البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 18  19  20  21  22 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إلى الأستاذ زهير..    كن أول من يقيّم

هذا ما كنت أعنيـه في ردي القـصير: آثار الزلزال..امتداد اللحظة في الذاكرة.. 

مع تحياتي الخاصة لكل من افتقدني  ،ودمتم مبدعين متميزين .

9 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
مجاز بورخيس ..    كن أول من يقيّم

.........
أعتقد، أنه من المناسب ذِكْرُ أبيات "روبرت فروست" Robert Frost، المعروفة جدا ربما:

الغابة فاتنةٌ، مُعتِمَةٌ وعميقة

ولكن لديّ وعودٌ واجبٌ احترامها

وأميال عليَّ أن أقطعها قبل أن أنام

وأميال عليَّ أن أقطعَهَا قبل أن أنام
.



إنها أبيات شعرية رائعة، بحيث إننا لا نرى الحيلة والخدعة. ومع ذلك، وهذا شيءٌ مزعجٌ، دون شكّ، فإنّ الأَدَبَ يرتكز على الخُدَع. ومع الزمن، تنتهي هذه الخُدَع بأن تُكْتَشَفَ وينتهي المطافُ بالقارئ إلى التعب. ولكن في حَالَةِ قصيدتنا الشعريّة، فالحيلة خفِيّة بحيث إنني أخجل من استعمال هذه الكلمة(أستخدمُ هذه الكلمة بسبب عدم عثوري على كلمة أخرى). إنّ "فروست" Frost يكشف عن جرأة متفرّدة. إنه يُعيدُ نفسَ البيتِ الشِعريّ مرّتين، كلمة كلمة، ولكن المعنى مختلفٌ في كلّ مرة. "وأميالٌ عليَّ أن أقطعَهَا قبل أن أنام". المعنى في البيت الأول ماديّ، بصفة خالصة، الأميال هي الأميال في فضاء انكلترا الجديدة، والنوم هو النوم. في المرة الثانية، يتركُنَا الشّاعِرُ نتخيّل أن الأميال ليست لها دلالةٌ فضائيةٌ فقط، ولكن أيضاً دلالة زمنيّةٌ، وبأنّ النوم يدلّ على الموت-أو الاستراحة النهائية. ولو أنّ الشاعرَ قَالَهَا، حرفِيّاً، فإنّ أثَرَ أبياتِهِ كان سيكون خفيفاً. لأنّ ما يوحي، وهذا هو شعوري وانطباعي أنا على الأقلّ، يملك سلطةً أقوى من ما يُعَبَّرُ عنه بتفخيم. ويُمكِنُ للعقل البشريّ أن يملك نُزوعاً نحو رفض كلّ تأكيد قطعيّ. أتتذكّرون ما قاله "إيميرسون": "الحُجَجُ لا تُقنِعُ أحداً. إنها لا تُقنِعُ أحداً لأنها تقدّم نفسَهَا كَحُجَج. نقوم بفَحصِهَا ونَقِيسُهَا، ونقوم بتقليبها في رؤوسنا، ثمَّ نَرْفُضُها. ..!!

....
محمد المزديوي
( كاتب مغربي مقيم في باريس)


 
                                    

11 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
أنا القطرةُ ، معنى الماء .. والبحر تفاصيلي .    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
قال حجرُ الماس :
أنا الهواءُ جَمَد .
 
قال اللُجَينُ :
أنا الضوءُ مطروقٌ .
 
قال الذهبُ :
أنا لهبٌ مسكوك .
 
قال اللؤلؤ :
أنا كلمات القمر
لا يفهمها سوى المحار .
 
قال المرجانُ :
أنا أحلام الشعراء قبل أن يولدوا
وأرواحهم بعد أن يموتوا.
 
قال العقيقُ :
أنا الياقوتُ حين يغضب.
 
قال الأصفر :
أنا أحمرٌ ميّتٌ .
 
قالت الدموع :
أنا دماءٌ بيضاء .
 
قالت الشموعُ : نحن أزهارٌ حارّة .
وقالت الورودُ : نحن شموعٌ باردة.
 
قال العرشُ :
أنا عظامُ شعبٍ .
 
قال الصولجانُ :
أنا ذراعُ طفلةٍ .
 
قالت جوهرةُ التاجِ :
أنا عينُ شهيدٍ .
 
 
قال الندى :
نحن الينابيع عالقةً في الغصون
ونحن براعمُ المطر .
 
وقال المطرُ :
أنا ماءٌ .. طائرٌ .
 
قال السؤال :
أنا أوّل المعرفةِ
       وتخوم المتاهة.
 
وقال الختامُ :
أنا بدءُ الحيرةِ
     وأوّل السؤال.
قالت المرأةُ : أنا ريحانة.
وقالت الريحانةُ : ليتني امرأة.
 
قال الهواءُ : أنا زجاجٌ حرّ .
وقال الزجاجُ : أنا الهواءُ عبداً.
 
وقال الماءُ : أنا بين بين
لا أنا بالزجاج عبد
ولا بالهواء حرّ ..
 
قال البحرُ :
أنا سماءُ الأسماكِ
والغيومُ أمواجي المحلّقة .
 
قالت القطرةُ :
أنا معنى الماء ...
                         جمال جمعة

12 - ديسمبر - 2006
كلمات أعجبتني
((أغداً ألقاك))    كن أول من يقيّم

 

توفى الشاعر السوداني الهادي آدم صاحب قصيدة ((أغداً ألقاك)) التي غنتها الفنانة أم كلثوم عن عمر يناهز 80 عاما بعد حياة زاخرة بالعطاء في ميادين الأدب والثقافة والفكر داخل السودان وخارجه. وقدم خلالها للمكتبة العربية عددا من الأعمال والإصدارات الشعرية كان أولها ديوانه (كوخ الأشواق) ثم (نوافذ العدم) و(عفوا أيها المستحيل). ومسرحيته (سعاد) .وطبعت له مؤسسة أروقة أعماله الكاملة قبل عامين.


هنا نص القصيدة الشهيرة التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب:

أغدا ألقاك ? يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا ، وأرجوه اقترابا
كنت استدنيه ، لكن ، هبته لما أهابا
وأهلّت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حرى وقلبا مسه الشوق فذابا
أغداً ألقاك?
****
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني ?
آه من فرحة أحلامي ، ومن خوف ظنوني
كم أناديك ، وفي لحني حنين ودعاء
يا رجائي أنا ، كم عذبني طول الرجاء
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا في غدي الآن بأحلام اللقاء
فأت، أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء
****
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيه البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذي يصبو إليك
فغدا تملكه بين يديك
وغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا
وغدا ننسى ، فلا نأسى على ماض تولى
وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا
وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلوا ، إنما الحاضر أحلى
أغدا ألقاك?

14 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
في ضيافة محمد شكري ..    كن أول من يقيّم


معرض احتفائي بالكاتب المغربي: في ضيافة محمد شكري

عبداللطيف البازي



رحل المبدع محمد شكري منذ ثلاث سنوات لكن يبدو أنه من الصنف العصي علي النسيان ويمكن القول ان غيابه الجسدي قد كرس، بشكل، أكبر، حضوره الرمزي بيننا. قوة ابداعه وانسجام نمط حياته مع قناعاته ورؤيته للوجود وجرأته جعلته يحظي باحترام الآخرين له حتي أولئك الذين يختلفون معه. وكم من الممتع والمثير أن يشاهد المرء محمد شكري الشاب الوسيم وهو يدافع بهدوء، في أول زيارة له الي باريس سنة 1980، عن أرائه وتجاربه أمام برنارد بيفو معد البرنامج الشهير أبوستروف وكم هو مثير اعتداد محمد شكري بنفسه أمام الصحافية والكاتبة لور أدلر وهي تحاوره في برنامجها دوائر منتصف الليل بعد صدور رواية زمن الأخطاء في ترجمة فرنسية. مثل هذه المواقف، ومواقف أخري عديدة، جعلت من محمد شكري منذ البداية ما يشبه الأسطورة أو الظاهرة السوسيو ثقافية فنسجت حوله الكثير من الحكايات الصحيحة والمختلقة وساهم بدوره في اغناء هذه الدينامية الاستثنائية، ذلك أنه من المؤكد أن محمد شكري شخصية جذابة ومغرية وأنه، بالاضافة الي ذلك، كان يدبر وضعه الاعتباري بذكاء وبعد نظر لذا نجد كل من تعرف عليه أو اقترب منه في سياق ما يعتز ويفتخر بصداقته ويؤكد بحماس أنه قد جالسه بالمكان الفلاني أو الحانة الفلانية. ان السطوة الرمزية لمحمد شكري هي الآن أقوي وهذه السطوة تجد منبعها في الأهوال التي عاشها هذا الكاتب وفي الملذات التي لم يتردد قط في قطفها والفوز بها وفي كون كتاباته هي من النوع العابر للأزمنة والأوطان وهذا ما تبرهن عليه الترجمات العديدة التي كانت هذه الابداعات موضوعا لها.
والمعرض الاحتفائي بمحمد شكري الذي ينظمه المركز الثقافي الأندلس بمرتيل بتنسيق مع أسرة الراحل وبدعم كامل من طرفها والذي يمتد الي حدود 15 كانون الاول/ ديسمبر 2006 يبرز غني وتفرد حياة مبدع الخبز الخافي ويبدو ذلك بوضوح في الصور العديدة ذات السحر الخاص التي التقطت له في مختلف مراحل حياته لوحده أوورفقة مبدعين وأصدقاء مغاربة وغير مغاربة (محمد برادة، خوان غويتيسولو، محمد بنيس، عبد المعطي حجازي، وفاء العمراني، محمد الأشعري، محمد عزالدين التازي، محمد الميموني، ألبرتو مورافيا، بول بولز، جان جونيه، أدونيس، عبد الوعاب البياتي، ثريا جبران، عبداللطيف بنيحيي، نوال السعداوي...). ويبرز ثراء تجربته كذلك في مكتبته الغنية والكتب المهداة اليه والرسائل التي وصلته من أصدقائه العديدين. وقد يكون من المستعجل التفكير في أنجع السبل لحفظ تراث محمد شكري، ثراث رغم تواضع قيمته المادية فهو يتمتع بقيمة رمزية كبيرة وأكيدة مهددة بالتلف والضياع ان لم يتم حفظها بمقر أو متحف يكون بمثابة خيمة يمكن زيارتها بين الحين والآخر كما أنها ستؤكد علي أن المغاربة يقدرون الابداع وويصونون ذكري مبدعيهم. وتحضرني الآن، علي سبيل المقارنة والاستئناس، صور ثلاثة متاحف جميلة ومهيبة زرتها وشعرت بنشوة استثنائية : متحف فيديريكو غارسيا لوركا ومتحف رفائيل ألبرتي ومتحف خوسي مانويل كاباييرو بونالد.
ان محمد شكري هو أحد الكتاب العرب القلائل الذين جعلوا الكتابة شأنا عاما وجعلوا الكاتب شخصية معروفة الملامح والأهواء. والمسافة الزمنية ستعاود بالتأكيد ومن جديد اثارة شهية الباحثين والمتتبعين والقراء من الأجيال الجديدة للاقتراب من عوالم شكري وهواجسه وأحلامه وتجاربه التخومية وعوالمه الجذابة والمتفردة التي شيدها بجرأة واصرار وسجلها وكتب عنها منذ أن اتخذ قرارا بأن يتعلم الكتابة والقراءة ثم اتخذ قرارا ثانيا و"تاريخيا بأن يصبح كاتبا. وزوار المعرض الاحتفائي المذكور تملكتهم دهشة بينة وما يشبه الرهبة وأحسوا بأنهم ضبوف لدي كاتب كبير وسخي وانسان ذي شخصية قوية كما أنهم لم يتمكنوا من مقاومة رغبة جارفة في التلصص علي الأشياء الحميمة لشكري: مكتبه، أقلامه ، غليونه، حاسوبه القديم وآلته الكاتبة التي مازالت في حالة جيدة، مراسلاته وصوره وكأنهم يتساءلون : هل انتمي هذا الكاتب بالفعل الي عالمنا? وهل كانت له ارتباط مع عوالم أخري قد نتبين آثارها اللحظة?
وبقدر ما كان محمد شكري مقبلا علي الحياة بقدر ما كانت علاقته مع فكرة الموت متوترة. لذا يمكننا أن نسعد قليلا ونعتبر أنه بصيغة ما قد ر بح التحدي فقد ترك لنا ابداعاته وذكرياته ووجوهه المتعددة تحكي عنه وتضيء جوانب معتمة من شخصيته المتفردة.

المصدر:
صحيفة القدس العربي
02/12/2006

14 - ديسمبر - 2006
الأدب المغربي
ملكـة لم ينصفها التاريخ..    كن أول من يقيّم

تحية طيبة و بعد:
أهدي هذا الموضوع إلى الأستاذ زهير، ولم أعلم إلا منذ يومين بأنه كان قد اعتزم اتخاذ " دهيا " ملهمته ضمن الرسالة الوحيدة التي تلقيتها منه وقد وافيته برد في الموضوع من خلال بريده الالكتروني...
 
 
الصورة الرمزية لـ بنت الأكوحالصورة الرمزية لـ بنت الأكوحالصورة الرمزية لـ بنت الأكوح
 
 
 

ملكـة لم ينصفها التاريخ



عندما يتناول الباحثون موضوع النساء اللواتي تولين زمام الحكم في العصور القديمة، فإنهم يقتصرون في الغالب على أسماء محددة ويتغافلون، عن قصد أو غير قصد، ذكر امرأة حكمت في المغرب الكبير قبل الفتح الإسلامي وكانت مثالاً ساطعاً على قوة الشخصية، والحنكة والفطنة والدهاء في تسيير دواليب الحكم.
سمعنا وقرأنا الكثير عن زنوبيا ملكة تدمر، وعن بلقيس ملكة سبأ، وعن الملكة الفرعونية كليوباترا وغيرهن.. لكن اسم الملكة "دهيا" قلما نجد دارساً أو باحثاً في تاريخ الأمم والدول القديمة تحدث عنه أو حتى أشار إليه، باستثناء العلامة ابن خلدون الذي أفاض الحديث في تاريخ الأمازيغ القديم وغيرهم من الأمم، ولعل السبب يكمن من جهة في منطق الإقصاء الذي انتُهج ضد عدد لا يستهان به من المكونات الإثنية سواء كانت أكراداً أو تركماناً أو أرمن أو أمازيغ، سكان شمال إفريقيا الأصليين، وندرة المصادر التاريخية الناجم عن تعرض التراث الأمازيغي للتدمير بعد الفتح الإسلامي من جهة ثانية.
ودُهيا "باتنة تيفان"، حسب ما جاء في كتب بعض المؤرخين، ملكة حكمت إحدى الممالك الأمازيغية في المغرب الكبير لخمس وثلاثين سنة وعاشت مائة وسبع وعشرين سنة قبل أن تقتل على يد الفاتح الإسلامي حسّان بن النعمان عام 74 هـ، أما اسمها فيعني عظمة الشأن والجاه كما هو متداول لدى العديد من القبائل الأمازيغية في منطقة الأطلس. ولا غرو أن تحمل ملكة عظيمة اسماً بكل هذه الدلالة خاصة وأنها كانت امرأة قوية الشكيمة تولت زمام الحكم بحكمة وحزم قل نظيرهما في التاريخ، وتمكنت من توحيد أهم القبائل الأمازيغية حولها خلال زحف جيوش الفتح الإسلامي. فبعد مقتل كسيلا كبير قبيلة أوربة الأمازيغية بوليلي (قرب مكناس) على يد الفاتحين المسلمين، زحف هؤلاء إلى مملكتها حيث انضمت إليها قبائل أمازيغية كثيرة لمساندتها أهمها قبائل بنو يفرن، وقد صمدت هذه الملكة في وجه جيوش المسلمين وتمكنت من هزمهم وطاردتهم إلى أن أخرجتهم من إفريقية (تونس حالياً).
انتظر حسّان بن النعمان، الذي كان يتولى قيادة جيوش الفتح الإسلامي فترة من الزمن، ثم هاجمها مجدداً بعدما أُرسلت إليه الإمدادات العسكرية، وزحف إلى مملكتها وقتلها عام 74هـ.
وجاء في "كتاب العبر" لمؤلفه العلامة عبد الرحمن ابن خلدون أن "دهيا "ملكت عليهم خمساً وثلاثين سنة، وعاشت مائة وسبعاً وعشرين سنة، وكان قتل عقبة في البسيط قبلة جبل أوراس بإغرائها برابرة تهودا عليه، وكان المسلمون يعرفون ذلك منها. فلما انقضى جمع البربر، وقتل كسيلة زحفوا إلى الكاهنة بمعتصمها من جبل أوراس، وقد ضوي إليها بنو يفرن ومن كان من قبائل زناتة وسائر البتّر فلقيتهم بالبسط أمام جبلها، وانهزم المسلمون واتبعت آثارهم في جموعها حتى أخرجتهم من إفريقية، وانتهى حسان إلى بَرْقة فأقام بها حتى جاءه المدد من عبد الملك، فزحف إليهم سنة أربع وسبعين وفضّ جموعهم، وأوقع بهم وقتل الكاهنة، واقتحم جبل أوراس عنوةً واستلحم فيه زهاء مائة ألف" (الجزء السابع ص 11).

لقد دأب بعض المؤرخين، ممن اكتفوا بالإشارة إلى هذه الملكة في معرض تناولهم للفتح الإسلامي في شمال إفريقيا على وصفها بالكاهنة، ونجد ابن خلدون نفسه يصفها حين يتحدث عن نسبها قائلا "وكانت زناتة أعظم قبائل البربر وأكثرها جموعاً وبطوناً، وكان موطن جراوة منهم جبل أوراس، وهم ولد كراو بن الديرت بن جانا. وكانت رياستهم للكاهنة دهيا بنت باتنة بن تيفان بن باورا بن مصكسري بن أفرد بن وصيلا بن جراو. وكان لها بنون ثلاثة ورثوا رياسة قومهم عن سلفهم وربوا في حجرها، فاستبدت عليهم وعلى قومها بهم، وبما كان لها من الكهانة والمعرفة بغيب أحوالهم وعواقب أمورهم فانتهت إليها رياستهم" (كتاب العبر، الجزء السابع ص 11).
وهنا نجد أن العلامة ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع، يسقط بدوره في فخ التحليل الغيبي غير المبني على أسس علمية، فقد تبنى الفكرة التي أشاعها الفاتحون عن الملكة دهيا، واعتقد هو أيضاً أن سيادتها لقومها مستمدة من "علمها بالسحر والغيبيات"، والواقع أن هذا الحكم الغيبي مبعثه الاستغراب حيال قوة هذه المرأة وقدرتها على سيادة قوم يتّسمون بالقوة والبسالة، في عصر قلما تسود فيه امرأة أو تقود شعوباً أو تهزم جيوشاً، لذلك جاء الإدعاء بأنها ساحرة أوتيت علم الغيب وأحكمت سيطرتها على قومها ووحّدت كلمتهم تحت رايتها بتسخير شياطينها!.
ولعلّ مبعث الدهشة وسط جيوش قوية صمدت امرأة في وجهها على نحو غير مسبوق، ناجم عن عدم معرفة دقيقة بطبيعة المجتمع الأمازيغي الذي يمنح المرأة مكانة متميزة داخل الأسرة والقبيلة، فهي تحظى باحترام الأخ والأب والزوج على حد سواء، كما تتميز باستقلالية الشخصية وحرية اتخاذ القرار، فضلاً عن ذلك لم تعرف المجتمعات الأمازيغية الفصل بين الجنسين بالمعنى والشكل السائدين لدى بعض المجتمعات، فقد كانت وما تزال مجتمعات بعيدة إلى حد كبير عن التزمت، ولعل الانفتاح الذي يميزها راجع إلى موقع شمال إفريقيا الجغرافي الذي سمح بالاحتكاك بالكثير من الحضارات القديمة كالفينيقيين والرومان واليونان، والوندال والبيزنطيين في مراحل لاحقة، ثم الحضارات الأوروبية المعاصرة إبان فترة الاستعمار وبعده..
عموماً يمكن القول إن "دهيا باتنة تيفان" هي امرأة أمازيغية أظهرت جدارتها وقوتها وكفاءتها في تحمل المسؤولية، غير أننا لسنا متأكدين مما إذا كانت هناك نساء حكمن في المغرب الكبير قبلها أم لا ما دامت المصادر التاريخية الموجودة، حتى الآن، لا تسعفنا في معرفة الكثير عن تاريخ الأمم القديمة.


فتيحـة أعرور
 

14 - ديسمبر - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
الملكة..    كن أول من يقيّم

الملكة

بابلو نيرودا*

ترجمة: محمد أحمد بنيس


قد أسميتك ملكة.
ثمة من هن أسمى منك.
ثمة من هن أصفى منك.
ثمة من هن أبهى منك.
لكنك تظلين الملكة.
حينما تمرقين في الطرقات
لا أحد يعرفك.
لا أحد يرى تاجك البلوري.
لا أحد يرى البساط المذهب بالأحمر.
البساط الذي تطئينه حيثما مررت.
البساط الذي لا يوجد.
وعندما تتراء ين،
تحلم في جسدي
كل الأنهار،
وتهز السماء النواقيس،
ويملأ العالم نشيد ما.
فقط أنت وأنا،
فقط أنت وأنا،
نسمعه يا حبيبتي.

 
 
 

15 - ديسمبر - 2006
من روائع الشعر العالمى
أخواتي النباتات ..    كن أول من يقيّم

      
أي خليط من الطبيعة في صحني
أخواتي النباتات
رفيقات الينابيع, القديسات
اللائي لا أحد يصلي لهن ...
ثم يقطعن ويؤتى بهن إلى مائدتنا.
وفي الفنادق ثمة الزبناء الصاخبون
الذين يصلون بأحزمتهم,
يطلبون (سلاطة>> بلا مبالاة
بدون أن يفكروا, في أنهم إنما يطلبون من الأم الأرض
طراوتها وأبناءها الأوائل,
الكلمات الخضراء الأولى التي تملكها,
الأشياء الحيّة القزحيّة
التي رآها نوح
عندما انخفضت المياه وظهرت
قمم الجبال الخضراء المغمورة بالفيضان
وتبدّد قوس قُزح
في الفضاء الذي ظهرت فيه الحمامة...
 
ألبرطو كاييرو
*
ترجمة : المهدي أخريف
من ديوان :ر اعي القطيع
*عنوان المقطوعة من اقتراحي..

17 - ديسمبر - 2006
نباتات بلادي
رؤيـة..    كن أول من يقيّم

شكرا لك أستاذنا بنلفـقيه ، استراحتك الرقمية أيضا جميلة ..لا تتعجب كثيرا ، إنه عصر" اللايت "!!
على العموم يسعدني كثيرا أن أهديك المقطوعة السادسة من نقس الديوان.. لنفس المترجم.
-6-

من قريتي أرى كل ما يمكن أن يرى من الكون
في هذه الأرض
لذا كانت قريتي كبيرة مثل أي أرض أخرى,
ذلك أنني بحجم ما أراه
لا بحجم قريتي..
الحياة في المدن أصغر من الحياة
هنا في منزلي بأعلى هذه الرابية.
في المدينة تغلق المنازل الكبيرة الرؤية بالمزلاج,
تحجب الأفق, تدفع بنظرتنا بعيدا عن السماء كلها,
تصغرنا لأنها تأخذ منا كل شيء حتى القدرة
على النظر
وتفقرنا لأن ثروتنا الوحيدة هي النظر..
 
 

الصورة لـ  جمال المجدالي
عن موقع المرساة..

18 - ديسمبر - 2006
نباتات بلادي
غصن زيتـون..    كن أول من يقيّم



19 - ديسمبر - 2006
نباتات بلادي
 18  19  20  21  22