البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 192  193  194  195  196 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
وشكرا يا أستاذ هشام    كن أول من يقيّم

والشكر موصول للأستاذ هشام، على كلماته اللطيفة هنا، ومشاركاته الطريفة هناك، في قصة الفلاح والضابط، أتمنى أن أرى حلقات اخرى وأن يشارك يحيى باشا في الجواب، وما عليه عتاب: سوى أنه لم يرد على قصيدتنا للمرة العاشرة. ويبدو لي يا أستاذ هشام أنك متمرس في هذا الأدب، فلماذا لا تتمم المشوار، ومشهدا بعد مشهد تكتمل فصول المسرحية. ويا ليت تكتب لنا عن وزة النويهي، وتجد لها محلا في الحلقة القادمة، وشكرا.

25 - فبراير - 2007
مختارات من شعر النجاشي الحارثي: هدية لصديقنا امرئ القيس
تحية وشكر    كن أول من يقيّم

أهلا بالأستاذ ياسين الشيخ سليمان في موقع الوراق شاعرا وأديبا وباحثا نجيبا، ما سألت عنه يا أستاذ يدخل في عداد مشروع ارتياد الآفاق، وهو أحد المشاريع الثقافية التي أسسها ويرعاها صانع الوراق الأستاذ محمد السويدي، ومن هذه المشاريع مشروع (المسالك) وهو مشروع ضخم، وموضوعه مسالك كبار شعراء العالم، ومن هذه المشاريع (الشبكة الذهبية) ويتناول بالتاريخ المفصل والمصور أربعين عاصمة من عواصم الدنيا، وأولها (القدس) وقد نجزت، والقاهرة، وقد نجزت، ومن هذه المشاريع، مشروع (واحة المتنبي) الذي أعلن عنه اليوم، كما تجد الحديث عنه مفصلا في موضوع خاص في دوحة الشعر، ومن هذه المشاريع مشروع ارتياد الآفاق، وهو مشروع يعمل على نشر كل ما وصلنا من الرحلات العربية، وهي زهاء ألف رحلة، والإعداد جار بعون الله لضم ثمرات هذا المشروع إلى الوراق، ومنها (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية) للنابلسي

26 - فبراير - 2007
استفسار وطلب مساعدة
شكرا لأستاذتنا ضياء خانم    كن أول من يقيّم

كل الشكر لك سيدتي (أميرة البيان)  ضياء خانم على هذه الهدية، لم أنتبه لها حتى هذه الساعة، وأتمنى أن أقرأ انطباعك حول واحة المتنبي، فلا أنسى كلمتك عن المتنبي في يوم 4/ 3/ 2006 لا أرى أبعد من المتنبي ، وهو من فلاسفة الشعر . لا تزال هذه الكلمة ترن في سمعي منذ ذلك اليوم، واتمنى للأخوة الاكارم أن يعودوا لقراءتها، وخاصة الأستاذ هشام: وأنقل من كلمتها هذه القطعة:
لا أرى أبعد من المتنبي ، وهو من فلاسفة الشعر . أما في العصر الحديث ، فأنا أحب شعر " سعدي يوسف " ، ليست أفكاره هي ما يستهويني ، إلا أن لغته قوية ومشاكسة وأشبهه "بحلاج " عصره . تعجبني أيضاً لغة " سليم بركات " الساحرة ، ولوعته ، وفضاءه الأسطوري رغم أنني لا أفهم الكثير مما يقوله . لا أحب " أدونيس " ولا أجد فيه إلا مهندساً للشعر ، وتزعجني حساسية " محمود درويش " المرهفة ، رغم غنائيته الجميلة ، إلا أنه لا يريد ، برأيي ، بأن يخرج من تنورة أمه ، رغم ما يقال عن "ثورية " شعره . هه ، كما ترى ، لا أحكم على الشعر إلا بميزان عواطفي نحوه فلا تحاسبني على المللغرام .
أرى بأنك تمتلك لغة جميلة ومسبوكة ، وان لديك ثقافة عميقة ، هي أبعد من الحسي ، وأنبل من العقلي ، لا تستعملها ، وأنك تقلب المعاني لكنك لا تطحنها جيداً ! تقف عند حدود الذوق والدماثة وما يخدش القالب ولا تتجرأ على القلب . لا تستخدم سلطتك عليه . الكلام سلطة وليس صورة ، كأنك بشعرك تريد بأن ترسم لوحة جميلة ، إلا أننا لا نراك فيها .
أنت ثاني شاعر أعرفه ويزعل مني . فهل أخاطر بهذا ?
 
-----------------
 

26 - فبراير - 2007
الشطرنج آراء وأخبار وطرائف
من نوادر الترخيم    كن أول من يقيّم

والمعذرة يا أبا البركات، ولا أخفيك أنني ترددت هذه المرة في إضافة الراء ولكنني اتبعت قاعدة تقديم الأولى، وذكرتني (منصو) هذه بقصة الترخيم عندنا في دمشق، ولا أدري هل هي عندكم كذلك أم لا ، فالترخيم يراد به التحبب كما يراد به السخرية، والفرق في أداتي الترخيم، وهما الواو والياء الممالة، التي تستعمل في القراءات مثل (والضحي والليل إذا سجي) وأضرب مثالا على ذلك اسم (حكيمة) فبترخيم التدليع والتحبب يصير (حكُو) وبترخيم السخرية يصير (حكي) وإذا كانت البنت اسمها (خيرية) فتدليعها أن يقال لها (خيرو) وتسفيهها أن يقال لها (خيري) ليس بكسر الراء وإنما بإمالة الياء، وإذا كان اسمها فاطمة فترخيم التحبب (فاطو) وترخيم التسفيه (فاطي) وأن يدعو الرجل زوجته بياء الترخيم يعني إهانة لا تغتفر، سيما أمام السلايف والضرائر. وأما المتنبي فأطرف ترخيماته البيت المشهور
لله ما فعل الصوارم والقنا      في عمرو حاب وضبة الأغنام
وهو الشاهد (141) في خزانة الأدب. وقد أتبع البغدادي شرحة بترجمة موسعة للمتنبي نقلا عن (ايضاح المشكل) وفيها طائفة مما أخذ عليه من الشعر. وقال في شرح البيت:
قوله "حاب" مرخم حابس في غير النداء، وهو ضرورة، وهو في المضاف إليه أبعد. وأبقى كسرة الباء من حابس بعد الترخيم على حالها. وأصله "عمرو بن حابس" فحذف ابنا وأضاف عمراً إلى حابس.
وقال ابن سيده صاحب المحكم في "شرح ديوان المتنبي": أراد عمرو حابسٍ فرخم
المضاف إليه اضطراراً كقوله - أنشده سيبويه:
أودى ابن جلهم عبادً بصرمته         إن ابن جلهم أمسى حية الوادي
قال: أراد ابن جلهمة. والعرب يسمون الرجل جلهمة والمرأة جلهم كل هذا حكاه
سيبويه.
وهذاالبيت من قصيدة لأبي الطيب المتنبي. قالها في صباه، عندما اجتاز برأس عين في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وقد أوقع سيف الدولة بعمرو بن حابس من بني أسد، وبني ضبة، ورياح بن أبي تميم؛ ولم ينشده إياها. فلما لقيه دخلت في جملة المديح. ومطلع القصيدة:
ذكر الصبا ومراتع الآرام         جلبت حمامي قبل وقت حمامي
إلى أن قال في مدح سيف الدولة:
وإذا امتحنت تكشفت عزماته         عن أوحدي النقض والإبرام

 وإذا سألت بنانه عن نيله         لم يرض بالدنيا قضاء ذمام
مهلاً، ألا لله ما صنع القنا         في عمرو حاب وضبة الأغنام
جعل هؤلاء أغناماً، لأنهم كانوا جاهلين حين عصوه؛ حتى فعل بهم ما فعل. وهو بالنون لا بالمثناة الفوقية، إذ هو غير مناسب، إذ الأغتم: الأعجم الذي لا يفصح شيئاً، والجمع الغتم.
وزعم ابن سيده في شرحه: أن هذا هو المراد هنا، قال: والأغتام: جمع أغتم، كسر أفعل على أفعال، وهو قليل، ونظيره أعزل وأعزال بإهمال الأول، وهو الذي لا سلاح معه، وأغرل وأغرال بإهمال الثاني، وهو الذي لم يختن.
وبعده:
لما تحكمت الأسنة فيهم         جارت، وهن يجرن في الأحكام
فتركتهم خلل البيوت كأنما         غضبت رؤوسهم على الأجسام
أي: غزوتهم في عقر دارهم حتى تركتهم خلال بيوتهم أجساماً بلا رؤوس
وهذه ترجمة المتنبي نقلتها من كتاب "إيضاح المشكل لشعر المتنبي، من تصانيف أبي القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الأصفهاني" وهذا الإيضاح قاصرٌ على شرح ابن جني لديوان المتنبي، يوضح ما اخطأ فيه من شرحه. وهو ممن عاصر ابن جني؛ وألف الإيضاح لبهاء الدولة بن بويه.
قال: "وقد بدأت بذكر المتنبي ومنشئه ومغتربه، وما دل عليه شعره من معتقده إلى مختتم أمره، ومقدمه على الملك - نضر الله وجهه - بشيراز وانصرافه عنه، إلى أن وقعت مقتلته بين دير قنة والنعمانية واقتسام عقائله وصفاياه ..
حدثني ابن النجار ببغداد: أن مولد المتنبي كان بالكوفة في محلةٍ تعرف بكندة، بها ثلاثة آلاف بيت، من بين رواء ونساج. واختلف إلى كتاب فيه أولاد أشراف الكوفة، فكان يتعلم دروس العلوية شعراً ولغةً وإعراباً؛ فنشأ في خير حاضرة. وقال الشعر صبياً. ثم وقع إلى خير بادية، بادية اللاذقية وحصل في بيوت العرب، فادعى الفضول الذي نبذ به،
فنمى خيره إلى أمير بعض أطرافها - فأشخص إليه من قيده وسار به إلى محبسه، فبقي
يعتذر إليه ويتبرأ مما وسم به، في كلمته التي يقول فيها:
فما لك تقبل زور الكلام         وقدر الشهادة قدر الشهود
وفي جود كفك ما جدت لي         بنفسي ولو كنت أشقى ثمود
..... انظر بقية الترجمة التي نقلها البغدادي عن صاحب  (إيضاح المشكل) منها قوله:
وهو في الجملة خبيث الإعتقاد. وكان في صغره وقع إلى واحدٍ يكنى أبا الفضل بالكوفة
من المتفلسفة، فهوسه وأضله كما ضل.
وأما ما يدل عليه شعره فمتلون. وقوله:
هون على بصرٍ ما شق منظره         فإنما يقظات العين كالحلم
مذهب السوفسطائية. وقوله:
تمتع من سهادٍ أو رقادٍ         ولا تأمل كرى تحت الرجام
فإن لثالث الحالين معنى         سوى معنى انتباهك والمنام
مذهب التناسخ. وقوله:
نحن بنو الدنيا فما بالنا         نعاف ما لابد من شربه
فهذه الأرواح من جوه         وهذه الأجسام من تربه
مذهب الفضائية. وقوله في أبي الفضل بن العميد:
فإن يكن المهدي من قد بان هديه         فهذا، وإلا فالهدي ذا فما المهدي
مذهب الشيعة. وقوله:
تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم         إلا على شجبٍ، والخلف في الشجب
فقيل: تخلد نفس المرء باقية         وقيل: تشرك جسم المرء في العطب
فهذا من يقول بالنفس الناطقة؛ ويتشعب بعضه إلى قول الحشيشية. والإنسان إذا خلع ربقة الإسلام من عنقه، وأسلمه الله عز وجل إلى حوله وقوته، وجد في الضلالات مجالاً واسعاً، وفي البدع والجهالات مناديح وفسحاً.
ثم جئنا إلى حديثه وانتجاعه، ومفارقته الكوفة أصلاً، وتطوافه في أطراف الشام، واستقرائه بلاد العرب ومقاساته للضر وسوء الحال، ونزارة كسبه، وحقارة ما يوصل به؛ حتى انه أخبرني أبو الحسن الطرائفي ببغداد - وكان لقي المتنبي دفعات في حال عسره ويسره -: أن المتنبي قد مدح بدون العشرة والخمسة من الدراهم.... إلخ

27 - فبراير - 2007
واحة المتنبي
تحية عطرة 2    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أرحب بالأستاذ البحاثة خالد أبو روان في قافلة السراة، وأشكر أستاذنا فارس أرغن على تحيته العطرة، ولما دخلت الليلة الوراق استوقفتني رصانة هذه البحوث، فأردت أن أكتب هذه التحية العطرة فتفاجأت بقصة الترخيم في موضوع (واحة المتنبي) فأنساني الشيطان ما عزمت عليه، ليكتب ذلك في صحيفة أستاذنا سعيد أوبيد الهرغي، متمنيا أن يكون الأستاذ خالد قد قرأ سابقا الموضوع المنشور بعنوان (مشروع سراة الوراق) أكرر شكري وامتناني.. والسلام

27 - فبراير - 2007
بحث عن الوصف في الشعر الأندلسي
على رسلك يا أم الرضا    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

تحية طيبة للأستاذة أم الرضا، وأزف إليها خبرا مفرحا، فقد اتفقت مع الأستاذ معتصم على إنشاء مجلس خاص بالأمثال، وستكون الأستاذة أم الرضا راعيته، وسوف أضيف اسمها إلى قائمة رعاة الوراق، عندما يعلن المجلس، وإن شاء الله، في أوائل الأسبوع المقبل.
وبين يدي يا أم الرضا أكثر من مائة كتاب في الأمثال الشعبية، لا أدري هل أتمكن من التعريف بها أم أكتفي بتسميتها. وأجملها وأحلاها وأجلها كتاب (موسوعة حلب المقارنة) للمرحوم خير الدين الأسدي، وهو وإن لم يكن كتاب أمثال، إلا أنه ما ترك صغيرة وكبيرة في أمثال حلب إلا وأودعها كتابه. وهذا كتاب أنصحك باقتنائه، وأرجو أن يكون في حوزتك، وهو كتاب ضخم في ستة مجلدات من القطع الكبير، والجزء السادس ما يزال مخطوطا، لأنه يشتمل على ألفاظ لا تصح طباعتها. وقد أودع في هذه الموسوعة كل كلمة يتلفظ بها أهل حلب في أسمارهم وأفراحهم وأحزانهم وألعابهم وأمثالهم وحكاياتهم وأهازيجهم وأشعارهم، ومواويلهم ومناغاتهم ونداء باعتهم، وما يزفون به العروس، وما يشيعون به الميت، وعكاكيز كلامهم وفلتات ألسنتهم وكناياتهم واستعاراتهم وزجرهم وسبابهم وشرابهم وطعامهم وووو إلخ. وتجدين دليلا في خاتمة كل جزء يوصلك إلى كل هذا.
ولد المرحوم خير الدين الأسدي في حلب عام (1900م) من أسرة فقيرة، لم تكن لها القدرة لسد تكاليف الدراسة، فلم يحصل على أي شهادة تذكر، بل يقال: إنه ما دخل مدرسة قط،  وكانت وفاته عام (1971م) ولم يترجم له خير الدين الزركلي في الأعلام، لأن كتبه طبعت بعد وفاة الزركلي. وبعد وفاته هو بعشر سنوات. أي عام 1981. وكان قد فقد إحدى ذراعيه في شبابه بانفجار بارود يحاول صنع قنبلة منه.
 وقضى عمره كله للكتاب، وللكتاب وحده، ولم يكن يملك غير مكتبته التي ملأها بنوادر الكتب، وبنى لها قبة، صارت لها شهرة أيضا، وغنى فيها زبوره (أغاني القبة) ولم يتزوج، ولا اهتم بشي من مظاهر الدنيا ومتعها، فلما مات ضاعت مكتبته هذه، ورأيت بعيني أسلابها في دمشق، واقتنيتُ بعض ما رأيته يعرض للبيع وعليه اسمه، في عقب الكتاب، وحُملتْ بقاياها إلى المكتبة الوطنية بحلب، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأهل حلب يأخذون عليه كلمته بحق سليمان الحلبي قاتل كليبر. وبلغني أيضا أنه لما مات لم يشعر أحد بموته حتى عرفوا ذلك من الرائحة، ولم يخرج في جنازته أحد غير حفار القبور الذي كلفه الناس بحمل جثته، واكتشف الناس لاحقا أن حفار القبور باع جثة الأسدي لطالب من طلاب كلية الطب في حلب،  فلا يعرف له قبر.  رحمه الله وغفر له.

1 - مارس - 2007
أمثال من هنا وهناك
مكتبة أحمد الصافي النجفي    كن أول من يقيّم

(اشتئتلك اشتئتلك) يا فارس أرغن، و(اشتئتلك) يعني باللهجة الدمشقية (أشتقت إليك) وهو عنوان أغنية للمرحوم فريد الأطرش، أحب سماعها ويشاركني في ذلك أستاذنا صادق السعدي، سلمه الله:
أما عنوان هذه الفقرة فهو من قبيل (الشيء بالشيء يذكر) فالمرحوم أحمد الصافي النجفي قضى الشطر الأخير من حياته متشردا في دمشق، وكان يسكن في غرفة من غرف جامع الخياطين في منطقة الحريقة بالقرب من البيمارستان النوري، ولم يقدر لي أن أراه، فقد توفي عام 1977 في بغداد وهو نفس العام الذي ترك به دمشق. وكنت على صلة وطيدة إذ ذاك بالقائمين على جامع الخياطين والمقيمين في غرفه المعدة سابقا لإقامة الغرباء. وكنت أقضي الساعات الطوال في تقليب أوراق ورسائل أحمد الصافي النجفي المبعثرة بين الكتب...وأتنقل بين نوادر الكتب التي استصفاها، ومعظمها من إهداءات مؤلفيها، مع أنه لم يكن يكترث بالكثير منها كما ذكر المرحوم أدهم الجندي في حديثه عنه، في كتابه (أعلام الأدب والفن) إذ أهداه بعض مؤلفاته، ليراه بعد أيام معروضا للبيع في المسكية (سوق الكتب القديمة أمام الجامع الأموي) ولا أرغب بالحديث مفصلا عما جرى لمكتبة أحمد الصافي النجفي، إلا أنني رأيت أيضا أسلابها في السوق السوداء، واشتريت الكثير منها، وعليها إهداءات مؤلفيها لأحمد الصافي النجفي، وأذكر منها الآن كتاب، (في طريقي إلى الإسلام) تأليف المرحوم أحمد نسيم سوسة، وعليه إهداؤه للنجفي بخطه، وهو من يهود العراق، تنصر حقبة من الدهر ثم اعتنق الإسلام، وكتب قصة حياته بين الديانات الثلاث في هذا الكتاب وأصدره في جزأين، من القطع الصغير، ومنها كتاب (في معتقل هاكستب) للمرحوم محمد علي الطاهر، وعليه إهداؤه بخطه. وكتب كثيرة يطول ذكرها، وفيها رسائل وكتب من تأليفه ككتاب (هزل وجد)  وكنت أرى في غرفته نسخا كثيرة منه، وهذا الكتاب من أطرف ما قرأت من آثار الصافي، وهو أشبه بالاعترافات، ذكر في بعضها قصة متأله فارسي أغراه أن يكون رسولا له في بلاد العرب. وأحمد الصافي النجفي وخير الدين الأسدي مشربهما واحد، وكلاهما لم يتزوج، وقد ذكرت في نوادر النصوص بطاقة تتعلق بعودته إلى بغداد. وفي أوراقي المتراكمة مختارات من شعره أتمنى أن أجد وقتا لنشرها على الوراق، وأشهر شعره قوله:
مـحـمدُ: هل لهذا جئتَ iiتسعى وهـل أتـباعك الهملُ iiالمشاعُ
أإسـلامٌ  وتـغـلـبـهم iiيهودٌ وآسـادٌ وتـأكـلـهـم iiضباع
شـرعتَ لهم سبيل المجد iiلكن أضاعوا هديك السامي فضاعوا

1 - مارس - 2007
أمثال من هنا وهناك
ساديها وعاشيها    كن أول من يقيّم

هذه القطعة مدبجة، يا فارس أرغن، والأبيات الثلاثة الأولى وصلتنا عن طريق (روضة العقلاء) لابن حبان البستي (ت  354هـ) المنشور على الوراق، قال: أنشدني علي بن البسامي، ثم ذكر الأبيات الثلاثة، والأرجح أنها من شعره، ثم خلطها الناس بالبيتين، الرابع والخامس ، فأما البيت الرابع فهو من أشعار العرب التي لا يعرف لها قائل، وأقدم من ذكره ابن داود الأصفهاني (ت 297هـ)  في كتابه الزهرة، المنشور على الوراق في بيتين ولم يسم قائلهما، والبيتان:
يا  صاح في قلبه البغضاء راكدة فـالـنفس  تكتمها والعين تبديها
وَالـعَـينُ تَعلَمُ مِن عَينَيْ iiمُحَدِّثِها إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مِن أَعاديها
وأجاز سبط ابن التعاويذي البيت الثاني فقال:
عَـيناكِ  قَد دَلَّتا عَينَيَّ مِنكِ عَلى أَشـياءَ  لَولا هُما ماكُنتُ iiأَرويها
وَالـعَـينُ تَعلَمُ مِن عَينيْ iiمُحَدِّثِها إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مِن أَعاديها
 
وأما: (ساديها وعاشيها) قافيتا البيت الثاني والثالث، فمن نوادر خروقات الشعراء للغة،  والشعراء كما تعلم يا فارس أرغن لا يصمدون أمام إغراء الكلمة ولو خالفت قواعد النحو، كما قال المتنبي:
بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا       وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
فنصب الفعل المضارع بحرف الجزم (لم) ولما اعترِض عليه قال: (ابن جني يجيب عني)

1 - مارس - 2007
عبرة من خريف العمر في أرجوزة
فرحة الأجداد    كن أول من يقيّم

الـيـوم فـرحـتك الكبيرة iiسيدي والـيـوم  حـلـتك البهية iiترتدي
والـيـوم  يـشهد كل رافع iiمسجد أفـراح يـوسف في السماء iiبأحمد
والـيـوم  كـل صلاة فجر iiقمتها تـسـعـى أمـامك في لقاء iiمحمد
والـيـوم مـن بـوابـه iiوحبوره بـلـقـاك تـعـلـم أنني لم iiألحد
والـيـوم تسمع قصتي من iiعارف لا نـاظـر فـيـهـا ولا مـتردد
أهـديـك  أشـرف مـا يعد لوافد فـي  كـل زاويـة هـناك iiومقعد
ولـهـيب  ظلمائي وجمر iiجراحها فـي  ركـع مـتـخضبين iiبسجد
إن  كـان آلـمـني فراقك iiسرني أن سوف تدخل في حصون تمردي
قـلـبت  طرفي في السماء iiمودعا مـعـراج  روحك للنعيم السرمدي
يـا  لـيت أعرف في الخليقة كلها الـراكـبـين  اليوم مركبك iiالندي
والـشـاربـين بذات كأسك iiأهلهم صـحـبـي وأولى معشر iiبتوددي
وسـقت كقبرك في دمشق iiقبورهم ديـم الـربـيـع مـجللا iiبتنهدي
أمـي  نـعيت إليَّ أطيب iiصاحب وأعـز مـشـتـاق وأثـمن معهد
وبـعـثـت في سمعي رقيق ندائه بأشق  ما عصرت علي كبدي iiيدي
مـا  لـم يـفـارقني خيال iiشبابه وبـريـق  فـرحته بساعة مولدي
وذكـرت  كـيف قطفت آخر iiمرة قـبـلاتـه مـن وجـهه iiالمتورد
وعـزائـي  الـلحظات تلك iiفإنها سـلـوان أيامي وشمسي في iiغدي
وغـدا  سـأنظر في دمشق iiفراغه وألـمُّ مـنـه تـغـربي iiوتشردي
 

2 - مارس - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
شكر وامتنان    كن أول من يقيّم

شكرا أيها الأخوة الأكارم، على كلمات العزاء والسلوان، ورجاء المغفرة والرحمة لفقيدنا الغالي، أكتب لكم هذه الكلمات من دمشق ، من منزل صديقي المهندس الأستاذ محمود عليان، صديق الصبا، وسأروي لكم هذه القصة كما رويتها له قبل قليل:
استيقظتُ في أول يوم نمتُ فيه في دمشق في غرفة والدتي، على صوتها وهي تدعوني باسم والدي ظنا منها أن النائم في السرير هو زوجها، وقد نسيت فجيعتها بموته، واهتز قلبي لندائها، وصرت أفكر هل هي حسبت حادثة الموت مناما استيقظت منه ? وتكرر النداء، وتجاهلته عمدا، ثم سمعتها تجهش بالبكاء بعدما تذكرت مصابها الجلل، وهرعت لضمها ومواساتها وكفكفة دموعها، وما أصعبه من فراق بعد أكثر من ستين عاما تقاسما فيها حلاوة الدنيا ومرارتها. أكرر شكري وامتناني لكل من تفقدني بكلمة عزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

7 - مارس - 2007
ويرحم الله والدي
 192  193  194  195  196