البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 188  189  190  191  192 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الإمام علي والدنيا.    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ" {الحديد57/20}
" ... عن عليّ،رضي الله عنه، قال لعمّار:
لا تحزن على الدنيا فإن الدنيا ستة أشياء: مأكول ومشروب وملبوس ومشموم ومركوب ومنكوح؛ فأحسن طعامها العسل وهو بزقة ذبابة، وأكثر شرابها الماء ويستوي فيه جميع الحيوان، وأفضل ملبوسها الديباج وهو نسج دودة، وأفضل المشموم المِسك وهو دم فأرة، وأفضل المركوب الفرس وعليها يقتل الرجال، وأما المنكوح فالنساء وهو مبال في مبال؛ والله إن المرأة لتزين أحسنها يراد به أقبحها. ثم ضرب الله تعالى لها مثلاً بالزرع في غيث فقال: { كَمَثَلِ غَيْثٍ } أي مطر { أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } الكفّار هنا: الزرّاع لأنهم يغطّون البذر. والمعنى أن الحياة الدنيا كالزرع يعجب الناظرين إليه لخضرته بكثرة الأمطار، ثم لا يلبث أن يصير هشِيماً كأن لم يكن، وإذا أعجب الزراع فهو غاية ما يستحسن. وقد مضى معنى هذا المثل في «يونس» و«الكهف». وقيل: الكفّار هنا الكافرون بالله عز وجل؛ لأنهم أشد إعجاباً بزينة الدنيا من المؤمنين. وهذا قول حسن؛ فإن أصل الإعجاب لهم وفيهم، ومنهم يظهر ذلك، وهو التعظيم للدنيا وما فيها" ( القرطبي).

28 - فبراير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
هذا منشور ربي ، فلا يأتيه الباطل.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

" لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ" {القيامة75/16}
" فيه مسائل:
المسألة الأولى: زعم قوم من قدماء الروافض أن هذا القرآن قد غير وبدل وزيد فيه ونقص عنه، واحتجوا عليه بأنه لا مناسبة بين هذه الآية وبين ما قبلها ولو كان هذا الترتيب من الله تعالى لما كان الأمر كذلك.
واعلم أن في بيان المناسبة وجوهاً أولها: يحتمل أن يكون الاستعجال المنهي عنه، إنما اتفق
للرسول عليه السلام عند إنزال هذه الآيات عليه، فلا جرم. نهى عن ذلك الاستعجال في هذا الوقت، وقيل له: لا تحرك به لسانك لتعجل به وهذا كما أن المدرس إذا كان يلقي على تلميذه شيئاً، فأخذ التلميذ يلتفت يميناً وشمالاً، فيقول المدرس في أثناء ذلك الدرس لا تلتفت يميناً وشمالاً ثم يعود إلى الدرس، فإذا نقل ذلك الدرس مع هذا الكلام في أثنائه، فمن لم يعرف السبب يقول: إن وقوع تلك الكلمة في أثناء ذلك الدرس غير مناسب، لكن من عرف الواقعة علم أنه حسن الترتيب وثانيها: أنه تعالى نقل عن الكفار أنهم يحبون السعادة العاجلة، وذلك هو قوله:
بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَـٰنُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ }[القيامة: 5] ثم بين أن التعجيل مذموم مطلقاً حتى التعجيل في أمور الدين، فقال: { لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } وقال في آخر الآية:كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ }[القيامة: 20]، وثالثها: أنه تعالى قال:بَلِ ٱلإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ }[القيامة: 14، 15] فههنا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر التعجيل في القراءة مع جبريل، وكان يجعل العذر فيه خوف النسيان، فكأنه قيل له: إنك إذا أتيت بهذا العذر لكنك تعلم أن الحفظ لا يحصل إلا بتوفيق الله وإعانته فاترك هذا التعجيل واعتمد على هداية الله تعالى، وهذا هو المراد من قوله:لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ }
[القيامة: 16، 17] ورابعها: كأنه تعالى قال: يا محمد إن غرضك من هذا التعجيل أن تحفظه وتبلغه إليهم لكن لا حاجة إلى هذا فإن الإِنسـان على نفسه بصيرة وهم بقلوبهم يعلمون أن الذي هم عليه من الكفر وعبادة الأوثان، وإنكار البعث منكر باطل، فإذا كان غرضك من هذا التعجيل أن تعرفهم قبح ما هم عليه، ثم إن هذه المعرفة حاصلة عندهم، فحينئذ لم يبق لهذا التعجيل فائدة، فلا جرم قال: { لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ } وخامسها: أنه تعالى حكى عن الكافر أنه يقول: أين المفر، ثم قال تعالى:كَلاَّ لاَ وَزَرَ * إِلَىٰ رَبّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ }[القيامة: 11، 12] فالكافر كأنه كان يفر من الله تعالى إلى غيره فقيل: لمحمد إنك في طلب حفظ القرآن، تستعين بالتكرار وهذا استعانة منك بغير الله، فاترك هذه الطريقة، واستعن في هذا الأمر بالله فكأنه قيل: إن الكافر يفر من الله إلى غيره، وأما أنت فكن كالمضاد له فيجب أن تفر من غير الله إلى الله وأن تستعين في كل الأمور بالله، حتى يحصل لك المقصود على ما قال: إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ }[القيامة: 17] وقال في سورة أخرى:وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ مِن قَبْلِ إَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَبّى زِدْنِى عِلْماً }[طه: 114] أي لا تستعن في طلب الحفظ بالتكرار بل اطلبه من الله تعالى وسادسها: ما ذكره القفال وهو أن قوله: { لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ } ليس خطاباً مع الرسول عليه السلام بل هو خطاب مع الإنسان المذكور في قوله:يُنَبَّأُ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ }
[القيامة: 13] فكان ذلك للإنسان حال ما ينبأ بقبائح أفعاله وذلك بأن يعرض عليه كتابه فيقال له:ٱقْرَأْ كَتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }[الإسراء: 14] فإذا أخذ في القراءة تلجلج لسانه من شدة الخوف وسرعة القراءة فيقال له لا تحرك به لسانك لتعجل به، فإنه يجب علينا بحكم الوعد أو بحكم الحكمة أن نجمع أعمالك عليك وأن نقرأها عليك فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت تلك الأفعال، ثم إن علينا بيان أمره وشرح مراتب عقوبته، وحاصل الأمر من تفسير هذه الآية أن المراد منه أنه تعالى يقرأ على الكافر جميع أعماله على سبيل التفصيل، وفيه أشد الوعيد في الدنيا وأشد التهويل في الآخرة، ثم قال القفال: فهذا وجه حسن ليس في العقل ما يدفعه وإن كانت الآثار غير واردة به.
المسألة الثانية: احتج من جوز الذنب على الأنبياء عليهم السلام بهذه الآية، فقال: إن ذلك الاستعجال إن كان بإذن الله تعالى فكيف نهاه عنه وإن كان لا بإذن الله تعالى فقد صدر الذنب عنه الجواب: لعل ذلك الاستعجال كان مأذوناً فيه إلى وقت النهي عنه، ولا يبعد أن يكون الشيء مأذوناً فيه في وقت ثم يصير منهياً عنه في وقت آخر، ولهذا السبب قلنا: يجوز النسخ.
المسألة الثالثة: روى سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه حفظ التنزيل وكان إذا نزل عليه الوحي يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل مخافة أن لا يحفظ، فأنزل تعالى: { لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ } أي بالوحي والتنزيل والقرآن، وإنما جاز هذا الإضمار وإن لم يجر له ذكر لدلالة الحال عليه، كما أضمر في قوله:
إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ }[القدر: 1] ونظير قوله:وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ }[طه: 114] وقوله: { لِتَعْجَلَ بِهِ } أي لتعجل بأخذه. " ( الرازي).
" إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ" {75/17}
" { إن علينا جمعه }: أي في صدرك، { وقرآنه }: أي قراءتك إياه، والقرآن مصدر كالقراءة، قال الشاعر:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به
   
يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا
وقيل: وقرآنه: وتأليفه في صدرك، فهو مصدر من قرأت: أي جمعت، ومنه قولهم للمرأة التي لم تلد: ما قرأت سلاقط، وقال الشاعر:
ذراعي بكرة أدماء بكر
   
هجان اللون لم تقرأ جنينا
{ فإذا قرأناه }: أي الملك المبلغ عنا، { فاتبع }: أي بذهنك وفكرك، أي فاستمع قراءته، قاله ابن عباس. وقال أيضاً هو قتادة والضحاك: فاتبع فيه الأوامر والنواهي."
( البحر المحيط).
" فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ" {75/18}
" ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ" {75/19}
" أي لا تكن قراءتك مقارنة لقراءة جبريل عليك بل اسكت حتى يتم جبريل ما يوحى إليك، فإذا فرغ جبريل من القراءة، فخذ أنت فيها، وجعل قراءة جبريل قراءته لأنه بأمره نزل بالوحي ونظيره: من يطع الرسول فقد أطاع الله }[النساء: 80] وقيل معناه اعمل به واتبع حلاله، وحرامه، والقول الأول أولى لأن هذا ليس موضع الأمر باتباع حلاله وحرامه وإنما هو موضع الأمر بالاستماع حتى يفرغ جبريل من قراءته فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا نزل عليه جبريل بالوحي أصغى إليه فإذا فرغ من قراءته وعاه النبي صلى الله عليه وسلم وحفظه
 { ثم إن علينا بيانه } أي أن نبينه بلسانك فتقرأه كما أقرأك جبريل وقيل إذا أشكل شيء من معانيه فنحن نبينه لك، وعلينا بيان ما فيه من الأحكام والحلال والحرام، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أشكل عليه شيء سأل جبريل عن معانيه لغاية حرصه على العلم فقيل له نحن نبينه لك." ( الخازن).

28 - فبراير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم.    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

 
 
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق - :( إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مـضغـة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويـؤمر بأربع كلمات : بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد ؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ). رواه البخاري [ رقم : 3208 ] ومسلم [ رقم .[ 2643
 
 
 
 
On the authority of Abdullah bin Masud, who said : the messenger of Allah, and he is the truthful, the believed narrated to us 

Verily the creation of each one of you is brought together in his mother's womb for forty days in the form of seed, then he is a clot of blood for a like period, then a morsel of flesh for a like period, then there is sent to him the angel who blows the breath of life into him and who is commanded about four matters: to write down his means of livelihood, his life span, his actions, and whether happy or unhappy. By Allah, other than Whom there is no god, verily one of you behaves like the people of Paradise until there is but an arm's length between him and it, and that which has been written over takes him and so he behaves like the people of Hell-fire and thus he enters it; and one of you behaves like the people of Hell-fire until there is but an arm's length between him and it, and that which has been written over takes him and so he behaves like the people of Paradise and thus he enters it 

related by Bukhari and Muslim
 

28 - فبراير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
" .. فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها...".    ( من قبل 6 أعضاء )    قيّم

تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ).
أمر الله جل وعلا المؤمنين في هذه الآية الكريمة: أن يذكروا نعمته عليهم حين جاءتهم جنود وهم جيش الأحزاب، فأرسل جل وعلا عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها المسلمون، وهذه الجنود التي لم يروها التي امتن عليهم بها هنا في سورة الأحزاب، بيّن أنه منّ عليهم بها أيضاً في غزوة حنين، وذلك في قوله تعالى:
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنَزلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا }[التوبة: 25ـ26] الآية، وهذه الجنود هي الملائكة، وقد بيَّن جل وعلا ذلك في الأنفال في الكلام على غزوة بدر، وذلك في قوله تعالى:
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }
[الأنفال: 12] الآية، وهذه الجنود التي لم يروها التي هي الملائكة، قد بين الله جل وعلا في براءة أنه أّيَّدَ بها نبيه صلى الله عليه وسلم وهو في الغار وذلك في قوله:إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا }.[التوبة: 40، الآية26].
 
سألني ولدي: متى سيرسل الله على الأعداء جنوداً لم نرها؟ قلت : ومَن هم الأعداء ؟ ..... وبعد كلام هادىء حزين طويل ، قلت لابني: عندما نحب الله ورسوله ، ونطيع الأوامر منفذين من غير تفلسف ، ويكون أولو أمورنا من الله خائفين ، وعلماؤنا لا يجبنون ، وأغنياؤنا لا يبخلون.... عند ذلك يقول ربنا لعباده : هاأنتم هؤلاء منتصرون....

3 - مارس - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
" جند ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب" الآية الكريمة.    ( من قبل 7 أعضاء )    قيّم

 
{ جُندٌ مَّا هُنَالِكَ } يعني قريشاً، وقوله جند أي أتباع مقلدون لا عالم فيهم { مَهْزُومٌ } بَشَّره بهزيمتهم وهو بمكة فكان تأويله يوم بدر { مِّنَ الأَحْزَابِ } أحزاب إبليس وتِباعه، أو لأنهم تحزبوا على جحود ربهم وتكذيب رسله. (تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ).
 
* والجُند: الأَتباع؛( ابن الجوزي).
 
* ما هم إلا جند من الكفار المتحزبين على رسول الله مهزوم عما قريب، فلا تبال بما يقولون ولا تكترث لما به يهذون. ( النسفي).
 
* والمعنى: أن هؤلاء الجند من جملة الأمم وهو تعريض لهم بالوعيد بأن يحلّ بهم ما حلّ بالأمم، قال تعالى:{ وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد". ( ابن عاشور).
 
* " والمعنى: هؤلاء المشركون - أيها الرسول الكريم - لا تهتم بأمرهم، ولا تكترث بجموعهم، فهم سواء أكانوا قليلين أم كثيرين، لا قيمة لهم بجانب قوتنا التى لا يقف أمامها شئ، ومهما تحزبوا عليك فهم جند مهزومون ومغلوبون أمام قوة المؤمنين فى مواطن متعددة. فالآية الكريمة بشارة للمؤمنين بالنصر على أعدائهم كما قال - تعالى -:{ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ }
قال صاحب الكشاف: قوله: { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ } يريد ما هم إلا جيش من الكفار المتحزبين على رسل الله مهزوم مكسور عما قريب، فلا تبال بما يقولون، ولا تكترث لما به يهذون، و " ما " مزيدة، وفيها معنى الاستعظام.. إلا أنه على سبيل الاستهزاء بهم. و { هنالك } إشارة حيث وضعوا فيه أنفسهم من الانتداب لمثل ذلك القول العظيم، من قولهم لمن ينتدب لأمر ليس من أهله: لست هنالك.
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد حكت أقوال المشركين، وردت عليها ردا يكبتهم ويزهق باطلهم، وختمت بما يبشر المؤمنين بالنصر عليهم.
ثم ساق - سبحانه - جانبا مما أصاب السابقين من دمار حين كذبوا رسلهم لكى يعتبر المشركون المعاصرون للنبى صلى الله عليه وسلم ولكى يقلعوا عن شركهم حتى لا يصيبهم ما أصاب أمثالهم من المتقدمين عليهم، فقال - تعالى -:{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ... }.( طنطاوي).
 
 * جند حقير هنالك مهزوم - لا محالة - كما هزم أمثالهم من المتحزبين على الأنبياء؟
( لجنة القرآن والسنة).
 
{ جند ما هنالك مهزوم } : أي هم جند حقير في تكذيبهم لك مهزوم أمامك وفي بدر.
( أبو بكر الجزائري).
 
* " { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ } هذا وعيد بهزيمتهم في القتال، وقد هزموا يوم بدر وغيره، و
{ مَّا هُنَالِكَ } صفة لجند، وفيها معنى التحقير لهم، والإشارة بهنالك إلى حيث وصفوا أنفسهم من الكفر والاستهزاء،...( ابن جزي الغرناطي).
 
* قَوْلُهُ تَعَالَى: { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ }؛ أخبرََ اللهُ تعالى نَبيَّهُ أنه سيُهزَمُ جندُ المشركين ببَدْرٍ، و(جُنْدٌ) خبرُ مبتدأ محذوفٍ؛ أي هُمْ جُنْدٌ، و(مَا) زائدةٌ، و(هُنَالِكَ) إشارةٌ إلى بدلِ ومَصَارعُهم بها و(الأَحْزَاب) سائرُ مَن تقدَّمَهم من الكفَّار الذين تجرَّؤوا على الأنبياءِ عليهم السلام. ( الطبراني).
 
* { جند ما هنالك } أَيْ: هم جندٌ هنالك { مهزوم } مغلوبٌ { من الأحزاب } كالقرون الماضية الذين قُهروا وأُهلكوا، وهذا إخبارٌ عن هزيمتهم ببدرٍ، ثمَّ عزَّى نبيَّه عليه السَّلام فقال:{ كذبت قبلهم قوم نوح وعادٌ وفرعون ذو الأوتاد } ذو الملك الشَّديد" ( الوجيز للواحدي).
 
 * أي هؤلاء الذين يقولون هذا القول جند مهزومون مغلوبون من جملة الكفار الذين تحزَّبوا على الأنبياء وأنت منصور عليهم مظفر غالب. وقيل: هم الأحزاب الذين حاربوا نبينا صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ووجه اتصاله بما قبله أن المعنى كيف يرتقون إلى السماء وهم فرق من قبائل شتّى مهزومون( الطبرسي).
 
* قوله تعالى: { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } الهزيمة الخذلان و { من الأحزاب } بيان لقوله: { جند ما } و { ما } للتقليل والتحقير، والكلام مسوق لتحقير أمرهم رغماً لما يشعر به ظاهر كلامهم من التعزز والإِعجاب بأنفسهم.
يدل على ذلك تنكير { جند } وتتميمه بلفظة { ما } والإِشارة إلى مكانتهم بهنالك الدال على البعيد وعدهم من الأحزاب المتحزبين على الرسل الذين قطع الله دابر الماضين منهم كما سيذكر ولذلك عد هذا الجند مهزوماً قبل انهزامهم.
والمعنى: هم جند ما أقلاء أذلاء منهزمون هنالك من أُولئك الأحزاب المتحزبين على الرسل الذين كذبوهم فحق عليهم عقابي.( الطبطبائي).
 
 

4 - مارس - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
من كتاب ( دفع إيهام...) للعالم الشنقيطي ، رحمه الله،...    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قوله تعالى: { ذلك الكتاب لاريب فيه هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}( البقرة2/2). خصص في هدى هذا الكتاب بالمتقين,  وقد جاء في آية أخرى ما يدل على أن هداه عام لجميع الناس, و هي قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ} الآية. ووجه الجمع بينهما أن الهدى يستعمل في القرآن استعمالين أحدهما عام والثاني خاص. أما الهدى العام فمعناه إبانة طريق الحق وإيضاح المحجة سواء سلكها المبين له أم لا ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} أي بينا لهم طريق الحق على لسان نبينا صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام مع أنهم لم يسلكوها بدليل قوله عز وجل: {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}, ومنه أيضا قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ}, أي بينا له طريق الخير والشر بدليل قوله: {إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً}. وأما الهدى الخاص فهو تفضل الله بالتوفيق على العبد ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}  الآية. وقوله: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ}, فإذا علمت ذلك فاعلم أن الهدى الخاص بالمتقين هو الهدى الخاص وهو التفضل بالتوفيق عليهم والهدى العام للناس هو الهدى العام, وهو إبانة الطريق وإيضاح المحجة, وبهذا يرتفع الإشكال أيضا بين قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} مع قوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}, لأن الهدى المنفي عنه صلى الله عليه وسلم هو الهدى الخاص لأن التوفيق بيد الله وحده ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا, والهدى المثبت له هو الهدى العام الذي هو إبانة الطريق وقد بينها صلى الله عليه وسلم حتى تركها محجة بيضاء ليلها كنهارها, والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}. هذه الآية تدل بظاهرها على عدم إيمان الكفار, وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الكفار يؤمن بالله ورسوله كقوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف} الآية. وكقوله: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}   وكقوله: {وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ}, ووجه الجمع ظاهر وهو أن الآية من العام المخصوص لأنه في خصوص الأشقياء الذين سبقت لهم في علم الله الشقاوة المشار إليهم بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ}. ويدل لهذا التخصيص قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} الآية وأجاب البعض بأن المعنى لا يؤمنون مادام الطبع على قلوبهم وأسماعهم والغشاوة على أبصارهم فإن أزال الله عنهم ذلك بفضله آمنوا.

6 - مارس - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
أين أنتم ياسراة الوراق ؟    ( من قبل 13 أعضاء )    قيّم

بالأمس كانوا هنا واليوم قد(غابوا) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اللهم اهدنا في مَن هَديت......
اللهُمّ متّعنا بكتاباتهم........ واجْزهم عليها خيرَ الجزاء.

6 - مارس - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
من معاني (أحصى).    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

حصي (لسان العرب)
الحَصَى: صِغارُ الحجارة، الواحدةُ منه حَصاة. ابن سيده: الحَصَاة من الحجارة معروفة، وجمعها حَصَياتٌ وحَصىً وحُصِيٌّ وحِصِيٌّ؛ وقول أَبي ذؤَيب يصف طَعْنَةً: مُصَحْصِحَة تَنْفِي الحَصَى عن طَرِيقِها، يُطَيِّر أَحْشاء الرَّعيبِ انْثِرَارُها يقول: هي شديدة السَّيَلان حتى إنه لو كان هنالك حَصىً لدفعته.
وحَصَيْتُه
بالحَصَى أَحْصِيه أَي رميته.
وحَصَيْتُه
ضربته بالحَصَى. ابن شميل: الحَصَى ما حَذَفْتَ به حَذْفاً، وهو ما كان مثلَ بعر الغنم.
وقال أَبو أَسلم: العظيمُ مثلُ بَعَرِ البعير من الحَصَى، قال: وقال أَبو زيد حَصَاةٌ وحُصِيّ وحِصِيّ مثل قَناة وقُنِيّ وقِنِيّ ونَواة ونُوِيّ ودَواة ودُوِيّ، قال: هكذا قيده شمر بخطه، قال: وقال غيره تقول حَصَاة وحَصىً بفتح أَوله، وكذلك قَناةٌ وقَنىً ونَواةٌ ونَوىً مثل ثَمَرة وثَمَر؛ قال: وقال غيره تقول نَهَرٌ حَصَوِيٌّ أَي كثير الحَصَى، وأَرض مَحْصَاة وحَصِيَةٌ كثيرة الحَصَى، وقد حَصِيَتْ تَحْصَى.
وفي الحديث: نَهَى عن بَيْعِ الحَصَاة، قال: هو أَن يقول المشتري أَو البائع إذا نَبَذْتُ الحَصاةَ إليك فقد وَجَب البيعُ، وقيل: هو أَن يقول بِعْتُك من السِّلَع ما تَقَعُ عليه حَصاتُك إذا رميت بها، أَو بِعْتُك من الأَرض إلى حيثُ تَنْتَهي حَصاتُك، والكُلُّ فاسد لأَنه من بيوع الجاهلية، وكلها غَرَرٌ لما فيها من الجَهالة.والحَصَاةُ: داءٌ يَقع بالمَثانة وهو أَن يَخْثُرَ البولُ فيشتدَّ حتى يصير كالحَصاة، وقد حُصِيَ الرجلُ فهو مَحْصِيٌّ.
وحَصاةُ القَسْمِ: الحِجارةُ التي يَتَصافَنُون عليها الماء.
والحَصَى: العددُ الكثير، تشبيهاً بالحَصَى من الحجارة في الكثرة؛ قال الأَعشى يُفَضِّلُ عامراً على عَلْقمة:ولَسْتَ بالأَكثرِ منهم حصىً، وإنما العِزَّةُ للْكَاثِرِ وأَنشد ابن بري: وقد عَلِمَ الأَقْوامُ أَنك سَيِّدٌ، وأَنك منْ دارٍ شَديدٍ حَصاتُها وقولهم: نحن أَكثر منهم حَصىً أَي عَدَداً.
والحَصْوُ: المَنْع؛ قال بَشِيرٌ الفَرِيرِيُّ: أَلا تَخافُ اللهَ إذ حَصَوْتَنِي حَقِّي بلا ذَنْبٍ، وإذْ عَنَّيْتَنِي؟ ابن الأَعرابي: الحَصْوُ هو المَغَسُ في البَطْن.
والحَصَاةُ: العَقُْل والرَّزانَةُ. يقال: هو ثابت الحَصاةِ إذا كان عاقلاً.
وفلان ذو حَصاةٍ وأَصاةٍ أَي عقلٍ ورَأْيٍ؛ قال كعب بن سَعْد الغَنَوي: وأَعْلَم عِلْماً، ليس بالظَّنِّ، أَنَّه إذا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ، فهُوَ ذَلِيلُ وأَنَّ لِسانَ المَرْءِ، ما لم يَكُنْ له حَصَاةٌ، على عَوْراتِهِ، لَدَلِىلُ ونسبه الأَزهري إلى طَرَفة، يقول: إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجُزه عن بَسْطِه فيما لا يُحَبُّ دلَّ اللسان على عيبه بما يَلْفِظ به من عُورِ الكلام.
وما له حَصَاة ولا أَصَاة أَي رأْي يُرْجَع إليه.
وقال الأَصمعي في معناه: هو إذا كان حازماً كَتُوماً على نفسه يحفَظ سرَّه، قال: والحَصَاة العَقْل، وهي فَعَلة من أَحْصَيْت.
وفلان حَصِيٌّ وحَصِيفٌ ومُسْتَحْصٍ إذا كان شديد العقل.
وفلان ذو حَصىً أَي ذو عدَدٍ، بغير هاءٍ؛ قال: وهو من الإحْصاء لا من حَصَى الحجارة.
وحَصاةُ اللِّسانِ: ذَرابَتُه.
وفي الحديث: وهل يَكُبُّ الناسَ على مَناخِرِهِم في جَهَنَّم إلاَّ حَصَا أَلْسِنَتِهِمْ؟ قال الأَزهري: المعروف في الحديث والرواية الصحيحة إلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِم، وقد ذكر في موضعه، وأَما الحَصَاة فهو العقل نفسهُ. قال ابن الأَثير: حَصَا أَلْسِنَتِهِم جمعُ حَصاةِ اللِّسانِ وهي ذَرابَتُه.
والحَصَاةُ: القِطْعة من المِسْك. الجوهري: حَصاةُ المِسْك قطعة صُلْبة توجد في فأْرة المِسْك. قال الليث: يقال لكل قطعة من المِسْك حَصاة.وفي أَسماء الله تعالى: المُحْصِي؛ هو الذي أَحْصَى كلَّ شيءٍ بِعِلْمِه فلا يَفُوته دَقيق منها ولا جَليل.
والإحْصاءُ: العَدُّ والحِفْظ.
وأَحْصَى الشيءَ: أَحاطَ به.
وفي التنزيل: وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عدداً؛ الأَزهري: أي أَحاط علمه سبحانه باستيفاء عدد كلِّ شيء.

وأَحْصَيْت
الشيءَ: عَدَدته؛ قال ساعدة بن جؤية: فَوَرَّك لَيْثاً أَخْلَصَ القَيْنُ أَثْرَه، حاشِكةً يُحْصِي الشِّمالَ نَذيرُها قيل: يُحْصِي في الشِّمال يؤثِّر فيها. الأَزهري: وقال الفراءُ في قوله: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه فتاب عليكم، قال: علم أَن لَنْ تَحفَظوا مواقيت الليل، وقال غيره: علم أَن لَنْ تُحْصوه أَي لن تُطيقوه. قال الأَزهري: وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إنَّ لله تعالى تسعة وتسعين اسماً من أَحصاها دخَل الجنةَ، فمعناه عندي، والله أَعلم، من أَحصاها علْماً وإيماناً بها ويقيناً بأَنها صفات الله عزَّ وجل، ولم يُرِد الإحْصاءَ الذي هو العَدُّ. قال: والحصاةُ العَدُّ اسم من الإحصاء؛ قال أَبو زُبَيْد: يَبْلُغُ الجُهْد ذا الحَصاة من القَوْ مِ، ومنْ يُلْفَ واهِناً فهَو مُودِ وقال ابن الأَثير في قوله من أَحصاها دخل الجنة: قيل من أَحصاها من حَفِظَها عن ظَهْرِ قلبه، وقيل: من استخرجها من كتاب الله تعالى وأَحاديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يعدّها لهم إلاَّ ما جاء في رواية عن أَبي هريرة وتكلموا فيها، وقيل: أَراد من أَطاقَ العمل بمقتضاها مثلُ من يعلَمُ أنه سميع بصير فيَكُفُّ سَمْعَه ولسَانَه عمَّا لا يجوزُ له، وكذلك في باقي الأَسماء، وقيل: أَراد من أَخْطَرَ بِباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظِّماً لمسمَّاها، ومقدساً معتبراً بمعانيها ومتدبراً راغباً فيها وراهباً، قال: وبالجملة ففي كل اسم يُجْريه على لسانه يُخْطِر بباله الوصف الدالَّ عليه.
وفي الحديث: لا أُحْصِي ثَناءً عليك أي لا أُحْصِي نِعَمَك والثناءَ بها عليك ولا أَبْلغُ الواجِب منه.
وفي الحديث: أَكُلَّ القرآن أَحْصَيْتَ أَي حَفِظْت.
وقوله للمرأَة: أَحْصِيها أَي احْفَظِيها.
وفي الحديث: اسْتَقِيمُوا ولَنْ تُحْصُوا واعْلَموا أَنَّ خيرَ أَعمالِكُم الصَّلاةُ أَي اسْتَقِيموا في كلّ شيء حتى لا تَمِيلوا ولن تُطِيقوا الاسْتقامة من قوله تعالى: علم أَنْ لَنْ تُحْصُوه؛ أَي لن تُطِيقوا عَدَّه وضَبْطَه.

حصي (الصّحّاح في اللغة)
الحَصاةُ: واحدة الحَصى، وتجمع على حَصَيات، مثل بقرةٍ وبقراتٍ.
وحَصاةُ المِسك: قطعةٌ صُلبةٌ توجد في فأرة المسك.
وفلان ذو حَصاةٍ، أي ذو عقلٍ ولُبٍّ. قال كعب بن سعدٍ الغَنَويّ:

حَصاةٌ على عَوراتِهِ لَدَلـيلُ    وأنَّ لسانَ المرءِ ما لم تكنْ له


وأرضٌ مَحْصاةٌ: ذاتُ حَصىً.
وأَحْصَيْتُ
الشيءَ: عَدَدْتُهُ.
وقولهم: نحن أكثر منهم حَصىً، أي عدداً. قال الأعشى يفضّل عامراً على علقمة:

وإنَّما العزّةُ لِلـكـاثِـرِ    ولستَ بالأكثر منهم حَصىً

الحَصى (القاموس المحيط)
الحَصى: صِغارُ الحِجارة،
الواحدةُ: حَصاةٌ
ج: حَصَياتٌ وحُصِيٌّ.
وحَصَيْتُه: ضَرَبْتُه بها.
وأرضٌ مَحْصاةٌ: كثيرتُها، والعَدَدُ، أو الكثيرُ.
وأحْصاهُ: عَدَّهُ، أو حَفِظَهُ، أَو عَقَلَهُ.
والحَصاةُ: اشْتِدادُ البَوْلِ في المَثانَةِ حتى يَصيرَ كالحَصاةِ، وقد حُصِيَ، كعُنِيَ، والعَقْلُ، والرَّأْيُ،
وهو حَصِيٌّ، كغَنِيٍّ: وافِرُ العَقْلِ.
والحَصْوُ: المَغَصُ في البَطْنِ، والمَنْعُ.
وحَصِيَ الشيءَ، كَرَضِيَ: أَثَّرَ فيه،
و~ الأرضُ: كثُرَ حَصَاها.
وحَصَّاهُ تَحْصيَةً: وَقَّاهُ.
وتَحَصَّى: تَوَقَّى.
والحَصَوانُ، محرَّكةً: ع باليمنِ.

حصو/ي (مقاييس اللغة)

الحاء والصاد والحرف المعتل ثلاثة أصول: الأول المنع، والثاني العَدُّ والإطاقة، والثالث شيءٌ من أجزاء الأرض.فالأوَّل الحصو. قال الشيبانيّ: هو المنع؛ يقال حصوته أي منعته. قال:
ألا تخافُ الله إذْ حَصَوْتني    حقِّي بلا ذنبٍ وإذْ عَنَّنْتَني

والأصل الثاني: أحصيت الشيءَ، إذا عَدَدْته وأطْقته. قال الله تعالى: عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ [المزمل 20].
وقال تعالى: أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ [المجادلة 6].والأصل الثالث: الحصى، وهو معروف. يقال أرضٌ مَحْصاةٌ، إذا كانت ذاتَ حصَى.
وقد قيل حَصِيتْ تَحْصَى.ومما اشتقّ منه الحصاة؛ يقال ما له حصاةٌ، أي ما له عقل.
وهو من هذا؛ لأن في الحصى قوةً وشدّة.
والحصاة: العقل، لأنّ به تماسُكَ الرّجل وقوّة نفسه. قال:
وإنّ لسانَ المرءِ مالم تكن له    حَصاةٌ على عَوْراته لدَلِيلُ

ويقال لكلِّ قطعةٍ من المسك حَصَاة؛ فهذا تشبيهٌ لا قياس.وإذا هُمِز فأصْله تجمُّع الشيء؛ يقال أحصأتُ الرّجلَ، إذا أروَيته من الماء، وحَصِئَ هو.
ويقال حَصأ الصبيُّ من اللبن، إذا ارتضَعَ حتى تمتلئَ مَعِدته، وكذلك الجَدْي.

6 - مارس - 2010
من كنوز المعجمات
آه يا يا يا .... يا زمن!!!    كن أول من يقيّم

                                                  هضبة الجولان

تبلغ مساحة الجولان الكاملة 1860كم مربع، ويقع في أقصى الجنوب الغربي من سوريا، وهو يشكل صلة وصل مهمة بين لبنان وسوريا وفلسطين والأردن. والجولان هضبة مرتفعة، تمتد باتجاه شرق-غرب، ويرتفع في شمال الجولان جدار جبلي شامخ هو جبل الشيخ، حيث يصل ارتفاعه في شمال الجولان / شمال قرية حضر إلى 2225م عن سطح البحر، ثم تقل الارتفاعات كلها كلما اتجهنا جنوباً، حيث نكون الارتفاعات بحدود 1200 م عند سفوح جبل الشيخ ،ثم تقل إلى 940م في القنيطرة وسط الجولان، وإلى 340م عند فيق، وإلى مادون سطح البحر ب125م في الحمة وسط وادي اليرموك جنوباً. ويشرف الجولان في جانبه الغربي على غور الأردن بحافة مرتفعة شبه قائمه، ويزداد ارتفاعها كلما اتجهنا جنوباً حتى تصل إلى 300م وسطياً، وكذلك الحافات المرتفعة المشرفة على نهر اليرموك جنوباً.

كما يحتوي على مجموعة من التلال المتقاربة، والتي بدورها تشكل معالم تضاريسية غنية، تمد الجولان بكميات أكبر من المطر، والسيول وذلك بسبب ارتفاعاتها، وأهم هذه التلال:  
تل الأحمر /قرب مسعده/1187 م عن سطح البحر، تل عريم 1035م، تل الشيخه1211م، تل بير عجم1158م، تل أبو خنزير 1977م، إضافة إلى تلال أخرى متفرقة مثل أبو الندى، وتل الفرس الخ...
والجولان التي تعادل مساحته 1%من مساحة سوريةالإجمالي يتمتع بمردود مائي يعادل 3% من المياه التي تسقط فوق سوريا، و14%من المخزون المائي السوري.
تمتاز هضبة الجولان بغزارة أمطارها ولاسيما في فصل الشتاء، وتتزايد هذه الامطار مع تزايد ارتفاع الهضبة باتجاه الشرق والشمال، بسبب تضاريسها وامتدادها المعترض للرياح الغربية الممطرة بغزارة.
وبسبب غزارة الامطار في الجولان والتركيب الجيولوجي لتربتها، فإن ذلك يساعد على تخزين المياه في جوف الارض، ولهذا فان هضبة الجولان غنية بالمياه الجوفية والينابيع والآبار التي تتجه لتشكل روافد اساسية لنهر الأردن وبحيرة طبريا وبحيرة مسعدة. وأهم تلك الينابيع: بيت جن، الحمة الباردة، الوزاني، الدب، الغور، النخيلة، صعار، الدردارة، الصيادة، الفاجرة، البرجيات، البالوع، جليبينة الكبيرة، بلسم الحمة.
أما الأنهار، فيعدّ نهرا اليرموك وبانياس ووادي الرقاد مصادر مائية مهمة لهضبة الجولان ومحيطها؛ لما تحمله من كمية المياه تروي هذه المناطق وتغذي نهر الأردن بكمية كبيرة من المياه.

7 - مارس - 2010
جماعة الباطنية
شتان بي العملين....    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

 
" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" .
{ النحل16/97}
" في سبب نزولها قولان: أحدهما: أن امرأ القيس المتقدِّم ذكره أقرَّ بالحق الذي هَمَّ أن يحلف عليه، فنزلت فيه: { من عمل صالحاً } ، وهو إِقراره بالحق، قاله أبو صالح عن ابن عباس. والثاني: أن ناساً من أهل التوارة، وأهل الإِنجيل، وأهل الأوثان، جلسوا، فتفاضلوا، فنزلت هذه الآية، قاله أبو صالح.
قوله تعالى: { فلنُحيِيَنَّهُ حياة طيبة } اختلفوا أين تكون هذه الحياة الطيبة على ثلاثة أقوال: الأول: أنها في الدنيا، رواه العوفي عن ابن عباس. ثم فيها للمفسرين تسعة أقوال:
أحدها: أنها القناعة، قاله علي، عليه السلام، وابن عباس في رواية، والحسن في رواية، ووهب بن منبه. والثاني: أنها الرزق الحلال، رواه أبو مالك عن ابن عباس. وقال الضحاك: يأكل حلالاً ويلبس حلالاً. والثالث: أنها السعادة، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
والرابع: أنها الطاعة، قاله عكرمة. والخامس: أنها رزق يوم بيوم، قاله قتادة.
والسادس: أنها الرزق الطيِّب، والعمل الصالح، قاله إِسماعيل بن أبي خالد.
والسابع: أنها حلاوة الطاعة، قاله أبو بكر الوراق. والثامن: العافية والكفاية.
والتاسع: الرضى بالقضاء، ذكرهما الماوردي.
والثاني: أنها في الآخرة، قاله الحسن، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وابن زيد، وذلك إِنما يكون في الجنة.
والثالث: أنها في القبر، رواه أبو غسان عن شريك" ( ابن الجوزي).
" قَوْلُهُ تَعَالَى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ }؛ أي مَن عَمِلَ صَالحاً فيما بينه وبين ربهِ وأقرَّ بالحقِّ وهو مع ذلك مؤمنٌ { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ، قِيْلَ: المرادُ بها القَنَاعَةُ بما يُؤتَى من الرِّزق الحلالِ، كما رُوي عن وهب بن مُنبه أنه قالَ: (الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ هِيَ الْقَنَاعَةُ بمَا رُزقَ).
وَقِيْلَ: هي أنْ يكون صدرهُ مُنفَرِجاً بما يعتقدهُ من دلائلِ الله تعالى، وبما يعرفهُ من وجوب مفارقةِ المعاصي، فيصيرُ قليلَ الْهَمِّ في أمورِ دنياهُ. وَقِيْلَ: الحياة الطيِّبة الجنةُ؛ لأنه لم يَطِبْ لأحدٍ حياةً إلاّ فيها." ( الطبراني).
" مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ
حِسَابٍ" {غافر40/40}
" أي: من عمل بمعصية الله سبحانه في هذه الدنيا، جوزي بذلك في الآخرة، ومن عمل بطاعة الله عز وجل وهو مؤمن بالله سبحانه فأولئك يدخلون الجنة في الآخرة يرزقهم الله عز وجل فيها بغير حساب.
قال قتادة: لا، والله ما هنالك مكيال ولا ميزان.
وقال قتادة: من عمل سيئة شركاً بالله عز وجل، ومن عمل صالحاً: خيراً.
وقال بعض أهل التأويل: إن المؤمن في هذه الآية هو موسى، قال لهم: { يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } ، إلىآخر الآيات.
وأكثر المفسرين على أنه مؤمن آل فرعون. والله أعلم." ( مكي القيسي).

7 - مارس - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
 188  189  190  191  192