شكرا لكم يا أستاذ نور الدين، كلامكم الطيب، هنا وفي كل مرة أحس فيها بدفء ودادكم يشملني برعايته. أما البيتان، فهما من المواليا، والمواليا في وزنها العروضي ذات البحر البسيط، والفرق بينهما فقط في أن المواليا تكتب بالعامية، ولا يمنع أن تختلط فيها العامية بالفصحى، وضابط ذلك الذائقة الأدبية، والشيخ عبد الغني النابلسي من أساطين المواليا. وسوف أعود لاحقا (إن شاء الله) للحديث عن المواليا في شعر النابلسي، ولكن عندما أجد فسحة من الوقت 

لن أسكت هذه المرة يا نورس البحار، أنت هكذا ترغمني أن ادخل في (حراء) تباريحك، وأنا المثخن الواهي، سألتني أن أخرج قليلا من أعاصير الشعر ففعلت، وقلت يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي، وبحثت عن الجودي الذي أرى فيه النورس لألقي إليه بأرماقي قبل أن ينالها السلخ والمسخ والفسخ والنسخ والرسخ. فاما السلخ فقد عرفته، وأما ذيوله فهي كما عرفها البيروني في تحقيق ما للهند المنشور على الوراق قال (ص 26 )
النسخ وهو التوالد بين الناس لانه ينسخ من شخص الى آخر ، وضده المسخ ويخص الناس بأن يمسخوا  قردة وخنازير وفيلة ، والرسخ كالنبات وهو اشد من النسخ لانه يرسخ ويبقى على الايام ويدوم كالجبال ؛ وضده الفسخ وهو النبات المقطوف والمذبوحات لانها تتلاشى ولا تعقب.
وعلى هذه المعاني يحمل قول شيخنا أبي العلاء:

الأستاذ عمرو علي بركات: لا أدري هل أنت في الجريدة أم معنا ?? فتحية طيبة لك أينما كنت، ويوم ولدلت ويوم كتبت ويوم صرت من سراة الوراق. أنت أيضا يا أستاذ بركات فعلت مثل شيخنا أبي البركات، فعدلت بريدك، ووضعت لنا سلحفاة تحت طربوشنا، وصارت تعليقاتك لا تظهر في زاوية تعليقات السراة، لهذا السبب... لذلك ألفت نظر الأخوة السراة بأن تعديلهم لبريدهم يسبب هذه النتيجة، ويتعب الأستاذ معتصم في تلافي الخطأ. وأنا غير ملمّ بالتفاصيل الفنية، ولكن أردت من هذا التعليق أن يعلم الزوار أن الأستاذ عمرو صاحب التعليق السابق هو نفسه الأستاذ عمرو علي بركات. صاحب الحركات

هذا المزامير التي تلتف بألحانها أجنحة النورس مع السحب المتلاشية في زرقة السماء هي الشفرة التي فككت رموزها، أيها النورس المولود مهاجرا، فأنا لا أدعي الفراسة ولا الكراسة، ولكنني ألقي السمع فأسمع صوت الحروف في بواطنها. ما يجمعنا هو التوق إلى الطيران والخروج من هذه المآزق التي أوقعتنا فيها الآبائية البلهاء، كلامك أيها النورس لحن الجراح التي عشتها أنا، فلا شك عندي أنك اكتويت بالنيران التي اكتويت بها، وهذه الأمواج التي تحتفظ أجنحتك بأغلى ذكرياتك معها حلوها ومرها هي نفسها الأمواج التي أقرأ ذكرياتي معها عالقة على أخشاب زورقي وحبال أشرعتي، وهذه هي أحاديث الوطن والزمن المتحول التي أرسلتني ضياء خانم في أمواجها. أما لماذا (وقلنا يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي) فهذه قصة هامشية جدا، لن أطول بذكر تفاصيلها، فهناك ناس يتذمرون من شعري، ويرون أني أتسبب غالبا بخروج المواضيع عن مسارها بتدخلاتي الشعرية التي أفتعلها وأحرج الناس وأضطرها للثناء علي ليظهر اسمي دائما في كل موضوع، فهذا هو مجمل القصة، وقد اضطررت لذكرها، راجيا كل الرجاء أن لا يعلق أحد على هذه القصة، كيلا نخرج من تحت الدلف إلى تحت المزراب.

تحية طيبة يا سلافة: هل وقعت اخطاء مطبعية في تعليقك هذا، أنتظر منك أن تعيدي نشره بعد تدقيقه لنفهم ما تقولين، وكتاب الروض الأنف منشور على الوراق، ومؤلفه السهيلي أشهر من أنور السادات، واما ابن إسحق فأشهر من عبد الناصر. وهذا بالنسبة لعوام الخلق، وأما بالنسبة لخريجي كلية الشريعة، فهو أشهر من النبي موسى عليه السلام. وأما كتاب يحيى التائب فهذه أول مرة أسمع به، فرجائي الحار أن تكتبي لنا نبذة عن الكتاب، فيبدو أنه كتاب ثمين... من أين لك كل هذه الغرائب لا أدري، وكيف تجمعين بين كل هذه الأضداد ?? لا أعرف.

الحق حق يا مولانا، فأنت الذي شرحت لنا معنى الموالاة وتقبلتها وقبلناها، وتنازلكم عنها هكذا (يعني ويعني)... وعودة إلى مداختكم حول اقتراحي فيما يخص زوايا مجلس القرآن الكريم أرى أن يتولى مولانا بنلفقيه زاوية القرآن والعلم، إضافة إلى زاوية القراءات وما يمت إليها بصلة كعلم العدد الذي فتحتم ملفه. وأرى ضرورة أن تتضافر الجهود في خدمة هذا المجلس، ولن نكتفي بهذه الزوايا، وأنا بانتظار اقتراح شيخنا أبي البركات وأستاذنا فارس أرغن وآراء السراة وأصدقاء الوراق أيضا. ولم يحمَ الوطيس بعد