" جند ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب" الآية الكريمة.     ( من قبل 7 أعضاء ) قيّم { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ } يعني قريشاً، وقوله جند أي أتباع مقلدون لا عالم فيهم { مَهْزُومٌ } بَشَّره بهزيمتهم وهو بمكة فكان تأويله يوم بدر { مِّنَ الأَحْزَابِ } أحزاب إبليس وتِباعه، أو لأنهم تحزبوا على جحود ربهم وتكذيب رسله. (تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ). * والجُند: الأَتباع؛( ابن الجوزي). * ما هم إلا جند من الكفار المتحزبين على رسول الله مهزوم عما قريب، فلا تبال بما يقولون ولا تكترث لما به يهذون. ( النسفي). * والمعنى: أن هؤلاء الجند من جملة الأمم وهو تعريض لهم بالوعيد بأن يحلّ بهم ما حلّ بالأمم، قال تعالى:{ وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد". ( ابن عاشور). * " والمعنى: هؤلاء المشركون - أيها الرسول الكريم - لا تهتم بأمرهم، ولا تكترث بجموعهم، فهم سواء أكانوا قليلين أم كثيرين، لا قيمة لهم بجانب قوتنا التى لا يقف أمامها شئ، ومهما تحزبوا عليك فهم جند مهزومون ومغلوبون أمام قوة المؤمنين فى مواطن متعددة. فالآية الكريمة بشارة للمؤمنين بالنصر على أعدائهم كما قال - تعالى -:{ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } قال صاحب الكشاف: قوله: { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ } يريد ما هم إلا جيش من الكفار المتحزبين على رسل الله مهزوم مكسور عما قريب، فلا تبال بما يقولون، ولا تكترث لما به يهذون، و " ما " مزيدة، وفيها معنى الاستعظام.. إلا أنه على سبيل الاستهزاء بهم. و { هنالك } إشارة حيث وضعوا فيه أنفسهم من الانتداب لمثل ذلك القول العظيم، من قولهم لمن ينتدب لأمر ليس من أهله: لست هنالك. وبذلك نرى الآيات الكريمة قد حكت أقوال المشركين، وردت عليها ردا يكبتهم ويزهق باطلهم، وختمت بما يبشر المؤمنين بالنصر عليهم. ثم ساق - سبحانه - جانبا مما أصاب السابقين من دمار حين كذبوا رسلهم لكى يعتبر المشركون المعاصرون للنبى صلى الله عليه وسلم ولكى يقلعوا عن شركهم حتى لا يصيبهم ما أصاب أمثالهم من المتقدمين عليهم، فقال - تعالى -:{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ... }.( طنطاوي). * جند حقير هنالك مهزوم - لا محالة - كما هزم أمثالهم من المتحزبين على الأنبياء؟ ( لجنة القرآن والسنة). { جند ما هنالك مهزوم } : أي هم جند حقير في تكذيبهم لك مهزوم أمامك وفي بدر. ( أبو بكر الجزائري). * " { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ } هذا وعيد بهزيمتهم في القتال، وقد هزموا يوم بدر وغيره، و { مَّا هُنَالِكَ } صفة لجند، وفيها معنى التحقير لهم، والإشارة بهنالك إلى حيث وصفوا أنفسهم من الكفر والاستهزاء،...( ابن جزي الغرناطي). * قَوْلُهُ تَعَالَى: { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ }؛ أخبرََ اللهُ تعالى نَبيَّهُ أنه سيُهزَمُ جندُ المشركين ببَدْرٍ، و(جُنْدٌ) خبرُ مبتدأ محذوفٍ؛ أي هُمْ جُنْدٌ، و(مَا) زائدةٌ، و(هُنَالِكَ) إشارةٌ إلى بدلِ ومَصَارعُهم بها و(الأَحْزَاب) سائرُ مَن تقدَّمَهم من الكفَّار الذين تجرَّؤوا على الأنبياءِ عليهم السلام. ( الطبراني). * { جند ما هنالك } أَيْ: هم جندٌ هنالك { مهزوم } مغلوبٌ { من الأحزاب } كالقرون الماضية الذين قُهروا وأُهلكوا، وهذا إخبارٌ عن هزيمتهم ببدرٍ، ثمَّ عزَّى نبيَّه عليه السَّلام فقال:{ كذبت قبلهم قوم نوح وعادٌ وفرعون ذو الأوتاد } ذو الملك الشَّديد" ( الوجيز للواحدي). * أي هؤلاء الذين يقولون هذا القول جند مهزومون مغلوبون من جملة الكفار الذين تحزَّبوا على الأنبياء وأنت منصور عليهم مظفر غالب. وقيل: هم الأحزاب الذين حاربوا نبينا صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ووجه اتصاله بما قبله أن المعنى كيف يرتقون إلى السماء وهم فرق من قبائل شتّى مهزومون( الطبرسي). * قوله تعالى: { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } الهزيمة الخذلان و { من الأحزاب } بيان لقوله: { جند ما } و { ما } للتقليل والتحقير، والكلام مسوق لتحقير أمرهم رغماً لما يشعر به ظاهر كلامهم من التعزز والإِعجاب بأنفسهم. يدل على ذلك تنكير { جند } وتتميمه بلفظة { ما } والإِشارة إلى مكانتهم بهنالك الدال على البعيد وعدهم من الأحزاب المتحزبين على الرسل الذين قطع الله دابر الماضين منهم كما سيذكر ولذلك عد هذا الجند مهزوماً قبل انهزامهم. والمعنى: هم جند ما أقلاء أذلاء منهزمون هنالك من أُولئك الأحزاب المتحزبين على الرسل الذين كذبوهم فحق عليهم عقابي.( الطبطبائي). |