البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 185  186  187  188  189 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ابن الرومي ونور الدين الشهيد    كن أول من يقيّم

يبدو أن هناك شاعرا آخر عرف بابن الرومي، وكان في شعراء نور الدين الشهيد، وشعره أشبه ما يكون بشعر ابن الرومي ?? وهذه وحدها كارثة (كما تقول ضياء خانم) فما يعرف ترجمة ابن الرومي هذا فليتصدق بها علينا، قال ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ) المنشور على الوراق:
 

ذكر فتح حصن فاميا

في هذه السنة فتح نور الدين محمود ابن الشهيد زنكي حصن فاميا من الفرنج وهو مجاور شيزر وحماة على تل عال من أحصن القلاع وأمنعها، فسار إليه نور الدين وحصره وبه الفرنج وقاتلهم وضيق على من به منهم، فاجتمع من الشام من الفرنج وساروا نحوه ليرحلوه عنهم فلم يصلوا إلا وقد ملكه وملأه ذخائر وسلاحاً ورجالاً وجميع ما يحتاج إليه، فلما بلغه مسير الفرنج إليه، رحل عنه وقد فرغ من أمر الحصن وسار إليهم يطلبهم، فحين رأوا أن الحصن قد ملك وقوة عزم نور الدين على لقائهم عدلوا عن طريقه ودخلوا بلادهم وراسلوه في المهادنة وعاد سالماً مظفراً ومدحه الشعراء وذكروا هذا الفتح، فمن ذلك قول ابن الرومي من قصيدة أولها:
أسنى الممالك ما أطلت منارها وجعلت مرهفة الدسار دسارها
وأحق من ملك البلاد وأهلـهـا رؤف تكنف عدله أقطـارهـا
ومنها في وصف الحصن:
أدركت ثأرك في البغاة وكنت يا مختار أمة أحمد مختـارهـا
طابت نجومك فوقهـا ولـربـمـا باتت تنافثها النـجـوم سـرارهـا
عارية الزمن المعير شـمـالـهـا منك المعيرة واسترد مـعـارهـا
أمست مع الشعرى العبور وأصبحت شعراء تستغلي الفحول شـوارهـا
وهي طويلة.
 

28 - يناير - 2007
جيمية ابن الرومي في رثاء يحيى
رسالة إلى الأخت نووووووف والأخ محمد    كن أول من يقيّم

أحببتُ أن أتدخل في شرح هذه المشكلة بالنيابة عن أستاذتنا القديرة صبيحة شبر، فهي يا أخ محمد امرأة وليست رجلا، وقد فعلتَ كما فعلتْ الأخت نوف مع أستاذتنا ضياء خانم، ولكنني تداركت ذلك، واستبدلت قولها (الأخ ضيااااء) ب (الأستاذة ضيااااء) لذلك أشرح هنا خدمة ربما تكون غير ظاهرة، فبالنقر بالماوس على كل اسم مشارك تظهر صفحة اشتراكه، لاسيما سراة الوراق، الذين نجد نجمة حمراء جوار اسمهم، وبالدخول إلى الصفحة من خلال الاسم تظهر أيقونات يمكن من خلالها الدخول إلى كل مواضيع المشارك وتعليقاته، وآخر مشاركة له. هذا ما أردت توضيحه، وليت الأستاذة صبيحة تعدل اسمها فتكتبه بالعربي، وهذا الرجاء موجه لكل المشاركين. وهذا ذكرني (والشيء بالشيء يذكر) بصديق لي في أبو ظبي، سماه أبوه (إرحابي) واسم العائلة أيضا (إرحابي) وهكذا اسمه الكامل (إرحابي إرحابي) وهو إمام وخطيب مسجد، وكلما أراد السفر أوقفوه في المطار وسألوه عن حقيقة اسمه، لأنه بالإنكليزية (إرهابي إرهابي) وكان هذا نصيبه من هوى أبيه الذي سمى إخوته وأخواته أجمع بمشتقات رحب، كرحاب ومرحب ورحْب، ورحيب ورحبة ورحوب وترحيب. وصدقوني أنني لا أمزح، ولله في خلقه شؤون، وإنا لله وإنا إليه راجعون

29 - يناير - 2007
مكانة من عندنا أكبر ?
وضعت يدك على الجرح يا أستاذ دياب    كن أول من يقيّم

تحية حارة أستاذ دياب موسى: أنت بكلامك هذا تضع يدك على مشكلة المجالس، فلماذا كل هذا التفاوت في حصيلة المجالس ? بكل صراحة أقول لك، لأنني وحدي كنت أشرف على هذه المجالس، فأنا (مثلا) ليست عندي أي اهتمامات تذكر بالسينما والمسرح، ولو كان المشرف على المجالس سينمائيا ومسرحيا لكانت الحصيلة قطعا مختلفة، وما يقال عن السينما والمسرح يقال عن الفلسفة والاجتماع والتربية والتعليم والعمارة والفن وووو. والمشكلة الأكبر أن في أصدقاء الوراق من لا يشارك في المجالس، وربما يشارك في التعليق على الكتب أو في زوايا أخرى من زوايا الوراق، وأنت معي أيضا أنني سوف أكون واهما إذا اعتقدت أني عرفت مواهب السراة بكل أبعادها. واسمح لي أخيرا أن أتوجه بشكري وامتناني للأستاذ وحيد الفقيهي على كلماته الطيبة، وهو في مقدمة رعاة الوراق، وبيني وبينه مراسلات عرفت منها أن أعباءه ومشاغله تحول دون تولي مجلس من المجالس، ولكنه يبقى ببصماته في كل نقلة شهدها وسيشهدها الوراق، وهذه المجالس يلزمها ما يلزم كبرى الصحف والمجلات من الخدمات الفنية والإدارية. فكيف إذ صح يوما ما ما تنبأ به أستاذنا النويهي حين قال: (جامعة الوراق) أكرر شكري وامتناني وتحيتي الحااااااااارة
 

29 - يناير - 2007
مشروع رعاة الوراق
اسم (ابن الرومي) في الكامل خطأ في المخطوطة    كن أول من يقيّم


تأكدت من أن اسم (ابن الرومي) الوارد في الكامل لابن الأثير تصحيف في أصل المخطوطة ، والصواب أن القصيدة لأحمد بن المنير الطرابلسي (ت 548هـ) والقصيدة ذكرها برمتها أبو شامة في (الروضتين) (الوراق : ص72) وهي (56) بيتا. وابن المنير الطرابلسي كبير شعراء الدولة النورية هو ومحمد بن نصر القيسراني، وكانت وفاتهما في عام واحد، (على غرار الأقران) وقد ساق أبو شامة أنموذجا مطولا من شعرهما في نور الدين، يبدأ من صفحة (23) وختمه بقوله: فهذا أنموذج من أشعار هذين الفحلين فيه، مع أنهما ماتا في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، قبل أن يفتح نور الدين دمشق؛ وبقى نور الدين حيا بعدهما إحدى وعشرين سنة يترقى كل عام في ازدياد، من جهاد واجتهاد؛ ولو كانا أدركا ذلك لأتيا فى وصفه بعجائب مع أنه قد تولى ذلك غيرهما ممن لم يبلغ شأوهما

29 - يناير - 2007
جيمية ابن الرومي في رثاء يحيى
من البيت (1) حتى البيت (28)    كن أول من يقيّم


أفـيـضـا  دمـاً إنَّ الـرزايـا لها iiقِيَمْ فـلـيـس  كـثـيـراً أن تَجُودَا لها iiبِدمْ
ولا تـسـتـريـحـا من بُكاء إلى iiكرىً فـلا حـمـد مـا لم تُسعداني على iiالسأمْ
ويـا  لـذة الـعـيشِ التي كنتُ iiأرتضي تـقـطَّـعَ  مـا بـيـني وبينكِ فانصرمْ
رُمـيـتُ بـخـطـبٍ لا يـقـومُ iiلمثلهِ شرَوْرَى ولا رَضْوَى ولا الهَضْبُ من خيمْ
بـأنـكـر ذي نُـكْـرٍ وأقـطعَ ذي iiشباً وأمـقـرَ ذي طـعـمٍ وأوخـمَ ذي iiوَخَمْ
رزيـئـةِ أمٍّ كـنـتُ أحـيـا iiبِـرُوحِها وأسـتـدفـعُ  الـبلوى وأستكشفُ iiالغُممْ
ومــا الأمُّ إلا إمَّـةٌ فـي حـيـاتـهـا وأَمٌّ إذا فــادتْ ومــا الأمُّ iiبــالأمَـمْ
بـنـفـسي  غداةَ الأمسِ من بانَ مِنْ iiغدٍ وبـتَّ  مـع الأمـسِ الـقـرينة iiفانجذمْ
ولـمـا قـضـى الـحاثونَ حَثْوَ iiترابِهم عـلـيـهـا وحـالـتْ دونها مِرَّة iiالوذمْ
أظـلَّـتْ  غـواشـي رحـمةِ الله iiقبرَها فـأضـحـى  جـناباهُ من النارِ في iiحرمْ
أقـولُ  وقـد قـالـوا أتـبـكـي iiكفاقدٍ رضـاعـاً  وأين الكهلُ من راضع iiالحلَمْ
هـي  الأُّمُّ يـا لـلـنَّـاسِ جُرِّعتُ ثُكْلَها ومـن يـبـك أُمَّـا لـم تُـذَم قَطُّ لا iiيُذَمْ
فـقـدتُ  رضـاعـاً من سُرورٍ iiعهدتُها تُـعـلِّـلُـنـيـه  فـانقضى غيرَ مستتمْ
رضـاعُ بـنـاتِ الـقـلـبِ بان iiبِبَيْنِها حَـمِـيـداً ومـا كُلُّ الرَّضاعِ رضاعُ iiفمْ
إلـى  الله أشـكـو جَـهْـد بـلواي iiإنه بـمـسـتمعِ  الشكوى ومُستَوهب iiالعصمْ
وأنّـيَ  لـم أيـتـم صـغـيـراً iiوأنّني يـتـمـتُ  كـبـيـراً أسوأ اليُتْم iiواليَتَمْ
عـلـى  حـيـن لم ألق المصيبة iiجاهلاً ولا  آهـلاً والـدَّهـرُ دهـر قـد اعترمْ
أُقـاسـي وصِـنْـوي مـنـه كلَّ iiشديدةٍ تُـبـرِّحُ  بـالـجَـلْـدِ الصَّبورِ iiوبالبرمْ
خَـلِـيـلـيَّ  هـذا قـبـرُ أمي iiفورِّعا مـن الـعَـذلِ عـني واجعلا جابتي iiنَعمْ
فـمـا  ذَرفـتْ عـيني على رسمِ iiمنزلٍ ولا عـكـفَـتْ نـفسي هناك على iiصنمْ
خـلـيـلـيَّ  رِقّـا لـي أعِـينا iiأخاكما نَـشَـدْتُـكـمـا  مَنْ تَرْعيانِ مِنَ iiالحُرمْ
أمِـنْ كَـرَبِ الـشـكـوى تَمَلّانِ iiجُزْتُما سـبـيـل اغـتـنامِ الحمد والحمدُ iiيُغْتَنمْ
فـكـيـف  اصـطباري للمُصابِ iiوأنتما تَـمَـلّانِ شـكـواهُ وفـي جـانـبي iiثَلمْ
عـجـبـتُ  لـذي سـمـع يملُّ iiشِكايةً ويـعـجـبُ مـن صَدْرٍ يضيقُ بما iiكظمْ
ألا  رُبَّ أيـام سَـحَـبْـتُ iiذُيـولَـهـا سـلـيـمـاً  مـن الأرزاء أملسَ iiكالزُّلمْ
أُرشِّــحُ  آمـالاً طِـوالاً iiوأجـتـنـي جـنـى الـعيشِ في ظل ظليلٍ من iiالنِّعمْ
ولـو كـنـتُ أدْرِي أنَّ مـا كـانَ iiكائنٌ لـقُـمْـتُ لِـرَوْعاتِ الخُطوب على iiقدمْ

29 - يناير - 2007
ميمية ابن الرومي في رثاء أمه
من البيت (29) حتى البيت (57) في الشكوى من الدهر    كن أول من يقيّم

غـدا الدهرُ لي خصماً وفيَّ مُحَكَّماً فـكيف  بخصم ضالع وهُوَ iiالحَكَمْ
يـجُـورُ  فأشكو جَوْرهُ وهْو iiدائباً يرى جَوْرهُ عدلاً إذا الجورُ منه iiعمْ
عـذيـريَ  من دهرٍ غشوم iiلأهله يـرى أنَّـه إذْ عمَّ بالغَشْمِ ما iiغَشَمْ
غـدا يَـقْـسمُ الأسواءَ قَسْمَ iiسويَّةٍ وما  عَدْلُ من سوَّى وسوّاءُ ما iiقسمْ
تـعُـمُّ  بـبـلـواهُ يد منه iiسَلْطةٌ يـصول  بها فظٌّ إذا اقْتَدَرَ iiاهْتَضَمْ
ولـيستْ من الأيدي الحميد iiبلاؤها يـدٌ قسمتْ سُوءاً وإن سوّتِ iiالقَسَمْ
أمـالَ عُـروشـي ثم ثنَّى iiبَهدْمِها وكـم من عُروشٍ قد أمال وقد هَدَمْ
وأصـبح يُهدي لي الأُسى iiمتَنَصِّلاً فـمِنْ  سُوقةٍ أرْدَى ومِن مَلِكٍ قصَمْ
وإنِّـي وإنْ أهْـدَى أُسـاه iiلساخطٌ عـلـيه ولكن هل من الدهر منتقمْ
هـو الـدهـرُ إمَّا عابطٌ ذا iiشبيبة بـإحدى  المنايا أو مُمِيتٌ أخا هرمْ
كـأنَّ الـفـتى نصبَ الليالي iiبنيّةٌ بـمُصْطَفَقٍ  من موج بحْر ومُلْتَطَمْ
تـقـاذفُ عـنها موجةٌ بعد iiموجةٍ إلـى  موجةٍ تأتي ذُراها من iiالدِّعمْ
كـذاك  الفتى نَصْب الليالي iiيُمرُّها إلـى  لـيلةٍ ترمي به سالفَ iiالأُممْ
فـيـا آمـلاً أن يَـخْلُدَ الدَّهرَ iiكُلَّهُ سلِ الدهرَ عن عادٍ وعن أختها إرمْ
يُـخَـبِّـرك أنَّ الموتَ رَسْمٌ iiمؤبَّدٌ ولـن تعدو الرسمَ القديم الذي iiرسَمْ
رأيـتُ  طويلَ العُمْرِ مثلَ iiقصيرهِ إذا كـان مُـفْـضاه إلى غايةٍ iiتُؤمْ
ومـا طولُ عمر لا أبا لك iiينقضي وما خيرُ عيشٍ قصرُ وجدانه iiالعدمْ
ألا  كـلٌ حـيٍّ مـا خلا الله iiمَيِّتٌ وإن زعمَ التأميلَ ذو الإفك ما iiزعمْ
يـروحُ  ويغدو الشيء يُبنَى iiفربمّا جنى  وهْيَهُ الباني وإن أُغْفِلَ iiانهدمْ
إذا  أخـطـأتْـهُ ثُـلمةٌ لا iiيجرُّها لـه غـيـرهُ جاءتْه من ذاته iiالثُّلمْ
تُـضَـعْضِعُهُ الأوقاتُ وهْي iiبقاؤهُ وتـغـتاله  الأقواتُ وهْي له iiطُعمْ
فـيـا  مَـنْ يُداوي ما يَجُرُّ iiبقاؤهُ فـنـاءً ومـا يُغذَى به فيه قد iiيُسَمْ
جَـشِـمْـتَ  عناءً لا عناءَ وراءهُ فدعْ عنكَ ما أعيا ولا تَجْشَم iiالجُشَمْ
سقى قبلكَ الساقي وأسْعَطَ بل iiكوى لـيـحسمَ  أدواءَ القُرونِ فما iiحَسَمْ
إذا مـا رأيـتَ الشيء يُبليهِ عُمْرُهُ ويُـفـنـيه أن يَبْقى ففي دائه عقمْ
يروحُ ويغدو وهْو من موتِ iiعبْطةٍ ومـوتِ  فـناءٍ بين فكَّين من iiجلمْ
إذا  أخـطـأتْـهُ ثُـلمةٌ لا iiيجرُّها لـه غـيـرهُ جاءتْه من ذاته iiالثُّلمْ
ألا إن بـالأبصار عن عِبرةٍ iiعمىً ألا  إن بـالأسماعِ عن عِظةٍ iiصممْ
نُراعُ  إذا ما الدهرُ صاح iiفنَرْعوِي وإن لـم يَصِحْ يوماً براتعنا iiخضمْ
سـيُكشفُ  عن قلبِ الغبيِّ iiغطاؤه إذا حـتـفُه يوماً على صدره iiجَثَمْ

29 - يناير - 2007
ميمية ابن الرومي في رثاء أمه
من البيت 58 حتى البيت 67    كن أول من يقيّم

 
ألا كـم أذلَّ الـدهـرُ مـن iiمتعززٍ وكـم زمَّ مـن أنف حَمِيٍّ وكم iiخطمْ
وكـم ساور العقبانَ في اللؤم iiصرْفُه وكم غاوصَ الحيتانَ في زاخر الحُوَمْ
وكـم  ظـلم الظِّلمانَ حق iiصحاحِها ومـثـلُ  خصيم الدهرِ أذعنَ واظَّلمْ
وكـم  غـلـبتْ غلبَ القُيول iiهناتُه ولـم  تُـقْتَبَسْ من قبلِ ذاك ولم تُرَمْ
وكـم نَـهـش الحيّاتِ في هضباتِها وكـم فرس الأُسدَ الخوادِرَ في iiالأجمْ
وكـم  أدرك الوحش التي لجَّ iiنَفْرُها يـغُـورُ لـهـا طَوْراً ويطَّلعُ iiالأكمْ
وكـم قـعـصَ الأبطالَ إمّا iiشجاعةً وإمَّـا  بـمـقدارٍ إذا اضطرَّهُ iiاقتحمْ
وكـم  صالَ بالأملاكِ وسْطَ iiجنودِها وأخـنى  على أهلِ النُّبوّاتِ iiوالحِكمْ
وكـم نـعمةٍ أذوى وكم غبطةٍ طوى وكـم  سـند أهوى وكم عُرْوةٍ iiفصمْ
وكـم هـدَّ مـن طَـوْدٍ مُنيفٍ iiعانهُ وكـم قضَّ من قَصْرٍ مُنيفٍ وكم وكمْ

29 - يناير - 2007
ميمية ابن الرومي في رثاء أمه
* من البيت 68 حتى 134    كن أول من يقيّم

أرى  الـدهـرَ لا يـبقى على iiحدثانه شـعـيـبُ الأعـالي جَهْوَرِيٌّ إذا iiبغمْ
جـريءٌ  عـلى العُرمِ العوارمِ لا iiينى كـأن ذُعـافَ الـسُّـمِّ يشْفيهِ من iiقرمْ
إذا احـتـرشَ الأفـعى بمرجوع iiنفخة دهـاهـا  بـأضـراس حِداد أو iiالْتَهَمْ
مُـعِـدٌّ  عـتـادَيْ هـاربٍ iiومُـقاتلٍ مـتـى  كـرّ يوماً كرَّةً أو متى iiانهزمْ
قُـرونٌ  كـأرمـاح الـهـياج iiشوائك وآونــةً  شـدٌّ يـجـمُّ إذا iiاهـتـزمْ
رعـى ما رعى حتى رمى الحيْنُ نفسَهُ بـحـتـف فـمـا أنبا هناك ولا iiشرمْ
أدلَّ بـقَـرْنَـيْـهِ فـلاقـاه iiنـاطـحٌ مِـنَ الـدَّهـرِ غـلّابٌ فـسوَّاهُ بالأجمْ
ولا  نِـقـنِقٌ خاظي البضيع iiصمحمحٍ مـن  الآكـلات الـنار تأتجُّ في iiالفَحمْ
يـصـومُ فـلا يـحـوي ويملأ iiبطنَهُ بـمـا شـاء من زاد ولا يرهَبُ iiالبشمْ
ويـبـلـعُ  أفـلاذَ الـحـديدِ iiجوامداً فـيـسْـكـبها  في قعرِ كيرٍ قد iiاحتدمْ
ويـسـتـرط  الـمـرو الركودَ iiكأنما يـراه طـعـامـاً قـد أعِـدَّ لـه iiلُقَمْ
ويـتـخـذ  الـتَّـنُّومَ والشرْيَ iiمرتعاً فـيـخـذم مِـنْ هـذا وهذاك ما iiخَذَمْ
تـرامـتْ  بـه الأحـوالُ حتى iiبَنَيْنَهُ نـهـاراً  ولـيلاً بِنيةَ الفحل ذي القطمْ
مـن  الـعـاديـاتِ الطائراتِ إذا iiنجا بَـصُـرْتَ بـه بـين النجاءيْن iiمُقْتَسمْ
إذا شـبَّ مـنـهـا جـاد ما هو iiقادح بِـزَنْـدَيْـهِ  مـن شدٍّ تَلَهَّبَ iiفاضطرمْ
جـنـاحـانِ  خـفَّـاقانِ خفقاً iiمُحَثْحثاً ورِجـلان لا تَـسْـتَحْسِران إذا iiاعتَزَمْ
نـجـا  ما نجا حتى ابتغى الدهرُ iiكَيْدَه فـدسَّ  إلـيـه الـعَـنْقفير ابنة iiالرَّقمْ
ولا  قـسـورٌ إن لـم يـجـد ما يكُفُّهُ مـن  الـصَّيدِ أضحى والسباعُ له iiلحَمْ
عـلـيـه الـدمـاءُ الـجاسداتُ كأنَّما مـواقـعُـهـا  منه المُدمَّى من iiالرَّخمْ
إذا مـا اغـتـدى قبل العطاسِ iiلصيده فـلـلـمـغـتدِي  تلقاءه عطسةُ iiاللَّجمْ
أتـاحـت  لـه الأحـداثُ منهنَّ iiقِرنَهُ كـفـاحـاً فـلم يكدح بِظُفْرٍ ولا iiضغمْ
وقـد كـان خطاف الخطاطيف iiضيغماً إذا  سـاهـم الأقـرانَ عن نفسهِ iiسَهَمْ
ولا أعـصـلُ الـنـابَيْنِ حامل مَخْطِم بـه حَـجَـنٌ طـوراً وطـوراً به فَقَمْ
يُـقـلِّـبُ جُـثـمـانـاً عظيماً iiمُوَثَّقاً يـهـدُّ بـرُكـنَـيْـهِ الجبالَ إذا iiزحمْ
ويـسـطـو بـخُـرطوم يثنِّيه طوعَهُ ومـشـتـبـهـاتٍ ما أصابَ بها iiغنمْ
ولـسـت  تـرى بـأسـاً يقومُ iiلبأسهِ إذا أعـمـلَ النَّابيْنِ في البأسِ أو iiصدمْ
بقى  ما بقى حتى انتحى الدَّهرُ iiشخصَهُ فـلـم  يـنـتـصر إلا بأنْ أنَّ أو iiنأمْ
هـوى هـائـلَ الـمَهْوَى يجُودُ بنفسه تـخـالُ  بـه قـيداً تقوَّضَ مِنْ iiإضَم
مـضـيـمـاً  هضيماً بعدَ عِزّ iiومَنْعة ومـن ضـامَـهُ ما لا يطاق ولم iiيُضَمْ
ولا صِـلُّ أصْـلالٍ يـبـيـت مُراقباً بـنْـهـشَـتِـهِ  مقدارَ نفس متى iiيُحَمْ
يـشـول  بـأنـيـاب شَـواها مَقاتِلٌ يُـقَـطِّـرُ  مـن أطرافها السّمَّ iiكالدَّسمْ
زَحـوف  لـدى الـممسى كأنّ iiسحيفهُ إذا انـساب في جنْح الظلامِ نَشيشُ iiحمْ
يـمـيـزُ الـمـنايا القاضياتِ iiسِمامَهُ مـن الـرقْـش ألواناً أو السُّودِ كالحُمَمْ
أتـاه  وقـد ظـن الـحِـمـام iiشقيقه حَـمـامٌ  ولاقـى لا شقيقاً ولا ابن iiعمْ
سـقـاه  بـكـأس كـان يَسْقي iiبمثلها إذا مـا سـقـى الـسَّاقي بأمثالها iiفطمْ
كـمـيـنُ ردىً فـي جسمه أوْ iiمُبارِزٌ نـجـيـدٌ  مـن الأقـران غادره iiجِذمْ
ولا  لِـقـوة شـعـواء تُـلحم iiفرخها خـداريَّـةٌ  شـمَّـاء فـي شاهق iiأشَمْ
بـكـورٌ عـلـى الأقناص غيرُ iiمُخلَّة كـأنَّ بـهـا فـي كـل شـارقةٍ iiوحَمْ
تـبـيـتُ  إذا مـا أحجر القُرُّ iiغيرَها تُـرَقْرِقُ  رفْضَ الطَّلِّ في رِيشها الأحمْ
تـعالت عن الأيدي العواطي iiوأُعطيتْ عـلـى الطيرِ تفضيلاً فأعطينَها iiالرُّمَمْ
سـمـا نـحوها خَطْبٌ من الدهرِ فاتِكٌ فـطـاحـت  جُباراً مثل صاحبها iiدرمْ
ولا  غَـرِقٌ نـاجٍ مـن الكرب iiعَيْشُهُ بحيث  يكون الموت في الأخضر القطمْ
سـبـوحٌ مـروحٌ رعـيُهُ حيثُ iiوِرْدهِ رغـيـبُ  المِعا مهما استُطِفَّ له iiالتقمْ
مُـجَـوْشَـنُ أعـلى الجِلدِ غيرُ محمَّلٍ سـلاحـاً  سـوى فـيه ومِزْودِهِ iiاللَّهمْ
نـفـتْ  جِـلَّـةَ الـحيتان عنه iiشذاتُه وخُـلِّي  في مَرْعىً من الوحشِ iiوالقزمْ
إذا أوْجـس الـنُّـوتـيُّ يوماً iiحَسِيسَهُ وقـد عـارض البوصيُّ شمَّرَ iiواحتزمْ
أتـيـحَ  لـه قِـرنٌ من الدهر لم iiيكن لِـيَـنْـكُـلَ عن أهوال يمٍّ ولا ابن iiيمْ
فـألـقـاهُ  فـي مَـنْجى السَّفينِ وإنما بـحـيـثُ  يـشمُّ الرُّوحَ ركبانُها iiيُغمْ
لـقـى  طـافـيـاً مثلَ الجزيرةِ فوقَهُ أبـابـيـل  شتى من نسورٍ ومن iiرخمْ
ولا  مَـلِـك لا مـجـدَ إلا وقـد iiبنى ولا  رأسَ سـامي الطَّرفِ إلا وقد iiوقمْ
تـيـاسِـرُهُ  الأشـيـاءُ مـنـقادةً iiله فـإن  عـاسـرتْـهُ مرّةً خَشَّ أو خَزَمْ
إذا سـارَ غُـضَّـتْ كُـلُّ عينٍ iiمهابةً وأُسـكـتَـتِ الأفـواهُ مِنْ غيرِ ما بكمْ
سوى صَهلاتِ الخيلِ في عُرض جحفلٍ لـه  لجبٌ يسترجفُ الأرض ذي iiهزمْ
كـأنَّ  مُـثـارَ الـنـقـع فوقَ سوادِهِ سـحـابٌ  عـلى ليلٍ تَطَخْطَخَ iiفادْلهمْ
وإن حـلَّ أرضـاً حـلَّـها وهْو iiقادرٌ عـلى البُؤسِ والنُّعمى فأهلكَ أو iiعصمْ
تـرى خـرزاتِ الـمُـلْكِ فوق iiجبينِهِ تـلـوح عـلـيه من فُرادَى ومن iiتُؤمْ
طـواه الـردى مـن بعدما أثخن iiالعدا وقـوَّمَ مـن أمـرَيْهِ ذا الزيغِ iiوالضَّجمْ
فـقـد  أمِـنَ الأيـام أن iiتَـخْـتَرِمْنَهُ وبُـرِّئـتِ الـدنـيـا لـديه من iiالتُّهَمْ
رمـى حـاكـمُ الـحـكامِ مُهجةَ iiنفسه بـحـكـم  لـه ماضٍ فدانتْ لمَا iiحَكمْ
ولا مُـرْسَـلٌ بـالـوَحْي وحيِ iiمليكه سِـراجـاً  مـنيراً نورُهُ الساطعُ iiالأتمْ
لـه دعـوةٌ يشْفي بها من شكى الضَّنى ويـرزُقُ  مـن أكدى ويُنْعِشُ من iiرزمْ
هـو  الـرزْءُ لا يـسْطيعُ نَهضاً iiبثِقلهِ سـوى ابـنِ يـقينٍ عاذ بالله iiواعتصمْ
تَـمَـثَّـلْـتُ  أمـثـالي مُعيداً iiومُبدئاً فـمـا اندمَلَ الجُرحُ الذي بي ولا iiالتأمْ
وكـم  قـارعٍ سـمـعي بوعظٍ iiيُجيدُه ولـكـنَّـهُ فـي الـمـاء يرْقُمُ ما رقمْ
إذا عـاد ألـفـى القلبَ لم يَقْنِ iiوَعْظَهُ وقـد ظـنَّهُ كالوحي في الحجرِ iiالأصمْ
وكـيـف بـأن يـقْـنى الفؤادُ عظاته وقـد ذابَ حـتـى لو تَرَقْرَقَ iiلانسجمْ

29 - يناير - 2007
ميمية ابن الرومي في رثاء أمه
من البيت 135 = البيت 204    كن أول من يقيّم

أحـامـلـتـي  أصبحتِ حِملاً iiلحُفرة إذا حَـمَـلَـتْ يـومـاً فليس لها iiقَتَمْ
أحـامـلـتـي  أسْـتَحْمِلُ الله iiرَوْحةً إلـى  تـلـكـمُ الروح الزكية iiوالنَّسمْ
أَمُـرْضِـعَـتي  أسترضِعُ الغيثَ iiدَرَّةً لـرَمْـسِكِ  بل أستغزِرُ الدمعَ ما iiسجمْ
وإنِّـي لأسـتـحييكِ أن أطلبَ iiالأُسى لأسـلـى  ولـو داويتُ جُرْحيَ لم iiأُلمْ
حِـفـاظـاً وهـل لي أُسْوةٌ لوْ طلبتُها ألا لا وهـل مـن قِـيمة لك في iiالقِيمْ
أأسـتـنْـشِـقُ  الأرواحَ بعدك iiطائعاً وأشـربُ عـذْبَ الـماء إني لذو iiنَهمْ
وإنـي  لأسـتـحـييكِ يا أمُّ أنْ iiيُرَى قـريـنـي إلا مَـنْ بكى لك أو iiوَجَمْ
وأن أتـلـهَّـى بـالحديث عن iiالأسى وألـقـى جـلـيسي بابتسامٍ إذا iiابتسمْ
أأمْـرحُ  فـوق الأرض يا أمُّ iiوالثرى عـلـيـكِ مـهـيلٌ قد تطابقَ وارتكمْ
أبـى ذاك مـن نـفسي خَصِيمٌ iiمُنازعٌ ألـدُّ  إذا جـاثـى خـصيماً له iiخَصَمْ
حـفـاظـي خَـصيمي عنكِ يا أمُّ إنه أبـى لـي إلا الـهـمَّ بـعدك iiوالسَّدَمْ
عـزيـزٌ  عـلـيـنا أن تَموتِي iiوأننا نـعـيـش  ولكن حُكِّم الموتُ iiفاحتكمْ
ولـو  قَـبِـلَ الـمـوتُ الفداء iiبذلتُهُ ولـكـنـمـا  يَـعْـتـامُ رائدُهُ iiالعِيَمْ
أيـا  مـوتُ مـا أسـلمتُها لك iiطائعاً هـواك فـمـالـي زَفرتِي زفرةُ iiالندمْ
سـأبـكـي بِـنَثْرِ الدمع طوراً iiوتارة بـنـظـم المراثي دائمَ الحُزْنِ iiوالوَكمْ
وتُـسـعِـدُني  نفسٌ على ذاك iiسَمْحةٌ بـمـا نـثـر الشجوُ الدخيلُ وما نظمْ
لأنْـفـيَ  نَـوْمـي لا لأشـفِيَ iiغُلَّتي عـلـى أنَّ عـيـني مُذْ فقدتُكِ لم iiتنمْ
ولـو  نـظـرتْ عـيْناكِ يا أمُّ iiنَظْرةً إلـى  مـا تـوارى عنك مِنِّيَ iiواكتتمْ
فـقِـسْـتِ  بـمـا ألـقاهُ ما قد iiلقيتِه شـهـدتِ  بـحـق أنَّ داهـيتي iiأطمْ
وكـم  بـيـن مـكروه يُحَسُّ iiوقوعُهُ وآخـرَ  مـعـدوم الإطـاقـة iiواللَّممْ
يُـحِـسُّ  الـبلى مَيْتُ الحياةِ ولم يكُنْ يُـحِـسُّ الـبِلى مَيْتُ المماتِ إذا iiأرمْ
ألا  مـن أراه صـاحـبـاً غيرَ خائنٍ ألا مـن أراهُ مُـؤنِـسـاً غيرَ iiمُحْتَشَمْ
ألا  مـن تـلـيـني منه في كُلِّ iiحالةٍ أبـرُّ يـدٍ بـرَّتْ بـذي شـعـثٍ iiيُلمْ
ألا مـن إلـيـه أشـتـكي ما iiيَنُوبُني فـيُـفْـرجُ عـنِّـي كُلَّ غمٍّ وكُلَّ iiهَمْ
نـبـا نـاظـري يا أمُّ عن كُلِّ iiمَنظرٍ وسَـمْعِي  عن الأصوات بعدك iiوالنغمْ
وأصـبـحـتِ الآمالُ مُذْ بِنْتِ iiوالمُنى غـوادر  عـنـدي غـير وافيةِ iiالذِّممْ
وصـارمـتُ  خِـلّاني وهُمْ يَصلونَني وقـد كـنتُ وصَّالَ الخليل وإن iiصرمْ
وآنـسـنـي  فـقدُ الجليسِ وأوْحَشتْ مـشـاهـدُه  نفسي ولم أدرِ ما iiاجترمْ
سـوى  أنـه يدعو إلى الصبرِ واعظاً فـإن لـجَّ ما بي لجَّ في العَذْلِ أو iiعذمْ
ولـو أنَّـنـي جمَّعْتُ وعظي iiووعظَهُ لـيَـشْعَبَ  صَدْعاً في فؤادي لما iiالتأمْ
وإنـي وقـد زوَّدتِـنـي مـنكِ iiلوْعةً لـها  وقْدة في القلبِ كالنارِ في iiالضرمْ
يـريـد  الـمُعزّي بُرء كَلْمِي iiبوَعْظهِ ولـم يـكُ غـيـرُ الله يُـبرئُ ما كَلَمْ
هـو الـواهِبُ السلوانَ والصبرَ iiوحْدَهُ لذي  الرُّزْءِ والمُهْدِي الشِّفاء لذي iiالسقمْ
ولـسـت أُرانـي مُذْهلي عنكِ iiمُذْهِلٌ يـد  الـدهـر إلا أخذةُ الموتِ iiبالكظمْ
هُـنـاك ذُهـولي أو إذا قيل قد iiقضى وإلّا فـلا مـا طـاف سـاعٍ أو iiاستلمْ
وسـوَّيْـتِ عندي عُرفَ دَهرِي iiبِنُكره فـأضـحى  وأمسى كلما أحسن iiاستذمْ
أرى الـخـيـرةَ المهداةَ لي منه iiعبْرةً ونِـعـمـتَـهُ  المسداةَ من واقع iiالنِّقمْ
أتـبـهـجُـنِـي  نعماءُ دهرٍ iiحماكِها وأشـكـرُ  ما أَعطَى وأنتِ الذي iiحرمْ
أبـى ذاك أن الـخـيـر بعدك iiحسرةٌ لـديّ  ومـعـدود مـن المِحَنِ iiالعظمْ
فـقـدنـاكِ  فـاسْـوَدَّتْ عليكِ iiقلوبُنا وحُـقَّـتْ  بـأن تسودَّ وابيضَّتْ iiاللِّمَمْ
وأظـلـمـتِ الـدنـيا وباخ iiضياؤها نهاراً وشمسُ الصَّحوِ حَيْرى على القِمَمْ
وأجـدبـتِ الأرضُ التي كنتِ روضةً عـلـيـهـا  وأبدتْ مَكْلحاً بعد iiمُبْتَسَمْ
ومـادتْ  لـك الأجـبـال حتى iiكأنما شـواهـقـهـا كـانت بِمحياك iiتُدَّعمْ
وأصـبـحَ يـبْـكيكِ السحابُ iiمُجاوِداً فـأرزم  إرزامَ الـعـجـولِ وما iiرذمْ
وناحتْ  عليكِ الريحُ عبرَى iiوأصبحتْ لـدُنْ عَـدِمَـتْ ريَّاكِ تجري فلا iiتُشَمْ
وقـامـتْ عـليكِ الجنُّ والإنس iiمأتماً تُـبكِّي  صلاةَ الليلِ والخَمصَ iiوالهضَمْ
وأضـحتْ عليكِ الوحشُ والطيرُ iiوُلَّهاً تـبـكِّي الرواء النضر والمَخْبر iiالعَمَمْ
وأبـدى  اكـتـئـاباً كلُّ شيءٍ iiعلمتُه وأضـعـافُ مـا أبداه من ذاك ما iiكتَمْ
كـذاك أرى الأشـيـاءَ إمـا iiحـقيقةً بـدتْ لـي وإمـا حُـلْمَ مُسْتَيْقظٍ iiحَلمْ
ولـن يَـحْـلُـم اليقظانُ إلا وقد iiأتتْ عـلـى  لُـبِّـه دهـيـاءُ هائلةُ iiالفَقَمْ
وأمـا  الـسـمـواتُ العلى iiفتباشرتْ بـرُوحِـك  لـمَّـا ضمَّها ذلك iiالمضمْ
ومـا كـنـتِ إلا كـوكـباً كان iiبيننا فـبـان وأمـسـى بـين أشكاله iiنجمْ
رأى  الـمـسْـكَنَ العُلويّ أوْلى iiبِمِثْلِهِ فـودَّعَـنَـا  جـادتْ مـعاهِدَهُ iiالرِّهَمْ
تـأمَّـلْ خَـلـيلي في الكواكب iiكَوْكباً تـرفَّـع كـالـمصباح في ذِروةِ iiالعلمْ
سـمـا عن سفال الأرض نحو iiسمائه فـكـشَّـفَ عـن آفاقها عاصبَ iiالقتمْ
ولـم  يـرَهُ الـراؤون من قبل iiموتها بـحـيـث بدا لا المُعْرِبون ولا iiالعَجَمْ
وإنـي وقـد زودتـنـي مـنك iiلوعةً مُـحـالـفـةً  لـلقلب ما أورق السَّلَمْ
لـتُـسـلـيـنَني الأيام لا أن iiلوعتي ولا حَـزَنـي كالشيء يبْلى على iiالقِدَمْ
سـأنْـثـو  ثـنـاكِ الخيرَ لا iiمُتزيِّداً عـلـى  ما جرى بين الصَّحيفة والقلمْ
ومـا  بـيَ قُـربـاكِ الـقـريبةُ iiإنه بـعـيـدٌ من الأحياءِ مَنْ سَكَنَ iiالرَّجمْ
طـوى  الـموتُ أسبابَ المحاباةِ iiبيننا فـلـسـتُ وإن أطـنـبتُ فيك بِمُتَّهَمْ
لـعَـمْـري  وعَمري بعدك الآن iiهَيّنٌ عـلـيَّ ولـكـنْ عـادةٌ عادها iiالقسمْ
لـقـد  فـجـعتْ منكِ الليالي iiنُفوسها بـمـحـيـيـةِ الأسحار حافظةِ iiالعتمْ
ولـم  تُـخـطـئِ الأيـام فيك فجيعةٌ بِـصـوَّامـةٍ فـيـهـنَّ طيَّبةِ iiالطِّعمْ
وفـاتَ بـك الأيـتـامَ حِـصنُ كِنافةٍ دفـيءٌ عـلـيـهـم ليلةَ القُرِّ iiوالشَّبَمْ
رجـعْـنـا  وأفـردْنـاكِ غير iiفريدةٍ مـن الـبِرِّ والمعروفِ والخيرِ iiوالكرمْ
فـلا  تَـعـدمـي أُنْسَ المحلِّ iiفطالما عـكـفتِ وآنستِ المحاريبَ في iiالظُّلمْ
كـسـتْ  قـبـرَكَ الغُرُّ المباكيرُ حُلَّةً مُـفـوَّفـةً  مـن صَنْعةِ الوبل iiوالدِّيمْ
لـهـا أرجٌ بـعـد الـرُّقـادِ iiكـأنما يُـحـدِّثُ  عـما فيكِ من طَيِّبِ iiالشِّيمْ

29 - يناير - 2007
ميمية ابن الرومي في رثاء أمه
وقفة على طلل    كن أول من يقيّم

 

شكرا لك يا أخت نجود على هذا السؤال، سوف ترين الآن كم يعني لي، وهذه أول مرة أرى فيها هذه الصورة للشاعر الراحل محمود غنيم رحمه الله، فقد بحثت في المواقع لأبحث عنه فرأيت هذه الصورة منشورة مع صورة شوقي، في موقع طرائف، وعثرت على ترجمة له بقلم نجله عزيز، في موقع آخر، سأنشر مقتطفات منها في تعليق لاحق، وقصيدته التي سألت عنها هي أول قصيدة حفظتها في حياتي من شعر الدعوة في العصر الحديث، وتعرف هذه القصيدة كما في ديوانه ب(وقفة على طلل) ولكنني قبل أن أنقل لك القصيدة سأحكي لك هذه القصة، وهي أيضا (وقفة على طلل) لا يقل أبدا عن شرف هذه القصيدة، وهذا الطلل هو (أستاذي الأول محمد حوا) من لاجئة فلسطين في دمشق، وكنت في العاشرة من عمري لما سمعتها لأول مرة من هذا الأستاذ العظيم، الذي يعمل اليوم بائع أدوات بناء في مخيم اليرموك بدمشق (فتبا لك يا أيها الزمن الوغد)
كان أستاذي في الصف الرابع الإبتدائي، ومنه تعلمت معنى التضحية والفداء والتفاني في الإخلاص، ومن فمه حفظت روائع الشعر الإسلامي، ومنها هذه القصيدة، وكان يأمرني أن أصعد جبل قاسيون وأقراها من عليه ويقول: إذا وصلت إلى قوله:
وانزل دمشق وسائل صخر مسجدها عـمـن بـنـاه لعل الصخر iiينعاه
فيجب أن يسمعك الجامع الأموي، فكنت أنا أفعل ذلك، وفعلت ذلك أيضا آخر مرة زرت بها دمشق حيث جعلت همي أن ألتقي هذا الأستاذ فيسر الله لي أمنيتي، وزرته واصطحبته إلى الجبل وكنت لم أره منذ أربعين عاما، وكان يوما لا أنساه ولن يزول ما عشت شذاه

30 - يناير - 2007
ارجوا المساعده
 185  186  187  188  189