البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 17  18  19  20  21 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
رائحة الموت    كن أول من يقيّم

 
عزيزي الأستاذ السعدي ، إخوتي وأعزائي جميعاً وعزيزاتي :
 
كلمتك الحزينة ، كما دائماً ، أعادت إلى ذاكرتي رائحة الموت ..... نعم للموت رائحة أعرفها جيداً ، أثرها في ذاكرتي محرض للخوف ، والخوف يحرك أثرها ويستعيدها بكل الكره والاشمئزاز الذي أشعره يتغلغل في صدري وبلعومي . يدخل إليها من خياشيمي مختلطاً بدخان جثث محروقة لم يتبقَّ منها سوى العظام وأشلاء ثياب زاهية كانت تلبسها بنت بعمر الورود شممت رائحة بقاياها وبقايا جثة أبيها فلقد قتلا معاً بيومها ، على مسرح مدرسة الآباء الكرمليين ، على الطريق المؤدية إلى زغرتا . كنا قد  " حررناها " ، " الكرملية " كما كنا ندعوها : كان ذلك في العام 1974
تلك البنت مع أبيها العجوز ، كانا قد رفضا مغادرة منزلهما الملاصق للمدرسة ـ الدير ، ووقعوا في أيدي الرعاع . حشاشون وقطاع طرق ينتمون لكل التنظيمات ، لكل من يدفع لهم ، وكنا معهم في خندق واحد . نحن أبناء البيوت ، وأولاد المدارس ، والمثقفون ، واليساريون ، والقوميون ،  والمقاومة ، والإسلاميون ، وكل من هب ودب وتباهى بحمل السلاح ...... ربطوهما على كرسيين ووضعوهما على المسرح الفخم لتلك المدرسة العريقة ، بستائره الثقيلة المخملية ، وأضوائه الخافتة ، وكل الترف الذي يليق بمسرح مؤسسة عريقة عمرها مئات السنين . أكلوا بحضورهما ، وشربوا بحضورهما ، وسكروا بحضورهما ، ودخنوا ما طاب لهم ، وفعلوا ما طاب لهم ، مع الجثة أيضاً .
وفي الصباح ، أحرقوا كل بقاياهم ! كل قاذوراتهم وفضلاتهم وكل مخلفات سهرتهم النتنة ، في القبو ، قبو الدير الذي كانت تحرسه الأيقونات وتماثيل السيدة العذراء .
لا تسألوني كيف وصلت إلى هناك ، هو قدري الذي ساقني إلى هناك ، بعد أكثر من أسبوع لأكون شاهدة ، إلا أن رائحة الموت كانت لا تزال تعبق بالمكان وبقايا العظام والرماد الأسود ذو الرائحة النفاذة لا تزال تخترق رئتي .... الخوف ، عاودني كثيراً ولا يزال ، وفي كل مرة أخاف خوفاً حقيقياً ، تعود تلك الرائحة المقيتة تجتاحني وتمسك بتلابيب دماغي لتعتصرها .
رائحة الموت ، لا زالت تعاودني ولا زلت أراه في كل مكان !
 

21 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
بداية مباركة بإذن الله    كن أول من يقيّم

 
شكري وعميق امتناني للأخ العالم ، والمفكر الأصيل ، الأستاذ الحسن بنلفقيه بنلفقيه ، لهذا الشرف الذي منحني إياه منة منه وبركة . هذا الفضول ، الذي هو من الخيال ، ينصب لي الفخاخ دائماً ، وأنا كما قلت سابقاً ، أتبعه ولا مبالية ....... لا أعرف في هذه اللحظة كيف سأستطيل لكي أتربع ، ولا كيف أميل كي لا أستدير . وقعت في الفخ !
حبذا هناك دائرة لن أضيع فيها ، وهي دائرة التلميذ الذي يطرح السؤال . سأتتبع بلا كلل ( لأنني وقعت في فخ الشغف أيضاً ، وهو من الخيال ) كل ما ستسطره أياديك البيضاء . سأحاول تلخيص ما فهمته وتعلمته ، وسأطرح الأسئلة .
بخالص النية ، أتمنى لنا التوفيق .
 
شكري للأستاذ زهير ، وهو كرشة الملح ، عادي ولا يستغنى عنه ، ولا يستقيم  بدونه إدام  . سأعود أستاذي إلى التعليقات التي نشرتها في صفحة الصور لأرى ما يصلح منها للإعادة .

22 - أغسطس - 2006
دراسة في هندسة الدائرة
رسم هندسي للدوائر    كن أول من يقيّم

 
هذا رسم هندسي للدوائر السبعة كما عبر عنها الأستاذ بنلفقيه :
 
 
 1 ـ يبدو جلياً في هذا الرسم وضع الدائرة في الوسط ومن ثم الدوائر الستة من حولها وجميعها متساوية في الحجم
 2 ـ يبدو بوضوح تشكل الدائر الكبيرة من الدوائر السبعة المتساوية الحجم المنتظمة بهذا الشكل المحدد ( واحدة في الوسط وستة متلاصقة من حولها )
 3 ـ قياس قطر الدائرة الصغيرة بالنسبة إلى الدائرة الكبيرة هي علاقة نسبية : 3/1  une relation proportionnelle
 4 ـ يظهر بوضوح تشكل السداسي الأضلاع من خلال هذه العلاقة الهندسية بين الدوائر السبعة ، ويمكننا الحصول عليه سواء بجمع نقاط المركز ( كما في الرسم أعلاه ) أو بجمع نقاط التماس بين الدوائر .

24 - أغسطس - 2006
دراسة في هندسة الدائرة
منتخب لبنان لكرة السلة يفوز على المنتخب الفرنسي    كن أول من يقيّم

 
 
فاز المنتخب اللبناني لكرة السلة بمباراة حاسمة بالآمس على المنتخب الفرنسي بفارق نقطة واحدة . يعتبر هذا الفوز إنجازاً غير متوقع للفريق اللبناني ، بل هو يبدو اليوم كأعجوبة صغيرة تتحقق لرفع معنويات الشعب اللبناني المكبل بالخسارة ، وذلك نظراً للظروف المحيطة ، ولضعف الإمكانيات مقارنة بالفرق العالمية التي يتنافس معها .
وكان الفريق اللبناني قد فاز على فنزويلا ، وخسر امام صربيا والأرجنتين ، وسيلعب اليوم مع نيجيريا وسيتأهل ، في حال فوزه أمامها ، إلى الدور ال16 في " مونديال كرة السلة " ، فيكون أول بلد عربي يحفر
اسمه في تاريخ هذه البطولة

24 - أغسطس - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
منقول عن السفير اللبنانية ، الصفحة الثقافية    كن أول من يقيّم


شارون والجمل

فواز طرابلسي
نُشرت هذه الصورة (الأسوشييتد بريس) في صحيفة <الانترناشيونال هيرالد تريبيون> يوم 30 تشرين الثاني .2005 والمناسبة قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ارييل شارون بجولة على الحدود الإسرائيلية المصرية. خلال الزيارة، التي رافقه فيها مسؤولون كبار في وزارة الدفاع، أعلن شارون <الدرجة صفر> من التسامح مع التهريب، مشدّداً على أن المهمة ليست قمع التهريب وإنما القضاء عليه نهائياً.
الخبر، على أهميته، لا يفسر الصورة. قد يُقال: إن الجمل عابر للحدود وإنه خير من يمثل التهريب! لكن هذا لا يكفي تفسيراً كاملاً للاهتمام الخاص الذي يبديه كبار المسؤولين الاسرائيليين المتحلقين حول الجمل وفي مقدّمهم رئيس الوزراء.
لاحظ توزع الاشخاص حول الحيوان. العسكريان الى يسار الصورة لا يبدو أن الأمر يعنيهما كثيراً. وأحدهما خافض الطرف والثاني لا تستطيع ان تميز اتجاه نظرته بسبب النظارة العاكسة للنور على عينيه. إلى جانبهما يقف رجلان مدنيان يبتسمان. واحدهما يرمق الجمل بنظرة والثاني منهما يعاينان الجمل بشيء من الجدية. فيما ترتسم على وجه الرجل الأصلع الذي يتوسط الصورة بداية ابتسامة. وحده عنصر الحماية الثالث ذو النظارة العاكسة للنور يرى باتجاه اليمين. إنه الوحيد الذي يأخذ دوره الأمني الحمائي على محمل الجد. لأن الأولين أحرى بهما، بدلاً من التفرج على الحيوان، التحديق كل في اتجاه مختلف للإحاطة بكافة الاتجاهات التي قد يتأتى منها الخطر على المحمي. لو كنت محل مسؤولهما وشاهدت الصورة لأحلتهما على التأديب.
اما مقدّم الصورة فيحتله شارون والجمل. ولا عجب ان يحتل الجمل ثلاثة ارباع الصورة. فالكل يعاينه بطريقة أو بأخرى. بل ان الكل موجود قياساً اليه. والجمل المدرك انه محطّ كل هذا الاهتمام كأنه لا يبالي. الكل يعاينه. وهو يشيح بنظره عنهم جميعاً. يجانبهم. يتطلع أمامه وعلى شفته طرف ابتسامة تشي بشيء من السخرية.
الجمل، بالعبرية <غهمل>، هو سفينة الصحراء والحيوان الذي أعدّته الطبيعة على نحو مدهش للبيئة الصحراوية فجهزته لتحمّل الحر والحمل والسير على الرمال واتقاء العواصف الرملية. له رموش سميكة لحماية عينيه من الرمل. وقوائم مستدقة طويلة لوقاية سائر جسمه من لفح الحر. وهو كثيف الصوف والجلد ايضاً لحمايته من الحر. وهذا ما يمنعه من التعرّق السريع، علماً انه يقاوم التعرق اصلاً، وله طاقة استثنائية على تحمل التغيرات في حرارة الجسم. يتحمل خسارة 40 في المئة من ماء جسمه ويبقى على قيد الحياة، فيما سائر الحيوانات تموت بعد خسارتها أكثر من 20 بالمئة من مائها. يخزّن الماء في دمه، لا في حدبته المميزة كما هو شائع، فهذه مستودع للانسجة الدهنية. ويستطيع الجمل ان يعيش من دون ماء لأسبوعين ومن دون كلأ لشهر كامل! يقطع الجمل مسافة 80 الى 120 ميلاً في اليوم وهو مركوب، او 40 ميلاً وهو حامل حمولة تصل الى مئتي كيلو غرام. ويعمّر الجمل بين ثلاثين وأربعين سنة.
شارون، الذي هو عند حدود الثمانين، يقال عنه أيضاً ان <جلده سميك>، لأنه لا يأبه أحبه الناس أم كرهوه، إسرائيليين أكانوا ام أجانب. ولكن على سماكة جلده، لا يستطيع شارون ان يتحمل ان يعيش من دون ماء لأسبوعين او من دون طعام لشهر كامل، حتى على سبيل الحمية لتخفيض الوزن. ومعلوم ان <أريك>، وهو اسم الدلع للرجل، يشكو السمنة الفائقة. ومع ذلك، فإن انحف جمل يزن ضعفي وزنه اقلاً. والحقيقة أن شارون لا يقارن بالجمل. بل عادة ما يقارن بالجرافة لطاقته على الاقتحام والمبادرة بل المبادهة وجر الناس وراءه.
للجمل 160 اسماً بالعربية. عدا عن اسمه بالعِبرية (وهو اسم نبتة) نعرف لشارون إسماً آخر على الأقل: شارون (خارون) هو اسم المراكبي الذي ينقل اوراح البشر عبر أنهر الجحيم في الميثلوجيا الاغريقية.
والحال إن هذا العسكري تولى نقل أعداد كبيرة من البشر الى الدنيا الآخرة. بدأ حياته قائداً للوحدة 101 المشهود لها بالأعمال الانتقامية ضد العرب. وقد سجلت على اسمه مجازر مشهودة في قبية وناحلين والشاجية وصبرا وشاتيلا وصولاً الى قصبة ابلس وجنين وسواها. وهو قائد حركة الالتفاف الشهيرة التي أنقذت إسرائيل من الهزيمة المحققة في حرب تشرين .1973 وشارون بطل اجتياح لبنان، صيف ,1982 حاول قتل ياسر عرفات خلال حصار بيروت بشتى الوسائل، من دس السم في الأكل الى القنابل الفراغية ومحاولات الاصطياد بالطائرات. فلم يفلح. وعاد فحاصره في <المقاطعة> برام الله، حتى نجح اخيراً في اغتياله بالموت البطيء.
والسؤال: لماذا يبدو هذا الصنديد مهموماً الى هذا الحد في إزاء الجمل? كأنه يتساءل: كيف التخلص من الجمل? وكأن الجمل يبتسم، لأنه يعرف ما يدور في خلد شارون. فالجمل خطير، لأنه يتذكر كل شيء. مشكلة الجمل أنه لا ينسى. والجمل خطير لأنه يتحمل كثيراً ويصبر. ولكن اخطر ما في الجمل انه ينتفض أخيراً ولا يرحم عندما يثور.
بعد أقل من شهرين على التقاط هذه الصورة، في مطلع كانون الاول ,2005 أُصيب شارون بجلطة دماغية فاجأت أطباءه الذين لا يعرفون عنه من أمراض الا الوزن الثقيل. وفي الرابع من كانون الثاني/ يناير 2006 ضربته جلطة ثانية أغرقته في غيبوبة لا يزال فيها حتى كتابة هذه السطور.
بدأت كتابة هذا التعليق يوم السابع والعشرين من كانون الثاني 2006 وشارون في الغيبوبة. وفي الرابع والعشرين من تموز 2006 صرّحت الناطقة باسم مستشفى تل هاشومير في تل أبيب بأن صحة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون، <شهدت تدهوراً في اليومين الأخيرين>.
في ذلك اليوم، أسفرت معركة بنت جبيل عن تدمير خمس دبابات ميركافا من الجيل الرابع، وقتل اربعة جنود للعدو وإسقاط مروحية اباتشي وقتل اثنين من طياريها. وهدّد حالوتس بتدمير عشر بنايات في ضاحية بيروت الجنوبية مقابل كل صاروخ يقع على حيفا. وكان كوفي أنان لا يزال يعد بوقف لاطلاق النار. وكونداليسا رايس تنهي زيارتها لبيروت.
في هذا الثلاثين من تموز قال لي صحفي اوسترالي من اصل ايرلندي: شارون وبوش يملكان الساعات. أنتم العرب تملكون الوقت. أجبت مستدركاً: صحيح. عندنا ما يلزم من الوقت. هذا لا يفيد كثيراً لأغراض التنمية والتقدم. لكن الوقت نقطة قوتنا الكبرى في المعارك الوطنية والقومية، هذا إذا أحسنا استخدام عنصر الوقت.
يوم الاثنين في 14 آب .2006 أوقف الجيش الاسرائيلي اطلاق النار وباشر انسحابه من الجنوب اللبناني. وفي اليوم ذاته، أعلنت الاذاعة الاسرائيلية أن صحة شارون قد تدهورت من جديد. ووصفت صحيفة <معاريف> حالة ايهود اولمرت على إثر صدمة الهزيمة في لبنان بصرخة معبرة: <شارون استيقظ! اولمرت في غيبوبة>.
لم يستيقظ شارون. ومن أسف انه لم يسمع اولمرت يخبره بأن <الجيش الذي لا يقهر> لم يفلح في التخلص من الجمل بعد 33 يوماً من القتال.
شارون راحل والجمل باقٍ. ومعه الوقت كله.
(كاتب لبناني)

25 - أغسطس - 2006
أدونيس يدعوا للتطبيع الثقافي مع اسرائيل ما رأيكم?
ذبابة الماغوط    كن أول من يقيّم

 
طريفة جداً قصيدة " المطعم البلدي " هذه خصوصاً بعدما تدخلت أنامل " بائع الزلابية " الأستاذ زهير لإصلاح ما تكسر من شبابيكها .
 
لكن الذي لا تعرفونه هو أن صاحب المطعم البلدي هذا ، كان قد تلقى دعوة لحضور مؤتمر " الطهاة العالمي " ، وكانوا قد دعوه لأنهم  أرادوا أن يعرفوا منه " سر الفلافل " . ذهب إلى هناك ومعه ذبانه يحطون على كتفيه وطاقيته ، ويحيطون به من كل جانب . فكان إذا أسرع الخطى ، طاروا من حوله وتبعوه حتى يتوقف . وإذا توقف ، عادوا فحطوا عليه مطمئنين بعودتهم إلى ديارهم ووطنهم  ..... هكذا على وزن : طار الحمام ، غط الحمام .......
ولما وصل أمام الفندق الفخم ، حيث عقد المؤتمر ، وتوقف أمام الباب الخارجي ، استهابت قبيلة الذباب الدخول معه إلى ذلك المكان النظيف ، وهالها المكوث في جو الهواء النقي ، والروائح العطرة ، فحطت على حوافي الباب الخارجي ، وبقيت عليه ، منتظرة عودته بفارغ الصبر .
 ذبابة واحدة فضولية دخلت إلى هناك وصارت تطن في فضاء ذلك الصرح الجميل ، فهل عرفتموها ?
إنها ذبابة الماغوط !
 

25 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
مشكلة الناطور    كن أول من يقيّم

 
إلى العزيزين السعدي وعبد الحفيظ :
 
تنهال علي الإعتذارات دون أن أفهم لها سبباً ، فكيف أعذركما على كل هذه الدماثة ?
لن أناقش قليلاً أو كثيراً في مسائل الإعراب لأنني أكتب وأنا أفترض بأن الوقوع في الخطأ اللغوي أو النحوي وارد بالنسبة لي في كل حين . إذا لم يحصل ، فهو من باب الصدفة لا غير . هذا لا يعني بأنني لا أفكر فيما أكتبه أبداً ، لكنني أفكر إلى حد معين ، وهذا الحد لا يسمح لي بالدخول في نقاش من هذا المستوى ، خصوصاً وأنك لم تستأنف حكم الأستاذ زهير وهو في صالحي . أما وزن القصيدة السليم ، فأظن بأنه عائد لصغر حجمها .
 المثل الشعبي عندنا يقول : " بدك تاكل عنب ولا بدك تقتل الناطور ? " . يعني بأن هناك من يستخدم ذكاءه للحصول على الفائدة ، وهناك من يستخدمه للحصول على السلطة ، ومشكلة " أرباب النحو " الذين تحدثت عنهم تكمن هنا لأنهم يفكرون ضمن العقلية السائدة التي تربط " الفائدة " بالسلطة . هم أحياناً يقتلون الناطور دون أن يحصلوا على العنب .  
 

26 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
سهم آراش    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
ورقة سقطت من شاهنامه الفردوسي :
 
الفردوسي ، أبو القاسم ، شاعر الفرس الكبير ( ولد في نواحي طوس عام 940 م وتوفي عام 1020 م ، وهذه التواريخ تقريبية وغير دقيقة ) مترجم ملحمة الفرس الكبرى إلى اللغة الفارسية  والتي نظمها في ستين ألف بيت من الشعر ، معتمداً على مخطوط قديم لهذه الأسفار مكتوب باللغة البهلوية القديمة ويحمل عنوان : " XodaÏ Namak  " .
 
قضى الفردوسي قرابة الثلاثين عاماً من حياته في نظم ما أسماه بالشاهنامه أو " كتاب الملوك " الذي يقص سيرة حياة وملاحم وحروب وبطولات ملوك الفرس القدامى ، وأبطالهم الأسطوريين ، وكان قد قدم هذا الكتاب هدية للسلطان محمد بن سبكتكين الغزنوي حيث أنه كان أكبر شعراء بلاطه .
 
ولهذا المؤلف قيمة جمالية رائعة ، منه استلهم شعراء الصوفية كجلال الدين الرومي ، كما أنه ألهم شعراء الفرس الكبار كحافظ الشيرازي  فاستقوا منه عباراته ونفحته الأسطورية ، ومعاني الخير والجمال المتضمنة فيه . 
 
ولما كان الفردوسي يعلم بأن حياته لن تكون كافية لإتمام هذا العمل الهائل ، لضخامة حجم هذا المخطوط ، فقد عمد إلى إسقاط أجزاء منه معتمداً على رؤيته الخاصة في تقييم النصوص لجهة أهميتها ، وشدة أوعدم تأثيرها على مجريات النسق العام للنص .
 
وهذا النص الذي أنقله لكم هو من النصوص التي أسقطت من ملحمة الفردوسي بالرغم أهمية هذه الشخصية ـ الرمز " آراش "  لدى الشعب الإيراني والشعوب الآرية بوجه العموم ، والدليل على هذا هو أن هذه الأسطورة ما تزال حية يرددها الناس ويتمثلون بها حتى يومنا هذا .
 
 اعتمدت في ترجمة  النص الملحمي  من الفرنسية على دراسة منشورة على الأنترنت للكاتب الإيراني : عرفان جونابادي .
 
 وهي ريشة من جناح " سيمورغ " ( العنقاء ، أو الطائر ـ الإنسان ) الذي هو بحسب الأسطورة صلة الوصل بين العالم العلوي والعالم السفلي . هي ترمز إلى أهمية المعرفة في الترقي ، وانتصار الروحي المتعالي المستند إلى إيمان عميق على المادي ، هذه القدرة الروحية تمكن الإنسان من تخطي قدرته البشرية الضيقة وتدفعه للوصول إلى أقصى ما يملك من قدرات  للتغلب على ضعفه .
 
 
سهم " آراش "
 
   كان الغزاة الترك قد اجتاحوا سفوح الهضبة
  الإيرانية متوغلين في قلب البلاد بقوة 
  واندفاع
  جعلت جيوش تلك الأمبراطورية الكبيرة
  المترامية الأطراف تنهزم امامهم وتتراجع
  مستسلمة لسطوة زحفهم الجائر.
 
  ولم يكن أمام القوة العسكرية لأقوى جيش
  في ذلك الزمان إلا الإذعان والقبول بالهزيمة
  الشنيعة بعد أن اختل ميزان القوة لصالح
  الأعداء بطريقة لا تقبل الجدل . وكان على
  الإيرانيين ، بناء عليه ،القبول بإعادة ترسيم
  حدود امبراطوريتهم بما تقتضيه نتائج
 المعركة .
 
  كان الترك المنتشون بفرحة النصر ، والمزهوّون بتمكنهم من إنزال هزيمة ساحقة
  بأعتى قوة عسكرية موجودة في زمانهم ، يرغبون في إلحاق أكبر قدر ممكن من العار
  بعدوهم ، لذلك وبدافع السخرية والتندر ،
  طلبوا من الإيرانيين اختيار احد الرماة 
  لإطلاق
  سهم سوف يكون مكان وقوعه حدود
  امبراطوريتهم الجديد . ولما كانت حدود
 امبراطوريتهم السابقة بعيدة المدى ، وتصل
  إلى حدود الجبال القاصية التي لا تحدها العين ، والتي تفصلهم عنها مسافات ومسافات ،
  وبما أن السهم مهما كانت قوته ، ومهما
  ساعدته الرياح فلن يستطيع الابتعاد عنهم
  أكثر من بضع مئات من الأمتار على احسن
  تقدير ، فلقد قرروا بهذا إذلالهم وعلى هذه
  الصورة .
 
  ويتقدم رجل عجوز ،  ضعيف البنية ، هو " 
  آراش " متبرعاً للقيام بهذه المهمة 
  الصعبة . 
  هو لم يكن رامياً ممتازاً ولم يكن له قوة 
 الفرسان ، بل كان حكيماً زاهداً يجلله الوقار .
 
  ولما صعد آراش إلى الجبل ، ووقف في 
  المكان المحدد له ، صوب سهمه ناحية 
  الشمال ، وهي الجهة التي تدفق منها 
 الجيش 
  الغازي ، ثم أطلق نبلة من قوسه ، فراحت 
  تقطع المسافات مدة يوم من الزمن ، 
 محمولة 
  على روحه النبيلة التي فارقته للحال ، 
  بمجرد 
  إطلاقه للسهم ، وظلت تسير بإنطلاقتها حتى 
  حدود مدينة  " مرو " التي كانت هي حدود 
  أمبراطوريتهم السابقة ، هناك ارتطمت 
  بشجرة واستقرت فيها .   
 
 

27 - أغسطس - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
وطني أقلني من وقوفي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
لا أود التعليق هنا على الموضوع المطروح للنقاش وهو سكوت معظم كتب التراجم على وجود " غزالي " آخر غير الذي نعرفه ، هو على الأرجح عمه ، كما ورد في " طبقات الشافعية " . والمسألة كما فهمت هدفها نسبة مؤلفات للغزالي لم يكتبها ، ولم يذكرها معاصروه .
لماذا ?
هذا هو السؤال الذي نكأ الجرح ، وأعادني إلى أجواء فترة من حياتي ، كنت أجري فيها وراء موضوع مشابه . مخطوطات نادرة في المكتبة الأهلية بباريس ( أصبح اسمها اليوم مكتبة فرنسوا ميتران ) ، عليها تواقيع واحد من أكبر المستشرقين ، هذه المخطوطات التي قرأتها كلها ( وعندي منها نسخ مصورة ) وكنت أنوي دراستها كنواة لموضوع كنت قد اخترته عن إحدى الفرق " الصوفية " ، ثم اكتشفت بأنها منسوبة إليهم زوراً بهدف التضليل . كنت قد وثقت باسم ذلك العالم الكبير ولم يخطر ببالي أنه من الممكن أن يقوم بتقديم وتعريف مخطوطات كاذبة .
فكانت هذه الرسالة للأستاذ زهير والتي رغب بأن أنشرها :
 
 
عزيزي الأستاذ زهير : صباح الخير
 
قرأت رسالتك محاولة تتبع ما تقوله فيها وقد أعادني ذلك إلى أجواء أيام مضت كنت أجري خلالها وراء موضوع مشابه لا أرغب بالحديث عنه الآن لكي لا نزيد الطين بلة في الغرابات .
كنت قد قرأت تعليقين لك عن زكي مبارك ( أظنها كانت في نوادر النصوص ) ولفتا نظري إليه وأيضاً حكاية منصور فهمي تتبعتها قليلاً على الأنترنت . نحن ندور في حلقة مفرغة . من ضمن ما وقعت عليه خلال تحضيري للدكتوراه التي توقفت عن العمل عليها بعد سنتين من البحث ، هو ضلال المعلومات التي بنيت عليه بحثي والتحريف الواقع للمخطوطات التي أردت تناولها بالبحث بوقتها وكانت بتقديم كبار المستشرقين .
 
اكتشفت غبائي ، واكتشفت معه ضآلتي تجاه ذلك الصرح الهائل من " العلوم " المطروح بين أيدينا في المكتبات العالمية . والذي شعرت به وقتها يتهاوى فوق رأسي .
 تراجعت عن مشروعي ، لم أشأ أن أكون شاهد زور ، ولم يكن حجمي الصغير قادراً على إثبات الحقيقة، وأنا أعرفها في داخلي لكنني وجدت نفسي عاجزة وفي دوامة، فمن أين أبدأ ?
قررت صرف النظر عن الموضوع والاحتفاظ بسلامة عقلي وشعوري ، لا أدري إلى أي حد نجحت في هذا .
الثقافة ليست حقلاً للبطاطا ، بل هي حقل ألغام ، هي سلطة هرمية ممسوكة بإحكام ومن الصعب اختراقها ، إنها الحرب التي لا يختلف فيها الجاسوس عن الأديب .
أصعب ما في الموضوع هو أنني ، وطيلة يوم البارحة ، عشت في ظل الشعور الكريه بالعجز والإحباط ، بل بالحزن الثقيل الذي عاد واستحل قلبي ، استعدت شعور تلك الأزمة التي مررت بها في مفصل من حياتي ( وما أكثرها ) تماماً كما استعيد رائحة الموتى عند شعوري بالخوف ..... 
 
الثقافة حرب ، أو هي جزء من حرب ، الدول والجماعات تصنع مثقفيها تماماً كما تسلح جيشها ، والحرب فيها انتهازيون وتجار سلاح وجواسيس وقواد طماعون وعلماء أشرار وعلماء مجانين ولكن فيها أيضاً أبطال وشهداء ، يعني لحسن الحظ هناك من جهة السبكي ، ومن جهة أخرى الذهبي وابن الجوزي .......... المشكلة أحياناً هي أنك تجدهم كلهم في نفس الفريق ، ومشكلتي أنا بالذات هي أنني : خرجت من كل الصفوف .
إلى اللقاء
 
 
 

28 - أغسطس - 2006
قصة إنكار وجود الغزالي
مثل حي    كن أول من يقيّم

 شكري الكبير للأستاذ زهير على أبياته الشعرية التي تشبه صحن الكنافة بالقشطة عند الصباح .
 
أورد هنا مثلاً عما قلته في المقالة السابقة يبرز إلى أي مدى يبدو جلياً انخراط المثقف في اللعبة السياسية .
هذا المثل الذي اخترته  هو من الاستشراق ، وهناك أمثلة أخرى محلية معاصرة وتاريخية من الممكن إيرادها .
ليس المقصود هنا هو نقد الدور الذي لعبه الاستشراق ،بل المطلوب وقبل كل شيء الإقرار بواقع موجود يتعلق بدور
الثقافة وقراءته قراءة صحيحة قبل اتخاذ موقف منه : 
 
  علي بدر يكشف عن كنز استشراقي عظيم:
لويس ماسينيون رسائل غير منشـورة
تعلّمتُ في الجيش الكولونيالي تأمل الموت ووجود الله على عاتق فرنسا
أن تضمن للحكومات العربية الاستقرار والأمن والحضارة
تكشف هذه الصفحات النقاب عن كنز استشراقي عظيم الشأن هو رسائل ووثائق كتبها  المستشرق الفرنسي الكبير لويس ماسينيون باللغة الفرنسية وأرسلها إلى الأب أنستاس ماري الكرملي على مدى الثلث الأول من القرن العشرين.
هذا الكنز الاستشراقي يصدر قريباً في كتاب بالعربية  لدى دار الجمل في ألمانيا بعدما عرّب صفحاته ووثّقها ووضع فهارسها وإحالاتها المرجعية الباحث والمترجم العراقي علي بدر.
أكثر من مئتين وثمانين نصاً تلقي الضوء على معلومات وجوانب مذهلة وغير معروفة من شخصية هذا العلاّمة الاستشراقي الذي اضطلع بأدوار حاسمة في فهم أغوار العلاقة بين الغرب والشرق والإسلام والمسحية ، وفي الغوص على عوالم التصوف والروحانية والفلسفة والوجد، وفي درس الحلاج  وشؤون أخرى.
إلاّ أن ما تكشف عنه هذه الوثائق في شكل خاص، أن ماسينيون كان ماثلاً بقوة على مقربة من الأحداث التي صنعت (اتفاق سايكس - بيكو)وخصوصاً عمله الى جانب هذا الأخير ومشاركته في  سياسة بلده، ومحاولة إقناع المثقفين العرب، ربما، بالفكرة الكولونيالية. الكتاب في جزءين، الأول يغطي الفترة من 1908 الى 1919، والثاني حتى العام 1936. وفي ما يأتي نزر قليل من هذه الرسائل وفهارسها مع شذرات من تقديم علي بدر.
................................................................................................................................................
 وكان على الكاتب أن يقول ما ظللته بالأحمر لينشر كتابه
 إن أهمية هذه الرسائل تكمن في كشفها بشكل واضح وصريح عن العلاقات الثقافية والفكرية والمعرفية بين المثقفين العرب والمستشرقين في الثلث الأول من القرن العشرين، وتبيّن على نحو فعال الآليات التي ينتظم فيها الخطاب الاستشراقي عبر رسائل واحد من أهم المستشرقين لا في ذلك القرن فحسب، إنما منذ تأسيس مدرسة الاستشراق في وصفها المعرفة الخابرة بالشرق من أجل وصفه وفهمه، والاحتياز عليه وضمّه. وتبيّن على نحو جلي الانشباك الفوري والسريع لهذا الخطاب مع الفعاليات السياسية والممارسات الكولونيالية في المنطقة في الثلث الأول من القرن العشرين، وتبيّن كيف أن هذا الخطاب لم يكن بأجمعه قائما على الفكرة الكولونيالية في تفضيل المصالح الآنية إنما هنالك المعرفة الخالصة والمستقلة. صحيح أن بعض هذا الخطاب قد أستخدم كقوة واسعة النطاق لتبرير الهيمنة والسيطرة والضم من جهة، ومن جهة أخرى قوة للاجتثاث وتفكيك الهوية وتبرير الميكيافيلية السياسية، وتدفق الأحقاد، ولكن هنالك وفي الموازاة منه كان الخطاب العلمي والثقافي الذي يقارب بين هذه الثقافات والمجتمعات.
.............................................................................................................................................
وربما تكشف هذه الرسائل بشكل جلي عن طرف لامع ومتميز من ثقافتنا المعاصرة التي نشأت وتأسست أول القرن المنصرم. نشأت في القرن الذي شهد حقيقةً وواقعاً كل أنواع المواجهات الثقافية والسياسية مع الغرب، وتكشف بشكل واضح عن طرف مهمّ ومتنوّع من حياة النخبة المثقفة التي صاغت وأسست معارفها في تلك الحقبة والتي ترد مراراً عديدة في رسائل ماسينيون، وهم الزهاوي والرصافي والكرملي ومحمد رشيد رضا وجمال الدين الأفغاني ومصطفى جواد وكاظم الدجيلي وروفائيل بطي والشبيبي ومحمد كرد علي والقاسمي وتيمور وغيرهم. إن هذه الرسائل ترينا وعلى نحو فعال قائمة الفروق الظلية الكامنة في ثقافة الغرب، وقائمة الفروق الظلية بين المثقفين الغربيين أنفسهم، ولا سيّما أولئك الذين عملوا وتدربوا ونشطوا في مؤسسة الاستشراق، كما أنها ترسم أمامنا الخطوط الصحيحة للمواجهة الثقافية الممكنة اختلافاً والتقاءً، وربما تمكّننا عندما يكون الحوار حقيقياً وأصيلاً وقائماً على المعرفة، من أن نضفي على ثقافتنا معنى عملياً ونفعياً، وتشعرنا بأننا نقف مرة أخرى أمام أوروبا مثلما تقف أوروبا أمامنا، ومثلما نسوح نحن في التواءات ثقافتها يسوح ماسينيون سياحةً هائلةً في عدد كبير وضخم من المخطوطات في التراث العربي والإسلامي. إن هذه الرسائل تكشف لنا عن هذا الطابع الذي يعدُّ طابعاً ملغزاً وملتبساً في عمل ماسينيون حين قرّب بين الإسلام والمسيحية في صلب الحلاج، وقرّب بين الإسلام والمسيحية في شخصيتي فاطمة ومريم، وقرّب بين الأديان السموية الثلاث في شخصية إبرهيم. ففي هذه الرسائل التي لا تشبه الرسائل الشخصية أبداً، تتحدد المواقف بشكل واضح وصريح، وتتجلى على نحو كامل المواقف الثقافية والمعرفية والدينية والسياسية، وتتضح مواقف ماسينيون من التصوف الإسلامي ومن الثقافة العربية برمتها، كما أنها تكشف عن انشباك ماسينيون الكامل، واهتمامه بكل ما ينتج من ثقافة في العالم العربي من صحف ومجلات وكتب وأخبار، وترسم لوحة واضحة لماسينيون الشخص - الإنسان وتفصح عن مواقفه من بعض المستشرقين ومن بعض المثقفين العرب، وترينا اللحظات التاريخية الحاسمة من مصير الشرق العربي بعد التحرر والاستقلال من الإمبراطورية العثمانية، حيث تكشف عن عمل ماسينيون السياسي في المنطقة العربية وعمله كداعية للكولونيالية ومنفذ لسياساتها في المنطقة في أخطر مرحلة من مراحل التاريخ العربي، وهي مرحلة الحرب العالمية الأولى، ومن ثم مرحلة الاستقلال وبناء المجتمعات الحديثة.
 
 يبدأ الجزء الأول من العام 1908 وهو العام الذي غادر فيه ماسينيون بغداد، بعدما أنقذه علي الآلوسي من حكم بالموت أصدره العثمانيون مشتبها فيه بالجاسوسية، وتؤشّر هذه الرسائل الى اهتدائه الديني وتعرّفه على الحلاج، وبحثه عن المخطوطات التي تفيده في تأسيس نظريته عن مسيحية الحلاج، وينتهي في العام 1919 بعدما أصبح ماسينيون مستشاراً لجورج بيكو الطرف الثاني من اتفاق سايكس بيكو، وانخراطه العملي في سياسة بلده، وتؤشر هذه الرسائل الى محاولات ماسينيون السياسية لهداية المثقفين العرب وإقناعهم بالفكرة الاستعمارية أو الكولونيالية.
بينما سيبدأ الجزء الثاني من العام 1919 وحتى العام 1936 (العام الذي تنقطع فيه الرسائل تماما بعد مرض الأب الكرملي ووفاته) وسيتحرك هذا الجزء على مساحة واسعة ومتجدّدة في تفكير ماسينيون، اهتمامه الأكبر بالسياسة (انخراطه في التبشير للانتداب الفرنسي في سوريا ومعركة ميسلون) اهتمامه بمساحة أوسع في التصوف، وأكثر شمولاً من النقطة التي بدأ معها في الحلاج، دراساته عن ابن عربي والسهروردي القتيل، والتستري، والقونوي، وملاّ صدر الشيرازي، والعطار، وروزبهان البقلي، ودراساته الفلسفية في الفلسفة الغنوصية الإسلامية، وانشباكه في علاقات أكثر تنوعا مع المثقفين العرب والعراقيين، ولا سيما بعد عمله في الجامعة المصرية، وانشباكه في علاقات مع النخبة السياسية في العراق وفي العالم العربي ، ودراساته وأبحاثه عن فاطمة، وسلمان الفارسي، وأهل الكهف، وعلاقة الشيعة بالتصوف، وابن سينا والغزالي والفارابي، والأبحاث البلدانية عن القاهرة ودمياط والقدس والخليل والمدينة المنورة وبغداد والبصرة والكوفة.
 
وهذه إحدى الرسائل :
 
القاهرة منيرة ص ب 246
أبتي العزيز وصديقي
أرد وفي وقت واحد على رسالتيك 20 كانون الثاني و4 كانون الثاني (وماذا حصل كي لا تصلني هذه الأخيرة إلا هذا الصباح?)
(من المحتمل حدوث خطأ في 24)
رأيت نسخة الأعوام 250-310 هجرية من الجزء الخامس من تأريخ الذهبي (1) في مكتبة مرجان.
اطلعت على أربع مخطوطات من سيرة الحلاج للذهبي إنها مأخوذة من مونوغرافية لابن باكويه حول الحلاج(2) وقد امتلكت منها مخطوطة كاملة منذ الربيع الفائت.
لا تعتقد بالذهبي ! له أكثر من عشرين مجلدا!
الجزء الأول عام 10-40  باريس 188 الخ.
الجزء الثاني عام 41-130
الجزء الثالث 131-190
الجزء الرابع 191-240
الجزء الخامس 241-300 اسطنبول
الجزء السادس 301-351
الجزء السابع 351-400
لقد كان لطفا منك أن تشير لي إلى هذه المخطوطة حول الحلاج، المجموعة فيها ست صفحات مكرسة له وأربع لمن قبله.
بودي أن أشتري فعلا بسبعة مجيديات هذه المخطوطة (ما يعادل 35 فرنكا وهذا هو أعلى سعر أدفعه) ولكن في حالة واحدة هي أن تكون غير منشورة.
ذلك لأن أمر فقدان صفحتها الأولى يبدو لي أمر ا مشبوها، فقد يتعلق الأمر ببساطة بمقطع من الترجمة العربية ل تذكرة الأولياء (3) لفريد الدين العطار (نص فارسي طبعه نيكلسون) ومن نفحات الأنس (4) لمولانا جامي (نص فارسي طبعه سلفستر دوساسي ) فلتتكرم  علي وتشتره لي بعد أن تقابله مع نص العطار وجامي، وأن تلاحظ إنها سيرة غير منشورة، شكرا مقدما.
إني مسرور جدا لأن مستشفى الأخوات الراهبات قد شيدت وإن بإمكانك مساعدتهن، فليحفظهن الله ويجعل عملكم المشترك يزدهر.
أما في ما يتعلق بديوان الحلاج، فإن التعب الذي تسببه لي محاضراتي إلى الدرجة التي يجبرني على إرجاء نسخ المقالة التي كان بودي إرسالها إلى لغة العرب المقدامة، سامحني وصلّ لي كي أستطيع إتمام دروسي دون الإصابة بمرض خطير.
إني لست نحويا على الإطلاق، وا أسفاه، وأرى مذكرتي حول لهجة بغداد (5) قد جعلت شعرك ينتصب في الواقع. ما كنت أريده هو على الأخص:
أولا: الإعلان عن نشر مخطوطة الأمثال البغدادية (6) التي صورتها كاملة هذا الربيع.
ثانيا: الشروع بفتح نقاش هنا مع المثقفين حول المعجم ومستقبل الموسيقى العربية بيد أني كنت مخطئا عندما لم أركز جهدي على نحو أكيد على الجانب النحوي والصوتي والمورفولوجي والتركيبي البحت.
نعم إن تلامذتي ينسخون محاضراتي في تاريخ المذاهب الفلسفية، لا بد أن يكون الجزء الثاني من كتابي قد وصلك.
لم أبرق إلى السيد كاظم الدجيلي(7) وذلك لأني لا أملك الوسائل الكفيلة من الناحية المادية للعيش في الغرب.
أولا لأني عملت وحيدا دائما (ومن هنا نشأت أخطائي).
ثانيا: لأنك لم تقل لي شيئا عن قيمته المعنوية.
ولولا هذا لكنت مسرورا جدا لفحص هذا الموضوع.
في ما يخص الأمثال، وقفت سلفا الظروف المادية للنشر هنا، وبما أن آل الآلوسي هم أول من اهتم بالموضوع فقد أصبح لديهم نوع من الحق المعنوي بالأفضلية، أما ما أنشره أنا بنفسي (فإني تعب وغير مؤهل) ولذا سأرسل لك نسختي المصورة، وإنه من المهم أن نتفق على هذا الأمر لكي يحمل المنشور على الأقل أسماءهم.
ما رأيك ? سوف لن يكون بمقدوري أن أعهد لك بالمخطوطة إلا إذا كنت مصمما على نشرها مباشرة (وليس على استرجاع نسخة) وأن تتم مراجعة التعليقات والحواشي بالاشتراك مع شكري أفندي في سبيل المثال الذي يهتم بوضع مبحث عن أمثال بغداد منذ أعوام عديدة، وربما سيتم إنجاز المشروع هنا.
شكرا على الإشارة إلى خدمات النقل في الباص بين بغداد وبعقوبة(8).
في الوحدة الموقرة للصلوات مع ذويك في مشاركة الكنيسة أطلب من الأخوات أن يصلين قليلا من أجل والدنا.  
لويس ماسينيون
 هذه المقاطع هي أجزاء من مقالة نشرت على موقع كيكا الالكتروني بتاريخ 9/02/2005

29 - أغسطس - 2006
قصة إنكار وجود الغزالي
 17  18  19  20  21