البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمود العسكري أبو أحمد

 18  19  20  21  22 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
(9/6): مخالفة الرجل المقتدى به للصواب في الظاهر    كن أول من يقيّم

-   اعلم أنه يستحب للعالم والمعلم والقاضي والمفتي والشيخ المربي ، وغيرهم ممن يقتدي به ويؤخذ عنه : أن يجتنب الأفعال والأقوال والتصرفات التي ظاهرها خلاف الصواب ، وإن كان محِقًّا فيها ؛ لأنه إذا فعل ذلك ترتب عليه مفاسد من جملتها : توهم كثير ممن يعلم ذلك منه أن هذا جائز على ظاهره بكل حال ، وأن يبقى ذلك شرعًا ، وأمرًا معمولاً به أبدًا ، ومنها وقوع الناس فيه بالتنقص ، واعتقادهم نقصه ، وإطلاق ألسنتهم بذلك ؛ ومنها أن الناس يسيئون الظن به فينفرون عنه ، وينفرون غيرهم عن أخذ العلم عنه ، وتسقط رواياته وشهادته ويبطل العمل بفتواه ، ويذهب ركون النفوس إلى ما يقوله من العلوم ، وهذه مفاسد ظاهرة ، فينبغي له اجتناب أفرادها ، فكيف بمجموعها ؟ ، فإن احتاج إلى شيءٍ من ذلك وكان محِقًّا في نفس الأمر لم يظهره ، فإن أظهره أو ظهر أو رأى المصلحة في إظهاره ليعلم جوازه ، وحكم الشرع فيه ، فينبغي أن يقول : هذا الذي فعلته ليس بحرام ، أو إنما فعلته لتعلموا أنه ليس بحرام إذا كان على هذا الوجه الذي فعلته ، وهو كذا وكذا ، ودليله كذا وكذا .
----------
انتهى المنتقى من أذكار النووي غفر الله لنا وله ، والكتاب قيِّمٌ .

25 - نوفمبر - 2010
إشراقة
(9/7) : إشراقة الجمعة [ الاختبار والتجربة . الإخلاص ]    كن أول من يقيّم

-       ( الاختبار والتجربة )
-       لا تمدح فتى حتى تجربه . مثل بلغاري .
-       إننا لا نصطاد الثعلب بالفخ نفسه مرتين . أرسطو .
-       الاختبار خير برهان . فرانسيس باكون .
-       الذهب يمتحن بالنار والرجال بالتجارب . سينيكا .
-       ليس عندي إلا مصباح واحد يرشد قدمي ويقودهما ذلك هو مصباح الاختبار . باتريك هنري .
-       الاختبار معلم أخرس . أفلوطين .
-       من الخير ألا تكون لنا عيوب ، ومن الشر ألا تكون لنا تجارب . وليم بيدجوت .
-       الحمقى وحدهم يحتقرون تجارب غيرهم . بسمارك .
-       ( الإخلاص )
-       الإخلاص من زجاج ، وكتمان السر من ألماس . أندريه موروا .
-       الإخلاص عملة نادرة في مجتمع المادة اللا أخلاقي . ت.س. إليوت .
-       الحياة بلا إخلاص وقاحة . إمرسون .
-       إننا نشعر بالراحة حين نعمل بإخلاص . جورج صاند .
-       لا ترم حجرا في البئر التي شربت منها . حكمة آرامية .

26 - نوفمبر - 2010
إشراقة
(10/1): المكافأة وحسن العقبى    كن أول من يقيّم

-       هذا انتقاء من كتاب ( المكافأة وحسن العقبى ) ، منشور في مكتبة الوراق .
-   ( الفاتحة ) : سدد الله فكرك، وكفاك مهمك ، إن أشد على الممتحن من محنته = عدوله في سعيه عن مصلحته، وتنكبه الصواب في بغيته. ولكُلِّ وجهةٍ من الجدوى مأتًى تستنزل به عوائدها ، ويقرب معه ما استصعب منها ، يستشيره حسن الروية ، ويهدي إليه صالح التوفيق ، وقد رأيتك لا تزيد من رغبت إليه = فيما تحدوه على برك، وتحثه لما أغفل من أمرك = على نصِّ مكارم من سلف. وترى أنه يهش إلى مساجلتهم، فلا تبلغ في هذا أكثر من إحراز الفضيلة للمرغوب إليه، ولا توجد في الراغب فضيلةً تحثُّه على شفيع قصده. ولو عدلت عن مكارم من رغبت إليه، إلى حسن المكافأة من أنعم عليه، لكانت لك ذرائع يمت بها الراغب، توجد للمرغوب إليه سبيلاً إلى الإنعام، وتفسح أمله في مواترة الإحسان.ولم يؤت الجود من مأتى هو أغمض من مغادرة حسن المكافأة. ولو أنعمت النظر فيها: لوجدتها أقوى الأسباب في منع القاصد، وحيرة الطالب. ولو كانت توجد مع كل فعل استحقها، لآثر الناس قاصديهم على أنفسهم، ولجروا على السنن المأثورة عنهم.وقد كتبت لك في هذه الرسالة أخبارا- في المكافأة على الحسن والقبيح، تنعم الخاطر، وتقرب بغية الراغب- مما سمعناه ممن تقدمنا- وشاهدناه بعصرنا، وبالله التوفيق
-   ( الخاتمة ) : قال أبو جعفر قال بزرجمهر: "الشدائد قبل المواهب، تشبه الجوع قبل الطعام: يحسن به موقعه ويلذ معه تناوله" وقال أفلاطن، "الشدائد تصلح من النفس بمقدار ما تفسد من العيش، والترف يفسد من تلنفس بمقدار ما يصلح من العيش" وقال: "حافظ على كل صديق أهدته إليك الشدائد، والْهُ عن كل صديق أهدته إليك النعمة" وقال أيضا: "الترفه كالليل: لا تتأمل فيه ما تصدره أو تتناوله، والشدة كالنهار: ترى فيها سعيك وسعي غيرك" وقال أردشير: "الشدة كحل ترى به ما لا تراه بالنعمة" وملاك مصلحة الأمر في الشدة شيئان: أصغرهما قوة قلب صاحبها على ما ينوبه، وأعظمها حسن تفويضه إلى مالكه ورازقه وإذا صمد الرجل بفكره نحو خالقه، علم أنه لم يمتحنه إلا بما يوجب له مثوبة، أو يمحص عنه كبيرة، وهو مع هذا من الله في أرباح متصلة، وفوائد متتابعة فأما إذا اشتد فكره تلقاء الخليقة، كثرت رذائله، وزاد تصنعه، وبرم بمقامه فيما قصر عن تأميله، واستطال من المحن ما عسى أن ينقضي في يومه، وخاف من المكروه ما لعله أن يخطئه وإنما تصدق المناجاة بين الرجل وبين ربه لعله بما في السرائر، وتأييده البصائر. وهي بين الرجل وبين أشباهه كثيرة الأذية، خارجة عن المصلحة ولله تعالى روح يأتي عند اليأس منه يصيب به من يشاء من خلقه، وإليه الرغبة في تقريب الفرج وتسهيل الأمر، والرجوع إلى أفضل ما تطاول إليه السؤل، وهو حسبي ونعم الوكيل.

27 - نوفمبر - 2010
إشراقة
ديباجة النظم    كن أول من يقيّم

( مقدمة النظم / الكتاب ، 14 بيتًا )
يَقُولُ عَبْدُ اللهِ ؛ وَهْوَ الْعَلَوِي ؛ v رَاجِي شَفَاعَةِ الْجَنَابِ الْمَوْلَوِي ؛:
اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدْ كَشَفَـ ا v بِطَالِعِ الْبَيَانِ عَمَّا انكَسَفَـ ا ،
 حَتَّى انْجَلَتْ بَعْدَ الْعَمَى غَيَاهِبُ ، v وَأَصْبَحَ الضَّلالُ وَهْوَ رَاهِبُ ،
نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعَمْ v تَجِلُّ عَنْ حَصْرٍ بِفِكْرٍ أَوْ قَلَمْ ،
يُكْرِمُنَا وَالْمُسْتَحَقُّ ضِدُّهُ ، v تَبَارَكَ اللهُ وَجَلَّ مَجْدُهُ ،
أَرْسَلَ فَضْلاً مِّنْهُ فِينَا أَحْمَدَا v لِلأَمْنِ الانَ وَالشَّفَاعَةِ غَدَا ،
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا هَبَّ الصَّبَا ، v وَمَا إِلَى طَيْبَةَ مُشْتَاقٌ صَبَا ،
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا حَجَّ الْحَجِيجْ ، v وَمَا تَلَقَّى زَائِرًا لَّهُ أَرِيجْ .
وَأَسْتَعِينُ اللهَ فِي نَيْلِ النَّجَاحْ v فِي رَجَزٍ سَمَّيْتُهُ : ( نَوْرَ الأَقَاحْ ) ،
نَظَمْتُ فِيهِ الدُّرَّ فِي سِلْكٍ مَّنِيعْ ؛ v مِنَ الْمَعَانِي وَالْبَيَانِ وَالْبَدِيعْ ،
عَلَى طَرِيقٍ لاحِبٍ وَّجَامِعِ ، v لِلْحَشْوِ وَالتَّعْقِيدِ دَأْبًا مَانِعِ ،
إِذْ عِنْدَهَا يَظْهَرُ سِرُّ الْقُرْآنْ ، v وَيَكْمُلُ الدِّينُ ، وَيَبْدُو الْبُرْهَانْ .
بِهِ أَرُومُ الْفَوْزَ يَوْمَ الْعَرْضِ ، v وَالْعَفْوَ عَمَّا ضَاعَ لِي مِنْ فَرْضِ ،
وَمَا ارْتَكَبْتُ مِنْ قَبِيحٍ وَّزَلَلْ ؛= v فَإِنَّ عَفْوَ ذَاكَ عِنْدَهُ جَلَلْ .
- يتجاوز عن شرح المقدمة .

28 - نوفمبر - 2010
الشذا الفياح من نور الأقاح
ما يوصف بالفصاحة . ما يوصف بالبلاغة .    كن أول من يقيّم

( مقدمة العلم ، 29 بيتًا )
-       ( ما يوصف بالفصاحة ) :
-       ( ص ) : يُوصَفُ بِالْفَصَاحَةِ: الْقَوْلُ، وَمَنْ v أَنشَا لَهُ؛ فَبِالْفَصَاحَةِ قَمَنْ .
-   ( ش ) : الفصاحة لغةً : الظهور والبيان ، واصطلاحًا : يختلف تعريفها باختلاف موصوفها ، لكنها على الإجمال ترجع إلى المعنى اللغويِّ بكون الكلام ظاهرَ الدلالة على المعنى المراد .
-   والذي يوصف بالفصاحة ثلاثة أشياء ، جمعها الناظم في قسمين ؛: القول - ويشمل : الكلمة المفردة ، والكلام المركب ، والمتكلم المنشئ للكلام .
-   فريدةٌ : حقَّق ابن تيمية : أن اللغة لا تعرف إطلاق الكلمة على خصوص اللفظ المفرد ، وأنه اصطلاحٌ من البيانيين ، - كتاب ( العرش ) له -، وأن الكلمة في اللغة إنما يراد بها: طائفةٌ من الكلام المفيد قَلَّ أو كَثُرَ ، يقال مثلاً : كلمةُ الإخلاصِ : لا إله إلا الله .
-       ( ما يوصف بالبلاغة ) :
-       ( ص ) : وَبِالْبَلاغَةِ صِفِ : الْكَلامَـ ا ، v وَمَن تَكَلَّمَ ، وَلَنْ تُلامَـ ا .
-   ( ش ) : البلاغة لغةً : الكفاية الموصلة إلى حدٍّ مقصود ، ففي قوله تعالى : ( مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ ) ؛ أي : ما عليه إلا الإبانة الكافية عن معانِي الدين = بحيث يصل إلى الحد المقصود من اتضاح الأمر للمخاطبين وقيام الحجة عليهم . واصطلاحًا : يختلف تعريفها باختلاف موصوفها كما سبق في الفصاحة ، ولكنها ترجع إلى المعنى اللغويِّ بكون الكلام رُصِفَ على وجهٍ فيه الكفايةُ لأن يُوصَلَ به إلى الحدِّ المقصود من إفهام المخاطب .
-       والذي يوصف بالبلاغة شيئان : الكلام المفيد ، والمتكلم .
ولا توصف الكلمة المفردة بالبلاغة ؛ لأنه لا يحصل بها إفهام .

28 - نوفمبر - 2010
الشذا الفياح من نور الأقاح
الشروط المعتبرة في فصاحة المفرد    كن أول من يقيّم

-       ( الشروط المعتبرة في فصاحة الكلمة المفردة ) :
-       ( ص ) : ثُمَّ فَصَاحَةُ الَّذِي يَنْفَرِدُ v خُلُوصُهُ قُلْ مِنْ ثَلاثٍ يَرِدُ :
مِنَ الْغَرَابَةِ ، وَمِنْ تَنَافُرِ ، v وَالْخُلْفِ لِلْقِيَاسِ ؛ بِالتَّضَافُرِ .
وَلَيْسَ كُرْهُ السَّمْعِ فِيهَا يُشْتَرَطْ ؛ v إِذْ بِالْغَرَابَةِ لَدَيْهِمُ ارْتَبَطْ .
-       ( ش ) : هذه شروطٌ ثلاثةٌ متى تضافرت متحقِّقةً في كلمةٍ مفردةٍ = استحقَّت هذه الكلمة المفردة الوصف بالفصاحة .
-   الأول / أن تكون مأنوسةً مألوفةً في كلام البلغاء ، ولا ينظر إلى الكلام العاميِّ السوقيِّ ، فإن كانت غريبةً وحشيَّةً غير دائرة في كلام البلغاء كانت غير فصيحةٍ . مثال للغريبة الوحشية ( تكأكأ ) بمعنى ( اجتمع ) .
-   الثانـي / أن تكون سهلة النطق ، فإن كانت متنافرة الحروف بحيث لا تنطق إلا بمزيد تكلف ومشقة = لم تكن فصيحة ، ولا بد أن تكون غريبةً وحشيَّةً ما دامت كذلك ، فهو شرط فيه مزيد بيان وإيضاح للشرط الأول . مثال للمتنافرة الحروف ( الهعخع ) .
-   الثالث / أن تكون موافقةً للقوانين الصرفية قياسًا وسماعًا ، فما أجازه القياس والسماع من المفردات ، أو أجازه السماع وإن خالف القياس ؛= فهو مقبول ، وما منعه القياس والسماع ، أو أجازه القياس لكن منعه السماع مما لم يكن من قبيل ما يتوسَّع فيه بالاشتقاق ؛= فهو مرفوض ومحكوم عليه بعدم الفصاحة ، ولا بد أن يكون غريبًا وحشيًّا ما دام كذلك ، فهو كذلك شرطٌ فيه مزيد بيان وإيضاح للشرط الأول ، كذلك ما أفرده البعض قسمًا مستقلاً وسماه : كراهة المفردة في السمع = مرجعه إلى الغرابة ، فكلُّ الشروط على التدقيق مرجعها إلى الغرابة ؛ وإنما هي مزيد بيانٍ وإيضاحٍ .
-   فائدة / المفردات في اللغة من حيث هي مأنوسة ومألوفة في كلام البلغاء ، ومن حيث هي عذبة في النطق أو ذات فخامة وجزالة ؛= على طبقاتٍ متفاوتة ، فبعضها أكثر استعمالاً من بعضٍ ، وبعضها أخف موقعًا على اللسان من بعض ، ويجب على البليغ أن يراعي كون مفرداته من طبقةٍ واحدةٍ من حيث الأنسة والألفة ، والعذوبة والفخامة ، فلا يخلط ألفاظًا مألوفةً بأخرى أقلِّ منها في الألفة ، فلا يجمع بين الشمس والجونة مثلاً في سياقٍ واحدٍ ، ولا يخلط ألفاظًا سهلةً بأخرى أعظم جزالةٍ ، فلا يجمع بين السحاب والمعصرات مثلاً في سياقٍ واحدٍ ، ومتى فعل ذلك : كان مُخِلاً بفصاحة الكلمة ؛ لا باعتبارها هي في ذاتها ؛= وإنما باعتبار مخالفتها لبقية الكلمات في الصفات المذكورة .
-   فائدة ثانية / قد تجوز في الضرورة الشعرية أو السجعية بعض المخالفات الصرفية ، والتنبيه على ذلك في كتب العروض والقافية باب الضرائر .

28 - نوفمبر - 2010
الشذا الفياح من نور الأقاح
ما يستجمع من الشروط في فصاحة الكلام    كن أول من يقيّم

-       ( الشروط المعتبرة في فصاحة الكلام ) :
-       (ص): وَهِيَ فِي الْكَلامِ: أَن يَّخْلُصَ مِنْ v تَنَافُرٍ، ضَعْفٍ، وَّتَعْقِيدٍ زُكِنْ؛=
بِأَن يَّكُونَ غَيْرَ بَادٍ مَّا قُصِدْ v مِنْهُ لِلانتِقَالِ أَوْ نَظْمٍ وُّجِدْ ،
وَكَثْرَةِ التَّكْرَارِ ، وَالإِضَافَهْ ، v وَانصُرْ لِمَنْ قَدْ زَعَمُوا خِلافَهْ ،
وَشُرِطَتْ فِي ذِي فَصَاحَةُ الْكَلِمْ؛ v فَهْيَ أَعَمُّ عِندَ كُلِّ مَنْ عَلِمْ.
-       ( ش ) : هذه شروطٌ أربعةٌ ، متى تحقَّقت في الكلام = استحقَّ الوصف بالفصاحة .
-       الأول / فصاحة كل كلمة على انفرادها كما سبق .
-   الثاني / أن يكون الكلام سهل النطق بلا تكلف ، فإذا كان ثقيلاً على اللسان بحكم الذوق السليم = لم يكن فصيحًا . مثال : ( وقبر حرب بمكان قفر - وليس قرب قبر حرب قبر ) هذا بيت شعر لو حاولت تكراره لما استطعت ؛ فكلماته متنافرةٌ جدًّا ، وكقول أبي تمام : ( كريم متى أمدحه أمدحه والورى - معي وإذا ما لمته لمته وحدي ) ، فاجتماع الحاء والهاء مع التكرار جعل نطق هذا البيت عسيرًا .
-   الثالث / أن يكون الكلام على وفاق القواعد النحوية ، فإن كان على خلافها - كأن يضمر قبل الذكر لفظًا ومعنًى ؛= كان خارجًا عن حد الفصاحة . وقد تجوز بعض المخالفات النحوية في الشعر دون النثر ، وذلك مذكور في كتب النحو .
-   الرابع / أن يكون الكلام واضح الدلالة على المراد بلا تعقيدٍ ، فإن كان معقَّد النظم ؛ أي : بتقديم ما يترجح له التأخير ، وتأخير ما يترجح له التقديم ، والفصل بالأجنبي بين ما يترجَّح بينهما التتابع والاتصال = إذا حصل هذا التعقيد في الكلام بحيث يتعسَّر فهمه - ولو مع جواز ذلك التعقيد في النحو - لم يكن فصيحًا ، وهناك نوع آخر من التعقيد هو الغموض في المعنى ، بحيث لا يصل إليه الذهن إلا بمشقة بالانتقال من فهم شيءٍ إلى شيءٍ إلى أن تؤدِّي به هذه الوسائط إلى فهم المعنى المراد ، ولكنها وسائط كثيرة وبعيدة فلا يكون التدرج في الفهم سريعًا ولا يسيرًا .
-   مثال لتعقيد النظم . قول الفرزدق : ( وما مثله في الناس إلا مملكا – أبو أمه حي أبوه يقاربه ) ، أصل الكلام: وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملكا أبو أمه أبوه -أي خاله-، فانظر كيف بدد نظام الكلام إلى هذا الحد العسر الهضم .
-   مثال لغموض المعنى بكثرة الوسائط وبعدها . قول العباس بن الأحنف : ( سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا - وتسكب عيناي الدموع لتجمدا ) ، مقصد الكلام : سأُعَرِّض بالرحيلِ إلانةً لقلبكم فأحظى بقربكم ، وستسكب عيناي الدموع استدرارًا لشفقتكم وعطفكم لتقرَّ سرورًا وغبطةً برؤياكم ووصلكم ، الشطر الأول يدل على معناه بيسرٍ ووضوحٍ ، بَيْد أنَّ الشطر الثانِي ليس كذلك ؛ إذ جمود العين كنايةٌ معروفةٌ عن بخل العين بالدمع عند الحادث المحزن ، وليس كنايةً عن قرارها والتذاذها برؤية المحبوب ، ولكي يُتوصَّل إلى هذا المعنى = يحتاج إلى الانتقال في الفهم من جمود العين إلى انتفاء الدمع منها ومنه إلى انتفاء الحزن ومنه إلى السرور .
-   فائدة / ذكر البعض أن كثرة التكرار وكثرة الإضافات مما يخل بفصاحة الكلام ، وبالتأمل نجد أنهما يرجعان إلى غموض المعنى ، فكثرة تكرار الضمائر مثلاً تحير الفهم في معرفة مرجع كل ضمير ، وكثرة الإضافات تبطئ الفهم وتؤخره إلى ذكر كل المضافات ومعرفة الإسناد بعد ذلك ، ولذا ؛ لا داعي لاعتبارهما قسمين مستقلين .

28 - نوفمبر - 2010
الشذا الفياح من نور الأقاح
أدب الخلاف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

- هذه كلمةٌ بينها وبين الكلمة السابقة مشاكهةٌُ ومشابهةٌ ، كانت تقديـمًا لبَحْثٍ من الأبحاث .
بسم اللـه الرحمن الرحيم
قال تعالى : (  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
 وَجَادِلْهُمْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ )
هذا تقديم بين يدي بحث : ( ... ) = عن أدب الخلاف في المسائل الاجتهادية ؛ تبصرةً وتذكرةً بالجادَّة الحميدة التي ينبغي أن تستتبَّ عليها الخطى لطالب العلم ومريد الحق على سواءٍ .
فإن مما دَمِيَ له قلب الإنصاف هذه الناجمة تكدَّرت فيها موداتٌ وتفرَّقت كلمةٌ كان في ائتلافها خير ٌ = بين أجلاء نعرف لهم في العلم والفضل أقدارهم ، فلسنا نزيدهم علمًا أو نفيدهم فضيلةً ؛ وإنما هي النصيحة لنا ولهم في جمحات الهوى المستعاذِ بالله منه ، فإنه متى ملك من القلب عِنانًا كان حِجازًا عن التوفيق .
لقد كانت بهجةً لمهجة الدين والعلم أن أذن الله بحميد العود إلى ينابيع السنة المطهرة ، وآثار السلف الصالح ، فانتعشت أكباد وحييت قلوب ، بعد عنتٍ من التقليد وأليمٍ من صَفَدِه ، أليس من جفاء النعمة أن لا يفيق أقوامٌ من عقابيل الهوى - وقد أخرجهم الله إلى سَعَةٍ ونورٍ ؟! ، ثم أليس من فِتنة النعمة أن يأخذ سَمْتَ العلماءِ أدعياءُ نفَّاجون - وليتهم بعافيةٍ من التواضع  يستترون !  ، ولإن كان العلماء من قبل تأثَّموا حرجًا وورعًا ليس في دين الله لِما ارتضوه من رِبْقَة التقليد(1) - مع ما بلغوه من كمالات العلوم والفهوم ؛= فحريُّ ألا نتواقع نحن في نار الله فَرَاشًا ، وذلك : الجرأةُ تعالُمًا في دين الله بالتحليل والتحريم - زهوًا واغترارًا بحروفٍ من العلم ما بلغت مبلغ الفقه والبصيرة .
   ما هي الحمِيَّة لله أو الأنفة للدين أن تبيح من عرض أخيك حرامًا عند الله ودينه ! ، وما هي النصيحة تمحضها لله والأمة  أو الإخلاص في البلاغ والدعوة = أن تجعل وسيلةَ ما بينك وبين من تأمل رشده وهداه كلامًا جارحًا ولفظًا مهينًا !.
ومهما بلغ الخلاف ، ولو كان المخالف غير منصور بشيءٍ من الأدلة ؛ = فما دام له تأويله، وعلمنا أو آنَسْنا أن له من وراء ذلك القصد الحسن والغرض النزيه ، وأنه لم يعالن بخلافه  هذا على مركب التشهِّي والهوى أو المحادِّة للدين – والله العاصم – ؛=  فحرام حرام أن يُصال عليه بقبيح الأنباز ، أو أن يتهم مثله في دينه ، أو أن نفتات على الله تعالى الذي جعل للمخطئ أجرًا =  فنعاجله نحن بالعقوبة .
حتى لو بلغ المخالف بخلافه إلى البدعة ، بل لو صار من البغاة - والبغي ليس وصفًا مذمومًا كما يعلمه من عنده طرف من الفقه - فليس هذا بجرحٍ في عدالته ولا ديانته ، نعم تكشف سَوْأة بدعته ، ويقاتل بسيف بغيه ، حتى يفيء إلى الجماعة ، ولكن نعلم أنه ليس في دينه بالمغموز ، ولا في علمه بالْمُطَّرح ، فلا نهدر له مقامًا محفوظًا ، ولا نطلق فيه ألسنةً معقولةً .
وكل من حصَّل أثارة من العلم والفقه في الشريعة  يعلم هذا ، وكل من ألمَّ بطرفٍ من أخبار  الخلاف والجدل بين العلماء يعلم هذا ، وإن كان هذا الورع والتعفُّف فيما للإنكار فيه وجْهٌ وذريعة ، فما الشأن في ما ليس على المخطئين من سبيلٍ فيه لكون الخلاف محضَ اجتهاد ! - فما ثَمَّ غير الجدال بالتي أحسن ليس إلا ! .   
وإذا كان الخلاف يتعلق بقضيةٍ عامَّةٍ من النوازل - والمستفتي هنا الإمام ، فالإمام ابتداءً - شأن المقلدين جميعًا - لا يتوجه بطلب الفتوى إلا  ممن يعتقده من أهل الاجتهاد وكانت له في العلم والصلاح أمارات ظاهرة يتمايز بها عن غيره ، فإن وافق وجود جماعة من أهل الاجتهاد واختلفت آراؤهم وجنح الأكثر إلى قولٍ - كان التعويل عليه ، وإن تفرَّقت أقوالهم أخذنا بالقول الأوفق الأرفق لمصالح المسلمين .
نعم إذا كانت البادرة من المخالف أن استطال على مقامات السابقين من العلماء ، أو توجَّه إلى معاصريه بالنقد العنيف السخيف ؛= فهنا لا ينبغي أن يكون الرد عليه تشفِّيًا وتنكيلاً، وإنما يزجر زجر العظة والتأديب ، أو يهجر هجر الناشز العاصية  - حتي يثوب إليه من رشده ما عزب ، وحياءً من الله أن نحمل في بشاشة الحق صدورًا موغرةً - وقد أرادها المعروف وجوهًا طليقة .
وما سبق بيانه من أدب الخلاف ، وما فيه من رعاية حرمة العلم ، والأسوة بالرعيل الخيِّر = تمامه وكماله : أن يناظر العالم مخالفه بندية واحترام ، يناقش أدلته ، ويفند دعاويه ، ويحتجُّ لرأيه ، ويبرهن له ، ويبين وجه الحق والصواب فيه ، أما الترفُّع ترفُّع الكبرياء والزهو عن أن يناظر مخالفه ، أو يعالن بفتواه هكذا لأقرانه من العلماء غُفْلاً من الدليل والتعليل ، وكأنها الحق الذي طبَّق المفصل وهَمَز الشاكلة عنده من الله فيه عهدٌ وبرهانٌ ؛= فليس هذا بفعل المخلصين ، وأولئك ليسوا بالصالحين .
وما أعجب عجبي من أولئك الذين ينتحلون الظاهر ، ويمشقونها تَسْعَلُ في صدور أوراقهم : ( أهل الظاهر : الإسلام كما أنزله الله .. أو كما شرعه الله ) ، وما حسبت مؤمنًا يدَّعي في دين الله كهذه الدعوى المقيتة ! ، أن يحتجن من رحمة الله - فيما يلهم المؤمنين من فقهٍ وبصيرةٍ وهدًى  - لنفسه المغرورة دونهم ، ألا سَعِدَتْ بالنور بصائر عن أهون من هذا كانت تَفْرق وتَحَاشى - عزازةً لدين الله وتَجِلَّةً ! .


(1) على أن التقليد كان غالبًا في مدوّنات المذاهب ، لا في كتب الفتاوى والنوازل - حيث كان للاجتهاد فيها مَرادٌ ومضطربٌ ؛ فلتكن لمن لم يُشْفَ من داء التقليد - بهم أسوةٌ في ذلك = أضعفَ إيمانٍ .  

28 - نوفمبر - 2010
إضاءة
وما من يد إلا يد الله فوقها - ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم    كن أول من يقيّم

( قراءةٌ مطلوبةٌ )
هذه القراءات المتفقِّهَةُ في مواعظ التاريخ ومصائر الأيام ومصارع الأقوام ؛= نحتاج إليها دائمًا لنتحرَّر من المنطق الزمنيِّ والمكانِيِّ الذي كثيرًا ما يقهر الإنسان ، فيقصر نظره وتفكيره في بقعةٍ مَحُوطةٍ بسياج الواقع الصارم ؛ الذي يريده على أن يسير مَعْمَعِيًّا معصوب العينين ، لا يطلب لأقدامه المواطئ الآمنة .
( أسلوبٌ قرآنِيٌّ )
إن هذا التدبُّر والتفكُّر في قصص التاريخ = لَهُو أسلوبٌ من أساليب الإرشاد في القرآن الحكيم ، فبين تضاعيف سور القرآن نجد القصص المرشدة مبثوثةً منثوثةً ، تذكر قصص الأقوام الغابرين ، وما آلت إليه غطرستهم الجهلاء من عاقبةٍ وخيمةٍ وعذابٍ وبيلٍ ، وتذكر مآثر الصابرين الصالحين ، وما آل إليه اضطهادهم وإذلالهم من ظفرٍ ظاهرٍ وأحدوثةٍ محمودةٍ ، يا لعظمة القرآن ! ، إنه يرفع الإنسان لينظر إلى البداية والنهاية من حالقٍ .
وهذا أبو مسلم أمثولةٌ للشر الذي جاهد فيه ، وهذا النابلسي الشهيد أمثولةٌ للخير الذي ثبت عليه .
( قلوبٌ ميِّتةٌ )
[ البسيط - المتراكب ]
إِنَّ الْقُلُوبَ مَتَى جَاشَ الظَّلامُ بِهَا v لَمْ يَبْقَ لِلنُّورِ فِيهَا وَاعِظٌ يَعِظُ ،
تِلْكَ الْجُلُودُ الَّتِي فِي حَشْوِهَا نَجَسٌ : v أَنَّى يُطَهِّرُهَا الأَشْنَانُ وَالْقَرَظُ ! ،
لَوْ مُثِّلَتْ جَسَدًا لَصُوِّرَتْ أَسْدًا v يَرْتَاعُ مِنْهُ الْنَّثَا وَالْيُبْسُ وَالْغِلَظُ ،
لِلظَّالِمِينَ مِنَ الثُّوَّارِ مِقْصَلَةٌ ، v وَالدَّهْرُ مِن قَبْلِ هَذَا : الْوَاتِرُ اليَقِظُ ! ،
( لزوم الجماعة )
- (( وقلَّ من خرج على إمامٍ ذي سلطان إلا كان ما تولَّد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير ، كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة ، وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك في العراق، وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان ، وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضًا ، وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة ، وأمثال هؤلاء ، وغاية هؤلاء : إما أن يَغْلِبوا وإما أن يُغْلبوا ثم يزول ملكهم ، فلا يكون لهم عاقبة ، فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلقًا كثيرًا ، وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور ، وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم = فهزموا وهزم أصحابهم ، فلا أقاموا دينًا ، ولا أبقوا دنيا )) ابن تيمية ، منهاج السنة ، 4/528 .
( الهموم على قدر الهمم )
- (( ولقد رأيت أقوامًا يصفون علوَّ هممهم ، فتأملتها فإذا بها في فنٍّ واحدٍ ، ولا يبالون بالنقص فيما هو أهم ، قال الرضي :
ولكل جسمٍ في النحول بليَّةٌ - وبلاء جسمي من تفاوت همتي !
فنظرت ؛ فإذا غاية أمله الإمارة ! .
وكان أبو مسلم الخراساني في حال شبيبته لا يكاد ينام ، فقيل له في ذلك ، فقال : ذهن صاف ، وهمٌّ بعيدٌ ، ونفسٌ تتوق إلى معالي الأمور ، مع عيشٍ كعيش الهمج الرعاع ! .
قيل : فما الذي يبرد غليلك ؟ ، قال : الظفر بالملك ، قيل : فاطلبه ، قال : لا يطلب إلا بالأهوال ، قيل : فاركب الأهوال ، قال : العقل مانع ، قيل : فما تصنع ؟ ، قال : سأجعل من عقلي جهلاً ، وأحاول به خطرًا لا ينال إلا بالجهل ! ، وأدبِّرُ بالعقل ما لا يحفظ إلا به ، فإن الخمول أخو العدم .
فنظرت إلى حال هذا المسكين ؛ فإذا هو قد ضيع أهم المهمات ، وهو جانب الآخرة ، وانتصب في طلب الولايات ، فكم فتك وقتل ! ، حتى نال بعض مراده من لذات الدنيا ، ثم لم يتنعم في ذلك غير ثمان سنين ، ثم اغتيل ، ونسي تدبير العقل ، فقتل ومضى إلى الآخرة على أقبح حالٍ )) ابن الجوزي ، صيد الخاطر .
( حيلة كسروية )
كنت قد قرأت : أن الحيلة التي دبرها أبو جعفر لاغتيال أبي مسلم كانت حيلة سابقة لأحد أكاسرة الفرس دبرها لاغتيال وزير من وزرائه ، وقد قصها على أبي جعفر بعض ندمائه ، ولكني نسيت الكتاب الذي قرأتها فيه وتفاصيل القصة .

29 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
ضابط وصف المتكلم بالفصاحة    كن أول من يقيّم

-       ( الشروط المعتبرة في وصف المتكلم بالفصاحة ) :
-       ( ص ) :  فِيمَنْ تَكَلَّمَ : سَجِيَّةٌ قَدَرْ v بِهَا عَلَى الْمَقْصُودِ حَيْثُمَا ظَهَرَ ،
مُعَبِّرًا عَنْ ذَاكَ بِاللَّفْظِ الْفَصِيحْ ، v فَخُذْ هَدَاكَ اللهُ لِلنَّهْجِ الصَّبِيحْ .
-   ( ش ) : فصاحة المتكلم : هي ملكةٌ يقتدر معها المتكلم على التعبير عن مقاصده بكلامٍ فصيحٍ، فهي صفةٌ راسخةٌ في نفسه ، عَبَّر بها أو لم يُعَبِّر ، في أيِّ زمانٍ ومكانٍ ، فإن كان المتكلم ممن يَدْهش للمواقف فيخونه الكلام = كان موصوفًا بالعيِّ والحصر والارتتاج ، فكلامه الموصوف بالفصاحة لا هو .

29 - نوفمبر - 2010
الشذا الفياح من نور الأقاح
 18  19  20  21  22