البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 17  18  19  20  21 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
خبر سيء إلى أساتذة جامعات مصر المحروسة    كن أول من يقيّم

هلال: قرار نهائي بعدم زيادة رواتب الأساتذة والاكتفاء بـ«مكافآت مشروطة»
أكد الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي، أن مجلس الوزراء اتخذ قراراً نهائياً بعدم زيادة رواتب الأساتذة، موضحاً أن الزيادة تقتصر علي الدخول من خلال «مكافآت مشروطة».وقال - خلال لقاء مع أعضاء هيئة تدريس الجامعات المصرية في السعودية أمس الأول - إن الوزارة توصلت مؤخراً إلي حل لمشكلة الأساتذة فوق السبعين، مشدداً علي أن زيادة المكافأة لهم لن تماثل ما كان يحصل عليه الأستاذ المتفرغ، وإنما ستكون قريبة منها، مضيفاً أنه في المرحلة المقبلة ستتم زيادة دخول شباب الأساتذة، ثم زيادة باقي الأساتذة.وتحول اللقاء إلي مواجهة ساخنة، بعدما رفض الوزير السماح بإطلاق سنوات الإعارة لأعضاء هيئة تدريس الجامعة، مشيراً إلي أن من يرغب الاستمرار في الإعارة لأكثر من المدة القانونية، عليه التقدم باستقالته من الجامعات المصرية،http://www.almasry-alyoum.com/

25 - فبراير - 2008
أبوتريكة موحد العرب!!!
يا سادتي    كن أول من يقيّم

لنجعل هذه القصيدة مفتاحًا لتجميع الأشعار والخواطر حول هذا الموضوع الحيوي.
مع خالص تقديري للأخ المعلق أوللأخت المعلقة.

25 - فبراير - 2008
قصيدة(يوم الفصاحة)
أخي عصام    كن أول من يقيّم

ممن جعل التأليف فنًّا من فنون النثر الأستاذ الدكتور أحمد أحمد بدوي في كتابه أسس النقد الأدبي. وراجع: النثر الفني في القرن الرابع الهجري للدكتور زكي مبارك، والفن ومذاهبه في النثر للدكتور شوقي ضيف، وتطور الأساليب النثرية للدكتور أنيس المقدسي. وغالبًا ما يقسم الباحثون النثر التأليفي إلى:
تأليف متأدب: فيها جمال أسلوبي وعمق فكري. وأمثل لك ببتآليف الجاحظ، وأبي حيان التوحيدي، ومُوسعة صبح الأعشى
تأليف علمي: فيها أسلوب مباشر يكون خبريًّا في المقام الأول، وفيه العمق الفكري. مثل مقدمة ابن خلدون ... إلخ
راجع صفحة النثر العباسي ومدارسه في موقع الوراق تجد ما يسرك.

25 - فبراير - 2008
النثر التأليفي
أسئلة في الأدب المقارن:    كن أول من يقيّم

حقائق حول الأدب المقارن:
 
بدأت لفظة  بدلالة حسية في العصر الجاهلي، وهي الدعوة إلي الطعام ، ثم انتقلت إلى المعني الخلقي في عصر صدر الإسلام. ثم تطورت إلي المعني التعليمي في العصر الأموي ، ثم انتقلت إلى كونها مرادفة إلى مصطلح الثقافة في العصر العباسي (وهو الأخذ من كل علم بطرف) إلى أن استقرت إلى المفهوم الاصطلاحي الآن وهو: ( الكلام الجميل المعبر عن المشاعر و الأفكار سواء كان شعرًا أو نثرًا ). وهذا المفهوم هو المقصود في تركيب(الأدب المقارن).
والأدب في هذا العلم أنواع ثلاثة:
الأدب الشعبي، الأدب القومي، والأدب العالمي.
الأدب الشعبي: أدب كُتب بلهجة قوم ليعبر عن مشاعرهم وآمالهم وآلامهم.
الأدب القومي: أدب كتب بلغة فصيحة متداولة بين مجموعة من البشر تربطهم
صلات عدة .
الأدب العالمي: مصطلح دعا إليه الأديب الألماني جوتة, وهو أن يكون الإبداع الأدبي كونيًّا في شكله ومضمونه في مقابل تلك الآداب المحلية المحدودة.
س:اذكر تعريف كروتشيه للأدب المقارن؟ وما رأيك في هذا التعريف ؟
عرف كروتشيه الأدب المقارن بأنه: ( اسم جديد لنوع من الخبرة هي موضع التبجيل على مر العصور ) .  وهو تعريف غير سليم منطقيًّا؛ أولاً لأنه لم يحدد أن الأدب المقارن خاص بآداب مختلفة وبلغات مختلفة، ولم يذكر التأثير والتأثر، وثانيًا لأنه تعريف غير مُفهم لا يوصل المعني الاصطلاحي للأدب المقارن. و فيه غموض في لفظتي (الخبرة – على مر العصور ) .
أجمل ما فيه أنه مدح الأدب المقارن بلفظة التبجيل.
 كأن كروتشيه كلاسيكي يحب المحاكاة للأدب المقارن .
 وقد ذكر الدكتور محمد غنيمي هلال عدة تعاريف للأدب المقارن، هي:
الأدب المقارن هو: دراسة الأدب القومي في علاقاته التاريخية بغيره من الآداب الخارجة عن نطاق اللغة القومية التي كتب بها.ص10
مما يؤخذ على هذا التعريف أنه لم يذكر عنصر التأثير والتأثر بين الآداب المختلفة.
 
تعريف الناقد الفرنسي فيلمان : بأنه السرقات الأدبية التي تتبادلها كل الدول.
وهو تعريف فيه حدة يوحي بأن قائله رومانسي، رافض لأداة للمحاكاة. وكلمة كل الدول بها غموض.وقصره على دراسة السرقات فيه تحجيم أو تضييق لمفهوم الأدب المقارن.
 
الأدب المقارن: يرسم سير الآداب في علاقاتها بعضها ببعض، ويشرح خطة ذلك السير ويساعد على إذكاء الحيوية بينها ويهدي إلى تفاهم الشعوب وتقاربها في ثرائها الفكري. وهو تعريف طويل ممل يركز على الأهميات المختلفة للأدب المقارن .
الأدب المقارن تاريخي: العلم الذي يدرس مواطن التلاقي بين الآداب في لغاتها المختلفة، وصلاتها الكثيرة المعقدة، في حاضرها أو في ماضيها، وما لهذه الصلات التاريخية من تأثير أو تأثر.ص13
وهذا هو التعريف السديد الواضح.
لماذا لقب هذا العلم بالمقارن لا الموازن ؟
بالتدبر للفظي المقارن والموازن في المعاجم العربية يتضح لنا أن :
الموازنة لغويًّا تعني المقابلة بين شيئين للمفاضلة والترجيح بينهما
والمقارنة لغويًّا تعني الجمع بين الشيئين والوصل بينهما فقط.
 
وبالتالي فضل الباحثون استخدام لفظ المقارن للسببين الآتيين:
*حتى يميزوا بين دراسة الآداب المتشابه في اللغة الواحدة، مثل دراسة والمفاضلة بين شعري أبي تمام والبحتري فهذه تسمي موازنة، وبين دراسة الآداب المتشابهة في لغات عدة ،مثل دراسة شكسبير وشوقي فهذه تسمى مقارنة .
*أن لفظة الموازنة فيها معني المفاضلة والترجيح. وهي غير مقصودة في الأدب المقارن، بل المقصود في الأدب المقارن العالمية المتشابهة وبيان مافيها من تأثير وتأثر.
 
لماذا ندرس الأدب المقارن ؟
ندرس الأدب المقارن للفوائد الآتية :
*للتعرف إلى فرع الحديث من فروع الدراسات الإنسانية الأدبية.
*إطلاع المثقف على الآداب الأجنبية وموازنتها بالأدب القومي.
*بيان أوجه الصلات والعلاقات الفكرية والإنسانية بين البشر، مهما اختلفت لغاتهم أو أجناسهم أماكن وجودهم.
*الوقوف على مكانة الأدب العربي بين الآداب العالمية شرقا وغربا .
*دراسة التيارات الأدبية العالمية مثل الكلاسيكية، والرومانسية، والواقغية.. وغيرها.
*التعمق في الكشف عن طبيعة التجديد واتجاهاته في الأدب القومي والآداب العالمية .
*لاغني عن الأدب المقارن في النقد الأدبي الحديث فقواعد النقد الحديث ثمرات لبحوث الأدب المقارن العميقة حتى يسمى النقد الحديث النقد المقارن.
 
 
هل اللغة حاجز يمنع الأدباء من تبادل التأثير والتأثر فيما بينهم أو لا ؟ ص10
هناك رأيان:
 *رأي واهٍ يظن أن من العسير بل من المستحيل دراسة الأدب القومي في علاقته التاريخية بغيره من الآداب الخارجة عن لغته بسبب أن اللغة حاجز يمنع من تبادل التأثير والتأثر وعقبة كأداء أمام الباحث في علم الأدب المقارن.
*رأي راجح يقول ليست اللغات حاجز يمنع تبادل التأثير والتأثر بين الأدباء  للأسباب الآتية :
-وجود نصوص أدبية من مختلف الأمم فيها تبادل تأثير وتأثر.
-أن الممارس لترجمة الآداب يجد سهولة في الترجمة لأن الأفكار والتعبيرات كثيرة ما تتناظر في مختلف اللغات.
-أن الآداب الحديثة استطاعت أن تقلل الآداب القديمة ولم تقف اللغة حائلا دون التقليد.
-وجود أدباء نجوم فرضوا أنفسهم على الثقافات العالمية المختلفة ونالوا حظا وشهرة عجيبة مثل (طاغور – محمد إقبال – نجيب محفوظ - شكسبير...).
-أن الأدب المقارن لايهتم بالنتاج الفردي المتخصص بل يهتم بالأفكار الأدبية -وبالقوالب العامة ، ولذلك فأن اللغة لا تمثل حاجز أو عقبة كأداء .
 
 
إعداد الطالب/مرهون بن علي مرهون السلماني
الفرقة الرابعة
كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
مراجعة د/صبري أبوحسين
 
 
 
 
 
 
 
 

26 - فبراير - 2008
مفهوم الأدب المقارن ومدارسه
الأدب المملوكي في المرآة الناصعة    كن أول من يقيّم

هذا تقرير من إعداد الطالبتين:
آمنة  سالـم الكـعبي                        حليمة بنت محمد البلوشي.
المقـدمـة
الحمد لله الذي تتم ـ بنعمته ـ الصالحات،وتبلغ ـ بمنِّه وكرمه ـ أقصى الغايات،وتنال ـ بفضله ـ أرفع الدرجات،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،الشافع المشفع وحده،ورحمة الله المهداة إلى العالمين،وأكمل الخلق وأشرف المرسلين،سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعــــــــــــد:
فهذه دراسة عن حالة الأدب في العصر المملوكي،الذي يعد بلا شك المرآة الناصعة
الصادقة،التي ينعكس على صفحتها ما يدور في المجتمع من أحداث،وما يسري في
خواطر أبنائه من أفكار وأحاسيس وخلجات تنبض بها قلوبهم ومشاعرهم.
فلو أننا أضربنا صفحا عن دراسة أدب عصر من العصور،أو مررنا عليه مرور
الكرام،فكأنما نضرب عن جانب من جوانب حياتنا،ونكون قد قطعنا حلقة من حلقات
تطورنا الفكري والأدبي.
فهل يعقل ويصدق أن نسقط من ذاكرة تاريخنا الأدبي والفكري نصف ماضينا،وشطر
تراثنا،الذي يمثل نصف الموروث الثقافي والحضاري للأمة بترديد مقولة:"إنها عصور
انحطاط وعقم فكري"فنغض الطرف عنها،وعن آثارها،وفنونها،وأعلامها؟؟؟
بالطبع لا!!! ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يقال إزاء هذه العصور من تهم،وهذا ما
دفعنا لأن ننفق وقتا طويلا،وجهدا مضنيا،في سبيل الوقوف على مصادر أدب هذه
العصور،للإلمام بأبرز قضايا الأدب وأعلامه في أغلب هذه العصور.
هذا.ولقد سلكنا في إعداد هذا التقرير نهجا يتناسب وطبيعة الموضوع،فقد تطرقنا بعد
التمهيد إلى لمحة عن أهم الأحداث التاريخية في عصر المماليك،ثم  تحدثنا عن معالم
الحياة الأدبية في العصر المملوكي،ووضع وحال كلا من الشعر والنثر في هذه الحقبة
المهمة،وتناولنا الموضوعات التي تطرق إليها الشعراء في تلك الفترة من الزمن
وأودعناها أبرز الشعراء المملوكيين،ومن ثم تناولنا قصيدة لأحدهم وقمنا بتحليلها.
أما النثر فقد ذكرنا أبرز فنونه وأعلامه.
وكان هدفنا من هذه الدراسة هو خدمة أدبنا العربي،وتراثنا الأدبي،في حقبة مهمة،شاب
الأدب فيها كثيرا من الغموض،وأبهمت صورته أحكام نقدية غير متأنية.
ومن أهم العقبات التي واجهتنا في إعداد هذا التقرير:
ندرة المصادر والمراجع التي تناولت الأدب في هذه العصور.
ومهما يكن من صعوبات فإنها تهون في خدمة تراثنا العربي الخالد،وبخاصة في ذلك
العصر المفترى عليه.
ولقد شجعنا على هذا العمل،وبذل الجهد والوقت،دكتورنا الفاضل /صبري فوزي أبو
حسين وحرصه على دراسة هذا المقرر، ورغبته في الوقوف على أهم أعلامه وفنونه
وقضاياه عن طريق جهدنا المتواضع.
وأخيرًا..
 
فإننا لا نستطيع أن نزعم أننا قد وفينا التقرير حقه،أو وصلنا به إلى درجة الكمال،فإن
الكمال لله وحده،ولابد لكل عمل بشري من هنات وأخطاء.ولكن إن صح اجتهادنا وكان
ما قدمناه يمكن أن ينتفع به،فهو فتح من الله ومدد منه،وإن كانت الأخرى فحسبنا أننا
اجتهدنا وبحثنا والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
 

26 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تمهيد التقرير    كن أول من يقيّم

التمــهيــد
يقول الدكتور/شوقي ضيف في كتابه (البحث الأدبي ص 53 ):
  "ولعل عصورًا لم تُظلَم كما ظلمت العصور المتأخرة، وبخاصة عصر الأيوبيين
والمماليك،فقد قيل مرارًا وتكرارًا:
    إن الشعراء جمدوا حينئذ، وجمد معهم الشعر، وجفت ينابيعه، وإنهم عاشوا على اجترار الماضي ومحاكاته..
وكل ذلك ظلم، وهو ظلم جره التفسير الخاطئ لمحافظة الشعراء حينئذ، فقد ظن
الباحثون أنها أثر الجمود وركود الفكر، ولكن كيف يكون هذا الجمود والركود في عصر
ردت إلينا فيه قوانا القتالية الضاربة،وسحقنا الصليبيين والمغول سحقًا ذريعًا؟!.
والحق أنه لم يكن هنالك ركود ولا خمول ولا تعطل ذهني،وإنما كانت هنالك محافظة
قوية بدافع الاحتفاظ بمقومات الشخصية العربية والإسلامية،أمام أعدائها اللدودين
المعتدين،خشية أن تضعف أوتضمحل،أو يصيبها ويعتريها،شيء من الوهن والضعف
فيؤثرعلى كيان الأمة  وعزيمتها أمام هجوم أعدائها الذي لا ينقطع أو يتوقف.(1)
 
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الغصون اليانعة في أدب العصور المتتابعة، ت: د.حسن عبد الرحمن سليم. ط:1(1425ه ـ 2005م)، د،مط.   ص: 2بتصرف .

26 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تعليقي على رأي الدكتور شوقي ضيف    كن أول من يقيّم

أرى أن رأي الدكتور شوقي ضيف في أدب العصور المتتابعة لا يؤخذ من كتاب واحد من كتبه، بل لابد من مطالعة رأيه في موسعته (عصر الدول والإمارات) وكتابيه(الفن ومذاهبه في الشعر) و(الفن ومذاهبه في النثر)؛ لأنه-رحمه الله تعالى- في هذه الكتب سار مع السائرين في ظلم أدب هذه الفترة الشهيدة من تاريخ أمتنا.
د/صبري أبوحسين

26 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
لمحة عن حيوات العصر    كن أول من يقيّم

الحياة السياســية:
نسب هذا العصر إلى المماليك وبهم سمي،والمماليك الذين حكموا مصر وبلاد الشام
وقسما كبيرا من الجزيرة العربية ما يقرب من ثلاثة قرون،وقادوا حركة الجهاد ضد
الغزو الصليبي والمغولي،هم في الأصل جملة من الرقيق الذي كان يجلب من بقاع
مختلفة،واستطاعوا الوصول إلى الحكم عندما تزوجت شجر الدر من قائد
الجيش،وتنازلت له عن السلطنة.
وأمضى المماليك مدة حكمهم في صراع خارجي وداخلي،ومع تقدم الوقت تصدى
المماليك للبرتغاليين الذين أفسدوا على الدولة المملوكية تنظيم التجارة بين الشرق
والغرب،ثم اختلفوا مع العثمانيين الذين قضوا على الدولة المملوكية.
كان حال الدولة المملوكية مرتبطا بالسلطان،فإذا كان السلطان قويا قادرا على إخضاع
المماليك،ساد الدولة الأمن والاستقرار،وإذا كان السلطان ضعيفا،عمت الفوضى
وانتشرت الفتن.
 الحياة الاجتمـاعــــــــية:
السمة العامة للمجتمع في العصر المملوكي هي التدين،وقد تجلت في حركة الجهاد
وإحياء الخلافة،وانتشار التصوف،ومظاهر الاحتفال بالأعياد الدينية،ولا يعني هذا أن
هذا المجتمع لم يعرف المفاسد،بل عرفت فيه مفاسد كثيرة،وشاعت فيه الخرافات
والشعوذة التي انشغل بها الناس،وآمنوا بكرامات المتصوفة،ومال الناس إلى
البخل،وعانوا من الاحتيال.
وظلت هذه الظواهر الاجتماعية قليلة،ولم تغلب على المجتمع،ولكنها كانت موجودة
وظهر أثرها في الأدب.(1)
الحياة الاقتصـادية:
كان اقتصاد الدولة المملوكية في بداية أمرها على جانب كبير من القوة والازدهار،ولكن
توزيع الثروة لم يكن عادلا،وقد تعرض هذا الاقتصاد لهزات عنيفة بسبب الغزوات
الخارجية وسوء الحكم وفساد الإدارة.
الحياة الثقافـــــية:
شهد العصر المملوكي حركة ثقافية جيدة، فمن العوامل التي نهضت بالثقافة الحروب
العاتية التي تثير العواطف وتبعث على القول، وتحرك الهمم للدفاع عن الأمة في ميادين
المواجهة كافة، ومنها ميدان الثقافة. يضاف إلى ذلك التشجيع الذي أبداه بعض السلاطين
للعلوم المختلفة التي تحتاجها الدولة وقد حظيت الدولة المملوكية بظرف خاص أفاد
الحركة الثقافية، وهو هجرة العلماء العرب المسلمين من مشرق البلاد الإسلامية ومغربها
إليها.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1):ابن نباته شاعر العصر المملوكي.ت:الدكتور محمود سالم محمد،مط:دار ابن كثير
دمشق ـ بيروت،ص:7،بتصرف.

26 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
دلائل حياة الأدب    كن أول من يقيّم

معالم الحياة الأدبية في العصر المملوكي
لم يمت الأدب في هذا العصر، كما يدعي البعض، وما كان ينبغي له أن يموت، فهو خالد
بخلود لغتنا العربية الفصحى، تلك التي حفظت _ وستزال محفوظة _ بحفظ القرآن
الكريم، كان ديوان العرب، يسجل حياتهم، وينشرحكمهم، ويغرس فضائلهم في الناشئة
والطالبين لها الباحثين عنها. وقد وجدت له معالم وأعلام في كل عصر ومصر منذ
جاهليته الأولى حتى العصر المملوكي، الذي فقد دافعا أساسيا على حياته وتطوره، وهو
تشجيع الطبقة الحاكمة لرجاله، وبقيت في هذا العصر عدة دوافع ساعدت على مواصلة
الأدب لمسيرته، وسيره سيرا جديدا متطورا متنوعا،
 منها:
_ كثرة العلماء وتنامي أثرهم وزيادة دورهم وتنوع صلتهم بالأدب إبداعا وجمعا ودرسا
ونقدا وتشجيعا وتوجيها.
_ هجرة كثير من الأدباء إلى مصر والشام، فارين من العراق وما قبلها من بلاد
المشرق الإسلامي، خوفا من الإرهاب المغولي الهمجي، ومطرودين من الأندلس وما
بعدها من بلاد المغرب الإسلامي، إنقاذا لأنفسهم وذويهم من الصراع الحربي الدموي في
هذه البلاد، بين المسلمين بعضهم البعض أحيانا، والمسلمين وغيرهم أحيانا أخرى.
_ التنافس بين شعراء مصر والشام في إجادة شعرهم، فلم يكن شاعر في أحد القطرين،
ينظم قصيدة طريفة،حتى يتناولها شعراء القطر الآخر بالنقد والمعارضة والاحتذاء.
يروى أن ابن نباتة كان إذا ما اخترع معنى أخذه الصفدي بلفظه أو بتغيير فيه قليل،
فألف ابن نباتة رسالة، جمع فيها ما قاله،فأخذها منه الصلاح، وسماها "خبز الشعير".
ونتيجة لهذا التنافس في الإبداع صار لكل بيئة خصائصها، ففي شعر أهل الشام ميل إلى
الوصف وبخاصة وصف الطبيعة، لجمال البيئة واعتدال الجو وحسن مناظر الطبيعة
هناك ولشعر أهل مصر ميل إلى الرقة والفكاهة، وتناول للأحداث السياسية الكبرى.
_ كثرة المدارس ودور التعليم والمكتبات، وزيادة عدد الشيوخ والطلاب، ورعاية الحكام
لأبنية العلم وأهلها اقتصاديا واجتماعيا.وقد سجل الشعراء هذه الرعاية وصوروها
بشاعريتهم. يقول الشاعر أبو الحسن الجزارعند افتتاح المدرسة الصالحية:
ألا هكـذا يبني المـدارس مـن بنى                   ومن يتعالى في الثواب وفي البنا (1)
  ويقول شاعر آخر في تهنئة الظاهر برقوق في مناسبة إنشاء المدارس الظاهرية:
الظاهر الملك السلطان همته                          كادت لرفعتها تعلو على زحل
وبعض خدمه طوع لخدمته                                            يدعو الجبال فتأتين على عجل
  فواضح مدى دلالة هذه النصوص على اهتمام الحكام المماليك بإنشاء المدارس
ورعايتها وقد اتجهت شيوخ هذه الدور العلمية وطلابها نحو الدرس اللغوي والأدبي بحثا
وتأليفا وتعليما وإبداعا.
_ كثرة المؤلفات البلاغية والأدبية والنقدية المؤثرة في هذا العصر،ككتب حسن التوسل
في صناعة الترسل لشهاب الدين الحلبي، ومفتاح العلوم للسكاكي، والحواشي التي ألفت
في شرحه واختصاره للقزويني والتفتازاني والسبكي وغيرهم. و " بديع القرآن" و"
تحرير التحبير" لابن أبي الإصبع، وإختصار ابن منظور للأغاني، والعقد الفريد، وزهر
الآداب ، ويتيمة الدهر، ونصرة الناثر على المثل السائر للصفدي، وصبح الأعشى
للقلقشندي ونهاية الأرب للنويري، وخزانة الأدب، وثمرات الأوراق لابن حجة،
بالإضافة إلى دواوين الشعراء ورسائل الأدباء.
ويبدو أن مقامات الحريري كانت مادة المتأدبين في هذا العصر، يحفظونها ويتمثلون
أساليبها. وقد وقف الفخري في كتابه " الآداب السلطانية" أمامهم بالمرصاد، منتقدا عادة
عصره في تحريض المتعلمين على حفظ المقامات ويرى أنها إن نفعت من جانب اللغة
أضرت من جانب الأخلاق لما تحويه من حوادث الكدية والحيل في الاستجداء،مما
يصغر الهمم،ويضعف النفوس.
ـ وقد امتزج العلم بالأدب عند العامة امتزاجا واضحا،سجله الشاعر بقوله:
هذب النفــس بالعلــوم لترقــى                وتــرى الكـل وهــو للكـل بيت
إنمــا النفس كالزجاجة والعـقـ                ل ســراج وحكمـة اللــه زيــت
فــإذا أشرقت فإنــــك حـــــي                 وإذا أظــلمــت فإنـــــك ميـــت
وقد أسهم الشعر في بيان دخول العلماء في متاهات لا طائل منها،ونقد ذلك نقدا
صريحا،ودليل ذلك قول الأدفوي:
 إن الدروس بمصرنا في عصرنا                طبعت على لغط وفرط عياط
      ومباحــث لا تنتـــهي لنهايـــــــة                 جدلا ونقـل ظاهر الأغـــلاط
          ومدرس يبدي مباحث كلــــــــها                            نشأت عن التخليط والأخـلاط
 فهذا النص الشعري يعدد المعالم السلبية الموجودة عند قطاع معلمي هذا العصر، ويعرب عن النفور العام منها،لعدم جدواها وآثارها.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)تاريخ الأدب العربي،ت:د.عمر فروخ،ج:3
 

26 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
تابع دلائل حياة الأدب     كن أول من يقيّم

_ اتخاذ الأدباء من متأخري الشعراء والكتاب في العصر العباسي مثلا عليا في الإبداع
يحتذونهم ويسيرون على نهجهم في آليات الشكل الفني ومعطيات المضمون الفكري،
خصوصا أبا العلاء المعري في تصنعه الشعري والقاضي الفاضل في طريقته النثرية
المتفننة في زخارف البديع وأعشابه العديدة والمتنوعة.
_ كثرة الحوادث السياسية والعسكرية المؤثرة في مخيلة الأدباء واللافتة لأذهانهم مثل
سقوط بغداد، وتوغل المغول في بلاد الشام، وموقعة عين جالوت، وتولي المماليك للحكم،
كل واحد على حساب آخر سابق عليه، اعتماد على سلاح القوة والبطش والجبروت،
والصراع الحربي مع الآخرين على الحدود والممتلكات، فقد كان للأدب موقفه الواضح
من ذلك تسجيلا وتصويرا... وهكذا كثرت الدوافع على الإبداع الأدبي في هذا العصر
ولم تنعدم كما يدعي بعض الباحثين، أولئك الذاهبون إلى أحكام متناقضة مضللة
المبسترة، التي تخفي وراءها ما تخفي، معتمدة على إبرازجوانب مظلمة من الأدب
العربي في هذه الفترة كالألغاز والأحاجي والعامية والخلخلة التركيبية.
 
أمن أجل حفنة من شعر مجبول، أو ألاعيب لفظية من جناس وتورية وسجع، نرمي
بأدب العصر كله بالانحطاط؟!!
 ماذا نقول عن المُوسِعات التي ظهرت؟ ماذا نقول عن المعاجم الكبرى كالقاموس
 المحيط ولسان العرب؟ ماذا نقول عن نصف مليون ككتاب ما يزال مخطوطا في مكتبة
السليمانية بإسطنبول، كتبت بأيدي أبناء هذا العصر،ولم يظهر للنورإلى اليوم؟ ماذا نقول
عن ابن نباتة وصفي الدين الحلي والبوصيري والقلقشندي والسيوطي وابن الجوزي
وإبداعاتهم الأدبية الجيدة؟!!
لقد كان تطور الأدب _ شكلا ومضمونا _ في هذا العصر نابعا من داخل الفن نفسه،
وقررته الى حد بعيد الحاجة الفنية التي أملاها الفن ذاته، وإن سار في خط قررته
المستجدات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
فعن طريقه تراكم جهود الأدباء ، استطاع الأدب العربي _ والشعر بخاصة _ أن
يواصل مسيرته، إذ عاشت أجيال عديدة تجربة ذات طبيعة جامدة لم تخضع للتغير
والتطور ولم تصطرع فيها قوى التقبل والمقاومة في عصر طويل من الثبات فدارالأدب
في دائرة النظم المكرر والإبداع الثابت المتشابه.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الحياة الأدبية في العصرين المملوكي والعثماني،ت:د.محمد عبد المنعم خفاجي.

26 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
 17  18  19  20  21