؟
الجواب: ذكر جماعة من العلماء أنه يشترط في المفتي أن يكون متيقظاً بصيراً بمكر الناس وخداعهم وأحوالهم، قال العلامة ابن عابدين:[ شرط بعضهم تيقظ المفتي، قال: وهذا شرط في زماننا، فلا بد أن يكون المفتي متيقظاً، يعلم حيل الناس ودسائسهم، فإن لبعضهم مهارة في الحيل والتزوير وقلب الكلام وتصوير الباطل في صورة الحق، فغفلة المفتي يلزم منها ضرر كبير في هذا الزمان] الموسوعة الفقهية الكويتية 32/30.  وقال العلامة ابن القيم تحت عنوان:[ على المفتي ألا يعين على المكر والخداع، يحرم عليه - أي على المفتي - إذا جاءته مسألة فيها تحيل على إسقاط واجب أو تحليل محرم أو مكر أو خداع أن يعين المستفتى فيها ويرشده إلى مطلوبه أو يفتيه بالظاهر الذي يتوصل به إلى مقصوده، بل ينبغي له أن يكون بصيراً بمكر الناس وخداعهم وأحوالهم ولا ينبغي له أن يحسن الظن بهم بل يكون حذراً فطناً فقيهاً بأحوال الناس وأمورهم يؤازره فقهه في الشرع، وإن لم يكن كذلك زاغ وأزاغ، وكم من مسألة ظاهرها ظاهرٌ جميل، وباطنها مكرٌ وخداعٌ وظلم! فالغر ينظر إلى ظاهرها ويقضى بجوازه، وذو البصيرة ينقد مقصدها وباطنها، فالأول يروج عليه زَغَل المسائل كما يروج على الجاهل بالنقد زَغَل الدارهم، والثاني يخرج زيفها كما يخرج الناقد زيف النقود، وكم من باطلٍ يخرجه الرجل بحسن لفظه وتنميقه وإبرازه في صورة حق، وكم من حقٍ يخرجه بتهجينه وسوء تعبيره في صورة باطل! ومن له أدنى فطنة وخبرة لا يخفى عليه ذلك، بل هذا أغلب أحوال الناس ولكثرته وشهرته يستغنى عن الأمثلة ...] إعلام الموقعين4/229. أقول هذا أفضل وصف ينطبق على فتوى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر بتحليل بناء الجدار الفولاذي، حيث فقد أعضاء المجمع الذين أفتوا بتحليل إنشاء الجدار شرط تيقظ المفتي، وإذا كان العلامة ابن عابدين الحنفي قد قال: وهذا شرط في زماننا، فلا بد أن يكون المفتي متيقظاً، يعلم حيل الناس ودسائسهم، فإن لبعضهم مهارة في الحيل والتزوير وقلب الكلام وتصوير الباطل في صورة الحق، فغفلة المفتي يلزم منها ضررٌ كبير في هذا الزمان، أقول إن كان شرط تيقظ المفتي شرطاً في زمان ابن عابدين، فهو أولى في زماننا، حتى لا يقع بعض المفتين قصيري النظر في مكر ودسائس الساسة، وينطلي عليهم ما يروج له الساسة من التزوير وقلب الكلام وتصوير الباطل في صورة الحق. هذا أولاً، أما ثانياً: فإني أذكر أعضاء المجمع الذين أفتوا بتحليل إنشاء الجدار ببعض البدهيات التي لا يجهلها مسلم عادي فضلاً أن يجهلها أعضاء المجمع الأزهري! أين أنتم من قول الله عز وجل:{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }سورة التوبة الآية 71، ومن قوله تعالى:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }سورة الحجرات الآية 10. ومن قوله تعالى:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}سورة الأنبياء الآية 92، ومن قوله تعالى:{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } سورة المؤمنون الآية 52، ومن قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَالمِينْ }سورة المائدة الآية51. وأين أنتم من قَولَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:( مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى ) رواه البخاري ومسلم، قال القاضي عياض:[فتشبيه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيلٌ صحيحٌ، وفيه تقريبٌ للفهم وإظهار للمعاني في الصور المرئية، وفيه تعظيم حقوق المسلمين، والحض على تعاونهم وملاطفة بعضهم بعضاً. وقال ابن أبي جمرة: شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف، فإذا أخلَّ المرءُ بشيءٍ من التكاليف شأن ذلك الإخلال بالأصل، وكذلك الجسد أصل الشجرة وأعضاؤه كالأغصان، فإذا اشتكى عضو من الأعضاء اشتكت الأعضاء كلها، كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحرك والاضطراب] فتح الباري 10/540.  ومن قوله صلى الله عليه وسلم: ( المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ ) رواه البخاري ومسلم ومن قوله صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم لا يرحـم ) رواه البخاري ومسلم ، ومن قوله صلى الله عليه وسلم قال:(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره … كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله) رواه البخاري. ومن قوله صلى الله عليه وسلم: (كم من جارٍ متعلقٍ بجاره يوم القيامة يقول يا رب هذا أغلق بابه دوني فَمنع معروفه) أخرجه البخاري في الأدب المفرد وحسنه العلامة الألباني في صحيح الأدب المفرد.  ثالثاً: ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا ضرر ولا ضرار ) رواه أحمد وابن ماجة والبيهقي والحاكم وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم ووافقه الذهبي وقال العلامة الألباني: صحيح  . إرواء الغليل 3/408 .وقد قرر فقهاء الإسلام قاعدة شرعية مأخوذة من الحديث النبوي السابق تقول: " لا ضرر ولا ضرار"، فمن حق الإنسان أن يتصرف فيما يملك، ولكن بشرط أن لا يلحق الضرر بغيره، وإذا طبقنا هذه القاعدة على واقع الجدار يعرف الجواب بأدنى تأمل.رابعاً: ألم تسمعوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:(عُذبت امرأةٌ في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ). رواه البخاري ومسلم. خامساً: ألم تسمعوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:(كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته) رواه البخاري ومسلم. وقد عدَّ العلماء ما ورد في هذا الحديث والذي قبله من كبائر الذنوب. انظر الكبائر للإمام الذهبي. سادساً: ألا تعلمون أيها المشايخ أن قطاع غزة كان تحت الحكم المصري منذ عام 1948م وحتى وقع تحت الاحتلال عام 1967م فدولتكم مسؤولة عن القطاع وسكانه شرعاً وقانوناً وعرفاً.  سابعاً:توافق صدور فتواكم مع قيام عدد كبير من المتضامنين الغربيين بالتظاهر وسط القاهرة مطالبين برفع الحصار عن قطاع غزة، وتزامن صدور فتواكم مع قيام مجموعة أخرى من الغربيين بتسيير قافلة شريان الحياة المحملة بمواد الإغاثة للذهاب إلى غزة ، فهؤلاء الغربيين قاموا بما تمليه عليهم انسانيتهم تجاه أهل غزة!! وأنتم تناسيتم ما يمليه عليه دينكم من وجوب الوقوف مع إخوانكم في الدين وما تمليه عليكم عقيدتكم، أما عرفتم ما تقرره عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه القضية، إن كل مسلم يفهم حقيقة هذا الدين فهماً صحيحاً، لا بد أن يقدم ما يستطيع لنصرة المسلمين المستضعفين الذين يتعرضون لأشرس الحروب وأقذرها، ومن لم يفعل فعليه أن يراجع نفسه، لأن منهج أهل السنة والجماعة يقضي أن يقف المسلم مع أخيه المسلم، وأن يكون عوناً له، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عند حديثه عن أصول أهل السنة والجماعة:[ ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة. ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً، ويحافظون على الجماعات. ويدينون بالنصيحة للأمة، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص؛ يشدُ بعضُه بعضاً وشبَّك بين أصابعه، وقوله صلى الله عليه وسلم:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). ويأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء] العقيدة الواسطية. وأما من يخذل المسلمين ويسهم في حصارهم ويمنع العون عنهم فإن الله عز وجل سيخذله، كما أخبر  رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من امرئٍ يخذل امرأ مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) رواه أحمد وأبو داود وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع حديث رقم 5690.
وخلاصة الأمر أن فتوى مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر بتحليل بناء الجدار الفولاذي، باطلة شرعاً، ولا تعتمد على أي مستند أو دليل شرعي، وهي باطلة أيضاً لأنها من باب التعاون على الإثم والعدوان، وتتناقض مع أبسط قواعد الدين الإسلامي، وتتنافى مع عقيدة المسلم بوجوب نصرة أخيه المسلم، وتتعارض مع أبسط القواعد الإنسانية في تقديم الطعام والشراب والدواء لمن يحتاجه، وتتعارض مع قواعد الرفق بالحيوان فضلاً عن الرفق بالإنسان. كما أن هذه الفتوى العرجاء تقر الظلم وتظاهر الكافرين ضد المسلمين. وهذه الفتوى نموذج واضح على تلبيس الحق بالباطل، وستكون هذه الفتوى وصمة عارٍ في جبين من صدرت عنه. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 (أ.د/ حسام الدين عفانة، جزاه الله خيراً).

7 - أبريل - 2010
هنا أرض الكنانة
إعراب ثلاث آيات فيهن آية الكرسي ( مشكل إعراب القرآن).    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

253 تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ

"الرسل" بدل من اسم الإشارة، وجملة "فضَّلنا" خبر "تلك" وجملة "منهم من كلَّم الله" مستأنفة. و "درجات" مفعول به ثانٍ على تضمين الفعل معنى بلّغ. "البينات" مفعول ثان. وجملة "ولو شاء الله" مستأنفة، والجار "من بعد ما جاءتهم البينات" متعلق بـ "اقتتل"، و "ما" مصدرية، والمصدر مضاف إليه، وجملة "ولكن اختلفوا" معطوفة على الجملة الشرطية قبلها، وجملة "فمنهم من آمن" معطوفة على جملة "اختلفوا".
"الذين" عطف بيان من "أي"، وجملة "أنفقوا" جواب النداء مستأنفة. الجارَّان "ممَّا رزقناكم من قبل" متعلقان بـ "أنفقوا"، وجاز تعلُّق الحرفين بعامل واحد لاختلاف معنييهما، فإنَّ "من" الأولى للتبعيض، والثانية لابتداء الغاية. والمصدر "أن يأتي" مضاف إليه، وجملة "لا بيع فيه" نعت لـ "يوم"، قوله "ولا خلة": "لا" زائدة لتأكيد النفي، "خلة" اسم معطوف. وجملة "والكافرون هم الظالمون" مستأنفة، و "هم" ضمير فصل لا محل له.
"لا": نافية للجنس تعمل عمل "إن"، و "إله" اسم مبني على الفتح والخبر مقدر تقديره مستحق للعبادة. و "إلا" للحصر، و "هو" بدل من الضمير المستتر في الخبر، و "الحيّ القيوم" خبران للجلالة. وكذلك جملة "لا تأخذه سنة"، وجملة "له ما في السماوات". قوله "من ذا الذي": "من" اسم استفهام مبتدأ، "ذا" اسم إشارة خبره، و "الذي" بدل. الجار "بإذنه" متعلق بحال من فاعل "يشفع"، جملة "وسع كرسيه" مستأنفة لا محل لها. وجملة "وهو العلي" معطوفة على جملة "لا يؤوده" لا محل لها.
جملة "قد تبيَّن الرشد" مستأنفة، الجار "من الغيّ" متعلق بـ "تبين" مضمنا معنى تميز. "لا انفصام لها": "لا": نافية للجنس تعمل عمل "إنَّ"، و "انفصام" اسمها مبني على الفتح، قوله "فمن": الفاء مستأنفة، "من" اسم شرط مبتدأ. وجملة "والله سميع عليم" مستأنفة، وهما خبران مرفوعان.

7 - أبريل - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
المغزى    ( من قبل 11 أعضاء )    قيّم

                                     الحمار ‏حمار
 
غابة فيها حمار ونمر وثعلب. النمر - كالعادة - كان جائعاً وكان معه الثعلب الذي لا يفارقه في حله وترحاله وكأنه رئيس وزرائه.
قال النمر : يا ثعلب هات لي طعاماً وإلا اضطررت لأكلك!!
قال الثعلب: تأكلني؟؟؟!!! لا لا، الحمار موجود سآتيك به حتى تأكله.
قال النمر : طيب اذهب ولا تتأخر.
ذهب الثعلب في زيارة مكوكية إلى الحمار وقال له: انتبه إن النمر يبحث عن ملك للغابة فاذهب معي حتى تتقرب منه فقد يتوجك ملكاً فتنصبني وزيراً لك.
قال الحمار: هل أنت متأكد يا ثعلب؟
قال الثعلب: نعم
فأخذ الحمار يفكر بالمنصب الذي ينتظره فرحاً بفرصة عمره  وأخذ يبني شكل وهيئة
مملكته وحاشيته من الأحلام الوردية التي حلقت به في فضاء آخر.
طبعاً وصل الحمار عند النمر، وقبل أن يتكلم قام النمر وضربه على رأسه فقطع أذنيه، ففر الحمار على الفور.
قال النمر: يا ثعلب هات لي الحمار وإلا أكلتك..
قال الثعلب : سأحضره لك ولكن أرجو أن تقضي عليه بسرعة.
قال النمر : أنا بانتظارك.
ذهب الثعلب إلى الحمار مرة ثانية وقال له:
صحيح أنك حمار ولا تفهم، كيف تترك مجلس النمر وتضيع على نفسك هذا المنصب، ألا تريد أن تصبح ملكاً؟!
قال الحمار : العب غيرها يا ثعلب، تضحك علي وتقول: إنه يريد أن ينصبني ملكاً وهو في الواقع يريد أن يأكلني.
قال الثعلب : يا حمار، هذا غير صحيح ،هو حقاً يريد أن ينصبك ملكاً ولكن تمهل ولا تستعجل!!
قال الحمار : إذن بماذا تفسر ضربته على رأسي، حتى طارت أذناي؟
قال الثعلب : أنت غشيم يا حمار، كيف ستتوج وكيف سيضع التاج على رأسك؟ كان يجب أن تطير أذناك حتى يركب التاج على رأسك يا حمار!!
قال الحمار : هه أع أع أع صدقت يا ثعلب، سأذهب معك إلى النمر الطيب الذي يبحث عن السلام!!
رجع الحمار برفقة الثعلب إلى مكانه مرة ثانية.
قال الحمار : أع أع أع يا نمر أنا آسف ، لقد أسأت الظن بك!!
قال النمر : بسيطة ما صار شي. ثم قام من مكانه واقترب من الحمار وضربه مرة ثانية على مؤخرته فقطع ذيله، ففر الحمار مرة أخرى.
قال الثعلب : أتعبتني يا نمر!!!
قال النمر 'متذمراً' : هات لي الحمار وإلا أكلتك!!
قال الثعلب: حاضر!
رجع الثعلب إلى الحمار وقال : ما مشكلتك يا حمار؟
قال الحمار: أنت كذاب وتضحك علي، فقدت أذنيّ ثم فقدت ذيلي، وأنت لا زلت تقول: يريد أن ينصبني ملكاً !، أنت نصاب يا ثعلب!!
قال الثعلب : يا حمار شغل عقلك، قل لي بالله عليك كيف تجلس على كرسي الملك وذيلك من تحتك؟
قال الحمار: لم أفكر في هذه ولم تخطر على بالي..!!
قال الثعلب : لهذا ارتأى النمر ضرورة قطعه.
قال الحمار : أنت صادق يا ثعلب، أرجوك خذني إليه؛ لأعتذر منه ، ونرتب الأمور.
أخذ الثعلب الحمار معه إلى النمر مرة ثالثة.
قال الحمار: أنا آسف يا نمر، ومستعد لكل الذي تطلبه مني.
قال النمر : لا تهتم هذه مجرد اختلافات في وجهات النظر.
ثم قام وانقض على الحمار وأطبق بفكيه على رقبته والحمار يصيح " دع رقبتي"!!!... أين أضع التاج..أين أضع التاج..أين أضع التاج؟؟؟!!!!' ولفظ بعدها الحمار أنفاسه الأخيرة.
قال النمر : يا ثعلب خذ اسلخ الحمار وأعطني المخ والرئة والكلى والكبد.
قال الثعلب : طيب.
أكل الثعلب المخ ورجع ومعه الرئة والكلى والكبد.
قال النمر : يا ثعلب أين المخ؟
قال الثعلب : لم أجد له مخاً يا صديقي!!
قال النمر : وكيف يكون ذلك؟ !!!
قال الثعلب : لو كان للحمار مخ ما كان ليرجع إليك بعد أن قطعت أذنيه وذيله.
قال النمر : صدقت يا ثعلب فأنت خير صديق.
الممثلون حسب الظهور:
 النمر : اليهود
الثعلب : أمريكا
الحمار: غني عن التعريف

8 - أبريل - 2010
نداء واستغاثة للجميع..
ليست بضاعتي ، إنما بضاعة الأستاذ الدكتور مكي...    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

من خلال

جاء في (المعجم الوسيط): «الخَلَلُ: مُنْفَرَجُ ما بين كل شيئين، والجمع خلال.»
وجاء في التنزيل العزيز: ]الله الذي يُرسِل الرياحَ فتُثيرُ سحاباً فيبسُطُه في السماء كيف يشاء ويجعلُه كِسَفاً فترى الوَدْقَ يخرجُ من خلاله[. الوَدْق: المَطَر.
وقال البحتري يصف طلوع الشمس:
حتى تَبَدَّى الفجرُ من جنباتِه         كالماءِ يلمعُ من خلال الطُّحْلُبِ
(الضمير في "جنباته" عائد لِلَّيل، و"الطحلب": الخضرة على وجه الماء الآسِن).
هذان نموذجان من استعمال (من خلال) على الحقيقة:
وفيما يلي أمثلة على استعمال (من خلال) على المجاز:
        ·       قال أمير البيان، الأمير شكيب أرسلان:
«وإنما ألْمحُ من خلال الكتابات التي يجود بها بعض أدباء الوقت مَنْزِعاً…»
        ·       وقال الأستاذ الدكتور عبد الكريم اليافي:
«نتابع نشر مستدركات الأب الكرملي على (محيط المحيط): إما مباشرةً، وإما من خلال نَقْد الكرملي لمعجم (البستان).» (مجلة التراث العربي، افتتاحية العدد 54)
        ·       وقال الأستاذ محمد المبارك في كُتيِّبه (عبقرية اللغة العربية، ص 31):
«وإن في دراسة العربية وتفهّمها تفهّماً عميقاً، كشفاً عن شخصيتنا وترسيخاً لعروبتنا، بل لإنسانيتنا، لأننا من خلال ألفاظها وقوالبها عرفنا أنفسنا وعرفنا الإنسانية، بل عرفنا الكون والله.»
        ·       وقال الدكتور مازن المبارك في كتابه (نحو وعيٍ لغوي، ص 58):
«… إنه لا بدّ مع الصمود، من البحث الموضوعي الذي يتناول خصائص اللغة، ويكشف - من خلالها - عن محاسن ما يقال، أو مساوئ ما يراد‍.»
        ·       وقال الدكتور صبحي الصالح، في مقدمته لـِ (نهج البلاغة /25):
«وما أردت بتعليقاتي هذه نقداً ولا تجريحاً، ولكني وددتُ - من خلالها - أن يميط القراء اللثام عن سرّ اهتمامي الشديد بالفهرس الأول.»
وفيما يلي نماذج مأخوذة من كتابات علمية، استُعمل فيها (من خلال) استعمالاً جانَبَه التوفيق:
        ·       لا بد من أن يمرّ حلّ هذه المشكلة بإدارة أفضل للمصادر، ومعالجةٍ جيدة للضحايا المحتملة، من خلال البدء (‍‍!) بتشخيص سريع.
أقول: … المحتملة، بدءاً بتشخيص سريع.
        ·       تقوم هذه الوكالة من خلال برنامجها الموضوع لعشر سنوات بتخطيط شامل من خلال إجراء تقويمٍ مقارن لمصادر الطاقة.
أقول: تقوم هذه الوكالة في برنامجها… بتخطيط شامل نتيجة إجراء تقويمٍ…
        ·       سيتيح هذا القانون للمنشآت الروسية، من خلال نشاطها في هذا المجال، أن تدرّ نحو 6 ملايين دولار في السنة.
 أقول: … الروسية، بممارسة نشاطها في هذا المجال، أنْ…
        ·        إنها مُعْطَيَاتٌ مهمة، ولكني لست متأكداً (كذا) بأنك (كذا) تستطيع من خلالها الادعاء صراحة بأنها…
 أقول: … ولكني لستُ متحققاً أنك تستطيع بناءً عليها / استناداً إليها / الادعاء صراحة…
        ·       وقد تأكد هوفمان (كذا) وزملاؤه من خلال أعمالهم أن الكائنات الحية اختفت تقريباً.
 أقول: تأكد لهوفمان وزملائه، نتيجة أعمالهم (أو: من أعمالهم) أن…
وقد تبين لي من اطلاعي على مقالات علمية كثيرة أن الأصوب أن يُختار - عوضاً عن (من خلال) - ما يناسب المقام مما يلي:
بـ، في، من طريق، بواسطة، أثناء، باستعراض، انطلاقاً من، باستعمال، بممارسة، بفضل، بسبب، نتيجة لـِ، بالاستفادة من، وذلك أن، بإجراء، بالرجوع إلى، الخ...

8 - أبريل - 2010
نداء واستغاثة للجميع..
إتقان الكتابة وأ. د/ مكي الحسني.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

الخطأ في قولنا: (إنّ هكذا أشياء)

هكذا = «ها» التنبيه + كاف التشبيه + «ذا» اسم الإشارة.
فمن يقول: «إنّ هكذا أشياء …» كمن يقول: «إن مِثل ذا أشياء!» والعربي لا يقول هذا!!
وواضحٌ جداً لمن يلّم بالإنكليزية أو الفرنسية أن هذا التركيب الشنيع هو ترجمة حرفية للتركيبين:
«Such things are…» و «de telles choses sont…»
قُلْ إذن: إن مثل هذه الأشياء، أو: إن أشياء كهذه.
ولا تقل: (إن هكذا أشياء).
وفيما يلي نماذج من استعمال كلمة (هكذا) استعمالاً صحيحاً:
- هكذا قالت العرب….
- … فإذا كانت (لا) للنهي، كان المعنى هكذا:…
- هكذا فَلْيَقُلْ مَن يقول وإلا فَلْيسْكُت!
- ولكنه مع ذلك يجيء فهمُهُ خطأً، لأنه لا يريد أن يجيء إلا هكذا!
- وهكذا دوالَيك…
 

8 - أبريل - 2010
نداء واستغاثة للجميع..
قاتل الله لغة الصحف    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

 لا تَقُلْ: (... تحت طائلة الحجز / القانون...)

مما جاء في معاجم اللغة (لسان العرب وغيره) قولُهم:
الطَّوْل والطائل والطائلة: الفضل والقدرة، والغِنى، والسَّعَةُ، والعُلُوّ.
أصل الطائل: النفع والفائدة. يقال:
- (هذا أمرٌ لا طائل فيه) إذا لم يكن فيه غَناء ومَزِيَّة؛ لا فائدة تُرجى منه.
- (لم يظفر منه بطائل) أي بفائدة.
- (ما هو بطائل) يقال للشيء الخسيس الدُّوْن.
- (أموال طائلة) أي كثيرة غزيرة.
ولكن يقال أيضاً: بينهم طائلة، أي عداوةٌ وتِرَةٌ (الترة: الثأر).
كما نرى، لا صلة بين معنى الطائلة في اللغة، وبين المراد من هذه الكلمة في الاستعمال الخاطئ الشائع. ومصدر الخطأ- على الأرجح- الترجمة الحرفية!
فمثلاً، مقابل العبارة الشائعة: (ممنوعٌ وقوف السيارات تحت طائلة الحجز) يقال في الإنكليزية: NO PARKING. وغالباً ما تكون هذه الكلمة كافية في التحذير. فإذا أُريدَ بيان ما يترتب على المخالفة، يقال في الإنكليزية:
Under penalty of... (لاحِظْ كلمة under: تحت!).
ويقال في الفرنسية:
Sous peine de ... (لاحِظْ كلمة sous: تحت!).
فالوجْهُ أن يقال: ممنوعٌ وقوفُ السيارات! (من الضروري رسم إشارة التنبيه: !).
وإذا كان هذا التحذير غير رادع لبعض الناس، فيمكن أن يقال:
- ممنوعٌ وقوف السيارات، ويَتَعرَّض المخالف للعقوبة!
أو:      - لا تَقِفْ سيارتَك هنا، و إلاّ تَعَرَّضتْ للحجز!
أو:      - وقوف السيارة هنا يُعرِّضها للحجز!
وفي مقامٍ آخر يمكن أن يقال:
- لا تفعلْ كذا و إلاّ عاقَبَكَ القانون!...
- لا تفعل كذا، و إلاّ فالقانون يَطُوْلُك! ]لا: يَطالُك![.
( الأستاذ الدكتور مكي الحسني).

8 - أبريل - 2010
نداء واستغاثة للجميع..
العالم اللغوي    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

                  العالم الموسوعي اللغوي الأستاذ الدكتور مكي الحسني
د. يحيى مير علم
رغبتم إليَّ أن أكتب رأيي الخاص في والدكم الأستاذ الدكتور مكي الحسني بعامَّة، وفي اللغة العربية بخاصَّة، وهذه - بلا ريب - ثقة غالية أعتزُّ بها؛ إذ كانت من كبيرٍ مثلكم، جمع إلى رسوخ القدم في الاختصاص الطبيِّ سَعةً في الاطِّلاع على علوم الشريعة، والتمكُّن منها، وعلوّ الكعب فيها، حتى نافس أهلَها الأفذاذ المنقطعين لها، وهي - إلى ذلك أيضًا - شرف كبير لي، أن أحظى بفرصة الكتابة عن رجلٍ كبير مثل أستاذنا الدكتور مكّي الحسني، الذي انعقدتْ خناصر أهل العلم - على اختلاف مشاربهم واختصاصاتهم، ومستوياتهم وعقائدهم وأديانهم، وبلدانهم ولغاتهم - على كبير فضله، وكريم خصاله، ودماثة أخلاقه، وجمِّ تواضعه، وحميد جُرْأته، وبالغ حكمته، وتمام صدقه واستقامته وإخلاصه، وعلوّ همَّته ودأبه وجَلَده، وشرف نسبه، وسعة علمه في اختصاصه النادر الفيزياء الذرية، وفي بلوغه الغاية في إتقانه الترجمة العلمية من العربية وإليها، وفي دقيق مراجعته العلمية لجهود الآخرين المؤلَّفة والمترجمة بحوثًا ودراساتٍ وكتبًا، وفي علو كعبه في اللغة العربية عامَّةً، وفي نحوها وصرفها ولغتها ومعاجمها وقضاياها المعاصرة خاصَّةً، فضلاً عن واسع كرمه وبذله، وشديد حرصه على نفع الآخرين وتعليمهم أيًّا كانت أقدارُهم ومواقعُهم وحظوظُهم من العلم، طلابًا وأساتذةً ومؤلِّفين.
ما زلت أذكر سنواتٍ حلوةً ممتعة، كانت في الثمانينيات من القرن الماضي، ضمَّتْنا فيها اجتماعاتُ "لجنة فعالية النشر" بمركز الدراسات ومسؤولين والبحوث العلمية بدمشق، الذي عهد إلينا مهمة اختيار أفضل كتب الثقافة العلمية الأجنبية المعاصرة، وإسناد ترجمتها ومراجعتها إلى ذوي الكفاية من المختصِّين، ثم الوقوف على نشرها، مع نخبة من أعلام العلم: الدكتور عبدالحليم منصور، والدكتور مكي الحسـني، والدكتور أدهم السـمان - رحمه الله - والدكتور أحمد الحاج سعيد، نعمت فيها بصحبته، ونهلت فيها من علمه، وقبست فيها من دقيق منهجه، وسعة حكمته، وكبير تواضعه، فضلاً عما حظيت به من شرف صحبتهم، والإفادة من غزير علمهم، ومديد خبراتهم.
على أن المقام، وإن كان لا يتسع لإيراد الأمثلة التي تنهض شاهدةً بصدق ما سلف، وهي من الكثرة بمكان، أجدني مضطرًّا إلى أن أقتصر على مثال واحد منها، يدلُّ على ما وراءه، ويغني غَناء كثير منها، فقد كان من سالف أمري أنْ نهضت صيف سنة 2006م بمراجعة علمية مسهبة متخصِّصة لكتاب "قواعد الإملاء"، الذي صدر عن مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 2004م، فرجوت أستاذنا الدكتور مكي الحسني التفضَّل بقراءتها وبيان رأيه فيها قبل تقديمها إلى المجمع؛ لنشرها في مجلته كما كان مقدَّرًا ومقرَّرًا؛ وذلك لعلمي بأهمية ما أنا مُقْدِم عليه، إذ كان الأمر يتعلَّق بما صدر عن المجمع، أعلى هيئة علمية تُعنى بشؤون اللغة العربية، وهو ما جعله مَفزعَ أهل العلم، يحتكمون إليه في الصواب والخطأ، على عادتي فيما أدفعه للنشر من بحوث ومقالات ودراسات، فقرأها قراءةً مدقّقة، على كثرة التزاماته العلمية وشواغله، وهاتفني بعد بضعة أيام، يعلمني بإنجاز مراجعتها، ودعاني متفضلاً إلى زيارته في بيته، لأخذها ومناقشتي في مواضعَ منها، فأسعدني ذلك أيَّما سعادة، ولبَّيتُ دعوته شاكرًا، وجلسنا في مكتبه العامر، وكان أن أضفى عليَّ من الثناء ما أرجو أن أكون أهلاً له، وناقشني في ملاحظات جِدُّ مهمة، دوَّنها مشفوعةً بأرقام صفحاتها، تاركًا لي حرية الأخذ بما أقتنع به منها، ثمَّ أعطانيها بأحسن أسلوب وألطفه وأرضاه، وما زال - حفظه الله - يحثُّني كلَّما لقيني قادمًا من سفر على وضع كتاب في قواعد الكتابة والإملاء المعاصرة.
ولئن فاتني شرفُ الأخذ عنه في اختصاصه الأصلي الذي أوفى على الغاية فيه - لقد عوضني الله بأن جعلني قريبًا منه، يؤثرني في جملة مَنْ يؤثرهم من الخاصَّة بكل جديد ينشره أو تخطُّه يمينه، طالبًا بتواضعٍ صادق معهود أن نخبره بما نقف عليه من ملاحظات، فأكرمني الله بالأخذ عنه، والتعلّم منه، في أشياءَ كثيرةٍ تقدمت، وفي اختصاصي الذي وقفت عليه حياتي، تلك هي اللغة العربية وعلومها وقضاياها، يقدم ذلك ما كتبه من سلسلة مقالات متميزة، بلغت زهاء عشرين مقالة، نشرتها مجلات جامعة دمشق للعلوم الصحية والهندسية والأساسية ومجلة الثقافة المعلوماتية بدءًا من سنة 2002م، حملت أصدق عنوان وأدقَّه، وهو "نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية"، كانت ثمرةَ سنواتٍ من جهوده في التنقيب والبحث في بطون كتب العربية، والأخطاء اللغوية الشائعة، وفي كتب التراث على اختلاف فنونها، وفي صحبة الأعلام من أهل الاختصاص، ومَنْ في حكمهم، ومَنْ يفوقهم من المهتمِّين والمعنيين والباحثين، حَسْبُه في ذلك عنايتُه مشاركًا الأستاذ العالِم المدقِّق الصديق النبيل مروان البواب في إخراج الكتاب الموسوعي "معجم أخطاء الكتاب" للمرحوم صلاح الدين زعبلاوي، الذي صدر عن دار التراث والثقافة بدمشق 2006م، فضلاً عن طويل صحبته للمعاجم العربية، وكثرة مراجعته لها، وعن نهوضه بوضع منهج متكامل لإنجاز مشروع معجم لغوي معاصر للعربية،لم يقيّض له أن يرى النور، لدواعٍ قاهرة فوق إرادته، لو تحقَّق لخلّد اسم الجهة العلمية التي كانت وراءه؛ لما فيه من مميزات تفتقر إليها معاجم العربية المعاصرة؛ إذ يضيف ما تحتاجه العربية من توصيف معلوماتي دقيق، وينفي عنها ما يشوبها من وجوه النقص والأخطاء، فكانت سلسلةُ مقالاته في الكتابة العلمية باللغة العربية أنموذجًا يحتذيه النخبة من أساتذة الجامعات الذين يكتبون ويدرّسون بالعربية، ويترجمون إليها ومنها، ويفيد منه غيرُ قليل من ذوي الاختصاص بالعربية ممَّن جمعوا إلى المعرفة بالقديم والتمكّن منه الاطلاعَ على قضاياها المعاصرة، أو المشاركة فيها.
ولا عجب فقد كان اختيارُه عضوًا عاملاً في مجمع اللغة العربية بدمشق منذ سنوات خلت - على تأخُّره - قرارًا حكيمًا، وثقةً غاليةً يستحقّها؛ بل هو أحقّ بها وأهلها، ومثلُه جديرٌ بها في أزهى عهود المجمع مع العمالقة من أئمة العربية وسَدَنتها وحُماتها.
قلت ما سبق مُعاينًا لا ناقلاً، ومجرِّبًا لا واصفًا، وصادقًا لا مجاملاً، وقريبًا لا بعيدًا، مع الإقرار بما أعلمه يقينًا من عدم رضا أستاذنا الدكتور مكّي بهذا، وبما أعلمه من نفسي من شدّة التحفّظ في الكتابة عن الآخرين، أيًّا كانوا، وثمّةَ مَنْ يعلم دلائل هذا فيَّ من الخاصّة.
كما أعترف بعجزي وتقصيري عن عدم تحقيق أصل رغبة طالب هذه الترجمة المختصرة، الأخ الفاضل الدكتور خلدون الحسني، في أن يجيء الكلام في ثلاثة أسطر، فحَرِيّ بمثل أستاذنا الدكتور مكي الحسني أن يترجم له في ثلاثة أسفار، ولكن حَسْبُك من القلادة ما أحاط بالعُنُق.
حفظك الله أبا خلدون، وبارك في صحتك وحياتك ووقتك وعلمك وفضلك وجاهك، وجزاك عن العربية وطلابها وأهلها وحماتها خير ما يجزي عالمًا عن قومه، والحمد لله أولاً وآخرًا.
وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَنْ عمل بهديه إلى يوم الدين
 وأنا أقول : أغبطكما... حياكم الله وبياكم وأكثر من أمثالكم.... آمين.

9 - أبريل - 2010
نداء واستغاثة للجميع..
أسماء الشهور    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

           أسماء الشهور القمرية، والشهور السُّريانية الأصل

اتّبع العرب منذ القديم التقويم القمري، وجعل المسلمون الأوائل السنة الهجرية سنةً قمرية. حدث هذا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، الذي أمر بالتأريخ بدءاً من سنة الهجرة، وذلك سنة 17 بعد الهجرة. واتُّفق على أن تكون بدايةُ السنة الأولَ من المحرّم.
وفيما يلي أسماء الشهور العربية، وهي أعلامٌ على هذه الشهور لا يجوز تحريفها. وكلُّها مذكَّرة - كما قال الفرّاء - إلا جُمادَيَيْن فإنهما مؤنثتان:
المُحَرَّم (بالألف واللام دائماً!)
صفرٌ
ربيعٌ الأول (ولا يقال: ربيع أول)
ربيعٌ الآخر (ولا يقال: ربيع ثاني ولا الثاني)
جُمادى الأُولى (ولا يقال: جُمادى الأول)
جُمادى الآخِرة (ولا يقال: جُمادى الثاني ولا الثانية)
رَجَبٌ،شَعْبانُ،رَمَضانُ،شَوّالٌ،ذو القَِعْدة (وفي حالة الجرّ: ذي القعدة)،ذو الحِجّة (وفي حالة الجرّ: ذي الحجة).
وقد التزَمتِ العربُ لفْظَ (شهر) قبل (ربيع)، تمييزاً له من (ربيعٍ) الفصل. ويَصِحُّ تقديم كلمة شهر على كل أسماء الشهور.
يقال على الصواب: حدث هذا في الخامس من المُحرَّم (ولا يصح: في الخامس من مُحرَّم).
وحدث ذاك في العاشر من شهر ربيعٍ الآخِر (ولا يصح: في العاشر من ربيع الثاني).
وفي التنْزيل العزيز: ]إنّ عِدّة الشهور عند الله اثنا عَشَرَ شهراً في كتاب الله يومَ خلق السموات والأرض، منها أربعة حُرُم[.
والأشهر الحرم التي كان العرب يُحرِّمون فيها القتال، هي:
ذو القعدة وذو الحِجة والمُحَرَّم، ورجب: ثلاثة سَرْدٌ (متتالية)، وواحدٌ فَرْدٌ.
أما السُّريانيون - أهل سورستان (أي بلاد الشام) - فاتّبعوا التقويم الشمسي، ووضعوا لشهور السنة أسماءً اقتبسوها من البابليين، وتَعَرَّبت هذه الأسماء باستعمال العرب لها فصارت: كانونُ الثاني (لا: كانون ثان، ولا ثاني)، شُباط، آذار، نَيْسان، أَيّار، حَزِيْران، تَمّوز، آب، أيلول، تِشرينُ الأول (لا: تشرين أول)، تِشرينُ الثاني (لا: تشرين ثان ولا ثاني)، كانونُ الأول (لا: كانون أول).
وكانت هذه الشهور - وَفْق ترتيبها القديم - تبدأ بشهر تشرين الأول، وتنتهي بشهر أيلول:
1
تِشرينُ الأول
5
شباط
9
حزيران
2
تِشرينُ الثاني
6
آذار
10
تموز
3
كانونُ الأول
7
نيسان
11
آب
4
كانونُ الثاني
8
أيار
12
أيلول
ولهذا نجد (المعجم الوسيط) يقول:
آذار: الشهر السادس من الشهور السُّريانية، يقابله مارس من الشهور الرومية (الميلادية).
نيسان: الشهر السابع من الشهور السُّريانية، يقابله أبريل من الشهور الرومية (الميلادية)
أيار: الشهر الثامن من الشهور السُّريانية، يقابله مايو من الشهور الرومية (الميلادية)
حزيران: الشهر التاسع من الشهور السُّريانية، يقابله يونية من الشهور الرومية (الميلادية)
تموز: الشهر العاشر من الشهور السُّريانية، يقابله يولية من الشهور الرومية (الميلادية)
آب: الشهر الحادي عشر من الشهور السُّريانية، يقابله أغسطس من الشهور الرومية (الميلادية)
أيلول: الشهر الثاني عشر من الشهور السُّريانية، يقابله سبتمبر من الشهور الرومية (الميلادية).[ د/ مكي الحسني].

9 - أبريل - 2010
نداء واستغاثة للجميع..
مفعول ومفاعيل    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

نشرت مجلة (العربي) [العدد 225؛ آب 1977) بحثاً رصيناً للناقد اللغوي محمد خليفة التونسي رحمه الله، عنوانه هو عنوان هذه الفقرة. وقد رأيت أن ألخَّصه لفائدته الكبيرة.
-        ذهب كثير من النحاة القدامى إلى أن جموع التكسير سماعية، خلافاً لما ذهب إليه مجمع اللغة العربية في القاهرة سنة 1937.
[قرر مجمع القاهرة سنة 1937 جواز قياس ما لم يُسمع على ما سُمع، وأن المَقيس على كلام العرب هو من كلام العرب.
«يُخطئ مَن يتوهّم أن كل جموع التكسير سماعية: فهناك جموع التكسير المطّردة التي قد يكون إلى جانبها جموع سماعية للمفردات المدروسة.» انظر (النحو الوافي 4/634)، لمؤلفه عباس حسن.]
-        وجد القدماء في المعاجم مثالين فقط: ملعون ملاعين، مشؤوم مشائيم، فمنعوا القياس عليهما.
-        وجد بعض المتأخرين في النصوص الأدبية المأثورة عن الفصحاء أمثلة أخرى: مجنون مجانين، منكود مناكيد، مشهور مشاهير، مملوك مماليك، ميمون ميامين…
-        الكلمات التي وردت على وزن (مفعول) أربعة أنواع:
1- الأول يُستعمل مصدراً محضاً للدلالة على الحدث؛ وما كان كذلك لا يُجمع البتة   ]انظر الفقرة 54: جَمع المصدر[، نحو قولنا: «هذا الرجل لا معقول له، ولا مجلود، ولا ميسور» أي لا عقل له، ولا جلد، ولا يسار. وأمثلة هذا النوع نادرة.
2- الثاني يُستعمل صفةً خالصة كما في قولنا: (كلّ أب مربوط بأولاده). فإذا جمعنا كلمة (مربوط) هنا قلنا: (الآباء مربوطون بأولادهم، والأمهات مربوطات بأولادهنّ) أي: تُجمع جمع سلامة (مذكر سالم أو مؤنث سالم)، ولا تجمع جمع تكسير (مرابيط!!). وأمثلة هذا النوع كثيرة جداً، منها: مسرور مسرورون، مبتور، معقود...، شاعر مطبوع، شعراء مطبوعون…
3- الثالث: أسماء مصطلحات، أو أسماء ذوات وهيئات، نحو: مفعول (مصطلح نَحْويّ) مفاعيل، موضوع (محور الكلام) مواضيع، محلول (سائل فيه مادة مُنحلَّة) محاليل، مولود مواليد، محصول محاصيل، مكتوب (رسالة) مكاتيب، مجهول مجاهيل، مشروع مشاريع، مرسوم مراسيم، منشور مناشير، مفهوم مفاهيم، مضمون (مُحتوى) مضامين، مشروب مشاريب، معجون معاجين، منسوب (مُستوى) مناسيب، مستور (سِرٌّ) مساتير، مركوب (نوع من النعال) مراكيب، مرجوع (الوشم الذي أُعيد سواده) مراجيع، مشحوف (نوع من الزوارق الصغار) مشاحيف... [مرجوحة مراجيح، مقصورة مقاصير، مطمورة مطامير…[
4- الرابع: كلمات تدل على النَّسَب:
-        يُنسب إلى الاسم عادة بزيادة ياء مشددة في آخره، نحو: عرب عربيّ، حجاز حجازي…
-        وهناك كلمات تدل على النسب بغير هذه الصيغة اليائية، نحو: سَيّاف: ذو سيف؛ لَبَّان: ذو لبن…
-        وثمة كلمات كثيرة على وزن مفعول تدل على النَّسَب، نحو:
مجنون (ذو جنون) مجانين؛ منكود (ذو نكد) مناكيد؛ مشهور (ذو شهرة) مشاهير؛ ملعون (ذو لعنة) ملاعين؛ مشؤوم (ذو شؤْم) مشائيم؛ متبوع (ذو أتباع) متابيع؛ معتوه، مخبول، مهبول، منكور، مملوك، منحوس…
ملاحظة:
بعض الكلمات قد تُستعمل مصدراً بحتاً (فلا تُجمع!)، نحو: فلانٌ لا ميسور له؛ أو صفة خالصة (فتُجمع!) نحو: هو ميسور اللقاء هم مَيْسُورو اللقاء (جمع مذكر سالم).
أما إذا أردناها نسبة بمعنى ذي يسار فتجمع جمع تكسير على (مياسير). فالمهم في جمع مفعول أو عدم جمعه على مفاعيل هو الدلالة في الاستعمال.
[جاء في (نَفْح الطِّيْب 2/57): «سِيْروا إلى الله عُرْجاً ومكاسير، فإن انتظار الصحة بِطالة.»
من المفيد أن أذكّر بما ورد سابقاً (الفِقْرة 53) عن قياسية «جمع الوصف لمذكَّر غير العاقل» بالألف والتاء. ومن الوصف اسم المفعول. يقال: مأكول مأكولات، مشروب مشروبات، ملبوسات، مزروعات، محفوظات، ممنوعات مخطوطات، مسروقات منشورات، إلخ…
 

9 - أبريل - 2010
نداء واستغاثة للجميع..
 196  197  198  199  200