البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 194  195  196  197  198 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
جزيرة بورا    كن أول من يقيّم

3 - أبريل - 2010
غربة من غير غربة ...
علماء حلب الشهباء ، رحمة الله عليهم أجمعين...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

http://www.aboghodda.com/Scholars-Aleppo-1.html

4 - أبريل - 2010
البر بالأستاذ1
علماء دمشق الفيحاء ، تغمدهم الله بالرحمات....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

http://www.aboghodda.com/Scholars-Damascus.html

4 - أبريل - 2010
البر بالأستاذ1
علاقة العقل بالنقل : للدكتور البوطي.    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

أرسل إلي أخ من الرياض في المملكة العربية السعودية، يطلب مني إجابة عن سؤالين اثنين، ويرجو تسجيل الإجابة عنهما في هذا الموقع.( موقع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي).
أما سؤاله الأول فعن علاقة العقل بالنقل.
وأقول في الجواب: إن العقل أداة للوثوق بصحة ورود النقل، ثم هو أداة لفهم مضمونه، وإدراك المعنى الذي يدل عليه. فهو كالمصباح إذ ينير معالم الطريق أمام السائر.
وهذا يعني أن العقل خادم للنقل الذي نعني به في هذا المقام الوحي الإلهي الموجه إلى الرسل والأنبياء في الأرض.
غير أن المهم معرفة المعنى المراد بكلمة ((العقل)). ولعل أدق تعريف له أنه نور يقذفه الله في دماغ الإنسان يدرك به حقائق الأشياء ويَمِيز به الحق من الباطل.
وقد اهتم العلماء بالعمل على بيان الضوابط التي تميز العقل الذي به يتم إدراك الحقائق عن الرغائب النفسية التي من شأنها الاستجابة للملاذّ والأهواء الذاتية. فوضعوا للمدارك العقلية منهجاً يضمن الالتزامُ به بلوغَ الحقائق صافية عن شوائب الأهواء، والرعونات الذاتية.
ومن أهم ما يتضمنه هذا المنهج أن العقل إذا وصل من السير، طبق العمليات التي بها يتم إدراك الحقائق، إلى الحد الذي لا يتأتى له تجاوزه، ولا يتمكن من الخوض فيما وراءه، كان لا بدّ له عندئذ
(بحكم من طبيعة العقل ذاته) أن يستسلم للخبر الصادق الذي من شأن العقل (من حيث هو جنس) أن يثق به ويطمئن إليه. مثال ذلك الأحداث التي يختزنها الماضي السحيق، والتي لم يبق بينها وبين ضياء العقل من علاقة تعين على النظر والبحث فيها. ومثاله أيضاً أحداث المستقبل البعيد الذي حجبت دخائله عن العقل برداء الغيب.
فإن العقل يتطلب في هذه الحالة من يخبره بصدق عن تلك المغيبيّات المحجوبة عنه بظلمات الماضي السحيق أو المستقبل البعيد.
ولا يتمثل الخبر الصادق الذي ينبغي أن يثق به العقل إلا بالوحي الإلهي الذي أنجد الله به العقل الإنساني عن طريق الرسل والأنبياء.
فإذا تلقى العقل أنباء الوحي الإلهي تكشف له ما تنطوي عليه غيوب الماضي والمستقبل، أصبح دور العقل عندئذ العمل على إدراك ما تتضمنه تلك الأنباء عن طريق ضوابط اللغة وقواعد الدلالات. ولا يسع العقل بعد ذلك إلا الانقياد لما تقتضيه تلك الأنباء والاستجابة للوصايا التي يدلي بها مرسل تلك الأنباء.. وهو الله عز وجل..
وحصيلة هذا الموجز الذي أذكره لك هو المراد بما أجمع عليه علماء هذا الشأن من أن صحيح المنقول متفق دائماً مع صريح المعقول، أي متفق مع العقل الصافي عن شوائب الأهواء والرغائب النفسية.
ثم إن لهذا الموجز الذي أرجو أن لا يكون مخلاًّ، تفصيلاً طويل الذيل، يدخل فيما يسمونه بمنهج البحث عن الحقيقة، غير أنه لا مجال للدخول في سرده في مثل هذا المقام.
وأما السؤال الثاني فعن ذاك الذي يقوله بعضهم من أن الأشاعرة والماتريدية يقتصرون من ذكر صفات الكمال لله تعالى على سبع صفات، يعتمدون فيها على دليل العقل وحده، وذلك على حد تعبير السائل، ونقله عن أولئك البعض.
فالجواب: أنه لا الأشاعرة ولا الماتريدية ولا أي من علماء المذاهب الإسلامية يحصرون صفات الكمال لله تعالى في سبع صفات. بل الكل مجمعون في مراجعهم الكثيرة المتداولة على أن الله متصف بجميع صفات الكمال، منزّه عن جميع صفات النقصان. ثم إنهم ينصون على عشرين صفة ثابتة لله تعالى (لا على سبع صفات فقط) مقسومة أربعة أقسام، وهي: أولاً: الصفة النفسية أو الذاتية وهي صفة الوجود، ثانياً: الصفات السلبية، وهي تلك التي تتضمن سلب ما لا يليق من صفات النقص عن الذات الإلهية جل جلاله. ثالثاً: صفات المعاني وهي سبع صفات ، رابعاً: الصفات المعنوية وهي سبع صفات أيضاً. فهذه الصفات العشرون هي أمهات صفات الكمال الثابتة لله عز وجل.
والدليل الذي يعتمد عليه علماء العقيدة الإسلامية، أياً كانوا، في إثبات هذه الصفات لله تعالى، إنما هو دليل النقل الصريح المثبت في كتاب الله تعالى. ويأتي دور العقل مؤيداً وتابعاً لكل ما أثبته الله تعالى في محكم كتابه، أو بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح الوارد من سنته.
وليس في ذكر هذه الصفات العشرين التي أثبتها الله تعالى لذاته ما يعني عدم اتصافه جل جلاله بغيرها من صفات الكمال. بل هي أمهات صفات الكمال لله عز وجل، يستتبع كلٌّ منها جملة من صفات الألوهية له عز وجل. وتفصيل هذا الموجز مثبت في أماكنه من كتب العقيدة الإسلامية، التي دوّنها أهل السنة والجماعة.

4 - أبريل - 2010
الإنفلونزا الحقيقية
الاقتصاد الإسلامي وأهل الذكر ( من ذوي الاختصاص).    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

http://kamalhattab.info/

4 - أبريل - 2010
الازمة الاقتصادية والعقار
ما الدواء المعين على الشفاء ؟ الجواب: عيادة المريض، وستجد الله عنده !!!    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

http://www.taiba.org/ta/main/main.php?&mid=614&topicsview=5

4 - أبريل - 2010
التربية الخاصة
وراءَ كلِّ محنةٍ منحةٌ    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

 
بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم
 
الحمدُ لله ربِّ العالمين, والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى أفضَل الأنبياءِ إمامِ المرسلينَ نبيِّنا مُحمَّد وعلى آله وصحابتِهِ أجمعينَ وبعدُ :
معَ كُلّ عُسْرٍ "يسران" ، فلِمَ يقفُ فكرُكَ ويتكدَّرُ خاطرُك عندَ العُسْر وتغفُلُ عن اليُسرَينِ معَه؟! كيفَ يستحوِذْ علَيكَ الْهَمُّ ويسيطرُ عليكَ الحزنُ والغمُّ ومعكَ يُسْرانِ من ربِّك؟ ولن يغلِبَ عُسر يُسْرَينِ ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)) ..ولَو كان اليُسْرُ بعدَ العُسر لَشَقَّ العُسْرُ وصَعُبَ علَى النَّفس ، ولكنَّ اللهَ جلَّ وعَلاَ بلُطْفِهِ قَرَن معهُ اليُسْرَ ليغلبَهُ ويُسَهِّلَهُ ويُخَفِّفَ منه أوَّلاً, ولِمَا يتحقَّقُ به من مِنَحٍ ثَانياً! .
الكثيرُ يكرَهُ الأقدارَ والْمَصائبَ الْمُؤلِمةَ, ويتوجَّعُ منها ويتَحَسَّرُ ويَضيقُ بِها ذَرْعاً ، وقَد يَشْغَلُ بالَهُ وعقلَهُ بردِّها والوقوفِ في وجهِهَا، أو يَتحسَّرُ على أسبابٍ وموانِعَ في ظنِّهِ أن لو اتَّخذَها لنَجا منها! .
ويَفتحُ علَى نفسِهِ بَابَ (لو) الجالبةِ للحسَرات والأحزانِ والفِكَر الضَّارَّةِ وقد سَبَقَ السَّيفُ العَذْلَ .
لقد رَبَّى اللهُ تعَالى أهلَ الإيمانِ علَى الرِّضَا بأقدارِ اللهِ والتَّطلُّع إلى خيراتٍ عظيمة
وكبيرةٍ في طَيَّاتِ الأحداث والْمَصائبِ.
 قال تعالى : (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) .
و قال جلَّ وعلا :    (( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)) فَمَن يَتصوَّرُ تلكَ الخيراتِ وراءَ الْمصائبِ والشَّدائدِ والفِتَنِ والْمكائِدِ؛ فالإنسانُ - نظراً لقِصَرِ نظرِهِ ومَا جُبِلَ عليهِ منَ العَجَلَةِ وتَغليبِ التَّشَاؤُمِ علَى التَّفاؤُل-لاَ ينظُرُ إلى الغاياتِ وما وراءَ الأحداثِ ، ومَا تُخَبِّيهِ الْمصائبُ والأقدارُ مِن فضائلَ ومِنَحٍ يَعجَزُ عن وصفِها ، معَ أنَّ الْخَيرَ فيما اختارَهُ اللهُ.
قالَ ابنُ القَيِّمِ-رحِمهُ الله- : "في هذه الآيةِ عدَّةُ حِكَمٍ وأسرارٍ ومَصَالِحَ للعبدِ؛ فإنَّ العبدَ إذَا علِمَ أنَّ المكرُوهَ قد يأتِي بالْمَحبوبِ وأنَّ الْمَحبوبَ قد يأتي بالْمَكروهِ لَم يأمَن أن تُوافِيَهُ الْمَضرَّةُ مِن جَانِبِ الْمَسرَّةِ ، ولَم ييْئسْ أن تأتيَهُ الْمَسرَّةُ مِن جانِبِ الْمَضرَّةِ لِعَدَمِ عِلمِهِ بالعَواقِبِ؛ فإنَّ اللهَ يعلَمُ منها ما لا يعلمُهُ، وأوجَبَ له ذلك أُمُوراً : منها أنَّهُ لا أنفَعَ له مِن امتثالِ الأمرِ وإن  شَقَّ عليه في الابتداء؛ لأنَّ عَواقبَهُ كُلَّها خَيراتٌ ومَسَرَّاتٌ ولَذَّاتٌ وأفراحٌ وإن كَرِهَتْهُ نفسُهُ فهُو خيرٌ لَها وأنفَعُ .
وكذلكَ لا شَيءَ أضَرُّ عليهِ مِن ارتكابِ النَّهْي وإن هَوِيَتْهُ نفسُهُ ومالتْ إليه؛ فإنَّ عواقبَهُ كُلَّها آلامٌ وأحزانٌ وشُرُورٌ ومَصَائبُ .
وخاصَّةُ العقلِ تَحَمُّلُ الألَمِ اليسيرِ لِما يَعقُبُهُ مِن اللَّذَّةِ العظيمةِ والخير الكثير ، واجتنابُ اللَّذَّةِ اليسيرة لِما يعقُبُها مِن الألَم العظيمِ والشَّرِّ الطَّويل ، فنَظَرُ الجاهلِ لا يُجاوِزُ الْمبادِئَ إلى غايتِها, والعاقلُ الكَيِّسُ دائِماً ينظُرُ إلى الغاياتِ مِن وراءِ سُتُورِ مبادئِها فيرى ما وراءَ تلك السُّتُورِ مِن الغاياتِ المحمودة والمذمُومة ، فيرى الْمَناهيَ كطعامٍ لذيذٍ قد خُلِط فيهِ سَمٌّ قاتِلٌ ، فَكُلَّما دعتْهُ لَذَّتُهُ إلى تَناوُلِهِ نَهاهُ ما فيه مِن السَّمّ ، ويَرى الأوامرَ كدَواءٍ كريهِ الْمَذاقِ مُفْضٍ إلى العافية والشِّفاء وكُلَّمَا نَهاهُ كراهةُ مَذاقهِ عن تَناوُلِهِ أمَرَهُ نَفعُه بالتَّناوُل ."
      وقد فسَّرُوا اللُّطْفَ في قَوْلِهِ تَعَالى((اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ )) بأنَّهُ إخفاءُ الأُمُور في صُوَر أضدادِهَا:
اللطفُ إخفاءُ الأُمُورِ جاءَ في

 
صُوَرِ الاَضدادِ كمَا لِيُوسُفِ

صَيَّرَهُ رِقّاً لكَيْ يَنَالا

 
مُلْكاً وعِزّاً ربُّهُ تَعَالى

 
   ولا شكَّ في أنَّ مِمّا يُعينُ الْمُسلمَ على الرِّضا بالأقدارِ اتِّخاذَهُ الوسائلَ الصَّحيحةَ الْمُوصلةَ إلى طُمأنينةِ القَلْبِ ورضاهُ عن ربِّهِ ومِن ذلك : العِلمُ الَّذي يُدرك به الغاياتِ عندَ البداياتِ بِمعنى أنَّهُ لا ينظُرُ إلى أوْجُهِ الأحداثِ وبداياتِها, بل يُطلِقُ خَيَالَهُ ونَظَرَهُ إلى الغاياتِ والنِّهايات الَّتي ستنتهِي إليها هذه الْمَصائبُ .
   والصَّبرُ الَّذي به يُوطِّن نفسَهُ على تَحمُّلِ مَشَقَّةِ الطَّريقِ لِمَا يُؤمِّلُ عندَ الغايةِ، وهَذَا  كلُّه يتطلَّبُ مِن العبد التَّفويضَ لِمَن يَعلَمُ عواقبَ الأُمُور, والرِّضَا بِما يَختارُهُ اللهُ لَهُ ويقضيهِ لِما يَرجُو فيه من حُسْن العاقبة ، وأن لا يَقترحَ على ربِّه ولا يَختارَ علَيه ، ولاَ يَسألُهُ ما ليس له به علْمٌ ، فلعلَّ مَضَرَّتَهُ وهلاكَهُ فيه وهو لا يعلمُ, بل يَسألُ ربَّهُ حُسْنَ الاختيار .
وإذا التَزَمَ العبدُ بالأدَبِ معَ ربِّهِ وفَوَّضَ لَهُ أمْرَ الاختيار وانطَرَحَ بين يدَيْهِ ورَضِيَ بما يختارُ له أمَدَّهُ اللهُ بالقُوَّةِ علَى ما اختارَهُ له, والعزيمةِ والصَّبر، وصرَفَ عنه الآفاتِ الَّتي تَقضِي عليه لَو اختارَ لنفسِهِ، وأَرَاهُ عواقِبَ اختيارِهِ لَه, وأراحَهُ مِن الأفكار الْمُتعِبَةِ في تَعَدُّدِ الاختيارات الّتي تَجُولُ في خاطرِهِ وفكرِه، وفَرَّغَ قلبَهُ مِن التَّقديراتِ والتَّدبِيراتِ الَّتي يَصعَدُ منها في عَقَبةٍ ويَنزِل إلى أُخرَى .
فإذَا رَضِي باختيار الله أصابَهُ القَدَرُ وهُو محمودٌ مشكورٌ مَلطُوفٌ بِهِ فِيهِ ، فاكتنَفَهُ في الْمَقدُورِ العَطْفُ علَيهِ واللُّطْفُ بِهِ, فيَصيرُ بينَ عطْفِ الله ولطفه، فعَطفُهُ يقِيهِ ما يَحْذَرُهُ ، ولُطفُهُ يُهَوِّنُ عليه ما قدَّرَهُ ، وإلاَّ جرَى عليه القدَرُ وهُو مذمومٌ غيرَُ مَلطُوفٍ به فيه؛ لأنَّهُ اختارَ لنفسِهِ .
لقد رسَمَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم طريقَ النَّجاحِ والنَّصر والتَّغلُّبِ علَى جميعِ العَقَباتِ بِخُطُواتٍ محدودةٍ تَبدأُ بأَخْذِ القُوَّةِ في كُلِّ أمْرٍ, والحرصِ على أجْودِ الأُمُورِ وأفضلِها وأقواهَا، مع الاستِعانَة التَّامةِ بالله تَعَالى وعَدَمِ الاتِّكالِ علَى القُدْرة والطَّاقة والعَدَد والعُدَّة، ومواصلة العَمَل والْجِدّ وعدم الانسحابِ في وسَطِ الطَّريق مَهْما بَدَا صعْباً وشَائِكاً فلاَ نُظهِرُ الضَّعف والعجزَ فيه مَهْمَا كَان الأَمْرُ بعدَ علمِنا أنَّهُ هو السَّبيلُ السَّليمُ الصَّحيحُ، وإن بدَتْ زَلَّةٌ أو هفوةٌ أو سَقطةٌ أو التِوَاءٌ في طَريق النَّجاح لَم نترُكِ الفُرصَةَ للشَّيطان يستثمِرُها، وإنَّما نتخطَّى تلك العقبةَ ولا نلتفتُ إليها ونُواصلُ العملَ في الطَّريق الصَّحيحِ بعيداً عن العَقَباتِ والكَبواتِ والْهفواتِ، بعيدِينَ عن لو الْمُثبِّطَةِ المعوِّقة جالبةِ الحسراتِ واللَّوم للنَّفس أو للآخَرينَ، مُستمسِكينَ بالإيمان بالقَدَر الَّذي يَفتحُ أمامَنا الأملَ في مُواصلَةِ العَمَل.
تلك خُطُواتٌ سِتٌّ في النَّجاحِ والانتصارِ اجْتَمَعَتْ في قَولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " الْمُؤمنُ القَوِيُّ خيرٌ وأحَبُّ إلى الله مِن المؤمِن الضَّعيفِ وفي كُلِّ خَيرٌ، احرِص علَى ما يَنفعُكَ، واستَعِن بالله، ولا تَعْجَز، وإن أصابَكَ شَيء فَلاَ تَقُل لو كَان لكَانَ كَذا وكَذَا ، ولكنْ قُل قَدَّرَ اللهُ وما شَاءَ فَعَل، فإنَّ لو تفتَحُ عمَلَ الشَّيطان".
 
مُنعَطَفات :
بعضُ النَّاسِ إذا أُصيبَ بِمصيبةٍ أو وَقَعَ في مُشكِلَةٍ أو تَكَاثَرتْ عليهِ الأعمالُ أو وقعَ في أَزَماتٍ ماليَّةٍ أو أُسريَّة أصِيبَ بإحباطٍ وانكسارٍ في النَّفس وشُغِلَ بِما لا يُمكِنُ تَدارُكُه وأدخَلَ الشَّيطانُ عليهِ " لو" الْمُغلقةَ لنوافِذِ وأبوابِ الْحُلُول .
ولَو أنَّهُ نَظَر إلى ما أُصيبَ به مِن مصائبَ أو مُشكلاتٍ وأزَمَاتٍ نَظرةً شرعيَّةً وعقليَّةً لوجَدَ فيها مِنَحاً وفَوائدَ كثيرةً يَعْجَزُ عن حصْرِها فضلاً عَن شُكرِها ، فمَا من مِحنةٍ إلاَّ وفي طَيّاتِها مِنَحٌ لِمَن أحسَنَ التَّصَرُّفَ معَها وأعمَل ذهنَهُ فيهَا وفَتَحَ تفكيرَهُ وأطلَقَ بصيرَتَهُ في تدبُّرِها .
إنَّ التَّجارِبَ والخِبراتِ في الحياةِ لا تُكْتَسَبُ مِن حياةِ الدَّعَةِ والتَّرَفِ والرَّاحة والرُّكُود فهذهِ تُورِث بَلادةَ الحسِّ وتَقتُلُ التَّجديدَ والإبداعَ, وتُغلِقُ منافذَ التَّفْكِيرِ والتَّبَصُّر، وتَقطعُ عن التَّفكُّر؛ إذ لا يُعرَفُ الأبطالُ والرِّجَالُ ولا تُكتَسَبُ الخبراتُ والتَّجارِبُ ولاَ تُصقَل النُّفوسُ وتَطِيبُ الأخلاقُ ويَصفُو الفِكْرُ وتُعالَجُ أمراضُ النَّفس إلاَّ مِن خِلاَل الْمَصائب والكَوارثِ والأَزَمَات، والَّذِي يُخالِطُ النَّاسَ ويَصبِرُ علَى أذَاهُم خَيرٌ مِن الَّذي لا يُخَالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ علَى أذَاهُم!..
كثيراً ما نَسمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ : فُلانٌ عَصَرَتْهُ الحياةُ بالْمَصائبِ والأَحداثِ والأَزَمَاتِ والْمشاكِلِ الَّتي مَرَّت علَيه...
فهَل تَرغَبُ-أخِي-أن تَكُونَ مِمَّن صَنعَتْهُ الأَحْدَاثُ والأَزَماتُ ففَتَحَتْ لَكَ  أبوابَ الْخيرِ مِن البُعدِ العَقلِيِّ وسَعَةِ الأُفُقِ ورَحَابَةِ الصَّدْرِ ودِقَّةِ الْمُلاحظَةِ وبُعْدِ النَّظَرِ وقُوَّةِ البصيرةِ، فتترُكَ رَصيداً حافلاً بالتَّجارِب والْخِبرات .
إنَّ أَمْرَ الْمُؤمنِ كُلَّهُ خَيرٌ في السَّرَّاءِ والضَّراءِ والرَّاحةِ والتَّعَب والفَقر والغِنى إذا تعاملَ معَها التَّعامُلَ الصَّحيح ( عَجَباً لأمْرِ الْمُؤمنِ إنَّ أمرَهُ كلَّهُ له خَيرٌ إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شَكَر فكانَ خَيراً لَهُ وإن أصابتْهُ ضَرَّاُء صَبَر فكان خيراً له )
نَحنُ بحاجةٍ إلى قوَّةِ النَّفسِ ورَحَابةِ الصَّدر وقوَّةِ التَّحمُّل،، بحاجةٍ إلى نفسيَّاتِ الأبطالِ وقُلُوب القادةِ الشُّجعان، في زمانٍ استَبْدلَ كثيرٌ مِن الرِّجال بقُلُوبِهم ونفسيَّاتِهم قُلُوبَ ونفسيَّاتِ الأطفال فيتأثَّرونَ من كُلِّ حركةٍ ، وتتغيَّرُ أحوالُهُم بكلِّ نَسْمةٍ ، تحتاجُ معهم إلى أن تكونَ على أُهْبةِ الملاحظة والاستعداد في تفكيركَ وحرَكاتك وكلماتكَ ونَظَراتك  حتى تسلَمَ نُفُوسُهم من الانكسار وقلوبُهُم من الانشطار!! .
إنَّني أرحَمُ أناساً أصبحَتْ نفوسُهُم أرقَّ من الماءِ كُلُّ نسْمَةٍ وهَبَّةٍ من الرِّياح تحرِّكُه, فإذا جلسْتَ معهم يَلزمُكَ أن تُعْمِلَ جميعَ حواسِّكَ في التَّعامُل معهم فتكديرُ خاطِرِه أسرعُ إليه من شهيقِهِ, والغضَبُ أقربُ إليه من زَفيرِهِ، وسُوءُ الظَّنِّ أسرعُ إليه من انحدارِ الماء من صَبَبٍ!، تراقِبُ نفسَكَ معهم كالحافي في أرض شائكَةٍ، أو كجالسٍ أمامَ ريشةٍ صغيرةٍ تتحرَّكُ في كُلِّ نَسمَةٍ تُخرجُها وكُلِّ التفاتةٍ تلتفتُها  .
إنَّ موقفَ المسلم من الفتن والأحداث يتلخَّصُ في النقاط التالية:
- الفزعُ إلى العبادة
- حُسن الظَّنّ بالله
- الثِّقة التَّامة بالله تعالى
- تَبيُّن الأمور على حقيقتها
- البعدُ عن الجانب العاطفيِّ في النَّظر إلى الواقع
- النظرةُ الشَّاملة لحالة المسلمين
- التفاؤل والبعد عن الشُّؤم.
- الحذر من الأمانيّ
- البعد عن اليأس والقنوط.
- الانشغال بما تستطيعُهُ من العمل.
- وَعْيُ قاعدة: "غير القادر قادر على أن يُقيمَ القادر".
- لا تَحمِلْ هَمَّ ما لم يقع قبلَ أن يقع فقد لا يقع.
- الهموم والأحزان لا تُغَيِّرُ ولا تُقدِّمُ شيئاً.
- الاهتمام بتكامُلِ الأمة
وكتبه د/ يحيى بن إبراهيم اليحيى،جزاه الله خير الجزاء.

4 - أبريل - 2010
التربية الخاصة
ادخلوا مصر.......    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم


معالم مصر السياحية


حوالي 3,000 قبل الميلاد - ممالك مصر العليا و صعيد مصر تتّحد. تشهد السلالات المتعاقبة تجارة مزدهرة، إزدهار وتطوير التقاليد الثقافية العظيمة. الكتابة، بما فيها اللغة الهيروغليفية تستعمل على نطاق واسع  . بناء الأهرام - حوالي 2,500 قبل الميلاد - و يعتبر إنجاز هندسى  هائل و غير مسبوق.
669 قبل الميلاد - آشوريون من بلاد ما بين النهرين يفتحون ويحكمون مصر.
525 قبل الميلاد - غزو فارسي.
332 قبل الميلاد - الإسكندر الأكبر من مقدونيا القديمة، يفتح مصر، و يؤسّس الأسكندرية.و  تحكم سلالة مقدونية مصر حتى 31 قبل الميلاد.
31 قبل الميلاد - تقع مصر تحت سيطرة الامبراطورية الرومانية ؛ و  تنتحر الملكة كليوباترا بعد أن هزم  جيش أوكتافيان قوّاتها.
642 الفتح الاسلامى لمصر.
969 - القاهرة عاصمة لمصر.
1250-1517 - سيطرة المماليك على مصر و تميزوا  بالإزدهار العظيم والمؤسسات المنظّمة بشكل جيد .
1517 -  الإمبراطورية العثمانية التركية تسيطر على مصر.
1798 - قوّات نابليون بونابرت تغزو مصر و لكن ووجهت بالمقاومة الشعبية بقيادة الأزهر و كذلك  بالبريطانيين والأتراك في 1801. مصر مرة أخرى تصبح جزءا من  الإمبراطورية العثمانية.
1859-69 -بناء  قناة السويس .
1882 -  القوّات البريطانية تسيطر على مصر.
1914 - مصر تصبح محمية بريطانية.
1922 - فؤاد أصبح ملك مصر ومصر تنال إستقلالا صوريا.
1928 -تأسيس الإخوان المسلمون بزعامة حسن البنا.
1936 - أبريل/نيسان - فاروق يخلف أبّاه  ملكا لمصر.
1948 - مصر والعراق والأردن وسوريا تهاجم دولة إسرائيل الجديدة.
1949 فبراير/شباط - اغتيال حسن البنا زعيم الإخوان المسلمين .
1949 - تشكيل تنظيم الضباط الأحرار سريا.
1952 يناير/كانون الثّاني - على الأقل مقتل 20 شخصا  في الإضطرابات المعادية للبريطانيين في القاهرة.
1952 - الملك فاروق يتنازل عن العرش لوليده فؤاد الثانى.
1952 - جمال عبد الناصر يقود إنقلابا لحركة الضبّاط الأحرار، و عرفت فيما بعد بثورة 23 يوليو/تموز، و محمد نجيب يصبح رئيسا ورئيس وزراء مصر.
الجمهورية أعلنت
1953 يونيو/حزيران - مصر أعلنت كجمهورية من قبل نجيب. 1954 - ناصر يصبح رئيس وزراء وفيما بعد، في 1956، رئيس.
1954 -توقيع  معاهدة الجلاء . القوّات البريطانية،تبدأ إنسحابا تدريجيا  .
1956 يوليو/تموز - ناصر يؤمّم قناة السويس لتمويل سدّ أسوان العالي.
1956 أكتوبر/تشرين الأول - غزو ثلاثي لمصر من قبل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بسبب تأميم قناة السويس. ثم إعلان  وقف إطلاق النار  في نوفمبر/تشرين الثّاني.
1958 فبراير/شباط - مصر وسوريا تتحد لتشكيل الجمهورية العربية المتّحدة  في الخطوة الأولى من هدفهم للوحدة العربية الشاملة.
1961 - سوريا تنسحب من الإتحاد مع مصر لكن مصر تبقى باسم الجمهورية العربية المتّحدة.
1965 مارس/آذار - موت الملك فاروق  في روما.
حرب الأيام الستّة
1967 يونيو/حزيران - مصر والأردن وسوريا تدخل حرب مع إسرائيل و تعانى من هزيمة ثقيلة. تسيطر إسرائيل على سيناء، مرتفعات الجولان، قطاع غزة، القدس الشرقية والضفة الغربية. عرفت الحرب فيما بعد بنكسة 67 أو بحرب الأيام الستّة.
1970 سبتمبر/أيلول - وفاة جمال عبد الناصر ويستبدل بنائب الرئيس، أنور السادات.
1971 - توقيع  معاهدة الصداقة بين مصر والإتحاد السوفيتي .
1971 - دستور مصر الجديد يقدّم والبلاد تبدّل إسمها ليصبح جمهورية مصر العربية
1971 -اكتمال بناء سدّ أسوان العالي ليكون له  تأثير ضخم على الريّ  و  الزراعة والصناعة في مصر.
حرب أكتوبر / رمضان 
1973 أكتوبر/تشرين الأول - مصر وسوريا تدخل حرب مع إسرائيل أثناء إحتفال إسرائيل بيوم الغفران لإسترداد الأرض المحتلة  في 1967. تبدأ مصر المفاوضات لعودة سيناء بعد الحرب.
1975 يونيو/حزيران - إعادة فتح  قناة السويس للملاجة العالمية و كانت مغلقة  منذ حرب 1967.
1976 - أنور السادات ينهي معاهدة الصداقة مع الإتحاد السوفيتي.
1978 سبتمبر/أيلول -توقيع  إتفاقيات كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل .
1979 مارس/آذار -توقيع  معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل . ثمّ أدانة مصر من جانب الدول العربية الأخرى وتعليق عضويتها  من جامعة الدول العربية.
اغتيال السادات
1981 6 أكتوبر/تشرين الأول -اغتيال الرئيس أنور السادات  من قبل أعضاء فى جماعة الجهاد.
1981 أكتوبر/تشرين الأول - إستفتاء وطني يصدق على حسني مبارك رئيسا جديدا لمصر.
1987 أكتوبر/تشرين الأول - مبارك يبدأ فترة حكمه الثانية.
1989 تنضمّ مصر ثانية إلى جامعة الدول العربية.
1993 أكتوبر/تشرين الأول - مبارك يبدأ فترة حكمه الثالثة.
1995 يونيو/حزيران - مبارك هدف محاولة إغتيال في أديس أبابا، إثيوبيا، لدى  وصوله إلى قمّة منظمة الوحدة الأفريقية.
1997 - 58 سيّاح يلقون مصرعهم على أيدى مسلّحين أمام معبد حتشبسوت قرب الاقصر. و تعلن جماعة الجهاد مسئوليتها عن الحادث الذى أضر كثيرا باقتصاد و أمن مصر.
1999 أكتوبر/تشرين الأول - مبارك يبدأ فترة حكمه الرابعة.
2000 ديسمبر/كانون الأول - مصر ولبنان وسوريا تتّفق على مشروع ببليون دولار لخط أنابيب لحمل الغاز المصري تحت البحر الأبيض المتوسط إلى الميناء اللبناني لطرابلس.
2002 فبراير/شباط - مئات الركّاب يقتلون حرقا  بعد أن يشتعل قطارهم جنوب القاهرة.
2002 أبريل/نيسان - مصر تخفّض العلاقات مع إسرائيل -  بعد قمع إسرائيل للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات
2003 نوفمبر/تشرين الثّاني - الرّئيس مبارك يعاني "أزمة صحة" مختصرة أثناء خطاب تلفزيوني في البرلمان. و يتعافى بعدها بأيام قليلة
 
مقدمة تاريخية
71.9 مليون ( تقدير الأمم المتحدة عام 2003) تعداد السكان
القاهرة العاصمة
العربية اللغة الأم
الاسلام94% - مسيحية 6 %. الديانة
67 سنة ( رجال ) - 71 سنة ( نساء) متوسط العمر
الجنيه = 100 قرش العملة
البترول - منتجات بترولية - القطن الصادرات الرئيسية
1530 دولار ( تقدير البنك الدولى لعام 2001 ) متوسط الدخل السنوى
.eg رمز الإنترنت
+20 كود الإتصال الدولى
البيانات الرئيسية
المجموع: 1,001,450 كيلومتر مربّع الأرض: 995,450 كيلومتر مربّع الماء: 6,000 كيلومتر مربّع الجغرافية
المجموع: 2,665 كيلومتر البلدان المجاورة: قطاع غزة 11 كيلومتر، فلسطين 266 كيلومتر، ليبيا 1,115 كيلومتر، السودان 1,273 كيلومتر الموقع
4% أراضى زراعية- 96% أراضى صحراوية. استخدام الأرض
أصبحت التنمية الصناعية على درجة كبيرة من الأهمية منذ الحرب العالمية الثانية و تعتبر صناعة النسيج من أكبر الصناعات أما الصناعات الأخرى فتعتمد على الزراعات المحلية و تعدين المواد الخام المعدنية على سبيل المثال تكرير السكر و طحنه. الاقتصاد
المنسوجات- الاغذية-السياحة- الكيماويات-البترول البناء-الاسمنت-المعادن. الصناعة
1001450كم مربع المساحة
جمهورية متعددة الأحزاب بها هيئة تشريعية ذات مجلسين تشريعيين.
الحكومة
99% مصريون- أرمن و أوربيون 1%. التجمعات العرقية
البترول-الغاز الطبيعى-خام الحديد-الفوسفات-المنجنيز-الحجر الجيرى-لجبس-التلك-الرصاص-الزنك.

4 - أبريل - 2010
غربة من غير غربة ...
روح الإنصاف والأدب في حق عالم حلب عبد الفتاح أبو غدة.....    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

هذه كلمات نيِّرات، كتبها العالم الفاضل الشيخ سلمان العودة حفظه الله تعالى ورعاه، المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، في مجلة (الإسلام اليوم) العدد (33) من السنة الثالثة: رجب 1428هـ أغسطس 2007م، يتحدث فيها عن فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، ويدعو فيها إلى إنصافه ممن هاجموه بغير حق ولا أدب، ويتجلَّى فيها روح الإنصاف والأدب والوفاء للشيخ رحمه الله تعالى الله تعالى.
وهي درسٌ رائع في أدب الخلاف، ودعوة إلى الائتلاف، وموقع رابطة علماء سورية إذ يورد هذه المقالة الممتعة، يشكر فضيلة الشيخ على بالغ أدبه، وحُسن عهده، ورفيع خلقه، ورائع إنصافه، وهي دعوة متجدِّدة لإنصاف علمائنا، وإبعاد العوام والدهماء من الخصومات التي تكون بين أكابر العلماء.
أبوغدة في حاجة لمن ينصفه
بقلم: سلمان بن فهد العودة

تدريسه في مرحلة الدراسات العليا:

ثلَّةٌ من فضلاء الشيوخ يتولّون التدريس في المرحلة العليا التي تسبق الأطروحة للماجستير، كانت سمعتهم تسبقهم، وأسماؤهم المنقوشة بخط فارسي جميل على أغلفة الكتب؛ تأليفاً أو تحقيقاً تمنحهم الكثير من التقدير.

أوصاف الشيخ:

عبد الفتاح أبو غدة، ذو اللحية البيضاء الكثَّة، والابتسامة الصافية، وهدوء الصوت، واطّراد النبرة في الحديث، مع الوقوف على نهايات الكلمات بالحركة دون تسكين، كان هو أستاذ علوم الحديث أو ما يُسمَّى بالمصطلح.

طريقته في التدريس:

مقدِّمة ابن الصلاح تُقرأ، والأستاذ يعلِّق أو يشرح، بياناً لكلمة أو فكّاً لغامض، أو تصويباً لنطق، أو نكتة لغوية، أو لطيفة أدبية، أو حكمة سائرة، أو قصة عابرة، أو طرفة حاضرة.
الطالب يقرأ: فلان صدوق يهم، بكسر الهاء، فيصحح الشيخ الفعل بأنه بفتح الهاء، وأصلها: يَوْهَم.
منه سمعوا لأول مرة: " يوجد في الأنهار مالا يوجد في البحار" إشارة إلى أن الحكمة قد توجد عند الأصاغر.
يسوقُ الشيخ الكلمة السائرة: اثنان أبرد من يخ، شيخ يتصابى وصبي يتمشيخ، فيقول الشيخ: إنه وقف بعد البحث على أن اليخ هو : الثلج بالفارسية.
أحياناً يقول مُلمحاً: "لا تهمزوا المشايخ". المشايخ كلمة تكتب بالياء، ولا تُهمز، فلا يحسن أن تقول: "المشائخ"، ولكن الشيخ يشير إلى معنى في بطن الشاعر.
يسوق موعظة في صورة قصَّة للحسن بن صالح وأمه وأخيه، الذين كانوا يقومون الليل أثلاثاً، فماتت الأم، فتناصف الأخوان قيام الليل، فمات الأخ فقام الحسن الليل كله.

معرفته الواسعة بالكتب النوادر والمخطوطات:

الحديث عن الكتب النوادر والمخطوطات شأن لصيق بالشيخ، وعن طريقه عرف الدارسون كتاب" التمييز" للإمام مسلم، في الرجال والعلل، أو تعرَّفوا على القطعة المطبوعة منه.
يتوسّع الشيخ في ترجمة الإمام مسلم من المطوَّلات، ويقرأ ما كتبه الذهبي، ويعلق ويثني.
الشيخ يمنح الطلاب شيئاً من بحوثه أو تحقيقاته:" صفحات من صبر العلماء على شدائد التحصيل والطلب"، " العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج" .

لطف الشيخ وأدبه وذوقه:

العلاقة يشوبها شيء من التوجس، بيد أن لطف الشيخ وأدبه وذوقه يتجاوزها، وقد تندّ  عبارات هنا وهناك تنم عما في الصدور.

مواقف الخصوم:

كتب تُنشر وتُوزع في " تفنيد أباطيل تلميذ الكوثري"، والشيخ يصدر رسائل علمية سلفية، ويقرر فيها عقيدة السلف في الإيمان والأسماء، والصفات، وتوحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات بغير تأويل.

تفاقم الخصومة:

على أن تفاقم الخصومة واحتدامها لم يُجْد معه دواء، ولابد عند بعض الموغلين فيها أن يتبرأ من شيخه ومن كتبه، وأن يردَّ عليه، وأن يعلن ذلك على الملأ، ولو حدث هذا فالظن أنه سيقال بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الأمر لا يعدو أن يكون ذراً للرماد في العيون!

الدائرة المفرغة:

الدائرة المفرغة تضيع بدايتها، بين طلاب يتأثرون بأقوال شيوخهم، أو شيوخ يستحوذ عليهم الأقوياء من طلابهم.

الانشقاق الحركي في سورية وأثره في إذكاء الخصومة:

بُعدٌ آخر، لعله كان حاضراً بطريقة أو أخرى، الانشقاق الحركي الذي ضرب تيار الحركة الإسلامية في الشام، وامتدت آثاره إلى حيث يوجدون في السعودية، والعراق، والأردن، وغيرها.

قصيدة الأستاذ عصام عطار:

الذين كانوا يحفظون قصيدة الأستاذ عصام العطار الوجدانية، والتي حوت شوقاً وزملاء طريقة، لاحظوا أن الرواة نسخوا بعض أبياتها لأسباب لم تكن محل الإفصاح!
إيهِ أبا زاهد يا قمة شمـخت *** بالعلم والفضل يا كنزاً لمكتسـبِ
ماذا عن الصحب والإخوان في حلبٍ *** يا طول سهدي على الإخوان في حلب
ما قرّ جنبي وقد أقوتْ مضاجعكم *** كأن جنـبي مطويٌّ على قضـبِ
ماذا تعانون من عسر ومن رهق *** ماذا تقاسون من سجنٍ ومن حَـرَبِ
يا أوفياءُ وما أحلى الوفاء على *** تقلب الدهر من معطٍ ومستلبِ
أفديكُم عصبةً لله قد خلصتْ *** فما تغيَّر في خصب ولا جدب

تلقين قالة السوء:

تداخل في الانشقاق الحركي التنظيمي، والتمايز العقدي والمذهبي أدّى إلى أن يتلقن بعض الشبيبة قالة السوء في الرجل، فتضطغن قلوبهم، حتى لا ترى للرجل فضلاً أو علماً أو حقاً.

من مواقف الشيخ مع طلابه وتشجيعه لهم:

يصلِّي صاحبنا في مسجد كلية الشريعة صلاة المغرب، وإذا يدٌ تَرْبُت عليه من ورائه، ويلتفت ليرى الشيخ أبا غدة يصافحه، ويحييه ويدعوه لمصاحبته إلى منزله، حيث أهداه مجموعة من كتبه، وحين يقلِّب صفحاتها، يجد أنه لم يعد طالباً في الدراسات العليا، بل أصبح" فضيلة الشيخ" .

الشيخ أبو غدة في حاجة لمن ينصفه:

كان الشيخ أبو غدة في حاجة لمن ينصفه، وكما قيل:
ولم تزل قلةُ الإنصاف قاطعةً   بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم
وكما قال عمّار بن ياسر رضي الله عنه :"ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار".

إقحام العوام والصغار والبسطاء في الخصومة:

من دروس الخصومة تعلَّم أن من شر ما يحدث إقحام العوام والصغار والبسطاء في دهاليزها، وهم غير مستبصرين.
 وأدواتهم في الانتصار والغلبة، ليست هي الحُجَّة والبرهان والمعرفة والحوار والجدل والنصيحة، إنها الوقيعة والثلب والتعيير والتحذير والاستفزاز والتسرُّع، والتصنيف والاتهام والغيبة والتجرؤ والإهدار.
وهم يواصلون الحرب إلى النهاية، فلا صلح ولا سلم ولا هدنة ولا متاركة، ولا يكفي تراجع أو تصحيح حتى يقع الإذلال والمصادرة وتدمير آخر الحصون!.

ميدان المعركة بعد انطفائها:

ينظر المرء إلى ميدان المعركة بعد انطفائها، فيجد أشلا ودماء وطعنات، ووسائل شريفة وأخرى ليست كذلك، ويدري أن العراك يستخرج أسوأ ما في النفس الإنسانية من معاني الأنانية والعدوانية والظلم والجهالة :{إنه كان ظلوماً جهولاً}،{إن الإنسان خُلق هلوعاً إذا مسه الشرُّ جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين}.

ضرورة سيطرة الكبار على من تحت أيديهم:

وكم يجمل أن يُحكم الكبار سيطرتهم على من تحت أيديهم، وأن يضبطوا أصول التعامل الرشيد اليقظ مع الاختلاف، ومع الخطأ وفي مقام النصيحة ومقام الرد، ويتفطنوا لإفرازات الخصومة وتبعاتها، وينأوا بأنفسهم عن التعزُّز بالأعوان أو بالسلطان، بل يمحضونها لله، لاحظَّ فيها للنفس، رحمة بالعباد، وإشفاقاً عليهم، وحماية للمدرسة الشرعيَّة من التصدّعات.

ميل الدهماء إلى الخصام:

الدهماء تميل إلى الخصام، وتجد نفسها فيه، فهي تتقحم المعارك والمهالك دون تردّد، والروح عالية، والحماسة مشتعلة، واللسان حديد، والعصبية والثقة بالمتبوع لا تحتاج إلى برهان، والعربي اليوم كهو بالأمس!
لا يسألون أخاهم حين يندبهم          في النائبات على ما قال برهانا
وهم يخرجون من معركة ليستعدّوا لأخرى، فما قيمة الحياة إن لم تكن طرفاً عراك، وهو يظنُّ نفسه في مقام الذي كلما سمع هيعة طار إليها!

 الحاجة إلى نفوس كريمة وأدوات شريفة وعقول نيرة:

ثمة اختلاف، وثمة خطأ وصواب، وراجح ومرجوح، بل وحق وباطل، بيد أن الحق يحتاج إلى نفوس كريمة تحمله، وأدوات شريفة تدافع عنه، وعقول نيرة تفهمه، وإلا فيرحم الله من قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم.
والله أعلم.

4 - أبريل - 2010
البر بالأستاذ1
علامة حلب الشهباء : عبد الفتاح أبو غدة ، رحمة الله عليه...(1)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

 
عبد الفتاح أبوغدة
1335-1417 = 1917-1997
ولادته
ولد الأستاذ الشيخ عبدالفتاح بن محمد بن بشير بن حسن أبوغدة - يرحمه الله تعالى- في مدينة حلب الشهباء شمالي سورية، في 17 رجب 1335 الموافق 9 مايو 1917 في حي الجبيلة في بيت ستر ودين، وكان هو الأخ الثالث والأصغر بين إخوته الذكور، فيما تكبره أخته الحاجة شريفة رحمها الله وتصغره أخته الحاجة نعيمة أمد الله في عمرها.
وكان والده محمد - يرحمه الله - رجلاً مشهوراً بين معارفه بالتقوى والصلاح والمواظبة على الذكر وقراءة القرآن، وكان يعمل في تجارة المنسوجات التي ورثها عن أبيه، حيث كان الجد بشير- يرحمه الله تعالى - من تجار المنسوجات في حلب، والقائمين على صناعتها بالطريقة القديمة، أما والدة الشيخ فهي السيدة فاطمة مزكتلي المتوفاة سنة 1376-1956.
وينتهي نسب الشيخ رحمه الله تعالى من جهة والده إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان لدى أسرة الشيخ شجرة تحفظ هذا النسب وتثبته أما اسم أبوغدة فهو حديث نسبيا ومن فروع العائلة فرعان يحملان اسم صباغ ومقصود.
وقد عمل الشيخ في حداثته بالنسيج مع والده وجده رحمهم الله ثم عمل أجيراً مع الحاج حسن صباغ في سوق العبي - أي العباءات - وكان من زملائه الحاج عبد الرزاق قناعة أمد الله في عمره، ولا تزال الدكان التي عمل بها موجودة يعمل فيها آل أبو زيد أصهار الشيخ عبد الباسط أبو النصر رحمه الله تعالى.
عائلته
كان والد الشيخ وجده رحمهما الله يعملان – كما أسلفنا في النسيج وصباغته – وقد تزوج من السيدة فاطمة مزكتلي، وقد توفي جد الشيخ بشير عام 1355=1935 عن عمر يناهز 95 سنة ويقال إنه لم يسقط له سن ، فيما توفي والد الشيخ رحمهم الله جميعا عام 1360=1940 عن 63 عاما، وللشيخ أخوان من الذكور و أختان من الإناث، هم :
  1. عبد الكريم 1322=1905–1 شعبان 1402=24/5/1982 : ومن أولاده محمد سعيد رحمه الله وهو من أوائل الصناعيين بحلب، والدكتور عبد الستار الحائز على شهادة الدكتوراه في الفقه من الأزهر والذي عمل مع الأستاذ مصطفى الزرقا في موسوعة الفقه الإسلامي في الكويت ويعمل مستشارا شرعيا لكثير من المصارف الإسلامية وعلى رأسها شركة دلة في جدة، وكان الشيخ قد وجهه لطلب العلم الشرعي وأدخله في نشأته دار الحفاظ في جامع العثمانية، وعبد الهادي الذي توفي في 25 محرم 1384 المصادف 5/6/1964 في حلب بسرطان الدم وأهداه الشيخ كتابه (رسالة المسترشدين).
  2. عبد الغني 1328=1907 -28 ذي الحجة 1393= 22/1/1974: ومن أولاده أحمد تاجر العقار في حلب، والشيخ الدكتور حسن أبوغدة الأستاذ في جامعة الملك سعود، مؤلف كتاب أحكام السجن ومعاملة السجناء في الإسلام، وغيره من المؤلفات الفريدة النافعة، وللحاج عبد الغني من الأحفاد الشيخ معن حسين نعناع وفقه الله وكان يعمل أمينا للمكتبة في المدرسة الكلتاوية في حلب، والتي يديرها فضيلة الشيخ محمود الحوت.
     
  3. السيدة شريفة زوجة السيد محمد سالم بيرقدار المتوفى سنة 1398= 1978 عن 73 عاما، وقد ولدت  عام 1332= 1914 ولها من الذكور الأستاذ عبد المعطي رجل الأعمال المعروف في مدينة حلب والمولود فيها عام 1365 = 1944.
  4. السيدة نعيمة زوجة السيد علي خياطة والمولودة عام 1920: ولها من الأولاد محمود ويعمل في صناعة البلاستيك، وسعد الدين ومحمد، ولها من الأحفاد عماد طالب العلم الشرعي في المدرسة الكلتاوية في حلب

4 - أبريل - 2010
البر بالأستاذ1
 194  195  196  197  198