البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 180  181  182  183  184 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
طماح يا طماح    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله........بارك الله فيك يا طماح... ماهذا الأسلوب الركيك.... أراك رغبتَ عن معظم الأحياء ، وركبتَ القهقرى مقلّداً الجاحظ وابن العميد وابن قتيبة...... وأستسمح سيدي عباس محمود العقاد عذراً، هو وصاحبه حسن الزيات !......
أنت الغيث.....فأغثنا دائماً  يا صاحب الذوق...... يا أديب ، يا مهذب....
حرسك الله يا طماح ، وبارك الله في أبويك ، وجزى الله خيراً شيوخك....

21 - يناير - 2010
قصيدة الجدار الفولاذي للشاعر عبدالرحمن العشماوي
الرسالة العالمية    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رسالة عالمية :
" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ {الشورى42/7}
" يقول تعالى: وكما أوحينا إلى الأنبياء قبلك، { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً } أي: واضحاً جلياً بيناً { لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } وهي مكة { وَمَنْ حَوْلَهَا } أي: من سائر البلاد شرقاً وغرباً، وسميت مكة أم القرى؛ لأنها أشرف من سائر البلاد؛ لأدلة كثيرة مذكورة في مواضعها، ومن أوجز ذلك وأدله ما قال الإمام أحمد: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب عن الزهري، حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: إن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أخبره: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو واقف بالحزورة في سوق مكة: " والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " هكذا رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث الزهري به، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقوله عز وجل:
 { وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } وهو يوم القيامة، يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد. وقوله تعالى: { لاَ رَيْبَ فِيهِ } أي: لا شك في وقوعه، وأنه كائن لا محالة، وقوله جل وعلا: { فَرِيقٌ فِى ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى ٱلسَّعِيرِ } كقوله تعالى:يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ }[التغابن: 9] أي: يغبن أهل الجنة أهل النار، وكقوله عز وجل:إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلأَخِرَةِ ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِىٌّ وَسَعِيدٌ }[هود:103 / 105] قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثني أبو قبيل المعافري عن شفي الأصبحي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال: " أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قلنا: لا، إلا أن تخبرنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم للذي في يمينه: " هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، - ثم أجمل على آخرهم -، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً " ثم قال صلى الله عليه وسلم للذي في يساره: " هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً " فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأي شيء نعمل إن كان هذا الأمر قد فرغ منه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سددوا وقاربوا؛ فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار، وإن عمل أي عمل " ثم قال صلى الله عليه وسلم بيده فقبضها، ثم قال: " فرغ ربكم عز وجل من العباد ، ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال : فريق في الجنة ، ونبذ باليسرى وقال : فريق في السعير " وهكذا رواه الترمذي والنَّسائي جميعاً عن قتيبة عن الليث بن سعد وبكر بن مضر، كلاهما عن أبي قبيل عن شفي بن ماتع الأصبحي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وساقه البغوي في تفسيره من طريق بشر بن بكر عن سعيد بن عثمان عن أبي الزاهرية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بنحوه، وعنده زيادات منها: ثم قال: " فريق في الجنة وفريق في السعير عدل من الله عز وجل " ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث به، ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي قبيل عن شفي عن رجل من الصحابة رضي الله عنهم، فذكره.
ثم روي عن يونس عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح عن يحيى بن أبي أسيد: أن أبا فراس حدثه: أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: إن الله تعالى لما خلق آدم نفضه نفض المزود، وأخرج منه كل ذريته، فخرج أمثال النغف، فقبضهم قبضتين، ثم قال: شقي وسعيد، ثم ألقاهما، ثم قبضهما، فقال: فريق في الجنة، وفريق في السعير. وهذا الموقوف أشبه بالصواب، والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، يعني: ابن سلمة، أخبرنا الجريري عن أبي نضرة قال: إن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له أبو عبد الله دخل عليه أصحابه، يعني: يزورونه، فوجدوه يبكي، فقالوا له: ما يبكيك؟ ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقاني، قال: بلى، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الله تعالى قبض بيمينه قبضة، وأخرى باليد الأخرى، قال: هذه لهذه، وهذه لهذه، ولا أبالي " فلا أدري في أي القبضتين أنا؟ وأحاديث القدر في الصحاح والسنن والمسانيد كثيرة جداً، منها حديث علي وابن مسعود وعائشة وجماعة جمة رضي الله عنهم أجمعين. وقوله تبارك وتعالى: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَٰحِدَةً } أي: إما على الهداية، أو على الضلالة، ولكنه تعالى فاوت بينهم، فهدى من يشاء إلى الحق، وأضل من يشاء عنه، وله الحكمة والحجة البالغة، ولهذا قال عز وجل:
 { وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِى رَحْمَتِهِ وَٱلظَّـٰلِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِىٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }.
وقال ابن جرير حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي سويد: أنه حدثه عن ابن حجيرة أنه بلغه: أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب خلقك الذين خلقتهم جعلت منهم فريقاً في الجنة، وفريقاً في النار، لو ما أدخلتهم كلهم الجنة، فقال: يا موسى ارفع درعك، فرفع، قال: قد رفعت، قال: ارفع، فرفع، فلم يترك شيئاً، قال: يا رب قد رفعت، قال: ارفع، قال: قد رفعت، إلا ما لا خير فيه، قال: كذلك أدخل خلقي كلهم الجنة، إلا ما لا خير فيه." ( ابن كثير).
 
" هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" {57/9}
" يقول تعالى ذكره: الله الذي ينزّل على عبده محمد { آياتٍ بَيِّناتٍ } يعني مفصَّلات { لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ } يقول جلّ ثناؤه: ليخرجكم أيها الناس من ظُلمة الكفر إلى نور الإيمان، ومن الضلالة إلى الهُدى. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ } قال: من الضلالة إلى الهدى.
وقوله: { وَإنَّ اللّهَ بِكم لَرَءوفٌ رَحِيمٌ } يقول تعالى ذكره: وإن الله بإنزاله على عبده ما أنزل عليه من الآيات البيِّنات لهدايتكم، وتبصيركم الرشاد، لذو رأفة بكم ورحمة، فمن رأفته ورحمته بكم فعل ذلك"  (الطبري).
" قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } يريد القرآن. وقيل: المعجزات؛ أي لزمكم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لما معه من المعجزات، والقرآنُ أكبرها وأعظمها. { لِّيُخْرِجَكُمْ } أي بالقرآن. وقيل: بالرسول. وقيل: بالدعوة. { مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ } وهو الشرك والكفر { إِلَى ٱلنُّورِ } وهو الإيمان. { وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ }." ( القرطبي).

21 - يناير - 2010
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
فواتح سورة الشمس    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

والنهار إذا جلاها
 بقلم: بسام جرار
جاء في فواتح سورة الشمس:" وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا...."، وقد استشكل البعض قوله تعالى:"والنهارِ إذا جلاها..."، لأنّ ظاهر الأمر أنّ الشمس هي التي تُجلّي النهار وليس العكس!!
واضح أنّ الضمير يرجع إلى الشمس، إلا أنّ ابن كثير اضطر إلى أن يُرجع الضمير إلى الأرض التي لم تُذكر في النص الكريم؛ يقول ابن كثير:" قلتُ: ولو أنّ هذا القائل تأوّل ذلك بمعنى وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا أي: البسيطة، لكان أولى، ولصح تأويله". ويحق لابن كثير، رحمه الله، أن يستشكل النص الكريم فيجد المخرج في إرجاع الضمير إلى غير مذكور. كيف لا، وظاهر الأمر يؤكد أنّ الشمس هي التي تُجلّي النهار؟.
والذي نراه أنْ لا إشكال، بل إنّ في الآية الكريمة إعجازاً علمياً، وبيان ذلك في الآتي:
يقول الطاهر بن عاشور في التحرير عند تفسيره للآية 25 من سورة البقرة:" والأنهار: جمع نهر بفتح الهاء وسكونها والفتح أفصح. والنهر: الأُخدود الجاري فيه الماء على الأرض، وهو مشتق من مادة نَهَر الدالة على الانشقاق والاتساع..".
 وأغلب ما عليه أهل التفسير أنّ معنى النهر يدور حول السّعة، على اعتبار أنّ النهر أوسع من الجدول. أما معنى الشق، فالذي نراه أنّه ليس من معاني النهر، إلا أن يكون الشق يقصد به إجراء النهر. أما النهر بمعنى السيلان والجريان فيبدو أنّه قد جاء تبَعاً ولم يكن أصلاً لمعنى النهر، وذلك لأنّ النهر يسيل ويجري بقوة وكثافة.
ويقول الألوسي في روح المعاني:" والتركيب للسعة، ولو معنويّة، كنَهَر السائل بناءً على أنه الزجر البليغ...". فالتوسع في الزجر هو نهر.
 ولنا هنا وجهة نظر تختلف، نقول:
جاء في سورة الضحى:" وأما السائل فلا تنهر"، وجاء في الآية 23 من سورة الإسراء:"... فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما..."، فالنهر هنا بمعنى الزجر، ويبدو أنّه هو الأصل في معنى النهر. وإذا كان الزجر هو المعنى الأصلي للنهر فلماذا سمي نهر الماء نهراً؟ نقول: بما أنّ ماء النهر يسير في أخدود ملتوٍ غير مستقيم فالماء يكون في حالة زجر مستمر من قبل جوانب الأخدود الملتوي. أما البحر فالماء فيه يمتد ويتسع ولا يجري جري النهر، ولا يُزجَر – يُنهَر- ماؤه. ولو كان النهر فيه معنى السعة لكان البحر أولى وأحق باسم النّهر. ولعل الماء القادم من المنابع والذي يَنهر الماء الذي أمامه من أسباب الاسم؟
أما النهار، فقد سمي نهاراً لاتساع ضوئه وانتشاره. هذا ما عليه أهل اللغة والتفسير. والذي نراه أنّ هناك احتمالاً أن يكون اسم النهار قد أخذ من النهر الذي هو الزجر. ولإيضاح مقصدنا هنا نقول: عندما يكون الشخص مسترسلاً في كلامه فتزجره فإنّما أنت تمنعه من الاستمرار في كلامه حتى لا ينتهي إلى مقصده. وإذا كان سائراً نحو مقصده فتزجره فإنما تقصد أن تصرفه عن مقصده، ولا تهدف إلى أن يرجع إلى المكان الذي قَدِم منه. فالنهر زجرٌ عن الاستمرار بقصد الردع عن الوصول إلى الهدف. ولو كان بقصد الرجوع إلى نقطة البداية لكان عكساً.
 من هنا ليس دقيقاً استخدام لفظة انعكاس عند الحديث عن انحراف الضوء، لأنّ الضوء لا يرجع إلى النقطة التي صدر منها، وإنما ينحرف عن طريقه المستقيمة نتيجة وجود جسم يحرفه، أي يزجره، أي ينهره.
عندما نخرج من الغلاف الجوي إلى الأرض نفاجأ بظلامٍ دامس على الرغم من وجود الشمس ومليارات النجوم؛ لأنّ الضوء يسير بخطوط مستقيمة ولا يتشتت عبر الانعكاس – أقصد النهر – لعدم وجود أجسام تنهر هذا الضوء الصادر من الشمس. ولكن عندما يدخل هذا الضوء الغلاف الجوي يتشتت نتيجة الانعكاس – أقصد النهر – فينتشر الضوء ويملأ الأفق ويكون النهار.
فالشمس لا يجليها ولا ينشر ضوءها إلا ما يعكس هذا الضوء ويشتته وينهره. فالنهار إذن هو الذي يُجلي ضوء الشمس.
ويشغب على هذا أنّ الناس عند نشأة اللغة لم يكونوا يعرفون هذه الحقيقة العلميّة، فكيف تسنى لهم أن يسمّوا النهار نهاراً؟ نقول: لسنا مع الذين يقولون بأنّ أصل اللغة  العربيّة هو توقيفي – أي وحياً -، ولسنا مع الذين يقولون بأنّ اللغة العربيّة هي اصطلاحيّة؛ بل نرى أنّ من اللغة ما هو توقيفي ومنها ما هو اصطلاحي، فاسم إبليس مثلاً موجود قبل وجود الإنسان كما ينص القرآن الكريم، وآدم عليه السلام عُلِّم أسماءً لم يسمّها هو، وتلقى من الله كلمات قالها فغفر له...الخ.
وعلى أية حال – وبعيداً عن كل ما قلناه - فهناك ليل وهناك نهار، والشمس موجودة في ليلِ وظلامِ السماء وموجودة في نهار الأرض، فلماذا لا يتجلّى ضوءها في ليل السماء ويتجلّى في نهار الأرض؟ ألا يصح أن نقول: فلنبحث عن سبب تجلّي ضوئها في مكونات النهار فقط، لأنّ ضوء الشمس موجود في ليل السماء أيضاً.

23 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
يونس عليه السلام    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

يونس، عليه السلام
فرضية قد تصبح حقيقة
 
بقلم: بسام جرار
جاء في الآيتين 87، 88، من سورة الأنبياء:" وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظنّ أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نجي المؤمنين".
ذو النون هنا هو يونس، عليه السلام. وأكثر أهل العلم على أنّ النون هو الحوت، وتجمع على نينان. وقد ورد في سورة القلم:" فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت ..." القلم: 48. ومعلوم أنّ الصاحب من المصاحبة، وقد حصل أنْ صاحب يونسُ، عليه السلام، الحوتَ فترة من الزمن، فلا إشكال. أمّا ذو ففيها ملازمة كملازمة الصفة للموصوف. والذي نرجحه هنا أنّ نون هو الحرف المعروف. ويلزم من هذا القول أن نبين لماذا سمي يونس، عليه السلام، بذي النون، ولماذا يسمى الحوت نوناً؟!
جاء في مختار الصحاح للرازي في مادة (بلس):"أبلس من رحمة الله أي يئس، ومنه سمي إبليس وكان اسمه عزازيل". وهذا فيما نراه خطأ بيّن؛ لأنّ القرآن الكريم ينص على أنّ اسمه إبليس قبل أن ييأس من الرحمة؛ انظر قوله تعالى:" إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين، قال يا إبليس مالك ألا تكون من الساجدين، قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال ..." الحجر 31-33. وكذلك الآيات 7578 من سورة ص، تنص على أنه خوطب بـ (إبليس) قبل أن يطرد من الرحمة. وعليه نقول: إن أبلس من إبليس، لا أن إبليس من أبلس. فبعد أن أصبح إبليس يائساً من الرحمة ووجدت البشرية ووجدت اللغة العربية، اشتق الناس من اسم إبليس الفعل. فالاشتقاق هنا إذن من الاسم. وما قلناه في (إبليس) نقوله في (نون)، فاسم (يونس) معناه كما سنرى (ذو النون وعليه فهناك احتمال أن يكون الحوت قد عُرف بـ (نون) بعد قصته مع ذي النون (يونس).
بالرجوع إلى الآية 88 من سورة الأنبياء نلاحظ أن كلمة (ننجي) كُتبت في المصحف (نجي) على الرغم من أنها تُقرأ فقط (نُنجي). فلماذا حذفت النون عندما كان الكلام عن ذي النون؟! ويصبح الأمر لافتاً بشدة عندما نعلم أنّ سورة القلم تفتتح بقوله تعالى:" ن والقلم وما يسطرون"، وقبل نهاية السورة يقول سبحانه:" فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم". فلماذا حذفت النون عندما وصف، عليه السلام، بذي النون؟! مع ملاحظة أنّ قصة يونس، عليه السلام، وردت أيضاً في سورة القلم التي تستهل بحرف النون، وملاحظة أنه، عليه السلام، لم يوصف فيها بذي النون، بل هو فيها صاحب الحوت.
يحتمل أن تكون هذه إشارة إلى أنّ النون هو الحرف وليس الحوت؛ ففي سورة الأنبياء حذفت النون التي هي حرف، وفي سورة القلم استهلت بنون الذي هو حرف، فالقَسَم كما هو واضح بالحرف والأداة والكتابة:"نون والقلم وما يسطرون".
إذا قرأت سفر يونا في العهد القديم باللغة العبرية تجد أنه يتحدث عن قصة النبي الذي التقمه الحوت وكان رسولاً إلى أهل نينوى. وهي القصة نفسها في التوراة المترجمة إلى العربية وتجدها في سفر يونان. أما في القرآن الكريم فهي قصة النبي يونس، عليه السلام. فهو إذن في اليهودية يونا، وفي النصرانية يونان، وفي الإسلام يونس.
اللافت أنّ الاسم (يونان) هو أيضاً اسم بلد أوروبي يقع على البحر المتوسط، وعندما بحثنا عن أصل التسمية وجدناها تتعلق بشخص له قدسية، بل رُفع عندهم إلى مرتبة الآلهة. ووجدنا أنّ البحر بالقرب من اليونان يسمى (يونيوس)، وهذه اللفظة قريبة جداً من لفظة (يونس)، وعندما نعلم أنّ السين في اللغة اليونانية هي علامة رفع للمذكر، مثل: أرسطوطالس، ببندريوس، كرملّس ... الخ ندرك أنّ هناك احتمالاً راجحاً أن يكون الاسم (يونا) هو في اليونانية (يوناس)، ومعلوم أنّ الألف قد تُخفف في اللفظ لتصبح (يونس).
وإذا عرفنا أنّ النون في اللغة اليونانية هي علامة نصب نُدرك أنّ (يونان) هي في الأصل (يونا) فإذا نُصب على النداء، مثلاً، يكون (يونان). وبما أنّ الأصل في العَلَم المذكر أن يكون مرفوعاً فهو إذن (يونس).
سبق أن أشرنا- عند مناقشة اسم يحيى- إلى أنّ المقطع (يو) يأتي في بعض اللغات السامية القديمة بمعنى (ذووعليه يمكن أن يكون معنى الاسم (يونا) في الأصل السامي هو (ذو- نا)، ويكون معنى (يونان) في أصله السامي (ذو – نان) أي (ذو النون). ومن ثَمّ يمكن أن يكون معنى الاسم (يونس) هو (ذو النون). والسين كما عرفنا علامة رفع تلحق العَلَم المذكر.
علاقة يونس باليونان علاقة مُرجَّحة
يظن البعض خطأً أنّ Greece هو الاسم الحقيقي لبلاد اليونان. والصحيح أنّ هذا الاسم هو وصف سلبي أطلقه أعداء اليونانيين عليهم. أما هم فيقولون إنه اليونان نسبة إلى شخص له في الأساطير اليونانية مرتبة الآلهة. وتنص مقدمة سفر يونان في العهد القديم على أنّ النبي يونان هو من مواليد فلسطين، وقد دعاه الله ليحمل رسالة التوبة إلى مملكة أشور، التي كانت عاصمتها نينوى ... وعندما تسلّم يونان الرسالة من الله أبت عليه روحه الوطنية أن يبشر بالخلاص أمة وثنية، فحاول الهرب من الله على ظهر سفينة، ولكن بعد سلسلة أحداث طُرح يونان إلى أعماق البحر، فابتلعه حوت ... وأخيراً أذعن يونان إلى أمر الرب فانطلق إلى نينوى ليبشر أهلها بالخلاص ...". انظر كتاب الحياة ترجمة تفسيرية، ص 1088.
وفق العقيدة الإسلامية يُستبعد تماماً أن يرفض نبي كريم توبة أهل نينوى بعد أن أنذرهم العذاب، كما ينص سفر يونان. والملاحظ أنّ عدداً من المفسرين قد تأثروا بسفر يونان هذا عند تفسيرهم للآية الكريمة.
ورد في السيرة أنه عندما ذهب الرسول، عليه السلام، إلى الطائف أساء إليه الصغار والكبار إلا ما كان من عدّاس الذي هو من نينوى، فسأله الرسول، عليه السلام:" من مدينة الرجل الصالح أخي يونس بن متى؟". فهذا الحديث- إن صح- لا يشير إلى أنّ نينوى هي البلد التي نشأ فيها يونس، عليه السلام، ولا يشير كذلك إلى أنها البلد الذي آمن ليونس بعد إذ دعاهم. وعليه لا يبعد أن يكون يونس من نينوى ثم أُرسل إلى قومٍ آخرين بعد أن غاضب قومه. ولا يبعد أيضاً أن يكون من فلسطين ثم أُرسل إلى أهل نينوى. ولا يبعُد أن يكون من نينوى وأُرسل إلى أهلها. كل هذه الاحتمالات قائمة. وإذا لم يصح الحديث الوارد في السيرة فيمكن أن ينشأ لدينا احتمالات أخرى.
تشير الآيات الكريمة من سورة الأنبياء إلى أنّ يونس، عليه السلام، قد ترك المكان الذي كان فيه بعد مغاضبته قومه أو غيرهم. وتشير الآيات أيضاً إلى أنّ يونس، عليه السلام، ظنّ أنّ بإمكانه أن يغادر المكان الذي كان فيه لأنّ الله تعالى لم يضيق عليه في ذلك، وأنّ هذا الظن كان في غير محله. أمّا الآيات من سورة الصافات وفيها:" إذ أبق إلى الفلك المشحون"، فتشير إلى أنّ ذهابه كان كذهاب العبد الآبق الذي فرّ من سيده. ولا نستطيع أن نجزم بأنه كان نبياً عندما فعل ذلك، فالاحتمالات كثيرة، ولا يبنى على الاحتمال، وإن كان الأليق بمقام النبوة أن نقول إنّ ذلك كان قبل النبوة.
بعد مغادرته مغاضباً، وبعد حصول قصته عليه السلام مع الحوت، أرسله الله تعالى إلى مدينةٍ يسكنها ما يقارب المائة ألف نسمة، كما نصت الآية 147 من سورة الصافات:" وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون"، فالآية الكريمة لا تصرح، بل ولا تشير إلى أنه رجع إلى بلده الذي غادره. ولو كان قد رجع إلى بلده وقومه لكان ظهر ذلك في النص القرآني البليغ. وحتى لو ذهبنا إلى درجة تصديق ما ورد في سفر يونان، من أنّه رجع إلى أهل نينوى بعد أن أنذرهم، فإنّ ذلك لا يعني أنّه لم ينتقل إلى غيرهم.
أما قوله تعالى في الآية 147، 148 من سورة الصافات:" وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون، فآمنوا فمتعناهم إلى حين"، فيشير إلى ضخامة البلد الذي أرسل إليه عليه السلام، كما ويشير إلى إيمان أهل هذا البلد. أي أنهم تأثروا به وسلكوا طريقه. والمعروف تاريخياً أنّ بلاد اليونان قبل الميلاد كانت تتألف من المدن الممالك، فكانت المدينة تتألف من عدد من السكان يكفي لتشكيل مملكة مستقلة قادرة على الدفاع عن نفسها. وإشارة القرآن الكريم إلى إيمان هذه المدينة يعني أنهم قد تأثروا بيونس، عليه السلام. ولا بد أن يظهر هذا التأثر في واقعهم؛ فأما على مستوى الأسماء فغلب اسم يونان على المنطقة، وحتى البحر فاسمه إلى الآن بحر يونيوس. وأما على المستوى اللغوي فأنت تجد أنّهم قد تأثروا بالأبجدية العربية، التي ترجع إلى أصل سوري أو عراقي، فهم لا يزالون يقولون: ألفا، بيتا، جاما، دلتا، ... بل إنّ سبعين في المائة من جذور اللغة اليونانية ترجع إلى أصول عربية.
إذن نحن بحاجة إلى تعميق الدراسات، فلعلنا نكتشف أنّ جذور النهضة الفكرية اليونانية ترجع إلى عهد يونس، عليه السلام، كما ترجع جذور النهضة الفكرية في عصور العباسيين إلى عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم.
وفق رواية سفر يونان يتضح أنّ البحر هو البحر الأبيض المتوسط. ووفق المنطق الجغرافي نُرجِّح أنه فعلاًً البحر الأبيض المتوسط، لأنّ أقرب بحر يمكن أن يوجد فيه حيتان كبيرة هو البحر الأبيض المتوسط، لأنّه أقرب إلى نينوى (الموصل) من بحر العرب. ثم إنّ فلسطين، الأرض المقدّسة، كانت مهاجر إبراهيم، عليه السلام، وعليه فمن المتوقع أن يهاجر يونس، عليه السلام، إليها.
سورة يونس هي السورة العاشرة في ترتيب المصحف. واللافت أنها أول سورة في ترتيب المصحف سميت باسم نبي من الأنبياء. وقد جاءت سورة يونس تتصدر مجموعة السور التي تبدأ بالأحرف المقطعة (الر) هكذا: (يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر)، واللافت أنها جاءت متسلسلة في ترتيب المصحف هكذا: (15،14،13،12،11،10). فلماذا يونس أولاً على الرغم من كون إبراهيم، عليه السلام، هو الأبرز في النص القرآني، وكذلك يوسف وهود، عليهم السلام؟!
 

23 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
يونس عليه السلام (2).    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 وإليك الآية الأولى من كل سورة:
يونس:"الر تلك آيات الكتاب الحكيم".
هود:" الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير".
يوسف:" الر تلك آيات الكتاب المبين".
الرعد:" الر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون". إبراهيم:" الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد".
الحجر:" الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين".
واللافت هنا أنّ الآيات الست، التي استهلت بها السور، قد أكدت على موضوع الكتاب. وقد يوحي هذا إلى أنّ ليونس، عليه السلام، دوراً بارزاً في مسالة الكتاب إلى درجة أن يسمى ( ذا النون) أي (ذا الحرف). أمّا لماذا النون دون باقي الحروف؟! فسيأتي الكلام إن شاء الله.
وردت الإشارة إلى قصة يونس، عليه السلام، في سورة الأنبياء وسورة الصافات وسورة القلم. واللافت أنّ القصة لم ترد في سورة يونس، بل لم يرد الحديث حول يونس، عليه السلام، في سورة يونس. ولكن ورد الحديث حول قوم يونس؛ جاء في الآيات 98 من السورة:" فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قومَ يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين". فقط آية واحدة ذكرت قوم يونس، وعلى الرغم من ذلك سميت السورة (يونس)!!
هذا يعني أنّ إيمان هذه الأمّة والمنفعة التي تحصلت نتيجة هذا الإيمان هي النقطة المركزية التي لا بد من الانتباه إليها في قصة يونس، عليه السلام. واللافت أنّ الآية قد ختمت بقوله تعالى:" ومتعناهم إلى حين"، أما الآية 148 من سورة الصافات فختمت: " فآمنوا فمتعناهم إلى حين". وفي هذا لفت الانتباه إلى أهمية الحديث عن الفرصة التي حصلت لهم في الدنيا نتيجة إيمانهم، مما يعني أنه قد يكون بإمكاننا أن نرصد ذلك تاريخياً. ويجدر هنا أن نلفت الانتباه إلى أنّ عدد الآيات التي تنتهي بحرف النون في سورة يونس هو 98 وهذا يوافق رقم الآية التي ذكر فيها قوم يونس فسميت السورة يونس. وهذه الملاحظة تضاف إلى غيرها من الملاحظات المتعلقة بحرف النون وعلاقته بيونس، عليه السلام.
يُقدّر شُرّاح العهد القديم زمن النبي يونان (يونس) حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. ومعلوم أنّ مثل هذه التقديرات لا يُركن إليها، فقد يكون زمنه أبعد من ذلك بقرون، ففي الوقت الذي يقدر البعض زمن إبراهيم، عليه السلام، بـ 1800 ق.م نجد البعض الآخر يذهب إلى زمنه يقارب 3000 ق.م. وما نلمح إليه هنا هو احتمال أن يكون يونس، عليه السلام، هو من وضع الأبجدية- وما ترمز إليه من حساب- والتي تُعتبر من أهم الاكتشافات في تاريخ البشرية. ومعلوم أنّ اليونانيين من أوائل من تأثر بهذه الأبجدية، بل أخذوها بترتيبها المعروف، وأخذوا ما ارتبط بها من حساب، وهو ما يُسمى بحساب الجُمّل. ثم تأثرت باقي الأمم الغربية بهذه الأبجدية؛ فأنت تجد، على سبيل المثال، أنّ ترتيب أبجدية اللغة الإنجليزية يتوافق بنسبة مع ترتيب الأبجدية العربية، انظر: (K،L،M،N) و (ك، ل، م ،ن) وانظر: (Q،R،S،T) و (ق، ر، ش ، ت). (A،B) و (أ،ب).
فالفرضية عندنا تقول: إنّ يونس، عليه السلام، هو الذي وضع الأبجدية التي أخذها اليونانيون عنه ثم نقلوها إلى غيرهم من الغربيين، ومن هنا سمي (ذا النون) على اعتبار أنّ النون ترمز إلى حرف الكتابة.
ولكن لماذا النون؟!
أ. ملاحظات تتعلق بالقرآن الكريم:
نلاحظ أنّ القرآن الكريم قد أقسم بالحرف والأداة والكتابة عندما قال في مستهل سورة القلم- لاحظ القلم-:" نون والقلم وما يسطرون". فكانت النون هنا هي التي ترمز إلى الحروف.
ونلاحظ أنّ القرآن الكريم 6236 آية، وتنتهي كل آية بكلمة تسمى فاصلة، فهناك إذن 6236 فاصلة. واللافت أنّ أكثر من 50% من الفواصل القرآنية تنتهي بحرف النون.
ب. اللغة العربية:
تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ اللغة العربية هي اللغة الأقرب إلى اللغة الساميّة الأم. ولسنا هنا في مقام إثبات ذلك. واللافت في هذه اللغة أنّ لحرف النون الدور المركزي في الإعراب والتصريف، ويكفي للتدليل على ذلك ملاحظة الآتي:
1.    تنوين الفتح والضم والكسر: أي تُختم اللفظة بالنون.
2.    التثنية (ا + ن) والجمع (و + ن) و (ى + ن) أي تختم اللفظة بنون.
3.    نون النسوة: تختم اللفظة بنون.
4.    نون التوكيد، والنون المخففة.
5.    إنْ، أنْ، إنّ، أنّ.
6.    إثبات النون وحذفها في الإعراب، وبالذات في الأفعال الخمسة.
ولا تجد في اللغة العربية (الأقرب إلى السامية الأم) حرفاً آخر، كحرف النون، يقوم عليه التصريف والإعراب.
ج. الكتابة:
يمكن الزعم أنّ الذي وضع صور الحروف الأبجدية قام أولاً بوضع صورة النون () ثم قام باشتقاق باقي صور الحروف من هذه الصورة، وهذا أمر يسهل ملاحظته عند استعراض صور الحروف.
وأخيراً فهناك ملاحظات عددية قرآنية قد ترتقي بهذه الفرضية إلى مستوى النظرية آثرنا أن نتريث في طرحها لعلها تنضج

23 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
أصناف الناس    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

أصناف الناس:
1.     المؤمن: يُصدّق بقلبه ويُقر بلسانه.
2.     الجاحد: يُصدق بقلبه ويُنكر بلسانه. وحكمه الكُفر، دنيا وآخرة.
3.  المنافق: ينكر بقلبه ويُصدّق بلسانه. ويُحكم عليه بالإسلام دنيوياً، وإن كان في حقيقته كافراً، "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار".
4.     الكافر: يُنكر بقلبه وبلسانه، وحكمه الكفر، دنيا وآخرة.
 
الإيمان والإسلام:
        الإيمان هو الجانب التصديقي، ولا يطّلع عليه إلا الله وحده، أما الإسلام فإنّه انقياد لأوامر الله تعالى واستسلام له. ويغلب أن يكون الاستسلام عن إيمان، فإذا كان الأمر كذلك، فإنّ لفظة الإسلام تعبّر عندها عن الإيمان والعمل، أي عن الدين بشقيه العقدي والتشريعي. وإذ إن البشر لا يطّلعون على حقيقة القلوب فإنّهم يَحكُمون بإسلام كل من أعلن استسلامه لله تعالى ورضي بدينه. فوصف الإسلام إذن ينطبق على كل من ظهر منه القبول والرضى برسالة محمد، صلى الله عليه وسلم. جاء في الآية 14 من سورة الحجرات:"قالت الأعرابُ آمنّا قل: لم تؤمنوا ولكن قولوا: أسلمنا، ولمّا يدخل الإيمانُ في قلوبكم"؛ فظاهر الأعراب كان يدل على استسلامهم وانقيادهم. ويبدو أنّ سلطان الدولة الإسلاميّة وهيبتها جعل الأعراب ينقادون ويقبلون الانتماء لدولة الإسلام، فجاء القرآن ليكشف لهم عن حقيقة أنّ هذا الإسلام الظاهري لا يقوم على أساس متين من الإيمان، ولكن استسلامهم هذا يقودهم شيئاً فشيئاً إلى الإيمان؛ فالإيمان يوشك أن يدخل قلوبهم:"... ولمّا يدخل الإيمانُ في قلوبكم". ولا شك أنّ الطاعة والعمل الصالح يُدخِل الإيمانَ في القلوب:" وإن تطيعوا الله ورسوله لا يَلِتْكُم من أعمالكم شيئا"، فالمطلوب الاستسلام والانقياد والعمل الصالح، وهذا هو طريق تقوية الإيمان وتثبيته في القلوب. ( بسام الجرار).

23 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
ماذا قالوا عن الصوفية؟    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

قَوْلُهُمْ فى الصُّوفِيَّةِ، ولِمَ سُمِّيَت الصُّوفِيَّةُ صُوفِيَّةً
قالت طائِفَةٌ: "إنَّما سُمَّيَتِ الصُّوفِيَّةُ صُوفِيَّةً لصَفَاءِ أسْرَارِهَا، ونَقَاءِ آثارها".
وقال بِشْرُ بنُ الحَارِث: "الصُّوفىُّ مَنْ صَفَا قََلْبُهُ لله".
وقَالَ بَعْضُهُمْ: "الصُّوفىُّ مَنْ صَفَتْ لله مُعامَلَتُهُ، فَصَفَتْ له مِنَ الله عَزَّ وجلَّ كَرَامَتُهُ".
وقال قَوْمٌ: "إنما سُمُّوا صُوفِيَّةً لأنَّهُمْ فى الصَّفَّ الأوَّلِ بَيْنَ يَدَى الله جَلَّ وَعزَّ بارْتِفَاعِ هِمَمِهمْ إليه، وإقْبالِهِمْ عَلَيْهِ، ووُقُوفِهِمْ بسَرَائِرِهمْ بَيْنَ يَدَيْهِ".
وقال قَوْمٌ: "إنما سُمُّوا صُوفِيَّةً لقُرْبِ أوْصَافِهِمْ مِنْ أَوْصَافِ أهْلَ الصُّفَّة، الذين كانوا على عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم".
وقال قَوْمٌ: "إنما سُمُّوا صُوفِيَّةً للِبْسِهِمُ الصُّوفَ".
وأما من نَسَبَهُمْ إلى الصُّفَّة والصُّوفَ فإنه عبَّر عن ظاهر أحْوالهم، وذلك أنَّهُمْ قَوْمٌ قَدْ تركوا الدنيا، فَخَرَجُوا عن الأوْطَانِ، وَهَجرُوا الأخْدَانَ، وساحُوا فى البلاد، وأجَاعُوا الأكْبَادَ، وأَعْرَوُا الأجْسَادَ، لم يَأْخُذُوا من الدنيا إلاَّ ما لا يَجُوزُ تَرْكُهُ، مِنْ سَتْرِ عَوْرَةٍ وسَدِّ جَوْعَة.
فَلِخُرُوجِهِمْ عَنِ الأوْطَانِ سُمُّوا غُرَبَاءَ، ولِكْثَرةِ أسْفَارِهِمْ سُمُّوا سَيَّاحِينَ.
ومِنْ سِيَاحَتِهِمْ فى البَرَارى وإيوائِهِمْ إلى الكُهُوفِ عِنْدَ الضَّرُورَاتِ سَمَّاهُمْ بَعْضُ أهْلِ الدِّيَارِ "شَكْفَتِيَّة" والشَّكْفَتُ بلُغَتِهِمْ {الفارسية}: الغَارُ والكَهْفُ.
وأهل الشَّام سَمّوهم "جُوعيَّةً" لأنهم إنما يَنَالُونَ مِنَ الطعام قدر ما يُقيمُ الصُّلْبَ للضّرُورَةِ، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: "بِحَسْبِ ابنِ آدَمَ أكَلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ"
وقال السَّرىُّ السَّقَطِىُّ وَوَصَفَهُمْ فقال: "أَكْلُهُمْ أَكْلُ المَرْضَى، ونَوْمُهُمْ نَوْمُ الغَرْقَى، وكَلاَمُهُمْ كَلامُ الخَرْقَى".
ومِنْ تَخَلِّيهم عَنِ الأمْلاَكِ سُمُّوا فُقَرَاءَ.
قِيلَ لبَعْضِهِمْ: من الصُوفىُّ؟ قال: "الَّذى لا يَمْلِكُ ولا يُمْلَكُ"؛ يَعْنى: لاَ يَسْتَرِقُّهُ الطَّمَعُ.
وقَالَ آخرُ: "هو الّذى لا يَمْلِكُ شيْئًا، وإنْ مَلَكُه بَذَلَهُ".
ومِنْ لِبْسِهِمْ وزِيِّهِمْ سُمُّوا صُوفِيَّة، لأنَّهُم لم يَلْبِسُوا لحُظُوظِ النّفْسِ ما لاَنَ مَسُّهُ وحَسُنَ مَنْظَرُهُ، وإنما لَبِسُوا لِسَتْرِ الْعَوْرَةِ، فتَجَزُّوا بالخَشِنِ مِنَ الشَّعَرِ، والغَلِيظ مِنَ الصُّوفِ.
ثم هذه كلُّها أحوالُ أهْلِ الصُّفَّة، الذين كانُوا على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا غرباء فقراءَ مُهاجرين، أُخْرجوا من ديارهم وأموالهم. ووصَفَهم أبو هريرة وفَضَالة بن عُبَيْد فقالا: "يَخِرُّونَ مِنَ الجُوعِ حَتَّى تَحْسَبَهُمُ الأعْرَابُ مجَانِينَ. وكانَ لِبَاسُهُمُ الصُّوفَ، حَتَّى إنْ كانَ بَعْضُهُمْ يَعْرَقُ فيه فيُوجَدُ مِنْهُ رَائِحَةُ الضَّأْنِ إذا أصَابَهُ المَطَرُ".
هذا وَصْفُ بعضهم لهم، حتى قال عُيينة بنُ حِصْنٍ للنبى صلى الله عليه وسلم: "إنَّه ليُؤذِينى ريحُ هؤلاء أمَا يؤذِيكَ رِيحُهُمْ؟".
ثم الصوفُ لباسُ الأنبياء، وزِىُّ الأولياء.
وقال أبو موسى الأشْعَرىُّ عن النبى صلى الله عليه وسلم: "إنه مَرَّ بالصَّخْرَةِ مِنَ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُفَاةً عَلَيْهِمُ العَبَاءُ يَؤُمُّونَ البَيْتَ العَتِيقَ"
وقال الحسنُ البصرىّ: "كان عيسى عليه السلام يَلْبَسُ الشّعَرَ، ويَأكُلُ مِنَ الشّجَرَةِ، وَيَبيتُ حيثُ أمْسَى".
وقال أبو موسى: "كان النبى صلى الله عليه وسلم يَلْبسُ الصُّوفَ، ويَرْكَبُ الحِمَارَ، ويأْتى مَدْعَاةَ الضّعِيف".
وقال الحسن البصرى: "لقَد أدْرَكْتُ سبعينَ بَدْريًّا ما كان لبَاسُهُمْ إلاّ الصُّوف".
فلما كانت هذه الطائفةُ بصِفَةِ أهل الصُّفَّة فيما ذكرْنا، ولبسهم وزيّهم زىّ أهلها، سُمُّوا صُفِّيَّةً وصوفية.
ومن نسبهم إلى الصُّفَة والصَّفِّ الأوّل فإنه عَبِّر عن أسرارهم وبواطنهم، وذلك أنَ من ترك الدنيا وزهِدَ فيها وأعْرَض عنها، صَفَّى الله سِرَّهُ، ونوَّر قَلْبَهُ.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إذا دَخَلَ النُّورُ فى القَلْبِ انْشَرَحَ وانْفَسَحَ"، قيل: وما علامةُ ذلك يا رسول الله؟ قال: "التَّجَافى عَنْ دَارِ الغُرُورِ، والإنَابَةُ إلى دَارِ الخُلُودِ، والاسْتِعدَادُ للمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ"
فأخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن من تجافَى عن الدنيا نَوَّرَ الله قلبه.
وقال حارثة حين سأله النبى صلى الله عليه وسلم: "مَا حَقِيقَةُ إيمانِكَ؟" قال: عَزَفْتُ بنفسى عن الدنيا، فأظمأْتُ نهارى، وأسْهرتُ ليْلى، وكأنى أنظر إلى عرش ربى بارزًا، وكأنى أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون، وإلى أهل النار يتعادَوْن.
فأخبر أنه لما عَزَفَ عن الدنيا نَوَّرَ الله قلبَهُ، فكان ما غاب عنه بمنزلة ما يشاهده.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحَبَّ أنْ يَنْظُرَ إلى عَبْدٍ نَوَّرَ الله قَلْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إلى حَارِثَةَ"فأخبر أنه منوَّر القلب.
وسُميت هذه الطائفة نُورِيَّة لهذه الأوصاف.
وهذا أيضًا من أوصاف أهل الصُّفَّة، قال الله تعالى: (فَيه رِجَالٌ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَّهُروا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) [سورة التوبة، الآية:108].
والتطهّر بالظواهر عن الأنجاس، وبالبواطن عن الأهجاس.
وقال الله تعالى: (رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ولاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [سورة النور، الآية:37]. ثم لصفاء أسرارهم تَصْدُقُ فراسَتُهُمْ.
قال أبو أُمامة الباهلىُّ رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا فَرَاسَةَ المؤْمِن فإنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله" وقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه: "أُلْقى فى رُوعى أن ذا بَطْن بنت خارجة"، فكان كما قال.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الحَقَّ لَيَنْطُقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ"
وقال أُوَيْس القَرَنى لهرم بن حيان حين سلَّم عليه: "وعليك السلام يا هَرِمَ ابْنَ حَيَّانَ" ولم يكن رآه قبل ذلك؛ ثم قال له: "عرَفَ رُوحى رُوحَكَ". وقال أبو عبد الله الأنطاكى: "إذا جالسْتُمْ أَهْلَ الصِّدْقِ فجالِسُوهُمْ بالصِّدْقِ فإنهم جواسيسُ القلوبِ يَدْخُلُونَ فى أسرارِكُمْ ويخرُجُونَ مِنْ هِمَمِكُمْ". ثم من كان بهذه الصفة من صفوة سرِّه وطهارة قلبه ونور صدره فهو فى الصف الأول، لأن هذه أوصاف السابقين.
قال النبى صلى الله عليه وسلم: "يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِى سَبْعُونَ أَلْفًا بغَيْرِ حِسَابٍ" ثم وصفهم وقال: "الَّذِينَ لا يَرْقُونَ ولا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَكْوُونَ ولا يَكْتَوُونَ، وعلى رَبَِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"
فلصفاء أسرارهم، وشَرْح صدورهم، وضياء قلوبهم: صَحَّتْ معارفُهم بالله، فلم يرجعوا إلى الأسباب ثقةً بالله عز وجل، وتوكُّلاً عليه، ورِضًا بقضائه.
فقد اجتمعت هذه الأوصافُ كلُّها ومعانى هذه الأسماء كلُّها فى أسامى القوم والقابهم، وصحّت هذه العبارات وقَرُبَتْ هذه المآخذ.
وإن كانت هذه الألفاظ متغايرة فى الظاهر، فإن المعانى متفقة؛ لأنها إن أُخذت من الصفاء والصفوة كانت صَفَوية.
وإن أُضيفت إلى الصَّفّ أو الصُّفَّة كانت صَفِّية أو صُفِّية، ويجوز أن يكون تقديم الواو على الفاء فى لفظ الصوفية وزيادتها فى لفظ الصَّفية والصُّفية إنما كانت من تَداوُلِ الألسن.
وإن جُعل مأخذه من الصوف، استقام اللفظ، وصحّت العبارة من حيث اللغة.
وجميع المعانى كلها من التخَلِّى عن الدنيا وعُزوف النفس عنها، وترك الأوطان ولزوم الأسفار، ومنع النفوس حظوظها، وصفاء المعاملات، وصفوة الأسرار، وانشراح الصدور، وصفة السُّبَّاق.
وقال بندار بن الحسين: "الصُّوفىّ من اخْتَارَهُ الحقُّ لنَفْسِهِ فَصَافَاهُ، وعَنْ نَفْسِه بَرَّّأهُ، ولم يُرِدْهُ إلى تَعَمُّلٍ وتَكَلُّفٍ بدَعْوَى. وصُوفىّ على زِنَةِ عُوفىّ، أى عَافاهُ الله فعُوفى؛ وكُوفىّ، أى كَافَاهُ الله فكُوفىَ؛ وجُوزى، أى جازاه الله، ففِعْلُ الله بِهِ ظاهِرٌ فى اسْمِهِ والله المتفَرِّدُ به".......
(الأستاذ الدكتور أحمد الطيب : صانع موقع تفاسير القرآن).

 

23 - يناير - 2010
رسول الهدى والرحمة : الرحمة المهداة للناس من رب العالمين.
ماذا قالوا عن التصوف؟ (2).    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

وقال أبو على الروذبارى وسئل عن الصوفى فقال: "مَنْ لَبِسَ الصُّوفَ عَلَى الصَّفَاءِ، وأَطْعَمَ الهَوَى ذَوْقَ الجَفَاءِ، وكانَتِ الدُّنْيَا مِنْهُ عَلَى القَفَا، وسَلَكَ مِنْهَاجَ المُصْطَفَى".
وسئل سَهْلُ بن عبد الله التُّسْتُرى: من الصوفى؟ فقال: "مَنْ صَفَا مِنَ الكَدَر، وامتَلأَ مِنَ الفِكَرِ، وانْقَطَعَ إلى الله مِنَ البَشَرِ، واسْتَوَى عِنْدَهُ الذَّهَبُ والمَدَرُ"(1).
وسئل أبو الحسن النورىّ: ما التصوفُ؟ فقال: "تَرْكُ كُلِّ حَظٍّ للنَّفْسِ".
وسئل الجُنَيْدُ عن التصوف، فقال: "تَصْفِيَةُ القَلْبَ عَنْ مُوَافَقَةِ البَرِيَّة، ومُفَارَقَةُ الأَخْلاقِ الطَّبيعيَّة، وإخْمَادُ الصِّفَاتِ البَشَريَّة، ومُجَانَبَةُ الدَّواعى النَّفْسّانِيّة، ومُنَازَلَةُ الصِّفَاتِ الرُّوحَانِيَّة، والتَّعَلُّقُ بالعُلُوم الحَقِيقِيَّة، واسْتعْمَالُ ما هُوَ أَوْلَى عَلَى الأَبَدِيَّة، والنُّصْحُ لجميع الأُمة، والوَفَاءُ لله على الحَقِيقَة، واتِّبَاعُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فى الشَّرِيعَة".
وقال يوسف بن الحسين: "لكُلِّ أُمَّةٍ صَفْوَةٌ، وهم وَدِيعَةُ الله الَّذِين أَخْفَاهُمْ عَنْ خَلْقِهِ، فإنْ يَكُنْ مِنْهُمْ فى هَذِهِ الأُمَّةِ، فهُمُ الصُّوفيَّةُ".
قال رجل لسهل بن عبد الله التسترى: مَنْ أصْحَبُ من طوائف الناس؟
فقال: "عليك بالصُّوفِيَّة، فإنهم لا يَسْتَكثِرُونَ، ولا يَسْتَنكِرُونَ شَيْئًا، ولكُلِّ فِعْلٍ عندهم تَأْوِيلٌ، فهم يعذرونك على كلّ حال".
وقال يوسف بن الحسين: سألت ذا النون من أصحبُ؟ فقال: "مَنْ لا يَمْلِكُ ولا يُنْكِرُ عليك حالاً مِنْ أحْوالك، ولا يَتَغَيَّرُ بتَغَيُّرِكَ وإن كَانَ عظيمًا، فإنَّكَ أَحْوَجُ ما تكونُ إليه أَشَدَّ ما كُنْتَ تَغَيُّرًا".
وقال ذو النون: رأيتُ امرأةً ببعْضِ سَواحِلِ الشَّامِ، فقلت لها: مِنْ أينَ أقْبَلْتِ رَحِمَكِ الله؟ قالت: مِنْ عند قوم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) [سورة السجدة، الآية:16]، قلت: وأيْنَ تُريدين؟ قالت: إلى (رِجَالٍ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [سورة النور، الآية:37]، قلت صِفِيهُمْ لى! فأنشأت تقول:
 
قَوْمٌ هُمُومُهمُ بالله قَدْ عَلِقَتْ

 
فمَا لَهُمْ هِمَمٌ تَسْمُو إلى أَحَدِ

فَمَطْلَبُ القَوْمِ مَوْلاهُم وَسَيِّدُهُمْ

 
يَا حُسْنَ مطْلبهِمِ للَواحِدِ الصَّمَدِ
 
ماَ إن تَنَازَعُهُمْ دُنيًَا وَلا شَرَفٌ

 
مِنَ المَطاعِمِ وَاللَّذَّاتِ وَالوَلَدِ

وَلا لِلُبْس ثِيَابٍ فَائِقٍ أنِقٍ

 
وَلا لِرَوْحِ سُرُورٍ حَلَّ فى بَلدِ

إلا مُسَارَعَةً فى إثْر مَنزِلَةٍ

 
قَد قَارَبَ الخَطْوَ فِيها بَاعِدُ الأبَدِ

فَهُمْ رَهَائِنُ غُدْرَانٍ وَأَوْدِيَةٍ

 
وَفِى الشَّوامِخِ تَلْقاَهُمْ مَعَ العَدَدِ


 

23 - يناير - 2010
رسول الهدى والرحمة : الرحمة المهداة للناس من رب العالمين.
أدونيس الداعي إلى التطبيع مع إسرائيل.    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

أوهام شاعر
 بقلم: بسام جرار
نقلت صحف الشهر الماضي – تشرين أول 2008 - أخبار جدل في الجزائر أثارته محاضرة ألقاها الشاعر السوري المسمى أدونيس. ومما جاء في محاضرته قوله:" لا وجود لنص في القرآن الكريم يحقق وجود المرأة كذات مستقلة عن التوابع"، وأضاف "ليس هناك نص واحد واضح يحدد حرية المرأة وذاتها المستقلة وإنما هناك تأويلات أو قراءات الفقهاء".
لا أريد أن أناقش هنا صحة كلامه، فلا أظنه قد خصص وقتاً ليدرس ويتأمل النص القرآني الكريم فيطلق مثل هذا الحكم، ولكنه كغيره من العلمانيين يكرر أقوالاً من منطلق الفكر المخالف المعادي، وليس من منطلق الفكر المحايد الباحث عن الحقيقة والمقرر للوقائع الموضوعيّة.
كأنه يريد أن يقول إنّ القرآن الكريم كالإنجيل الذي يؤمن به المسيحيون، وكالتوراة التي يؤمن بها اليهود، يجعل من المرأة تابعاً للرجل. وهنا أتوجه بسؤال للشاعر الذي يعتز بالأساطير – كما هو واضح من اسمه الذي اختاره لنفسه – هل تقصد بقولك هذا أن تقنعنا بأنّ المرأة يجب أن تكون تابعة للرجل، لأنّ القرآن يقول ذلك، أم تقصد أن تدعونا إلى رفض القرآن من أجل جعل المرأة مستقلة غير تابعة؟!
لم يدرك هذا الرجل أنّ الناس إذا أدركوا صدق كلامه سيعملون على تهميش المرأة، لأنهم  لن يتركوا القرآن من أجل أن تكون المرأة غير تابعة. والمرأة أيضاً لن تترك القرآن من أجل أن تكون غير تابعة. إنّه لا يدرك عظمة الإيمان وعمقه في نفوس البشر، ولا يدرك مدى استعداد الناس – ذكوراً وإناثاً -  للانصياع لأوامر خالقهم، وأنهم بهذا الإيمان يعيشون في سعادة أقوى من كل مصائب الحياة. وهو لا يدرك حقيقة الشقاء الذي يعيشه العلماني، لأنه لم يعرف حلاوة الإيمان، فهو يظنّ أنّ الدين سلعة يسهل أن تباع في سوق المصلحة والشهوة.
لنفترض أنّ الناس قد صدّقوا كلام الشاعر العلماني ونبذوا - من أجل ذلك - القرآن وراء ظهورهم، فماذا يمكنه أن يُقدّم لهم من بدائل تجعلهم يقتنعون بهدفيّة وجودهم، وبإلزاميّة القيم التي ينطلق منها لإنصاف المرأة ؟.
إذا سقط الدين من النفوس سقط كل شيء، بما في ذلك القيم ومبادئ المساواة والكرامة الإنسانيّة، ولم يبق للبشرية ما يسوغ بقاءها، ولم يبق للقيم أية قيمة. ولم يبق أيضاً لكلام الشاعر العلماني أية قيمة، لأنّه لن يجد ما يسوغ عدم التمييز، وإذا وجد المسوغ العقلي فلن يجد سلطة الإلزام على الضمائر، هذا طبعاً إذا بقيت هناك ضمائر.
يريد العلمانيون أن يوظفوا الدين بما يلائم الأهواء والشهوات، ولا يريدونه سلطاناً على النفوس إلا بما يحقق أهواءهم. وليس لديهم الشجاعة ليعترفوا بأنّ العلمانيّة لا تستطيع أن تتخلى عن الدين لأنّه المسوغ الوحيد لوجودهم. والغريب المدهش أنّهم يدعوننا إلى استخدام العقول إلا عندما تبدأ هذه العقول باكتشاف تناقضهم؛ فهم يرفضون الدين ويطلبونه في آن واحد، يرفضونه عندما يحد من انطلاق أهوائهم وشهواتهم، ويطلبونه ليؤسسوا على مبادئه مقولاتهم في العدل والمساواة والكرامة الإنسانيّة.
إذا كان الرب الخالق يريد منا أن نهمش المرأة ويريد أن تكون تابعاً للرجل فإنّ غالبية البشر ستنصاع لأمر خالقها، ولا تنصاع لأوهام شاعر لا يدري من أين جاء وإلى أين ينتهي. وإذا كان وجود البشريّة نتاج الصدفة الماديّة فلتذهب كل القيم أدراج الرياح، ولتكن القوة هي القيمة العليا، ولتكن الشهوة هي الموجّه، ولتكن المصلحة هي المسيّر.
لماذا لا ؟!!

23 - يناير - 2010
قصيدة الجدار الفولاذي للشاعر عبدالرحمن العشماوي
سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

فرضية تتعلق بكيفية خلق المسيح،عليه السلام.
 
بقلم: بسام جرار
 
جاء في الآية 45 من سورة آل عمران:" إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يُبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم...".
اختلف أهل التفسير في معنى كلمة (المسيح)، وقد تأثر بعضهم بما ورد في العهد القديم والجديد فزعموا أنّ كلمة المسيح غير عربية. ومعلوم وفق الدراسات المعاصرة أنّ اللغة العربية – في رأي الكثيرين- هي أقرب اللغات إلى اللغة السامية الأم. وعليه فإنّ حرف السين في كلمة المسيح هو الأصل، ثم أبدل في العبرية شيناً، وليس العكس كما يرد في كتابات البعض من القدماء ومن المعاصرين. وما نختاره هنا دون تردد أنّ كلمة المسيح هي عربية، ومادتها (مسح).
المسيح: على وزن فعيل بمعنى مفعول، أي ممسوح. ومن المعاني التي ذكرها أهل التفسير وتستحق الذكر هنا قول من قال: إنه، عليه السلام قد مُسح من الأقذار وطُهّر من الذنوب. وكذلك قول من قال: إنه قد مسح بالبركة، فهو المبارك، انظر الآية 31 من سورة مريم:" وجعلني مباركاً أين ما كنت...".
واللافت أنّ تسمية المسيح كانت من قِبل الوحي قبل ميلاده عليه السلام، مما يعني أنّ للاسم أسراراً قد تتعلق بخَلْقِهِ أو بدعوته أو بوظيفته...ومن هنا يجدر بنا أن نسلط الأضواء على كل الأسماء التي جاء بها الوحي، ومنها اسم المسيح، الذي جاء ثلاثياً، أي: المسيح، عيسى ابن مريم، وكأنه رد على عقيدة التثليث.
والمتدبر للآيات الكريمة يدرك أنّ (عيسى) هو الاسم العلم, بدليل أنّ القرآن الكريم في صيغة النداء يقول:" يا عيسى"، وبدليل أنه في حال سرد أسماء الأنبياء لا يقول إلا (عيسى). أما لفظ (المسيح) فظاهر أنه اللقب الذي اشتهر به عليه السلام، حتى أصبح يمييزه أكثر من اسمه العلم. وإضافة (ال) إلى (مسيح) تشير إلى أنه إذا كان هناك من مسيح حق فإنّه هو عليه السلام.
وما نريد أن نطرحه في  هذا المقام هو فرضية تم وضعها بعد مداولات بين عدد من أعضاء ندوة نون وبعضهم أصحاب اختصاص علمي. يقول الأخ عماد القاضي ـ أستاذ الكيمياء الحيوية ـ مُعرّفاً بالكروموسومات كمقدمة لطرح الفرضية:
" يحتوي جسم الانسان على 46 كروموسوماً، أو على 23 زوجاً من الكروموسومات. وتعني هذه الزوجية أنّ لكل كروموسوم شبيهاً له من الناحية الشكلية ومن ناحية احتوائه على الصفات المختلفة. وهذا يعني أنّ الكروموسوم 7 ، مثلا، يحتوي على عدة صفات، ولنفرض أنها صفة لون العيون، وبالتالي فإنّ الكروموسوم الشبيه له - أو الزوج الثاني له - يشبهه في الشكل والطول وفي احتوائه على صفة لون العيون أيضاً. أي أنّ لكل كروموسوم لدى الإنسان نسخة شبيهة له من حيث الشكل واحتواؤها على الخريطة الوراثية نفسها. 
وقد لفت نظر العلماء أنّ الزوج الأخير من الكروموسومات، وهو زوج الكروسوم الجنسي، يُظهر اختلافا جلياً في الشكل؛ فالكروموسوم الجنسي X أطول بشكل واضح من الكروموسوم الجنسيY، والذي يشكل فقط ثلث طول الكروموسوم الأنثويX   ، مما دعا العلماء للتساؤل حول مدى التشابه بينهما بسبب اختلافهما في الطول والشكل.
ولقد تبين في المصادر العلمية المختلفة - ومنها المجلة العلمية العالمية Nature  - أنّ الكروموسومين الجنسيين متشابهان، وبأنّ لهما الأصول نفسها من حيث احتواؤهما الصفات، وذلك في المنطقة المتقابلة بين   Xو Y ويصل التشابه بينهما إلى أكثر من 99%.( المرجع: مجلة Nature العدد 311 الصادر في 13 سبتمبر 1984 ص 119-123). وما يعنينا أن نلفت الانتباه إليه هنا هو أنّ بعض المقالات العلمية تذكر أنّ الكروموسوم الذكريY  هو نسخة متآكلة من الكروموسوم الجنسي X ".
على ضوء هذه المعلومة العلمية الجديدة في حقل العلم نضع الفرضية الآتية:
" بما أنّ الكروموسوم Y  هو في حقيقته X متآكل، فهناك احتمال أن يكون المَلك المكلف قد قام بعملية مسح جزئي في الكروموسوم 23 الجنسي – في بويضة مريم عليها السلام - فنتج عن ذلك XY . فالكروموسوم الطويل غير الممسوح هو X والقصير هو Y الذي كان X فمسح جزئياً فأصبح Y  بعد أن كان زوج الكروموسومات في البويضة هوXX    ".
وليكتمل تصور الفرضية نقول:
أولاً: يمكن أن تكون تسمية المسيح جاءت من كيفية خَلقهِ المفترضة، وهي مسح الكروموسوم X ليتحول إلى Y فنتج مولود ذكر هو المسيح (الممسوح) عليه السلام.
ثانياً: في حالة الاستنساخ ينتج من الخلية المذكرة ذكر ومن المؤنثة أنثى، أما هنا فنتج من البويضة – التي هي خلية مؤنثة – ذكر. هو في الحقيقة ابن مريم، ومريم فقط.
ثالثاً: يبدو أن المسح كان في بداية التبييض، أي قبل انقسام البويضة. ومعلوم أن البويضة في بداية التبييض تكون 46 كروموسوماً.
رابعاً: بإمكانك الآن أن تعيد النظر فتسأل: لماذا ابتعدت مريم عن أهلها – بالذات أهلها وليس غيرهم من الناس -، ولماذا اتخذت من دونهم حجاباً وهم أهلها، ولماذا خافت خوفاً شديداً عندما رأت الملك في صورة رجل؟!
هل لأنها كانت في بداية التبييض، وتريد أن تستحم بعد الطهر، وفوجئت وهي في هذا الحال بالملك في صورة رجل؟!
خامساً: يبدو أن عملية النفخ التي قام بها الملك – والتي كانت مريم عليها السلام مهيأةً لها – لم تضف شيئاً وإنما هي طاقة موجهة لمسح الجزء المطلوب مسحة ليكون ابن مريم فقط.
سادساً: وبإمكانك أن تعيد النظر لتسأل: هل كان الطعام الخاص الذي يتنزل على مريم، عليها السلام، نوعاً من التهيئة الجسدية قبل عملية المسح؟!
سابعاً: وهناك أسئلة أخرى تبحث عن جواب منها: لماذا:" انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً"، نعم، لماذا شرقياً؟

23 - يناير - 2010
سلام الله عليكم احبتي
 180  181  182  183  184